دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 05:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

لمحات من التاريخ العلمي للمدينة النبوية

المدينة النبوية هي مهاجَر النبي صلى الله عليه وسلم، والبلد الذي خرج منه معلمو القرآن إلى كافّة الأمصار، يُقرئونه ويُعلّمون أحكامه وتأويله وآدابه كما علّمهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت المدينة بلداً حافلاً بالأئمة العلماء؛ تكاد تنير من كثرة علمائها وعبّادها، بل قد أنارت، وقد ظهر من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وكرامات أصحابه آيات بينات منها أن بعض الصحابة ظهر له نور حسي يشاهده، ومنهم من ذُكر أنّه رؤي حول داره نور يُزهر إذا تهجّد في الليل.

ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم رثاه حسان بن ثابت بقصيدة عصماء مبكية، وكان من عادة العرب استهلال قصائدهم الطوال بذكر الأطلال ودروس معالمها؛ لكن حسان رضي الله عنه؛ استهلّ قصيدته بذكر استنارة المدينة وظهور معالمها؛ فقال:
بطيبة رسم للرســــــــــــــــــول ومعهد ... منير وقد تعفو الرسوم وتهمــــــــد
ولا تمحي الآيات من دارِ حرمة ... بها منبر الهادي الذي كان يصعد
واوضحُ آيات وباقي معــــــــــــــــــــالم ... وَرَبْعٌ له فيه مصلى ومسجـــــــــــــــد
بها حجرات كان ينزل وسطهــــــــــــا ... من الله نور يستضــــــــــــاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها ... أتاها البلى فالآي منها تجدد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ... بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبـــــــــــــا ... عليه بناء من صفيحٍ منضـــــــــدُ
وهل عدلت يومــــا رزيةُ هــــــــالك ... رزية يوم مـــــــــــــات فيه محمـــــــــــــد
تقطع فيه مُنزَلُ الوحيِ عنهـــــــــــــم ... وقد كـــــــــان ذا نورٍ يغور وينجد
إلى أن قال بيته الشهير الذي هو أرثى بيت قالته العرب:
وما فقد الماضون مثل محمّدٍ ... ولا مثلُه حتى القيامة يُفقدُ

وصدق رضي الله عنه ورحمه فلم نصب بمثل مصيبتنا بفقد نبيّنا صلى الله عليه وسلم، وقد روي في ذلك حديث له طرق يقويّ بعضها بعضاً:
- قال موسى بن عبيدة الربذي: حدثنا مصعب بن محمد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس، أو كشف سترا، فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر، فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم، ورجاء أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم، فقال: «يا أيها الناس أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين أصيب بمصيبة، فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي». رواه ابن ماجة.
وتابعه عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي والد عليّ بن المديني عند الطبراني في الأوسط والصغير، وعبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، ولفظه: «يا أيها الناس، من أصيب منكم بمصيبة من بعدي فليتعز بمصيبته بي عن مصيبته التي تصيبه؛ فإنه لن يصاب أحد من أمتي بعدي بمثل مصيبته بي».
وموسى بن عبيدة وعبد الله بن جعفر ضعيفان، ومن أهل العلم من يعتبر بحديثهما، وللحديث شواهد مرسلة صحيحة يتقوى بها.
منها شاهد مرسل عن عطاء بن أبي رباح عند ابن سعد والدارمي.
ومنها شاهد مرسل عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي عند ابن المبارك وعبد الرزاق في مصنفه.
ومنها شاهد مرسل عن مكحول الدمشقي عند الدارمي.
وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِيُعَزِّ المسلمين في مصائبهم المصيبةُ بي».
والحديث بمجموع هذه الطرق يتقوى، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وهو من حيث المعنى صحيح؛ فإنّ مصيبة فقد النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المصائب؛ فقد كان لا يعدم المؤمن من رؤيته ولقائه خيراً؛ ولا يأتيه مسترشد إلا وجد ما يدله على الهدى والرشاد، ولا تعرض فتنة إلا بيّن للمسلمين سبيل النجاة منها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم في شأن فتنة الدجال التي هي أعظم فتنة قال: ((إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم)). رواه مسلم.
وفتنة الدجال هي أعظم الفتن؛ كما في مسند الإمام أحمد ومصنف ابن أبي شيبة من حديث سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال)). رواه أحمد وابن أبي شيبة.
فإذا كانت هذه الفتنة التي هي أعظم الفتن لو خرجت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لكان حجيجَ الدجال دون أمّته، والمحامي القويّ الأمين عنهم؛ فما دون ذلك من الفتن التي تعرض للأمة أولى، وكم أتاه من رجل فسمع منه كلمة انتفع بها في حياته كلّها.
كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وإن نابهم أمر لم يقوموا بحمله ... فمن عنده تيسير ما يتشدد
"من" هنا سببية وليست ابتدائية؛ أي بسبب ما عنده مما علّمه الله وأمكنه منه، ولا يصحّ حملها على الابتداء المطلق؛ لأن الابتداء المطلق إنما هو لله تعالى، ويصحّ حملها على الابتداء المقيّد فيكون المراد به سنته وطريقته.
إمام لهم يهديهم الحقَّ جاهـــــــــداً ... معلّم صدق إن يطيعوه يسعـــــدوا
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى ... حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

والمقصود أنّ المدينة شرفت بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان المعلّم الأوّل للأمّة، وهو الذي أتمّ الله به نوره، وأكمل به دينه.
وهو إمام العلماء والعبَّاد، والميزان الأكبر؛ الذي تعرض على هديه وسنته اجتهادات المجتهدين؛ فما وافقها كان صواباً، وما خالفها كان خطأ مردوداً، فكان لا يقول إلا حقاً، ولا يأمر إلا بالعدل والإحسان، لا ينطق عن الهوى، ولا يحيد عن الصواب.
وتعليمه للعلم أفضل التعليم وأنفعه، وأعظمه بركة، وأحسنه أثراً على القلوب والنفوس.
قبضه الله إلى الرفيق الأعلى في شهر ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة، وقد عمّ الإسلام جزيرة العرب.
ثمّ قام من بعده خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ وابتلي بردّة شديدة في بعض أحياء العرب؛ فقام بقتال المرتدين خير قيام، وجاهد حتى استوسق الأمر للمسلمين في جزيرة العرب، وكانت كلمة الله هي العليا، وسيّر جيشاً لقتال الروم وآخر لقتال الفرس، وبعث معلمين لبعض الأمصار، وجمع القرآن بين الدفتين، بمشورة عمر بن الخطاب، وكتابة زيد بن ثابت وسعيه في جمعه من الصدور والصحف التي بأيدي الصحابة، ومراجعة أبيّ بن كعب ومن معه من قراء الصحابة؛ فكان ذلك من أجلّ أعماله.
- قال عبد خير بن يزيد الهمداني: سألت عليا رضي الله عنه عن أوَّل مَن جمع القرآن في المصحف؛ فكان أوَّلَ ما استقبلني به قال: (رحم الله أبا بكر! كان أعظم الناس أجراً في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين). رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن أبي داوود في المصاحف.
وكان أبو بكر من أعلم الصحابة بالقرآن، وأفهمهم في معانيه، ولا يُعرف عنه اجتهادٌ أخطأ فيه في معاني القرآن.
بل كان يفهم من دلائل الخطاب وإيمائه ما لا يفهمه كثير من الصحابة.
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان أبو بكرٍ أعلمنا).
- قال ابن القيم رحمه الله: (كان أبو بكر الصديق أفهم الأمة لكلام الله ورسوله، ولهذا لما أشكل على عمر مع قوة فهمه قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((إنكم تأتونه وتطوفون به)) فأورده عليه عام الحديبية؛ فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به").
وكان رضي الله عنه يجيب على أسئلة من يسأله عن معاني القرآن، وينبّه على ما يلحظ من الخطأ في فهم القرآن، وتنزيله على غير مواضعه.
- قال سعيد بن نمران: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا؟
قال: (استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد: سمعت قيس بن أبي حازم، يحدث عن أبي بكر الصديق أنه خطب فقال: يا أيها الناس! إنكم تقرأون هذه الآية، وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الناس إذا رأوا المنكر بينهم، فلم ينكروه يوشك أن يعمّهم الله بعقاب)). رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان.
- وقال محارب بن دثار: (لما ولي أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال وولى عمر القضاء فمكث سنة لا يختصم إليه أحد). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل لأبيه.
لدغ رضي الله عنه في جمادى الأولى سنة 13ه؛ ولما حضرته الوفاة استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت وفاته يوم الإثنين في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ثلاث وستون عاماً.
فقام عمر رضي الله عنه بشؤون المسلمين خير قيام؛ ففتح بيت المقدس، وفتح الشام، وفتح مصر، وفتح فارس حتى بلغت جيوشه أقصى خراسان.
وكان عمر من أعلم الصحابة وأفقههم في دين الله، وكان جلساؤه القراء العلماء، وكان يبعث البعوث إلى الأمصار لتعليم القرآن؛ فبعث إلى العراق عشرة معلمين من علماء الصحابة، فيهم ابن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبو موسى الأشعري، وقرظة بن كعب الخزرجي، ومجمّع بن جارية الأوسي، وعمران بن الحصين، وعبد الله بن مغفّل المزني، وغيرهم.
وبعث عبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء إلى الشام وأمرهم أن يبدؤا بحمص فيعلّموا فيها حتى يرضوا؛ ثم ينتقل معاذ إلى فلسطين، وأبو الدرداء إلى دمشق، ويبقى عبادة في حمص؛ ففعلوا ما أمرهم به، ونفع الله بهم خلقاً كثيراً.
وبعث معلمين إلى مكة والبحرين وعمان واليمن ومصر، والمدائن، وبقي في المدينة جماعة من علماء الصحابة يقرئون الناس القرآن ويفقّهونهم في الدين؛ فانتشر العلماء في بلدان الإسلام انتشاراً عظيماً مباركاً.
وهمّ عمر أن يكتب السنة، ورُوي أنه استخار في كتابتها شهراً لكنّه خشي أن يشتغل الناس بها عن القرآن.
وكان عمر رجلاً ملهماً محدَّثاً، وعدلاً حازماً، مهيب الجناب، وكان شديداً على من يتكلم في القرآن بغير علم، وقد اشتهر ضربه لصبيغ التميمي لما كان يتكلف المسائل في القرآن؛ حتى جعله عبرة لغيره، وانتفع صبيغ بهذا التأديب فقد عصمه الله به من فتنة الخوارج لما حدثت بعد؛ فإنه قيل له: ألا تخرج معهم.
قال: هيهات، نفعني الله بموعظة الرجل الصالح.
استشهد رضي الله عنه بالمدينة في أواخر ذي الحجة من سنة 23هـ، بعد أن قضى حجّه وعاد إلى المدينة، وقد ترك الأمر شورى بين ستة من العشرة المبشرين بالجنة: عثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص؛ فآلت الخلافة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان خير الصحابة يومئذ.
- قال حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل: أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سار من المدينة إلى الكوفة ثمانياً حين قتل عمر رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس إن أمير المؤمنين قد مات فلم نر نشيجاً أكثر من نشيج ذلك اليوم، وإنا اجتمعنا أصحابَ محمد فلم نألُ عن خيرنا ذا فوق؛ فبايعنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبايعوه، فبايعه الناس». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال النزال بن سبرة: سمعت ابن مسعود يقول حين بيعة عثمان: (أمَّرْنا خير من بقي، ولم نَأْلُ). رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن سعد في الطبقات، ويعقوب بن سفيان في المعرفة.
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا نخيِّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم» رواه البخاري.
وكان عثمان من أعلم الصحابة بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوته حتى كان ربما قام بالقرآن كله في ركعة واحدة، وكان ممن يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول من خطّ المفصّل.
وجمع الناس على مصحف إمام عام 25ه، ونسخ منه نسخاً بعث بها إلى الأمصار، وهي التي سمّيت بالمصاحف العثمانية نسبة إليه.
وسار تعليم القرآن في عهد عثمان على ما كان سائراً عليه في عهد أبي بكر وعمر إلى أن توفي رضي الله عنه في شهر ذي الحجة سنة 35هـ.
ولما آلت الخلافة إلى عليّ انتقل إلى الكوفة، واستعمل على المدينة سهل بن حُنيف الأنصاري، وهو صحابي جليل، شهد بدراً وأحداً وكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وذبّ عنه بالنبل، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عليّ بن أبي طالب لما هاجر إلى المدينة.
وكان سهل بن حنيف هو الذي يصلي بالناس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لما حُصر عثمان رضي الله عنه.
ثم إنّ عليّ بن أبي طالب استقدم سهلاً إلى الكوفة وشهد معه صفين، وأمّر على المدينة تمّام بن العباس بن عبد المطلب، ثمّ استقدمه إلى العراق وولى على المدينة أبا أيوب الأنصاري، ثم إن أبا أيوب الأنصاري لحق بعليّ في العراق وشهد قتال الخوارج، واستخلف على المدينة رجلاً من الأنصار إلى أن ولّى عليّ قثم بن العباس على مكة والمدينة فبقي أميراً عليهما، وسكن مكة، ثم اصطلح أهل المدينة على الأسود بن أبي البختري العامري القرشي، وهو من مسلمة الفتح؛ فكان يصلي بهم حتى قتل علي رضي الله عنه.
- وقال محمد بن طلحة: (اصطلح الناس بأذرح - يعني في زمان التحكيم- على سليمان بن أبي حثمة يصلّي بهم، وكان قارئا محسناً). رواه الزبير بن بكار كما في الإصابة لابن حجر، ولعله يعني في رمضان؛ فقد كان سليمان يصلي بالناس في رمضان في زمن عمر بن الخطاب، وكان قارئاً محسناً.
فهؤلاء هم أمراء المدينة في زمن الخلفاء الراشدين، وكلّهم من أفاضل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

وفي خلافة معاوية كان أميرها مروان بن الحكم، وكان معاوية إذا غضب على مروان أمّر على المدينة أبا هريرة رضي الله عنه، فكان يعاقب بينهما، ثمّ ولى سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أمية، ثم أخاه عمرو بن سعيد الملقّب بالأشدق، ثم كان آخر أمراء المدينة في خلافة معاوية الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فمات معاوية والوليد أمير على المدينة، ثم تعاقب على إمارة المدينة أمراء في زمن يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وجرت فتن عظيمة، منها وقعة الحرة التي كانت سنة 63هـ، وقد قتل فيها جماعة من أهل المدينة وكان فيهم جماعة من العلماء والقراء من الصحابة والتابعين، ومنهم بعض كتبة المصاحف زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ويتعذّر تقصي أسماء العلماء في المدينة النبوية من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ولذلك سأقتصر على ذكر بعض وخاصة مشاهيرهم ومن له أثر ظاهر تعليم العلم، وأقسّمهم على طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم.
والطبقة الثانية: طبقة التابعين رحمهم الله.
والطبقة الثالثة: طبقة تابعي التابعين رحمهم الله.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir