دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 صفر 1438هـ/3-11-2016م, 01:28 AM
هيئة المتابعة هيئة المتابعة غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 16,936
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.



1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

2
. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: الحكمة من مشروعية العدّة
.
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:

{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.

ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.
2. حرّر القول في:

المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.
3.
فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالطلاق السني والطلاق البدعي، وحكم كل نوع.

ب: المراد بالفاحشة المبيّنة.
2. حرر
القول في:
معنى "صغت قلوبكما" في قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم.

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة قوله تعالى في سورة الطلاق: {وائتمروا بينكم بمعروف}.
ب: متعلّق الشهادة في قوله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
2. حرّر القول في:

سبب نزول سورة التحريم.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)} التحريم.



المجموعة الخامسة:

1. بيّن ما يلي:
أ: هل تجب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع زوجته لولدهما؟
ب: الحكمة من اعتداد المطلّقة الرجعية في بيت زوجها.
2. حرّر القول في:
عدة الحامل المتوفى عنها زوجها.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} التحريم.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 صفر 1438هـ/4-11-2016م, 12:36 AM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي


بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
ذكرت التقوى في عدة مواضع في سورة الطلاق قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ)وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)وقال تعالى:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا).
والتقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ،باجتناب معاصيه والحرص على ما يرضي الله عز وجل ، وكما أن للمعاصى شؤم في الدنيا والآخرة ، فإن للتقوى ثمرات يجنيها أهلها في الدنيا والآخرة فمن خلال دراسة سورة الطلاق يتبين فضل التقوى على الفرد فمن يتق الله في معاملاته مع أهله ومن في محيطه وفي جميع أفعاله وأقواله، يجعل الله له مخرج من كل كرب وضيق في الدنيا وأيضا يفرج عنه كربات يوم القيامة ويرزقه الله من حيث لا يحتسب أو يتوقع ويوسع عليه في الدنيا ويرزقه في الآخرة نعيم مقيم،ويجد التيسير في كل أموره ويكفر الله عنه سيئاته ويثيبه أجرا عظيما وليس أعظم من أن يرضى عنه ويدخله الجنة.
أما ثمرات التقوى التي تعود على المجتمع المسلم فمنها الحفاظ على الترابط الأسرى فقد تكرر ذكر التقوى في سورة الطلاق لما في هذا الأمر من تنازع وتشاجر في أحيان كثيرة أما مع وجود التقوى من الزوج والزوجة وتطبيق أحكام الله فإن الله ييسر لكلا الطرفين الخير ويرزقهما من حيث لا يحتسبان مما يعود على المجتمع بالخير فالأسرة نواة المجتمع.
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
الحكمة من مشروعية العدة أولا التأكد من خلو الرحم من الحمل ،لضمان عدم إختلاط الأنساب، وأيضا حتى تكون هناك فرصة لمراجعة الزوج لزوجته مرة أخرى حرصا على تماسك الأسرة المسلمة .
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
التوبة النصوح هي التوبة الصادقة الخالصة لوجه الله من جميع الذنوب وتشمل الإقلاع عن الذنب و الندم عليه وكراهيته والأستغفار والعزم على عدم العودة للذنب والاستمرار على ذلك وإن كان الذنب متعلق بحقوق العباد فيرد الحق لأهله.
2. حرّر القول في
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
القول الأول:المطلقات البائنات إن كن أولات حمل. ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
واستدل أصحاب هذا الرأي بأن الرجعية لها نفقة سواء كانت حاملا أم لا.
القول الثاني:المطلقات الرجعيات إن كن أولات حمل.ذكره ابن كثير.
واستدل أصحاب هذا الرأي بأن السياق كله في الرجعيات وإنما نصت الآية على الإنفاق عليهن في حالة حملهن لأن الحمل تطول مدته فتم التأكيد على الإنفاق عليهن طوال فترة الحمل وليس فقط مدة العدة.
القول الثالث: المطلقات بصفة عامة سواء البائن أو الرجعيه .ذكره السعدي والأشقر.
والقول الثالث يجمع بين القولين الأول والثاني بدون تعارض.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:

{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)}.
أمر من الله تعالى للزوج بالنفقة على ولده وعلى المرضعة مما رزقه الله و بحسب مقدرته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فمن كان غنيا فلا يضيق في النفقه ومن كان فقيرا فالينفق قدر استطاعته ثم يبشر الله تعالى عباده المعسرين بأن الله سيجعل لهم من بعد الضيق سعه ومن بعد العسر يسرا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 صفر 1438هـ/4-11-2016م, 02:16 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الثالثة

عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
التقوى : هي أن يجعل المسلم بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه..
و التقوى. شيء عظيم ومنزلة سامية وهي أساس الدين ولا حياة إلا بها... وليس صلاح للإنسان إلا بالتقوى ... و هي كنزٌ عزيز
ومن تأمل القران علم كم عُلِّق بها من خير، وكم وُعِد عليها من خير وثواب، وكم أضيف إليها من سعادة..!
من أثار التقوى أنها جالبة لخيرات الدارين
1- أنها المخرج من كل ضيق
2- ومصدر للرزق من حيث لا يحتسب المتقي، لأن الله وعد و وعد الله لا يتخلف فقال تعالى :{ ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}
3- تسهيل الأمور، وأن ييسر الله له الأسباب {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}.
4- تكفير السيئات )؛
5- تعظيم الأجور {مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) }
وكما أن لها أثرا على الفرد كذلك لها أثرا على المجتمع. ذلك أن الأسرة هي أول نواة المجتمع و بصالحها يصلح المجتمع..وأهم عنصري الأسرة هما الزوج والزوجة..وقد عاجلت سورة الطلاق أهم مشاكل الزوجين ألا وهو مسألة الطلاق و بينت لهم المنفذ والمخرج من ذاك الضيق الذي حل بهم .و أرشدت إلى التحلي بالتقوى...
وبينت السورة أنه كلما التزم الزوجان بالتقوى كما وجدا حلا و مخرجا لما ألم بهما
الرجل أثناء الطلا يكون في ضيق والمرأة أثناء الطلاق تكون في ضيق؛ فجعلت التقوى هي المخرج من ذاك الضيق .....من يتق الله في طلاقه من يتق الله في رجوعه من يتق الله في فراقه يجعل له مخرجاً فتكفل اللهأن من عمل بحدودهأن يجعل له مخرجاً ؛سواء ببقائهم مع بعضهم أو بمفارقتهم .
ولما كان الطلاق مظنة الافتقار ؛بينت السورة أنه من يتقي الله يأتيه الرزق من حيث لا يحتسب.
ولما كان الطلاق أيضا مظنة للتعب و المشقة حيث المرأة تتحرج في رجوعها إلى أهلها و تتعب في تربية أبنائها و النفقة عليهم ؛ والرجل يتعب أيضا يحتاج إلى نفسية جديدة حتى يقدم على زواج جديد؛بينت السورة أنه من تحلى بالتقوى يجعل الله له أمره كله يسير فلا شقاء.
فلا ضيق ولا تتعب و لا شقاء على إفراد الأسرة .إما يرجع الزوجان إلى بعضهما وإما فراق وأن الله سيغنى كلا من فضله؛فلا حاجة إلى المشاتمة ولا نزاع ولا شقاق و لا يحتاجان إلي إخراج الحقود والبغضاء.. ولا حاجة إلى أن يطعن كل واحد في الأخر..لأجل تفادي كل هذا أمر الله بالتقوى.في الطلاق.وبقاء النفوس سالمة سواء بين الزوجين أو بين عائلة الزوج وعائلة الزوج فيقل الشقاق و النزاع بن أفراد المجتمع
ولما في تحقيق التقوى من تربية الأبناء على الصلاح والاستقامة وإبعادهم من دائرة البغض و الشحناء؛ أما إن كان كل واحد م الزوجين يحرض ولده على الأخر فيتربى الطفل مليء بالأحقاد والكراهية... فأي جيل وأي شباب ..وأي مجتمع ينشأ...عن ذلك
المجموعة الرابعة:
1.
بيّن ما يلي:
أ: مناسبة قوله تعالى في سورة الطلاق: {وائتمروا بينكم بمعروف}.
حال الطلاق ومقامه مقام فراق وشقاق و نزاع وتشجار بين الزوجين فكل واحد منهم يعمل ويسعى لتحقيق حظ نفسه.و لهذا حث الله الزوجين على أن تكون أمورهم بينهم بالمعروف؛ و أن تَكُونَ الْمُفَاهَمَةُ بَيْنَهما بعد الفرقة في جميع الأمور سواء في خصوص الرضاع أو غيره مبناها على المعروف و التسامح والإحسان وفاء لحق العشرة السابقة ؛" وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ."

ب: متعلّق الشهادة في قوله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدل منكم}
قيل أن متعلقها
-الطلاق.أي يشهد على طلاقها
-على الرجعة في العدة
- وقيل الإشهاد على الطلاق وعلى الرجعة .جميعا

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة التحريم.
ورد في سبب نزول صدر سورة التحريم ثلاثة أقوال
الأول
..عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ؟ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه ابن أبي حاتم قال ابن كثير:وَهَذَا قَوْلٌ غَرِيبٌ.
ذكر هذا القول ابن كثير
الثاني:
أنها نزلت في مارية أم إبراهيم القبطية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حرمها ؛على نفسه بيمين أنه لا يقربها طلبًا بذلك رضا حفصة بنت عمر زوجته.فنزلت الآية .ذكر هذا القول ابن كثير والسعدي
و استدل له ابن كثير بحديث عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَنِ الْمَرْأَتَانِ؟ قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ. وَكَانَ بَدْءُ الْحَدِيثِ فِي شَأْنِ أَمِّ إِبْرَاهِيمَ الْقِبْطِيَّةِ، أَصَابَهَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فِي نَوْبَتِهَا فَوَجَدت حَفْصَةُ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَقَدْ جِئْتَ إليَّ شَيْئًا مَا جِئْتَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِكَ، فِي يَوْمِي، وَفِي دَوْرِي، وَعَلَى فِرَاشِي. قَالَ: "أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلَا أَقْرَبَهَا؟ ". قَالَتْ: بَلَى. فحَرَّمها وَقَالَ: "لَا تَذْكُرِي ذَلِكَ لِأَحَدٍ". فَذَكَرَتْهُ لِعَائِشَةَ، فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} الْآيَاتِ فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفَّر يَمِينِهِ، وَأَصَابَ جَارِيَتَهُ..رواه ابن جرير.
.و عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله:{يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ قال: حرّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سريّته.. رواه الطبراني
الثالث
أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي تَحْرِيمِهِ العَسَل. ذكر هذا القول المفسرون الثلاثة.
دليله ما رواه البخاري في كتاب "الأيمان والنّذور":
عن عائشة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أنّ أيتنا دخل عليها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فلتقل: إنّي أجد منك ريح مغافير؛ أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت ذلك له، فقال: "لا بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له". فنزلت:{يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ إلى:{إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما}لعائشة وحفصة.
وللحديث طرق و روايات أخرى في الصحيحين
والقول الثالث هو الذي رجحه ابن كثير لصحة الحديث ولوروده في الصحيحين .
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{
عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)} التحريم.
سبب نزول الآية
روى الإمام البخاري في سبب نزول الآية حديثا عن عمر بن الخطاب أنه قال
وَافَقْتُ اللهَ (وَافَقْتُ رَبِّي) فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ فَقُلْتُ إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللهُ [عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ] الْآيَةَ.
وأخرجه مسلما مطول عن عمر بن الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِالْحِجَابِ فَقَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ لَأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا لِي وَمَا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهَا يَا حَفْصَةُ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحِبُّكِ وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ أَشَدَّ الْبُكَاءِ فَقُلْتُ لَهَا أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ هُوَ فِي خِزَانَتِهِ فِي الْمَشْرُبَةِ فَدَخَلْتُ.... إلى أن قال... فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُؤْمِنُونَ مَعَكَ وَقَلَّمَا تَكَلَّمْتُ وَأَحْمَدُ اللَّهَ بِكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الَّذِي أَقُولُ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ
{ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ }
{ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }
مناسبة الآية لما قبلها
بعدما وعظ الله في الآيات السابقة زوجا. النبي صلى الله عليه وسلم- لما تظاهرن عليه- و وقطع أطماعهما بأنه ربما شفع لهما مكانتهما عند الرسول و عند المؤمنين لأمومتهما؛ وبين أن الله متولي رسوله وأنه ناصره وكذا جبريل والملائكة وصالح المؤمنين الجميع أعوان للرسول، مظاهرون، ومن كان هؤلاء أعوانه .فهو المنصور، وغيره ممن يناوئه مخذول ؛ جاء التحذير والتخويف في هذه الآية لهما ولسائر أزواجه ؛ أن يقع عليهم عقوبة دنيوية - تشق على النساء غاية المشقة- وهو الطلاق، الذي هو أكبر شيء عليهن، فقال: { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ } .
تفسير الايات
(عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً)
أخْبَرَ اللهُ تعالى نِساءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قُدرتِه على أنه إنْ وَقَعَ منه الطلاقُ لهن فإن الله عزوجل سيعطيه أزواجا خيرا منكن؛ ولن يكون الرسول مضطرا إليكن .
مُسْلِماتٍ "قائمات بفرائض الإسلام
مُؤْمِناتٍ :مصدقات بالله وملائكته وكتبه ورسله و اليوم الأخر وبالقدر خيره وشره
قانِتاتٍ قَائِمَاتُ بِالطَّاعَةِ أَحْسَنَ قِيَامٍ؛مداومات على الطاعة
تائِباتٍ: مُقْلِعَاتُ عَنِ الذَّنْبِ إِذَا وَقَعْنَ فِيهِ. بل كثيرات التوبة من الذنوب.
عابِداتٍ :متذذلات لله سبحانه وتعالى
سائِحاتٍ: صائمات وقيل السائحات المهاجرات
ثَيِّباتٍ جمع ثَيِّب ، وهي المرأة التي قد تزوَّجت ، ثم ثابت إلى بيت أبويها ، فعادت كما كانت غير ذات زوج
وَأَبْكاراً: العذارى .
و جمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بين الثيب والبكر ليكون ذلك أشهى إلى النّفوس، فإنّ التّنوّع يبسط النفس
. وقيل أن المراد
فالثّيّب: آسية امرأة فرعون،
وبالأبكار: مريم بنت عمران
لما رواه الطبراني عن ابن بريدة، عن أبيه:{ثيّباتٍ وأبكارًا}قال: وعد اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية أن يزوّجه، فالثّيّب: آسية امرأة فرعون، وبالأبكار: مريم بنت عمران.
وقد ضعف ابن كثير الحديث
وقد دلت الآية على فضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يطلق نسائه ؛والله لا يختار لنبيه إلاَّ أكمَلَ الأحوالِ وأعْلَى الأُمورِ، فلمَّا اختارَ اللَّهُ لرسولِه بقاءَ نِسائِه المذكوراتِ معَه دَلَّ على أنَّهُنَّ خيرُ النساءِ وأكْمَلُهُنَّ).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 صفر 1438هـ/4-11-2016م, 11:35 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسيرجزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاقوالتحريم.

