12: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي(ت:50هـ)
شهد بيعة الرضوان، وهي أوّل مشاهده، وحنين، والطائف، وتبوك وله بها مناقب، وهو الذي هدم اللات بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رهطه من سدنة اللات في الجاهلية.
وكان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره ويحمل وضوءه، وشهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم وألقى خاتمه في قبره ثم استخرجه ليكون آخر الناس عهداً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الدهاة المذكورين لا يكاد يحزبه أمر إلا أعمل فيه حيلة بارعة، وكان صاحب فراسة ورأي.
ثم شهد اليمامة واليرموك والقادسية ونهاوند وكان فيها على ميسرة النعمان بن مقرّن المزني.
وكانت عينه قد أصيبت؛ واختلف في سبب ذلك؛ فروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقام المغيرة بن شعبة ينظر إليها فذهبت عينه).
وروي أنها أصيبت في يوم الطائف، وقيل: اليرموك، وقيل: القادسية.
وهذه الروايات قد جمعها ابن عساكر في ترجمته في تاريخ دمشق.
وولاه عمر البحرين ولم تطل ولايته عليها، ثم استخلفه عتبة بن غزوان على البصرة لما قدم المدينة، ثم ولاه عمر البصرة نحواً من سنتين، وهو أوّل من دوّن بها الدواوين، وفتح ميسان وسوق الأهواز، إلى أن ولي أبو موسى الأشعري، ثم ولاه عمر الكوفة سنة 23هـ، وابتنى بها داراً في محلّة ثقيف، وكانت إمارته على الكوفة سنة واحدة في آخر خلافة عمر، ثم عزله عثمان وولى سعد بن أبي وقاص.
واعتزل الطائفتين في الفتنة بين علي ومعاوية، وأقام في الطائف مدّة؛ ثم في زمان معاوية ولاه إمارة الكوفة فبقي بها أميراً إلى أن مات رضي الله عنه سنة خمسين، وهو ابن سبعين سنة، وكان من دهاة الناس وعقلائهم.
كانت كنيته أبو عيسى فغيّرها عمر إلى أبي عبد الله.
- قال أبو نعيم: (كان طوالاً، أصهب الشعر جعداً، ضخم الهامة، عبل الذراعين، أقلص الشفتين). رواه الخطيب البغدادي.