إجابة الأسئلة الخاصة بمحاضرة " الفهرسة العلمية"
س1: ملاك العلم بثلاثة أمور، اذكرها مع بيان أهميّة كل أمر وبم يتحقّق.
ج1: ملاك العلم بثلاثة أمور:
1:حسن الفهم.
2: قوة الحفظ.
3: سَعَة الاطلاع.
1: حسن الفهم
أهميته: أنه يستجلب به من البركة في مسائل العلم شيئاً عظيماً إذا صلحت النية.
كيفية تحقيقه:
1- أن تكون دراسة طالب العلم على منهج صحيح يراعى فيه التدرّج العلمي ومناسبته لحال الطالب.
2- ضبط أصول العلم الذي يدرسه؛ لأنّ طالب العلم إذاضبط أصول العلم الذي يدرسه وعرف قواعده، وكيف تُبحث مسائله، وعرف أئمّة ذلك العلم وقرأ بعض كتبهم وعرف مناهجهم وشيئا من سيرهم وأخبارهم فإنّه يزداد بصيرة بذلك العلم، ويكون أقرب إلى النجاة من فتن الشبهات التي تثار في ذلك العلم.
3- أن تكون دراسته تحت إشراف علمي من عالم أو طالب علم متمكّن ليرشده إلى ماينفعه ويجيب على ما يشكل عليه من الأسئلة .
2: قوة الحفظ
أهميته: سببا لرسوخ العلم، والانتفاع به.
كيفية تحقيقه:
1- تنظيم الدراسة.
2- مداومة النظر.
قال ابن أبي حاتم سألته: [أي البخاري] هل من دواء يشربه الرجل، فينتفع به للحفظ ؟فقال: لا أعلم، ثم أقبل علي، وقال: (لا أعلم شيئا أنفعَ للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر).
3- كثرة التكرار.
4- أن يتخذ أصلا مختصرا في العلم الذي يدرسه إما أن ينتقي كتاباً مختصراً أو يتّخذ لنفسه ملخّصاً جامعاً يدمن النظر فيه حتى ترسخ مسائله في قلبه.
3: سَعَة الاطلاع.
أهميته: تحقق المعرفة الموسوعية لدى طالب العلم.
كيفية تحقيقه:
1- مكابدة القراءة سنوات عديدة بنهم وهمّة عالية.
أمثلة:
1- يذكر عن شيخ العربيّة في زمانه الأستاذ محمود شاكر رحمه الله أنه اعتزل الناس وانقطع للقراءة الواسعة ثلاث عشرة سنة، وكان رحمه الله صاحب جلد على القراءة، حتى إنه لما طلب منه الشيخ صالح آل الشيخ أن يختار له كتاباً في متن اللغة ليضبط منه مفردات اللغة أوصاه بلسان العرب لابن منظور؛ فقال الشيخ صالح: لكنه في عشرين مجلداً.
فقال: وأيّ شيء عشرون مجلداً!! قرأناه على شيخنا مرتين، وقرأناه في المرة الثالثة ولم نتمّه.
2- الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله كان مبهراً في سعة اطلاعه وحسن تدقيقه في مسائل العربية، وهو الذي ألّف الموسوعة الجليلة في دراسات أساليب القرآن الكريم، وأمضى في إعدادها أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً، وقال في كلمة الختام: (فقد أذن الله لهذا البحث أن يكتمل وأن يرى النور بعد أن أمضيت في إعداده وطباعته ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً تابعت فيها الدرس، وواليت البحث من غير كلل ولا ملل، فجاء في أحد عشر جزءاً ضخماً ، ولقد كنت أخشى أن يحول الأجل دون الأمل، فالحمد لله والشكر له على أن مد في عمري وهيأ لي الأسباب التي مكنتني من طباعته).
س2: بين أهمية الفهرسة العلمية لطالب العلم.
ج2: 1- تختصر على الدارس شيئاً كثيراً من الوقت والجهد .
2- استجلاء المسائل العلمية في العلم الذي يدرسه بتفصيل حسن وترتيب وتنظيم يعينه على حسن الفهم والتصور وقوة الحفظ .
4- اكتساب المعرفة الشاملة للمسائل التي تناولها العلماء بالحديث والدراسة في ذلك العلم.
س3: حاجة الأمة إلى إعداد العلماء ماسة ، وضح ذلك بالدليل.
ج3:
1- العلماء هم رؤوس الناس؛ يصدرون عن أقوالهم وبيانهم وفتاويهم، فإن أرشدوهم بما بيّنه الله من الهدى رشدوا وأفلحوا، وإن كتموا الحقّ ولبّسوا عليهم ضلّوا وأضلّوا.
لذلك اشتدّ الوعيد على هذين النوعين من العلماء:
النوع الأول: الذين يكتمون الحقّ عند الحاجة إلى بيانه، كما قال الله تعالى: {إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}
قال ابن جرير رحمه الله: (وهذه الآية وإن كانت نزلت في خاصٍّ من النّاس؛ فإنّها معنيٌّ بها كلّ كاتمٍ علمًا فرض اللّه تعالى بيانه للنّاس).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار). رواه أحمد وأبو داود وغيرهما.
والنوع الآخر: الذين يلبسون الحقّ بالباطل؛ فيضل بتلبيسهم بعض الناس، فيكون هؤلاء الملبّسون المضلّون ممن يصد عن سبيل الله، وقد قال الله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}.
2- إن حاجة الناس إلى من يرشدهم ويبصّرهم حاجة ماسّة لا بدّ لهم منها، فإذا لم يجدوا علماء صالحينيرشدونهم إلى الحقّ ؛ عظّموا بعض المتعالمين وصدروا عن رأيهم، ويدلّ لذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبيّ صلى الله عليهوسلم قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعهمن صدور العلماء، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماًاتّخذ الناس رؤوساً جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا). رواه البخاري ومسلم.
3- حاجة الأمّة إلى من يرشدها ويبصّرها ويبيّن لها الحق حاجة ملحّة باقية، ولا سيّما في الفتن ومدلهمّات الأمور وما تبرأ به الذمّة، ولهذا كان من أهمّ الواجبات العامّة على الأمّة إعداد العلماء الذين يسدّون هذه الحاجة، ويقومون بهذا الواجب الكفائي.