الدرس الثالث والعشرون: علماء اليمن في القرون الفاضلة [ طبقة تابعي التابعين ]

[عبد العزيز الداخل]

22: هشام بن يوسف الأبناوي الصنعاني(ت:197هـ) :
أبو عبد الرحمن، قاضي صنعاء، كان محدّثاً فقيهاً، وأصله من أبناء الفرس الذين انتقلوا إلى اليمن.
روى عن: ابن جريج، ومعمر بن راشد، وسفيان الثوري، وعقيل بن معقل، وأمية بن شبل، ووهب بن عمر بن كيسان، وغيرهم.
وروى عنه: محمد بن إدريس الشافعي، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد المسندي، وزكريا بن يحيى الصنعاني، وغيرهم.
وقد أخرج له البخاري ومسلم وأصحاب السنن.
- قال ابن أبي خيثمة: حدثنا يحيى [ابن معين] قال: سمعت هشام بن يوسف القاضي يقول: (أنا أكبرُ من عبد الرزاق بسنتين). ورواه من طريقه ابن أبي حاتم.
- وقال ابن سعد: (كان من الأبناء، وقد ولي القضاء باليمن، وروى عن معمر رواية كثيرة، وعن ابن جريج وغيرهما).
- وقال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: (هشام بن يوسف أثبت من عبد الرزاق في حديث ابن جريج، وكان أقرأ لكتب ابن جريج من عبد الرزاق، وكان أعلم بحديث سفيان من عبد الرزاق، وهو ثقة، قدم سفيان الثوري صنعاء فكان رجلان يكتبان، هشام بن يوسف أحد الكاتِبَين، والناس لا يكتبون).
قلت له: عبد الرزاق؟
قال: (لا أعلم). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال أبو زرعة الرازي: (سمعت إبراهيم بن موسى يقول: سمعت هشام بن يوسف يقول: قدم الثوريُّ اليمن؛ فقال: اطلبوا لي كاتباً سريع الخطّ؛ فارتادوني؛ فكنتُ أكتب). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال البخاري: قال إبراهيم بن موسى: قال لنا عبد الرزاق: (ثمَّ رجل - يعني بصنعاء - إن حدثكم؛ فلا عليكم أن تسمعوا من غيره).
- وقال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: لما فارقتُ عبد الرزاق أتيت هشام بن يوسف، وكان على قضائها، وكان رجلاً له نُبل يلبس الثياب؛ فقال من أنت؟
قلت: أنا يحيى بن معين.
قال: سمعت أنّك أتيت أخانا عبد الرزاق؛ فما تصنع عند ذاك؟
قلت: الحديث يُكتب عن جماعة.
فقال: سماعنا وسماع عبد الرزاق قريب من السواء.
فأردتُه على الحديث فأبى، وكان يصلي بهم في المسجد الصلوات كلها؛ فجئتُ إلى مسجده فقعدت فيه؛ فكنت فيه ثلاثين يوماً لا أسأله شيئاً، إلا أنّه إذا دخل وخرج سلمتُ عليه؛ فلما كان بعد ثلاثين يوماً بعث إليّ؛ فقال لي: يا هذا ! انما منعتك لأنظر أأنت من أصحاب الحديث أو لست من أصحاب الحديث!!
قال يحيى: (فقلت: والله أصلحك الله هذا موضعي إلى قابلٍ أو تحدّثني، أو لا يبقى معي شيء أتبلغ به.
فقال: يا جارية! هاتي الزُّبُل؛ فكانت تخرجها إليّ؛ فأقعد في المسجد؛ فأكتب منها حاجتي ثم يقرأ). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول - وسألته عن هشام بن يوسف ومحمد بن ثور وعبد الرزاق- فقال: (كان هشام أصحَّهم كتاباً من اليمانين).
- قال: وقال أبو زرعة مرة أخرى: (كان هشام أكبرهم، وأحفظهم، وأتقن).
- وقال أبو حاتم الرازي: ثقة متقن.
- وقال ابن عدي: (وهشام بن يوسف هذا له أحاديث حسان وغرائب، وقد روى عنه الأئمة من الناس، وهو ثقة).
- وقال الدارقطني: (ثقة مأمون).
- قال ابن سعد: مات باليمن سنة 197هـ، واختاره الذهبي.
- وقال خليفة بن خياط وابن حبان: مات سنة 199هـ.