صفاته وشمائله
كان أبو هريرة رجلاً جسيماً آدم، برّاق الثنايا، هيّناً ليّناً، سخيّاً بالعلم متواضعاً محبوباً، عظيم النصيحة للمسلمين، حريصاً على نشر العلم، صبوراً متعفّفاً، يقبل الهدية ولا يسأل ولو كان به خصاصة، بل ربما صُرع من الجوع ولا يسأل.
- قال أبو الوليد الطيالسي: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني ضمضم بن جوس قال: دخلت مسجداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا أنا بشيخ يضفّر رأسه برّاق الثنايا.
قلت: من أنت رحمك الله؟
قال: (أنا أبو هريرة). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال داود بن عبد الرحمن العطار: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن لبينة الطائفي أنه قال: أتيت أبا هريرة وهو في المسجد؛ فقال ابن خثيم لعبد الرحمن: صِفْهُ لي.
فقال: (رجلٌ آدم، بعيد ما بين المنكبين، ذو ضفيرتين، أفرق الثنيتين). رواه ابن سعد، وابن عساكر.
- وقال قرة بن خالد السدوسي: قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مخشوشناً؟
قال: (لا، بل كان ليناً).
قلت: فما كان ثوبه؟
قال: (كان أبيض).
قلت: هل كان يخضب؟
قال: (نعم، نحو ما ترى).
قال: وأهوى محمد بيده إلى لحيته، وهي حمراء.
قلت: فما كان لباسه؟
قال: (نحو ما ترى).
قال: وعلى محمد ثوبان ممشقان من كتان.
قال: (وتمخَّط يوماً فقال: بخ بخ!! أبو هريرة يتمخط في الكتان). رواه ابن سعد، وابن عساكر.
وروى ابن أبي شيبة بعضه من طريق وكيع عن قرة.
- وقال روح بن عبادة القيسي: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين أنه كان يخضب بالحناء قال: فقبض يوماً على لحيته؛ فقال: (كأنّ خضابي خضاب أبي هريرة، ولحيتي مثل لحيته، وشعري مثل شعره، وثيابي مثل ثيابه)
وعليه ممصران. رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع قال: كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة، فيركب حماراً قد شدَّه عليه قرطاطاً، وخطامه من ليف، وكان يقول: (الطريق قد جاء الأمير، الطريق قد جاء الأمير).
وكان ربما أتى الصبيان بالليل وهم يلعبون لعبة الغراب، فيجيء حتى يقع بينهم، ويضرب بيديه ورجليه الأرض؛ فيذعرون، ويذهبون.
قال: وربما دعاني إلى عَشائه بالليل؛ فيقول: دَعْ للأمير العُراق، فأذهبُ فأطلبُ، فلا أجد شيئاً، إنما هي ثريدة بزيت). رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو عروبة الحراني في الطبقات.
- وقال يحيى بن أبي بكير: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع أنَّ أبا هريرة قال: (ما من أحدٍ من الناس يُهدي إليَّ بهديّة إلا قبلتها، فأمَّا المسألة فإني لم أكن أسأل). رواه البيهقي في السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عمرو بن زرارة: أخبرنا عبد الوهاب، سمع محمد بن فروخ أبا سهل صاحب الساج، عن محمد بن زياد قال: كان أبو هريرة إذا استثقل رجلاً قال: (اللهم اغفر لنا وله، وأرحنا منه).رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عبد الواحد بن زياد البصري، عن الحجاج [بن أرطأة]، عن عطاء [بن أبي رباح] قال: (رأيت أبا هريرة لحيته صفراء).رواه ابن أبي خيثمة.