تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
تفسير قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) )
القراءات في ( الصراط ) ك
مناسبة الآية لما قبلها ك
درجات كمال حال السائل ك
معنى الهداية ك س ش
كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف بها ؟ وهل هو تحصيل حاصل ؟ ك س
معنى الصراط المستقيم ك س ش
أهمية هذا الدعاء ك س
تفسير قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) )
المسائل التفسيرية
مناسبة الآية لما قبلها ك س
مرجع الضمير عليهم ك س ش
المقصود بالإنعام هنا ك
القراءات في كلمة غير ك
معنى المغضوب عليهم ك س ش
فائدة تكرار النفي بكلمة ( لا ) ك
معنى الضالين ك س ش
المسائل النحوية
إعراب كلمة ( غير ) ك س
إعراب كلمة ( لا ) ك
مسألة لغوية
حكم الإخلال بلفظ الضاد بينها وبين الظاء ك
ثانياً : تحرير المسائل التفسيرية :
تفسير قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) )
- مناسبة الآية لما قبلها
لما تقدم الثناء على المسؤول بقوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ...... ) ناسب أن يعقب بالسؤال وهذا أكما أحوال السائل أن يمدح المسؤول ثم يسأل , و ذكره ابن كثير .
-القراءات في ( الصراط )
قرأ الجمهور بالصاد , و قرأ الفراء بالسين لغة بني عذرة وبلقين وبني كلب , وذكره ابن كثير .
- درجات كمال حال السائل , ذكرها ابن كثير .
الأول : أن يمدح المسؤول ثم يكون السؤال ( الحمد لله .............. اهدنا الصراط ...... ) .
الثاني : الإخبار عن حال السائل واحتياجه ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )
الثالث : أن يصف المسؤول ثم يسأل ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
الرابع : مجرد الثناء على المسؤول كقول الشاعر أأذكر حاجتي أم قد كفاني ...... حياؤك إنّ شيمتك الحياء
- معنى الهداية
لها معان عدة ومنها :
الأول : الإرشاد والتوفيق وتتعدى بنفسها هنا {اهدنا الصّراط المستقيم} فتضمّن معنى ألهمنا، أو وفّقنا , وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
الثاني : الإرشاد والدلالة وتتعدى هنا بإلى كقوله تعالى: {اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ} , وذكره ابن كثير والأشقر .
الثالث : التوفيق والسداد , وتتعدى هنا باللام كقول أهل الجنّة: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا} , وذكره ابن كثير والأشقر .
- كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف بها ؟ وهل هو تحصيل حاصل ؟
الجواب : لولا احتياجه ليلاً ونهاراً إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك والمعنى ( هو تثبيت على الهداية ورسوخ فيها وتبصرة بها والاستمرار عليها , لأن الله تكفل بإجابة الداعي ) ومثلها قوله تعالى ( ياأيها الذين آمَنوا آمِنوا ) فقد أمر الذين آمنوا بالإيمان , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي .
وليس هو تحصيل حاصل لأن المراد الثبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة لذلك , وذكره ابن كثير .
- معنى الصراط المستقيم
اختلفت عبارات المفسرين في المراد بالصراط هنا ومن هذه الأقوال :
القول الأول : هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ( ذكره ابن جرير وقال أجمعت العرب غلى ذلك ) وكذلك في لغة العرب فإن العرب تستعير الصراط فتستعمله في كل قول وعمل وصف بالاستقامة أو اعوجاج , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
القول الثاني : كتاب الله قاله علي بن أبي طالب , روى ابن أبي حاتم عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصراط المستقيم كتاب الله ) وروي عن الثوري ورواه ابن جرير وأحمد , و عن عليٍّ مرفوعًا: «وهو حبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم»., وذكره ابن كثير .
القول الثالث : الإسلام قاله الثوري وميمون ابن مهران عن ابن عباس وإسماعيل بن عبد الرحمن و دليلهم حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ»., وذكره ابن كثير والسعدي .
القول الرابع : الحق , قاله مجاهد , وذكره ابن كثير .
القول الخامس : هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده , قاله أبو العالية والحسن , وذكره ابن كثير .
وكل هذه الأقوال صحيحة ومتلازمة :
إنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي .
- أهمية هذا الدعاء
هذا الدعاءُ منْ أجمعِ الأدعيةِ وأنفعِها للعبدِ، ولهذا وجبَ على الإنسانِ أنْ يدعوَ اللهَ بهِ في كلِّ ركعةٍ من صلاتِهِ، لضرورتِهِ إلى ذلكَ , حاصل ما ذكره ابن كثير و السعدي .
تفسير قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) )
أولاً : المسائل التفسيرية :
- مناسبة الآية لما قبلها
لتفسير معنى الصراط المستقيم , وذكره ابن كثير والسعدي .
- مرجع الضمير عليهم
على أقوال عدة :
القول الأول : هم المذكورون في سورة النّساء، حيث قال: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقًا * ذلك الفضل من اللّه وكفى باللّه عليمًا} , وهذا أعم وأشمل الأقوال , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
القول الثاني : النبيون , قاله أبو جعفر عن الربيع عن أنس , وذكره ابن كثير .
القول الثالث : هم النبي ومن معه , قاله عبد الرحمن بن أسلم , وذكره ابن كثير .
القول الرابع : هم المؤمنون والمسلمون , قاله ابن جريج عن ابن عباس ومجاهد ووكيع , وذكره ابن كثير .
- المقصود بالإنعام هنا
أنعم عليهم بالطعة والعبادة , قاله الضحاك عن ابن عباس و وذكره ابن كثير .
- القراءات في كلمة غير
القراءة الأولى : الجمهور قرأوا بالجر , وذكره ابن كثير .
القراءة الثانية : الزمخشري قرأ بالنصب , وهي قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعمر بن الخطّاب، ورويت عن ابن كثير , وذكره ابن كثير .
- معنى المغضوب عليهم
الّذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحقّ وعدلوا عنه ومنهم اليهود و الغضب أخص صفاتهم كما قال تعالى فيهم: {من لعنه اللّه وغضب عليه} , وكما روى الإمام أحمد في حديث مطول عن عدي بن حاتم عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال: «المغضوب عليهم اليهود، وإنّ الضّالّين النّصارى» , ورويت أحاديث كثيرة ( عن ابن مردويه وعبد الرزاق والسدي و غيرهم ) , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
- فائدة تكرار النفي بكلمة ( لا )
وأكد الكلام بلا ليدلّ على أنّ ثمّ مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنّصارى , وهو الصّحيح , ولهذا روى أبو عبيدٍ القاسم بن سلّامٍ , عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه: أنّه كان يقرأ: "غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين". وهذا إسنادٌ صحيحٌ، [وكذا حكي عن أبيّ بن كعبٍ أنّه قرأ كذلك] وهو محمولٌ على أنّه صدر منه على وجه التّفسير، فيدلّ على ما قلناه من أنّه إنّما جيء بها لتأكيد النّفي، [لئلّا يتوهّم أنّه معطوفٌ على {الّذين أنعمت عليهم}]، وللفرق بين الطّريقتين، لتجتنب كلٌّ منهما , وذكره ابن كثير .
- معنى الضالين
وهم الّذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضّلالة لا يهتدون إلى الحقّ , ومنهم النصارى والضلال أخصّ أوصاف النّصارى [كما قال: {قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرًا وضلّوا عن سواء السّبيل}] , وبهذا جاءت الأحاديث والآثار التي ذكرناه سابقاً , حاصل ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
المسائل النحوية
- إعراب كلمة ( غير )
الأول : استثنائيّةٌ، فيكون على هذا منقطعًا لاستثنائهم من المنعم عليهم وليسوا منهم , وهو زعم من بعض النحاة , وذكره ابن كثير .
الثاني : حال منصوبة وذو الحال الضّمير في {عليهم} والعامل: {أنعمت} , وذكره ابن كثير .
الثالث : صفة مجرورة , وهو أولى لقول الشّاعر:
كأنّك من جمال بني أقيش ...... يقعقع عند رجليه بشنّ
أي: كأنّك جملٌ من جمال بني أقيشٍ، فحذف الموصوف واكتفى بالصّفة، وهكذا، {غير المغضوب عليهم}
أي: غير صراط المغضوب عليهم , اكتفى بالمضاف إليه عن ذكر المضاف، وقد دلّ عليه سياق الكلام، وهو قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم} ثمّ قال تعالى: {غير المغضوب عليهم} , وذكره ابن كثير .
- إعراب كلمة ( لا )
الأول : زائدةٌ وهو زعم من بعض النحاة ، وأن تقدير الكلام عنده: غير المغضوب عليهم والضّالّين، واستشهد ببيت العجّاج:
في بئر لا حورٍ سرى وما شعر
أي: في بئر حورٍ.
الثاني : للنفي وهو الصحيح ويدل له ما روى أبو عبيدٍ القاسم بن سلّامٍ ، عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه: أنّه كان يقرأ: "غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين" , وذكره ابن كثير .
مسألة لغوية
- حكم الإخلال بلفظ الضاد بينها وبين الظاء , ذكره ابن كثير .
والصّحيح من مذاهب العلماء أنّه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضّاد والظّاء لأسباب منها
* لقرب مخرجيهما؛ وذلك أنّ الضّاد مخرجها من أوّل حافّة اللّسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظّاء من طرف اللّسان وأطراف الثّنايا العليا،
* لأنّ كلًّا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرّخوة ومن الحروف المطبقة،
فلهذا كلّه اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميّز ذلك واللّه أعلم. وأمّا حديث: «أنا أفصح من نطق بالضّاد» فلا أصل له واللّه أعلم
مسألة بلاغية , ذكره ابن كثير .
وما أحسن ما جاء إسناد الإنعام إليه في قوله تعالى: {صراط الّذين أنعمت عليهم} وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} وإن كان هو الفاعل لذلك في الحقيقة، كما قال تعالى: {ألم تر إلى الّذين تولّوا قومًا غضب اللّه عليهم} الآية [المجادلة: 14]، وكذلك إسناد الضّلال إلى من قام به، وإن كان هو الّذي أضلّهم بقدره كما قال تعالى: {من يهد اللّه فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا}[الكهف: 17]. وقال: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأعراف: 186]. إلى غير ذلك من الآيات الدّالّة على أنّه سبحانه هو المنفرد بالهداية والإضلال
المعنى الإجمالي للسورة
تضمنت السورة على إيجازِها، قدِ احتوتْ على ما لم تحتوِ عليهِ سورةٌ منْ سورِ القرآنِ،
- توحيد الربوبية
يؤخذُ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} , وذكره السعدي .
- توحيد الألوهية
وهو إفراد الله بالعبادة يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} , حاصل ماذكره ابن كثير والسعدي .
- توحيد الأسماء والصفات
وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ {الْحَمْدُ} , وأنه لا شريك ولا نظير له سبحانه , حاصل ماذكره ابن كثير والسعدي .
- إثبات النبوة
في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ , وذكره السعدي .
- إثبات الجزاء على العمل
في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ , حاصل ماذكره ابن كثير والسعدي .
- إثبات القدر
وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ , فحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} وإن كان هو الفاعل لذلك في الحقيقة، كما قال تعالى: {ألم تر إلى الّذين تولّوا قومًا غضب اللّه عليهم} الآية [المجادلة: 14]، وكذلك إسناد الضّلال إلى من قام به، وإن كان هو الّذي أضلّهم بقدره، كما قال تعالى: {من يهد اللّه فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا}[الكهف: 17]. وقال: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأعراف: 186]. إلى غير ذلك من الآيات الدّالّة على أنّه سبحانه هو المنفرد بالهداية والإضلال، لا كما تقوله الفرقة القدريّة ومن حذا حذوهم، من أنّ العباد هم الّذين يختارون ذلك ويفعلونه، ويحتجّون على بدعتهم بمتشابهٍ من القرآن، ويتركون ما يكون فيه صريحا في الرّدّ عليهم , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي .
- إخلاص الدين لله
عبادةً واستعانةً في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} , حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي .
- الترغيب في الأعمال الصالحة
ليكونوا مع اهلها في قوله ( صراط الذين أنعمت عليهم ) , ذكره ابن كثير .
- التحذير من مسالك الباطل والفرق الضالة
لئلّا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضّالّون, ذكره ابن كثير .
المسائل التفسيرية في كلمة آمين ذكرها ابن كثير .
- حكمها :
الاستحباب خارج الصلاة وتتأكد في حق المصلي ( إمام ومأموم ومنفرد ) .
- القراءت فيها .
الأولى : آمين بالمد مثل ( يس ) وهو الصحيح والدّليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد وأبو داود، والتّرمذيّ، عن وائل بن حجرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} فقال: «آمين»، مدّ بها صوته،
الثانية : أمين بالقصر مثل ( يمين )
الثالثة : بتشديد الميم نقلها أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام}
- معناها على أقوال :
الأول : اللّهمّ استجب , وفي صحيح مسلمٍ عن أبي موسى مرفوعًا: «إذا قال -يعني الإمام-:{ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين. يجبكم اللّه».
الثاني : وقال الجوهريّ: «معنى آمين: كذلك فليكن»
الثالث : وقال التّرمذيّ: «معناه: لا تخيّب رجاءنا»
الرابع : حكى القرطبيّ عن مجاهدٍ وجعفرٍ الصّادق وهلال بن كيسان: «أنّ آمين اسمٌ من أسماء اللّه تعالى»، وروي عن ابن عبّاسٍ مرفوعًا ولا يصحّ، قاله أبو بكر بن العربيّ المالكيّ.
- فضلها
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
ولمسلمٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم في الصّلاة: آمين، والملائكة في السّماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
[قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزّمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص].
وقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرت عنده اليهود، فقال: «إنّهم لن يحسدونا على شيءٍ كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين»، ورواه ابن ماجه، ولفظه: «ما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على السّلام والتّأمين»، وله عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على قول: آمين، فأكثروا من قول: آمين» وفي إسناده طلحة بن عمرٍو، وهو ضعيفٌ.
وروى ابن مردويه، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «آمين: خاتم ربّ العالمين على عباده المؤمنين».
وعن أنسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أعطيت آمين في الصّلاة وعند الدّعاء، لم يعط أحدٌ قبلي إلّا أن يكون موسى، كان موسى يدعو، وهارون يؤمّن، فاختموا الدّعاء بآمين، فإنّ اللّه يستجيبه لكم».
- حكم الجهر بها
وقد اختلف أصحابنا في الجهر بالتّأمين للمأموم في الجهرية،
* وحاصل الخلاف أنّ الإمام إن نسي التّأمين جهر المأموم به قولًا واحدًا .
* وإن أمّن الإمام جهرًا؛ على أقوال :
الأول : لا يجهر المأموم وهو مذهب أبي حنيفة، وروايةٌ عن مالكٍ؛ لأنّه ذكرٌ من الأذكار فلا يجهر به كسائر أذكار الصّلاة.
الثاني : يجهر به، وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبلٍ، والرّواية الأخرى عن مالك، لما تقدّم: «حتّى يرتجّ المسجد».
الثالثٌ: إنّه إن كان المسجد صغيرًا لم يجهر المأموم، لأنّهم يسمعون قراءة الإمام، وإن كان كبيرًا جهر ليبلّغ التّأمين من في أرجاء المسجد، واللّه أعلم.