دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > تدوين التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 23 جمادى الأولى 1443هـ/27-12-2021م, 07:31 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

5. ما روي عن زيد بن ثابت(ت:45هـ) رضي الله عنه:
كان زيد بن ثابت كاتباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب له الوحي، ويكتب رسائله، وكان معاوية وهو خليفة يكاتبه في بعض المسائل يستفتيه فيجيبه كتابة، وكان يسأل عن بعض الفرائض فيجيب بها كتابة، وكتب إليه مرة رسالة طويلة في الفرائض.
والظاهر من مذهب زيد بن ثابت أنه لم يكن يأذن لأصحابه بكتابة الحديث، وقد عُرف عنه كراهة ذلك مما جعل مروان بن الحكم يحتال على الكتابة عنه، بأن أوقف كاتباً خلف ستار في مجلسه يكتب ما يقوله زيد، فلما علم زيد بذلك أنكره.
- قال ابن عون: قال لي ابن سيرين، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أرادني مروان بن الحكم - وهو أمير على المدينة - أن أُكْتِبَه شيئاً، قال: «فلم أفعل».
قال: «فجعل ستراً بين مجلسه وبين بقية داره».
قال: " فكان أصحابه يدخلون عليه، ويتحدثون في ذلك الموضع، فأقبل مروان على أصحابه، فقال: ما أرانا إلا قد خنّاه، ثم أقبل عليّ قال: قلت وما ذاك؟
قال: ما أرانا إلا قد خنّاك.
قال: قلت: وما ذاك؟
قال: (إنا أمرنا رجلاً يقعد خلف هذا الستر؛ فيكتب ما تفتي هؤلاء، وما تقول). رواه الدارمي.
- وقال وكيع، عن إسماعيل، عن الشعبي أن مروان دعا زيد بن ثابت وقوما يكتبون، وهو لا يدري، فأعلموه، فقال: «أتدرون لعل كل شيء حدثتكم ليس كما حدثتكم». رواه ابن أبي شيبة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
- وقال كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية؛ فحدّثه حديثاً، فأمر إنساناً أن يكتب، فقال زيد: (إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن نكتب شيئاً من حديثه).
قال: (فمحاه). رواه أحمد، وأبو داوود، والبيهقي في المدخل إلى السنن، والخطيب البغدادي في تقييد العلم، وقد أُعلّ بالانقطاع.
- وقال ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن عقيل بن خالد، أن سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت حدثه عن أبيه، عن جده زيد بن ثابت، أن عمر بن الخطاب استأذن عليه يوما فأذن له ورأسه في يد جارية له ترجله فنزع رأسه؛ فقال له عمر: دعها ترجلك.
فقال: «يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي جئتك».
فقال عمر: إنما الحاجة لي إني جئتك لننظر في أمر الجد.
فقال زيد: «لا والله ما يقول فيه».
فقال عمر: ليس هو بوحي حتى نزيد فيه وننقص، إنما هو شيء تراه؛ فإن رأيته وافقتني تبعته وإلا لم يكن عليك فيه شيء؛ فأبى زيد فخرج مغضباً، وقال: (قد جئتك وأنا أظنك ستفرغ من حاجتي).
ثم أتاه مرة أخرى في الساعة التي أتاه المرة الأولى؛ فلم يزل به حتى قال: «فسأكتب لك فيه» فكتبه في قطعة قتب وضرب له مثلا: «إنما مثله مثل شجرة تنبت على ساق واحد فخرج فيها غصنٌ، ثم خرج في الغصن غصنٌ آخر؛ فالساقُ يسقي الغصن؛ فإن قطعت الغصن الأول رجع الماء إلى الغصن يعني الثاني، وإن قطعت الثاني رجع الماء إلى الأول».
فأتي به فخطب الناس عمر، ثم قرأ قطعة القتب عليهم، ثم قال: (إنَّ زيد بن ثابت قد قال في الجَدّ قولاً وقد أمضيته).
قال: (وكان عمر أوَّل جدّ كان؛ فأراد أن يأخذ المال كلَّه، مال ابن ابنه دون إخوته؛ فقسمه بعد ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه). رواه الدارقطني، والبيهقي.
- وقال ابن جريج: أخبرني يحيى بن سعيد أنه قرأ كتاباً من معاوية إلى زيد بن ثابت يسأله عن الجد والأخ؛ فكتب إليه يقول: (الله أعلم، وحضرت الخليفتين قبلك - يريد عمر وعثمان - يقضيان للجد مع الأخ الواحد النصف، ومع الاثنين الثلث؛ فإذا كانوا أكثر من ذلك لم ينقص من الثلث شيئاً». رواه عبد الرزاق.
- وقال سعيد بن منصور: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت إنَّ معاني هذه الفرائض كلها وأصولها عن زيد بن ثابت، وأبو الزناد فسرها على معاني زيد بن ثابت: (يرث الرجل من امرأته إذا هي لم تترك ولدا ولا ولد ابن النصف، فإن تركت ولدا أو ولد ابن ذكرا أو أنثى ورثها زوجها الربع، لا ينقص من ذلك شيئاً). ثم ذكر الرسالة بطولها.
- وقال ابن وهب: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: أخذ أبو الزناد هذه الرسالة من خارجة بن زيد بن ثابت ومن كبراء آل زيد بن ثابت: " بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت "، فذكر الرسالة بطولها، وفيها: " ولقد كنتُ كلمت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شأن الجد والإخوة من الأب كلاماً شديداً، وأنا يومئذ أحسب أنَّ الإخوة أقرب حقاً في أخيهم من الجد، ويرى هو يومئذ أن الجد هو أقرب من الإخوة، فطال تحاورنا فيه حتى ضربت له بعض بنيه مثلا بميراث بعضهم دون بعض، فأقبل علي كالمغتاظ؛ فقال: والله الذي لا إله إلا هو، لو أني قضيت اليوم لبعضهم دون بعض لقضيته للجَد، ولرأيت أنه أولى به، ولكن لعلهم أن يكونوا ذوي حق ولعلي لا أخيب سهم أحد منهم، وسوف أقضي بينهم إن شاء الله تعالى نحو الذي أرى يومئذ، فحسبته - وأستغفر الله - أن ذلك من آخر كلام حاورت فيه أمير المؤمنين عمر في شأن الجد والإخوة، ثم حسبت أنه كان يقسم بعدهم، ثم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بين الجد والإخوة نحو الذي كتبت به إليك في هذه الصحيفة، وحسبت أني قد وعيت ذلك فيما حضرت من قضائهما). رواه البيهقي.
وهذه الرسالة أخرج البخاري صدرها في الأدب المفرد من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة عن كبراء آل زيد بن ثابت، ولا ريب أن خارجة من كبراء آل زيد بن ثابت، فلعل في العبارة تصحيفاً.
وخبر رسالة زيد بن ثابت إلى معاوية في شأن الفرائض ثابت، لكن لم أقف على نصّها عنه تامة، وما أخرجه سعيد بن منصور إنما هو مما فهمه أبو الزناد وعبّر عنه وزاده شرحاً وتوضيحاً، ولم يميز كلامه من كلام زيد بن ثابت.
- قال كثير بن هشام الكلابي قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: سمعت الزهري يقول: (لولا أنَّ زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والبيهقي في السنن الكبرى.
والذي يظهر أن الزهريّ أراد ما كتب زيد بن ثابت لمعاوية بن أبي سفيان في رسالته الطويلة في مسائل في الفرائض.
وأما ما رواه سعيد بن منصور فقد استخرجه بعض المتأخرين من سنن سعيد بن منصور، وطبعه باسم "رسالة زيد بن ثابت في الفرائض وشرحها لأبي الزناد"؛ فأوهمت التسمية أن لزيد بن ثابت كتاباً في الفرائض شرحه أبو الزناد، على ما يفهمه الناس اليوم من المتون وشروحها.

تنبيه:

وأما ما رواه البيهقي في المدخل إلى السنن، والخطيب البغدادي في "تقييد العلم" من طريق يزيد بن هارون قال: أنبأنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي أفلح يعني كثيراً، قال: «كنا نكتب عند زيد بن ثابت رضي الله عنه»
فالمكتوب هنا مبهم، وظاهر استدلال البيهقي والخطيب البغدادي بهذا الأثر أنهم كانوا يكتبون السنن، لكن روى ابن أبي خيثمة في تاريخه من طريق عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن كثير بن الصلت أنهم كانوا يكتبون عند زيد - يعني: ابن ثابت - المصاحف.
وكثير بن أفلح كان من الذين كتبوا المصاحف العثمانية زمن عثمان ابن عفان.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir