دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > تدوين التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 22 جمادى الأولى 1443هـ/26-12-2021م, 04:47 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أقوال العلماء في مقاصد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة:
اختلف أهل العلم في مقاصد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة، وفي مفهوم تكرر الإذن بالكتابة أهو ناسخ للنهي؟ أم إذن خاصّ في أحوال مخصوصة؟
- فقال ابن حبان في صحيحه: (زَجْرُه صلى الله عليه وسلم عن الكتابة عنه سوى القرآن، أراد به الحث على حفظ السنن، دون الاتكال على كتابتها وترك حفظها والتفقه فيها.
والدليل على صحة هذا إباحته صلى الله عليه وسلم لأبي شاه كَتْبَ الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذنه صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بالكتابة).
- وقال أبو بكر البيهقي في المدخل إلى السنن: (قد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن في الكتابة عنه، ولعله إن شاء الله أذن في الكتابة عنه لمن خشي عليه النسيان، ونهى عن الكتابة عنه لمن وثق بحفظه، أو نهى عن الكتابة عنه من خاف عليهم الاختلاط وأذن في الكتابة عنه حين أمن منه)ا.هـ.
قلت: يريد الخوف عليهم من اختلاط القرآن بغيره.
- وقال أبو سليمان الخطابي في معالم السنن: (يشبه أن يكون النهي متقدماً وآخر الأمرين الإباحة، وقد قيل: إنه إنما نهى أن يكتب الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط به ويشتبه على القارئ؛ فأما أن يكون نفس الكتاب محظوراً وتقييد العلم بالخطّ منهياً عنه فلا.
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بالتبليغ، وقال: (( ليبلغ الشاهد الغائب )) فإذا لم يقيّدوا ما يسمعونه منه تعذَّر التبليغ، ولم يُؤْمَن ذهابُ العلم، وأن يسقط أكثر الحديث؛ فلا يبلغ آخرَ القرون من الأمة، والنسيان من طبع أكثر البشر، والحفظ غير مأمون عليه الغلط، وقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل شكى إليه سوء الحفظ: (( استعن بيمينك))، وقال: (( اكتبوها لأبى شاه)) خطبة خطبها؛ فاستكتبها، وقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كُتباً في الصدقات والمعاقل والديات أو كتبت عنه فعملت بها الأمة وتناقلتها الرواة ولم ينكرها أحد من علماء السلف والخلف؛ فدلَّ ذلك على جواز كتابة الحديث، والعلم والله أعلم).
- وقال أبو محمد البغوي في شرح السنة: (والنهي يشبه أن يكون متقدما، ثم أباحه، وأذن فيه، وقد قيل: إنما نهي عن كتبة القرآن والحديث في صحيفة واحدة، لئلا يختلط غير القرآن بالقرآن، فيشتبه على القارئ، فأما أن يكون نفس الكتاب محظورا، فلا، يدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني».
وفي الأمر بالتبليغ إباحة الكتبة، والتقييد، لأن النسيان من طبع أكثر البشر، ومن اعتمد على حفظه لا يؤمن عليه الغلط، فترك التقييد يؤدي إلى سقوط أكثر الحديث، وتعذر التبليغ، وحرمان آخر الأمة عن معظم العلم).
- وقال ابن القيّم رحمه الله في تهذيب السنن: (قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الكتابة والإذن فيها، والإذن متأخر، فيكون ناسخاً لحديث النهي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزاة الفتح: "اكتبوا لأبي شاه" يعني خطبته التي سأل أبو شاه كتابتها، وأذن لعبد الله بن عمرو في الكتابة، وحديثه متأخر عن النهي، لأنه لم يزل يكتب، ومات وعنده كتابته، وهي الصحيفة التي كان يسميها "الصادقة"، ولو كان النهي عن الكتابة متأخراً لمحاها عبدُ الله لأَمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم بمحو ما كتب عنه غير القرآن، فلما لم يمحها وأثبتها، دل على أنَّ الإذن في الكتابة متأخر عن النهي عنها، وهذا واضح. والحمد لله)ا.هـ.
- وقال أيضاً: (إنما نهى النبي عن كتابة غير القرآن في أول الإسلام؛ لئلا يختلط القرآن بغيره، فلما علم القرآن وتميز، وأفرد بالضبط والحفظ، وأمنت عليه مفسدة الاختلاط أذن في الكتابة).


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir