دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 28 ربيع الثاني 1436هـ/17-02-2015م, 07:25 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

جزاك الله خير ياليت تستعجلي بالتصحيح لاني قمت بالتلخيص قبل مايصحح لي التلخيص الاول وقد استفدت من تصحيح التلخيص الاول وغيرت طريقتي فلو انك صححتي لي حتى يتسنى لي معرفة هل انا على صواب ام على خطأ لاني جدا مضغوطه بالكاد أؤدي الواجب الاسبوعي فعندما يضاف علي الاعاده يكون عبء ثقيل جدا علي وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 4 جمادى الأولى 1436هـ/22-02-2015م, 09:37 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص سورة الإنسان من 11- 22
المسائل:
- سبب نزول سورة الإنسان.
- مرجع الضمير في قوله:(( فوقاهم )).
- المراد باليوم المذكور في قوله:(( ذلك اليوم ))
- المراد بالنظرة.
- المراد بقوله:(( لقاهم ))
- المراد بقوله:(( سرورا ))
- معنى قوله تعالى:(( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا))
- سبب استحقاقهم لهذا النعيم.
- مسكن أهل الجنة.
- سبب تخصيص الله الحرير بالذكر.
- المراد بقوله:(( وجزاهم بما صبروا ))
- المراد بقوله:(( متكئين ))
- المراد بقوله:(( الأرائك )).
- المراد بالزمهرير.
- معنى قوله تعالى:(( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا )).
- المراد بقوله:(( دانية عليهم ظلالها ))
- المراد بقوله:(( قطوفها تذليلا ))
- معنى قوله تعالى:(( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ))
- المراد بقوله :(( بآنية )).
- المراد بقوله:(( بأكواب ))
- مرجع الضمير في قوله:(( يطاف عليهم))
- معنى قوله تعالى:(( ويطاف عليهم بآنية من فضة ))
- وصف الفضة
- أقوال المفسرين في قوله:(( قدروها تقديرا ))
- معنى قوله:(( قواريرا من فضة قدروها تقديرا ....))
- المراد بقوله:(( كأسا ))
- مرجع الضمير في قوله: (( يسقون فيها )).
- المراد بقوله:(( مزاجها ))
- المراد بقوله تعالى:(( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا))
- مرجع الضمير في قوله:(( عينا فيها ))
- المراد بالسلسبيل.
- معنى قوله:(( عينا فيها تسمى سلسبيلا ))
- معنى الآية (( ويطوف عليهم ولدان مخلدون )).
- مرجع الضمير في قوله تعالى:(( إذا رأيتهم حسبتهم ))
- الغرض من التشبيه في قوله:(( لؤلؤا منثورا ))
- مرجع الضمير في قوله:(( وإذا رأيت ثم رأيت ))
- الآثار المروية في نعيم الجنة.
- معنى قوله:((وإذا رأيت ثم رأيت ))
- المراد بقوله:(( سندس ))
- المراد بقوله:(( استبرق ))
- الفرق بين قوله:(( وحلوا أساور من فضة )) وقوله:(( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ))
- المراد بقوله:(( طهورا ))
- معنى قوله:(( عاليهم ثياب من سندس.....))
- المراد بقوله:(( مشكورا))
- معنى قوله تعالى:(( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ))
تفصيل المسائل:
- سبب نزول سورة الإنسان.
- عن ابن عمر قال : أتى رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سل واستفهم " . فقال : يا رسول الله ، فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة ، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به ، وعملت مثل ما عملت به ، إني لكائن معك في الجنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم ، والذي نفسي بيده إنه ليضيء بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام "قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : لا إله إلا الله ، كان له بها عهد عند الله ، ومن قال : سبحان الله وبحمده ، كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة "فقال رجل : كيف نهلك بعدها يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله ، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته "ونزلت هذه الآيات ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )إلى قوله : ( نعيما وملكا كبيرا ) [ الإنسان : 1 - 20 ]فقال الحبشي : وإن عيني لتريان ما ترى عيناك في الجنة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم " . فاستبكى حتى فاضت نفسه ، قال ابن عمر : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيديه .
ذكره ابن كثير وقال: فيه غرابة ونكارة ، وسنده ضعيف.
- مرجع الضمير في قوله:(( فوقاهم )).
على أهل الجنة. ذكره ابن كثير.
المراد باليوم المذكور في قوله:(( ذلك اليوم ))
يوم القيامة. ابن كثير والسعدي.

- المراد بالنضرة.
أي بياض في وجوههم. ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المراد بقوله:(( لقاهم ))
أي: أعطاهم وأكرمهم،ذكره الأشقر والسعدي.
- المراد بقوله:(( سرورا ))
أي في قلوبهم،ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- معنى قوله تعالى:(( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا))
أي آمنهم ممن خافوا منه ولقاهم نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم،وهذا كقوله تعالى:(( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة )) وذلك أن القلب إذا سر استنار الوجه.

- سبب استحقاقهم لهذا النعيم.
لأنهم صبروا على طاعة الله فعملوا ما أمكنهم منها وعن معاصي الله فتركوها وعلى أقدار الله المؤلمة فلم يتسخطوها.ذكره ابن كثير والسعدي.
- مسكن أهل الجنة.
الجنة جامعة لكل نعيم سالمة من كل مكدر ومنغص، ومنزلا رحبا وعيشا رغيدا،ولباسا حسنا.ذكره ابن كثير والسعدي.

- سبب تخصيص الله الحرير بالذكر.
لأن لباسهم الظاهر الدال على حال صاحبه،ذكره السعدي.
- المراد بقوله:(( وجزاهم بما صبروا ))
سياق الحديث عن أهل الجنة وسبب دخولهم الجنة واستحقاقهم النعيم المذكور.ذكره السعدي وابن كثير.

- المراد بقوله:(( متكئين ))
الاتكاء هو التمكن في حال الرفاهية والطمأنينة ذكره السعدي.

- المراد بقوله:(( الأرائك )).
السرر التي عليها اللباس المزين.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بالزمهرير.
أي:بردا شديدا.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

- معنى قوله تعالى:(( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا )).
تصف نعيم أهل الجنة وهم في الجنة وحالة جلوسهم متكئين المنظر الذي يدل على الراحة والطمأنينة على السرر المزينة لا تزعجهم حرارة الشمس ولا البرد الشديد بل جميع أوقاتهم يتلذذون بدون شعور بحر ولا برد.
- المراد بقوله:(( دانية عليهم ظلالها ))
أي قربت إليهم أغصانها وثمارها.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله:(( قطوفها تذليلا ))
سخرت ثمارها لمتناوليها تسخيرا.

- معنى قوله تعالى:(( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ))
بعدما ذكر الله هيئة جلوسهم ولباسهم في الجنة ذكر مطعمهم فيها ،وهو أن الثمار تسخر لصاحب الجنة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع،لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله :(( بآنية )).
أواني الطعام.ذكره ابن كثير السعدي

- المراد بقوله:(( بأكواب ))
أي أكواب الشراب وهي الكيزان التي لا عرى لها ولا خراطيم.ذكره ابن كثير.

- مرجع الضمير في قوله:(( يطاف عليهم))
على أهل الجنة.ذكره ابن كثير والأشقر.

- معنى قوله تعالى:(( ويطاف عليهم بآنية من فضة ))
وصف الله تعالى أواني طعام أهل الجنة أنها من فضة وكذلك أبواب الشراب التي هي من فضة في قوتها وصفاء الزجاج ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- وصف الفضة.
بياض الفضة في صفاء الزجاج.ذكره ابن كثير والسعدي.

- أقوال المفسرين في قوله:(( قدروها تقديرا ))
على قدر ريهم لا تزيد عنه ولا تنقص،بل هي معدة لذلك ومقدرة بحسب ري صاحبها وقيل قدرت للكف أي أكف الخدم وقيل قدر أهل الجنة في نفوسهم مقدار يوافق لذاتهم فأتتهم على ما قدروا وهذا لا ينافي القول الأول فهي مقدرة في القدر والري.

- معنى قوله:(( قواريرا من فضة قدروها تقديرا ....))
بعد ما ذكر نعيم أهل الجنة في مسكنهم وطعامهم وشرابهم ذكر نعيم آخر ما يدخل السرور على أنفسهم ويبهجهم وهو جمال الأواني والأكواب وأنها من الفضة وهي من شدة صفائها ونقائها كالزجاج وهذا من أعجب الأشياء وأن هذه الأطعمة والأشربة مقدرة على قدر ريهم لا تزيد ولا تنقص عن حاجتهم.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بقوله:(( كأسا ))
الإناء المملوء من خمر ورحيق.ذكره السعدي.

- مرجع الضمير في قوله: (( يسقون فيها )).
يسقون فيها كأسا أي الأبرار في الجنة.ذكره ابن كثير.

- المراد بقوله:(( مزاجها ))
أي خلطها.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بقوله تعالى:(( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا))
ذكر الله عز وجل أنه من نعيم أهل الجنة أنهم يشربون خمرا ممزوجة بالكافور وهو بارد تارة وتارة أخرى بالزنجبيل وهو حار وهؤلاء هم الأبرار،وأما المقربون فإنهم يشربون منها صرفا بلا مزج .ذكره ابن كثير.

- مرجع الضمير في قوله:(( عينا فيها ))
أي الزنجبيل عين في الجنة.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بالسلسبيل.
قيل عين سلسة مستقيد ماؤها
وقيل اسم لماء في غاية السلاسة حديد الجرية يسوغ في حلوقهم.ذكره ابن كثير والأشقر.

- معنى قوله:(( عينا فيها تسمى سلسبيلا ))
ذكر الله تعالى أن من أنهار الجنة السلسبيل وهو الزنجبيل
وقيل أنه اسم النهر وسميت بذلك لسلاستها في الحلق وحدة جريانها.ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي.


- معنى الآية :((ويطوف عليهم ولدان مخلدون )).
أي على حالة واحدة لا يتغيرون ولا يكبرون وهم في غاية الحسن إذا رأيتهم منتشرين في خدمتهم من حسنهم كأنهم لؤلؤ منثور وهذا من تمام لذة أهل الجنة أن يكونوا خدامهم تسرهم رؤيتهم آمنين من تبعاتهم ويأتونهم بما يدعون وتطلبه نفوسهم.ذكره السعدي وابن كثير والأشقر.

- مرجع الضمير في قوله تعالى:(( إذا رأيتهم حسبتهم ))
يعود على الولدان السابق ذكرهم . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- الغرض من التشبيه في قوله:(( لؤلؤا منثورا ))
شبههم بالمنثور لأنهم سراع في الخدمة.ذكره ابن كثير والأشقر.

- مرجع الضمير في قوله:(( وإذا رأيت ثم رأيت ))
أي هناك في الجنة.ذكره الأشقر.

- الآثار المروية في نعيم الجنة.
ما رواه ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن أدنى أهل الجنة منزله لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة ينظر إلى أقصاه كمن ينظر إلى أدناه )) ذكره ابن كثير.

- معنى قوله:((وإذا رأيت ثم رأيت ))
بعدما فصل في الآيات السابقة يذكر كل نعيم على حدة أجمل النعيم هنا بأنه نعيما وملكا كبيرا من حيث القصور والمساكن والغرف المزينة والأنهار والبساتين والثمار الدانية ما يأخذ القلوب ويفرح النفس وما عندهم من الزوجات البالغات في الحسن غايته اللاتي جمعن بين حسن الظاهر والباطن وما حوله من الولدان المخلدون ما يحصل به الراحة والطمأنينة ورؤيتهم لربهم وسماع خطابه ولذة قربه والابتهاج برضاه.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله:(( سندس ))
ما غلظ من الديباج.
وقيل ما رق من الحرير.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله:(( استبرق ))
ما رق من الحرير.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- الفرق بين قوله:(( وحلوا أساور من فضة )) وقوله:(( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ))
الآية الأولى صفة للأبرار
والآية الثانية صفة المقربون ذكره ابن كثير.

- المراد بقوله:(( طهورا ))
معنى طهورا:أي طهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى
وقيل مطهر لما في بطونهم من كل أذى وقذى.ذكره ابن كثير والسعدي.

- معنى قوله:(( عاليهم ثياب من سندس.....))
تصف الآية لباس أهل الجنة أنه من الحرير ،فمنه السندس وهو رفيع الحرير مما يلي أبدانهم،والاستبرق ما فيه بريق ولمعان وهو الظاهر،وأيضا سقاهم الله شرابا لا كدر فيه بوجه من الوجوه مطهر لقلوبهم من الغل والحسد وكذلك ما في بطونهم.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بقوله:(( مشكورا))
أي القليل منه يجعل الله لكم به من النعيم المقيم ما لا يمكن حصره
وقيل يتقبله منكم .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- معنى قوله تعالى:(( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ))
يقال لهم ذلك تكريما وإحسانا مثل قوله تعالى:(( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )) فقد شكر لكم الله أعمالكم الصالحة التي سبقت في الدنيا.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 14 جمادى الأولى 1436هـ/4-03-2015م, 06:22 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص مسائل اختلاف التنوع
المسائل:
- النوع الأول من الخلاف بين السلف في التفسير.
- النوع الثاني من اختلاف السلف في التفسير .
- حكم من أنكر دلالة الأسماء على الصفات.
- الاختلاف في أسباب النزول.
تفصيل المسائل:
1- النوع الأول من الخلاف بين السلف في التفسير.
إن كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفا ولكن اختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية وهذا الكلام قد لا يُسلم له ونحن نرى في كل آية يوجد اختلاف ولذلك قعّد شيخ الإسلام هذه القاعدة حتى لا يعترض أحد على هذا القول. فبين أن الاختلاف نوعان: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.
- نوع الخلاف بين السلف في التفسير.
والخلاف الوارد عن السلف في التفسير هو اختلاف تنوع وهو ما يمكن اجتماعه في المفسر بلا تعارض ولا تضاد إما لرجوع الأقوال إلى معنى واحد وإما لتنوع الأقوال وتعددها من غير معارض.
- أصناف اختلاف التنوع:
ينقسم إلى قسمين قسم يعود إلى معنى واحد وقسم يعود إلى أكثر من معنى ولكن هذه المعاني غير متناقضة ولا متضادة فإذا كانت غير متناقضة فإن الآية تحمل على هذه الأقوال التي قالها السلف.
- معنى الأسماء المتكافئة:
قال شيخ الإسلام: إن الاختلاف في التنوع بمنزلة الألفاظ المتكافئة التي هي بين المترادفة والمتباينة فهي ليست متردافة بمعنى كل لفظ هو الآخر لفظا ومعنا وليست هي المتباينة بمعنى أن اللفظ غير ذلك تماما في لفظه ومعناه بل هي بين هذا وهذا أي أنها تشترك في شيء وتختلف في شيء في دلالتها على ذات واحدة.
- أمثلة على الصنف الأول من اختلاف التنوع:
من أسماء السيف أنه الصارم والمهند والبتار فهي ليست متباينة لأنها كلها تدل على السيف وليست متردافة لانها مختلفة في المعنى وكذلك ما جاء في السماء الحسنى اسم الله العليم القدوس المؤمن السلام كلها تدل على ذات الله فهي من جهة دلالتها على الذات تدل على ذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة،فاسم الله القدوس لا يساوي اسم الله العزيز من جهة المعنى،فهذه تسمى متكافئة من حيث دلالتها على مسمى واحد،وكذلك مثل لها بالذكر في قوله تعالى:((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) ما المراد بالذكر ؟ هل هو القرآن؟ أم السنة؟أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟أم ذكر الله؟ أي التسبيح والتحميد ، فمن حيث الدلالة فهي متلازمة،لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة وأعرض عن الرسول صلى الله عليه وسلم،فإذا يتبين لنا أن الاختلاف الموجود بين السلف اختلاف تنوع.
- الصنف الثاني:من اختلاف التنوع:
أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستم على النوع.
- أمثلة على الصنف الثاني من اختلاف التنوع:
مثال ذلك:ما نقل في قوله تعالى:(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم سابق بالخيرات )) ،فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للحرمات،والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات،والسابق يدخل في من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات،فالمقتصدون أصحاب اليمين والسابقون أولئك المقربون،ثم إن كلا منهم يذكر في نوع من أنواع الطاعات،كقول القائل:السابق الذي يصلي في أول الوقت والمقتصد الذي يصلي في أثنائه والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
ومن أمثلتها قوله تعالى:(( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة))فالحسنة عند العلماء ما يلائم الطبع ويسر النفس،فالزوجات والجواري من ذلك،والمال من ذلك،والإمارة من ذلك.
فمن فسر الحسنة بالمال فسرها ببعض أفرادها وهكذا.

2- النوع الثاني: من اختلاف السلف في التفسير:اختلاف التضاد:
وهو الذي يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر وهو قليل.
- أمثلة عليها:
قال تعالى:(( فناداها من تحتها )):
فالضمير في ناداها يعود على عيسى كما قال بعض المفسرين،وبعضهم قال:يعود على جبريل،فهذا الاختلاف يرجع إلى أكثر من معنى لأن المنادي واحد،والضمير ضمير الفرد.

3- حكم من أنكر دلالة الأسماء على الصفات:
أن من أنكر دلالة أسماء الله على صفاته فقوله من جنس قول غلاة الباطنية(القرامطة) الذين يقولون :لا يقال هو حي ولا ليس بحي ، بل ينفون عنه النقيضين،ومن وافقهم على مقصودهم كان موافقا لغلاة الباطنية في ذلك.
4- الاختلاف في أسباب النزول:
إذا تعددت الحكاية في سبب النزول بمعنى أنه يقال:نزلت في فلان،ثم حكى ثان أنها نزلت في فلان،فإن هذا الخلاف يعتبر اختلاف تنوع،ولا يعتبر اختلاف تناقض،لأن القاعدة العامة من أسباب النزول أنها تعتبر أمثلة للعموم الوارد في الآية.
- مثال عليها :
في قوله تعالى:(( إن شانئك هو الأبتر )) تعددت الأقوال في تعيين الأبتر،فقيل:العاص بن أمية،وقيل:الوليد بن المغيرة،وقيل:أبو جهل،وقيل:غير ذلك.
وإذا نظرنا لمعنى الآية وجدنا أن معنى شانئك:أي مبغضك.
والأبتر:أي الأقطع عن الخير.
فيصدق على كل واحد منهم يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم،وهو مقطوع من الخير.
- الغاية من أسباب النزول:
أنها تعتبر أمثلة أيا كانت صيغة هذا النزول،ولذلك يرد أنها نزلت في فلان ونزلت في فلان،فهي تعتبر من باب التمثيل والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 17 جمادى الأولى 1436هـ/7-03-2015م, 03:33 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير ياليت تستعجلي بالتصحيح لاني قمت بالتلخيص قبل مايصحح لي التلخيص الاول وقد استفدت من تصحيح التلخيص الاول وغيرت طريقتي فلو انك صححتي لي حتى يتسنى لي معرفة هل انا على صواب ام على خطأ لاني جدا مضغوطه بالكاد أؤدي الواجب الاسبوعي فعندما يضاف علي الاعاده يكون عبء ثقيل جدا علي وجزاكم الله خيرا
المعذرة منك أختي فالأعمال لدينا كثيرة ويصعب في كثير من الأحيان تصحيح التطبيقات أولا بأول
وملاحظات أول ملخص أرجو أن تعينك على ما بقي
يسر الله لنا ولك
ملاحظة:
تلخيصات مقدمة التفسير توضع في صفحة دراسة التفسير وعلوم القرآن
بوركت

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م, 12:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
تلخيص مسائل اختلاف التنوع
المسائل:
- النوع الأول من الخلاف بين السلف في التفسير.
- النوع الثاني من اختلاف السلف في التفسير .
- حكم من أنكر دلالة الأسماء على الصفات.
- الاختلاف في أسباب النزول.
تفصيل المسائل:
1- النوع الأول من الخلاف بين السلف في التفسير.
إن كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفا ولكن اختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية وهذا الكلام قد لا يُسلم له ونحن نرى في كل آية يوجد اختلاف ولذلك قعّد شيخ الإسلام هذه القاعدة حتى لا يعترض أحد على هذا القول. فبين أن الاختلاف نوعان: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.
- نوع الخلاف بين السلف في التفسير.
والخلاف الوارد عن السلف في التفسير هو اختلاف تنوع وهو ما يمكن اجتماعه في المفسر بلا تعارض ولا تضاد إما لرجوع الأقوال إلى معنى واحد وإما لتنوع الأقوال وتعددها من غير معارض.
- أصناف اختلاف التنوع:
ينقسم إلى قسمين قسم يعود إلى معنى واحد وقسم يعود إلى أكثر من معنى ولكن هذه المعاني غير متناقضة ولا متضادة فإذا كانت غير متناقضة فإن الآية تحمل على هذه الأقوال التي قالها السلف.
- معنى الأسماء المتكافئة:
قال شيخ الإسلام: إن الاختلاف في التنوع بمنزلة الألفاظ المتكافئة التي هي بين المترادفة والمتباينة فهي ليست متردافة بمعنى كل لفظ هو الآخر لفظا ومعنا وليست هي المتباينة بمعنى أن اللفظ غير ذلك تماما في لفظه ومعناه بل هي بين هذا وهذا أي أنها تشترك في شيء وتختلف في شيء في دلالتها على ذات واحدة.
- أمثلة على الصنف الأول من اختلاف التنوع:
من أسماء السيف أنه الصارم والمهند والبتار فهي ليست متباينة لأنها كلها تدل على السيف وليست متردافة لانها مختلفة في المعنى (انتبهي أن هذا ليس مثالا لتفسير القرآن، فيمكنك إلحاقه بمسألة معنى التكافؤ وقيس عليه غيره من الأمثلة)
=
وكذلك ما جاء في الأسماء الحسنى اسم الله العليم القدوس المؤمن السلام كلها تدل على ذات الله فهي من جهة دلالتها على الذات تدل على ذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة،فاسم الله القدوس لا يساوي اسم الله العزيز من جهة المعنى،فهذه تسمى متكافئة من حيث دلالتها على مسمى واحد،
= وكذلك مثل لها بالذكر في قوله تعالى:((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) ما المراد بالذكر ؟ هل هو القرآن؟ أم السنة؟أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟أم ذكر الله؟ أي التسبيح والتحميد ، فمن حيث الدلالة فهي متلازمة،لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة وأعرض عن الرسول صلى الله عليه وسلم،فإذا يتبين لنا أن الاختلاف الموجود بين السلف اختلاف تنوع.

يجب فصل الأمثلة وتنظيم الكلام أحسن من ذلك، فلا نسرد الكلام سردا.
وبقيت مسائل مهمة، منها: الفرق بين دلالة اللفظ على العين وعلى المعنى في التفسير.
ومسألة: أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- الصنف الثاني:من اختلاف التنوع:
أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع.
- أمثلة على الصنف الثاني من اختلاف التنوع:
مثال ذلك:ما نقل في قوله تعالى:(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم سابق بالخيرات )) ،فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للحرمات،والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات،والسابق يدخل في من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات،فالمقتصدون أصحاب اليمين والسابقون أولئك المقربون،ثم إن كلا منهم يذكر في نوع من أنواع الطاعات،كقول القائل:السابق الذي يصلي في أول الوقت والمقتصد الذي يصلي في أثنائه والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
ومن أمثلتها قوله تعالى:(( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة))فالحسنة عند العلماء ما يلائم الطبع ويسر النفس،فالزوجات والجواري من ذلك،والمال من ذلك،والإمارة من ذلك.
فمن فسر الحسنة بالمال فسرها ببعض أفرادها وهكذا.
لم تتعرضي لمسألة الحد المطابق وفائدة التفسير بالمثال في أقوال السلف.

2- النوع الثاني: من اختلاف السلف في التفسير:اختلاف التضاد:
وهو الذي يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر وهو قليل.
- أمثلة عليها:
قال تعالى:(( فناداها من تحتها )):
فالضمير في ناداها يعود على عيسى كما قال بعض المفسرين،وبعضهم قال:يعود على جبريل،فهذا الاختلاف يرجع إلى أكثر من معنى لأن المنادي واحد،والضمير ضمير الفرد.

3- حكم من أنكر دلالة الأسماء على الصفات: هذه مسألة عقدية استطرادية تفصل في نهاية الملخص.
أن من أنكر دلالة أسماء الله على صفاته فقوله من جنس قول غلاة الباطنية(القرامطة) الذين يقولون :لا يقال هو حي ولا ليس بحي ، بل ينفون عنه النقيضين،ومن وافقهم على مقصودهم كان موافقا لغلاة الباطنية في ذلك.
4- الاختلاف في أسباب النزول:
إذا تعددت الحكاية في سبب النزول بمعنى أنه يقال:نزلت في فلان،ثم حكى ثان أنها نزلت في فلان،فإن هذا الخلاف يعتبر اختلاف تنوع،ولا يعتبر اختلاف تناقض،لأن القاعدة العامة من أسباب النزول أنها تعتبر أمثلة للعموم الوارد في الآية. كان يتوجب عليك أولا شرح معنى القاعدة والاستدلال لها قبل ذكر المثال.
- مثال عليها :
في قوله تعالى:(( إن شانئك هو الأبتر )) تعددت الأقوال في تعيين الأبتر،فقيل:العاص بن أمية،وقيل:الوليد بن المغيرة،وقيل:أبو جهل،وقيل:غير ذلك.
وإذا نظرنا لمعنى الآية وجدنا أن معنى شانئك:أي مبغضك.
والأبتر:أي الأقطع عن الخير.
فيصدق على كل واحد منهم يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم،وهو مقطوع من الخير.
- الغاية من أسباب النزول: تعليل ورود أكثر من سبب لنزول الآية
أنها تعتبر أمثلة أيا كانت صيغة هذا النزول،ولذلك يرد أنها نزلت في فلان ونزلت في فلان،فهي تعتبر من باب التمثيل والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فاتتك مسألة: ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
ومسألة: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض ألفاظ القرآن
أحسنت أختي عابدة، بارك الله فيك ونفع بك
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 25
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 09:32 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
تلخيص سورة المدثر من آية 18- 31
أسباب النزول:
1- سبب نزول قوله تعالى:( ذرني ومن خلقت وحيدا).
2- سبب نزول قوله تعالى:( فقتل كيف قدر).
3- سبب نزول قوله تعالى:( عليها تسعة عشر).
4- سبب نزول قوله تعالى:( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة).
مسائل التفسير:
1- مرجع الضمير في قوله:( إنه فكر وقدر).
2- معنى قوله:(فقتل).
3- سبب الوعيد.
4- معنى قوله:( ثم نظر).
5- معنى قوله:( ثم عبس).
6- معنى قوله:( وبسر).
7- معنى قوله:( ثم أدبر واستكبر).
8- سبب تكذيبهم.
9- التهم التي وجهوها للرسول صلى الله عليه وسلم.
10- معنى كلمة:( سقر).
11- معنى قوله تعالى:( سأصليه سقر).
12- سبب تكرار قوله:( وما أدراك ما سقر).
13- معنى قوله تعالى:( لا تبقي ولا تذر).
14- مرجع الضمير في قوله:( لواحة للبشر).
15- معنى قوله:( لواحة للبشر).
16- مرجع الضمير في قوله:( عليها تسعة عشر).
17- معنى قوله:( عليها تسعة عشر).
18- المراد بقوله:( أصحاب النار).
19- مرجع الضمير في قوله:( عدتهم).
20- المراد بالفتنة.
21- الحكمة من ذكر عدد الملائكة.
22- معنى قوله:( مرض).
23- مرجع الضمير في قوله:( وليقول الذين في قلوبهم مرض).
24- معنى قوله:( وليقول الذين في قلوبهم مرض).
25- معنى قوله:( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء).
26- معنى قوله:( وما يعلم جنود ربك إلا هو).
27- الآثار المروية في كثرة الملائكة.
28- مرجع الضمير في قوله:( وما هي).
29- معنى قوله تعالى:( وماهي إلا ذكرى للبشر).

مسائل الإعتقاد:
1. أثر نزول الآيات على المؤمنين.
2. أثر نزول الآيات على المنافقين والكافرين.

تفصيل المسائل:
1- سبب نزول قوله تعالى:( ذرني ومن خلقت وحيدا).
عن ابن عباس قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر فسأله عن القرآن، فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة. فوالله ما هو بشعر ولا بسحر ولا يهذي من الجنون،وإن قوله لمن كلام الله فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا وقالوا: والله لئن صبأ الوليد لتصبو قريش, فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال: أنا والله أكفيكم شأنه فانطلق حتى دخل عليه بيته, فقال للوليد: ألم تر إلى قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟ فقال: ألست أكثرهم مالاً وولداً ؟ فقال أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه, فقال الوليد: أقد تحدث به عشيرتي ؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ولاعمر ولا ابن أبي كبشة, وما قوله إلا سحر يؤثر فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم " ذرني ومن خلقت وحيدا " إلى قوله " لا تبقي ولا تذر "

2- سبب نزول قوله تعالى:( فقتل كيف قدر).
قال قتادة : زعموا أنه قال: والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر وإن له لحلاوة, وإنه عليه لطلاوة, وإن ليعلو وما يعلى عليه وما أشك أنه سحر فأنزل الله: "فقتل كيف قدر".
هذين الخبرين سبب واحد، وهو في جميع الآيات من أول قوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا} حتى قوله: {سأصليه سقر}، وحيث أن أول الآيات ليس من ضمن الدرس فيمكنك الاقتصار في سبب النزول على قوله تعالى: {إنه فكر وقدر ..}، واختاري من أسباب النزول أجمعها وما يوضح الآيات جيدا.
3- سبب نزول قوله تعالى:( عليها تسعة عشر).
عن البراء في قوله تعالى: "عليها تسعة عشر" قال: إن رهطاً من اليهود سألوا رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فقال: الله ورسوله أعلم, فجاء الرجل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى عليه ساعتئذ "عليها تسعة عشر" فأخبر أصحابه.
4- سبب نزول قوله تعالى:( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة).
لما نزل قوله:( عليها تسعة عشر) قال ابو جهل: أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر؟! أفيعجز كل مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار. فزلت:( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة).

مسائل التفسير:
1- مرجع الضمير في قوله:( إنه فكر وقدر).
يعود على الوليد بن المغيرة. ابن كثير والأشقر والسعدي.
- متعلق الفكر: فيم كان يفكر الوليد؟
- معنى {قدر}
2- معنى قوله:(فقتل).
دعاء عليه باللعن والعذاب. ابن كثير والأشقر.
3- سبب الوعيد. سبب الذم
لأنه فكر فتروى ماذا يقول في القرآن؟ حين سئل عن القرآن ففكر ماذا يختلق من القرآن. ابن كثير. ولأنه قدر أمرا ليس في طوره وتسور على مالا يناله هو ولا أمثاله. السعدي. قال الأشقر: أنه قال في شأن النبي صلى الله عليه وسلم.
4- معنى قوله:( ثم نظر).
أي أعاد النظر والتروي وما يقول. ابن كثير والسعدي. وقال الأشقر: أي بأي شيء يدفع القرآن ويقدح فيه.
5- معنى قوله:( ثم عبس). ما دخل الحرف {ثم}
أي قبض بين عينيه وقطب.ابن كثير والأشقر.
6- معنى قوله:( وبسر). ...
كلح وكره. ابن كثير والسعدي والأشقر.
- سبب عبوس هذا الكافر وبسوره
7- معنى قوله:( ثم أدبر واستكبر).
أي صرف عن الحق مستكبرا عن الانقياد للقرآن نتيجة سعيه الفكري والعملي والعلمي. ابن كثير والسعدي.
8- سبب تكذيبهم. من هم؟ لا تجعلي ضمائر مجهولة المراجع في عنوان المسألة
الاستكبار عن الانقياد للقرآن. ابن كثير.
9- التهم التي وجهوها للرسول صلى الله عليه وسلم. لماذا تتكلمين عن الوليد بصيغة الجمع؟
السحر الذي ينقله محمد عن غيره ممن قبله. ابن كثير. وأنه كلام بشر بل الفجار منهم وكل كاذب سحار. السعدي والأشقر. هذا الكلام ما زال متقدما عن موضعه في الآية، ولعله ظهر لي الآن عند قراءة عنوان المسألة التالية فقد فوت الكلام عن قوله تعالى: {إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر} وفيه مسائل:
- مرجع اسم الإشارة
- معنى {سحر يؤثر}
- دلالة الآية على شدة كفر هذا الكافر: (( لأنه لم يكتف بالافتراء على القرآن بـأنه قول البشر، بل نسبه إلى الفساق والفجار منهم وهم السحرة.))
10- معنى كلمة:( سقر).
أي سأدخله النار. الأشقر. لا، بل سقر اسم من أسماء النار، أما كلامك فمسألته: معنى قوله تعالى: {سأصليه سقر}
11- معنى قوله تعالى:( سأصليه سقر).
أي سأغمره فيها من جميع جهاته. ابن كثير. مكرر
12- سبب تكرار قوله:( وما أدراك ما سقر). أين تكررت؟؟ لم تتكرر الآية من قبل، ومسألتك هي: معنى الاستفهام
تهويل لأمرها وتفخيم. ابن كثير.
13- معنى قوله تعالى:( لا تبقي ولا تذر).
تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم ثم تبدل غير ذلك وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون. ابن كثير والسعدي
14- مرجع الضمير في قوله:( لواحة للبشر).
يعود على سقر. ابن كثير والسعدي.
15- معنى قوله:( لواحة للبشر).
قيل أنها تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل، وقيل تلوح أجسادهم عليها، وقيل حراقة للجلد. وقال ابن عباس: تحرق بشرة الإنسان. ابن كثير. وقال السعدي: تلوحهم أي تصليهم في عذابها وتقلقلهم بشدة حرها وقرها. وقال الأشقر: تلوح جهنم للناس حتى يروها عيانا. كل هذا الكلام يعود لقولين اثنين فتنبهي أختي حتى لا نبذل جهودا دون داعي.
إما أنها تحرق البشرة وهي الجلد فتغيره وتسوده، ويمكنك الجمع بين الأقوال التي في نفس المعنى بما تشائين.
أو أن معناها من الظهور: يلوح أي يظهر، فهي تظهر عيانا للبشر أي الناس
16- مرجع الضمير في قوله:( عليها تسعة عشر). إذا رأيت مراجع الضمير واضحة في الآيات والسياق مفهوما فلا داعي لتكرار هذه المسألة.
يعود على سقر. ابن كثير والأشقر.
17- معنى قوله:( عليها تسعة عشر).
أي مقدمي الزبانية عظيم خَلقُهم غليظ خُلُقهم. ابن كثير وقال السعدي: أي من الملائكة خزنة لها غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال الأشقر: تسعة عشر صنف من أصناف الملائكة.
18- المراد بقوله:( أصحاب النار).
أي خزانها أو الزبانية من الملائكة غلاظ شداد. ابن كثير والسعدي. وذلك رد على مشركي قريش حين ذكر عدد الخزنة وقال أبو جهل: يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم؟ فقال الله:( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) أي شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغلبون. وقيل: أن أبا الأشدين واسمه كلدة بن أسيد بن خلف قال: يا معشر قريش اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم سبعة عشر. إعجابا منه بنفسه. وكان قد بلغ من القوة فيما يزعمون أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة لينتزعوه من تحت قدميه فيتمزق الجلد ولا يتزحزح عنه.ابن كثير. قد ذكرت سبب النزول فلا تكرريه، وطالما قرأناه أول الملخص سيكون المعنى مفهوما إن شاء الله.
19- مرجع الضمير في قوله:( عدتهم).
يعود على خزنة النار وعددهم المذكور.ابن كثير.
20- المراد بالفتنة.
اختبارا للناس. ابن كثير. وقال السعدي: يحتمل أن يكون لعذابهم وعقابهم في الآخرة والعذاب يسمى فتنة.
21- الحكمة من ذكر عدد الملائكة.
ليستيقن الذين أوتوا الكتاب لعلمهم أن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم حق لأنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب المنزلة على الأنبياء قبله ويزداد الذين آمنوا إيمانا أي بما يشهدون من صدق إخبار النبي صلى الله عليه وسلم.ابن كثير. لابد من الإكمال لأن الكلام متصل، فنقول: ولا يحصل الريب وهو الشك للمؤمنين ولا لأهل الكتاب بعدما رأوا الأدلة على صدق القرآن.
22- معنى قوله:( مرض).
أي شك وشبهة ونفاق. الأشقر والسعدي.
23- مرجع الضمير في قوله:( وليقول الذين في قلوبهم مرض).
أي المنافقين. ابن كثير والأشقر.
24- معنى قوله:( وليقول الذين في قلوبهم مرض).
أي يقولون: مالحكمة من ذكر هذا هاهنا على وجه الحيرة والشك والكفر منهم بآيات الله. ابن كثير والسعدي. يجب أن تكملي الآية إذن في عنوان المسألة كذلك.
25- معنى قوله:( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء).
يكون نزول بعض الآيات مثل عدة الملائكة وأشباهها يؤكد الإيمان في قلوب أقوام ويزلزله عند آخرين. ابن كثير فمن هداه جعل نزولها رحمة له ومن أضله جعله زيادة شقاء عليه. ابن كثير والأشقر.
26- معنى قوله:( وما يعلم جنود ربك إلا هو).
ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى لئلا يتوهم متوهم أنها تسعة عشر فقط. ابن كثير والسعدي والأشقر.
27- الآثار المروية في كثرة الملائكة. أحسنت، ولكن لا تفرديها بمسألة بل هي أدلة على المسألة السابقة فألحقيها بها.
ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال في صفة البيت المعمور الذي في السماء السابعة:( فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم). ابن كثير. وعن أبي ذر قال:قال رسول الله:( إني أرى مالا ترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل...).ابن كثير
28- مرجع الضمير في قوله:( وما هي).
يعود على النار. ابن كثير والأشقر. قال السعدي: يعود على المواعظ والتذكار.
29- معنى قوله تعالى:( وماهي إلا ذكرى للبشر).
أي أن النار التي وصفت ما هي إلا ذكرى للبشر. ابن كثير.وعدد الملائكة إلا تذكرة وموعظة للعالم ليعلموا كمال قدرة الله وأنه لا يحتاج إلى أعوان. الأشقر.
مسائل الإعتقاد:
1. أثر نزول الآيات على المؤمنين.
أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فليحرص المرء المسلم على استغلال أوقاته في الطاعات.
2. أثر نزول الآيات على المنافقين والكافرين.
انكار شيء من الدين ينقص الإيمان أو يخرجه بالكلية.
ممتازة أختي عابدة ما شاء الله، ولا قلق عليك بعد اليوم إن شاء الله.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 26/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92/100

وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م, 01:30 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
تلخيص سورة الإنسان من 11- 22
المسائل:
- سبب نزول سورة الإنسان.
- مرجع الضمير في قوله:(( فوقاهم )).
- المراد باليوم المذكور في قوله:(( ذلك اليوم ))
- المراد بالنظرة.
- المراد بقوله:(( لقاهم ))
- المراد بقوله:(( سرورا ))
- معنى قوله تعالى:(( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا))
- سبب استحقاقهم لهذا النعيم.
- مسكن أهل الجنة.
- سبب تخصيص الله الحرير بالذكر.
- المراد بقوله:(( وجزاهم بما صبروا ))
- المراد بقوله:(( متكئين ))
- المراد بقوله:(( الأرائك )).
- المراد بالزمهرير.
- معنى قوله تعالى:(( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا )).
- المراد بقوله:(( دانية عليهم ظلالها ))
- المراد بقوله:(( قطوفها تذليلا ))
- معنى قوله تعالى:(( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ))
- المراد بقوله :(( بآنية )).
- المراد بقوله:(( بأكواب ))
- مرجع الضمير في قوله:(( يطاف عليهم))
- معنى قوله تعالى:(( ويطاف عليهم بآنية من فضة ))
- وصف الفضة
- أقوال المفسرين في قوله:(( قدروها تقديرا ))
- معنى قوله:(( قواريرا من فضة قدروها تقديرا ....))
- المراد بقوله:(( كأسا ))
- مرجع الضمير في قوله: (( يسقون فيها )).
- المراد بقوله:(( مزاجها ))
- المراد بقوله تعالى:(( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا))
- مرجع الضمير في قوله:(( عينا فيها ))
- المراد بالسلسبيل.
- معنى قوله:(( عينا فيها تسمى سلسبيلا ))
- معنى الآية (( ويطوف عليهم ولدان مخلدون )).
- مرجع الضمير في قوله تعالى:(( إذا رأيتهم حسبتهم ))
- الغرض من التشبيه في قوله:(( لؤلؤا منثورا ))
- مرجع الضمير في قوله:(( وإذا رأيت ثم رأيت ))
- الآثار المروية في نعيم الجنة.
- معنى قوله:((وإذا رأيت ثم رأيت ))
- المراد بقوله:(( سندس ))
- المراد بقوله:(( استبرق ))
- الفرق بين قوله:(( وحلوا أساور من فضة )) وقوله:(( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ))
- المراد بقوله:(( طهورا ))
- معنى قوله:(( عاليهم ثياب من سندس.....))
- المراد بقوله:(( مشكورا))
- معنى قوله تعالى:(( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ))


تفصيل المسائل:
- سبب نزول سورة الإنسان.
- عن ابن عمر قال : أتى رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سل واستفهم " . فقال : يا رسول الله ، فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة ، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به ، وعملت مثل ما عملت به ، إني لكائن معك في الجنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم ، والذي نفسي بيده إنه ليضيء بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام "قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : لا إله إلا الله ، كان له بها عهد عند الله ، ومن قال : سبحان الله وبحمده ، كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة "فقال رجل : كيف نهلك بعدها يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله ، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته "ونزلت هذه الآيات ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )إلى قوله : ( نعيما وملكا كبيرا ) [ الإنسان : 1 - 20 ]فقال الحبشي : وإن عيني لتريان ما ترى عيناك في الجنة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم " . فاستبكى حتى فاضت نفسه ، قال ابن عمر : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيديه .
ذكره ابن كثير وقال: فيه غرابة ونكارة ، وسنده ضعيف.

- مرجع الضمير في قوله:(( فوقاهم )).
على أهل الجنة. ذكره ابن كثير.
المراد باليوم المذكور في قوله:(( ذلك اليوم ))
يوم القيامة. ابن كثير والسعدي.

- المراد بالنضرة.
أي بياض في وجوههم. ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المراد بقوله:(( لقاهم )) قدّمي هذه المسألة على السابقة حتى نسير مع ترتيب الآية.
أي: أعطاهم وأكرمهم،ذكره الأشقر والسعدي.
- المراد بقوله:(( سرورا )) هذا محلّ السرور وليس معناه
أي في قلوبهم،ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
وعندي مسألة: كيف وقاهم؟
ومسألة: سبب استحقاقهم للوقاية

- معنى قوله تعالى:(( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا))
أي آمنهم ممن خافوا منه ولقاهم نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم،وهذا كقوله تعالى:(( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة )) وذلك أن القلب إذا سر استنار الوجه.

- سبب استحقاقهم لهذا النعيم. لم تذكري نعيما بعد حتى نذكر سبب استحقاقهم، لذلك هذه المسألة مقدّمة على ترتيبها الصحيح.
لأنهم صبروا على طاعة الله فعملوا ما أمكنهم منها وعن معاصي الله فتركوها وعلى أقدار الله المؤلمة فلم يتسخطوها.ذكره ابن كثير والسعدي.

- مسكن أهل الجنة. جزاء أهل الجنة
الجنة جامعة لكل نعيم سالمة من كل مكدر ومنغص، ومنزلا رحبا وعيشا رغيدا،ولباسا حسنا.ذكره ابن كثير والسعدي.

- سبب تخصيص الله الحرير بالذكر.
لأن لباسهم الظاهر الدال على حال صاحبه،ذكره السعدي.
- المراد بقوله:(( وجزاهم بما صبروا ))
سياق الحديث عن أهل الجنة وسبب دخولهم الجنة واستحقاقهم النعيم المذكور.ذكره السعدي وابن كثير. هذا نسميه "موضوع الآية" وليس معناها.
ومسائل هذه الآية كالتالي:
- معنى {بما صبروا}
- متعلق الصبر
- وصف الجزاء
- الحكمة من تخصيص الحرير بالذكر.

- المراد بقوله:(( متكئين )) معنى {متكئين}
الاتكاء هو التمكن في حال الرفاهية والطمأنينة ذكره السعدي.

- مرجع الضمير في {فيها}
- المراد بقوله:(( الأرائك )). معنى ..
السرر التي عليها اللباس المزين.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بالزمهرير.
أي:بردا شديدا.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

- ما يفيده خلوّ الجنة من الحر والبرد.

- معنى قوله تعالى:(( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا )).
تصف نعيم أهل الجنة وهم في الجنة وحالة جلوسهم متكئين المنظر الذي يدل على الراحة والطمأنينة على السرر المزينة لا تزعجهم حرارة الشمس ولا البرد الشديد بل جميع أوقاتهم يتلذذون بدون شعور بحر ولا برد.

- المراد بقوله:(( ودانية عليهم ظلالها )) معنى ...
أي قربت إليهم أغصانها وثمارها.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله:(( وذللت قطوفها تذليلا ))
سخرت ثمارها لمتناوليها تسخيرا.
أين أقوال السلف الواردة في هذا المعنى؟ لابد من ذكرها بالنص ونسبتها لمن قال بها ولا يكتفى بذكرها ضمن التفسير الإجمالي

- معنى قوله تعالى:(( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ))
بعدما ذكر الله هيئة جلوسهم ولباسهم في الجنة ذكر مطعمهم فيها ،وهو أن الثمار تسخر لصاحب الجنة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع،لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله :(( بآنية )).
أواني الطعام.ذكره ابن كثير السعدي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
- مادة هذه الآنية

- المراد بقوله:(( بأكواب ))
أي أكواب الشراب وهي الكيزان التي لا عرى لها ولا خراطيم.ذكره ابن كثير.


- مرجع الضمير في قوله:(( يطاف عليهم)) لماذا لا تراعي ترتيب المسائل على ترتيبها في الآية أختي عابدة؟
على أهل الجنة.ذكره ابن كثير والأشقر.

- معنى قوله تعالى:(( ويطاف عليهم بآنية من فضة ))
وصف الله تعالى أواني طعام أهل الجنة أنها من فضة وكذلك أبواب الشراب التي هي من فضة في قوتها وصفاء الزجاج ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- وصف الفضة. وصف الأكواب
بياض الفضة في صفاء الزجاج.ذكره ابن كثير والسعدي.

- أقوال المفسرين في قوله:(( قدروها تقديرا ))
على قدر ريهم لا تزيد عنه ولا تنقص،بل هي معدة لذلك ومقدرة بحسب ري صاحبها وقيل قدرت للكف أي أكف الخدم وقيل قدر أهل الجنة في نفوسهم مقدار يوافق لذاتهم فأتتهم على ما قدروا وهذا لا ينافي القول الأول فهي مقدرة في القدر والري.
لابد من نسبة الأقوال إلى قائليها من السلف أول، ثم ذكر من أوردها من المفسرين الثلاثة.

- معنى قوله:(( قواريرا من فضة قدروها تقديرا ....))
بعد ما ذكر نعيم أهل الجنة في مسكنهم وطعامهم وشرابهم ذكر نعيم آخر ما يدخل السرور على أنفسهم ويبهجهم وهو جمال الأواني والأكواب وأنها من الفضة وهي من شدة صفائها ونقائها كالزجاج وهذا من أعجب الأشياء وأن هذه الأطعمة والأشربة مقدرة على قدر ريهم لا تزيد ولا تنقص عن حاجتهم.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بقوله:(( كأسا ))
الإناء المملوء من خمر ورحيق.ذكره السعدي.

- مرجع الضمير في قوله: (( يسقون فيها )).
يسقون فيها كأسا أي الأبرار في الجنة.ذكره ابن كثير.

- المراد بقوله:(( مزاجها ))
أي خلطها.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بقوله تعالى:(( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا))
ذكر الله عز وجل أنه من نعيم أهل الجنة أنهم يشربون خمرا ممزوجة بالكافور وهو بارد تارة وتارة أخرى بالزنجبيل وهو حار وهؤلاء هم الأبرار،وأما المقربون فإنهم يشربون منها صرفا بلا مزج .ذكره ابن كثير.

- مرجع الضمير في قوله:(( عينا فيها ))
أي الزنجبيل عين في الجنة.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بالسلسبيل.
قيل عين سلسة مستقيد ماؤها
وقيل اسم لماء في غاية السلاسة حديد الجرية يسوغ في حلوقهم.ذكره ابن كثير والأشقر.

- معنى قوله:(( عينا فيها تسمى سلسبيلا ))
ذكر الله تعالى أن من أنهار الجنة السلسبيل وهو الزنجبيل
وقيل أنه اسم النهر وسميت بذلك لسلاستها في الحلق وحدة جريانها.ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي.
عندك تداخل في هذه المسألة، والكلام عن السلسبيل يتضمّن مسألتين:
- المراد بها في الآية
- سبب تسمية عين الزنجبيل بالسلسبيل، ويتعرض لمعنى السلسبيل لغة.
ولا تغفلي أقوال السلف الواردة في التفسير كما ذكرنا.

- معنى الآية :((ويطوف عليهم ولدان مخلدون )). أخري المعنى الإجمالي للآية لحين استيفاء شرح مسائلها
أي على حالة واحدة لا يتغيرون ولا يكبرون وهم في غاية الحسن إذا رأيتهم منتشرين في خدمتهم من حسنهم كأنهم لؤلؤ منثور وهذا من تمام لذة أهل الجنة أن يكونوا خدامهم تسرهم رؤيتهم آمنين من تبعاتهم ويأتونهم بما يدعون وتطلبه نفوسهم.ذكره السعدي وابن كثير والأشقر.

- مرجع الضمير في قوله تعالى:(( إذا رأيتهم حسبتهم ))
يعود على الولدان السابق ذكرهم . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- الغرض من التشبيه في قوله:(( لؤلؤا منثورا ))
شبههم بالمنثور لأنهم سراع في الخدمة.ذكره ابن كثير والأشقر.

- مرجع الضمير في قوله:(( وإذا رأيت ثم رأيت ))
أي هناك في الجنة.ذكره الأشقر.

- الآثار المروية في نعيم الجنة.
ما رواه ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن أدنى أهل الجنة منزله لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة ينظر إلى أقصاه كمن ينظر إلى أدناه )) ذكره ابن كثير.

- معنى قوله:((وإذا رأيت ثم رأيت ))
بعدما فصل في الآيات السابقة يذكر كل نعيم على حدة أجمل النعيم هنا بأنه نعيما وملكا كبيرا من حيث القصور والمساكن والغرف المزينة والأنهار والبساتين والثمار الدانية ما يأخذ القلوب ويفرح النفس وما عندهم من الزوجات البالغات في الحسن غايته اللاتي جمعن بين حسن الظاهر والباطن وما حوله من الولدان المخلدون ما يحصل به الراحة والطمأنينة ورؤيتهم لربهم وسماع خطابه ولذة قربه والابتهاج برضاه.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المراد بقوله:(( سندس ))
ما غلظ من الديباج.
وقيل ما رق من الحرير.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. بل هو ما رقّ، وما ورد عن السعدي فسبق قلم منه رحمه الله.

- المراد بقوله:(( استبرق ))
ما رق من الحرير.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. ما غلظ

- الفرق بين قوله:(( وحلوا أساور من فضة )) وقوله:(( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ))
الآية الأولى صفة للأبرار
والآية الثانية صفة المقربون ذكره ابن كثير. هذا استطراد فيفصل آخر الملخص.

- المراد بقوله:(( طهورا ))
معنى طهورا:أي طهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى
وقيل مطهر لما في بطونهم من كل أذى وقذى.ذكره ابن كثير والسعدي.

- معنى قوله:(( عاليهم ثياب من سندس.....))
تصف الآية لباس أهل الجنة أنه من الحرير ،فمنه السندس وهو رفيع الحرير مما يلي أبدانهم،والاستبرق ما فيه بريق ولمعان وهو الظاهر،وأيضا سقاهم الله شرابا لا كدر فيه بوجه من الوجوه مطهر لقلوبهم من الغل والحسد وكذلك ما في بطونهم.ذكره ابن كثير والسعدي.

- المراد بقوله:(( مشكورا))
أي القليل منه يجعل الله لكم به من النعيم المقيم ما لا يمكن حصره
وقيل يتقبله منكم .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- معنى قوله تعالى:(( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ))
يقال لهم ذلك تكريما وإحسانا مثل قوله تعالى:(( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )) فقد شكر لكم الله أعمالكم الصالحة التي سبقت في الدنيا.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

بارك الله فيك وأحسن إليك
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 16/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 90/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 8 رجب 1436هـ/26-04-2015م, 09:39 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

موضوع الدرس:
تلخيص رسالة ابن رجب في تفسير قوله تعالى:(( إنما يخشى الله من عباده العلماء)).

تمهيد:
تناول في هذه الرسالة ما تضمنته الآية من إثبات الخشية للعلماء عن طريق ما تثبته (إنما) من الحصر مع ذكر أقوال النحويين فيها مؤيدا قوله بالشواهد وتفسيرات السلف للآية.

عناصر الدرس:
1- إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق لأن خصوصية إن إفادة التأكيد.
- بيان دلالة الآية.
- أقوال العلماء في دلالة الآية.
- العلم يوجب الخشية وفقده يستلزم فقدها.
2- نفي الخشية عن غير العلماء على أصح القولين وفيها مسائل:
- مكانة إنما من الإعراب.
- أقوال العلماء في صيغة (إنما) مع بيان القول الراجح.
- دخول(ما) الكافة على (إن) يفيد الحصر بطريق المنطوق أم بطريق المفهوم؟
- من نسب إليه القول بأنها نافية.
- هل ترد(ما) لغير الحصر؟
- الأقوال في(إنما) هل تفيد الحصر أم لا؟
- الرد على من قال إن (ما) الكافة تفيد التوكيد ولا تثبت معنى زائدا.
- ما ورد في لغة العرب من نفي الشيئ في صيغة الحصر.
- نفي الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها.
- الكلام الخبري إما إثبات أو نفي.
- أنواع الحصر.
- قول أبا حيان الأندلسي في إفادة (إن) المكسورة الحصر.
- الحصر في أشباه إنما (إلا).
- دلالة(ما)في الغة العرب .
- الفرق بين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزات الأنبياء.
3- نفي العلم عن غير أهل الخشية:وفيه مسائل:
- نوع الحصر الموجود في الآية.
- أمثلة على وجود الحصر في الطرفين.
- تضمن الآية ثبوت الخشية لجنس العلماء.
- المراد بالمقتضي.
- المراد بالشرط.
- المراد بالمانع.





تفصيل عناصر الدرس:
1- إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق:
لأن خصوصية إن إفادة التأكيد.
- بيان دلالة الآية.
أن من خشي الله وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالم وتدل على أن من لم يخش الله فليس بعالم وبذلك فسرها السلف.

- أقوال العلماء في دلالة الآية.
قال ابن عباس:(يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني )
وعن مجاهد والشعبي:العالم من خاف الله
وعن ابن مسعود قال:(كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا)
- العلم يوجب الخشية وفقده يستلزم فقدها.
أ‌- العلم بأسماء الله وصفاته.
ب‌- العلم بتفاصيل أمر الله ونهيه والتصدق الجازم بذلك.
ت‌- تصور حقيقة المخوف للهرب منه وتصور حقيقة المحبوب لطلبه.
ث‌- جهل صاحب المعصية بحقيقة قبح الذنب وبغض الله لها وتفاصيل ذلك وأن يعلم بأصل الحرمة.
ج‌- نقص العلم في أن ما يفعله يضره ضررا راجحا،فلو علم ذلك علما تاما لما فعله كمن يعلم أن دخوله نارا متأججة يسبب له الضرر فلا يدخل فيها
ح‌- تفاوت النسبة بين لذة الذنوب وما فيها من المفاسد فلذتها سريعة الانقضاء وعقوباتها أضعاف ذلك.


2- نفي الخشية عن غير العلماء على أصح القولين وفيها مسائل:
- مكانة إنما من الإعراب.
أ‌- من النحاة من جعلها موصولة فتفيد الحصر من جهة أخرى وتقديرها(إن الذين يخشون الله هم العلماء )
والموصول يقتضي العموم لتعريفه وهذا يفيد الحصر .
ب‌- حصر المبتدأ في الخبر:وهذا إذا كان المبتدأ عاما لزم أن يكون خبره عاما لئلا يكون الخبر أخص من المبتدأ.

- أقوال العلماء في صيغة (إنما) مع بيان القول الراجح.
أ‌- أنها كافة وهو قول الجمهور.
ب‌- جمهور النحاة أنها زائدة تدخل على إن وأن وليت ولعل وكأن فتكفها عن العمل.
ت‌- الكوفيون وابن درستويه إلى أن (ما) مع هذه الحروف اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام والجملة بعده مفسرة له ومخبر بها عنه وهذا باطل باتفاق أهل المعرفة باللسان فإن (إن) تفيد توكيد الكلام إثباتا كان أو نفيا لا تفيد الإثبات.
القول الراجح:
قول الجمهور على أنها كافة وإذا دخلت على إن أفادت الحصر.

- دخول(ما) الكافة على (إن) يفيد الحصر بطريق المنطوق أم بطريق المفهوم؟
اختلفوا في ذلك إلى قولين:
أ‌- أن دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء،قاله القاضي في أحد قوليه وموفق الدين وأبو حامد وأبو الطيب والجرجاني.
ب‌- أن دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول القاضي في القول الآخر وابن عقيل والحلواني وكثير من الحنفية والمتكلمين.
ثم اختلفوا:هل دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر؟إلى قولين:
أ‌- تدل على الحصر ظاهرا أو يحتمل التأكيد،قال به الآمدي والغزالي والهراسي.
ب‌- أن دلالتها على النفي والإثبات كليهما بطريق النص لأنهم جعلوا (إنما) كالمستثنى.
والمخالفين في إفادتها الحصر هم من القائلين بأنها تدل على النفي بالمفهوم وهم قسمين:
أ‌- لا يرى كون المفهوم حجة بالكلية كالحنفية ومن وافقهم من المتكلمين.
ب‌- من يراه حجة من الجملة ولكن ينفيه هنا ليقام الدليل عنده على أنه لا مفهوم لها وهو اختيار بعض الحنابلة.

- من نسب إليه القول بأنها نافية.
لابن عقيل والحلواني والشيخ موفق وفخر الدين وإسماعيل ابن المني وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامد وأبي الطيب والغزالي والهراسي وطائفة من الحنفية وكثير من المتكلمين.

- هل ترد(ما) لغير الحصر؟
ورودها لغير الحصر كثير جدا،والأدلة على ذلك قوله تعالى:(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياتنا زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ))
وقول النبي عليه الصلاة والسلام:(( إنما الربا في النسيئة))
وقوله:(( إنما الشهر تسع وعشرون ))

- الأقوال في(إنما) هل تفيد الحصر أم لا؟
أ‌- إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر:
- ففي قوله تعالى:(( إنما الله إله واحد )) لا تفيد الحصر مطلقا،فإنه سبحانه له أسماء وصفات كثير غير توحده بالإلهية
- (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )) فلم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده وغيره كثير.
ب‌- أنها تدل على الحصر ودلالتها عليه معلوم بالضطرار من لغة العرب كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنهي وغير ذلك كقوله تعالى:(( إنما تجزون ما كنتم تعملون ))
وقوله:((إنما إلهكم إله واحد ))
وقوله:(( ما لكم من إله غيره )) أتت في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى الله سبحانه وهذا هو الصواب.

- الرد على من قال إن (ما) الكافة تفيد التوكيد ولا تثبت معنى زائدا.
يجاب عنه من وجوه:
أ‌- أن (ما) الكافة تثبت بدخولها الحروف معنى زائدا،وذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل،وفي الكاف معنى التعليل.
ب‌- أن يقال لا ريب أن (إن) تفيد توكيد الكلام و(ما) الزائدة تقوي التوكيد وتثبت المعنى المذكور في اللفظ خاصة ثبوتا لا يشاركه فيه أحد غيره وهو الحصر المدعى ثبوته بدخول (ما).
ت‌- أن (إن) المكفوفة بما استعملت في الحصر،فصارت حقيقة عرفية واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه في أصل اللغة وهذا يشبه نقل اللفظ على المعنى الخاص إلى المعنى العام إذا صار حقيقة عرفية، كقولهم:(لا أشرب له شربة ماء)
ذكر هذا ابن تيمية أن دلالة إنما للحصر على الحصر بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة.
- ما ورد في لغة العرب من نفي الشيئ في صيغة الحصر.
معلوم من كلام العرب أنهم ينفون الشيئ في صيغ الحصر وغيرها تارة لانتفاء ذاته وتارة لانتفاء فائدته ومقصوده ويحصرون الشيئ في غيره تارة لانحصار جميع الجنس فيه أو انحصار المفيد والكامل فيه .

- نفي الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها.
مثاله:
(لما سئل عن الكفار فقال:ليسوا بشيئ ) وقوله:( ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس ) ففي هذه الأمثلة نفي لحقيقة الاسم من جهة المعنى الذي يجب اعتباره .
وفي قوله:(( إنما الربا في النسيئة )) ليبين أن المستحق لاسم الربا إنما هو ربا النسيئة.
وفي قوله:(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )) أن هؤلاء المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخل بشيئ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفوا عنه بعض واجباتها.

- الكلام الخبري إما إثبات أو نفي.
فكما أنه في الإثبات يثبتون للشيئ اسم الشيئ إذا حصل مقصود الاسم،وإن انتفت صور المسمى، فكذلك في النفي فإن أدوات النفي تدل على انتفاء الاسم بانتفاء مسماه،لأنه لم يوجد أصله،وتارة لأنه لم توجد الحقيقة المقصودة بالمسمى مما لا ينبغي أن يكون مقصودا،بل المقصود غيره ، وتارة لأسباب أخرى وهذا يظهر من سياق الكلام وما اقترن به من القرائن اللفظية التي لا تخرجه عن كونه حقيقة عند الجمهور وإذا تجرد الكلام عن القرينتين فمعناه السلب المطلق وهو أكثر الكلام.

- أنواع الحصر.
- تارة يكون عاما كقوله:(( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو ))
- وتارة يكون خاصا فليس بما يدل عليه سياق الكلام كقوله:((إنما الله إله واحد )) نفى تعدد الإلهية في حقه وليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الله .
وقوله:(( إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )) المراد أنه:لم يوحى إلي في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك.

- قول أبا حيان الأندلسي في إفادة (إن) المكسورة الحصر.
أنكر أبا حيان على الزمخشري ادعاءه الحصر في قوله تعالى:((إنما أنا بشر مثلكم ....)) قال:لأن الحصر إنما يلقى من جهة أنما مفتوحة الهمزة ولا يعرف القول بإفادتها الحصر إلا عند الزمخشري وحده
ورد عليه أبو محمد بن هشام بأن (أن) المفتوحة فرع عن (إن) المكسورة على الصحيح.

- الحصر في أشباه إنما (إلا).
مثاله:
( لا ربا إلا في النسيئة ) كما جاء ((إنما الربا في النسيئة )) وجاء في القرآن:(( وما محمد إلا رسول )) وكما جاء:((إنما أنت منذر ))ومثلها كثير.

- دلالة(ما)في لغة العرب .
تدل على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى:((أو ما ملكت أيمانكم )).

- الفرق بين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزات الأنبياء.
قال النبي عليه الصلاة والسلامم:((ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون تابعا يوم القيامة )) فالكلام سيق لبيان آيات الله العظام التي كانت سبب في إيمان خلق كثير ومعجزة النبي عليه الصلاة والسلام التي آمن عليها أكثر أمته هي الوحي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة وإن أكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد دخول الإسلام بسبب سماع الوحي.
أما معجزات الأنبياء قبله ناقة صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ،فمعجزات الأنبياء انقطعت بموتهم وآيات الرسول عليه الصلاة والسلام باقية إلى يوم القيامة .

3- نفي العلم عن غير أهل الخشية:وفيه مسائل:
- نوع الحصر الموجود في الآية.
حصر الأول في الثاني، فقد حصر الخشية في العلماء وكذلك حصر الثاني في الأول،ذكره شيخ الإسلام فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين،فتقتضي أن كل من خشي الله فهو عالم،وتقتضي أن العالم من يخشى الله.

- أمثلة على وجود الحصر في الطرفين.
أ‌- كقوله تعالى:(( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ))
ب‌- وكقوله:(( إنما تنذر من يخشاها )) فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار .
ت‌- وكذلك قووله تعالى:(( إنما يخشى الله من عباده العلماء ))

- تضمن الآية ثبوت الخشية لجنس العلماء.
أ‌- دلت الآية على ثبوت الخشية لجنس العلماء كما يقال:إنما يحج المسلمون أو لا يحج إلا مسلم،
ب‌- يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء وهذا هو الصحيح من جهتين:
1- أن الحصر هنا من الطرفين،فحصر الخشية في العللماء يفيد أن كل من خشي الله فهو عالم وتفيد أن من لم يخشى فليس بعالم وكل عالم فهو يخشى الله فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكل فرد من أفراد العلماء.
2- أن المحصور هل هو مقتضي للمحصور فيه أو هو شرط له.
قال ابن تيمية :(( هو مقتضي فهو عام،فالعلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف ))

- المراد بالمقتضي.
العلة المقتضية التي يتوقف تأثيرها على وجود مشروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد فالمقتضيات وهي عامة .

- المراد بالشرط.
ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط كالإسلام بالنسبة إلى الحج.

- المراد بالمانع.
ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود


الخلاصة:
اشتملت على ثلاث مسائل رئيسية:
1- اثبات الخشية للعلماء بالاتفاق.
2- نفي الخشية عن غير العلماء لأن (ما)كافة وتفيد التأكيد والحصر كالمستثنى.
3- نفي العلم عن غير أهل الخشية ، لأن الحصر جاء من الطرفين

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م, 06:52 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

بدء نزول القرآن الكريم
المسائل:
1- قول أهل السنة والجماعة في القرآن.
2- الآثار الواردة في بدء نزول القرآن الكريم جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
3- كيفية نزول القرآن في ليلة القدر.
4- الرد على من فسر الليلة المباركة بالنصف من شعبان.
5- الحكمة من نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
6- الوقت الذي نزل فيه القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
7- تنجيم القرآن.
8- الحكمة من تنجيم القرآن.
9- ما قيل في مقدار ما ينزل من القرآن في كل مرة.
10- العام الذي أنزل فيه القرآن.
11- الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
12- اليوم الذي أنزل فيه القرآن.
13- الليلة التي أنزل فيها القرآن.
14- كم كان بين أول نزول القرآن وآخره.
15- الحكمة من معارضة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام القرآن في رمضان.
16- أوجه الإختلاف والتوافق بين نزول القرآن وبين الكتب السماوية السابقة.
تفصيل المسائل :
1- قول أهل السنة والجماعة في القرآن.
قال أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني: (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً. [العقيدة الواسطية].
2- الآثار الواردة في بدء نزول القرآن الكريم جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ثم أنزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد فكان فيه ما قال المشركون وأدوا عليه.
عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ونزل بعد في عشرين سنة ونزلت: {ولا يأتونك بمثلٍ إلاجئناك بالحقّ} الآية، {وقرآنًا فرقناه لتقرأه} الآية.
عن ابن عباس، قال: أنزل القرآن جملة من السماء العلياء إلى السماء الدنيا في رمضان وكان الله عز وجل إذا أراد أن يحدث شيئا أحدثه، يعني بالوحي. [التوحيد: 3/ 171-172].
ورواه منصور بن المعتمر، عن سعيد عن ابن عباس قال: كان ينزل على رسول الله بعضها في إثر بعض.
قال ابن عباس والشعبي وابن جبير: أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في رمضان إلى سماء الدنيا، فإذا أراد الله عز وجل أن يحدث في الأرض شيئا أنزل منه، حتى جمعه، وهي الليلة المذكورة في سورة الدخان. [جمال القراء:1/20].
3- كيفية نزول القرآن في ليلة القدر.
اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال :
أحدها: وهو الأصح الأشهر أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة .
ويؤيده ما رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال:( أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. [البرهان في علوم القرآن: 1/228].
القول الثاني: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين في كل ليلة ما يقدر الله إنزاله في كل السنة ثم نزل بعد ذلك منجما في جميع السنة. قاله مقاتل وأبو عبد الله الحليمي في المنهاج و الماوردي في تفسيره .
القول الثالث: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات وبه قال الشعبي وغيره .
4- الرد على من فسر الليلة المباركة بالنصف من شعبان.
الرد على شبهة أن معنى قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن}: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه.
وشبهة أن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان .
الرد عليها بقول ابن عباس في الجمع بين الآيات الثلاث ورد الخبر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود له بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة، يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان، وفي ليلة القدر، وفي ليلة مباركة، جملةً واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رِسْلاً في الشهور والأيام.
5- الحكمة من نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
1- تكريم بنى آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم .
2- إعلام عباده من الملائكة وغيرهم أنه علام الغيوب لا يعزب عنه شيء، إذ كان في هذا الكتاب العزيز ذكر الأشياء قبل وقوعها .
3- التسوية بينه وبين موسى عليه السلام في إنزال كتابه جملة، والتفضيل لمحمد صلى الله عليه وسلم في إنزاله عليه منجما ليحفظه .
4- أن جناب العزة عظيم، ففي إنزاله جملة واحدة، وإنزال الملائكة له مفرقا بحسب الوقائع؛ ما يوقع في النفوس تعظيم شأن الربوبية .
5- زيادة التفضيل لكتاب نبينا عليه السلام في معارضة جبريل له في كل عام . [جمال القراء:1/20].
6- الوقت الذي نزل فيه القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
هل هو بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها على قولين :
1- أنه قبلها، ففيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة محمد المرحومة الموصوفة في الكتب السابقة وإرسال نبيهم الخاتم.
2- أنه بعدها، تفخيم لأمر محمد وأمته.
وكلاهما محتمل والسيوطي رجّح الثاني لدلالة سياق الآثار عن ابن عباس عليه . [الإتقان في علوم القرآن:1/276].
7- تنجيم القرآن.
أقوال المفسرين فيها :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
وروى عبد الأعلى عن داود وقال: فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه، أو يحدث في الأرض منه شيئا أحدثه.
قال أبو عبيد: لا أدري كيف قرأه يزيد في حديثه، إلا أنه لا ينبغي أن يكون على هذا التفسير إلا "فرَّقناه" بالتشديد.
قال أبو نصر ابن القشيري في تفسيره: {فرقناه} أي فصلناه.
قال ابن جبير: (نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها).
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.
- وقيل: {فرقناه} أي: جعلناه آية آية وسورة سورة.
- وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى:
{فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل.
وقيل: {فرَّقناه} بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، {على مكث} على تؤدة وترسل {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا. [كتاب فضائل القرآن].
8- الحكمة من تنجيم القرآن.
1- قال تعالى:{كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه.
2- ليسهل عليه حفظه.
3- لأنه فيه جواب عن أمور سألوه عنها.
4- لأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا. [المرشدالوجيز 27-29].
5- لأنه نزل على سبعة أحرف فناسب أن ينزل مفرقا حتى لا يشق عليهم. [فتح الباري].
9- ما قيل في مقدار ما ينزل من القرآن في كل مرة.
وأن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة خمس آيات وعشرا وأكثر وأقل.
وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة.
- وصح نزول عشر آيات من أول المؤمنون جملة.
- وصح نزول {غير أولي الضرر} وحدها، وهي بعض آية.
- وكذا قوله: {وإن خفتم عيلة} إلى آخر الآية نزلت بعد نزول أول الآية كما حررناه في أسباب النزول وذلك بعض آية.
وما أخرجه البيهقي عن عمر قال: (تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا). [الإتقان في علوم القرآن].
10- العام الذي أنزل فيه القرآن.
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري: (حدثنا أحمد ابن أبي رجاءٍ حدثنا النضر عن هشامٍ عن عكرمة عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين فمكث بمكة ثلاث عشرة سنةً ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين ثم توفي صلى الله عليه وسلم) ). [صحيح البخاري].
11- الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)). [أسباب النزول: 13].
قال أبو عبد الله الحليمي:يريد ليلة خمسة وعشرون. [المرشد الوجيز].
12- اليوم الذي أنزل فيه القرآن.
عن أبي قتادة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين؛ فقال: (( فيه وُلِدتُ، وفيه أُنزل عليَّ)). [مسند الإمام أحمد].
13- الليلة التي أنزل فيها القرآن.
هي ليلة القدر بالنص والإجماع قال الله تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
14- كم كان بين أول نزول القرآن وآخره.
أقوال العلماء في هذه المسألة :
القول الأول: عشرون سنة، دل عليه قول الواحدي عن الشعبي قال: فرق الله تنزيله فكان بين أوله وآخره عشرون أو نحو من عشرين سنة. [أسباب النزول: 3].
القول الثاني: قيل ثلاث وعشرون على حسب الإختلاف في سنه صلى الله عليه وسلم يوم توفي هل كان ابن ستين سنة أو ثلاث وستين سنة. [التسهيل].
القول الثالث: قيل خمسة وعشرون وهو مبني على مدة إقامته بمكة بعد النبوة حيث قيل عشر وقيل ثلاثة عشر وقيل خمسة عشر. [البرهان في علوم القرآن: 1/231-232].
15- الحكمة من معارضة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام القرآن في رمضان.
في ذلك حكمتان‏:‏
إحداهما: تعاهده.
والأخرى: تبقية ما لم ينسخ منه ورفع ما نسخ.
فكان رمضان ظَرْفا لإنزاله جملة وتفصيلا وعرضا وأحكاما‏). [فتح الباري].
16- أوجه الإختلاف والتوافق بين نزول القرآن وبين الكتب السماوية السابقة.
1- نزول الكتب السماوية السابقة جملة واحدة أجمع على هذا العلماء وأنكره بعض فضلاء العصر وقالوا نزل مفرقا كالقرآن.
والصواب أنه نزل جملة عن ابن عباس قال: "قالت اليهود يا أبا القاسم لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت "
{وقالوا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة}.
2- سكوت القرآن عن المشركين وعدوله إلى بيان حكمته دليل على صحته ولو كانت الكتب كلها نزلت مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول: سنة الله في الكتب كذلك. وأما القرآن نزل مفرقا وذلك لعدة حكم:
- فإنه أدعى إلى قبوله.
- ويوضح ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: " إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا". [الإتقان في علوم القرآن].

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 01:15 AM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي


حياك الله أختي
ليتك تضعين نسخة من المشاركة الخاصة بفهرسة نزول القرآن
في الموضوع المخصص في المنتدى
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7#.VUfvJ5MprAE

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م, 11:09 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مسائل أنواع النسخ في القرآن الكريم
1- معنى النسخ في لغة العرب.
2- أنواع النسخ ويشمل:
- نسخ التلاوة والحكم.
- الأمثلة عليه.
- نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الأمثلة عليه.
- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
- الأمثلة عليه.
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
5- محو الآيات من الصدور.
6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحفوجمعه الناس على مصحف واحد.

تفصيل المسائل:
1- معنى النسخ في لغة العرب.
هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ.
2- أنواع النسخ ويشمل ثلاثة أنواع:
أ‌- نسخ التلاوة والحكم والأمثلة عليه:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب))الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.(المرشد الوجيز 42/43)
- معنى قول عائشة رضي الله عنه:(فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن ):
فإن في قولها وهن مما يقرأ فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك.
وأجيب: بأن المراد: قارب الوفاة أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها. )الإتقان في علوم القرآن: 1441-1440(

ب‌- نسخ التلاوة وبقاء الحكم والأمثلة عليه.
- عن عمر رضي الله عنه قال:(كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك (الشيخ و الشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)معناه المحصن والمحصنة.)الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9(
- )الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(( الناسخ والمنسوخ لابن سلامة )

- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(لولا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس منه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف،ووالله لقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا ترغبوا عن آبائكم....)) رواه البخاري في صحيحه.
وفي هذا سؤالان:
أ‌- ما فائدة ذكر الشيخ والشيخة؟ولم لم يقل المحصن والمحصنة؟
أجاب ابن الحاجب في "أماليه" عن هذا بأنه من البديع في المبالغة وهو أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص فالأنقص وفي باب المدح بالأكثر والأعلى، فيقال: لعن الله السارق يسرق ربع دينار فتقطع يده، والمراد: يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق وقد يبالغ فيذكر مالا تقطع به كما جاء في الحديث ((لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده وقد علم أنه لا تقطع في البيضة))
- في قول عمر:(( لولا أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن......)):
1- أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
2- لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر رضي الله عنه ولم يعرج على مقال الناس؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
3- لعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم.
4- قيل: وإنما هذا من المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما: أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا وكذا قاله في غيره القراءات الشاذة كإيجاب التتابع في صوم كفارة اليمين ونحوه أنها كانت قرآنا فنسخت تلاوتها لكن في العمل بها.
5- وقيل: أن هذا كان مستفيضا عندهم وأنه كان متلوا من القرآن فأثبتنا الحكم بالاستفاضة وتلاوته غير ثابتة بالاستفاضة (البرهان في علوم القرآن:4/36)

ت‌- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
أورد بعضهم سؤالا وهو: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟
وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها؟
وأجاب صاحب "الفنون"، فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي(البرهان في علوم القرآن:4/37)


ج‌- نسخ الحكم وبقاء التلاوة و الأمثلة عليه:
- أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: (فول وجهك شطر المسجد الحرام)ونظائرها كثيرة سيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله(الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:23)
- آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها )أربعة أشهر وعشرا).وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج(، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه)المرشد الوجيز:44(
- آية الحشر في قوله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ)(الآية الحشر: 7(فإنه لم يذكر فيها شيء للغانمين ورأى الشافعي أنها منسوخة بآية الأنفال وهي قوله) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)الآية (الأنفال: 41).
- قوله (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) الآية البقرة: 190(قيل: منسوخ بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(الآية البقرة: 194(
- قوله (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) الآية الأحقاف:9) نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب(البرهان في علوم القرآن:38-4/39)
- قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم)الآية (النساء: 15(، نسخها قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)(الآية النور: 2(.
- قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)(الآية الأنفال: 65)، ثم نسخ ذلك قوله تعالى)الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)إلى قوله: (الصابرين)) الآية الأنفال: 66(.
- والجهاد وقع النسخ فيه مرارا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مأمورا أولا بالمتاركة، فكان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى)لتبلون في أموالكم وأنفسكم(إلى قوله (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) الآية آل عمران: 186)

ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله (فإن قاتلوكم فاقتلوهم)الآية (البقرة: 191)، ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)الآية (التوبة:5).
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله(واقتلوهم حيث وجدتموهم)الآية (النساء: 89).

ح‌- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
أ‌- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
ب‌- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.

3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
- عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت(لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة)) (فضائل القرآن: 2/155(
- عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال)ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت). ((فضائل القرآن: 2/155(
- أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم)
.
فقال عمر) لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب)
فأتيا أبي بن كعب فقال) يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟(
فقال أبي:)كانتفيما أسقط(
قال عمر: )فأين كنت عنها؟(
فقال)شغلني عنها ما لم يشغلك) (فضائل القرآن: 2/155)
- عن أبي واقد الليثي، قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال: ))إن الله يقول: {إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب). (فضائل القرآن: 2/155(
- عن أبي موسى الأشعري، قال) نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها {إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب) (فضائل القرآن(:
- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
قال: قال ابن جريج: وأخبرني ابن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن هرمز وغيره مثل ذلك في مصحف عائشة). [فضائل القرآن: 2/155)
- عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:)لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم(، ثم قال لزيد بن ثابت)أكذاك يا زيد؟(
قال: (نعم). [فضائل القرآن: 2/155(
- عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف) ألم نجد فيما أنزل علينا أن {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}؟).
قال: (فإنا لا نجدها).
فقال: (أسقطت فيما أسقط من القرآن).فضائل القرآن)
- عن أبي بن كعب قال )قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))): إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن((، فقرأ(( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين))الآية (البينة: 1)، ومن بقيتها))لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأُعطيه سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، وإن سأل ثالثاً فأعطيه سأل رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره)).
- عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري، قال لهم ذات يوم)أخبِروني بآيتين من القرآن لم يكتبا في المصحف(، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال مسلمة ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)).
- وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس ((ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا))(التحبير في علم التفسير: 256-259)
- ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، قال: ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أقرأه إياهما وتسمى: سورتي الخلع والحفد) البرهان في علوم القرآن:4/36(

4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
أ‌- أن هذه الآيات المنسوخة مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ب‌- توضح المعنى أكثر من التفسير،وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، وكقراءة ابن مسعود)) والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم((، ومثل قراءة أبي بن كعب)) للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...((، وكقراءة سعد)) فإن كان له أخ أو أخت من أمه(( ، وكما قرأ ابن عباس)) لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج(( ، وكذلك قراءة جابر)) فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم((.
ت‌- معرفة صحة التأويل
ث‌- يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص الحق فلما وجدتها في قراءة عبد الله ((يقضي بالحق))، علمت أنت أنما هي: يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة.

5- محو الآيات من الصدور.
- عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم) (تاريخ الإسلام للذهبي:1/412)
- عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال) إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها). )التحبير في علم التفسير:259(

6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
أ‌- قسم ليس في النسخ من شيئ ولا من التخصيص: - كقوله تعالى:(( ومما رزقناهم ينفقون )) وقوله:(( أنفقوا مما رزقناكم )).
- كقوله تعالى:(( أليس الله بأحكم الحاكمين )) نسخت بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا ولا تقبل صفاته النسخ
- وقوله:(( وقولوا للناس حسنا )) نسخت بآية السيف وغلطه اب الحصار بأن الآية حكاية عن ما أخذه بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.
ب‌- من المخصوص لا من المنسوخ:
- كقوله تعالى:(( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا)) وقوله تعالى:(( والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا )) وقوله:(( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ))
ج‌- رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو ما كان في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن:كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وعدم إدخاله في النسخ رجحه مكي وغيره وعللوه لأنه لو عد من النسخ لعد جميع القرآن منه،إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب(الإتقان في علوم القرآن 1442/1443)

7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى ستة أقسام:
- ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، ومنع الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم
- ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ مثل: آية الزنا المنسوخة بالجلد .
- : ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله)):وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار)) -الآية- وقوله تعالى (وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا)وقوله (فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا)

أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش في سنة ستٍ في غزاة الحديبية، إذ صدّوه عن البيت، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله،
- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.

-
ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
- ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه)إلى قوله (فهل أنتم منتهون)فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه
- ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله(وقوموا لله قانتين)
- واستغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين( وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
فأما من قال: إنه - صلى الله عليه وسلم- صلّى إليها بأمرٍ من الله له بدليل قوله (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها). فليس من هذا الفصل. وهو من الفصل الثاني لأن (الناسخ والمنسوخ) متلوّان باقيان. (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:67- 71)
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحف
- قال علي رضي الله عنه(لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان (
- وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
- وأن هذا الذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل (فضائل القرآن: 2/155)

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 20 رجب 1436هـ/8-05-2015م, 04:04 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

الأسبوع التاسع
تفسير قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) لابن القيم
تمهيد:
1- مسائل في قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)وتتضمن عدة أمور:
أ‌) أسباب الحياة النافعة.
ب‌) أقوال السلف في معنى (يحييكم).
ت‌) أنواع الحياة التي يحتاج إليها الإنسان.
ث‌) كيف تحصل للإنسان الحياة الحقيقية.
ج‌) معنى قوله (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس).
ح‌) تفسير ابن عباس لهذه الآية.
خ‌) هذه الآية تتضمن عدة أمور.
2- في قوله تعالى :(واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).
أ‌) معنى (يحول بين المرء وقلبه).
- من أسرار الآية.
- خلاصة.
تفصيل المسائل:
تمهيد:
وضح ابن القيم من خلال تفسيره لهذه الآية معنى الحياة الطيبة من خلال الاستجابة لله ورسوله ثم الوعيد لمن أعرض عن أوامر الله بأنه لا يوفق للطاعة مرة أخرى.
1- مسائل في قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)وتتضمن عدة أمور:
أ‌) أسباب الحياة النافعة.
أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
ب‌) أقوال السلف في معنى (يحييكم).
قال مجاهد: للحق.
وقال قتادة: القرآن.
وقال السدي: الإسلام أحياهم بعد موتهم بالكفر.
وقال ابن اسحاق وعروة بن الزبير وغيرهم: للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وكل هذه عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرسول ظاهرا وباطنا.
وقال ابن القيم: الجهاد أعظم ما يحييهم الله به في الدنيا والبرزخ والآخرة، ففي الدنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد، وأما في البرزخ فقد قال تعالى:( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، وأما في الآخرة فإن حظ المجاهدين والشهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظ غيرهم، ولهذا قال ابن قتيبة: (لما يحييكم) يعني الشهادة.
وقال بعض المفسرين: الجنة فهي دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطيبة.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطيبة وكمال الحياة في الجنة، والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة، فهو داع إلى الحياة في الدنيا والآخرة.

ت‌) أنواع الحياة التي يحتاج إليها الإنسان.
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
1- حياة بدنه التي يدرك بها النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره ومتى نقصت يه هذه الحياة ناله من الألم والضعف حسب ذلك.
2- حياة قلبه وروحه، التي يميز بها بين الحق والباطل وبين الغي على الرشاد فيختار الحق على ضده فتفيده هذه الحياة قوة التمييز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال، وتفيده قوة الإيمان في الإرادة والحب للحق وقوة البغض والكراهة للباطل، فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة، كما أن البدن الحي يكون شعوره وإحساسه بالنافع والمؤلم أتم ويكون ميله إلى النافع ونفرته عن المؤلم أعظم فهذا بحسب حياة البدن وذاك بحسب حياة القلب فإذا بطلت حياته بطل بطل تمييزه وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوة يؤثر بها النافع على الضار.

ث‌) كيف يدرك الإنسان الحياة الحقيقية.
الإنسان لا حياة له حتى ينفخ فيه الملك الذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ وإن كان قبل ذلك من جملة الأموات فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتى ينفخ فيه الرسول من الروح الذي ألقي إليه (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده).
فأخبر أن وحيه روح ونور فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرسول الملكي، فمن أصابه نفخ الرسول الملكي ونفخ الرسول البشري حصلت له الحياتان ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرسول، حصلت له إحدى الحياتين وفاتته الأخرى (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) فجمع له بين النور والحياة كمن جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.

ج‌) معنى قوله (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس).
- تفسير ابن عباس لهذه الآية.
قال ابن عباس وجميع المفسرين: كان كافرا ضالا فهديناه.
- هذه الآية تتضمن عدة أمور.
1- أنه يمشي في الناس بالنور وهم في الظلمة.
2- أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور.
3- أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقي أهل الشرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

3- في قوله تعالى :(واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).
أ‌) معنى (يحول بين المرء وقلبه).
1- المشهور أنه يحول بين المؤمن وبين الكافر وبين الكفر والإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته هذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين.
وجه المناسبة: أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أن الله يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بع وضوح الحق واستبانتها فيكون كقوله تعالى:( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) وكقوله تعالى:( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله تعالى:( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل). ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجابت الجوارح.
2- قول الواحدي عن قتادة: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه وكان هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإنه سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه أم أضمر خلافه.

- من أسرار الآية.
أنه جمع لهم بين الشرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به كقوله تعالى:( لمن شاء منكم أن يستقيم() وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وقوله:( فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله رب العالمين).
- خلاصة.
- تضمنت الرسالة جانبين:
الأول: أن الحياة لطيبة بناء على قدر استجابة العبد.
الثاني: وعد الله للذين استجابوا أن الله يعصمهم من الفتن ووعيد لمن لم يستجب بأنه لا يستطيع الاستجابة بعد أن كان قادرا عليها.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 11:13 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
مسائل أنواع النسخ في القرآن الكريم
1- معنى النسخ في لغة العرب.
2- أنواع النسخ ويشمل:
- نسخ التلاوة والحكم.
- الأمثلة عليه.
- نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الأمثلة عليه.
- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
- الأمثلة عليه.
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
5- محو الآيات من الصدور.
6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحفوجمعه الناس على مصحف واحد.

تفصيل المسائل:
1- معنى النسخ في لغة العرب.
هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ.
2- أنواع النسخ ويشمل ثلاثة أنواع:
أ‌- نسخ التلاوة والحكم والأمثلة عليه:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب))الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.(المرشد الوجيز 42/43)
- معنى قول عائشة رضي الله عنه:(فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن ):
فإن في قولها وهن مما يقرأ فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك.
وأجيب: بأن المراد: قارب الوفاة أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها. )الإتقان في علوم القرآن: 1441-1440(
هذه الإشكالات تؤخر آخر الموضوع حتى لا تتفرق عناصره.

ب‌- نسخ التلاوة وبقاء الحكم والأمثلة عليه.
- عن عمر رضي الله عنه قال:(كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك (الشيخ و الشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)معناه المحصن والمحصنة.)الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9(
- )الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(( الناسخ والمنسوخ لابن سلامة )

- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(لولا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس منه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف،ووالله لقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا ترغبوا عن آبائكم....)) رواه البخاري في صحيحه.
وفي هذا سؤالان:
أ‌- ما فائدة ذكر الشيخ والشيخة؟ولم لم يقل المحصن والمحصنة؟ أيضا هذه من الفوائد التي يحسن تأخيرها.
أجاب ابن الحاجب في "أماليه" عن هذا بأنه من البديع في المبالغة وهو أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص فالأنقص وفي باب المدح بالأكثر والأعلى، فيقال: لعن الله السارق يسرق ربع دينار فتقطع يده، والمراد: يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق وقد يبالغ فيذكر مالا تقطع به كما جاء في الحديث ((لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده وقد علم أنه لا تقطع في البيضة))
- في قول عمر:(( لولا أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن......)): وكذلك مثل هذه الإشكالات تؤخر.
1- أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
2- لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر رضي الله عنه ولم يعرج على مقال الناس؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
3- لعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم.
4- قيل: وإنما هذا من المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما: أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا وكذا قاله في غيره القراءات الشاذة كإيجاب التتابع في صوم كفارة اليمين ونحوه أنها كانت قرآنا فنسخت تلاوتها لكن في العمل بها.
5- وقيل: أن هذا كان مستفيضا عندهم وأنه كان متلوا من القرآن فأثبتنا الحكم بالاستفاضة وتلاوته غير ثابتة بالاستفاضة (البرهان في علوم القرآن:4/36)

ت‌- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
أورد بعضهم سؤالا وهو: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟
وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها؟
وأجاب صاحب "الفنون"، فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي(البرهان في علوم القرآن:4/37)


ج‌- نسخ الحكم وبقاء التلاوة و الأمثلة عليه:
- أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: (فول وجهك شطر المسجد الحرام)ونظائرها كثيرة سيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله(الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:23) وهذا القول فيه نظر لأن المحقق أن ما نسخ حكمه وأثبتت تلاوته قليل.
- آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها )أربعة أشهر وعشرا).وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج(، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه)المرشد الوجيز:44(
- آية الحشر في قوله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ)(الآية الحشر: 7(فإنه لم يذكر فيها شيء للغانمين ورأى الشافعي أنها منسوخة بآية الأنفال وهي قوله) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)الآية (الأنفال: 41).
- قوله (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) الآية البقرة: 190(قيل: منسوخ بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(الآية البقرة: 194(
- قوله (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) الآية الأحقاف:9) نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب(البرهان في علوم القرآن:38-4/39)
- قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم)الآية (النساء: 15(، نسخها قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)(الآية النور: 2(.
- قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)(الآية الأنفال: 65)، ثم نسخ ذلك قوله تعالى)الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)إلى قوله: (الصابرين)) الآية الأنفال: 66(.
- والجهاد وقع النسخ فيه مرارا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مأمورا أولا بالمتاركة، فكان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى)لتبلون في أموالكم وأنفسكم(إلى قوله (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) الآية آل عمران: 186)

ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله (فإن قاتلوكم فاقتلوهم)الآية (البقرة: 191)، ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)الآية (التوبة:5).
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله(واقتلوهم حيث وجدتموهم)الآية (النساء: 89).

ح‌- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
أ‌- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
ب‌- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.

3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
- عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت(لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة)) (فضائل القرآن: 2/155(
- عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال)ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت). ((فضائل القرآن: 2/155(
- أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم)
.
فقال عمر) لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب)
فأتيا أبي بن كعب فقال) يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟(
فقال أبي:)كانتفيما أسقط(
قال عمر: )فأين كنت عنها؟(
فقال)شغلني عنها ما لم يشغلك) (فضائل القرآن: 2/155)
- عن أبي واقد الليثي، قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال: ))إن الله يقول: {إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب). (فضائل القرآن: 2/155(
- عن أبي موسى الأشعري، قال) نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها {إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب) (فضائل القرآن(:
- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
قال: قال ابن جريج: وأخبرني ابن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن هرمز وغيره مثل ذلك في مصحف عائشة). [فضائل القرآن: 2/155)
- عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:)لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم(، ثم قال لزيد بن ثابت)أكذاك يا زيد؟(
قال: (نعم). [فضائل القرآن: 2/155(
- عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف) ألم نجد فيما أنزل علينا أن {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}؟).
قال: (فإنا لا نجدها).
فقال: (أسقطت فيما أسقط من القرآن).فضائل القرآن)
- عن أبي بن كعب قال )قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))): إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن((، فقرأ(( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين))الآية (البينة: 1)، ومن بقيتها))لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأُعطيه سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، وإن سأل ثالثاً فأعطيه سأل رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره)).
- عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري، قال لهم ذات يوم)أخبِروني بآيتين من القرآن لم يكتبا في المصحف(، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال مسلمة ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)).
- وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس ((ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا))(التحبير في علم التفسير: 256-259)
- ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، قال: ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أقرأه إياهما وتسمى: سورتي الخلع والحفد) البرهان في علوم القرآن:4/36(

4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير. أرى تأخير هذه المسألة لنهاية الملخص أفضل.
أ‌- أن هذه الآيات المنسوخة مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ب‌- توضح المعنى أكثر من التفسير،وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، وكقراءة ابن مسعود)) والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم((، ومثل قراءة أبي بن كعب)) للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...((، وكقراءة سعد)) فإن كان له أخ أو أخت من أمه(( ، وكما قرأ ابن عباس)) لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج(( ، وكذلك قراءة جابر)) فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم((.
ت‌- معرفة صحة التأويل
ث‌- يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ {يقص الحق} فلما وجدتها في قراءة عبد الله ((يقضي بالحق))، علمت أنت أنما هي: يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة.

5- محو الآيات من الصدور. الكلام هنا يعتبر مكرر والأمثلة كذلك، والأولى إلحاقها بمسألتها وهي كيفية حصول أول نوع من النسخ.
- عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم) (تاريخ الإسلام للذهبي:1/412)
- عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال) إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها). )التحبير في علم التفسير:259(

6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ. بل هي أقسام ما ادعي أنه مما نسخ حكمه وبقيت تلاوته وليس كذلك، فهو لا يخرج عن هذه الاحتمالات.
أ‌- قسم ليس في النسخ من شيئ ولا من التخصيص: - كقوله تعالى:(( ومما رزقناهم ينفقون )) وقوله:(( أنفقوا مما رزقناكم )).
- كقوله تعالى:(( أليس الله بأحكم الحاكمين )) نسخت بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا ولا تقبل صفاته النسخ
- وقوله:(( وقولوا للناس حسنا )) نسخت بآية السيف وغلطه اب الحصار بأن الآية حكاية عن ما أخذه بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.
ب‌- من المخصوص لا من المنسوخ:
- كقوله تعالى:(( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا)) وقوله تعالى:(( والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا )) وقوله:(( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ))
ج‌- رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو ما كان في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن:كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وعدم إدخاله في النسخ رجحه مكي وغيره وعللوه لأنه لو عد من النسخ لعد جميع القرآن منه،إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب(الإتقان في علوم القرآن 1442/1443)

7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى ستة أقسام:
- ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، ومنع الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم
- ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ مثل: آية الزنا المنسوخة بالجلد .
- : ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله)):وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار)) -الآية- وقوله تعالى (وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا)وقوله (فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا)

أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش في سنة ستٍ في غزاة الحديبية، إذ صدّوه عن البيت، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله،
- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.

-
ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
- ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه)إلى قوله (فهل أنتم منتهون)فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه
- ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله(وقوموا لله قانتين)
- واستغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين( وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
فأما من قال: إنه - صلى الله عليه وسلم- صلّى إليها بأمرٍ من الله له بدليل قوله (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها). فليس من هذا الفصل. وهو من الفصل الثاني لأن (الناسخ والمنسوخ) متلوّان باقيان. (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:67- 71)
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحف
- قال علي رضي الله عنه(لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان (
- وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
- وأن هذا الذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل (فضائل القرآن: 2/155)
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وبقيت بعض المسائل اليسيرة يمكنك التعرف عليها من خلال هذا الموضوع:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...527#post200527

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 24/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 90/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 04:37 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
الأسبوع التاسع
تفسير قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) لابن القيم
تمهيد:
1- مسائل في قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)وتتضمن عدة أمور:
أ‌) أسباب الحياة النافعة.
ب‌) أقوال السلف في معنى (يحييكم).
ت‌) أنواع الحياة التي يحتاج إليها الإنسان.
ث‌) كيف تحصل للإنسان الحياة الحقيقية.
ج‌) معنى قوله (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس).
ح‌) تفسير ابن عباس لهذه الآية.
خ‌) هذه الآية تتضمن عدة أمور.
2- في قوله تعالى :(واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).
أ‌) معنى (يحول بين المرء وقلبه).
- من أسرار الآية.
- خلاصة.
تفصيل المسائل:
تمهيد:
وضح ابن القيم من خلال تفسيره لهذه الآية معنى الحياة الطيبة من خلال الاستجابة لله ورسوله ثم الوعيد لمن أعرض عن أوامر الله بأنه لا يوفق للطاعة مرة أخرى.
1- مسائل في قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)وتتضمن عدة أمور:
أ‌) أسباب الحياة النافعة.
أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
ب‌) أقوال السلف في معنى (يحييكم).
قال مجاهد: للحق.
وقال قتادة: القرآن.
وقال السدي: الإسلام أحياهم بعد موتهم بالكفر.
وقال ابن اسحاق وعروة بن الزبير وغيرهم: للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وكل هذه عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرسول ظاهرا وباطنا.
وقال ابن القيم: الجهاد أعظم ما يحييهم الله به في الدنيا والبرزخ والآخرة، ففي الدنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد، وأما في البرزخ فقد قال تعالى:( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، وأما في الآخرة فإن حظ المجاهدين والشهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظ غيرهم، ولهذا قال ابن قتيبة: (لما يحييكم) يعني الشهادة.
وقال بعض المفسرين: الجنة فهي دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطيبة.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطيبة وكمال الحياة في الجنة، والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة، فهو داع إلى الحياة في الدنيا والآخرة.

ت‌) أنواع الحياة التي يحتاج إليها الإنسان.
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
1- حياة بدنه التي يدرك بها النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره ومتى نقصت يه هذه الحياة ناله من الألم والضعف حسب ذلك.
2- حياة قلبه وروحه، التي يميز بها بين الحق والباطل وبين الغي على الرشاد فيختار الحق على ضده فتفيده هذه الحياة قوة التمييز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال، وتفيده قوة الإيمان في الإرادة والحب للحق وقوة البغض والكراهة للباطل، فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة، كما أن البدن الحي يكون شعوره وإحساسه بالنافع والمؤلم أتم ويكون ميله إلى النافع ونفرته عن المؤلم أعظم فهذا بحسب حياة البدن وذاك بحسب حياة القلب فإذا بطلت حياته بطل ((بطل)) تمييزه وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوة يؤثر بها النافع على الضار.

ث‌) كيف يدرك الإنسان الحياة الحقيقية.
الإنسان لا حياة له حتى ينفخ فيه الملك الذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ وإن كان قبل ذلك من جملة الأموات فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتى ينفخ فيه الرسول من الروح الذي ألقي إليه (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده).
فأخبر أن وحيه روح ونور فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرسول الملكي، فمن أصابه نفخ الرسول الملكي ونفخ الرسول البشري حصلت له الحياتان ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرسول، حصلت له إحدى الحياتين وفاتته الأخرى (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) فجمع له بين النور والحياة كمن جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.

ج‌) معنى قوله (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس). اربطي الآية بعنوان الملخص: ثمرات الهداية في الدنيا والآخرة
- تفسير ابن عباس لهذه الآية.
قال ابن عباس وجميع المفسرين: كان كافرا ضالا فهديناه.
- هذه الآية تتضمن عدة أمور.(معنى قوله تعالى: {يمشي به في الناس}
1- أنه يمشي في الناس بالنور وهم في الظلمة.
2- أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور.
3- أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقي أهل الشرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

3- في قوله تعالى :(واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).
أ‌) معنى (يحول بين المرء وقلبه).
1- المشهور أنه يحول بين المؤمن وبين الكافر وبين الكفر والإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته هذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين.
وجه المناسبة بينها وبين الآية السابقة: أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أن الله يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بع وضوح الحق واستبانتها فيكون كقوله تعالى:( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) وكقوله تعالى:( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله تعالى:( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل). ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجابت الجوارح.
2- قول الواحدي عن قتادة: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه وكان هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإنه سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه أم أضمر خلافه.

- من أسرار الآية. هو أيضا من أوجه المناسبة بينها وبين الآية قبلها
أنه جمع لهم بين الشرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به كقوله تعالى:( لمن شاء منكم أن يستقيم() وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وقوله:( فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله رب العالمين).
- خلاصة.
- تضمنت الرسالة جانبين:
الأول: أن الحياة لطيبة بناء على قدر استجابة العبد.
الثاني: وعد الله للذين استجابوا أن الله يعصمهم من الفتن ووعيد لمن لم يستجب بأنه لا يستطيع الاستجابة بعد أن كان قادرا عليها.

والحمد لله رب العالمين

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
بقيت مسألة ضمنت في كلامك السابق، وهي: معاني الحياة المذكورة في الآية، تتعرفين عليها من الملخص التالي:


تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}


● مقصد الآية
معنى قوله تعالى: {لما يحييكم}
● الحياة المذكورة في الآية
أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع
● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة
● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله

● مقصد الآية
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي:
1- الحق، قاله مجاهد
2- القرآن، قاله قتادة
3- الإسلام، قاله السدي
4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون.
5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين
قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

● الحياة المذكورة في الآية
- القول الأول: أنها حياة الروح والقلب
وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن.

قال قتادة:
{لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
وقال السّديّ:
{لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
- القول الثاني: أنها الحياة العزيزة
وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.

قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.

وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
- القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة
وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة
قال بعض المفسّرين:
{لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد.

أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- الأولى: حياة بدنه
الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل
بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ.

- والثانية: حياة قلبه وروحه

وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة.

وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.


● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة

في قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.
قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
- القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.

- القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.


● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله.
- على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

- ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 9 شعبان 1436هـ/27-05-2015م, 12:14 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
موضوع الدرس:
تلخيص رسالة ابن رجب في تفسير قوله تعالى:(( إنما يخشى الله من عباده العلماء)).

تمهيد:
تناول في هذه الرسالة ما تضمنته الآية من إثبات الخشية للعلماء عن طريق ما تثبته (إنما) من الحصر مع ذكر أقوال النحويين فيها مؤيدا قوله بالشواهد وتفسيرات السلف للآية.

عناصر الدرس:
1- إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق لأن خصوصية إن إفادة التأكيد.
- بيان دلالة الآية.
- أقوال العلماء في دلالة الآية.
- العلم يوجب الخشية وفقده يستلزم فقدها.
2- نفي الخشية عن غير العلماء على أصح القولين وفيها مسائل:
- مكانة إنما من الإعراب.
- أقوال العلماء في صيغة (إنما) مع بيان القول الراجح.
- دخول(ما) الكافة على (إن) يفيد الحصر بطريق المنطوق أم بطريق المفهوم؟
- من نسب إليه القول بأنها نافية.
- هل ترد(ما) لغير الحصر؟
- الأقوال في(إنما) هل تفيد الحصر أم لا؟
- الرد على من قال إن (ما) الكافة تفيد التوكيد ولا تثبت معنى زائدا.
- ما ورد في لغة العرب من نفي الشيئ في صيغة الحصر.
- نفي الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها.
- الكلام الخبري إما إثبات أو نفي.
- أنواع الحصر.
- قول أبا حيان الأندلسي في إفادة (إن) المكسورة الحصر.
- الحصر في أشباه إنما (إلا).
- دلالة(ما)في الغة العرب .
- الفرق بين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزات الأنبياء.
3- نفي العلم عن غير أهل الخشية:وفيه مسائل:
- نوع الحصر الموجود في الآية.
- أمثلة على وجود الحصر في الطرفين.
- تضمن الآية ثبوت الخشية لجنس العلماء.
- المراد بالمقتضي.
- المراد بالشرط.
- المراد بالمانع.





تفصيل عناصر الدرس:
1- إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق:
لأن خصوصية إن إفادة التأكيد.
- بيان دلالة الآية.
أن من خشي الله وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالم وتدل على أن من لم يخش الله فليس بعالم وبذلك فسرها السلف.

- أقوال العلماء في دلالة الآية.
قال ابن عباس:(يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني )
وعن مجاهد والشعبي:العالم من خاف الله
وعن ابن مسعود قال:(كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا)
- العلم يوجب الخشية وفقده يستلزم فقدها.
أ‌- العلم بأسماء الله وصفاته.
ب‌- العلم بتفاصيل أمر الله ونهيه والتصدق الجازم بذلك.
ت‌- تصور حقيقة المخوف للهرب منه وتصور حقيقة المحبوب لطلبه.
ث‌- جهل صاحب المعصية بحقيقة قبح الذنب وبغض الله لها وتفاصيل ذلك وأن يعلم بأصل الحرمة.
ج‌- نقص العلم في أن ما يفعله يضره ضررا راجحا،فلو علم ذلك علما تاما لما فعله كمن يعلم أن دخوله نارا متأججة يسبب له الضرر فلا يدخل فيها
ح‌- تفاوت النسبة بين لذة الذنوب وما فيها من المفاسد فلذتها سريعة الانقضاء وعقوباتها أضعاف ذلك.
لماذا لم تتناولي هذه الأوجه السبعة بالتفصيل والبيان رغم أنها تمثل جزء كبير جدا من الرسالة؟

2- نفي الخشية عن غير العلماء على أصح القولين وفيها مسائل:
- مكانة إنما من الإعراب.
أ‌- من النحاة من جعلها موصولة فتفيد الحصر من جهة أخرى وتقديرها(إن الذين يخشون الله هم العلماء )
والموصول يقتضي العموم لتعريفه وهذا يفيد الحصر .
ب‌- حصر المبتدأ في الخبر:وهذا إذا كان المبتدأ عاما لزم أن يكون خبره عاما لئلا يكون الخبر أخص من المبتدأ.

- أقوال العلماء في صيغة (إنما) مع بيان القول الراجح.
أ‌- أنها كافة وهو قول الجمهور.
ب‌- جمهور النحاة أنها زائدة تدخل على إن وأن وليت ولعل وكأن فتكفها عن العمل.
ت‌- الكوفيون وابن درستويه إلى أن (ما) مع هذه الحروف اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام والجملة بعده مفسرة له ومخبر بها عنه وهذا باطل باتفاق أهل المعرفة باللسان فإن (إن) تفيد توكيد الكلام إثباتا كان أو نفيا لا تفيد الإثبات.
القول الراجح:
قول الجمهور على أنها كافة وإذا دخلت على إن أفادت الحصر.

- دخول(ما) الكافة على (إن) يفيد الحصر بطريق المنطوق أم بطريق المفهوم؟
اختلفوا في ذلك إلى قولين:
أ‌- أن دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء،قاله القاضي في أحد قوليه وموفق الدين وأبو حامد وأبو الطيب والجرجاني.
ب‌- أن دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول القاضي في القول الآخر وابن عقيل والحلواني وكثير من الحنفية والمتكلمين.
ثم اختلفوا:هل دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر؟إلى قولين:
أ‌- تدل على الحصر ظاهرا أو يحتمل التأكيد،قال به الآمدي والغزالي والهراسي.
ب‌- أن دلالتها على النفي والإثبات كليهما بطريق النص لأنهم جعلوا (إنما) كالمستثنى.
والمخالفين في إفادتها الحصر هم من القائلين بأنها تدل على النفي بالمفهوم وهم قسمين:
أ‌- لا يرى كون المفهوم حجة بالكلية كالحنفية ومن وافقهم من المتكلمين.
ب‌- من يراه حجة من الجملة ولكن ينفيه هنا ليقام الدليل عنده على أنه لا مفهوم لها وهو اختيار بعض الحنابلة.

- من نسب إليه القول بأنها نافية.
لابن عقيل والحلواني والشيخ موفق وفخر الدين وإسماعيل ابن المني وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامد وأبي الطيب والغزالي والهراسي وطائفة من الحنفية وكثير من المتكلمين. خطأ، نسب هذا القول إلى أبي علي الفارسيّ.

- هل ترد(ما) لغير الحصر؟
ورودها لغير الحصر كثير جدا،والأدلة على ذلك قوله تعالى:(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياتنا زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ))
وقول النبي عليه الصلاة والسلام:(( إنما الربا في النسيئة))
وقوله:(( إنما الشهر تسع وعشرون ))

- الأقوال في(إنما) هل تفيد الحصر أم لا؟
أ‌- إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر:
- ففي قوله تعالى:(( إنما الله إله واحد )) لا تفيد الحصر مطلقا،فإنه سبحانه له أسماء وصفات كثير غير توحده بالإلهية
- (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )) فلم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده وغيره كثير.
ب‌- أنها تدل على الحصر ودلالتها عليه معلوم بالضطرار من لغة العرب كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنهي وغير ذلك كقوله تعالى:(( إنما تجزون ما كنتم تعملون ))
وقوله:((إنما إلهكم إله واحد ))
وقوله:(( ما لكم من إله غيره )) أتت في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى الله سبحانه وهذا هو الصواب.

- الرد على من قال إن (ما) الكافة تفيد التوكيد ولا تثبت معنى زائدا.
يجاب عنه من وجوه:
أ‌- أن (ما) الكافة تثبت بدخولها الحروف معنى زائدا،وذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل،وفي الكاف معنى التعليل.
ب‌- أن يقال لا ريب أن (إن) تفيد توكيد الكلام و(ما) الزائدة تقوي التوكيد وتثبت المعنى المذكور في اللفظ خاصة ثبوتا لا يشاركه فيه أحد غيره وهو الحصر المدعى ثبوته بدخول (ما).
ت‌- أن (إن) المكفوفة بما استعملت في الحصر،فصارت حقيقة عرفية واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه في أصل اللغة وهذا يشبه نقل اللفظ على المعنى الخاص إلى المعنى العام إذا صار حقيقة عرفية، كقولهم:(لا أشرب له شربة ماء)
ذكر هذا ابن تيمية أن دلالة إنما للحصر على الحصر بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة.
- ما ورد في لغة العرب من نفي الشيئ في صيغة الحصر.
معلوم من كلام العرب أنهم ينفون الشيئ في صيغ الحصر وغيرها تارة لانتفاء ذاته وتارة لانتفاء فائدته ومقصوده ويحصرون الشيئ في غيره تارة لانحصار جميع الجنس فيه أو انحصار المفيد والكامل فيه .

- نفي الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها.
مثاله:
(لما سئل عن الكفار فقال:ليسوا بشيئ ) وقوله:( ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس ) ففي هذه الأمثلة نفي لحقيقة الاسم من جهة المعنى الذي يجب اعتباره .
وفي قوله:(( إنما الربا في النسيئة )) ليبين أن المستحق لاسم الربا إنما هو ربا النسيئة.
وفي قوله:(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )) أن هؤلاء المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخل بشيئ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفوا عنه بعض واجباتها.

- الكلام الخبري إما إثبات أو نفي.
فكما أنه في الإثبات يثبتون للشيئ اسم الشيئ إذا حصل مقصود الاسم،وإن انتفت صور المسمى، فكذلك في النفي فإن أدوات النفي تدل على انتفاء الاسم بانتفاء مسماه،لأنه لم يوجد أصله،وتارة لأنه لم توجد الحقيقة المقصودة بالمسمى مما لا ينبغي أن يكون مقصودا،بل المقصود غيره ، وتارة لأسباب أخرى وهذا يظهر من سياق الكلام وما اقترن به من القرائن اللفظية التي لا تخرجه عن كونه حقيقة عند الجمهور وإذا تجرد الكلام عن القرينتين فمعناه السلب المطلق وهو أكثر الكلام.

- أنواع الحصر.
- تارة يكون عاما كقوله:(( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو ))
- وتارة يكون خاصا فليس بما يدل عليه سياق الكلام كقوله:((إنما الله إله واحد )) نفى تعدد الإلهية في حقه وليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الله .
وقوله:(( إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )) المراد أنه:لم يوحى إلي في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك.

- قول أبا حيان الأندلسي في إفادة (إن) المكسورة الحصر.
أنكر أبا حيان على الزمخشري ادعاءه الحصر في قوله تعالى:((إنما أنا بشر مثلكم ....)) قال:لأن الحصر إنما يلقى من جهة أنما مفتوحة الهمزة ولا يعرف القول بإفادتها الحصر إلا عند الزمخشري وحده
ورد عليه أبو محمد بن هشام بأن (أن) المفتوحة فرع عن (إن) المكسورة على الصحيح.

- الحصر في أشباه إنما (إلا).
مثاله:
( لا ربا إلا في النسيئة ) كما جاء ((إنما الربا في النسيئة )) وجاء في القرآن:(( وما محمد إلا رسول )) وكما جاء:((إنما أنت منذر ))ومثلها كثير.

- دلالة(ما)في لغة العرب .
تدل على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى:((أو ما ملكت أيمانكم )).

- الفرق بين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزات الأنبياء.
قال النبي عليه الصلاة والسلامم:((ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون تابعا يوم القيامة )) فالكلام سيق لبيان آيات الله العظام التي كانت سبب في إيمان خلق كثير ومعجزة النبي عليه الصلاة والسلام التي آمن عليها أكثر أمته هي الوحي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة وإن أكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد دخول الإسلام بسبب سماع الوحي.
أما معجزات الأنبياء قبله ناقة صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ،فمعجزات الأنبياء انقطعت بموتهم وآيات الرسول عليه الصلاة والسلام باقية إلى يوم القيامة .

3- نفي العلم عن غير أهل الخشية:وفيه مسائل:
- نوع الحصر الموجود في الآية.
حصر الأول في الثاني، فقد حصر الخشية في العلماء وكذلك حصر الثاني في الأول،ذكره شيخ الإسلام فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين،فتقتضي أن كل من خشي الله فهو عالم،وتقتضي أن العالم من يخشى الله.

- أمثلة على وجود الحصر في الطرفين.
أ‌- كقوله تعالى:(( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ))
ب‌- وكقوله:(( إنما تنذر من يخشاها )) فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار .
ت‌- وكذلك قووله تعالى:(( إنما يخشى الله من عباده العلماء ))

- تضمن الآية ثبوت الخشية لجنس العلماء.
أ‌- دلت الآية على ثبوت الخشية لجنس العلماء كما يقال:إنما يحج المسلمون أو لا يحج إلا مسلم،
ب‌- يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء وهذا هو الصحيح من جهتين:
1- أن الحصر هنا من الطرفين،فحصر الخشية في العللماء يفيد أن كل من خشي الله فهو عالم وتفيد أن من لم يخشى فليس بعالم وكل عالم فهو يخشى الله فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكل فرد من أفراد العلماء.
2- أن المحصور هل هو مقتضي للمحصور فيه أو هو شرط له.
قال ابن تيمية :(( هو مقتضي فهو عام،فالعلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف ))

- المراد بالمقتضي.
العلة المقتضية التي يتوقف تأثيرها على وجود مشروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد فالمقتضيات وهي عامة .

- المراد بالشرط.
ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط كالإسلام بالنسبة إلى الحج.

- المراد بالمانع.
ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود


الخلاصة:
اشتملت على ثلاث مسائل رئيسية:
1- اثبات الخشية للعلماء بالاتفاق.
2- نفي الخشية عن غير العلماء لأن (ما)كافة وتفيد التأكيد والحصر كالمستثنى.
3- نفي العلم عن غير أهل الخشية ، لأن الحصر جاء من الطرفين


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
قد أخذت المسائل اللغوية غالب الملخص تقريبا، وقد أثّر ذلك كثيرا على بقية مسائل الرسالة المهمة، وكان من المناسب ذكر ما يتعلق منها مباشرة بتفسير الآية في أول الملخص، ثم تأخير تفاصيل الكلام في نهايته، ويمكنك التعرف عليها من النموذج التالي:


تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
لابن رجب الحنبلي رحمه الله.


عناصر الرسالة:

دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية.
● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.

● فوائد

• إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم
أصل العلم النافع العلم باللّه.
قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
• صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
.
• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.


تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.



● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا
"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ.

● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور.

- واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟

فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص.
وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.

● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد هو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.

● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية
ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية.
- فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟
- وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
- وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".

● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية.
وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول:
أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ".
ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ".

وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور.
وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.

والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام،
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه.
وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".

الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح.
فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب.
ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.

قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها.

الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً".
- ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
-
المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
- إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية.
- وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
- يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها.

- إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.

- إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها:
1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).

وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً.
كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟

الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.

بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.
العلم النافع علمان:
1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف.
2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.

وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

● فوائد
إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم.
قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟
قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف).
ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ.

والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.


أصل العلم النافع العلم باللّه.
وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره.
ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ".

وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ".

قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
وما جاء
في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟

قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه.

صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.

• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
و
أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.


• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ".
ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.

وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه "
ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".

وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ".

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.
وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟
وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.

والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا.
1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون.
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده.
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.

3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره.
وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة.

5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم.
وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.

ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا.
ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
والمقصود هنا:
أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته.
ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".


• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة.
القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول
بعض الكوفيين، وابن درستويه.
القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان.
وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.
و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ.
-
نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ".

وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.
القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى.

وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.
اختلف النحاة في ذلك على أقوال:
القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر.
حجتهم في ذلك:
1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا.
2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
مناقشة أقوالهم:
- الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه
كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}،
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.

- وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا.
وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل.
والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل.
الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة.

القول الثالث:
من جعل "ما" موصولةً.
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 20/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 13/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 9/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 80/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 11 شعبان 1436هـ/29-05-2015م, 09:21 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
بدء نزول القرآن الكريم
المسائل:
1- قول أهل السنة والجماعة في القرآن.
2- الآثار الواردة في بدء نزول القرآن الكريم جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
3- كيفية نزول القرآن في ليلة القدر.
4- الرد على من فسر الليلة المباركة بالنصف من شعبان.
5- الحكمة من نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
6- الوقت الذي نزل فيه القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
7- تنجيم القرآن.
8- الحكمة من تنجيم القرآن.
9- ما قيل في مقدار ما ينزل من القرآن في كل مرة.
10- العام الذي أنزل فيه القرآن.
11- الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
12- اليوم الذي أنزل فيه القرآن.
13- الليلة التي أنزل فيها القرآن.
14- كم كان بين أول نزول القرآن وآخره.
15- الحكمة من معارضة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام القرآن في رمضان.
16- أوجه الإختلاف والتوافق بين نزول القرآن وبين الكتب السماوية السابقة.
تفصيل المسائل :
1- قول أهل السنة والجماعة في القرآن.
قال أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني: (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً. [العقيدة الواسطية].
2- الآثار الواردة في بدء نزول القرآن الكريم جملة واحدة إلى السماء الدنيا. لا نقول بدء نزوله جملة، بل نقول: الآثار الواردة في نزول القرآن جملة واحدة.
عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ثم أنزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد فكان فيه ما قال المشركون وأدوا عليه.
عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ونزل بعد في عشرين سنة ونزلت: {ولا يأتونك بمثلٍ إلاجئناك بالحقّ} الآية، {وقرآنًا فرقناه لتقرأه} الآية.
عن ابن عباس، قال: أنزل القرآن جملة من السماء العلياء إلى السماء الدنيا في رمضان وكان الله عز وجل إذا أراد أن يحدث شيئا أحدثه، يعني بالوحي. [التوحيد: 3/ 171-172].
ورواه منصور بن المعتمر، عن سعيد عن ابن عباس قال: كان ينزل على رسول الله بعضها في إثر بعض.
قال ابن عباس والشعبي وابن جبير: أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في رمضان إلى سماء الدنيا، فإذا أراد الله عز وجل أن يحدث في الأرض شيئا أنزل منه، حتى جمعه، وهي الليلة المذكورة في سورة الدخان. [جمال القراء:1/20].
3- كيفية نزول القرآن في ليلة القدر.
اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال :
أحدها: وهو الأصح الأشهر أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة .
ويؤيده ما رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال:( أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. [البرهان في علوم القرآن: 1/228].
القول الثاني: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين في كل ليلة ما يقدر الله إنزاله في كل السنة ثم نزل بعد ذلك منجما في جميع السنة. قاله مقاتل وأبو عبد الله الحليمي في المنهاج و الماوردي في تفسيره .
القول الثالث: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات وبه قال الشعبي وغيره .
4- الرد على من فسر الليلة المباركة بالنصف من شعبان.
الرد على شبهة أن معنى قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن}: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه.
وشبهة أن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان .
الرد عليها بقول ابن عباس في الجمع بين الآيات الثلاث ورد الخبر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود له بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة، يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان، وفي ليلة القدر، وفي ليلة مباركة، جملةً واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رِسْلاً في الشهور والأيام.
5- الحكمة من نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
1- تكريم بنى آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم .
2- إعلام عباده من الملائكة وغيرهم أنه علام الغيوب لا يعزب عنه شيء، إذ كان في هذا الكتاب العزيز ذكر الأشياء قبل وقوعها .
3- التسوية بينه وبين موسى عليه السلام في إنزال كتابه جملة، والتفضيل لمحمد صلى الله عليه وسلم في إنزاله عليه منجما ليحفظه .
4- أن جناب العزة عظيم، ففي إنزاله جملة واحدة، وإنزال الملائكة له مفرقا بحسب الوقائع؛ ما يوقع في النفوس تعظيم شأن الربوبية .
5- زيادة التفضيل لكتاب نبينا عليه السلام في معارضة جبريل له في كل عام . [جمال القراء:1/20].
6- الوقت الذي نزل فيه القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
هل هو بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها على قولين :
1- أنه قبلها، ففيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة محمد المرحومة الموصوفة في الكتب السابقة وإرسال نبيهم الخاتم.
2- أنه بعدها، تفخيم لأمر محمد وأمته.
وكلاهما محتمل والسيوطي رجّح الثاني لدلالة سياق الآثار عن ابن عباس عليه . [الإتقان في علوم القرآن:1/276].
7- تنجيم القرآن.
أقوال المفسرين فيها :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
وروى عبد الأعلى عن داود وقال: فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه، أو يحدث في الأرض منه شيئا أحدثه.
قال أبو عبيد: لا أدري كيف قرأه يزيد في حديثه، إلا أنه لا ينبغي أن يكون على هذا التفسير إلا "فرَّقناه" بالتشديد.
قال أبو نصر ابن القشيري في تفسيره: {فرقناه} أي فصلناه.
قال ابن جبير: (نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها).
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.
- وقيل: {فرقناه} أي: جعلناه آية آية وسورة سورة.
- وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى:
{فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل.
وقيل: {فرَّقناه} بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، {على مكث} على تؤدة وترسل {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا. [كتاب فضائل القرآن].
8- الحكمة من تنجيم القرآن.
1- قال تعالى:{كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه.
2- ليسهل عليه حفظه.
3- لأنه فيه جواب عن أمور سألوه عنها.
4- لأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا. [المرشدالوجيز 27-29].
5- لأنه نزل على سبعة أحرف فناسب أن ينزل مفرقا حتى لا يشق عليهم. [فتح الباري].
9- ما قيل في مقدار ما ينزل من القرآن في كل مرة.
وأن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة خمس آيات وعشرا وأكثر وأقل.
وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة.
- وصح نزول عشر آيات من أول المؤمنون جملة.
- وصح نزول {غير أولي الضرر} وحدها، وهي بعض آية.
- وكذا قوله: {وإن خفتم عيلة} إلى آخر الآية نزلت بعد نزول أول الآية كما حررناه (لا يناسب أن يكون الكلام بأسلوب الخطاب: حررناه) في أسباب النزول وذلك بعض آية.
وما أخرجه البيهقي عن عمر قال: (تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا). [الإتقان في علوم القرآن].
10- العام الذي أنزل فيه القرآن.
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري: (حدثنا أحمد ابن أبي رجاءٍ حدثنا النضر عن هشامٍ عن عكرمة عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين فمكث بمكة ثلاث عشرة سنةً ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين ثم توفي صلى الله عليه وسلم) ). [صحيح البخاري].
11- الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)). [أسباب النزول: 13].
قال أبو عبد الله الحليمي:يريد ليلة خمسة وعشرون. [المرشد الوجيز].
12- اليوم الذي أنزل فيه القرآن.
عن أبي قتادة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين؛ فقال: (( فيه وُلِدتُ، وفيه أُنزل عليَّ)). [مسند الإمام أحمد].
13- الليلة التي أنزل فيها القرآن.
هي ليلة القدر بالنص والإجماع قال الله تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
14- كم كان بين أول نزول القرآن وآخره.
أقوال العلماء في هذه المسألة :
القول الأول: عشرون سنة، دل عليه قول الواحدي عن الشعبي قال: فرق الله تنزيله فكان بين أوله وآخره عشرون أو نحو من عشرين سنة. [أسباب النزول: 3].
القول الثاني: قيل ثلاث وعشرون على حسب الإختلاف في سنه صلى الله عليه وسلم يوم توفي هل كان ابن ستين سنة أو ثلاث وستين سنة. [التسهيل].
القول الثالث: قيل خمسة وعشرون وهو مبني على مدة إقامته بمكة بعد النبوة حيث قيل عشر وقيل ثلاثة عشر وقيل خمسة عشر. [البرهان في علوم القرآن: 1/231-232].
15- الحكمة من معارضة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام القرآن في رمضان.
في ذلك حكمتان‏:‏
إحداهما: تعاهده.
والأخرى: تبقية ما لم ينسخ منه ورفع ما نسخ.
فكان رمضان ظَرْفا لإنزاله جملة وتفصيلا وعرضا وأحكاما‏). [فتح الباري].
16- أوجه الإختلاف والتوافق بين نزول القرآن وبين الكتب السماوية السابقة.
1- نزول الكتب السماوية السابقة جملة واحدة أجمع على هذا العلماء وأنكره بعض فضلاء العصر وقالوا نزل مفرقا كالقرآن.
والصواب أنه نزل جملة عن ابن عباس قال: "قالت اليهود يا أبا القاسم لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت "
{وقالوا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة}.
2- سكوت القرآن عن المشركين وعدوله إلى بيان حكمته دليل على صحته ولو كانت الكتب كلها نزلت مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول: سنة الله في الكتب كذلك. وأما القرآن نزل مفرقا وذلك لعدة حكم:
- فإنه أدعى إلى قبوله.
- ويوضح ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: " إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا". [الإتقان في علوم القرآن].

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وقد وقفت على جميع المسائل إلا قليلا وتحريرك لها ممتاز.
توجد فقط ملاحظات بسيطة على خطوة الترتيب، فيمكن ترتيب المسائل ترتيبا أفضل من ذلك.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 96/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 18 شعبان 1436هـ/5-06-2015م, 03:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


اقتباس:

( الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحه مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق مايشاء إن الله على كل شئ قدير)
قوله (الحمد لله) وصفه المحمود بالكمال مع المحبه والتعظيم فهو كامل في ذاته وفي صفاته وأفعاله ولا بد من قيد المحبه مع التعظيم. قال أهل العلم لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبه ولا تعظيم لايسمى حمد وإنما يسمى مدحا لذا يقع من انسان لايحب الممدوح لكنه يريد ان ينال منه شيئا مثل الشعراء الذين الامراء بلا محبه ولكن طمعا في المال. اوخوفامنهم ولكن حمدنالربنا حمد محبه وتعظيم.
(ال)في الحمد للاستغراق اي جميع المحامد.
(لله) اللام للاختصاص والاستحقاق.

والله اسم ربنا عز وجل ﻻ يسمى به غيره ومعناه المألوه أي المعبود حبا وتعظيما. (1)

(الحمدلله) أي الشكر الكامل للمعبود الذي ﻻ تصلح العبادة إﻻ له وﻻ ينبغي أن تكون لغيره. (2)

(فاطر السماوات واﻷرض)
فاطر: فاعل الفطر وهو الخلق وفيه معنى التكون سريعا ﻷنه مشتق من الفطر وهو الشق ومنه قوله تعالى:(تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن). (3)
والفاطر هو الخالق والفطر بمعنى اﻹبتداء واﻹختراع. (4)

والمراد ب (السماوات واﻷرض) أي العالم كله ونبه بهذا على أن من قدر على اﻹبتداء قادر على اﻹعادة.
قال سفيان الثوري: عن ابن عباس قال: كنت ﻻ أدري ما فاطر السماوات واﻷرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر. فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها أنا بدأتها. فقال ابن عباس: (فاطر السماوات واﻷرض) بديع السماوات واﻷرض. (5)

(جاعل) تكون بمعنى مكون وبمعنى مصير وعلى اﻹعتبارين يختلف موقع قوله:(رسﻻ) فإما أن يكون مفعوﻻ ثانيا لجاعل أي جعل الله من المﻻئكة أي ليكونوا رسﻻ منه تعالى لما يريد أن يفعلوه بقوتهم الذاتية وبين أن يكون حاﻻ من المﻻئكة أي يجعل من أحوالهم أن يرسلوا.

- سبب تخصيص ذكر المﻻئكة.
لشرفهم بأنهم سكان السماوات ولعظيم خلقهم.
- سبب وصفهم بأنهم رسل ﻷن الغرض المقصود إثبات الرسالة أي جاعلهم رسﻻ منه إلى المرسلين من البشر للوحي بما يراد تبليغهم إياه للناس. (6)

ومن هؤﻻء المﻻئكة الرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت صلى الله عليهم أجمعين. (7)

(أولي أجنحة) نعت أي أصحاب أجنحة.

(مثنى وثﻻث ورباع) أي اثنين اثنين وثﻻثة ثﻻثة وأربعة أربعة.
قال قتادة: بعضهم له جناحان وبعضهم ثﻻثة وبعضهم أربعة ينزلون بها من السماء إلى اﻷرض ويعرجون من اﻷرض إلى السماء وهي مسيرة كذا في وقت واحد أي جعلهم رسﻻ إلى اﻷنبياء وقيل إلى العباد برحمة أو نقمة وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السﻻم له ستمائة جناح.

(يزيد في الخلق ما يشاء) أي في خلق المﻻئكة وقيل في أجنحة المﻻئكة ما يشاء. (7)

- منزلة اﻹيمان بالمﻻئكة.
ركن من أركان اﻹيمان وإنكار المﻻئكة أحد أبواب الكفر فقد ذكرت المﻻئكة في القرآن في نحوخمس وسبعين آية في ثﻻث وثﻻثين سورة وكذلك ورد ذكرهم في أحاديث النبي عليه الصﻻة والسﻻم.
- مالحكمة من اﻷمر باﻹيمان بوجودهم.
ﻷن لهم وظائف متعلقة بنا فاﻹيمان بالله يقتضي اﻹستقامة.
- بعض وظائف المﻻئكة.
أول وظائفهم انهم رسل الله سبحانه.وكذلك النفخ في الروح ،ومراقبة البشر،والمحافظه عليهم ،وقبض أرواحهم لهم.
- صفاتهم :-
1/أنهم مخلوقون من نور والانسان مركب من طين وخلق الجن من نار.
عن عائشه قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خلقت الملائكه من نوروخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم)
2/القدره على التمثل بأمثال الاشياء والتشكل بالأشكال الجسمانيه فقد ثبت في القران والاحاديث أن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام.
3/على صورة إنسان مجهول : كما في حديث عمر(بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع عليه رجل شديد بياض الثياب....الحديث).
4/وقد يتمثل الملك على صورة إنسان معلوم فكان يأتي مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل على صورة (دحية الكلبي) أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصة ضيف إبراهيم عليه السﻻم مذكورة في القرآن ﻻ يأكلون وﻻ يشربون وﻻ يتناسلون وﻻ يتزاوجون.
5/لهم قدرات خارقة مثل حملة العرش قال تعالى:(والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية). (8)

(إن الله على كل شيء قدير) ختم اﻵية بوصف الله بالقدرة.
سنتكلم عن اسم الله القدير
- دﻻلة اسم القدير.
تدل على ثبوت القدرة كصفة لله فهو كامل القدرة فبقدرته أوجد كل الموجودات وبقدرته دبرها وأحكمها وبقدرته يحي ويميت ويجازي المحسن والمسيء ويصرف اﻷشياء بقدرته ويقلب القلوب بقدرته.
- اﻹيمان باسم الله القدير.
من أصول اﻹيمان العظيمة: اﻹيمان بالقدر فهو من أجل أوصاف أهل العلم به.
روى ابن جرير في تفسيره: عن ابن عباس في قوله تعالى:( إنما يخشى الله من عباده العلماء) قال: الذين يقولون (إن الله على كل شيء قدير).

- آثاره في نفس المؤمن.
1/ يقوي العبد اﻹستعانة بالله وحسن التوكل عليه.
2/ تكميل الصبر وحسن الرضى عن الله.
3/ سﻻمة اﻹنسان من أمراض القلوب كالحقد والحسد ونحوها.
4/ تقوية عزيمة العبد وإرادته في الحرص على لخير وطلبه والبعد عن الشر.
5/ حسن رجاء الله ودوام سؤاله واﻹكثار من دعائه. (9)

- مناسبة ختم اﻵية بهذا اﻹسم.
أن الله تعالى قدير على زيادة ما شاء ن ذلك فيما شاء ونقصان ما شاء ممن شاء وغير ذلك من اﻷشياء كلها ﻻ يمنتع عليه فعل شيء أراده سبحانه وتعالى. (10)
_________________________
1- تفسير معنى الحمدلله للشيخ العثيمين. شبكة فلسطين.
2- الطبري، محمد بن جرير الطبري، المحقق أحمد محمد شاكر، الناشر مؤسسة الرسالة، الطبعة اﻷولى 1420ه/2000م.
3- ابن عاشور، التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن محمد بن محمد بن عاشور التونسي، الناشر الدار التونسية للنشر، تونس، 1984ه.
4- القرطبي، الجامع ﻷحكام القرآن، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفش، الناشر دار الكتب المصرية، القاهرة، الطبعة الثانية 1384ه/1964م.
5- ابن كثير.
6- ابن عاشور، التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن محمد بن محمد بن عاشور التونسي، الناشر الدار التونسية للنشر، تونس، 1984ه.
7- القرطبي، الجامع ﻷحكام القرآن، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفش، الناشر دار الكتب المصرية، القاهرة، الطبعة الثانية 1384ه/1964م.
8- العقيدة اﻹسﻻمية. الدرس التاسع عشر اﻹيمان بالمﻻئكة للدكتور محمد راتب النابلسي.
9- فقه اﻷسماء الحسنى. عبجالرزاق البدر.
10- الطبري، محمد بن جرير الطبري، المحقق أحمد محمد شاكر، الناشر مؤسسة الرسالة، الطبعة اﻷولى 1420ه/2000م.

الطريقة المتبعة :
أسلوب التقرير العلمي والأسلوب الاستنتاجي.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وقد أحسنت في تفسير الآية وجاء التفسير بعبارات سهلة واضحة وكذلك في تقرير المسائل العقدية المتعلقة بها.
لكن هناك ضعف في الاستشهاد بالآيات والأحاديث والآثار على التفسير، وهذا مأخذ مهمّ يجب أن يوضع في الاعتبار عند كتابة أي رسالة تفسيرية.
ورسالتك أشبه بالتلخيص، والمقام مقام بسط وتفصيل، ولعل ذلك يقودنا إلى تنبيه مهم بالنسبة لتحرير المسائل، فأنت قد جمعت تفسير كل مسألة من مرجع مختلف، فهل كان ما أوردتيه لأنه أوفى ما ورد في كل مسألة أم لمجرد التنويع في المصادر؟
الصحيح أن يطّلع الطالب على عدة تفاسير في المسألة الواحدة، ثم يلخّص بأسلوبه أقوال أهل العلم التي وقف عليها فيها، وهذا مقصد مهمّ من مقاصد تقرير الرسائل التفسيرية أن يتعلّم الطالب الإنشاء والتعبير بأسلوبه الخاصّ حتى تنمو لديه هذه الملكة إن شاء الله ويستعملها استعمالا حسنا في الدعوة إلى الله بإذنه تعالى.
فأرجو الانتباه لذلك لاحقا إن شاء الله، وأوصيك بكثرة التدرب على كتابة الرسائل فلعلّ الله أن ينفع بك.
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 18
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 90%
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 26 شعبان 1436هـ/13-06-2015م, 07:48 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص سورة نوح من 21 إلى 28

مسائل القراءات:
1- في قوله تعالى:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
2- في قوله تعالى:(( مما خطيئاتهم أغرقوا )).
مسائل التفسير:
1- (( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( إنهم عصوني )).
- المقصود بقوله:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
- معنى (( خسارا )).
- سبب شكاية نوح عليه السلام إلى ربه .
- التحذير من مجرد الاتباع في المعتقد دون أن يكون مبنيا على نظر وتحقق .
- خطورة الاغترار بالمال والولد.
2- (( ومكروا مكرا كبارا )):
- الأقوال المأثورة في معنى كلمة (( كبارا )).
- المقصود من قوله:(( ومكروا مكرا كبارا )).
3- (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقالوا لا تذرن ))
- المقصود من الآية.
- أول سبب لشرك على وجه الأرض.
- أول ما عبد من دون الله من الأصنام
4- (( وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقد أضلوا كثيرا )).
- المقصود بقوله:(( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )).
5- (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )):
- سبب هلاك قوم نوح.
- في قوله:(( أغرقوا فأدخلوا نارا )) نوع العذاب الذي حل بهم.
- المقصود من قوله تعالى:(( فلم يجدوا من دون الله أنصارا )).
6- (( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )):
- معنى قوله:(( ديارا )).
- المقصود من الآية.
7- (( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )):
- سبب دعاء نوح على قومه.
- في قوله:(( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )) ما الفرق بين الفجور والكفر ؟
- المقصود من الآية.
8- (( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا )):
- سبب تخصيص نوح عليه السلام المذكورين في الآية .
- معنى قوله:(( تبارا ))
- الأقوال المأثورة في قوله:(( بيتي )).
- مشروعية الاقتداء بنوح عليه السلام في الدعاء للمؤمنين .
- (( ولا تزد الظالمين إلا تبارا )) هل دعاء نوح على الظالمين من قومه فقط أم يشمل كل ظالم ؟

تفصيل المسائل:
مسائل القراءات:
1- في قوله تعالى:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
في قوله:(( وولده )):قرئت بالضم والفتح وكلاهما متقارب. ذكره ابن كثير.

2- في قوله تعالى:(( مما خطيئاتهم أغرقوا )).
في قوله:(( مما خطيئاتهم )): قرئت خطاياهم أيضا ذكره ابن كثير.
مسائل التفسير:
1- (( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( إنهم عصوني )).
يعود على قومه الذين عصوه فيما أمرهم به. ذكره السعدي وابن كثير

- معنى (( خسارا )).
أي: هلاكا وتفويتا للأرباح. ذكره السعدي.

- المقصود بقوله:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
أي : اتبع أصاغر القوم أشرافهم وأسيادهم، وعصوا الرسول الناصح لهم والدال لهم على كل خير،وطاعتهم لكبرائهم لن تزيدهم إلا هلاكا .
وسببه: أموالهم وأولادهم لأنها كانت وبال وفتنة لهم. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- سبب شكاية نوح عليه السلام إلى ربه .
أنهم مع الدعوة المتنوعة التي تضمنت الترهيب والترغيب ،والسر والعلانية، عصوه وكذبوه وخالفوه واتبعوا من غفل عن أمر الله وانشغل بالنعمة عن شكر الله عز وجل. ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي.

- التحذير من مجرد الاتباع في المعتقد دون أن يكون مبنيا على نظر وتحقق .
لابد في المعتقد من الاستناد على الأدلة الشرعية ، والآيات البينة الواضحة، والحذر من الانسياق وراء كل ناعق بدون تحقق ، والوقوع فيما وقع فيه قومه .
حيث قال:(( إنهم عصوني )) بالرغم من ظهور المعجزات لهم واتباعهم كبراءهم بدون أن يكون لديهم دليل واضح حيث قال:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ))

- خطورة الاغترار بالمال والولد.
وذلك لأن النعم أحيانا تتحول إلى نقم واستدراج ونكاية بأصحابها إذا لم يشكروا الله عليها بالعبادة والتوحيد له . ذكره ابن كثير.


2- (( ومكروا مكرا كبارا )):
- الأقوال المأثورة في معنى كلمة (( كبارا )).
مكرا كبيرا في معاندة الحق. قاله السعدي.
وقال ابن كثير:أي عظيما
وقال ابن زيد:كبارا أي كبيرا.
والعرب تقول: بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد وذكر نحو ذلك: الأشقر.

- المقصود من قوله:(( ومكروا مكرا كبارا )).
قال الأشقر:إن مكرهم العظيم هو : تحريشهم سفلتهم على قتل نوح .
وقال ابن كثير:طاعتهم في عصيان الرسل وخداعهم بأنهم على الحق كما في قوله تعالى:(( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا )) (سبأ:33)


3- (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقالوا لا تذرن ))
يعود على السادة والأشراف من قوم نوح . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

- المقصود من الآية.
هذه أسماء أصنام كانوا قد عبدوها ، وهي أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليه السلام .
فلما هلكوا تصور لهم الشيطان على هيئة رجل فقال لهم :قد رأيت حزنكم على فراقهم فلو صورت لكم تمثالا على صورهم ،حتى إذا رأيتموها تذكرتم أعمالهم الصالحة فاقتديتم بها .
فصور لهم تلك التماثيل في أنديتهم ثم جاءهم مرة أخرى فقال: لو صورت لكم تمثالا في بيت كل واحد منكم فأطاعوه في ذلك.
حتى إذا هلك هذا الجيل ، وجاء الجيل الذي بعده جاءهم الشيطان وسول لهم أن آباءهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم.
وهذه بداية عبادة الأوثان ثم وصلت إلى جزيرة العرب . ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي .

- أول سبب لشرك على وجه الأرض.
التصوير على شكل تماثيل للصالحين وغيرهم.
فلم تعبد لأول مرة وكانت وسيلة تفضي بصاحبها إلى الشرك مثل ما حصل مع قوم نوح وهذه الحكمة من تحريم تصوير ذوات الأرواح وتعظيمها .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

- أول ما عبد من دون الله من الأصنام
الصنم الذي سموه ودا . ذكره ابن كثير
4- (( وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقد أضلوا كثيرا )).
يعود على الأصنام . ذكره ابن كثير
وقيل:كبراؤهم ورؤساؤهم؟ ذكره السعدي والأشقر

- المقصود بقوله:(( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )).
دعاء من نوح على قومه بزيادة الخسران والضلال في مكرهم، وذلك لتمردهم وكفرهم وعنادهم . ذكره ابن كثير والأشقر.


5- (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )):
- سبب هلاك قوم نوح.
بسبب كثرة ذنوبهم، وعتوهم، وإصرارهم على كفرهم، ومخالفتهم رسولهم. ذكره ابن كثير والسعدي.

- في قوله:(( أغرقوا فأدخلوا نارا )) نوع العذاب الذي حل بهم.
أغرقوا بالطوفان ، ثم أدخلوا عقب ذلك بنار الآخرة ، وقيل عذاب القبر. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المقصود من قوله تعالى:(( فلم يجدوا من دون الله أنصارا )).
أي: لم يكن لهم معين ولا مغيث ولا مجير ينقذهم من عذاب الله. ذكره ابن كثير والسعدي.


6- (( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )):
- معنى قوله:(( ديارا )).
أي:لا تترك على وجه الأرض منهم أحد.
وقال الضحاك:الذي يسكن الديار. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المقصود من الآية.
لما أيس نوح من إيمانهم، دعا عليهم بعد أن أوحي إليه :(( أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن )) فأجاب الله دعوته وأغرقهم . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .


7- (( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )):
- سبب دعاء نوح على قومه.
أن بقاءهم مفسدة محضة لهم ولغيرهم من الأجيال القادمة
- في قوله:(( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )) ما الفرق بين الفجور والكفر ؟
فاجرا بتركه الطاعة ، وكفارا لنعم الله ، أي كثير الكفران لها . ذكره ابن الأشقر
وقال ابن كثير:فاجر في الأعمال ، كافر القلب
- المقصود من الآية.
أي:إنك إن أبقيت منهم أحدا أضلوا عبادك الذين تخلقهم بعدهم ، ويكونون أكثر فجورا وكفرا في أعمالهم القلبية والبدنية ، وذلك لخبرته بهم ومكثه بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


8- (( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا )):
- سبب تخصيص نوح عليه السلام المذكورين في الآية .
لتأكد حقهم ، وتقديم برهم ، ثم عمم الدعاء. ذكره السعدي

- معنى قوله:(( تبارا )):
قال السدي: هلاكا.
وقال مجاهد:أي خسارا في الدنيا والآخرة. ذكره ابن كثير والأشقر .
- الأقوال المأثورة في قوله:(( بيتي )).
قال الضحاك: أي: مسجدي.
ولا مانع من حمل الآية على ظاهرها وهو أنه دعا لكل من دخل منزله وهو مؤمن. ذكره ابن كثير .

- مشروعية الاقتداء بنوح عليه السلام في الدعاء للمؤمنين .
حيث دعا لجميع المؤمنين والمؤمنات وهذا يعم على الأحياء منهم والأموات .
وجاءت الأحاديث تحث وتبين أجر من دعا لإخوانه المسلمين أن له بكل مسلم ومؤمن دعا له حسنة. ذكره ابن كثير. بتصرف
- في قوله تعالى:(( ولا تزد الظالمين إلا تبارا )) هل دعاء نوح على الظالمين من قومه فقط أم يشمل كل ظالم ؟
دعاء نوح على الظالمين يعم ويشمل كل ظالم إلى يوم القيامة. ذكره الأشقر .

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 29 شعبان 1436هـ/16-06-2015م, 04:11 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدة المحمدي مشاهدة المشاركة
تلخيص سورة نوح من 21 إلى 28

مسائل القراءات:
1- في قوله تعالى:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
2- في قوله تعالى:(( مما خطيئاتهم أغرقوا )).
مسائل التفسير:
1- (( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( إنهم عصوني )).
- المقصود بقوله:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
- معنى (( خسارا )).
- سبب شكاية نوح عليه السلام إلى ربه .
- التحذير من مجرد الاتباع في المعتقد دون أن يكون مبنيا على نظر وتحقق .
- خطورة الاغترار بالمال والولد.
2- (( ومكروا مكرا كبارا )):
- الأقوال المأثورة في معنى كلمة (( كبارا )).
- المقصود من قوله:(( ومكروا مكرا كبارا )).
3- (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقالوا لا تذرن ))
- المقصود من الآية.
- أول سبب لشرك على وجه الأرض.
- أول ما عبد من دون الله من الأصنام
4- (( وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقد أضلوا كثيرا )).
- المقصود بقوله:(( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )).
5- (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )):
- سبب هلاك قوم نوح.
- في قوله:(( أغرقوا فأدخلوا نارا )) نوع العذاب الذي حل بهم.
- المقصود من قوله تعالى:(( فلم يجدوا من دون الله أنصارا )).
6- (( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )):
- معنى قوله:(( ديارا )).
- المقصود من الآية.
7- (( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )):
- سبب دعاء نوح على قومه.
- في قوله:(( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )) ما الفرق بين الفجور والكفر ؟
- المقصود من الآية.
8- (( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا )):
- سبب تخصيص نوح عليه السلام المذكورين في الآية .
- معنى قوله:(( تبارا ))
- الأقوال المأثورة في قوله:(( بيتي )).
- مشروعية الاقتداء بنوح عليه السلام في الدعاء للمؤمنين .
- (( ولا تزد الظالمين إلا تبارا )) هل دعاء نوح على الظالمين من قومه فقط أم يشمل كل ظالم ؟

تفصيل المسائل:
مسائل القراءات:
1- في قوله تعالى:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
في قوله:(( وولده )):قرئت بالضم والفتح وكلاهما متقارب. ذكره ابن كثير.

2- في قوله تعالى:(( مما خطيئاتهم أغرقوا )).
في قوله:(( مما خطيئاتهم )): قرئت خطاياهم أيضا ذكره ابن كثير.
مسائل التفسير:
1- (( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( إنهم عصوني )).
يعود على قومه الذين عصوه فيما أمرهم به. ذكره السعدي وابن كثير
نقول: مرجع الضمير في (هم)، أو مرجع ضمير الغائب في (عصوني)، لأن عندي ضمير متكلم أيضا في (عصوني)
- معنى (( خسارا )).
أي: هلاكا وتفويتا للأرباح. ذكره السعدي.

- المقصود بقوله:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا )).
أي : اتبع أصاغر القوم أشرافهم وأسيادهم، وعصوا الرسول الناصح لهم والدال لهم على كل خير،وطاعتهم لكبرائهم لن تزيدهم إلا هلاكا .
وسببه: أموالهم وأولادهم لأنها كانت وبال وفتنة لهم. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- سبب شكاية نوح عليه السلام إلى ربه .
أنهم مع الدعوة المتنوعة التي تضمنت الترهيب والترغيب ،والسر والعلانية، عصوه وكذبوه وخالفوه واتبعوا من غفل عن أمر الله وانشغل بالنعمة عن شكر الله عز وجل. ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي.

- التحذير من مجرد الاتباع في المعتقد دون أن يكون مبنيا على نظر وتحقق .
لابد في المعتقد من الاستناد على الأدلة الشرعية ، والآيات البينة الواضحة، والحذر من الانسياق وراء كل ناعق بدون تحقق ، والوقوع فيما وقع فيه قومه .
حيث قال:(( إنهم عصوني )) بالرغم من ظهور المعجزات لهم واتباعهم كبراءهم بدون أن يكون لديهم دليل واضح حيث قال:(( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ))

- خطورة الاغترار بالمال والولد.
وذلك لأن النعم أحيانا تتحول إلى نقم واستدراج ونكاية بأصحابها إذا لم يشكروا الله عليها بالعبادة والتوحيد له . ذكره ابن كثير.


2- (( ومكروا مكرا كبارا )):
- الأقوال المأثورة في معنى كلمة (( كبارا )). اسم المسألة: معنى (كبارا)
مكرا كبيرا في معاندة الحق. قاله السعدي.
وقال ابن كثير:أي عظيما
وقال ابن زيد:كبارا أي كبيرا.
والعرب تقول: بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد وذكر نحو ذلك: الأشقر.

- المقصود من قوله:(( ومكروا مكرا كبارا )).
قال الأشقر:إن مكرهم العظيم هو : تحريشهم سفلتهم على قتل نوح .
وقال ابن كثير:طاعتهم في عصيان الرسل وخداعهم بأنهم على الحق كما في قوله تعالى:(( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا )) (سبأ:33)


3- (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقالوا لا تذرن ))
يعود على السادة والأشراف من قوم نوح . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
- معنى (تذرنّ)
- المقصود بالآلهة
- المقصود من الآية. اسم المسألة: من هم "ود وسواع ويغوث ويوق ونسر"؟
هذه أسماء أصنام كانوا قد عبدوها ، وهي أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليه السلام .
فلما هلكوا تصور لهم الشيطان على هيئة رجل فقال لهم :قد رأيت حزنكم على فراقهم فلو صورت لكم تمثالا على صورهم ،حتى إذا رأيتموها تذكرتم أعمالهم الصالحة فاقتديتم بها .
فصور لهم تلك التماثيل في أنديتهم ثم جاءهم مرة أخرى فقال: لو صورت لكم تمثالا في بيت كل واحد منكم فأطاعوه في ذلك.
حتى إذا هلك هذا الجيل ، وجاء الجيل الذي بعده جاءهم الشيطان وسول لهم أن آباءهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم.
وهذه بداية عبادة الأوثان ثم وصلت إلى جزيرة العرب . ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي .

- أول سبب لشرك على وجه الأرض.
التصوير على شكل تماثيل للصالحين وغيرهم.
فلم تعبد لأول مرة وكانت وسيلة تفضي بصاحبها إلى الشرك مثل ما حصل مع قوم نوح وهذه الحكمة من تحريم تصوير ذوات الأرواح وتعظيمها .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

- أول ما عبد من دون الله من الأصنام
الصنم الذي سموه ودا . ذكره ابن كثير
لو استشهدت لقولك.
4- (( وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )):
- مرجع الضمير في قوله:(( وقد أضلوا كثيرا )).
يعود على الأصنام . ذكره ابن كثير
وقيل:كبراؤهم ورؤساؤهم؟ ذكره السعدي والأشقر

- المقصود بقوله:(( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا )).
دعاء من نوح على قومه بزيادة الخسران والضلال في مكرهم، وذلك لتمردهم وكفرهم وعنادهم . ذكره ابن كثير والأشقر.


5- (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )):
- سبب هلاك قوم نوح.
بسبب كثرة ذنوبهم، وعتوهم، وإصرارهم على كفرهم، ومخالفتهم رسولهم. ذكره ابن كثير والسعدي.

- في قوله:(( أغرقوا فأدخلوا نارا )) نوع العذاب الذي حل بهم. يمكن أن نقول: معنى قوله تعالى ....، أو نقول العذاب المقصود في قوله تعالى: ....
أو نقول: العذاب الذي عذب به قوم نوح.
أغرقوا بالطوفان ، ثم أدخلوا عقب ذلك بنار الآخرة ، وقيل عذاب القبر. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

- المقصود من قوله تعالى:(( فلم يجدوا من دون الله أنصارا )). معنى قوله تعالى: .....
أي: لم يكن لهم معين ولا مغيث ولا مجير ينقذهم من عذاب الله. ذكره ابن كثير والسعدي.


6- (( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )):
- معنى قوله:(( ديارا )).
أي:لا تترك على وجه الأرض منهم أحد. ليس هذا معنى (ديارا) إنما معنى الآية كلها.
وقال الضحاك:الذي يسكن الديار. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المقصود من الآية. هذه المسألة ليست دقيقة، والأنسب أن تضم للمسألة التي بعدها.
لما أيس نوح من إيمانهم، دعا عليهم بعد أن أوحي إليه :(( أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن )) فأجاب الله دعوته وأغرقهم . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .


7- (( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )):
- سبب دعاء نوح على قومه.
أن بقاءهم مفسدة محضة لهم ولغيرهم من الأجيال القادمة
- في قوله:(( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )) ما الفرق بين الفجور والكفر ؟ هل نسيت طريقة تسمية المسائل؟
اجتهدي أن يكون العنوان قصيرا وفي الوقت نفسه معبرا عن مضمون المسألة، ولا تكرري كتابة الآية في عنوان المسألة لأن الآية مكتوبة قبل مسائلها فليس هناك فرصة لحصول اللبس في فهم المسألة.
فاجرا بتركه الطاعة ، وكفارا لنعم الله ، أي كثير الكفران لها . ذكره ابن الأشقر
وقال ابن كثير:فاجر في الأعمال ، كافر القلب
- المقصود من الآية. معنى الآية إجمالا.
أي:إنك إن أبقيت منهم أحدا أضلوا عبادك الذين تخلقهم بعدهم ، ويكونون أكثر فجورا وكفرا في أعمالهم القلبية والبدنية ، وذلك لخبرته بهم ومكثه بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


8- (( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا )):
- سبب تخصيص نوح عليه السلام المذكورين في الآية .
لتأكد حقهم ، وتقديم برهم ، ثم عمم الدعاء. ذكره السعدي

- معنى قوله:(( تبارا )): حق هذه المسألة أن تكون بعد المسألة التالية.
قال السدي: هلاكا.
وقال مجاهد:أي خسارا في الدنيا والآخرة. ذكره ابن كثير والأشقر .
- الأقوال المأثورة في قوله:(( بيتي )). المقصود بالبيت في الآية.
قال الضحاك: أي: مسجدي.
ولا مانع من حمل الآية على ظاهرها وهو أنه دعا لكل من دخل منزله وهو مؤمن. ذكره ابن كثير .

- مشروعية الاقتداء بنوح عليه السلام في الدعاء للمؤمنين .
حيث دعا لجميع المؤمنين والمؤمنات وهذا يعم على الأحياء منهم والأموات .
وجاءت الأحاديث تحث وتبين أجر من دعا لإخوانه المسلمين أن له بكل مسلم ومؤمن دعا له حسنة. ذكره ابن كثير. بتصرف
- في قوله تعالى:(( ولا تزد الظالمين إلا تبارا )) هل دعاء نوح على الظالمين من قومه فقط أم يشمل كل ظالم ؟ شمول دعاء نوح عليه السلام لكل ظالم.
دعاء نوح على الظالمين يعم ويشمل كل ظالم إلى يوم القيامة. ذكره الأشقر .
أحسنت يا أختي بارك الله فيك
يلاحظ فقط عدم الدقة في تسمية بعض المسائل، فأوصيك بها جيدا.
وأنت مستواك في التلخيص عموما ممتاز بارك الله فيك، فاعتني به جيدا ولا تقصّري فيه.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /12
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 8 صفر 1437هـ/20-11-2015م, 04:08 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي

بارك الله فيكِ
المجلس مفتوح للآن وسيغلق مساء الجمعة، يمكنك إدراج الإجابة في المجلس.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 9 صفر 1437هـ/21-11-2015م, 09:12 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

فَوَائدِ الُاسِبّوَْع التاسعَ
يَوَمٌ الأحد: في مسائل الخلاف:
1/أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام.
2/أن ينبه على الصحيح منها وتبطل الباطل.
3/ذكر فوائد الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لافائدة فيه فينشغل به عن الأهم.
فمن حكى خلافا ولم يستوعب الاقوال جميعها فهو ناقص فقد يكون الصحيح فيما ترك.
وإذا حكىالخلاف وأطلق فهو ناقص.
وإذا صحح غير الصحيح متعمدا فقد تعمد الكذب. وإذا كان جاهلافقد أخطأ.
ومن نصب الخلاف فيما لافائدة فيهفقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس صحيح فهو كلابس ثوبي زور.

يوم الأثنين:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود مايكون بالخير وأجود مايكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليله من رمضان حتى ينسلخ. يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القران فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسله)متفق عليه.
فهذا يدل على أن الإنسان كلماقويت علاقته بالقرآن قويه تدبرا وعملا جادت نفسه بالعطاء والخير.
يوم الثلاثاء:
1/شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته حيث لم يزل يراجع ويستزيد حتى قرأ القران على سبعة أحرف وهذا من رحمة الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
2/الحث على سؤال الله عزوجل التيسير فلم ينزل القران مباشرة على سبعة أحرف حتى سأله النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف فعلى أمته الأقتداء به.

الأربعاء:
1/حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على تلاوة القران وقت اجتماع القلب وتدبره لمايقرأ لإن به يحصل الخشيه والعمل بعكس اذا تشتت القلب فلا تحصل النتيجه المرجوه.

الخميس:
معنى السوره: مشتقه من الإبانه والإرتفاع قال النابغه ألم تر أن الله أعطاك سوره تري كل ملك يتذبذب دونها فكأن القارئ يتنقل بها من منزله إلى منزله .
وقيل : لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
وقيل سميت سوره لكونها قطعه من القران وجزءا منه.
ويحتمل أن يكون الجمع من الإحاطه لإياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.
الآيه : علامة انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها. أي هي بائنه عن أختها ومنفرده قال تعالى (إن أية ملكه).
وقيل لأنها جماعة حروف من القران وطائفة منه كما يقال (خرج القوم بآيتهم) أي بجماعتهم.
وقيل سميت لأنها عجب يعجز البشر عن الأتيان بمثلها.

الكلمه :هي اللفظه الواحده قد تكون على حرفين مثل ما ' لا وقد تكون عشرة احرف مثل ليستخلفنهم. وقد تكون آيه مثل والفجر.
وأجمعوا على أن القران لايحتوي علي شئ من الأعجميه إلا أعلاما كأبراهيم ونوح ولوط.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 9 صفر 1437هـ/21-11-2015م, 09:14 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

أأسف مرة أخرى على التأخير لأنني ظننت ان المجال مفتوح الي يوم الأحد. ارجو التكرم بقبول عذري.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, …صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir