أنواع دلالات المفردات القرآنية:
المفردات جمع مفردة، فتعمّ أنواع الكلمة: الاسم والفعل والحرف؛ فكلّ نوع من هذه الأنواع الثلاثة يُعدّ الواحد منه مفردة لغوية؛ مثل: زيد، وقام، وإلى.
سمّيت مُفردة لمّا نُظر إليها نظراً مجرداً عن تركيبها في الجملة؛ فكأنّها أُفردت بالنظر عن موضعها في الجملة.
وقد بُنيت المعاجم اللغوية وكثير من كتب غريب القرآن وغريب الحديث على المفردات اللغوية.
واللغة العربية تمتاز بثراء مفرداتها وسعة دلالاتها وتنوّع معانيها بحسب السياق الذي جاءت فيه، ولذلك قد تحتمل المفردة الواحدة معاني عدة بأوجه متنوعة من الدلالات: فتدلّ بدلالة وضعها اللغوي، وبدلالة المراد بها في الآية، وبدلالة محلها الإعرابي، وبدلالة تصريفها، وبدلالة اشتقاقها، وبدلالة تناسب حروفها.
واجتماع هذه الدلالات كلّها في المفردات القرآنية كثير جداً، وقد يكون في بعض المفردات بعض هذه الدلالات دون بعض؛ كالمفردات الجامدة غير المتصرّفة، والمفردات التي لا محلّ لها من الإعراب.
وهذه الدلالات المتنوعة تفتح للمتدبّر أبواباً من فهم القرآن، والوقوف على سعة معانيه وتنوّع دلالاته، وعظيم بركة ألفاظه وهداياته.
وسنتناول هذه الدلالات بالشرح، والله المستعان، وبه التوفيق.