صفاته وشمائله
- قال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى جارية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قالت: (كان عثمان من أجمل الناس). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه.
- وقال المسيب بن رافع الأسدي، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن حمران قال: (كان عثمان بن عفان يغتسل كل يوم مرة منذ أسلم).رواه أحمد في المسند وفي فضائل الصحابة.
- وقال حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن موسى بن طلحة «أن عثمان كان يغتسل في كل يوم مرة». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان، قال: «رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يبني الزوراء، على بغلة شهباء مصفراً لحيته». رواه ابن سعد، وأبي شيبة، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأبو حفص الفلاس في تاريخه، رووه من طرق عن ابن أبي ذئب به.
- وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد قال: « رأيت عثمان بن عفان على المنبر يوم الجمعة وعليه إزار عدني غليظ قيمته أربعة دراهم أو خمسة دراهم، وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه». رواه عبد الله بن المبارك في الزهد عن ابن لهيعة، والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة به، والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية من طريق أسد بن موسى عن ابن لهيعة به.
- وقال عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن عبد الله الأموي، قال: حدثتني جدتي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه «كان لا يوقظ أحدا من أهله في الليل إلا أن يجده يقظان، فيدعوه فيناوله قلة وضوئه، وكان يصوم الدهر». رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
وجدة الزبير يقال لها: رهيمة، وكانت خادمة لعثمان بن عفان.
حياؤه
- قال محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدَّث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه؛ فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»رواه مسلم في صحيحه والبخاري في الأدب المفرد.
- وقال الليث بن سعد: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص، أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته، ثم انصرف.
قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس، وقال لعائشة: «اجمعي عليك ثيابك» فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، كما فزعت لعثمان؟!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته». رواه أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح، وزاد أحمد: (قال الليث: وقال جماعة الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )).
- وقال خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أرحم أمَّتي بأمَّتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وزاد "وأقضاهم عليّ بن أبي طالب"، ومن أهل العلم من أعلّه بالرواية المرسلة.
فراسته
- قال ابن القيم في الطرق الحكمية: (ودخل رجل على عثمان رضي الله عنه؛ فقال له عثمان: (يدخل علي أحدكم والزنا في عينيه!
فقال: أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: (لا؛ ولكن فراسة صادقة)
ومن هذه الفراسة: أنه رضي الله عنه لما تفرس أنه مقتول ولا بد أمسك عن القتال، والدفع عن نفسه، لئلا يجري بين المسلمين قتال، وآخر الأمر يقتل هو، فأحب أن يقتل من غير قتال يقع بين المسلمين).