صفحة الطالبة سارة المشري لدراسة أصول التفسير وعلوم القرآن .

[سارة المشري]

تلخيص درس كتابة القرآن وجمعه .

- مراحل كتابة القرآن وجمعه :
المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يُجمع القرآن في مصحف ، بل كان الإعتماد على الحفظ ، أو كتابة ماتيسر على رقاع الجلود ، ولخاف الحجارة ، وعسب النخل .
- تتميز هذه المرحلة بكثرة القرّاء .
ففي صحيح البخاري " عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلا يقال لهم: القراء، فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم " وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.
- سبب الإعتماد في هذه المرحلة على الحفظ ، دون الكتابة :
- لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ .
- ولقلة الكاتبين ، وقلة وسائل الكتابة .

المرحلة الثانية : في عهد أبي بكر الصديق _ رضي الله عنه _ :
أمر أبوبكر الصديق _ رضي الله عنه _ بجمع القرآن الكريم .
- سبب جمعه للقرآن :
لأنه قُتل عدد كبير من القرّاء في وقعة اليمامة ، منهم سالم مولى أبي حذيفة ، وهو أحد الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم .
ففي صحيح البخاري" أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة، فتوقف تورعا، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه، وعنده عمر فقال له أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه، قال: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ". رواه البخاري مطولا.

المرحلة الثالثة : في عهد عثمان _ رضي الله عنه _ :
أمر _ رضي الله عنه _ أن تُجمع الصحف في مصحفٍ واحد .
_ سبب جمعه القرآن في مصحف واحد :
لأن الناس بعد الفتوحات اختلفوا في قراءاتهم بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة ، فخشي أن يتنازع الناس في كتاب الله ويتفرقوا .
في صحيح البخاري " أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- استشارة عثمان _ رضي الله عنه _ للصحابة ، وموافقة رأيهم لرأيه :
روى ابن أبي داود عن على رضي الله عنه أنه قال: والله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملاء منا، قال: أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد .
- الفرق بين جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق ، وجمعه في عهد عتمان بن عفان ، رضي الله عنهم أجمعين :
في عهد أبي بكر : تقييده كله مجموعاً في مصحف حتى لا يضيع منه شيئ ، دون حمل الناس على الإجتماع على مصحف واحد .
في عهد عثمان : تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف واحد ، وحمل الناس على الإجتماع عليه وحرق ماعداه من المصاحف .
- نتائج جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه :
اجتماع الأمة ، واتفاق الكلمة ، وحلول الألفة .
وقد بقي على ماكان عليه حتى الآن متفقا عليه بين المسلمين متواترا بينهم .