(1)عامّ لجميعالطلاب.
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلالدراستك لسورةالطلاق.
ج1: التقوى جاء في تعريفها: هي ملازمة أمر الله عزوجل ورضاه في جميع الأحوال، فيقف عند حدود الله، فإن كان أمر فعله والتزم به، في حدود استطاعته، وإن كان نهيا تركه وانتهى عنه.
وقد جاءت الكثير من الآيات تبين فضائل التقوى وأثرها على الفرد والمجتمع.
ومن ذلك:
1/ أن في التزام تقوى الله فرج ومخرج من كل ضيق وشدة تعتري المؤمن وتصيبه في حياته. قال تعال:(وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً).
2/ أن تقوى الله سبحانه تفتح للعباد أبواب الرزق من حيث لا يخطر لهم. قال تعالى:(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب).
3/ أن من فضائل التقوى التيسير في جميع الأمور التي تقوم بها حياة العبد. قال تعالى:(وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَنْ أَمْرِهِ يُسْراً).
4/ أن من فضائل التقوى تكفير السيئات ومغفرة الذنوب، وكثرة الأجور، وهو غاية ما يطمح له المؤمن لينال رضا ربه. قال تعالى:(وَمَن يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً).
5/ أن التذكير بالتقوى وتكرار ذلك في سورة الطلاق، فيه بيان عظيم بأهمية التقوى في نواة المجتمع وأصله وهو الأسرة المسلمة، فإن التزام ذلك كفيل بإخراج جيل صالح قوي يكون به عز الإسلام.

*وبعد بيان بعض هذه الفوائد والفضائل والآثار للتقوى، أقول إنها كنز عظيم فهنيئا لمن ظفر.. فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين.

المجموعة الثانية:

1. بيّن مايلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا منالمباحات..
ج أ: فيه قولان:
الأول:أن التحريم هاهنا يوجب على صاحبه الكفارة، ولا يقع التحريم على ما أباحه الله عزوجل، وهو بمثابة اليمين فتجب على صاحبه كفارة اليمين. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

دليله:
_ما كان من سبب نزول قول الله تعالى:(يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ..)، أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ حرم جاريته أم إبراهيم، فلما نزلت الآية( يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ..) فكفر عن يمينه وأصاب جاريته.
وفي رواية: أن التحريم منه صلى الله عليه وسلم كان في شرب العسل.
_ورد في الصحيحين، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس في الحرام: يمين تكفر. وقال ابن عباس:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
_وجاء في رواية تفرد بها النسائي: عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: أتاه رجل فقال إني جعلت امرأتي عليّ حراما؟ قال: كذبت ليس عليك بحرام، ثم تلا قوله تعالى:(يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) عليك أغلظ الكفارات عتق رقبة.
*وهذا القول ذهب إليه الفقهاء، منهم مذهب أحمد بن حنبل وطائفة، وله ذهب الشافعي في أحد قوليه: أن الكفارة تجب على الزوجة والجارية، إذا أطلق التحريم على عينيهما.

