دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 11 ربيع الأول 1443هـ/17-10-2021م, 01:33 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,754
افتراضي

تاريخ تأليف ابن سلام كتبه
قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر بن أحمد الحسيني (ت: 1418هـ) :(
أما متى ألف ابن سلام كتبه هذه؟ فنحن على يقين أنه لم يؤلفها في صدر حياته، ولا في أوسطها، ولكنه ألفها بأخرة. ودليل ذلك أن أبا الطيب علي بن عبد الواحد الحلبي اللغوي (المتوفى 351) حدثنا في كتابه >مراتب النحويين< عن الحسين بن صالح، عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: كان
[قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 47]
الرياشي (وهو العباس بن الفرج، المتوفى سنة 257) يختلف إلى أبي عبد الله (يعني ابن سلام)، ليستعير منه كتابه في الطبقات، فكنت أخرج له منه جزءًا جزءًا. فقيل للرياشي في ذلك فقال: لو عاش يومين لسمعته منه<. والرياشي بصري، وابن سلام بصري رحل عن البصرة سنة 222هـ، إلى بغداد، وكانت وفاتها بها = فلو كان ابن سلام ألف الكتاب وإخوته، وهو بالبصرة، لعرف ذلك الرياشي، ولم يؤجل ذلك إلى أن يصير ابن سلام في بغداد سنة 231، فيزوره ليأخذ منه جزءًا جزءًا. ونستظهر من هذا الخبر أيضًا أن ابن سلام كان قد فرغ قبل قليل جدًا من وفاته، من تأليف هذه الكتب، وأنه كان قد عزم على إقرائها للناس، ولكن المنية فاتتهم به، فلم يسمعوا منه شيئًا، ولم يسمع منه سوى ابن أخته أبي خليفة وحده، لأنه كان يومئذ معه ببغداد.
وبين أيدينا خبر آخر يدل على أن ابن سلام كان في آخر حياته، قد أهمه أمر شعر العرب وشعرائها وأخبارها؛ وأنه رأى أنه قد قضى عمره كله في السماع من العلماء على اختلاف علومهم، من نحو ولغة وشعر وحديث وأخبار، حتى بلغ إمامة العلم في بعض ذلك، وأخذ الناس عنه فأكثروا وأكثر، حتى بلغ الثانية والثمانين من عمره، وبدا له أن يرحل إلى بغداد، كما رحل كثير من علماء البصرة، فيحدثنا الخطيب البغدادي، عن الحسين بن فهم، (وهو صاحب محمد بن سعد كاتب الواقدي، وصاحب الطبقات الكبير) (ولد الحسين بن فهم سنة 211، وتوفى سنة 289)، وهو أيضًا أحد أصحاب (ابن سلام والرواة عنه)، فيقول الحسين بن فهم: >قدم علينا (أي قدم عليهم ببغداد) سنة اثنتين وعشرين ومئتين، فاعتل علة شديدة، فما تخلف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلاء أطباءهم، وكان ابن ماسويه الطبيب ممن أهدى إليه (يوحنا بن ماسويه طبيب الخلفاء، وكان يومئذ طبيب المعتصم، توفى سنة 243)، فلما جسه ونظر إليه قال: ما ارى من العلة كما أرى من الجزع!! فقال ابن سلام: والله ما ذاك لحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة، ولكن الإنسان في غفلة حتى وقظ بعلة. ولو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة، وقضيت أشياء في نفسي، لرأيت ما اشتد علي من هذا قد
[قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 48]
سهل. فقال له ابن ماسويه: فلا تجزع، فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها، ما إن سلمك الله من العوارض، بلغك عشر سنين أخرى، قال الحسين بن فهم: فوافق كلامه قدرًا، فعاش محمد بن سلام عشر سنين بعد ذلك، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومئتين<.
فقول ابن سلام رحمه الله: >ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلة<، وقوله: >لو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة، وقضيت أشياء في نفسي، لرأيت ما اشتد علي من هذا قد سهل<، يدل على أن هذه العلة الشديدة قد أهبته من غفلة عن أشياء كانت في نفسه، ويتمنى أن يكتب الله لو أن يقف حيث يستجاب الدعاء، فيسأل ربه أن ييسر له قضاءها والفروغ منها وتقر عينه، فلا يأخذه من أمر هذه الدنيا جزع. وأكبر ظني أن هذه الأشياء التي كان يتمنى قضاءها هي تأليف كتب جامعة، كان يحب أن يتعجل كتابتها، بعد أن قضى اثنتين وثمانين سنة لم يؤلف كتابًا، ولا يبقى من علمه عند الناس إلا الشيء من الأحاديث التي أثرت عنه، والأخبار سماعًا ورواية. والكتابة قيد العلم ووعاؤه. فلما أبل من علته قليلاً أجمع رأيه على أن يعد منهجه لكتبه التي كان يحب أن يؤلفها، بعد دهر طويل جدًا من انتياب خواطر تلم ساعات ثم تذهب غير محققة ولا مثبتة في كتاب. ففي المدة التي قضاها بين سنة 222هـ وسنة 231، بدأ كتابه في الشعر، وهو كتاب الطبقات، ثم كتاب شعراء الفرسان، ثم كتاب سادات العرب وأشرافها وما قالوا من شعر، ثم كتاب أيام العرب، وغير ذلك مما وصل إلينا خبر عنه أو لم يصل. ثم اخترمته المنية هو وأخوه المحدث المشهور >عبد الرحمن بن سلام الجمحي< سنة 231، وبقى كل ما كتبه من كتب عند أهله ببغداد، حتى رحلوا إلى البصرة عائدين، أو حتى حملوها إلى ابن أخته أبي خليفة قاضي البصرة، فآلت إليه وصارت في حوزته، فيما أرجح، بعد توليه قضاء البصرة في سنة 293هـ. والله أعلم أي ذلك كان؟ وعرفها الناس من يومئذ). [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 47-49]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
قضية, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir