ابتعاثه إلى الكوفة
كان ابن مسعود من جلساء عمر في المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج إلى حمص غازياً، ثمّ كتب إليه عمر ينتدبه إلى الكوفة معلّماً ووزيراً لعمار بن ياسر، وأميناً على بيت المال.
فاتخذ سكناً بجوار المسجد الجامع في الكوفة، وكان له أثر مبارك على أهل الكوفة، أحبّوه وانتفعوا به، وكثر الناس في حلقاته، حتى كان يدور عليهم، ويحضهم على القرآن، وكان له مجلس وعظ كلّ خميس يذكّر فيه أصحابه ولا يطيل عليهم.
- قال وهيب بن خالد، عن داود، عن عامر الشعبي أنَّ مهاجرَ عبد الله بن مسعود كان بحمص، فحدره عمر إلى الكوفة، وكتب إليهم: «إني والله الذي لا إله إلا هو آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه». رواه ابن سعد.
- وقال سفيان الثوري، عن أي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب العبدي قال: قرئ علينا كتاب عمر ههنا [يريد بالكوفة]: « إني بعثت إليكم عمارا أميراً، وبعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي، وجعلته على بيت مالكم». رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في المصنف.
- وقال أبو القاسم البغوي: (سكن الكوفة، وابتنى بها داراً إلى جانب المسجد).
- وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: (عبد الله بن مسعود يكنى أبا عبد الرحمن، وكان على القضاء وبيت المال بالكوفة عاملاً لعمر). رواه أبو القاسم البغوي.