مرضه ووفاته
قدم على عثمان المدينة، وفي طريقه اجتاز بالربذة وشهد وفاة أبي ذرّ رضي الله عنه، وصلى عليه، ثم مرض بالمدينة أياما ثم توفي بها سنة 32هـ، فصلى عليه عثمان، ودُفن بالبقيع رضي الله عنه.
وأوصى إلى الزبير بن العوام وابنه عبد الله.
- قال محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني بريدة بن سفيان الأسلمي، عن محمد بن كعب القرظي قال: خرج أبو ذر رضي الله عنه إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم أن اغسلوني وكفنوني، ثم ضعوني على قارعة الطريق، فأوّل ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأعينونا على غسله ودفنه، ففعلوا فأقبل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في ركب من العراق وقد وضعت الجنازة على قارعة الطريق؛ فقام إليه غلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبكى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك)). رواه ابن سعد في الطبقات، وإسحاق ابن راهويه كما في المطالب العالية، ومحمد بن كعب القرظي إمام في السِّيَر، لكن بريدة بن سفيان متكلَّم فيه.
- قال أبو الزنباع رَوْحُ بن الفرج المصري: حدثنا يحيى بن بكير قال: «توفي عبد الله بن مسعود ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة، وفي سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة، وأوصى إلى الزبير بن العوام، وصلى عليه ودفن بالبقيع». رواه الطبراني في المعجم الكبير.