إملاؤه المصاحف
كان ابن مسعود رضي الله عنه يملي المصاحف عن ظهر قلب، ويعلّم القرآن، فَكُثَرت كتابةُ المصاحف في الكوفة في عهده حتى جعل موضعاً في المسجد لعرض المصاحف.
- قال الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة أنه قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات؛ فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلبه!!
فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شُعبتي الرَّحْل!
فقال: ومن هو ويحك؟!
قال: عبد الله بن مسعود
فما زال يطفأ ويسرَّى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: (ويحك والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه"). رواه الإمام أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وغيرهم.
- قال شريك بن عبد الله النخعي، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش قال: كنا نعرض المصاحف على عبد الله فسأله رجل من ثقيف فقال: يا أبا عبد الرحمن، أي الأعمال أفضل؟
قال: «الصلاة، ومن لم يصلّ فلا دين له»رواه ابن أبي شيبة ، وله متابع يأتي ذكره قريباً.
- وقال شعبة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: كان عبد الله رضي الله عنه يعجبه أن يقعد حيث تُعرض المصاحف فجاءه ابن الحضارمة، رجلٌ من ثقيف فقال: أي درجات الإسلام أفضل؟
قال: «الصلاة على وقتها من ترك الصلاة فلا دين له». رواه محمّد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة، وهذا يدلّ على أنه قد خصص مكاناً لعرض المصاحف.
- وقال سحيم بن نوفل: كنا نعرض المصاحف عند عبد الله؛ فجاءت جارية أعرابية إلى رجلٍ من القوم؛ فقالت: اطلب راقياً فإنَّ فلانا قد لقع فرسك بعينه؛ فتركه يدور كأنه فلك!!
قال: فقال عبد الله لا تطلب راقياً اذهب فانفث في منخره الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا ثم قل: "بسم الله، لا باس لا باس، أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا يذهب بالضر إلا أنت"
قال: فذهب الرجل ثم رجع؛ فقال: فعلت الذي أمرتني؛ فأكل وبال وراث). رواه الطبراني في الدعوات والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق سفيان الثوري عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن سحيم به.