دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > تدوين التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1443هـ/26-12-2021م, 04:46 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

إذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه بالكتابة:
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في كتابة الحديث؛ وكان شابّا كثير العبادة جامعاً للقرآن يقرأه كلَّه في ليلة حتى نهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يختمه في أقل من سبع.
- قال ابن جريج: سمعت ابن أبي مليكة يحدّث عن يحيى بن حكيم بن صفوان أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تملّ، اقرأ به في كل شهر)).
قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي.
قال: ((اقرأ به في عشرين)).
قلت: (أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي).
قال: ((اقرأ به في عشر)).
قلت: يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي.
قال: ((اقرأ به في كل سبع)).
قلت: (يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي).
فأبى). رواه عبد الرزاق وأحمد وابن ماجة.
ومن كان كثير القراءة للقرآن فإنه يُؤمَن عليه أن يلتبس عليه القرآن بالحديث، وهذا يشبه أن يكون سبباً مؤثراً في إذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص بكتابة الحديث، مع ورود الاستئذان منه في ذلك كما في مسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم من حديث محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله، أتأذن لي فأكتب ما أسمع منك؟
قال: «نعم»
قلت: في الرضا والغضب؟
قال: «نعم، فإنه لا ينبغي أن أقول عند الرضا والغضب إلا حقاً».
- وفي مسند الإمام أحمد والمعجم الكبير للطبراني من طريق عبيد الله ابن الأخنس قال: حدثني الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت أكتب كلَّ شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم -أريد حفظه- فنهتني قريش، وقالوا: أتكتب كلَّ شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ يتكلَّم في الغضب والرضا؟!
فأمسكت عن الكتاب؛ فذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأومأ بإصبعه إلى فيه؛ فقال: (( اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق )).
- وقال عمرو بن دينار: أخبرني وهب بن منبه، عن أخيه، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: «ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدٌ أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب» رواه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي في الكبرى وغيرهم.

فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يكتب في صحيفة له سمّاها "الصادقة"؛ وكان يحفظها ويتعاهدها، وذكر بعض متأخري أهل الحديث أن فيها نحو ألف حديث، وهذا التقدير أرى أنه مبنيّ على تقدير عدد مرويات عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عمرو بن العاص؛ فقد اشتهر برواية هذه الصحيفة.

- قال أبو راشد الحبراني: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له: حدثنا ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى بين يديَّ صحيفة؛ فقال: هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرت فيها، فإذا فيها أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله، علّمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، ربّ كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجرّه إلى مسلم)). رواه الإمام أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد والترمذي في سننه.
قوله: ( كتب لي) أي: أذن لي بكتابته أو أملى عليّ؛ فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كاتباً.
- وقال أبو قبيل المعافري: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل: أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حَلَق؛ فأخرج منه كتاباً فجعل يقرأه؛ فقال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل: أي المدينتين يفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مدينة هرقل تفتح أولا)) يعني قسطنطينية). رواه أحمد وابن أبي شيبة والحاكم والدارمي والطبراني من طريق يحيى بن أيوب الغافقي عن أبي قبيل.
- وقال إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله: حدثنا مجاهد قال: أتيت عبد الله بن عمرو فتناولت صحيفةً من تحت مفرشه؛ فمنعني؛ قلت: ما كنتَ تمنعني شيئاً؟!!
قال: (هذه الصادقة، هذه ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه ليس بيني وبينه أحد، إذا سَلِمَتْ لي هذه وكتاب الله تبارك وتعالى والوهط؛ فما أبالي ما كانت عليه الدنيا). رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم بهذا السياق، وإسحاق بن يحيى ضعيف الحديث، قال البخاري: يتكلّمون في حفظه، ومن أهل الحديث من يعتبر حديثه، وقد تابعه ليث بن أبي سليم عند الدارمي وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله بسياق مختصر.
والوهط بستان في الطائف تصدّق به عمرو بن العاص وكان ابنه عبد الله يقوم عليه.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir