المجلس السادس عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من السيرة النبوية

[رحاب محمد صﻻح الدين القرقني]

بسم الله الرحمن الرحيم

ج1:فضائل الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه:
-هاجر الهجرتين وصلى القبلتين، فقد هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة، ثم هاجر من مكة إلى المدينة.
-هو أول من سل سيفه في سبيل الله، لقيه بعض المشركين في سرية من السرايا فبدأ بقتالهم وسل سيفه وقاتلهم.
-هو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحواريون هم المقربون، وقال فيه صلى الله عليه وسلم:"إن لكل نبي حواريا، وحواريي الزبير".
-تورعه وقلة حديثه، لأنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".فكان رضي الله عنه متورعا ﻻ يروي الكثير من الأحاديث رغم قربه ومكانته من الرسول صلى الله عليه وسلم.

ج2:موقف سعد بن أبي وقاص من الفتنة التي حصلت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما:
اعتزل رضي الله عنه الفتن واعتزل القتال وخرج في البراري وانقطع عن الناس وعن مخالطتهم، حتى أصبح يستأنس بالوحوش ويستأنس بالبرية وﻻ يحب أن يراه أحد وﻻ أن يرى أحدا من الناس حتى ﻻ يجروه إلى الفتنة، فانقطع إلى أن هدأت الأمور.

ج3:سيرة أبي محمد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كﻻب.
-كان يسمى عبد عمرو، فلما أسلم سمى نفسه عبد الرحمن.
-أسلم قديما بمكة وشهد بدرا والمشاهد كلها، وما تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا.
-هاجر إلى المدينة ولم يكن معه شيء، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فأراد سعد أن يقاسمه ماله وعرض عليه إحدى زوجتيه ليطلقها ويتزوجها عبد الرحمن، لكنه رفض وطلب أن يدلوه على السوق، فعمل في سوق بني النضير حتى ربح وكثر ماله، وعند ذلك تزوج امرأة من الأنصار، ثم بعد ذلك تزوج أخرى وأخرى فكثر أوﻻده وماله.
-كان له عير كثيرة تحمل زادا رفض بيعها وتصدق بها كلها، وقال:أبيعها على الله، يعطيني في المائة ألفا، الحسنة بعشر أمثالها.
-كان يتعاهد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة ويعطيهن ويكثر من إعطائهن، حتى قالت عائشة رضي الله عنها:سقى الله عبد الرحمن من سلسبيل الجنة.
-له من الأوﻻد أربعة عشر أو قريبا من ذلك.
-مات بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثﻻثين في خﻻفة عمر، وخلف تركة كثيرة.
*استفدت من سيرته رضي الله عنه:
-السعي إلى العمل الحﻻل وكسب المال الحﻻل بدون تواكل على الناس حتى ننفع أنفسنا وننفع غيرنا.
-التصدق على الفقراء والمحتاجين وتفقدهم دائما.

ج4:المؤمن بالله واليوم الآخر حقيقة هو من كان عامﻻ على مقتضى الإيمان ولوازمه، من محبة أهل الإيمان ومواﻻتهم، وبغض أهل الكفر ومعاداتهم، ولو كان أقرب الناس إليه.وهذا ما فعله وطبقه الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه فقد قتل أباه، وكان أبوه خرج مع المشركين، فلما خرج ووصل إلى بدر وابتدأ القتال قال:أروني ولدي سوف أقتله، فجعل أبو عبيدة يهرب من والده ولما رأى أنه مصر على قتله، رجع إلى أبيه وقتله.
وقد نزلت فيه هذه الآية في آخر سورة المجادلة:"ﻻ تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم".
فﻻ يجب مواﻻة الكفار ولو كانوا بمنزلة رفيعة وقريبة، بل يجب مقاطعتهم وبغضهم وكرههم ومعاداتهم.

ج5:
-لقب الزبير بن العوام بحواري الرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم:"إن لكل نبي حواريا، وحواريي الزبير".
-لقب أبو عبيدة عامر بن الجراح بالأمين، قال صلى الله عليه وسلم:"لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة".

ج6:
أهل السنة والجماعة يشهدون أن جميع الصحابة رضوان الله عليهم يرجى لهم الخير لأنهم عملوا الصالحات وهاجروا في سبيل الله وصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وآثروه بالنفع وبالأنفس وبالمال.
فأهل السنة يوالون الصحابة جميعا وﻻ يقولون فيهم إﻻ قوﻻ حسنا وﻻ يبغضون أي أحد أو يترأون من أحد.
وهم يكفون عما شجر بينهم ويتوقفون ويوكلون أمرهم إلى الله، وهم كلهم مجتهدون، فنعذرهم ونقول:إنهم إن شاء الله ﻻ يرجى أن يكون ذلك ذنبا كبيرا.



ألفا الكثير من الأحاديث