12: أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني(ت:80هـ)
ولد يوم حنين سنة 8 للهجرة، وكان مع الخولانيين الذين أمدّوا أهل الشام، وأخذ عن جلّة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحفظ ويتفهّم حتى عدّ من رؤوس علماء التابعين في الشام، وكان حسن القراءة بارعاً في القصص، واسع المعرفة، إذا أخذ في باب من العلم في مجلس أمضى المجلس في ذلك الباب من كثرة ما يحفظ فيه ويبسط الحديث عنه، وكان محبوباً معظّماً عند أهل الشام، وله وصايا جليلة.
ولاه عبد الملك بن مروان قضاء الشام؛ فكان يقضي ويقصّ، ثمّ عزله عن القصص، وأقرّه على القضاء.
روى عن: أبي الدرداء، وأبي ذر، وأبي ثعلبة الخشني، وحذيفة بن اليمان، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عباس، وعقبة بن عامر، وعوف بن مالك الأشجعي، والنواس بن سمعان، وأبي أمامة، وغيرهم.
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ولد أبو إدريس الخولاني عام حُنين.
- قال سفيان بن عيينة: حدثنا الزهري عن أبي إدريس قال: (أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه، وأدركت عبادة ووعيت عنه، وفاتني معاذ). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال أبو زرعة الدمشقي: (أحسن أهل الشام لقيّاً لأجلّة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: جبير بن نفير، وأبو إدريس، وكثير بن مرة).
- قال محمد بن أسد الخشني: سألت الوليد [يعني ابن مسلم] هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل؟
فقال: نظن أنَّ أبا إدريس الخولاني لقي معاذاً وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال ابن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: (حدثني أبو إدريس يعني الخولاني وكان من فقهاء أهل الشام). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثني أبي، حدثني الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: كان مكحول إذا ذكر أبا إدريس الخولاني قال: (ما رأيت مثله).
قال: (وكان مولده يوم حنين). رواه ابن عساكر.
- قال أبو عامر موسى بن عامر: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه قال: كنا نجلس إلى أبي إدريس الخولاني؛ فيحدّثنا في الشيء من العلم لا يقطعه بغيره حتى يقوم أو تقام الصلاة حفظا لما سمع.
قال: فحدّث يوماً عن بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوعب الغزاة.
فقال له رجل من ناحية المجلس: أحضرت هذه الغزاة؟
قال: فقال: لا.
فقال الرجل: قد حضرتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنت أحفظ لها مني). رواه ابن عساكر.
- قال دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر أن أبا إدريس الخولاني كان يلي القضاء والقصص.
- قال سعيد بن عبد العزيز: قال أبو إدريس، وكان قاضياً: (ما عزلوني حتى أزحفت). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أبو زرعة: فحدثني أبي عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر أن عبد الملك بن مروان عزل أبا إدريس عن القصص وأقره على القضاء فقال أبو إدريس: (عزلتموني عن رغبتي، وتركتموني في رهبتي).
- قال مروان بن محمد الدمشقي: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته؛ فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا؛ فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أنّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلَّ إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا؛ فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه».
قال سعيد: (كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه). رواه مسلم.
- وقال العباس بن الوليد: حدثنا عقبة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان أبو إدريس يقول: (عُفّوا رحمكم الله؛ فإنه ما عف نساء قوم قطّ حتى تعف رجالهم). رواه ابن عساكر.
- قال خليفة بن خياط: (أبو إدريس الخولاني اسمه عايذ الله بن عبد الله مات سنة ثمانين دمشقي).
وكذلك قال يحيى بن معين، وأبو عبيد القاسم بن سلام.