تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) }
التفسير
ذكر ابن كثير أن الله تعالى يقسم بهذه السورة الكريمة بالضحى وما فيه من الضياء وبالليل إذا أظلم وادلهم ، وإلى هذا المعنى ذهب كل من الشيخ السعدي ومحمد الأشقر
والمقسم عليه كما ذكر الامام الحافظ ابن كثير أن الله تعالى ما ترك نبيه صلى الله عليه وسلم ولا أبغضه وإليه ذهب الشيخ الأشقر ، وزاد العلامة السعدي - رحمه الله - أنه تعالى لم يترك نبيه صلى الله عليه وسلم منذ اعتنى به وأحبه ، بل مازال يعليه درجة بعد درجة ، و أن نفي البغض إثبات للمحبة
وأقسم تعالى أيضاً - كما ذكر ابن كثير - أن حال الرسول صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة خير له من حاله في الدنيا ، وخصصه الأشقر أن شرف النبوة في الدنيا خير من كل شرف ، إلا أن الجنة خير له من الدنيا . وزاد السعدي - رحمه الله - أن كل متأخرة من أحواله صلى الله عليه وسلم فلها الفضل على الحالة السابقة ، فما زال صلى الله عليه وسلم يصعد على درج المعالي وقد وصل إلى ما لم يصل إليه الأولون والآخرون
وأقسم تعالى أيضاً على أن الله تعالى سيعطي نبيه صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة حتى يرضيه ، ومن ذلك سيرضيه في أمته ، ومنه الحوض والشفاعة كما ذكر ابن كثير ، وزاد الأشقر أن سيرضيه في الفتح في الدين
ويرى الشيخ السعدي أن تفاصيل الإكرام والتفضيل لا يمكن حصرها والتعبير عنها فهي من العبارات الشاملة الجامعة
المسائل العقدية :
- ذكر ابن كثير أن خلق الليل والنهار وما فيهما من المنافع يدل على عظمة الله وقدرته
-أكد السعدي ثبوت كمال حال النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله
-اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدا فقيرا كما ذكر ابن كثير
- ومن كرامات النبي صلى الله عليه وسلم ثبوت الشفاعة وثبوت الحوض كما ذكر ابن كثير والأشقر
- وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين كما ذكر الأشقر
المسائل اللغوية
النفي المحض لا يكون مدحا الا اذا تضمن ثبوت كمال - كما ذكر السعدي رحمه الله