{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
سورة الانفطار [ من الآية (1) إلى الآية (8) ]
_ المعاني اللغوية /
- انفطرت:
انشقت ك. س .
انْشِقَاقُهَا لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا ش.
- انتثرت:
انتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا،س.
وتساقطت متفرقة. ك .ش
- فجرت:
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ.ك
وقال الحسن: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.س.ش
وقال قتادة: اختلط مالحها بعذبها.
وقال الكلبيّ: ملئت.
- بعثرت:
قال ابن عبّاسٍ: بحثت. وقال السّدّيّ: تبعثر: تحرّك فيخرج من فيها). ك
وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ،س.
قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا).ش
- فسواك فعدلك:
أي: في أحسن تقويم ؟جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال.ك.س
{فَسَوَّاكَ} رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
{فَعَدَلَكَ}: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا). ش
- سبب نزول آية {ما غرّك بربّك الكريم}
نزلت في الأسود بن شريق ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعاقب في الحالة الراهنة فأنزل الله الآية الكريمة قالها البغوي عن الكلبي ومقاتل
- آيات يتوهم في معانيها مع ذكر المقصود منها /
أ- ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )
هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء في الحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟)).ك
وذكر السعدي بان الله تعالَى يقول معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟)
مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا.ش
ب- (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )
. قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ. وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز، حدّثنا مطهّر بن الهيثم، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبي عن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)).وغيره من الأحاديث وهذا الحديث ليس بالثابت والا كان فيصلا في هذه الآية يقوله ابن كثير رحمه الله
وقد قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وقال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك.
ومعنى هذا القول عند هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ حسن المنظر والهيئة).ك س ويقول الأَشْقَرُ ان معناه :رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ)
- الأقوال في قوله تعالى /
أ-ما غرّك
ذكر ابن كثير في كتابه بعض ماقيل في ماغرك فقال: قال عمر: الجهل.
و قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله.
وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال الأشقر : قيل :غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
ب- {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}.
-قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ
-وقد قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
-وكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
-وقال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك.
ملحوظة | المعنى الصحيح تم ذكره في النقطة السابقة
- لطائف في الآيات/
تخصيص الاستخدام باسم الله الكريم دون سائر أسماءه وصفاته سبحانه في الآية {ما غرّك بربّك الكريم}
: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء،
- المتشابه الوارد في الآيات مع ماسبقه من السور المقررة/
"علمت نفس ماأحضرت" (سورة التكوير)
"علمت نفس ماقدمت وأخرت" (سورة الانفطار )
الربط /
"علمت نفس ماأحضرت" (سورة التكوير)
لما ذكر الله حضور الجزاء فقال "واذا الجحيم سعّرت * واذا الجنة أزلفت" قال "ماأحضرت "
عبر عن عمل الانسان بانه حاضر أمامه وسيلاقي عليه جزاءه
"علمت نفس ماقدمت وأخرت" (سورة الانفطار )
عندما ذكر الله بعث الانسان وقيامه من قبره " واذا القبور بعثرت "كأن الانسان تذكر ماقدم من العمل في الدنيا وأخر لما يستقبله من الجزاء والحساب
_ ربط شخصي _
هذا والله أعلم ماكان من صواب فمن الله وحده وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله وأتوب إليه .