خلافته
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في خلافته
- وقال الزهري: أخبرني ابن المسيب، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً، فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطن» رواه البخاري، ومسلم.
- وقال عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «بينا أنا نائم أريت أني أنزع على حوضي أسقي الناس، فجاءني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليروحني، فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فجاء ابن الخطاب فأخذ منه، فلم أر نزع رجل قط أقوى منه، حتى تولى الناس، والحوض ملآن يتفجر». رواه مسلم.
- وقال موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي بعض نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر فاستحالت بيده غرباً، فلم أر عبقرياً في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن». رواه البخاري.
عهد أبي بكر إليه بالخلافة
تولّى عمر الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه باستخلاف منه، ولم يختلف في خلافته اثنان، وكان هو خير المسلمين بعد أبي بكر رضي الله عنهما.
- قال صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان فقالوا: يا خليفة رسول الله! ماذا تقول لربك إذا قدمت عليه غدا وقد استخلفت علينا ابن الخطاب؟!
فقال: أجلسوني! أبالله ترهبوني؟!! أقول: (استخلفت عليهم خيرهم). رواه ابن سعد.
خطبته حين تولّى الخلافة
- قال عبد الله بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن حميد بن هلال قال: حدثني من شهد وفاة أبي بكر رضي الله عنه قال: لما فرغ عمر رضي الله عنه من دفنه قام خطيباً مكانه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن الله ابتلاني بكم وابتلاكم بي، وأبقاني فيكم بعد صاحبي، والله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني، ولا يغيب عني فآلو فيه من أهل الخير والأمانة، فلئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساءوا لأنكلن بهم. فقال الرجل: فوالله ما زاد على الذي قال في ذلك المكان حتى فارق الدنيا). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
ورواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب أو غيره عن حميد به.
تسميته أمير المؤمنين
- قال محمد بن حرب الأبرش: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري قال: «أوَّل من سمى عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين المغيرة بن شعبة رضي الله عنه». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال عبد الله بن وهب: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قال: (أوّل من حيّا عمر رضي الله عنه بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، دخل عليه ذات يوم فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين!
فكأنّ عمر رضي الله عنه أنكر ذلك؛ فقال المغيرة: هم المؤمنون، وأنت أميرهم، فسكت عمر رضي الله عنه). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال عبد الله بن صالح كاتب الليث: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن الزهري قال: قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة: لأيّ شيء كان أبو بكر رضي الله عنه يكتب: مِن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر يكتب: من خليفة أبي بكر، ومَن أول من كتب: عبد الله أمير المؤمنين؟
فقال: حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات الأول أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عامل العراق أن يبعث إليه برجلين جلدين نبيلين يسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم؛ فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا؛ فوجدا عمرو بن العاص فيه؛ فقالا: استأذن لنا يا ابن العاص على أمير المؤمنين!
فقال عمرو: أنتما والله أصبتما اسمه، هو الأمير ونحن المؤمنون، فوثب عمرو فدخل على عمر رضي الله عنه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين!
فقال عمر: يا ابن العاص! ما بدا لك في هذا الاسم؟! لتخرجن مما دخلت فيه!
قال: قدم لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد؛ فقالا: استأذن لنا أمير المؤمنين، فهما أصابا اسمك، فأنت الأمير ونحن المؤمنون قال: (فجرى الكتاب من ذلك اليوم). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
تسميته بالفاروق
اشتهر تلقيب عمر بالفاروق، واختلف في أوّل من لقّبه بذلك، وروي في ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنّها لا تصحّ.
- إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: سألت عمر: لأي شيء سميت الفاروق؟
قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، وخرجت بعده بثلاثة أيام، فذكر الخبر بطوله، وفيه: فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ الفاروق، وفرق الله بين الحق والباطل). رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك الحديث.
- وقال أحمد بن محمد الأزرقي المكي: أخبرنا عبد الرحمن بن حسن، عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرق الله به بين الحق والباطل». رواه ابن سعد في الطبقات، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة، وهو مرسل ضعيف الإسناد؛ فعبد الرحمن بن حسن الأزرقي مجهول الحال، وأيوب بن موسى المكي من طبقة صغار التابعين.
- وقال الواقدي: أخبرنا أبو حزرة يعقوب بن مجاهد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي عمرو ذكوان قال: قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟
قالت: (النبي عليه السلام). رواه ابن سعد، وعمر بن شبة، لكن الواقدي متروك الحديث.
- وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أوَّل من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئاً، ولم يبلغنا أن ابن عمر قال ذلك إلا لعمر، كان فيما يذكر من مناقب عمر الصالحة ويثني عليه قال: وقد بلغنا أن عبد الله بن عمر كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أيد دينك بعمر بن الخطاب». رواه ابن سعد في الطبقات، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: وجدت في بعض الكتب يوم غزونا اليرموك: (أبو بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه، عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة لأنه يُقتل، أصبتم اسمه).
قال: (ثم يكون والي الأرض المقدسة وابنه).
قال عقبة: قلت لابن العاص: (سمهما كما سميت هؤلاء، قال: معاوية وابنه). رواه أحمد في فضائل الصحابة، ونعيم بن حماد في الفتن، وروي عن ابن سيرين من غير ما وجه.
مدّة خلافته
- قال ابن أبي أويس، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب: (ولي عشر سنين حجها كلها). رواه البخاري في التاريخ الكبير.