المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
من غفل عن معرفة طرق التفسير الصحيحة, تاه وضل, فهي المنارات للسائرين في هذا الطريق, تريهم ما يحتاجون إليه من آلات يميزون بها الصحيح من السقيم, والحق من الباطل, والعالم من الجاهل وتبرز أهمية معرفتها في هذا الزمان الذي خاض فيه الكثيرون في تفسير القرآن, مع جهلهم بطرقه وأئمته, فحادوا عن طريق السلف, أئمة الهدى, وجاؤوا بالعجب, فضلوا وأضلوا, وفتنوا الناس عن دينهم بما أحدثوه من أقوال ظاهرة البطلان, لم يقل بها أحد من أئمة التفسير من السلف, عدا عن مصادمتها لأصول الشريعة, ولما جاءت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
في هذا تفصيل, فتفسير القرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النص الصريح في القرآن, وهذا كقوله تعالى مبينا المراد ب"الطارق:"والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب", فهو صريح في البيان, ومتصل بموضع الآية المفسرة.
ومنها ما تكون الاية المفسرة في موضع, والآية المفسرة لها في موضع آخر, مثل قوله تعالى في سورة الفاتحة:"صراط الذين انعمت عليهم", وهم المذكورين في سورة النساء:"ومع يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا", وهذا النوع يكون منه ما يسهل الوقوف عليه لتشابه الألفاظ في الآيتين, ومنه ما يحتاج إلى فقه ومزيد علم, فلا يتفطن له إلا العلماء الأفذاذ, وفي هذا يحصل التفاضل بينهم, وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما, ممن فتح الله عليه في هذا, ببركة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام له.
النوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نص صريح, فيجتهد المفسر في استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى, من دون أن يكون هناك نص صريح في مسألة التفسير, ولعدم وجود النص الصريح, ولكونه يرجع إلى اجتهاد المفسر, فقد يصيب وقد يخطئ فيه, أو قد يصيب بعض المعنى دون الآخر, فإن أقام المجتهد أدلة صحيحة على تفسيره, أفاد تفسيره العلم اليقيني, وإن قصر تفسيره عن اليقين, وأفاد غلبة الظن, أو أفاد وجها معتبرا في التفسير, أو إن أخطأ فيه, أو لم يصب كامل المعنى الصحيح, أو كان تفسيره محل نظر, فلا يفيد اليقين ولا يصح نسبته إلى التفسير الإلهي.
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
من أجل طرق التفسير, وأعلاها منزلة: تفسير القرآن بالقرآ،, فالله تعالى أعلم بمراده من كلامه سبحانه, لذلك اعتنى أهل العلم بهذا النوع من التفسير, ونقل عن السلف الكثير من الأمثلة في هذا النوع, مثل ما روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم, كذلك من جاء بعدهم من كبار المفسرين, وأشهرهم وأكثرهم عناية به: إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى, وتعاقب هذا في عدد من المفسرين في كل زمان, وقدمه المفسرون على غيره من أنواع التفسير, ولا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة منه, مع تفاضل العلماء فيما يجتهدونه في هذه الطريقة من إيداد معنى الآية في آية أخرى, وقد اعتنى المفسرون بتفسير القرآن بالقرآن عناية بالغة, وأفردوا له الكتب بالتأليف, , مثل ما فعل الشيخ محمد أمين الشنقيطي, صاحب أضواء البيان, وكتاب تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي .
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
قال تعالى:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات", وقال علي رضي الله عنه:" القرآن حمال وجوه", وقد توسع أهل الأهواء في تفسير القرآن, فاعتقدوا ثم دللوا على معتقداتهم بنصوص القرآن بتكلف واضح, ولما استحال عليهم التحريف اللفظي للقرآن,جنحوا إلى تحريف المعنى محاولين اثبات ما انحرف من اقوالهم ومعتقداتهم, كما فعل المعطلة في الاستدلال بقوله تعالى:"ليس كمثله شيئ", على نفي الصفات عن الله تعالى, وأهملوا الشق الاخر من الآية, الذي فيه الإثبات, وكما فعل الجبرية: نفاة الحكمة والتعليل لما استدلوا بقوله تعالى:"لا يسأل عما يفعل", لبيثبتوا ما ذهبوا إليه من ضلال وفساد قول.
