أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر لغة : الإيجاب
شرعا: هو إلزام العبد نفسه بعبادة الله مطلقا أو بقيد.
أقسامه :
-النذر المطلق : أن ينذر العبد لله عبادة مطلقا أي بدون قيد ولا شرط، كأن يقول قائل : لله علي صلاة ركعتين، وهو هذا النوع مشروع ومستحب.
- النذر المقيد : أن ينذر العبد لله عبادة بقيد وهو أن يقضي الله له أمراًً كشفاء مريض أو نجاح دنيوي، وهذا النوع مكروه، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما يستخرج به من البخيل...".
أما الوفاء، فيجب الوفاء به إن كان نذر طاعة سواء كان النذر مقيداً أو مطلقاً، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ..."، أما إن كان نذر معصية، فلا يعصي الله، ولكن يكفر كفارة يمين، لزيادة عند الطحاوي : " وليكفر عن يمينه "، أما إذا كان نذر مباح يوفي به، كمن نذرت أن تضرب الدف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وأقرها، هذا إذا كان النذر لله، أما إذا كان النذر لغير الله فهو شرك محرم، فلا وفاء عليه ولا كفارة، لأنه لا حرمة له كالحلف بغير الله..
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
النذر عبادة من العبادات لأن الله مدح عباده فقال : { يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً }، فهو مستحب ومشروع فدلّ ذلك أنه عبادة من العبادات، وقوله تعالى : { وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ...}، قال صلى الله عليه وسلم : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ..." دلّ على أن النذر عبادة، لأن النبي لا يوجب إلا ما هو عبادة ، وإذا عُلم هذا فصرفه لغير الله شرك أكبر.
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة : لغة هو طلب العوذ.
وفي الاصطلاح : هي الالتجاء إلى الله، والالتصاق بجنابه، من شر كل ذي شر.
والاستعاذة عبادة من العبادات التي أمر بها الله عز وجلّ، لقوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق ...}، وقوله : { قل أعوذ برب الناس ...}، وقوله : { وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ...}، فإذا تقرر هذا فالاستعاذة بالمخلوق شرك وضلال،لأن المستعاذ هو الله، فكانت العرب في الجاهلية إذا نزلت وادياً قالوا : ( أعوذ بصاحب هذا الوادي من سفهاء قومه)، فنزل قوله تعالى : { إنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً }.
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
- لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، ومن وقع في ذلك فقد أشرك شركا أكبر.
أما الرد عليهم فيكون من وجهين :
الوجه الأول : أن الميت لا يقدر على فعل شيء.
الوجه الثاني: أن المتوجه إلى ذلك الميت أو الولي قد قام في قلبه من العبادات القلبية كالرجاء ونحوه مالا يصح صرفه إلا لله، ومن صرف ذلك لغير الله فقد أشرك.
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة : هو طلب الغوث والنجدة، وهو عبادة من العبادات، لأن الاستغاثة هو الدعاء من ملهوف، والدعاء لا يُصرف إلا لله، لقوله تعالى : { وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً...}.
أما الاستغاثة بغير الله تعالى، فيه تفصيل، إذا كان فيما يُقدر عليه فهذا مشروع، كمن استغاث الناس لنجدته من حريق أو غرق أو اعتداء، ودليله قوله تعالى في قصة سيدنا موسى -عليه السلام- : { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه ...}، أما من استغاث بغير الله فيما لا يُقدر عليه كالاستغاثة بالأموات وقبور الصالحين، أو بعده عنه فقد أشرك، لقوله تعالى : {أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء أإله مع الله...}.
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد كسرت رباعيته وشجّ رأسه، فأخذ يقنت في صلاة الفجر بعد الرفع من الركوع : ( إلعن فلانا وفلانا ...)، فنزلت هذه الآية أي يا محمد ليس الأمر بيدك، بل الأمر كله بيد الله، يهدي من يشاء ويعذب من يشاء، فامض في دعوتك وداوم على الدعاء، وفي الآية رد على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلوات ربي وسلامه عليه رغم علو قدره عند ربه، وخير الخلق وخاتم المرسلين، ورغم كل هذا فالله يعلّمه ويعلّمنا أن الأمر كله بيد الله، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم أي لا الشيء الكثير ولا الشيء القليل، ويُفهم من الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، ولا يعرف مصيرهم أإلى الجنة أو إلى النار وإلا فلا داعي للعنهم.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون }.
أي هؤلاء المشركون يشركون مع الله من لا يخلقون شيئا، إذا ليسوا بخالقين، وهم أنفسهم مخلوقون، فكيف يشرك المخلوق بالخالق، ولا يستطيع الواحد أن يكون مخلوقا وخالقا في آنِِ واحد، وهذا يستحيل عقلاً، وهذا المخلوق لا يستطيع نصر الذي أشرك به، والأدهى أنه لا يستطيع حتى نصر نفسه فكيف بنصر غيره، فتبيّن أن الله هو الخالق الناصر، وغيره مخلوقون كلهم مغلوبون على أمرهم.
والله الموفق.