3: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (ت:32هـ) رضي الله عنه
من علماء الصحابة ومعلّميهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، تقدمت سيرته.
كان من جلساء عمر في المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج إلى حمص غازياً، ثمّ انتدبه عمر إلى الكوفة معلّما ووزيراً لعمار بن ياسر، وأمينا على بيت المال؛ فكان له أثر مبارك على أهل الكوفة، أحبّوه وانتفعوا به، وكثر الناس في حلقاته، حتى كان يدور عليهم، ويحضهم على القرآن، وكثرت كتابة المصاحف في الكوفة في عهده حتى جعل موضعا في المسجد لعرض المصاحف، وكان يمليها عن ظهر قلبه.
ورزق أصحاب صدق حفظوا علمه، ونشروه، فكثرت الروايات عنه جداً، وهو من أكثر من يروى عنهم التفسير من الصحابة رضي الله عنهم.
اجتاز بالمدينة فمرض بها أياما ثم توفي بها سنة 32هـ، فصلى عليه عثمان، ودُفن بالبقيع، رضي الله عنه.
- قال أسود بن عامر: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة قال: قرئ علينا كتاب عمر: « السلام عليكم أما بعد، فإني قد بعثت إليكم عمارا أميرا، وعبد الله معلما ووزيرا، وإنهما من نجباء أصحاب محمد، وممن شهد بدرا، اسمعوا لهما وأطيعوا، وقد آثرتكم بهما على نفسي» .
- قال أبو إسحاق السبيعي: أخبرني أبو عبيدة أن ابن مسعود إذا أصبح خرج أتاه الناس إلى داره فيقول: «على مكانكم»، ثم يمر بالذين يقرئهم القرآن، فيقول: «يا فلان بأي سورة أنت؟» فيخبرونه، فيقول: «بأي آية فيفتح عليه الآية التي تليها، ثم يقول تعلمها فإنها خير لك مما بين السماء والأرض» قال: فيظن الرجل أنها ليست في القرآن آية خير منها، ثم يمر بالآخر فيقول له مثل ذلك حتى يقول لذلك كلهم). رواه عبد الرزاق في المصنف والطبراني في المعجم الكبير.