الإجابة عن أسئلة المجموعة الثانية
الأدلة على فضل العلم من الكتاب والسنة :-
1- العلم يرفع العبد درجات عظيمة ، قال تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات " ، فطالب العلم إن طلب العلم بنية صادقة رفعه الله عز وجل بقدر ما آتاه من العلم .
2- العلم سبيل خشية الله عز وجل وطريق الإنابة إليه ، قال تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء "
3- الله تبارك وتعالى لا يسوّي بين العلماء وغيرهم فهم ذوو المراتب السامية الرفيعة ، قال تعالى : " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "
4- أمر الله عزوجل نبيه بأن ينهل من أنهار العلم فيستزيد ، فقال مخاطبا نبيه : " وقل ربي زدني علما "
5- جاء في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ، فالعلم طريق كل خير ودليل إلى الرشاد .
6- العلم يحقق محبة الرحمن ؛ فيرقى به العبد في غرفات الجنان ، فقد روى أبو هريرة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ."
7- الناس في العلم أصناف ثلاثة : من يعلم ويعلّم وينفع بما علم ، ومن يعلم ولا ينتفع بما علم ، ومن لا يقبل العلم فلا يعلم ولا ينفع ، وهذه الأصناف الثلاثة تشبه أنواعا ثلاثة من الأرض : ( الأرض الطيبة – الأرض الأجادب - الأرض القيعان ) وقد بيّن ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما هو متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري حيث قال : " مثل ما بعثني به الله من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا ؛ فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء ؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء ؛ فنفع الله الناس ؛ فشربوا منها وسقوا وزرعوا ، وأصاب طائفة منها أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أًرسلت به ."
8- العلم طريق المغفرة ، والعلماء أقمار إذا أضاءت اختفت الكواكب من حولها ، وخير ميراث الأنبياء العلم فقد روى أبو داوود والترمذي عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول : " من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ؛ رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر . "
المراد بعلوم المقاصد وعلوم الآلة :-
· علوم المقاصد : هي تلك العلوم التي تتصل بالاعتقاد والعمل والتدبر والتفكر والأحكام ، وتشتمل على : ( علم العقيدة – التفسير – الحديث - الفقه – السلوك – الآداب الشرعية – السيرة النبوية – الجزاء والفرائض )
· علوم الآلة : هي تلك العلوم التي تعين على دراسة علوم المقاصد ، وتشتمل على : ( العلوم اللغوية – أصول الفقه – أصول التفسير – مصطلح الحديث )
وعلى طالب العلم أن يبدأ بمختصرات سهلة العبارة في علوم المقاصد ؛ فيعرف الأسس التي تقوم عليها هذه العلوم ، ثم يأخذ ما يناسبه من علوم الآلة حتى يتجاوز مرتبة المبتدئين وعلى نفس الطريقة يتدرج إلى درجة المتوسطين ثم يختار الطالب لنفسه علما ليتقدم فيه حتى يتقنه .
نواقض الإخلاص في طلب العلم
النواقض التي تقدح في إخلاص الطالب في تلقي العلم وطلبه تأتي على درجتين :
- الدرجة الأولى : أن يتلقى طالب العلم العلم لا يبتغي به وجه الله عز وجل بل يريد به الشهرة والسمعة والمباهاة به بين الناس ؛ فأولئك الذين توعدهم الله عز وجل في كتابه قائلا : " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آيتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون " .
وبيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن من عمل العمل لا يريد به وجه الله عز وجل هو أكبر محروم ؛ لأنه يُحرم من نصيبه في الآخرة .فقد روى الإمام أحمد وابن حبان والحاكم عن أبيّ بن كعب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب . "
- الدرجة الثانية : أن يخلط طالب العلم في نيته ما بين العمل لوجه الله عز وجل وبين العمل من أجل الرياء والسمعة ، فإن استطاع طالب العلم أن يجاهد نفسه ويردها فذلك عين الإيمان والتقوى ، ولكن إن أخلص في بعض الأعمال وراءى في بعضها فما أخلص فيه فهو عمل صالح مقبول بإذن الله تعالى ، وما راءى فيه كان عملا حابطا مردودا .
هدي السلف الصالح في العمل بالعلم
لقد ربّى السلف الصالح - رضوان الله عليهم - أنفسهم على أن يعملوا بما تعلموا ، وإن لم يستطع الرجل منهم أن يكرر العمل بما تعلم يعمل بذلك ولو لمرة واحدة إلا إذا كان ذلك العمل مما يقتضي التكرار أو كان سنة مؤكدة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال الحسن البصري : " كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده " وجاء عن سفيان الثوري أنه قال : " ما بلغني عن رسول الله حديث قط إلا عملت به ولو مرة واحدة . "
وطالب العلم إذا حاول أن يربي نفسه على العمل بما تعلم كان ذلك دافعا له على العمل والتعود عليه .
تنوع المناهج في طلب العلم
لقد تنوعت المناهج المختلفة في طلب العلم ، وتحدث الكثير من العلماء في تلك المناهج ، وعلى طالب العلم أن يتحرى أفضل المناهج بالنسبة إليه ويختار منها ما ينفعه ويفيده ويقوده إلى نهاية الطريق ،وقد تختلف المناهج في اختيار بعض الكتب دون بعض وترتيبها كما تختلف أيضا في وسائل التلقي والتعلم .
والمنهج الصحيح له معالم كذلك التحصيل العلمي له ركائز يقوم عليها وللعلوم معالم ينبغي لطالب العلم أن يستعد لها فإذا كان طالب العلم يسير على منهج يراعي تلك المعالم والركائز فهو على المنهج الصحيح بإذن الله .