تلخيص لمقطع قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) )
#أوجه القراءات/
1- [إيّاك]
[قرأ السّبعة والجمهور بتشديد الياء من {إيّاك} وقرأ عمرو بن فايدٍ بتخفيفها مع الكسر وهي قراءةٌ شاذّةٌ مردودةٌ؛ لأنّ "إيّا" ضوء الشّمس. وقرأ بعضهم: "أيّاك" بفتح الهمزة وتشديد الياء، وقرأ بعضهم: "هيّاك" بالهاء بدل الهمزة
2-{نستعين}
بفتح النّون أوّل الكلمة في قراءة الجميع سوى يحيى بن وثّابٍ والأعمش فإنّهما كسراها وهي لغة بني أسدٍ وربيعة وبني تميمٍ وقيسٍ]
قالَه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ
___________________
#المعاني اللغوية/
1-العبادة
في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ،"ابن كثير"
وفي الشّرع: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف."ابن كثير""الأشقر"
وذكر السعدي معناهابـ: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
2-(الاستعانة):
هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ."السعدي"
#معنى الآية الكريمة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) )
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «{إيّاك نعبد} يعني: إيّاك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك{وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها».
وقال قتادة: «{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم»."ابن كثير""الأشقر"
وقال السعدي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصُّكَ وحدكَ بالعبادةِ والاستعانةِ
______________________
#لطائف في الآية الكرية/
||التقديم والتأخير||
-إيّاك-
للحصر/قدّم المفعول وهو {إيّاك}، للحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك "ابن كثير"
للإثبات والحصر/لأنَّ تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ."السعدي"
-العبادة على الاستعانة-
1/وإنّما قدّم: {إيّاك نعبد} على {وإيّاك نستعين} لأنّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ، واللّه أعلم."ابن كثير"
2/وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا،
أ-لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي
ب-وتقديم العبادةِ على الاستعانةِمنْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ،
ج-واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ."السعدي"
||التكرار||
-إيّاك-
كررها للاهتمام"السعدي"
||أساليب بلاغية||
•••استخدام النون في{نَعبُدُ}
1/الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فردٌ منهم، ولا سيّما إن كان في جماعةٍ أو إمامهم، فأخبر عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين بالعبادة الّتي خلقوا لأجلها، وتوسّط لهم بخيرٍ،
2/يجوز أن تكون للتّعظيم، كأنّ العبد قيل له: إذا كنت في العبادة فأنت شريفٌ وجاهك عريضٌ فقل: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، وإذا كنت خارج العبادة فلا تقل: نحن ولا فعلنا، ولو كنت في مائة ألفٍ أو ألف ألفٍ لافتقار الجميع إلى اللّه عزّ وجلّ.
3/ألطف في التّواضع من إيّاك أعبد، لما في الثّاني من تعظيمه نفسه من جعله نفسه وحده أهلًا لعبادة اللّه تعالى الّذي لا يستطيع أحدٌ أن يعبده حقّ عبادته، ولا يثني عليه كما يليق به، "السعدي"
والمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس. "الأشقر"
•••تحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب،
للاقتراب
، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك؛ ولهذا لا تصحّ صلاة من لم يقل ذلك، وهو قادرٌ عليه، كما جاء في الصّحيحين، عن عبادة بن الصّامت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وفي صحيح مسلمٍ، من حديث العلاء بن عبد الرّحمن، مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقول اللّه تعالى: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: {الحمد للّه ربّ العالمين}قال: حمدني عبدي، وإذا قال:{الرّحمن الرّحيم}قال: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال:{مالك يوم الدّين}قال اللّه: مجّدني عبدي، وإذا قال:{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال:{اهدنا الصّراط المستقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين}قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل]». "السعدي"
مقصود العبادة//
1/ العبادة للّه عزّ وجلّ لا ينافي أن يطلب معها ثوابًا، ولا أن يدفع عذابًا، كما قال ذلك الأعرابيّ: أما إنّي لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذٍ إنّما أسأل اللّه الجنّة وأعوذ به من النّار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «حولها ندندن»).
2/أن يعبد اللّه لذاته المقدّسة الموصوفة بالكمال لا لتحصيل ثوابٍ وردّ عقابٍ؛ فهذاليس بطائلٍ إذ مقصوده تحصيل مقصوده، وإمّا للتّشريف بتكاليف اللّه تعالى، وهذا -أيضًا- عندهم ضعيفٌ،
وهذا قول بعض الصّوفيّة [تفسير ابن كثير: 1 /134-136]
______________________
#ختام للآية الكريمة
•••في بيان فضلها
سر القران الكريم هو سورة الفاتحة ...
وسر الفاتحة هو قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) )
فالقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.
وهذا هو كمال الطّاعة. والدّين يرجع كلّه إلى هذين المعنيين، {إيّاك نعبد }تبرّؤٌ من الشّرك، {وإيّاك نستعين} تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى اللّه عزّ وجلّ. كما هو موجود في غير آيةٍ من القرآن،"السعدي"
_._._._._._._._._._._._._.__.__._
انتهى -والله تعالى اعلم
ماكان من صواب فمن الله وحده ، وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان
الحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم -
_هدى بنت عمرو بن مخاشن_