ومثل هذا التفسير يرد ولا يقبل, ولا يعد من التفسير الإلهي للقرآن بالقرآن, بل هو تفسير القرآن بالرأي المذموم, لأنه فقد شرطي صحة تفسير القرآن بالقرآن, وهما:
- صحة المستدل عليه, فلا يكون المستدل عليه معنى باطلا دلت الأدلة على بطلانه, ولا يخالف كذلك أصلا صحيحا في النصوص أو الإجماع.
- صحة وجه الدلالة.
فالتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال يرد, ويحكم عليه بأنه تفسير بدعي خاطئ.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بكلام الله, وأعلم الناس بمراد الله, وهو إمام المجتهدين، واجتهاده عليه الصلاة والسلام, في التفسير, كاجتهاده في غيره, فهو معصوم أن يقر على خطأ, فإن أصاب أقره الله على اجتهاده, مثل اجتهاده بترك هدم الكعبة لأن الناس كانوا حديثي عهد بكفر, فأقره الله على ذلك, وإن أخطأ في اجتهاده, ينزل الوحي بالبيان والتصحيح, كجوابه عليه الصلاة والسلام, لمن سأله إن كان يغفر للشهيد كل شيئ, كما جاء في الحديث حيث سأله رجل: أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر", ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كيف قلت"؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين, فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك", فقد نزل الوحي بتصحيح اجتهاده عليه الصلاة والسلام, وبيان استثناء الدين.
وكذلك اجتهاده عليه الصلاة والسلام, في تفسير الآية:"استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم", حيث صلى على عبدالله بن أبي لما مات, وقال لعمر لما سأله متعجبا:"لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت", فنزلت:"ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون", فلم يصل عليه الصلاة والسلام, بعدها على منافق, ولم يقم على قبره, امتثالا لكلام ربه.
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون هم فئة ضالة, من صنائع الإنجليز أيان استعمارهم للهند، زعيمها أحمد خان, بدأ بتفسير القرآن بالعقل، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، وجاء بعده عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن, داعيا إلى أن يكون القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع..
فهذه الطائفة الضالة, أعرضت عن السنة وأنكرتها, وزعمت الاستغناء عنها, واستغناء القرآن عنها, وزعموا أن الواجب الأخذ بالقرآن وحده, لأنه كلام الله, وغيره من كلام البشر, فضلوا ضلالا كبيرا, وفسروا القرآن بالعقل والهوى, وأحدثوا في دين الله ما ليس منه, حتى إن يعضهم يسجد في الصلاة على ذقنه, متأولا الاية:"يخرون للأذقان سجدا", ولهذا زعموا أن لا حاجة للمسلمين للبحث في صحيح الحديث وضعيفه, حيث إن القرآن هو مصدر التشريع الوحيد للمسلمين, ولهم جمعيات وهيئات منتشرة تحمل أسماء مختلفة, وتجمعهم عقيدتهم الفاسدة, وتأثرهم واضح جلي بالمستشرقين, حيث يبثون الشبه بين المسلمين, ويشككون بشرعية الاحتجاج بالسنة, أو تفسير القرآن بها, وفي هذا خطر عظيم, فلا يقوم الدين بغير السنة, ولا يمكن أن يعزل القرآن عنها, فهذا فيه ضياع للدين, وفتح المجال لمن شاء بأن يفسر القرآن كيفما اتفق, وبما وافق عقله, وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام, عنهم, فقال:"ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ", وقد قال عمران بن حصين لرجل شكك في السنة وحجيتها:إنك رجل أحمق ، أتجد الظهر في كتاب الله أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ! ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسرا ! إن كتاب الله تعالى أبهم هذا ، وإن السنة تفسر هذا .
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
الصحابة من حيث العموم, هم أعلم الناس, وخير من فهم كلام الله عز وجل, لصحبتهم واجتماعهم بالرسول عليه الصلاة والسلام, وفصاحة لسانهم, وعلمهم بالقراءات والأحرف السبعة, وسلامة قلوبهم من الأهواء والفتن, أما فيما بينهم فيتفاضلون في العلم بالتفسير, بحسب كثرة اجتماعهم وملازمتهم للرسول عليه الصلاة والسلام, وبحسب ما عندهم من الفقه والعلم والإيمان, فليس أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, كغيرهما من الصحابة, لذلك كان علماء الصحابة وكبرائهم, مثل: الخلفاء الأربعة ومعاذ بم جبل, وأبي بن كعب, وابن مسعود, وزيد بن ثابت, وعائشة بنت الصديق, وغيرهم, مزيد عناية بالقرآن والتفسير, وقد قال مسروق بن الأجدع:"لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ".
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
فسر الصحابة رضوان الله عليهم, القرآن بالقرآن, وفسروه بالسنة, وفسروه بما شاهدوه من وقائع التنزيل, وفسروه باللغة العربية, وكانوا يجتهدون في فهم النص, وفي تفسير مالا نص فيه, واجتهادهم أقرب إلى السلامة والصواب من اجتهاد غيرهم:
1- تفسيرهم القرآن بالقرآن: هذا مما اعتنوا به عناية بالغة, لأن لا أحد أعلم بمراد الله من كلامه, مثله سبحانه, ومثاله تفسير ابن عباس رضي الله عنهما, لما سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه بعض الصحابة رأيهم في المرأة التي ولدت لستة أشهر, فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال:"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا"، وقال:"والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة", فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها.
2- أما تفسيرهم القرآن بالسنة: فهو على نوعين:
الأول: تفسير نصي صريح, إما أن يكونوا قد سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام, عنه, أو يكون مما عرفوه من أسباب النزول, أو تكون الآية صريحة بالدلالة على معناه ومثاله سؤال أمية بنت عبد الله عائشة عن قول الله عز وجل: "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"، وعن قول الله عز وجل:"من يعمل سوءا يجز به", فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"هذه متابعة الله عز وجل للعبد مما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها، فيفزع لها فيجدها في ضبنه، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير".
الثاني: الأحاديث التي يستدل بها على التفسير بدون نص عليه, ومثاله: قول ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه".
3- أما تفسيرهم بما يعرفون من وقائع التنزيل التي شاهدوها, فمثاله: سؤال عروة بن الزبير عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى:"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"، فقال عروة: فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت له عائشة رضي الله عنها: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه، كانت: لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلَّل، فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى الآية:"إن الصفا والمروة من شعائر الله".و قالت :"وقد سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما".
قال عروة: ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إن هذا لعلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون: أن الناس, إلا من ذكرت عائشة , ممن كان يهل بمناة، كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله، كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا، فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟
فأنزل الله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله".
قال أبو بكر: "فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما، في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة، والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام، من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت".
4- أما تفسيرهم القرآن بلغة العرب, فلأن القرآن أنزله الله عربيا مبينا, وكان أكثرهم استعمالا لهذه الطريق ابن عباس رضي الله عنهما, وقد قال عنه عكرمة:"كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعرا من أشعارهم". مثل تفسيره لقوله تعالى:"وما وسق", قال:"وما جمع"، وقال: ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا.
5- اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم في التفسير بالرأي عند الحاجة من غير تكلف، واجتهادهم أقرب إلى الصواب, لصحبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام, والأخذ منه, وشهودهم وقائع التنزيل, وفصاحة لسانهم, وسلامة قلوبهم من الهوى والفتن, وورعهم, رضي الله عنهم, ومثاله:اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة, حيث قال:"إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء: إن الكلالة ما خلا الولد والوالد".
وفلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه", وقد صح تفسير الكلالة من حديث جابر رضي الله عنه في، بما يوافق تفسير أبي بكر رضي الله عنه.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
الأولى: مرتبة لها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وما صح منها فهو حجة في التفسير, وهي أنواع:
- يكون فيها التصريح بالسماع عن النبي عليه الصلاة والسلام.
- مراسيل الصحابة.
- ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يقله صحابي يعرف عنه الأخذ من اهل الكتاب, هذا مع ورع الصحابة, وتثبتهم فيما يرونه عن النبي عليه الصلاة والسلام, فهذا يدل على أخذهم إياه عن النبي عليه الصلاة والسلام.
- قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
الثانية: أقوال صحت عن الصحابة في التفسير، ولم يختلفوا فيها، فهذا يعتبر من إجماع الصحابة الذي هو أعلى وأقوى أنواع الإجماع.
الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهو على نوعين:
1-: اختلاف تنوع، وهو ما لا تعارض فيه بين الأقوال, مع صحتها, فهي حجة على ما يعارضها من أقوال أخرى.
2- اختلاف تضاد لا بد فيه من الترجيح, فهذا يجتهد فيه العلماء لمعرفة أصح الأقوال وأقربها للأدلة الشرعية.