دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو القعدة 1442هـ/4-07-2021م, 11:41 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الثاني: علماء المدينة النبوية [ طبقة الصحابة رضي الله عنهم ]

الدرس الثاني: علماء المدينة النبوية

طبقة الصحابة رضي الله عنهم

عناصر الدرس:
لمحات من التاريخ العلمي للمدينة النبوية.
● إيجاز التعريف بعلماء المدينة من طبقة الصحابة رضي الله عنهم.
● تراجم علماء الصحابة في المدينة النبوية
1: أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي(ت:13هـ) رضي الله عنه.
2: عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي (ت:23هـ) رضي الله عنه.
3: عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي القرشي (ت:35هـ)رضي الله عنه.
4: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي (ت:40هـ) رضي الله عنه.
5: سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة(ت:12هـ).
6: خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشيّ (ت:13هـ).
7: أبو زيد سعد بن عبيد بن النعمان الأوسي(ت:16هـ).
8: معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه.
9: أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري (ت:30هـ) رضي الله عنه.
10: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (ت:32هـ) رضي الله عنه.
11: أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ) رضي الله عنه.
12: عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:34هـ).
13: حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي (ت:35هـ) رضي الله عنهما.
14: سلمان الفارسي الرامهرمزي (ت:36هـ) رضي الله عنه.
15: تميم بن أوس بن حارثة وقيل ابن خارجة الداري (ت:40هـ).
16: عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي(ت: 43هـ) رضي الله عنه.
17: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري (ت:44هـ) رضي الله عنه.
18: أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية(ت:45هـ).
19: زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ) رضي الله عنه.
20: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي (ت: بعد 51هـ).
21: فضالة بن عبيد العوفي الأوسي الأنصاري(ت:53هـ).
22: مجمع بن جارية بن عامر العوفي الأوسي الأنصاري(ت:55هـ).
23: أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ت: 57هـ) رضي الله عنهما.
24: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي (ت:59هـ) رضي الله عنه.
25: أم المؤمنين أمّ سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية(ت:61هـ).
26: أبو حليمة معاذ بن الحارث بن الأرقم النجاري الخزرجي الأنصاري(ت:63هـ).
27: عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي (ت:65هـ) رضي الله عنهما.
28: النعمان بن بشير الخزرجي الأنصاري(ت:65هـ) رضي الله عنهما.
29: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي (ت:68هـ) رضي الله عنهما.
30: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي (ت: بعد 70هـ).
31: عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي(ت:73هـ) رضي الله عنهما.
32: أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري الخزرجي الأنصاري (ت:74هـ) رضي الله عنهما.
33: عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي (ت:74هـ) رضي الله عنهما.
34: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري (ت:78هـ) رضي الله عنهما.
35: واثلة بن الأسقع الليثي(ت:85هـ) رضي الله عنه.
36: عمرو بن حريث بن عمرو المخزومي (ت:85هـ).
37: أنس بن مالك بن النضر النجاري الأنصاري (ت:92هـ) رضي الله عنه.
38: الحرّ بن قيس بن حصن الفزاري.
المختلف في صحبتهم:

1: سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة العدوي القرشي (ت: 70هـ ).
2: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري(ت:100هـ).


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 05:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

لمحات من التاريخ العلمي للمدينة النبوية

المدينة النبوية هي مهاجَر النبي صلى الله عليه وسلم، والبلد الذي خرج منه معلمو القرآن إلى كافّة الأمصار، يُقرئونه ويُعلّمون أحكامه وتأويله وآدابه كما علّمهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت المدينة بلداً حافلاً بالأئمة العلماء؛ تكاد تنير من كثرة علمائها وعبّادها، بل قد أنارت، وقد ظهر من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وكرامات أصحابه آيات بينات منها أن بعض الصحابة ظهر له نور حسي يشاهده، ومنهم من ذُكر أنّه رؤي حول داره نور يُزهر إذا تهجّد في الليل.

ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم رثاه حسان بن ثابت بقصيدة عصماء مبكية، وكان من عادة العرب استهلال قصائدهم الطوال بذكر الأطلال ودروس معالمها؛ لكن حسان رضي الله عنه؛ استهلّ قصيدته بذكر استنارة المدينة وظهور معالمها؛ فقال:
بطيبة رسم للرســــــــــــــــــول ومعهد ... منير وقد تعفو الرسوم وتهمــــــــد
ولا تمحي الآيات من دارِ حرمة ... بها منبر الهادي الذي كان يصعد
واوضحُ آيات وباقي معــــــــــــــــــــالم ... وَرَبْعٌ له فيه مصلى ومسجـــــــــــــــد
بها حجرات كان ينزل وسطهــــــــــــا ... من الله نور يستضــــــــــــاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها ... أتاها البلى فالآي منها تجدد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ... بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبـــــــــــــا ... عليه بناء من صفيحٍ منضـــــــــدُ
وهل عدلت يومــــا رزيةُ هــــــــالك ... رزية يوم مـــــــــــــات فيه محمـــــــــــــد
تقطع فيه مُنزَلُ الوحيِ عنهـــــــــــــم ... وقد كـــــــــان ذا نورٍ يغور وينجد
إلى أن قال بيته الشهير الذي هو أرثى بيت قالته العرب:
وما فقد الماضون مثل محمّدٍ ... ولا مثلُه حتى القيامة يُفقدُ

وصدق رضي الله عنه ورحمه فلم نصب بمثل مصيبتنا بفقد نبيّنا صلى الله عليه وسلم، وقد روي في ذلك حديث له طرق يقويّ بعضها بعضاً:
- قال موسى بن عبيدة الربذي: حدثنا مصعب بن محمد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس، أو كشف سترا، فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر، فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم، ورجاء أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم، فقال: «يا أيها الناس أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين أصيب بمصيبة، فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي». رواه ابن ماجة.
وتابعه عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي والد عليّ بن المديني عند الطبراني في الأوسط والصغير، وعبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، ولفظه: «يا أيها الناس، من أصيب منكم بمصيبة من بعدي فليتعز بمصيبته بي عن مصيبته التي تصيبه؛ فإنه لن يصاب أحد من أمتي بعدي بمثل مصيبته بي».
وموسى بن عبيدة وعبد الله بن جعفر ضعيفان، ومن أهل العلم من يعتبر بحديثهما، وللحديث شواهد مرسلة صحيحة يتقوى بها.
منها شاهد مرسل عن عطاء بن أبي رباح عند ابن سعد والدارمي.
ومنها شاهد مرسل عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي عند ابن المبارك وعبد الرزاق في مصنفه.
ومنها شاهد مرسل عن مكحول الدمشقي عند الدارمي.
وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِيُعَزِّ المسلمين في مصائبهم المصيبةُ بي».
والحديث بمجموع هذه الطرق يتقوى، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وهو من حيث المعنى صحيح؛ فإنّ مصيبة فقد النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المصائب؛ فقد كان لا يعدم المؤمن من رؤيته ولقائه خيراً؛ ولا يأتيه مسترشد إلا وجد ما يدله على الهدى والرشاد، ولا تعرض فتنة إلا بيّن للمسلمين سبيل النجاة منها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم في شأن فتنة الدجال التي هي أعظم فتنة قال: ((إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم)). رواه مسلم.
وفتنة الدجال هي أعظم الفتن؛ كما في مسند الإمام أحمد ومصنف ابن أبي شيبة من حديث سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال)). رواه أحمد وابن أبي شيبة.
فإذا كانت هذه الفتنة التي هي أعظم الفتن لو خرجت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لكان حجيجَ الدجال دون أمّته، والمحامي القويّ الأمين عنهم؛ فما دون ذلك من الفتن التي تعرض للأمة أولى، وكم أتاه من رجل فسمع منه كلمة انتفع بها في حياته كلّها.
كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وإن نابهم أمر لم يقوموا بحمله ... فمن عنده تيسير ما يتشدد
"من" هنا سببية وليست ابتدائية؛ أي بسبب ما عنده مما علّمه الله وأمكنه منه، ولا يصحّ حملها على الابتداء المطلق؛ لأن الابتداء المطلق إنما هو لله تعالى، ويصحّ حملها على الابتداء المقيّد فيكون المراد به سنته وطريقته.
إمام لهم يهديهم الحقَّ جاهـــــــــداً ... معلّم صدق إن يطيعوه يسعـــــدوا
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى ... حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

والمقصود أنّ المدينة شرفت بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان المعلّم الأوّل للأمّة، وهو الذي أتمّ الله به نوره، وأكمل به دينه.
وهو إمام العلماء والعبَّاد، والميزان الأكبر؛ الذي تعرض على هديه وسنته اجتهادات المجتهدين؛ فما وافقها كان صواباً، وما خالفها كان خطأ مردوداً، فكان لا يقول إلا حقاً، ولا يأمر إلا بالعدل والإحسان، لا ينطق عن الهوى، ولا يحيد عن الصواب.
وتعليمه للعلم أفضل التعليم وأنفعه، وأعظمه بركة، وأحسنه أثراً على القلوب والنفوس.
قبضه الله إلى الرفيق الأعلى في شهر ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة، وقد عمّ الإسلام جزيرة العرب.
ثمّ قام من بعده خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ وابتلي بردّة شديدة في بعض أحياء العرب؛ فقام بقتال المرتدين خير قيام، وجاهد حتى استوسق الأمر للمسلمين في جزيرة العرب، وكانت كلمة الله هي العليا، وسيّر جيشاً لقتال الروم وآخر لقتال الفرس، وبعث معلمين لبعض الأمصار، وجمع القرآن بين الدفتين، بمشورة عمر بن الخطاب، وكتابة زيد بن ثابت وسعيه في جمعه من الصدور والصحف التي بأيدي الصحابة، ومراجعة أبيّ بن كعب ومن معه من قراء الصحابة؛ فكان ذلك من أجلّ أعماله.
- قال عبد خير بن يزيد الهمداني: سألت عليا رضي الله عنه عن أوَّل مَن جمع القرآن في المصحف؛ فكان أوَّلَ ما استقبلني به قال: (رحم الله أبا بكر! كان أعظم الناس أجراً في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين). رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن أبي داوود في المصاحف.
وكان أبو بكر من أعلم الصحابة بالقرآن، وأفهمهم في معانيه، ولا يُعرف عنه اجتهادٌ أخطأ فيه في معاني القرآن.
بل كان يفهم من دلائل الخطاب وإيمائه ما لا يفهمه كثير من الصحابة.
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان أبو بكرٍ أعلمنا).
- قال ابن القيم رحمه الله: (كان أبو بكر الصديق أفهم الأمة لكلام الله ورسوله، ولهذا لما أشكل على عمر مع قوة فهمه قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((إنكم تأتونه وتطوفون به)) فأورده عليه عام الحديبية؛ فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به").
وكان رضي الله عنه يجيب على أسئلة من يسأله عن معاني القرآن، وينبّه على ما يلحظ من الخطأ في فهم القرآن، وتنزيله على غير مواضعه.
- قال سعيد بن نمران: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا؟
قال: (استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد: سمعت قيس بن أبي حازم، يحدث عن أبي بكر الصديق أنه خطب فقال: يا أيها الناس! إنكم تقرأون هذه الآية، وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الناس إذا رأوا المنكر بينهم، فلم ينكروه يوشك أن يعمّهم الله بعقاب)). رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان.
- وقال محارب بن دثار: (لما ولي أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال وولى عمر القضاء فمكث سنة لا يختصم إليه أحد). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل لأبيه.
لدغ رضي الله عنه في جمادى الأولى سنة 13ه؛ ولما حضرته الوفاة استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت وفاته يوم الإثنين في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ثلاث وستون عاماً.
فقام عمر رضي الله عنه بشؤون المسلمين خير قيام؛ ففتح بيت المقدس، وفتح الشام، وفتح مصر، وفتح فارس حتى بلغت جيوشه أقصى خراسان.
وكان عمر من أعلم الصحابة وأفقههم في دين الله، وكان جلساؤه القراء العلماء، وكان يبعث البعوث إلى الأمصار لتعليم القرآن؛ فبعث إلى العراق عشرة معلمين من علماء الصحابة، فيهم ابن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبو موسى الأشعري، وقرظة بن كعب الخزرجي، ومجمّع بن جارية الأوسي، وعمران بن الحصين، وعبد الله بن مغفّل المزني، وغيرهم.
وبعث عبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء إلى الشام وأمرهم أن يبدؤا بحمص فيعلّموا فيها حتى يرضوا؛ ثم ينتقل معاذ إلى فلسطين، وأبو الدرداء إلى دمشق، ويبقى عبادة في حمص؛ ففعلوا ما أمرهم به، ونفع الله بهم خلقاً كثيراً.
وبعث معلمين إلى مكة والبحرين وعمان واليمن ومصر، والمدائن، وبقي في المدينة جماعة من علماء الصحابة يقرئون الناس القرآن ويفقّهونهم في الدين؛ فانتشر العلماء في بلدان الإسلام انتشاراً عظيماً مباركاً.
وهمّ عمر أن يكتب السنة، ورُوي أنه استخار في كتابتها شهراً لكنّه خشي أن يشتغل الناس بها عن القرآن.
وكان عمر رجلاً ملهماً محدَّثاً، وعدلاً حازماً، مهيب الجناب، وكان شديداً على من يتكلم في القرآن بغير علم، وقد اشتهر ضربه لصبيغ التميمي لما كان يتكلف المسائل في القرآن؛ حتى جعله عبرة لغيره، وانتفع صبيغ بهذا التأديب فقد عصمه الله به من فتنة الخوارج لما حدثت بعد؛ فإنه قيل له: ألا تخرج معهم.
قال: هيهات، نفعني الله بموعظة الرجل الصالح.
استشهد رضي الله عنه بالمدينة في أواخر ذي الحجة من سنة 23هـ، بعد أن قضى حجّه وعاد إلى المدينة، وقد ترك الأمر شورى بين ستة من العشرة المبشرين بالجنة: عثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص؛ فآلت الخلافة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان خير الصحابة يومئذ.
- قال حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل: أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سار من المدينة إلى الكوفة ثمانياً حين قتل عمر رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس إن أمير المؤمنين قد مات فلم نر نشيجاً أكثر من نشيج ذلك اليوم، وإنا اجتمعنا أصحابَ محمد فلم نألُ عن خيرنا ذا فوق؛ فبايعنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبايعوه، فبايعه الناس». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال النزال بن سبرة: سمعت ابن مسعود يقول حين بيعة عثمان: (أمَّرْنا خير من بقي، ولم نَأْلُ). رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن سعد في الطبقات، ويعقوب بن سفيان في المعرفة.
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا نخيِّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم» رواه البخاري.
وكان عثمان من أعلم الصحابة بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوته حتى كان ربما قام بالقرآن كله في ركعة واحدة، وكان ممن يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول من خطّ المفصّل.
وجمع الناس على مصحف إمام عام 25ه، ونسخ منه نسخاً بعث بها إلى الأمصار، وهي التي سمّيت بالمصاحف العثمانية نسبة إليه.
وسار تعليم القرآن في عهد عثمان على ما كان سائراً عليه في عهد أبي بكر وعمر إلى أن توفي رضي الله عنه في شهر ذي الحجة سنة 35هـ.
ولما آلت الخلافة إلى عليّ انتقل إلى الكوفة، واستعمل على المدينة سهل بن حُنيف الأنصاري، وهو صحابي جليل، شهد بدراً وأحداً وكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وذبّ عنه بالنبل، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عليّ بن أبي طالب لما هاجر إلى المدينة.
وكان سهل بن حنيف هو الذي يصلي بالناس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لما حُصر عثمان رضي الله عنه.
ثم إنّ عليّ بن أبي طالب استقدم سهلاً إلى الكوفة وشهد معه صفين، وأمّر على المدينة تمّام بن العباس بن عبد المطلب، ثمّ استقدمه إلى العراق وولى على المدينة أبا أيوب الأنصاري، ثم إن أبا أيوب الأنصاري لحق بعليّ في العراق وشهد قتال الخوارج، واستخلف على المدينة رجلاً من الأنصار إلى أن ولّى عليّ قثم بن العباس على مكة والمدينة فبقي أميراً عليهما، وسكن مكة، ثم اصطلح أهل المدينة على الأسود بن أبي البختري العامري القرشي، وهو من مسلمة الفتح؛ فكان يصلي بهم حتى قتل علي رضي الله عنه.
- وقال محمد بن طلحة: (اصطلح الناس بأذرح - يعني في زمان التحكيم- على سليمان بن أبي حثمة يصلّي بهم، وكان قارئا محسناً). رواه الزبير بن بكار كما في الإصابة لابن حجر، ولعله يعني في رمضان؛ فقد كان سليمان يصلي بالناس في رمضان في زمن عمر بن الخطاب، وكان قارئاً محسناً.
فهؤلاء هم أمراء المدينة في زمن الخلفاء الراشدين، وكلّهم من أفاضل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

وفي خلافة معاوية كان أميرها مروان بن الحكم، وكان معاوية إذا غضب على مروان أمّر على المدينة أبا هريرة رضي الله عنه، فكان يعاقب بينهما، ثمّ ولى سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أمية، ثم أخاه عمرو بن سعيد الملقّب بالأشدق، ثم كان آخر أمراء المدينة في خلافة معاوية الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فمات معاوية والوليد أمير على المدينة، ثم تعاقب على إمارة المدينة أمراء في زمن يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وجرت فتن عظيمة، منها وقعة الحرة التي كانت سنة 63هـ، وقد قتل فيها جماعة من أهل المدينة وكان فيهم جماعة من العلماء والقراء من الصحابة والتابعين، ومنهم بعض كتبة المصاحف زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ويتعذّر تقصي أسماء العلماء في المدينة النبوية من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ولذلك سأقتصر على ذكر بعض وخاصة مشاهيرهم ومن له أثر ظاهر تعليم العلم، وأقسّمهم على طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم.
والطبقة الثانية: طبقة التابعين رحمهم الله.
والطبقة الثالثة: طبقة تابعي التابعين رحمهم الله.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 05:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

إيجاز التعريف بعلماء المدينة من طبقة الصحابة رضي الله عنهم.

الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم

وهم على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: من كان مقيماً بالمدينة ثمّ خرج للجهاد بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات في الغزو أو استشهد، ولم يطل مكثه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم:
1: سالم مولى أبي حذيفة استشهد يوم اليمامة، ومعه جماعة كثيرة من القراء، ذكر ابن كثير أنهم نحو 500.
2: وأبو زيد سعد بن عبيد الأوسي استشهد يوم القادسية، وهو ابن أربع وستين، وكان ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إمام مسجد قباء، وكان يسمى القارئ، وهو أبو عمير بن سعد.
- قال طارق بن شهاب:(كان سعد بن عبيد الأنصاري شهد القادسية؛ فقام خطيباً؛ فقال: (إنا مستشهدون غدا فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
3: وخالد بن سعيد بن العاص، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام وممن هاجر إلى الحبشة، ومن كتبة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وروي أنه أول من خطّ "بسم الله الرحمن الرحيم"، استشهد يوم مرج الصفر بعد اليرموك.
والصنف الثاني: أقام بالمدينة مدة ثمّ خرج إلى الأمصار وعلّم بها، وهؤلاء جماعة كثيرة منهم: معاذ بن جبل، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعليّ بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري، وحذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي، وتميم بن أوس الداري، وفضالة بن عبيد، ومجمّع بن جارية، وعمران بن الحصين، وقرظة بن كعب الخزرجي، والنعمان بن بشير، وابن عباس، وابن الزبير، وواثلة بن الأسقع، وعمرو بن حريث المخزومي، وأنس بن مالك، وغيرهم.
والصنف الثالث: بقي بالمدينة وكان أكثر مقامه بها، ومنهم من خرج للغزو ثم عاد إلى المدينة، وهؤلاء جماعة كثيرة منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وأمّهات المؤمنين، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن سلام، وزيد بن ثابت، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، ومعاذ القارئ، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم.
وهؤلاء هم أشهر من تلقّى التابعون منهم العلم، وقد انتدب بعضهم لتعليم القرآن والتفقيه في الدين.
والصحابة رضي الله عنهم على طبقات فكبارهم قرأ جماعة منهم على النبي صلى الله عليه وسلم وتعلّموا منه علماً كثيراً، وأوساطهم سمعوا من قراءته وتعلموا منه ما شاء الله وربما قرأ عليه بعضهم شيئاً يسيراً، ثم قرأوا على قراء الصحابة، وصغارهم سمعوا منه شيئاً يسيراً، أو أدركوا رؤيته، وكان أكثر تعلّمهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم.
وهم على درجات في السبق في الإسلام، وطول مصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وشهود المشاهد معه، ويتفاضلون في النصيب من العلم، وكثرة الأصحاب.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:16 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

تراجم علماء الصحابة بالمدينة

1. أبو بكر الصدّيق عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي(ت:13هـ) رضي الله عنه
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل الصحابة بالإجماع، وأعظمهم قدراً، وأطولهم صحبة وأحبّهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفضائله كثيرة جداً، وكان من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه، وكان ربما سأل الصحابة عن بعض معاني القرآن ثمّ يرشدهم للصواب، وكان يجيب على أسئلة السائلين عن معاني القرآن، وينبّه على ما يلحظ من خطأ، وهو أوّل من جمع القرآن بين لوحين.
روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين منهم: حذيفة بن اليمان، ومعقل بن يسار، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، والمسور بن مخرمة، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن نمران الناعطي، وغيرهم.
وإنما قلّت الرواية عنه مع طول مصاحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وسعة معرفته بأحوال النزول ومعاني القرآن لتقدّم وفاته واشتغال الناس في مدة خلافته بحروب الردة.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:05 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

2. عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي (ت:23هـ) رضي الله عنه.
تولّى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان من أعلم الصحابة وأفقههم، وأحسنهم فهماً في القرآن، وكان ملهماً محدثاً، ربما نزل الوحي بتأييده وتصديق قوله، وكان عامّة جلسائه من القراء.
بثّ المعلمين في الأمصار لتعليم القرآن والتفقيه في الدين، وكان حازماً في ردع المجترئين على التفسير بغير علم، فنفع الله بعلمه وبحزمه.
رويت عنه حروف في القراءة، ومسائل كثيرة في التفسير.
روى عنه من الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وفضالة بن عبيد، وأبو هريرة، والنعمان بن بشير، وابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وطارق بن شهاب، وغيرهم.
ومن التابعين: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري، وأبو عثمان النهدي، وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، وحسان بن فائد العبسي، وجماعة.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:24 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

3: عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي القرشي (ت:35هـ)رضي الله عنه.
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
وله صلة قرابة أخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من جهة أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهي بنت أم حكيم واسمها البيضاء بنت عبد المطلب عَمّة النبي صلى الله عليه وسلم، والبيضاء هي توأم عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم.
وُلد عثمان بعد عام الفيل بستّ سنين، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.
وزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقيّة قبل الهجرة بعشر سنين، ولقي أذى من قومه في أوّل الإسلام؛ فصبر عليه، ثمّ أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر ومعه رقية في جماعة من المسلمين قبل جعفر وأصحابه.
ثمّ عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة بأهله، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن ثابت النجاري أخو حسان وزيد، ووالد شداد بن أوس وقد استشهد بأحد.
وكان بيت عثمان في وِجَاه بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يشهد بدراً لأن النبي صلى الله عليه وسلم خلَّفه على رقية لما اشتدّ بها مرضها، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأخبره أنّ له أجر من شهدها.
وزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأمّ كلثوم بعد رقية فسُمّي ذا النورين.
وشهد عامّة المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا غزوتين فيما ذكر أهل السير لم يشهدهما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فيهما على المدينة، وهما غزوة ذي أَمَرّ، وغزوة ذات الرقاع على خلاف فيها.
وكان هو سبب بيعة الرضوان لما أشيع خبر مقتله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى أهل مكة لما حصروهم عن البيت؛ فبايع الصحابةُ وأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال: هذه عن عثمان، فبايع عنه، فكانت بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه منقبة من مناقبه، وله مناقب أخرى:
منها: أنه جهز جيش العُسرة من ماله، وفيها قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )).
ومنها: أنه اشترى مربداً مجاوراً لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى المسجد ووسّعه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة.
ومنها: أنه اشترى بئر رومة وكان ليهودي في المدينة يبيع ماءه، وليس في المدينة ماء يُستعذب غيره، فشقّ ذلك على المسلمين، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتريه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين، فاشتراه عثمان وجعله سقاية للمسلمين.
ومنها: أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وكان ممن يكتب الوحي، وهو أوّل من خطّ المفصّل.
ومنها: أنه جمعَ الناسَ على مصحف إمام عام 25ه، وبعث بالمصاحف إلى الأمصار ليقوّموا مصاحفهم عليها فاشتهرت المصاحف العثمانية، وألغي ما سواها.
وكان عثمان من أعلم الناس بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوة القرآن حتى كان ربما قرأ القرآن كلّه في ليلة.
تولّى الخلافة بعد عمر في آخر ليلة من سنة 23هـ، وكان الصحابة يرون أنهم ولوا أفضل من بقي منهم.
وقد اتّسعت مساحة بلاد الإسلام في عهده كثيراً، وفتحت خراسان وأفريقية، وتابع بعث المعلمين إلى الأمصار.
ثم أصابته البلوى التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فصبر صبراً عجيباً، وكفَّ الناسَ عن القتال، وأمر كلَّ من أراد أن ينصره أن يكفّ سلاحه ويده لئلا يراق بسببه دم امرئ مسلم، وناظر البغاة، ثمّ حاصروه في بيته، ثمّ قَتلوه مظلوماً وهو صائم، يوم الجمعة لثمان عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة.
وقد رثاه جماعة منهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك رضي الله عنهما
- فقال حسان فيما قال:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطّع الليل تسبيحاً وقرآنــــــــــــــــــــــا
صبرا فدى لكم أمي وما ولدت ... قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
ليسمعن وشيكا في ديــــــــــــــارهم ...الله أكبر يا ثــــــــــارات عثمـــــــــــــــــــــــانا
- وقال كعب بن مالك:
فكـــــــــــــــــــــف يديه ثم أغلق بــــــــــــــــــابه ... وأيقن أن الله ليس بغافــــــــــــــــــــل
وقـــــــــال لأهل الدار لا تقتلوهــــــــــم ... عفا الله عن كل امرئ لم يقاتــــــل
فكيف رأيت الله صب عليهـم الـــــــــ ... عداوة والبغضاء بعد التواصـــــــل
وكيف رأيـــــت الخير أدبر بعـــــــــــــــده ... عن الناس إدبار النعام الجوافـــــــــــل
قرأ عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي، ويقال: قرأ عليه ابن عامر، ولا يصح.
وروى عنه جماعة منهم: ابن عمر، وابن عباس، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن العاص، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن حاطب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عيسى يحيى بن رافع الثقفي، وكنانة بن نعيم العدوي، ومولاه حمران بن أبان الفارسي.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:32 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

4. علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي (ت:40هـ) رضي الله عنه.
رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، ولد قبل البعثة بنحو عشر سنين، وهو أوّل من آمن به من الصبيان، وهو أوّل من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة.
وكان أصغرَ ولدِ أبي طالب، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أسلمت وتوفيت بالمدينة، وهي أوّل هاشمية وَلدت لهاشمي.
لزم عليٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، بمكة والمدينة، ولما آخى بين المهاجرين والأنصار جعل علياً معه؛ وزوّجه ابنته فاطمة، وجعل بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
وشهد عليّ بدراً وكان أحد المبارزين فيها، وشهد بيعة الرضوان وكان هو كاتب صحيفة الصلح بالحديبية، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليها إلا غزوة تبوك خلّفه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليصلي بالناس وينوب عنه في مصالح المسلمين، وقال له: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )).
اجتمعت فيه خصال حسنة؛ ومناقب فاضلة؛ في العلم والدعوة والجهاد والقضاء وحسن الرأي في المعضلات مع ما تقدّم ذكره من كونه من أوائل السابقين إلى الإسلام:
- فكان مجاهداً بطلاً، لم يُذكر عنه أنه غُلب في مبارزة قطّ.
- وكان من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وممن كتب له الوحي.
- وكان ممن جمع القرآن؛ فقد حَبَس نفسه على جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعه.
- وكان من أعلم الصحابة بالقرآن ونزوله، وأفقههم لأحكامه؛ ففي تفسير عبد الرزاق وتاريخ ابن عساكر من طريق وهب بن عبد الله الكوفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل).
- وكان من أعلم الصحابة بالقضاء والفتوى، يُفزع إليه في حلّ المعضلات، والجواب عن المشكلات، والاجتهاد في النوازل.
- وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رديفاً لأبي بكر سنة 9 هـ، ليؤذّن في الحجّ ببراءة، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
- ثمّ بعثه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثرهم طواعية، فمكث فيها إلى أن حضر موسم الحجّ فحجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
- وكان بعد النبي صلى الله عليه وسلّم وزيراً للخلفاء الراشدين الثلاثة ونصيراً لهم، يستشار في النوازل، ويُرجع إليه في المعضلات.
قال سعيد بن المسيب:(كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن).رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب فضائل الصحابة لأبيه من طريق ابن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب.
وفضائله كثيرة جداً، أفردها بعض أهل العلم في مؤلفات، ومن أشهرها كتاب "خصائص عليّ" لأبي عبد الرحمن النسائي صاحب السنن.
تولّى الخلافة بعد عثمان بمبايعة كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بايعه طلحة والزبير وغيرهما، واستوسقت له البيعة ولم ينازعه أحد في الخلافة في أوّل الأمر، وسار على طريقة أسلافه الخلفاء في تعليم القرآن وإقرائه وتدارسه، لكن كانت الأمور في عهده غير مستقرّة بسبب آثار فتنة مقتل عثمان، وما جرى بعدها من الفتن.
وأما تعليم التفسير وغيره من علوم الشريعة فكان سائراً على الطريقة المعهودة.
قُرئَ عليه في المدينة وانتفع به، ثم خرج في أوّل خلافته إلى الكوفة، وانتُفع به هناك انتفاعاً عظيماً، وأكثر من حملَ علمه وأدّاه علماءُ أهل العراق.
وظهر الخوارج في عهده وكانوا كثيري القراءة والصلاة على غلوّ ومخالفة وجهل بالسنة، وكانوا كثيري المنازعة والخلاف له ولأمرائه؛ فدعاهم عليّ وناظرهم، وأبطل حججهم، فرجع منهم من رجع، وتمادى منهم طائفة فصبر عليهم حتى سفكوا الدم وقطعوا الطريق واستباحوا دماء من قدروا عليهم من المسلمين وأموالهم؛ فناجزهم وكسرهم
- قال بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت - وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه- قالوا: "لا حكم إلا لله"، قال علي: "كلمة حق أُريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء: «يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم، - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طِبْي شاة أو حلمة ثدي» ".
فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: (ارجعوا فوالله، ما كَذبت ولا كُذبت، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه).رواه مسلم والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان، ولهذا الخبر طرق كثيرة.
قرأ عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهما.
ورويت عنه مسائل كثيرة في التفسير.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأولاده الحسن والحسين، وابن أخيه عبد الله بن جعفر، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، وواثلة بن الأسقع، وغيرهم.
ومن التابعين: ابنه محمد المعروف بابن الحنفية، وعَبِيدة السلماني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وزرّ بن حبيش، وخالد بن عرعرة التيمي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني.
استشهد بالكوفة سنة 40هـ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:36 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

5. سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة(ت:12هـ).
أصله من الفرس، وكان من السابقين الأوّلين إلى الإسلام والهجرة، هاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلم مع عمر وأصحابه، وكان من معلّمي القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال عبد الله بن عمر: «لما قدم المهاجرون الأوَّلون العُصْبَةَ - موضع بقباء - قَبلَ مَقدَمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمّهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا» رواه البخاري من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
- وقال عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج أن نافعاً أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما، أخبره قال:«كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة» رواه البخاري.
- وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل» رواه البخاري ومسلم من طرق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو.
- وروى عبد الرحمن بن سابط الجمحي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أَبطأتُ على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: «ما حبسك يا عائشة؟»
قالت: يا رسول الله، إنَّ في المسجد رجلاً ما رأيت أحدا أحسن قراءة منه.
قال: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك» رواه الإمام أحمد، وله شاهد عند البزار من طريق عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة.
- وقال حيوة بن شريح: أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال يوما لمن حوله: تمنوا، فقال بعضهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا فأنفقه في سبيل الله ثم قال: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا أو زبرجدا أو جوهرا، فأنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قال عمر: تمنوا، فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، قال عمر: «أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان». رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، والبخاري في التاريخ الأوسط، وغيرهما.
فضائله كثيرة، واستشهد يوم اليمامة سنة 12هـ، وذكر حنظلة بن أبي سفيان الجمحي(ت:151هـ) أن سالماً حمل لواء المهاجرين يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الخطّاب فكُلّم في ذلك فقال: (بئس حامل القرآن أنا إن أُتيتم من قبلي)، وتقدّم باللواء حتى قتل وهو يتلو قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قُتل معه ربيّون كثير ...} الآية، والخبر في كتاب الجهاد لابن المبارك والمستدرك للحاكم وفضائل القرآن لأبي عبيد بألفاظ مختلفة.
ولم يدركه أكثر التابعين فلذلك قلّت الرواية عنه.
روى عنه عمرو بن العاص وعبد الله بن معقل رضي الله عنهما، وقد علّم جماعة من الصحابة القرآن.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 10:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

6. خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشيّ (ت:13هـ).
من كتّاب الوحي، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم بعد أبي بكر، وهو شابّ حديث عهد بزواج، وأوذي في الله فصبر مع من صبر، ثمّ أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر مع جعفر بن أبي طالب، وقدم معه عام خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وشهد معه المشاهد، وكان فصيحاً جميلاً شجاعاً أميناً حصيفاً، وهو الذي ولي عقد نكاح أمّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان لمّا تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ كان أقرب أوليائها من المسلمين حينئذ.
واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، وكان من كتّابه، ووهبه صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي المذكورة، وهو صاحب أوّل لواء عقده أبو بكر لحرب المرتدين، وقاتل الرومَ في الشام تحت إمرة خالد بن الوليد، واستشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة للهجرة.
وكان من وصيّة أبي بكر الصديق لشرحبيل بن حسنة: (فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقى الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وليك خالد بن سعيد ثالثاً؛ فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر).رواه ابن سعد في الطبقات.
- قالت ابنته أم خالد وهي صحابية رضي الله عنها: (كان أبي خامساً في الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها).
- وقال إبراهيم بن عقبة: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، تقول: (كان أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم). رواه الأزرقي في أخبار مكة وابن أبي داوود في كتاب "البعث والنشور" كلاهما من طريق الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن إبراهيم، وابن أبي الزناد متكلّم فيه.
فإن ثبت هذا فهو أوّل من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بمكّة.


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:19 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

7. أبو زيد سعد بن عبيد بن النعمان الأوسي(ت:16هـ).
إمام مسجد قباء زمن النبي صلى الله عليه وسلم، جمع القرآن في عهده، وكان يسمّى القارئ، خرج غازياً مع سعد بن أبي وقاص واستشهد يوم القادسية وهو ابن أربع وستين.
- قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (كان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى القارئ، ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى القارئ غيره). رواه ابن سعد.
وكان المسلمون يوم جسر أبي عبيد قد قُتل منهم مقتلة عظيمة إذ دهمهم الفرس بالفيلة ولم يكن لهم معرفة بها فانهزم جماعة منهم وكان ممن انهزم سعد بن عبيد فبقي في نفسه شيء من ذلك الانهزام؛ فقال له عمر بن الخطاب: هل لك في الشام؛ فإن المسلمين قد نزفوا به، وإن العدو قد ذَئِروا عليهم [أي: اغتاظوا وحنقوا]، ولعلك تغسل عنك الهنيهة، قال: لا، إلا الأرض التي فررتُ منها، والعدو الذين صنعوا بي ما صنعوا.
- وقال طارق بن شهاب:(كان سعد بن عبيد الأنصاري شهد القادسية؛ فقام خطيبا فقال:إنا مستشهدون غدا فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها).رواه البخاري في التاريخ الكبير.
روى عنه طارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وقلّت الرواية عنه لتقدّم وفاته، واشتغاله بالجهاد في سبيل الله.
وابنه عمير بن سعد من أفاضل الصحابة وعلمائهم ولاه عمر حمص، وسيأتي ذكره.


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:26 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

8: معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه.
كان من علماء الصحابة وقرائهم، شهد بدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم،
قرأ على ابن مسعود في أوّل الأمر حتى حذق ما لديه، ثمّ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن في عهده، وكان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئه»، فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي) متفق عليه.
انتدبه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً لتعليم القرآن والتفقيه في شرائع الدين، فعلّم في المدينة، وفي مكة بعد الفتح، وفي اليمن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها معلّماً قاضياً وأميراً، ثمّ عاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر، ثمّ انتدبه عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ أهلها ويعلّمهم فبقي معلّماً حتى مات في طاعون عمواس.
سيأتي ذكره في الشام إن شاء الله.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:31 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

9: أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري (ت:30هـ) رضي الله عنه.
أقرأ الأمّة، قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من العلماء العباد، ومن أحبّ الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، راجع جمع القرآن في عهد أبي بكر، وفي عهد عثمان على الراجح.
كان ينشر العلم، ويجيب على أسئلة السائلين، ويحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى روي أنه إذا كثر الناس عليه صعد على سطح بيت فحدّثهم.
- وقال أبو السَّليل:(كان رجل من أصحاب النبيﷺ يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ).رواه أحمد في مسنده، وهذا الرجل هو أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما صرّح به في الخبر.
- وقد لزمه زر بن حبيش مدة وأكثر من سؤاله فقال له:(لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!!). والخبر في مسند الإمام أحمد مطولاً.
وكان ممن يُرجع إليه في القراءة والفتوى ومسائل التفسير وعلوم القرآن.
ابتُلي بالحمّى زمناً طويلاً، واختُلف في سنة وفاته على أقوال فقيل: سنة 19، وهو قول أبي أحمد الحاكم، وقال ابن معين: سنة 19 أو 20 وقيل: بل مات في خلافة عثمان سنة 30هـ وهو أرجح، فقد رويت آثار بأسانيد جياد تدلّ على شهوده كتابة المصاحف العثمانية سنة 25هـ.
قرأ عليه من الصحابة: ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم.
ومن التابعين: أبو عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو العالية الرياحي، وغيرهم.
روى عنه من الصحابة: سهل بن سعد، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي.
ومن التابعين: أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد الرحمن الحبُلّي، وزر بن حبيش، ويحيى بن يعمر وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:36 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

10: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (ت:32هـ) رضي الله عنه.
من قراء الصحابة وفقهائهم، وكان من المعلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه عمر إلى الكوفة معلماً، وسأذكر ترجمته هناك إن شاء الله.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

11: أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ) رضي الله عنه.
من قراء الصحابة وحكمائهم وفقهائهم، انتدبه عمر إلى الشام لتعليم القرآن، وسأذكر ترجمته هناك.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 12:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

12. عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:34هـ).
كان من معلمي القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي أنه كان يعلم بعض أصحاب الصفّة، وكان من أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، انتدبه عمر إلى الشام لتعليم القرآن، وسأذكر ترجمته هناك إن شاء الله.


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 12:30 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

13: حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي (ت:35هـ) رضي الله عنهما.
من نجباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب سِرّه، وأعلم الصحابة بالمنافقين وأحوالهم، وبالفتن وأنواعها والمخارج منها، منعه المشركون من شهود بدر، وشهد أحداً وما بعدها، وهو الذي ندبه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب.
وكان جليل القدر عند أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حصيفاً كيّساً، صاحب رأي وحكمة، وهو الذي سعى في جمع القرآن في زمن عثمان بن عفان.
أمّره عمر على المدائن فبقي أميراً عليها حتى توفّي بعد مقتل عثمان، وسأورد ترجمته في طبقات القراء والمفسرين بفارس وخراسان.
رويت عنه حروف في القراءة ومسائل في التفسير:
روى عنه من الصحابة: أنس بن مالك، وأبو الطفيل، وجندب بن عبد الله.
ومن التابعين: صلة بن زفر، وزر بن حبيش، وربعي بن حراش، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن عبد الرحمن الأشهل، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 05:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

14: سلمان الفارسي الرامهرمزي (ت:36هـ) رضي الله عنه.
من علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمائهم وزهّادهم، كان نصرانياً ثمّ أسلم لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان قد استُرقّ وبيع إلى بعض اليهود بالمدينة فشُغل بالرقّ عن شهود بدر وأحد، ثمّ كاتبَ وأعانه النبي صلى الله عليه وسلم على كتابته، فتخلّص من الرقّ وشهد الخندق وما بعدها، وهو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق.
وكان متقللاً من الدنيا لا يتكلف ولا يشتغل بما لا يعنيه، ولاه عمر إمارة المدائن.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 10:23 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

15. تميم بن أوس بن حارثة وقيل ابن خارجة الداري (ت:40هـ).
أصله من بني لخم بن عدي وهم بطن من العرب اليمانية استوطنوا فلسطين، وكان تميم نصرانياً وروي أنه كان راهباً فيهم، فوفد على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفَه من تبوك فأسلم، وحسن إسلامه، وقرأ القرآن وجمعه، وكان يختم كلّ سبع ليالٍ، وربما قرأ القرآن كله في ركعة، وربما قام بآية يكررها حتى يصبح، وكان حسن القراءة جواداً كريماً، رويت عنه كرامات.
وكان يؤمّ المصلين في قيام رمضان في المسجد النبوي مع أبيّ بن كعب، وهو أوّل من قصّ بالمدينة؛ استأذن عمر أن يقصّ فأذن له فكان يقصّ قائماً يوماً في الأسبوع، ثمّ زاده عثمان يوماً آخر.
- قال أبو داود الطيالسي: حدثنا أبو مَكِين قال: سألت نافعا عن القصص فقال:«أوّل من قصَّ تميم الداري رضي الله عنه على عهد عمر رضي الله عنه، فكان يقوم فيتكلم، فإذا جاء عمر رضي الله عنه أمسك، وقد علم ذلك عمر رضي الله عنه» رواه عمر بن شبة.
وهذا إسناد صحيح إلى نافع، وهو وإن لم يدرك عمر إلا أنّ هذا الخبر في شأن عامّ مما يُعلم بالاستفاضة، وقد قد روي نحو هذا الخبر عن السائب بن يزيد والزهري وعمرو بن دينار وغيرهم.
- وقال ابن المبارك في "الزهد": أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، أن تميما الداري، استأذن عمر بن الخطاب، في القصص، فقال: إنه علي مثل الذبح، فقال: «إني أرجو العافية» فأذن له عمر، فجلس إليه - يعني عمر - يوما، فقال تميم في قوله:«اتقوا زلة العالم» ، فكره عمر أن يسأله عنه، فيقطع بالقوم، فحضر منه قيام، فقال لابن عباس: إذا فرغ فسله، ما زلة العالم؟ ثم قام عمر، فجلس ابن عباس فغفل غفلة، وفرغ تميم، وقام يصلي، وكان يطيل الصلاة، فقال ابن عباس: لو رجعت فقلت ثم أتيته فرجع، وطال على عمر، فأتى ابن عباس، فسأله، فقال: ما صنعت؟ فاعتذر إليه، فقال: انطلق، فأخذ بيده حتى أتى تميماً الداري، فقال له: ما زلة العالم؟ فقال:«العالم يزل بالناس فيؤخذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، والناس يأخذون به».
فلعل نافعاً أخذ هذا الخبر من ابن عباس، وقد أدركه.
ويستفاد من هذا الخبر أن من الأدب تأخير السؤال إلى أن يفرغ العالم من درسه، والقاصّ من قصصه، وأن من عرض له ما يقتضي السؤال أن يعتني به ولا يؤخّره لغير موجب.
- وقال ابن أبي رجاء: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، أنه سئل عن القصص فقال: (لم يكن إلا في خلافة عمر رضي الله عنه، وسأله تميم رضي الله عنه أن يرخص له في مقام واحد في الجمعة، فرخص له، فسأله أن يزيده، فزاده مقاما آخر، ثم استخلف عثمان رضي الله عنه فاستزاده، فزاده مقاما آخر، فكان يقوم ثلاث مرات في الجمعة).رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة.
- وقال محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد؛ أنه قال: أمر عمرُ بن الخطاب أبيَّ بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة.
قال: (وقد كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر).رواه مالك في الموطأ وعمر بن شبة في تاريخ المدينة، والبيهقي في السنن الكبرى، ورواه عبد الرزاق في المصنف من طريق داوود بن قيس وغيره [هكذا] عن محمد بن يوسف به لكنه قال( على إحدى وعشرين ركعة ).
- وقال عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين، أنَّ تميما الداري «كان يقرأ القرآن في ركعة» رواه ابن المبارك في الزهد، وأبو عبيد في فضائل القرآن، وابن أبي شيبة في المصنف.
- وقال عبد الله بن المبارك، عن الجريري، عن أبي العلاء، قال تميم الداري:(خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال ابن عقيل: حدثنا يزيد [يعني ابن عبد الله بن الشخير] أن رجلاً أتى تميما ًالداري فقال: كيف صلاتك بالليل؟
فغضب غضبا شديدا؛ فقال: (والله لركعة أصليها في جوف الليل في السرّ أحبّ إليَّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصّه على الناس).
فغضب السائل عند ذلك فقال: يا أصحاب رسول الله! الله أعلم بكم، إن سألناكم عنّفتمونا، وإن لم نسألكم جفوتمونا؟
فأقبل تميم عند ذلك على الرجل فقال:(أرأيت إن كنتَ مؤمناً قوياً وأنا مؤمن ضعيف؛ أكنتَ ساطيا عليَّ بقوتك فتقطعني؟ أرأيتَ إن كنتَ مؤمناً ضعيفاً وأنا مؤمنٌ قويٌّ أكنتُ ساطياً عليك بقوّتي فأقطعك؟ ولكن خذ من نفسك لدينك، ومن دينك لنفسك، حتى تستقيم لك على عبادة ترضاها).رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث، وهو عنده "أشاطّ أنت عليَّ بقوتك فتقطعني" بدل ساطياً، وهو من الشطط، وهو ما صححه أبو عبيد في غريب الحديث، قال: (قَوْله: "إِنَّك لشاطِّي" أَي إِنَّك لجائرٌ عليّ حِين تحمل قوتك على ضعْفي وهُوَ من الشطط والْجور فِي الحُكم).
- وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي: كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال:(اشترى تميم الداري حلة بألف كان يصلي فيها).رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
- وقال هاشم بن القاسم: حدثنا محمد بن راشد، عن جعفر بن عمرو قال: كنا فئةً من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: إنَّ آباءَنا قد سبقونا بالهجرة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهلموا نجتهد في العبادة لعلنا ندرك فضائلهم، منهم - أو كما قال- عبد الله بن الزبير، ومحمد بن أبي حذيفة، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن طلحة، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث.
قال:(فاجتهدنا في العبادة بالليل والنهار، وأدركنا تميماً الداري شيخاً فما قمنا له ولا قعدنا في طول الصلاة).رواه الإمام أحمد في الزهد.
انتقل إلى أرض قومه بفلسطين بعد مقتل عثمان، وبقي بها إلى أن مات، وقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه حبرى وبيت عينون بفلسطين.
- قال ابن جريج: قال عكرمة: لما أسلم تميم الداري، قال: يا رسول الله، إن الله مظهرك على الأرض كلها، فهبْ لي قريتي من بيت لحم، قال: «هي لك»، وكتب له بها، فلما استخلف عمر وظهر على الشام، جاء تميم الداري بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر:أنا شاهد ذلك فأعطاها إياه.
قال: (وبيت لحم هي القرية التي ولد فيها عيسى ابن مريم عليهما السلام).رواه أبو عبيد في كتاب الأموال.
روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حديث الجساسة كما في صحيح مسلم، وهي من مناقبه.
وروى عنه: ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وقبيصة بن ذؤيب، وموسى بن نصير المصري، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو الضحى، والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وكثير بن مرة، وعباس بن ميمون وعطاء بن يزيد الليثي، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 10:24 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

16: عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي(ت: 43هـ) رضي الله عنه.
من بني قينقاع؛ من ذرية يوسف بن يعقوب بن إبراهيم عليهم السلام، وكان حبراً من أحبار اليهود، بل كان سيّدَهم وأعلمهم، وكان من أهل بيت ذوي علم، أسلم في مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كما في صحيح البخاري من حديث معاوية بن مروان الفزاري عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه، قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهنّ إلا نبي قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خبرني بهن آنفا جبريل»
قال: فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الشبه في الولد؛ فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها)).
قال: أشهد أنك رسول الله.
ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بُهْت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك، فجاءت اليهود ودخل عبدُ الله البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي رجل فيكم عبد الله بن سلام»
قالوا: أعلمنا، وابن أعلمنا، وأخيرنا، وابن أخيرنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟»
قالوا: أعاذه الله من ذلك.
فخرج عبد الله إليهم فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)
فقالوا: (شرّنا، وابن شرنا، ووقعوا فيه).
قال جمهور المفسّرين: نزل فيه قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}
وقال مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}، قال: عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم).
وهو من المبشّرين بالجنّة، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: « ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي إنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلام »متفق عليه.
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى».
وهو الذي دلّ النبي صلى الله عليه وسلم على آية الرجم التي في التوراة لمّا كتمها اليهود، والخبر في الصحيحين.
- قال معاوية بن صالح: أخبرني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذا الموت قيل: يا أبا عبد الرحمن أوصنا.
قال: «أجلسوني»
ثم قال: «إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما - يقولها ثلاث مرات- فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة» رواه أحمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان والطبراني والحاكم.
وكان عبد الله بن سلام عالماً بالتوراة؛ وربما بلغه بعض ما يقول كعب الأحبار فخطَّأه في بعض قوله وصوّبه في بعضه.
- قال حفص بن غياث عن أشعث عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: (أتيت المدينة؛ فإذا عبد الله بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيماء الخير).رواه ابن عساكر.
مروياته في كتب التفسير قليلة جداً.
روى عنه في التفسير: ابنه يوسف وهو من صغار الصحابة سمّاه النبي صلى الله عليه وسلّم ومسح على رأسه ودعا له، وروى عنه أيضاً أبناء يوسف محمد وحمزة، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والحسن البصري، وعطاء بن يسار، وعمرو بن ميمون، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وبشر بن شغاف، وسيف السدوسي، وشهر بن حوشب.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 10:48 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

17: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري (ت:44هـ) رضي الله عنه.
من كبار قراء الصحابة وفقهائهم، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع معاذ بن جبل أميراً ومعلّماً، ثم بعثه عمر أميراً على البصرة والكوفة ومعلّماً بالبصرة، وسأورد ترجمته
هناك.


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 11:01 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

18: أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية(ت:45هـ).
ولدت قبل البعثة بخمس سنين، وقريش تبني الكعبة، وكانت تحت خنيس بن حذافة السهمي، وهاجرت معه إلى المدينة، وكان ممن شهد بدراً؛ فجرح ومات بعدها من جراحته، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بعده.
وروي من طرق يشدّ بعضها بعضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها تطليقة فقال له جبريل عليه السلام: (راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة).
توفيت سنة 45هـ، وقيل سنة 41هـ.
رويت عنها حروف في القراءة، ومسائل في التفسير، وهي التي حفظت مصحف أبي بكر بعد وفاة عمر فبقي عندها حتى ماتت، وكان لها مصحف آخر أمرت بكتابته.
روى عنها: أخوها عبد الله، وابنه سالم، وأمّ مبشّر الأنصارية، وصفية بنت أبي عبيد الثقفي زوجة عبد الله بن عمر، ونافع مولى ابن عمر.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 08:10 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

19. زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ) رضي الله عنه.
جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه مراراً، وروي أنه عرض عليه في العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، وشهد العرضة الأخيرة، وكان جارَ النبي صلى الله عليه وسلم، وأمينَه على كتابة الوحي ورسائله ومكاتباته.
وكان له إحدى عشرة سنة حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد الخندق وبيعة الرضوان وغيرهما من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمر يستخلفه في المدينة إذا حجّ، وهو الذي تولى جمع القرآن في عهد أبي بكر وعهد عثمان، وكان من أعلم الصحابة بالقرآن والقضاء والفرائض، كان معاوية يرسل إليه من الشام بالمعضلات فيفتي فيها، ومناقبه كثيرة.
- قال الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاء عبد الله ابن أم مكتوم ، وقال: يا رسول الله « إني أحب الجهاد في سبيل الله , ولكن فيَّ من الزمانة ما قد ترى، وذهب بصري »
قال زيد: « فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي؛ حتى حسبت أن يرضها» ثم قال: " اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} ).رواه عبد الرزاق.
- وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد، أن أباه زيدا، أخبره: أنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، قال زيد: ذُهِب بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعجب بي، فقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة، فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (( يا زيد، تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهود على كتابي )).
قال زيد:فتعلمت له كتابهم، ما مرَّت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب). رواه الإمام أحمد.
انتدبه أبو بكر على مشورة من عمر لجمع القرآن؛ فتتبّع القرآنَ يجمعه من صحف الصحابة التي كتبوها من العُسُبِ واللخافِ ومما حفظوه في صدورهم، وكان يقول: (والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن).
وهو الذي كتب المصحفَ الإمام في زمن عثمان، وكان رئيس الكتَبَة الذين كتبوا المصاحف العثمانية وبعث بها عثمان إلى الأمصار.
قرأ عليه أبو هريرة وابن عباس في قول، وقرأ عليه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية الرياحي وغيرهما.
وروى عنه:
من الصحابة: ابن عمر، وابن عباس.
ومن التابعين: ابنه خارجة، وأبو العالية الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبان بن عثمان، وعبيد بن السباق الثقفي، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الله بن يزيد الأنصاري وعطاء بن يسار، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن أبي ثوبان، والقاسم بن حسان العامري.
وأرسل عنه: الحسن البصري، ومكحول، وأبو البختري الطائي، وأبو قلابة، وعامر الشعبي.

اختلف في سنة وفاته:
- فقال مصعب الزبيري ومحمد بن عبد الله ابن نمير ويحيى بن بكير: مات سنة 45هـ وصححه الذهبي.
- وقال علي بن المديني: مات سنة 54هـ، ولم يذكر البخاري في التاريخ الأوسط ولا الكبير قولاً غيره.
- وقال يحيى بن معين والهيثم بن عدي والمدائني وابن السكن: سنة 55هـ.
- وقال الفلاس: سنة 51هـ


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 09:42 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

20: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي (ت: بعد 51هـ).
من طبقة صغار الصحابة، وكان من خيار قريش في زمانه صلاحاً وسخاءً وخلقاً، وكان رجلاً سرياً، له من صلبه اثنا عشر رجلاً.
وكان اسمه إبراهيم فغيّر عمر بن الخطاب اسمه إلى عبد الرحمن، وكان عمرُ زوجَ أمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد، خلف عليها بعد موت الحارث بن هشام؛ فهو أخو فاطمة بنت عمر بن الخطاب لأمها.
والحارث بن هشام هو أخو أبي جهل بن هشام، وكان الحارثُ من سادات قريش، أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، واشتغل بالجهاد في سبيل الله؛ فشهد اليرموك، ومات في طاعون عمواس سنة 18هـ.
- قال أبو معشر عن محمد بن قيس قال: ذكر لعائشة يوم الجمل فقالت: والناس يقولون يوم الجمل؟!!
قالوا لها: نعم.
فقالت عائشة:(وددت أني كنتُ جلستُ كما جلس أصحابي فكان أحب ألي من أن أكون ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أو مثل عبد الله بن الزبير).رواه ابن عساكر.
- وقال ابن شهاب الزهري: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة أنها كانت تقول إذا ذكرت يوم الجمل:(والله لوددت أني لم أسر مسيري الذي سرت وأن لي عشرة أولاد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثكلتُهم كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام).رواه ابن عساكر أيضاً، وهو في طبقات ابن سعد من غير إسناد من غير قولها "ثكلتهم".
اختاره عثمان في كتبة المصاحف العثمانية.
- قال ابن شهاب الزهري: أخبرني أنس بن مالك، قال: « فأمر عثمان زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف»
وقال لهم: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم ففعلوا»رواه البخاري في صحيحه.
توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان،
وأرّخ ابن حبان وفاته سنة 43هـ، وفيه نظر فإنه روي أن عائشة بعثته إلى معاوية ليثنيه عن قتل حجر بن عدي وأصحابه فوجده قد قتلهم، وكان مقتل حجر سنة 51هـ.
وقد جعله الذهبي في طبقة من ماتوا بين الخمسين والستين.
روى عبد الرحمن: عن أبيه، وعمر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأبي هريرة، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه أبو بكر وهو أحد الفقهاء السبعة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وعامر الشعبي، وأبو قلابة الجرمي، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 11:27 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

21. فضالة بن عبيد العوفي الأوسي الأنصاري(ت:53هـ).
شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع تحت الشجرة، وكان من القرّاء الفقهاء وأهل الفتوى.
ولّاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء بتوصية منه قبل موته، وكان يستخلفه على دمشق إذا غاب عنها، وأمّره معاوية على جيش لغزو الروم فغزا وغنم.
رويت عنه حروف في القراءة، قرأ عليه: عبد الله بن عامر اليحصبي.
وروى عنه: محمد بن كعب القرظي، وعمرو بن مالك الجنَبي، وأبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبو عبد الرحمن الحُبُلّي، وحنش بن علي الصنعاني، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وغيره.
وأرسل عنه: إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، وأبو مرزوق التجيبي.


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 11:41 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

22. مجمع بن جارية بن عامر العوفي الأوسي الأنصاري(ت:55هـ).
كان ممن قارب جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بقيت عليه سورة أو سورتان حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم، وقد احتال عليه المنافقون فاتخذوه إماماً لمسجد الضرار، وكان شاباً حدَث السنّ لم يكن يعلم بشيء من أمرهم، وقد شهد بيعة الرضوان.
ثمّ ولاه عمر إمامة مسجد قباء بعد سعد بن عبيد، وروي أنّ عمر بعثه إلى الكوفة معلّماً ومقرئاً مع ابن مسعود، وتوفي في المدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
قال عامر بن شراحيل الشعبي:(جمعَ القرآنَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وسعد، وأبو زيد).
قال:(وكان مجمع بن جارية قد جمع القرآن إلا سورتين أو ثلاثا، وكان ابن مسعود قد أخذ بضعا وتسعين سورةً، وتعلَّم بقية القرآن من مجمّع).رواه ابن سعد من طريق محمد بن يزيد الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي وهذا إسناد صحيح رجاله أئمة ثقات.
ولعل قوله: {وتسعين} تصحيف، والصواب: "وسبعين" كما في تاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ الإسلام للذهبي، وقوله: (سعد وأبو زيد) إما أن تكون الواو مقحمة فسعد بن عبيد يكنى بأبي زيد، وإما أن يكون أحمد عمومة أنس بن مالك رضي الله عنه كما في الصحيح.
رويت عن مجمّع حروف في القراءة.
وروى عنه أبو الطفيل عامر بن واثلة وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وابنه يعقوب.
والرواية عنه في كتب التفسير المسندة عزيزة.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir