دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 رجب 1436هـ/8-05-2015م, 01:10 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

فهرسة أنواع النسخ في القرآن

معنى النسخ لغة
معنى النسخ اصطلاحا
- أنواع النسخ في القرآن
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه
- حكمه
- طريقة نسخه
النوع الثاني :
- ما نسخ تلاوته وبقي حكمه
- حكمه : فيه قولان
- القول الأول
- القول الثاني
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم
النوع الثالث :
- أمثلة عليه
- أقسام ما اورد المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة
بيان كثرة ما نسخت تلاوته
حكم من جحد بما نسخت تلاوته
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
- أمثلة على ذلك
الاستدلال بالقراءات في التفسير
- أمثلة على التفسير من القراءات
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم

تلخيص فهرسة أنواع النسخ في القرآن

معنى النسخ لغة :
الرفع للشيء
معنى النسخ اصطلاحا :
أن الناسخ يرفع حكم المنسوخ
أنواع المنسوخ في القرآن :
1- ما نسخ خطه وحكمه
2- ما نسخ خطه وبقي حكمه
3- ما نسخ حكمه وبقي خطه
ذكره ابن حزم الأندلسي ، وبن نصر المقري ، وأبو شامة المقدسي ، والسيوطي .
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن") رواه الشيخان .
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
2- عن عمر قال : (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها) رواه البخاري .
3- عن أنس بن مالك قال : (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) ، ذكره ابن حزم وابن نصر المقري.
4- عن ابن مسعود قال : (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ، ذكره ابن نصر المقري .
- حكمه :
ذكر الزركشي أن هذا النوع لا تجوز قراءته ولا العمل به .
- طريقة نسخه :
محو الآيات من الصدور :
1- عن أبي موسى قال : "كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" أخرجه مسلم .
2- وعن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه.
3- وعن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) .
قال أبو بكر الرازي: نسخ الرسم والتلاوة إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} الآية [الأعلى: 18-19]، ولا يعرف اليوم منها شيء .
النوع الثاني :
ما نسخ تلاوته وبقي حكمه :
- حكمه
فيه قولان :
- القول الأول :
أنه قرآن يعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، وهو قول : ابن حزم وابن نصر المقري والزركشي والسيوطي
حجتهم :
1- عن عمر (لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي) رواه البخاري .
2- عن أبي بن كعب قال : (كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور فكان فيها، "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما") رواه ابن حبان في صحيحه .
3- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر).
4- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟) قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم). أخرجه الحاكم في صحيحه .
- القول الثاني :
حكاه القاضي أبو بكر في "الانتصار" وهو أن قوما أنكروا هذا النوع ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.
وقد أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن ، وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه .
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم :
ذكر السيوطي في الإتقان :
1- التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا؛ لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الإشارة إلى ندب الستر.
2-قال ابن حجر : ولكون العمل على غير الظاهر من عمومها ، أخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت، قال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
3- قال ابن حجر : السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف ، فقد أخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم :
نقل الزركشي والسيوطي عن صاحب "الفنون" بأن الحكمة في ذلك : (ظهور مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طريق الوحي) .
النوع الثالث :
نسخ الحكم وبقاء التلاوة
- أمثلة عليه :
1- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه : {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه) رواه البخاري .
2- قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} ] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البرهان في علوم القرآن].
3- قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} منسوخة بآية الأنفال وهي قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [البرهان في علوم القرآن].
4- قوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الآية [البقرة: 190] قيل: منسوخ بقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} [البرهان في علوم القرآن].
5- وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب ). [البرهان في علوم القرآن]
6- قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} الآية [النساء]، نسخها قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور]
7- قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية [الأنفال: 65]، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} إلى قوله: {الصابرين} الآية [الأنفال: 66].
8- كان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} إلى قوله: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} الآية [آل عمران: 186].
ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم} الآية [البقرة: 191]،
ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} الآية [التوبة: 5].
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله: {واقتلوهم حيث وجدتموهم} الآية [النساء: 89].
- أقسام ما أورده المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
ذكر الإمام السيوطي أن هذا النوع على الحقيقة قليل جدا وأما ما أورده المكثرون أقسام :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء :
أمثلة :
- قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك قالوا : إنه منسوخ بآية الزكاة
الرد على ذلك : الآية الأولى خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وهو من الأمور المندوبة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة .
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك .
- قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف .
الرد على ذلك : أن الله تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
- قوله : {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
الرد على ذلك : قال ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه .
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ :
وقد أخطأ من أدخلها من المنسوخ
- كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
- وقوله : {والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء].
- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109].
- قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن :
كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب. [الإتقان في علوم القرآن]
- الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة :
ذكر الزركشي والسيوطي أن الحكمة في ذلك على وجهين :
1- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة.
بيان كثرة ما نسخت تلاوته :
1- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: 2/155]
2- عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآن: 2/155]
3- عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
حكم من جحد بما نسخت تلاوته :
قال أبو عبيد : لم يجعل العلماء من جحده كافرا ، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب .
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام :
قال أبوعبيد :
قال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
قال أبو عبيد :
استشهد أهل العلم بهذه االآيات على تأويل ما بين اللوحين ، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، فقد صارت مفسرة للقرآن ، وقد كان بعض التابعين يروى مثل هذا ، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
-أمثلة على ذلك :
1- قراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).
2- قراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم).
3- قراءة أبي بن كعب: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...).
4- قراءة سعد: (فإن كان له أخ أو أخت من أمه).
5- قراءة ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج).
6- قراءة جابر: (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
الاستدلال بالقراءات في التفسير
يعتبر أيضا في التفسير وجه القراءة ، فلو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه .
- أمثلة على التفسير من القراءات :
1- قراءة عبد الله: (يقضي بالحق) في قوله تعالى : (يقص الحق) .
2- قراءة أبي : (تنبئهم) في قوله تعالى : (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) .
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم
1- ما رُفع رسمه بغير بدل منه ، وبقي حفظه وحكمه ، كآية الرجم.
2- ما رفع حكمه بحكم آية آخرى وكلاهما ثابت في المصحف وهذا الأكثر في المنسوخ ، كآية الزواني المنسوخة بالجلد في سورة النور .
3- ما فرض العمل به لعلة ثم زال العمل له لزوال العلة ، وبقي متلوا ثابتا في المصحف نحو قوله (وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
4- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب ، وهذا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، نحو ما روي عن أبي موسى أنه قال : نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت .
5- ما رُفع رسمه وزال حكمه ولم يرفع حفظه من القلوب ، ومنع الأجماع من تلاوته على أنه قرآن ، وهذا أيضا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، كقول عائشة رضي الله عنها في العشر رضعات .
6- نسخ حكم ظاهر متلو ونسخ حكم ما فهم من متلوه ، نحو قوله: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون).
7- نسخ السنة بالقرآن المتلو ، نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: (وقوموا لله قانتين) ، ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 10:37 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
فهرسة أنواع النسخ في القرآن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة

معنى النسخ لغة
معنى النسخ اصطلاحا
- أنواع النسخ في القرآن
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه
- حكمه
- طريقة نسخه
النوع الثاني :
- ما نسخ تلاوته وبقي حكمه
- حكمه : فيه قولان
- القول الأول
- القول الثاني
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم
النوع الثالث :
- أمثلة عليه
- أقسام ما اورد المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة
بيان كثرة ما نسخت تلاوته
حكم من جحد بما نسخت تلاوته
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
- أمثلة على ذلك
الاستدلال بالقراءات في التفسير
- أمثلة على التفسير من القراءات
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم

تلخيص فهرسة أنواع النسخ في القرآن

معنى النسخ لغة :
الرفع للشيء
معنى النسخ اصطلاحا :
أن الناسخ يرفع حكم المنسوخ
أنواع المنسوخ في القرآن :
1- ما نسخ خطه وحكمه
2- ما نسخ خطه وبقي حكمه
3- ما نسخ حكمه وبقي خطه
ذكره ابن حزم الأندلسي ، وبن نصر المقري ، وأبو شامة المقدسي ، والسيوطي .
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن") رواه الشيخان .
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
2- عن عمر قال : (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها) رواه البخاري . لكن آية الرجم مما نسخت تلاوته وبقي حكمه..
3- عن أنس بن مالك قال : (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) ، ذكره ابن حزم وابن نصر المقري.
4- عن ابن مسعود قال : (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ، ذكره ابن نصر المقري .
- حكمه :
ذكر الزركشي أن هذا النوع لا تجوز قراءته ولا العمل به . أين ذكر الزركشي هذا الكلام في النوع الأول؟
- طريقة نسخه :
محو الآيات من الصدور :
1- عن أبي موسى قال : "كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" أخرجه مسلم .
2- وعن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه.
3- وعن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) .
قال أبو بكر الرازي: نسخ الرسم والتلاوة إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} الآية [الأعلى: 18-19]، ولا يعرف اليوم منها شيء .
النوع الثاني :
ما نسخ تلاوته وبقي حكمه :
- حكمه
فيه قولان :
- القول الأول :
أنه قرآن يعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، وهو قول : ابن حزم وابن نصر المقري والزركشي والسيوطي يعمل به ولا يتلى
حجتهم :
1- عن عمر (لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي) رواه البخاري .
2- عن أبي بن كعب قال : (كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور فكان فيها، "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما") رواه ابن حبان في صحيحه .
3- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر).
4- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟) قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم). أخرجه الحاكم في صحيحه .
- القول الثاني :
حكاه القاضي أبو بكر في "الانتصار" وهو أن قوما أنكروا هذا النوع ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.
وقد أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن ، وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه .هذا القول إنما هو لبعض طوائف أهل البدع وليسوا من أهل السنة، لذا لا يعتبر كلامهم قولا أصلا، ويفصل الرد على من أنكر النسخ في مسألة مستقلة.
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم : الحكمة في .....
ولو فصلت نهاية الملخص يكون أفضل.
ذكر السيوطي في الإتقان :
1- التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا؛ لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الإشارة إلى ندب الستر.
2-قال ابن حجر : ولكون العمل على غير الظاهر من عمومها ، أخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت، قال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
3- قال ابن حجر : السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف ، فقد أخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم :
نقل الزركشي والسيوطي عن صاحب "الفنون" بأن الحكمة في ذلك : (ظهور مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طريق الوحي) .
النوع الثالث :
نسخ الحكم وبقاء التلاوة
- أمثلة عليه :
1- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه : {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه) رواه البخاري .
2- قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} ] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البرهان في علوم القرآن].
3- قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} منسوخة بآية الأنفال وهي قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [البرهان في علوم القرآن].
4- قوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الآية [البقرة: 190] قيل: منسوخ بقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} [البرهان في علوم القرآن].
5- وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب ). [البرهان في علوم القرآن]
6- قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} الآية [النساء]، نسخها قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور]
7- قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية [الأنفال: 65]، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} إلى قوله: {الصابرين} الآية [الأنفال: 66].
8- كان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} إلى قوله: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} الآية [آل عمران: 186].
ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم} الآية [البقرة: 191]،
ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} الآية [التوبة: 5].
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله: {واقتلوهم حيث وجدتموهم} الآية [النساء: 89].
وبعض الأمثلة المذكورة فيها مبالغة من حيث اعتبارها من المنسوخ، حيث توسع بعض العلماء المتقدمين كثيرا في مسألة النسخ.
- أقسام ما أورده المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
ذكر الإمام السيوطي أن هذا النوع على الحقيقة قليل جدا وأما ما أورده المكثرون أقسام :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء :
أمثلة :
- قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك قالوا : إنه منسوخ بآية الزكاة
الرد على ذلك : الآية الأولى خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وهو من الأمور المندوبة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة .
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك .
- قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف .
الرد على ذلك : أن الله تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
- قوله : {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
الرد على ذلك : قال ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه .
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ :
وقد أخطأ من أدخلها من المنسوخ
- كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
- وقوله : {والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء].
- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109].
- قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن :
كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب. [الإتقان في علوم القرآن]
- الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة :
ذكر الزركشي والسيوطي أن الحكمة في ذلك على وجهين :
1- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة.
بيان كثرة ما نسخت تلاوته :
1- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: 2/155]
2- عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآن: 2/155]
3- عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
حكم من جحد بما نسخت تلاوته :
قال أبو عبيد : لم يجعل العلماء من جحده كافرا ، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب .
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام :
قال أبوعبيد :
قال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
قال أبو عبيد :
استشهد أهل العلم بهذه االآيات على تأويل ما بين اللوحين ، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، فقد صارت مفسرة للقرآن ، وقد كان بعض التابعين يروى مثل هذا ، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
-أمثلة على ذلك :
1- قراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).
2- قراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم).
3- قراءة أبي بن كعب: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...).
4- قراءة سعد: (فإن كان له أخ أو أخت من أمه).
5- قراءة ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج).
6- قراءة جابر: (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
الاستدلال بالقراءات في التفسير يعتبر بها أوجه القراءة
يعتبر أيضا في التفسير وجه القراءة ، فلو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه .
- أمثلة على التفسير من القراءات :
1- قراءة عبد الله: (يقضي بالحق) في قوله تعالى : (يقص الحق) .
2- قراءة أبي : (تنبئهم) في قوله تعالى : (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) .
لو أخرت هذه المسألة المتعلقة بالتفسير والقراءات لنهاية الملخص لكان أحسن.
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم
1- ما رُفع رسمه بغير بدل منه ، وبقي حفظه وحكمه ، كآية الرجم.
2- ما رفع حكمه بحكم آية آخرى وكلاهما ثابت في المصحف وهذا الأكثر في المنسوخ ، كآية الزواني المنسوخة بالجلد في سورة النور .
3- ما فرض العمل به لعلة ثم زال العمل له لزوال العلة ، وبقي متلوا ثابتا في المصحف نحو قوله (وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
4- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب ، وهذا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، نحو ما روي عن أبي موسى أنه قال : نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت .
5- ما رُفع رسمه وزال حكمه ولم يرفع حفظه من القلوب ، ومنع الأجماع من تلاوته على أنه قرآن ، وهذا أيضا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، كقول عائشة رضي الله عنها في العشر رضعات .
6- نسخ حكم ظاهر متلو ونسخ حكم ما فهم من متلوه ، نحو قوله: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون).
7- نسخ السنة بالقرآن المتلو ، نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: (وقوموا لله قانتين) ، ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين)
مع التنبيه أن المنسوخ من السنة وليس من القرآن، فهو ليس تابعا للتقسيم المذكور بل ربما ذكره مكي للفائدة.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
بقيت مسائل يسيرة يمكنك التعرف عليها من خلال هذا الموضوع
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...527#post200527

التقييم :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 24
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir