9: معمر بن راشد الأزدي(ت:153هـ):
الإمام الكبير الحافظ، أبو عروة المهلّبي، مولى الأزد، نشأ بالبصرة، وشهد جنازة الحسن البصري، ثم طلب العلم وهو ابن أربع عشرة سنة، ووفّق للأخذ عن جماعة من كبار الحفاظ الذين تدور عليهم الأسانيد؛ فحوى علماً غزيراً مباركاً مع قوّة حفظه، وحسن سرده للأحاديث، وهو أوّل من صنّف الكتب باليمن، وله جامع مشهور مطبوع.
روى عن: أيوب، وقتادة، والزهري، وعمرو بن دينار، وهمام بن منبه، وأبي إسحاق السبيعي، والأعمش، ويحيى بن أبي كثير، وزيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، وسماك بن الفضل، وعبد الله بن طاووس، وغيرهم.
وروى عنه: عبد الرزاق، وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، وعبد الله بن المبارك، ومروان الفزاري، ويزيد بن زريع، وابن علية، ومحمد بن ثور، ومحمد بن كثير، وغيرهم كثير.
- قال عبد الرزاق عن معمر قال: (خرجت مع الصبيان، وأنا غلام إلى جنازة الحسن؛ فطلبت العلم سنة مات الحسن). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم.
- وقال محمد بن كثير، عن معمر قال: (سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة؛ فما شيء سمعته في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عبد الرزاق: سمعت ابن المبارك يقول: (ما رأيت أحدًا أروى عن الزهري من معمر، إلا ما كان من يونس؛ فإنّ يونس كتب كل شيء). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الواحد بن زياد: قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟
قال: (كنت مملوكاً لقوم من طاحية؛ فأرسلوني ببز أبيعه؛ فقدمتُ المدينةَ فنزلتُ داراً فرأيتُ شيخاً، والناس يعرضون عليه العلم فعرضتُ عليه معهم). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الرزاق: قيل للثوري: ما منعك عن الزهري؟
قال: (قلة الدراهم، وقد كفانا معمر). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن سعد: (كان من أهل البصرة؛ فانتقل فنزل اليمن؛ فلما خرج معمر من البصرة شيَّعه أيوب، وجعل له سفرة، وكان معمر رجلاً له حلم ومروءة ونبل في نفسه).
- وقال على ابن المديني: (نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة فلأهل البصرة: شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، ومعمر بن راشد).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبى يقول: (انتهى الاسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر، وكتب عنهم، لا أعلم اجتمع لأحد غير معمر، من أهل الحجاز: الزهري، وعمرو بن دينار، ومن أهل الكوفة: أبو إسحاق والأعمش، ومن البصرة: قتادة، ومن اليمامة: يحيى بن أبي كثير).
- وقال أبو طالب أحمد بن حميد: قال أحمد بن حنبل: (لا تضمّ أحداً إلى معمر إلا وجدتَ معمراً أطلب للعلم منه). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: (أثبت الناس في الزهري مالك بن أنس ومعمر ويونس وعقيل وشعيب بن أبي حمزة وابن عيينة). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال عبد الرزاق: سمعت ابن جريج يقول: (عليكم بهذا الرجل - يعنى معمراً - فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال يحيى بن معين: (قال هشام بن يوسف: مكث معمر عندنا عشرين سنة). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال يحيى بن معين أيضاً: كان معمر يسرد الصوم، وذكر خبراً في ورعه.
- وقال أحمد العجلي: لما دخل معمر اليمن كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم فقال لهم رجل: قيدوه قال: (فزوّجوه).
- وقال ابن حبان: (كان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً)
مات باليمن واختلف في سنة وفاته:
- فقال أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني: مات سنة 154هـ.
- وقال خليفة بن خياط، وأبو حفص الفلاس، وإبراهيم بن خالد الصنعاني: مات سنة 153هـ.
- وقال إبراهيم بن خالد: (مات معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة وصليت عليه). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال البخاري: قال أحمد بن حنبل: (مات معمر، وله ثمان وخمسون سنة).
وكان بعض الناس قد زعم أنه فُقِد، ونفى ذلك تلميذه عبد الرزاق.
- قال عبد الرحمن بن يونس: سمعت سفيان بن عيينة يسأل عبد الرزاق فقال: أخبرني عما يقول الناس في معمر أنه فُقد ما عندكم فيه؟
فقال عبد الرزاق: (مات معمر عندنا، وحضرنا موته، وخلف على امرأته، قاضينا مطرف بن مازن). رواه ابن سعد.