دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 19 ذو القعدة 1440هـ/21-07-2019م, 05:03 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

الخوف
منزلة الخوف
الخوف عبادة من أجل العبادات، بل هو أصل التقوى، وإنما سمِّي المتقي متقيًا لأنه يجعل بينه وبين ما يخاف وقاية؛ فالحامل على التقوى في الأصل هو الخوف.
وقد أمر الله تعالى بإفراده بالخوف وتعظيم مقامه جلَّ وعلا فقال تعالى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُـوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وقال تعالى: {وإياي فارهبون}
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}
وقال تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}
وقال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
فالخوف من الله تعالى أصل عظيم من أصول الدين، لا يصح الإيمان إلا به، وهو أصل التقوى، ورأس الحكمة، ومفتاح التوفيق، وجُنَّة المؤمن، وقيدُه عن المعاصي والتفريط، وهو عبادة من أجل العبادات ، وقد عرفنا أنه عبادة بأمور:
أولها: أن الله تعالى أمر به فقال :{وخافون}، وقال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا}، وهو يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة، وامتثال أمر الله عبادة.
وثانيها : أن الله تعالى جعل الخوف منه شرطاً للإيمان ومقتضى من مقتضياته فقال تعالى: {وخافون إن كنتم مؤمنين}.
وثالثها: أن الله تعالى يحب أن نخاف منه، ووعد الذين يخافون مقامه بالثواب العظيم ؛ وقد عرفنا أن كل ما يحبّ الله أن نعملَه عملَ قلبٍ أو عملَ جوارحٍ أو نقولَه فهو عبادة.
ورابعها: أن الله تعالى أثنى على الذين يخافونه ومدحهم بل جعل وَجَلَ القلوب من مخافة الله تعالى شرطاً لحقيقة الإيمان، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
-
وقال تعالى في مدح المصلّين الذين تنفعهم صلاتهم: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}
-
وقال تعالى في مدح المنفقين الذين ينفعهم إنفاقهم: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)}.
-
وقال تعالى في مدح أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}.
وهذه العبادات: الصلاة والصدقة والتلاوة والذكر هي أصول أعمال الجوارح، كما أن المحبة والخوف والرجاء أصول أعمال القلوب.
وخامسها: أن الله تعالى أمر بالاتساء بنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وبما أخبر به عن نفسه أحسن الهدي في أعمال القلوب وغيرها، ومنها الخوف من الله عز وجل، فقال: ((أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له)). متفق عليه.
فتبيَّن بذلك أن الخوف من الله عبادة من أجل العبادات .


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir