دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:32 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

4. علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي (ت:40هـ) رضي الله عنه.
رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، ولد قبل البعثة بنحو عشر سنين، وهو أوّل من آمن به من الصبيان، وهو أوّل من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة.
وكان أصغرَ ولدِ أبي طالب، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أسلمت وتوفيت بالمدينة، وهي أوّل هاشمية وَلدت لهاشمي.
لزم عليٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، بمكة والمدينة، ولما آخى بين المهاجرين والأنصار جعل علياً معه؛ وزوّجه ابنته فاطمة، وجعل بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
وشهد عليّ بدراً وكان أحد المبارزين فيها، وشهد بيعة الرضوان وكان هو كاتب صحيفة الصلح بالحديبية، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليها إلا غزوة تبوك خلّفه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليصلي بالناس وينوب عنه في مصالح المسلمين، وقال له: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )).
اجتمعت فيه خصال حسنة؛ ومناقب فاضلة؛ في العلم والدعوة والجهاد والقضاء وحسن الرأي في المعضلات مع ما تقدّم ذكره من كونه من أوائل السابقين إلى الإسلام:
- فكان مجاهداً بطلاً، لم يُذكر عنه أنه غُلب في مبارزة قطّ.
- وكان من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وممن كتب له الوحي.
- وكان ممن جمع القرآن؛ فقد حَبَس نفسه على جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعه.
- وكان من أعلم الصحابة بالقرآن ونزوله، وأفقههم لأحكامه؛ ففي تفسير عبد الرزاق وتاريخ ابن عساكر من طريق وهب بن عبد الله الكوفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل).
- وكان من أعلم الصحابة بالقضاء والفتوى، يُفزع إليه في حلّ المعضلات، والجواب عن المشكلات، والاجتهاد في النوازل.
- وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رديفاً لأبي بكر سنة 9 هـ، ليؤذّن في الحجّ ببراءة، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
- ثمّ بعثه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثرهم طواعية، فمكث فيها إلى أن حضر موسم الحجّ فحجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
- وكان بعد النبي صلى الله عليه وسلّم وزيراً للخلفاء الراشدين الثلاثة ونصيراً لهم، يستشار في النوازل، ويُرجع إليه في المعضلات.
قال سعيد بن المسيب:(كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن).رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب فضائل الصحابة لأبيه من طريق ابن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب.
وفضائله كثيرة جداً، أفردها بعض أهل العلم في مؤلفات، ومن أشهرها كتاب "خصائص عليّ" لأبي عبد الرحمن النسائي صاحب السنن.
تولّى الخلافة بعد عثمان بمبايعة كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بايعه طلحة والزبير وغيرهما، واستوسقت له البيعة ولم ينازعه أحد في الخلافة في أوّل الأمر، وسار على طريقة أسلافه الخلفاء في تعليم القرآن وإقرائه وتدارسه، لكن كانت الأمور في عهده غير مستقرّة بسبب آثار فتنة مقتل عثمان، وما جرى بعدها من الفتن.
وأما تعليم التفسير وغيره من علوم الشريعة فكان سائراً على الطريقة المعهودة.
قُرئَ عليه في المدينة وانتفع به، ثم خرج في أوّل خلافته إلى الكوفة، وانتُفع به هناك انتفاعاً عظيماً، وأكثر من حملَ علمه وأدّاه علماءُ أهل العراق.
وظهر الخوارج في عهده وكانوا كثيري القراءة والصلاة على غلوّ ومخالفة وجهل بالسنة، وكانوا كثيري المنازعة والخلاف له ولأمرائه؛ فدعاهم عليّ وناظرهم، وأبطل حججهم، فرجع منهم من رجع، وتمادى منهم طائفة فصبر عليهم حتى سفكوا الدم وقطعوا الطريق واستباحوا دماء من قدروا عليهم من المسلمين وأموالهم؛ فناجزهم وكسرهم
- قال بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت - وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه- قالوا: "لا حكم إلا لله"، قال علي: "كلمة حق أُريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء: «يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم، - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طِبْي شاة أو حلمة ثدي» ".
فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: (ارجعوا فوالله، ما كَذبت ولا كُذبت، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه).رواه مسلم والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان، ولهذا الخبر طرق كثيرة.
قرأ عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهما.
ورويت عنه مسائل كثيرة في التفسير.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأولاده الحسن والحسين، وابن أخيه عبد الله بن جعفر، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، وواثلة بن الأسقع، وغيرهم.
ومن التابعين: ابنه محمد المعروف بابن الحنفية، وعَبِيدة السلماني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وزرّ بن حبيش، وخالد بن عرعرة التيمي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني.
استشهد بالكوفة سنة 40هـ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir