المجلس الأول:
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب التوحيد
المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا، واذكر مراتب العبودية.
لغة: التذلل والخضوع.
يقال الطريق المعبد: هو الذي ذلل من كثرة وطء الأقدام عليه.
شرعا:
التعبد: هو امتثال ما أمر الله به على ألسنة رسله، على جهة المحبة والرجاء خضوعا وتذللا.
العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة الباطنة.
مراتب العبودية:
مدارها على خمسة عشرة قاعدة، من كملها كمل مراتب العبودية.
وبيان ذلك: أن العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح،
والأحكام التي للعبودية خمسة: واجب، ومستحب، وحرام، ومكروه ومباح، وهن لكل واحد من القلب واللسان والجوارح.
قاله ابن القيم.
س2: بيّن بالأدلة أنّ دين الأنبياء واحد.
دين الأنبياء واحد؛ كلهم يدعو إلى عبادة الله، وينهى عن عبادة ما سواه، فلم يزل سبحانه وتعالى يرسل الرسل بذلك منذ أن حدث الشرك في قوم نوح الذين أرسل إليهم، وكان أول رسول بعثه الله تعالى إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فكلهم كما قال تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}،
وقال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }.
س3: بيّن معنى " لا إله إلا الله"، وكيف تردّ على من أخطأ في تفسيرها من المتكلمين وغيرهم.
- معنى (لا إله إلا الله)
لا إله: أي لا معبود حق؛ فهو تأكيد للنفي، والإله هو المعبود.
إلا الله: إثبات للعبودية[الحقة] لله جل وعلا[وحده]؛ فتضمنت الشهادة إثباتا ونفيا.
وهو حصر؛ أي إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما سواه.
فمعنى لا إله إلا الله: لا معبود حق إلا الله جل وعلا، قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي}، فتضمن ذلك نفي الإلهية[استحقاق العبادة] عما سوى الله، وهي العبادة، واثباتها[إثباتها] لله وحده لا شريك له.
قال القرطبي في تفسير {لا إله إلا الله}: أي لا معبود إلا الله.
وقال البقاعي: {لا إله إلا الله}: أي انتفاء عظيما أن يكون معبود بحق غير الملك الأعظم.
- الجواب عن قول من قال إن معنى (الإله): القادر على الاختراع .
يعتقد بعض عباد القبور وجهلة المتكلمين، من أن معناها: لا خالق ولا قادر على الاختراع إلا الله، ونحو ذلك.
ويظنون أنهم قد حققوا معنى لا إله إلا الله وإن عملوا ما يناقضها حقيقة،
وما شعروا أن مشركي العرب وغيرهم يشاركونهم في الإقرار بهذا المعنى، ويعتقدون أن الله هو الخاق القادر على الاختراع قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله}الآية.
فجهلوا معنى لا إله إلا الله وعلمها كفار قريش؛ قال تعالى: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون () ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر}، فعرفوا حقيقة معناها وأنها تدل على ترك عبادة معبوداتهم.
س4: بيّن تفاضل الناس في التوحيد، وكيف تردّ على من زعم أنّ المسلمين متساوون في توحيدهم؟
تحقيق التوحيد يكون على درجتين:
-درجة واجبة.
-ودرجة مستحبة.
وعليها يكون الذين حققوا التوحيد على درجتين أيضا:
*فالدرجة الواجبة: أن يترك ما يجب تركه؛
-يترك من الشرك خفيه وجليه، صغيره وكبيره.
-ويترك البدع.
-ويترك المعاصي.
*والدرجة المستحبة: هي التي يتفاضل فيها الناس الموحدون أعظم تفاضل؛ ألا وهي أن لا يكون في القلب شيء من التوجه او القصد لغير الله جل وعلا، فيكون القلب متوجها إلى الله بالكلية، ليس فيه التفات إلى غيره.
فهذه مرتبة خاصة، ففيها فليتنافس المتنافسون.
قال تعالى: {ولكل درجات مما عملوا}.
وقال صلى الله عليه وسلم في السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب: "هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ".
س5: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.
-للتوحيد أهمية وفضل عظيم.
-للتوحيد أركان وأقسام.
-ما خلق الإنس والجن إلا لأمر عظيم ألا هو العبادة فما بالهم يرعون مع الهمل.
-العبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
-معنى لا إله إلا الله هو: لا معبود حق إلا الله جل وعلا.
-دين الأنبياء واحد وهو التوحيد وشرائعهم شتى.
-تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب.
-فعل الأسباب لا ينافي تحقيق التوحيد.
-من حسن تعلم المرء أن لا يعمل عملا إلا بدليل؛ كما قيل: لو استطاعت ألاّ تحك رأسك إلا بأثر فلتفعل.
-من حسن الأدب أن تسأل عن السبب إن رابك شيء من أخيك قبل الإنكار.