فيكون على من حرم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات الكفارة، وهي الواردة في قوله تعالى:(فكفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم..)الآية. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

الثاني: أن التحريم للزوجة ينظر لنيته في ذلك، وما هو القصد من قوله: فإن كان قصده من التحريم الطلاق وقع ما نواه، وليس في هذه الحال الكفارة. وهو قول آخر للشافعي وفيه: إن نوى بالتحريم طلاق الزوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما. ذكره ابن كثير والأشقر.
_______
ب: كيف تكون مجاهدة الكافرينوالمنافقين..
ج ب: تكون بالجهاد الشامل الذي يقوم به دين الله عزوجل، وهو على مراتب:
الأول: يكون بالموعظة التي يكون فيها بيان الحق لهم، ودعوتهم بالتي هي أحسن من اللين والتلطف معهم. وذلك عبر كافة الوسائل التي يكون بها نشر لمحاسن هذا الدين العظيم.
الثاني: فإن أعرضوا ورفضوا الحق، كان لا بد من استعمال الخشونة معهم:
أ: فأما الكفار فمحاربتهم ومجاهدتهم بالقوة والسلاح.
ب: وأما المنافقين فيكون بإقامة الحدود عليهم، في حال ارتكابهم ما يوجب الحدود، وذلك لما يظهر من حالهم من الإيمان الذي يستترون به.
_______
2. حرّر القولفي:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قدأنزل الله إليكم ذكرا}..
ج2: أن فيها قولان:
1/ أن (ذكرا) مراد بها القرآن العظيم. وهو كقوله تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
_فيكون المعنى تقديرا: أنزل إليكم ذكرا والآية التي تليها، وأرسل إليكم رسولا... ذكره الأشقر.
2/ أن المراد ب(ذكرا) هو الرسول صلى الله عليه وسلم، هو الرسول صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن كثير والأشقر.
_فيكون المعنى متعلقا بالآية التي تليها، وتفسير ذلك: أنه أنزل إليكم ذكرا هو الرسول صلى الله عليه وسلم، على أن رسولا منصوبة على البدل من ذكرا. والله أعلم.
والراجح: القول الثاني.
قال ابن جرير:والصواب أن الرسول ترجمة عن الذكر، يعني تفسيرا له.
_______
3. فسّر تفسيرا وافيا قولهتعالى:
{اللَّهُ الَّذِيخَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُبَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّاللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.
التفسير:
قال تعالى:(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ) يخبر تعالى عن عظيم قدرته جلّ وعلا، إذ أنه سبحانه خلق سبع سموات بعضها فوق بعض كما قال تعالى:(الذي خلق سبع سموات طباقا) وليس ذلك فحسب بل (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) وخلق سبحانه سبع أرضين كذلك، (مِثْلَهُنَّ): أي مثل السموات السبع، وقد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، فقد جاء في الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام:(من ظلم شبرا في الأرض طوقه الله من سبع أرضين)، ومن قال أن المراد بقوله:(وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) سبع أقاليم، فقد خالف الصواب ونأى عن الحق لمخالفته لصريح النصوص الصحيحة. (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) ينزل أمره من السموات السبع إلى الأرضين السبع، من إنزال المطر وانبات النبات وتعاقب الليل والنهار، وكل ذلك في نظام متقن محكم لم يشهد خللا ولا اضطرابا، آيات كونية عظيمة، وفي ذكر ذلك تنبيه للناس وبيان:(لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرُ) أي اعملوا فكركم وتأملوها فتزداد معرفتكم ويعظم علمكم بهذا الخالق العظيم، فتوقنون بعظيم قدرته، وأن كل ما يريده سبحانه كائن، لا يعجزه شيء، ومع تمام قدرته سبحانه قال:(وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَاً) فلا يخفى عليه شيء في السموات والأرض، صغيرا كان أو كبيرا، حقيرا أم جليلا، فيعلم ما تنطوي عليه النفوس وما تخفيه الضمائر من الإيمان واليقين، وخلافه من الشك والكفر، ومن كان هذا شأنه، وجب على الخلق عبادته وحده دون سواه، وإخلاص جميع الأقوال والأعمال له وحده سبحانه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1438هـ/5-11-2016م, 02:19 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثالثة:
أولا :
بين فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق

إن للتقوى شأنا عظيما وفضائل جمة على الفرد والمجتمع ... وهي أمر الله لعباده ووصية أنبيائه لهم . وتقواه تعالى مفتاح دخول الجنة ومفتاح نيل رضاه وتوفيقه ...
قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
وقال ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
وقال ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا )

من فضل التقوى وآثارها :
على الفرد :

1- تفرج عنه كربه في الدنيا والآخره ... ففي الدنيا يجعل له من كل ضيق يمر به في رزق أو دين أو شبهة أو تهمة أو غيرها يجعل له منها مخرجا وفرجا ... وفي الآخرة يفرج عنه كرب الموت ويفرج عنه كربات الموقف والحساب .... ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )

2- أن الله يوسع له في رزقه ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ... فإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ... سواء كان ذلك رزق مال أو ولد أو علم أو فهم ...
فالله تعالى قال ( ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم )
وقال ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )
... فالرزق والتوسعة فيه مقرونة بتقوى الله وفعل أمره واجتناب نهيه واستغفاره على كل تقصير أو ذنب ...
بل ويرزقه من حيث لم يكن يظن انه يرزق ... فيأتيه رزقه مم لم يخطر على باله أنه يرزق به ...

3 - من اتقى الله حق تقواه علم قدره تعالى فتوكل عليه في أموره كلها وأنزل كل حاجة به سبحانه ... ومن توكل على الله وفوض أمره إليه كفاه كل أمره ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ومن كان الله معه وكان قوله ( حسبي الله ونعم الوكيل ) فماذا يضره بعد ذلك ؟؟!!
4 - تحيل عسره يسرا وتتيسر أموره كلها ... ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) فالله يعد عباده انه ما عسر عليهم أمر من أمور الدنيا واتقوا الله فيه إلا يسره الله ... بل ومع التقوى تكون حياته كلها ميسره وأمره كله سهلا ...
5- من اتقى الله في حياته وأموره كلها كفر الله عنه سيئاته وأعظم له امثوبة والجزاء في الآخرة ، وهل أعظم جزاء من الجنة ،،(ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا )

واما من أثرها على المجتمع :
1- أن تصلح أحوال الأسر في المجتمع ، فلو اتقى الله كل مسلم في زواجه وواتقاه في طلاقه لتجنب المجتمع الكثير من المشاكل ... ولحلت كثير من المشاكل الأسرية بغير طلاق ، ولسهلت الرجعة بين الزوجين وسهل الصفاء ، ولما تشتت الاولاد وحرموا من أحد والديهم بحصول الطلاق ... ولأمسك المجتمع لسانه عن كل مطلقة فحفظت الأعراض وحفظت الأسر ... ولحفظ كل زوج سر زوجه وقطع الألسن عنه حتى بعد حصول الطلاق ...

2- التوسعة في الرزق على الأمة كلها ... وليس على مستوى الأفراد فقط فذلك مصداقا لقوله تعالى ( ومن يتق الله يجععل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وهو وإن كان في الفرد إلا أنه ينسحب على المجتمع لقوله تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )

3- النجاة للأمة من الهلكة والعذاب الرباني ، فهلاك الأمم مرتبط بعتوها وعصيانها لربها ، وإن كانت الأمة المحمدية قد حميت من خسف أو استئصال إلا أنها يصيبها ببعدها عن ربها ذل وهوان وتسليط عدوها عليها ... بل وتسليط بعضهم على بعض وتناحرهم فيما بينهم وتشتت كلمتهم وسهولة النيل منهم من عدوهم ... والتقوى وقاية من ذلك ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا )

4- تقوى الله يرفع الأمة ويعيدها في مقدمة الأمم وذلك لأن الله يرفع بالقرآن أقواما ويضع به آخرين ، والله يأمر أمة نبيه أن تعتبر بما حل بالأمم السابقة فتتقيه وتتمسك بكتابه لتنجوا من الهلاك ويكتب لها الفوز والفلاح ( فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا )

ثانيا :
السؤال الأول :
1. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالطلاق السني والطلاق البدعي، وحكم كل نوع.
المراد بالطلاق السني والبدعي :
- الطلاق السني : هو ان يطلق الرجل زوجته طاهرا من غير جماع ( أي في طهر لم يمسها فيه ) أو حاملا قد استبان حملها ، بحيث تكون العدة واضحة بينة لأنها تضبط بالحيض
عن سالم أن عبد الله بن عمر أخبره أنه طلق امرأة له حائض فذكر عمر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ رسول الله ثم قال : ( ليراجعها ، ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة التي أمر الله عز وجل ) رواه البخاري

- وأما الطلاق البدعي : فهو أن يطلق الرجل زوجته وهي حائض أو في طهر قد جامعها فيه فلا يتبين له حملها أو عدمه

والله تعالى قال ( فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ) ... والعدة كما روي عن ابن عمر وعطاء ومجاهد والحسن وعكرمة وغيرهم : العدة : الطهر من غير جماع
وبذلك فإن الله أمر المؤمنين أنهم إذا أرادوا تطليق نسائهم فليطلقوهن في طهر لم يمسوهن فيه ... أو وهي حبلى مستبينا حملها ولا يطلقها وقد طاف عليها ولا يدري حملت أو لا ولا وهي حائض ...
وذلك لأنه لو طلقها وهي حائض فإنها لا تحتسب تلك الحيضة من العدة وتطول عليها العدة بسبب ذلك . ولو طلقها في طهر مسها فيه كذلك فإنه لا يؤمن حملها ولا يتبين بأي عدة تعتد هل بعدة الحامل أم بعدة القروء ...
فإذا كان الطلاق سنيا ضبطت العدة وعلم وقت بدئها وانتهائها وفي ذلك حفظ لحقوق الزوجين ... حفظ لحق الزوجة من نفقة وسكنى وقدرة على الزواج ثانية . وحق الزوج في مراجعتها ...

حكم كل نوع :
الأصل في الطلاق أنه مشروع ولكن أن لا يكون فيه استعجال ولا يبادر الزوج طلاق زوجته من غير سبب . فإن كان ولا بد من الطلاق فيجب التزام أمر الله فيه ...
فالطلاق السني هو المأمور به في حال عزم الزوج على طلاق زوجته ... وفيه حفظ لحقوق كلا الزوجين وعلم لاستبراء رحم الزوجة من زوجها وضبط للعدة دون إطالتها على المرأة ...
وأما الطلاق البدعي فهو منهي عنه ... وهو طلاق غير مشروع ودل على ذلك غضب رسول الله عليه وسلم من ابن عمر لتطليقه زوجته حائض ... وأمره بمراجعتها ...
واختلف الفقهاء في الطلاق البدعي هل يقع أم لا فمنهم من اعتبر وقوعه ... ومنهم من قال بعدم وقوعه لأمره صلى الله عليه وسلم لابن عمر بمراجعة زوجته حتى تنهي حيضتها فتطهر ثم تحيض فتطهر ثم إن بدا له أن يطلقها فليفعل ...

ب: المراد بالفاحشة المبيّنة.
أمر الزوج أي يبقي مطلقته في بيتها تعتد فيه ولا تخرج في مدة العدة إذ ذلك حق لها منه طالما لم تأت بفاحشة مبينة ...
والفاحشة المبينة :
- الزنا ... قاله ابن مسعود وابن عباس وابن المسيب وغيرهم .. ذكره ابن كثير وذكر مثله الأشقر
- وقيل : أن الفاحشة تشمل نشوز المرأة على زوجها أو إيذاء الزوج أو أهله بكلام أو فعل ... قاله ابي بن كعب وابن عباس وعكرمة وغيرهم ... ذكره ابن كثير وذكر مثله الأشقر
- وقيل هي كل أمر قبيح واضح يدخل الضرر على أهل البيت من عدم إخراجها كالأذى بالقول والفعل الفاحش ... ذكره السعدي وهو عام يشمل الزنا وبذاءة اللسان وقبح الفعال والأذى والضرر كله ...

والأقوال كلها تدخل في الفحش القولي أو الفعلي ... وأعمها قول السعدي الذي يشمل كل قبيح من فعل أو قول يكون سببا لإخراج المعتدة من منزل الزوجية لأنها بفعلها هي التي تسببت بإخراج نفسها ..

السؤال الثاني :
2. حرر القول في:
معنى "صغت قلوبكما" في قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}.
صغت قلوبكما : ورد فيها قولان :
- صغت : أي مالت وزاغت وانحرفت عما ينبغي لها من الورع والتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامه وأن لا يشفقن عليه ... ذكر ذلك السعدي
وبذلك يكون معنى الآية : أن الله يعرض عليهما التوبة ويخبرهما أنه قد وجب عليهما التوبة من فعلتهما لأنهما مالتا عن الحق وانحرفتا عما ينبغي لرسول الله من الحقوق

- صغت قلوبكما : مالت قلوبكما إلى التوبة من التظاهر على النبي صلى الله عليه وسلم ... ذكره الأشقر
ويكون معنى الآية بذلك أن الله يعرض عليهما التوبة ويخبرهما أنه قد بدا منهما توبة وندم عما فعلتاه وميل إليها ...

والمعنيان واردان فهما ( عائشة وحفصة ) رضي الله عنهما وأرضاهما قد أخطأتا في تظاهرهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وهما لإيمانهما قد بادرتا توبة وندما ... والله أعلم

السؤال الثالث :
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم.
يأمر الله عباده المؤمنين في هذه الآية بوقاية أنفسهم وأهليهم من النار فيقول :
يا أيها الذين آمنوا :
نادى الله عباده المؤمنين بأحب النداء إليهم وهي وصفهم بالإيمان ونسبتهم إليهم ... وفي ذلك حث لكل من آمن أن يستمع لخطاب الله تعالى وأمره ... فبعد كل نداء كهذا أمر أو نهي أو عظة وعبرة فاسمعوا ...

قوا أنفسكم وأهليكم نارا :
ثم يبين الله لعباده أمره بأن يقو أنفسهم عذابه وذلك بتقواه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والتوبة عن كل ما يغضب الله ... واتقاء النار ولو بشق تمرة ....
( وأهليكم ) ثم إن هذه الوقاية تتعدى أنفسكم لتقوا أهلكم من زوج أو ولد بل وكل من تحت ولايتكم ... قوهم من النار بأن تؤدبوهم وتعلموهم وتحسن ا تربيتهم وتلزموهم بطاعة الله إن بلغوا مبلغها وندوا عنها ... فكل امرئ مسؤول عن نفسه وعمن تحت ولايته فليحسن لنفسه ويأمر أهله بما يأمر به نفسه من تقوى الله وصالح العمل ويأخذ على أيديهم إن انحرفوا أو بعدوا ... ومن ذلك مثلا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم الأبناء الصلاة لسبع وضربهم عليها إن بلغوا عشرا ...( مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ) رواه احمد والترمذي . وقال الفقهاء بذلك في الصيام كذلك تدريبا وتعويدا على الطاعة والبعد عن المعصية ، فذلك واجب على كل مسلم وحق أهله عليه ..،
قال الضحاك ومقاتل : ( حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه )
( نارا ) وإنما يكون كل ذلك ليقي نفسه وأهله ويحميهم من نار جهنم وعذابها والعياذ بالله ...

وقودها الناس والحجارة :
ثم وصف الله هذه النار التي أمر عباده باتقائها ليكون ذلك أبلغ في التحذير منها . هي ليست كنار الدنيا التي توقد بالحطب ... وإنما هي نار عظيمة توقد بالناس من بني آدم من كفرة بني آدم ، وبالحجارة مما كانوا يعبدون من أصنام ومن الصخور والحجارة المنتنة ... وهي كقوله تعالى ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم )
وقد ورد أن رسول الله تلا هذه الآية على أصحابه وفيهم شيخ فقال : يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا ،؟؟ قال : والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا كلها ) فسقط الشيخ مغشيا عليه ... الخ الحديث وهو مرسل غريب كما ذكر ابن كثير .

عليها ملائكة غلاظ شداد :
أي هذه النار خزنتها ويقف على بابها ويلي أمرها وأمر عذاب أهلها ملائكة صفتهم أنهم ( غلاظ) على أهل النار غليظة أخلاقهم وطباعهم ... ليس في قلوبهم رحمة على أهل النار فهم مستحقون لها ( شداد ) أي شداد في خلقتهم عظيمة أشكالهم مزعجة مفزعة ... وهم كما وصفهم عكرمة : ( سود وجوههم كالحة أنيابهم قد نزع الله من قلوبهم الرحمة ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة ) ... فهم شداد في خلقهم وأشكالهم شداد على أهل النار بتوبيخهم وانتهارهم وإهانتهم إن استرحموا ... فهم قد خلقوا للعذاب ... وهؤلاء هم زبانية العذاب والعياذ بالله ...

لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون :
فهؤلاء الملائكة ( أي خزنة النار ) يتصفون بصفة الملائكة كلهم أنهم يعملون ما أمروا به مهما كان ويبادرون إلى تنفيذه دون تأخر مهما كان ، ولا يعصون لله أمرا ، بل هم طوع أمره سبحانه ... وفي ذلك مدح للملائكة الكرام ومنهم خزنة النار أنهم ( لا يستكبرون عن عبادته ) سبحانه ... وعبادته بطاعة أمره وعدم معصيته ...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1438هـ/5-11-2016م, 09:16 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الثاني عشر القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع

تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.
1. (عامّ لجميع الطلاب)

بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

التقوى لغة واصطلاحا..
1 التقوى في اللغة..
نقول . اتقى يتقي ..وقى يقي من الوقاية. والتقوى بمعنى الستر والصون والحذر. أي وقاية وصيانة كما يقال في الشائع...الوقاية خير من العلاج.
2. أما في الشرع.
فهي حفظ النفس مما يؤثم وذلك بامتثال الاوامر واجتناب النواهي تبعا لشرع النبي صلى الله عليه وسلم.بمعنى ان يجعل العبد بينه وبين ربه وقاية عملية. تقيه غضبه سبحانه وسخطه وعقابه. وذلك كما قلت بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.
قال السلف عن التقوى:
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل )).

- قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : (( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ )) (آل عمران :102)
قال : أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فلا ينسي ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها .

- وقال طلق بن حبيب رحمه الله : التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
- وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات كما قال أبو هريرة رضي الله عنه وسئل عن التقوى فقال : هل أخذت طريقا ذا شوك ؟قال : نعم ، قال : فكيف صنعت؟ قال : إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى .

فضل التقوى:

يقال سبب نزول آية: "و من يتق الله يجعل له مخرجا* و يرزقه من حيث لا يحتسب" هو أن الصحابي مالك الأشجعي جاء يشكو إلى الرسول صل الله عليه و سلم؛أن ابنه عوف قد أسر عند المشركين فسأله الرسول صل الله عليه وسلم أن يصبر و يدعو الله ليفرج همّه، فما لبث أن استطاع ابنه الهرب من الأسر، و لقي في طريق هروبه إلى المدينة غنم و إبل بدون صاحب لها فأخذها إلى المدينة و جاؤا إلى الرسول صل الله عليه و سلم؛ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اصنع بها ما أحببت، وما كنت صانعًا بمالك". ونزل: {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} رواه ابن أبي حاتمٍ.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من انقطع إلى اللّه كفاه اللّه كلّ مئونة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدّنيا وكله إليه.
و لما كان الطلاق يوقع في النفس الغم و الكرب أوصى الله عبده بتقواه و من ثم يعده بالفرج من كل ضيق.
• فتقوى الله بسماع أوامره و الأمر بالمعروف و اجتناب ما نهى عنه سبجانه و تعالى و النهي عن المنكر لا تأتي إلا بالخير، فيها تفريج الهم و الكرب و سعة الرزق و فيها تأليف القلوب. و قال ابن مسعود إن أجمع آية في القرآن: "إن الله يأمر بالعدل و الإحسان" (سورة النحل)؛ وإنّ أكثر آيةٍ في القرآن فرجًا: {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا }هذا في حق الفرد،أما التقوى في حق المجتمع فتشمل:
o "من حسن إسلام المرء تركه" ما لا يعنيه فهي نصف السلامة،و من أعظم النعم التي ينعم بها الله على عباده.
o و من التقوى عند الحديث"فليقل خيرا أو ليصمت" كف اللسان عن أعراض الناس فبسلم المجتمع من الحقد والضغينة.
o و من التقوى عند المعاملة" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، و رجع إلى وصية النبي صل الله عليه و سلم للرجل الذي جاء يسأله النصيحة؛ فقال له النبي صل الله عليه و سلم" لا تغضب" قالها ثلاث، فالغضب أوله جنون و آخره ندم. فإذا رجع كل فرد غلى نفسه و سالها قبل أن يتفوه بالكلمة أو يهم بالعمل؛"هل تحبين لنفسك هذا؟" لكان أمر المجتمع الإسلامي تغير."الله اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه" و لا تجعلنا من "الذين يقولون ما لا يفعلون"


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:


أ: الحكمة من مشروعية العدّة.

• تنحصر في قوله تعالى:" لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" ؛ فمنها قد يرق قلب المطلق و يشعر بالمودة و الرحمة تجاه زوجته و يريد ان يستأنف معها الزواج.
• و لعل الطلاق وقع بسبب مؤقت أو عيب فانتفى هذا السبب، و من الممكن استئناف الحياة الزوجية.
• و منها براءة الرحم من الحمل؛أي أنها مدة تربصل لبراءة الرحم.

ب: المراد بالتوبة النصوح؟

- القول الأول: توبةً نصوحًا} أي: توبةً صادقةً جازمةً، تمحو ما قبلها من السّيّئات وتلمّ شعث التّائب وتجمعه، وتكفّه عمّا كان يتعاطاه من الدّناءات.ذكره ابن كثير في تفسيره.
- القول الثاني: يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه. قال به عمر بن الخطاب و ذكره ابن كثير عن ابن جرير،و ذكره الثوري عن عمر أيضاً.
- القول الثالث:يتوب عن العمل السئ ذكره السماك عن عمر
- القول الرابع وهذا قاله العلماء: التّوبة النّصوح هو أن يقلع عن الذّنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على ألّا يفعل في المستقبل. ثمّ إن كان الحقّ لآدميٍّ ردّه إليه بطريقه.(الإقلاع عن الذنب، العزم على عدم العودة و إذا أخطأ في حق أخيه عليه إذا كان أصابه بغيبة فعليه أن يبرء نفسه منه بالإعتذار عنه و ذكر محاسنه أمام الأشخاص الذين اغتابه عندهم).
- عن عبد اللّه بن معقل قال: دخلت مع أبي على عبد اللّه بن مسعودٍ فقال: أنت سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "النّدم توبةٌ؟ ". قال: نعم. وقال مرة: نعم سمعته يقول: "النّدم توبةٌ".ذكره ابن كثير.
- كما ثبت في الصّحيح: "الإسلام يجب ما قبله، والتّوبة تجبّ ما قبلها". ذكره ابن كثير.
- التوبةُ العامَّةُ الشاملةُ لجميعِ الذنوبِ، التي عقَدَها العبدُ للهِ، لا يُريدُ بها إلاَّ وَجْهَ اللَّهِ والقُرْبَ منه، ويَستمِرُّ عليها في جميعِ أحوالِه).
- التوبةُ النَّصوحُ: الصادقةُ،ذكره الأشقر.
- وقيلَ: الخالِصةُ، وهي الندَمُ بالقلْبِ على ما مَضَى مِن الذَّنْبِ، والاستغفارُ باللسانِ، والإقلاعُ بالبَدَنِ، والعزْمُ على ألاَّ يَعودَ.الأشقر.
- أجمع المفسرون أن التوبة النصوحة تستلزم الإقلاع عن الذنب و العزيمة على عدم العودة وعمل الصالحات بالإستغفار و إقلاع الجوارح عن هذا الذنب، و إذا كان في حق آدمي إرجاع الحق له.

2. حرّر القول في:

المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.

1. قال كثير من العلماء و منهم ابن عباس هذه في البائن،و إن كانت حامل انفق عليها حتى تضع الحمل.
2. و قال آخرون هي: بل السياق في الرجعيات، وإنّما نصّ على الإنفاق على الحامل وإن كانت رجعيّةً؛ لأنّ الحمل تطول مدّته غالبًا، فاحتيج إلى النّصّ على وجوب الإنفاق إلى الوضع؛ لئلّا يتوهّم أنّه إنّما تجب النّفقة بمقدار مدّة العدّة.
3. واختلف العلماء: هل النّفقة لها بواسطة الحمل، أم للحمل وحده؟ على قولين منصوصين عن الشّافعيّ وغيره و هناك مسائل مذكروة في الفروع. ذكره ابن كثير و السعدي
4. وجوب الانفاق على الحامل و المرضع. حاصل قول المفسرون الثلاثة.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:

لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ

أي لينفق على المولود والده،أو وليه على حسب قدرته،و قدر الله تعالى النفقة على قدر الزوج، السعة هنا المقدرة على الإنفاق.و قيل فلينفق الغني من غناه و ليس كنفقة الفقير.و هو امر لأهل السعة ليوسعوا على المرضع . روى ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا حكّام، عن أبي سنانٍ قال: سأل عمر بن الخطّاب عن أبي عبيدة، فقيل: إنّه يلبس الغليظ من الثّياب، ويأكل أخشن الطّعام، فبعث إليه بألف دينارٍ، وقال للرّسول: انظر ما يصنع بها إذا هو أخذها: فما لبث أن لبس اللّيّن من الثّياب، وأكل أطيب الطّعام، فجاءه الرّسول فأخبره، فقال: رحمه اللّه، تأوّل هذه الآية: {لينفق ذو سعةٍ من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ممّا آتاه اللّه.}
• وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ (أي ضيق عليه) رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ ( المقصود هنا الرزق )لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)؛و هذا مناسب لحكمة الله و رحمته بعباده ، حيثُ جَعَلَ كُلاًّ بحَسَبِه، وخَفَّفَ عن الْمُعْسِرِ،

سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا : أي بعد الضيق و الشدة سعة و غنى و هو وعد منّه الله على عباده ووعد بالفرج؛ و هي بشارة للمعسرين ألا يقنطوا من روح الله فهو الكريم الرزاق. وقد روى الإمام أحمد حديثًا يحسن أن نذكره ها هنا، فقال: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام، حدّثنا شهر بن حوشب قال: قال أبو هريرة: بينما رجلٌ وامرأةٌ له في السّلف الخالي لا يقدران على شيءٍ، فجاء الرّجل من سفره، فدخل على امرأته جائعًا قد أصاب مسغبةً شديدةً، فقال لامرأته: عندك شيءٌ؟ قالت: نعم، أبشر، أتاك رزق اللّه، فاستحثّها، فقال: ويحك! ابتغي إن كان عندك شيءٌ. قالت نعم، هنيهة -ترجو رحمة اللّه-حتّى إذا طال عليه الطّوى قال: ويحك! قومي فابتغي إن كان عندك شيءٌ فائتيني به، فإني قد بلغت وجهدت. فقال: نعم، الآن ينضح التّنّور فلا تعجل. فلمّا أن سكت عنها ساعةً وتحيّنت أن يقول لها، قالت من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنّوري؟ فقامت فنظرت إلى تنورها ملآن من جنوب الغنم، ورحييها تطحنان. فقامت إلى الرّحى فنفضتها، واستخرجت ما في تنّورها من جنوب الغنم.
قال أبو هريرة: فوالّذي نفس أبي القاسم بيده، هو قول محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: "لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتا إلى يوم القيامة" (7)} الطلاق.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1438هـ/5-11-2016م, 10:13 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔶مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.🔶


📝 1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
◀ فضل التقوى :
التقوى : هي أن تجعل بينك و بين الله عزّ و جلّ وقاية بفعل أوامره و اجتناب نواهيه .
أو كما قيل : أن لا يفقدك الله حيث أمرك ، و لا يجدك حيث نهاك .
فمن وفق بأن يكون عبدًا متّقيًا لله فاليفرح و ليسعد بما له من الفضل الذي سنذكر بعضه :
1- أن الله يجعل له مخرجًا
قال تعالى : { و من يتقّ الله يجعل له مخرجًا }
🔸قال ابن مسعود : إن أكثر آيةٍ في القرآن فرجًا { و من يتق الله يجعل له مخرجًا}
🔸و قال ابن عباس : ينجّيه من كلّ كربٍ في الدنيا و الآخرة .
🔸و قال الربيع بن خثيم : أي من كلّ شئٍ ضاق على الناس .
🔸و قال قتادة : أي من شبهات الأمور و الكرب عند الموت .
فتأمل من خلال أقوال السلف الصالح فضل التقوى من هذه الآية من نجاة العبد في جميع أحواله بتقواه لله .
2- أن الله يرزقه من حيث لا يحتسب
قال تعالى :{ و يرزقه من حيث لا يحتسب}
أي : يسوق له الرزق من حيث لا يرجو أو لا يأمل
من وجهٍ لا لا يحتسبه و لا يشعر به
فتأمل هذا الفضل العظيم
3- أن الله يجعل له من أمره يسرا
قال تعالى :{ و من يتق الله يجعل له من أمره يسرا}
أي : يسهل له أمره ، و ييسره عليه ، و يجعل له فرجًا قريبًا و مخرجًا عاجلاً
4- أن الله يكفّر عنه سيئاته و يعظم له الأجر
قال تعالى { و من يتّق الله يكفّر عنه سيئاته و يعظم له أجرًا}
أي : يذهب عنه المحذور ، و يجزل له الثواب على العمل اليسير .
يعطيه من الأجر في الآخرة أجرًا عظيمًا و هو الجنة
⚜ من خلال هذه الآيات يتبين فضل التقوى على العبد في جميع أمور حياته الدنيوية و الأخروية
فيحرص أن يكون متقيًا لله تعالى في جميع أحواله لينال هذا الفضل العظيم ، الذي سيكون له آثار عليه و على مجتمعه أيضًا
* من آثار التقوى على العبد :
- أنه يكون طائعًا لله بفعل أوامره و اجتناب نواهيه
فيؤدي جميع حقوق الله عليه بما يوفّقه الله تعالى
- إذا كان العبد متقيًا لله قام بحقوق العباد كما أمره الله تعالى فلا يظلم و لا يتعدى و لا يتجاوز حدود ما أمره الله
فبمجموع الأمرين يكون العبد أصلح ما بينه و بين الله ، و ما بينه و بين عباد الله ⬅ ما ينتج عنه :
آثار التقوى على المجتمع :
- صلاح الأفراد به يكون صلاح المجتمع
- كان الكلام في التقوى و تكراره في سورة الطلاق التي تتكلم عن الأسرة التي هي نواة المجتمع
فإن صلحت هذه الأسرة صلح المجتمع
- و من آثار التقوى أيضًا على المجتمع و أهمها
تطبيق شريعة الله تعالى في جميع أمور الحياة بدءًا
و الأسرة ، هو الخطوة الحقيقية لمجتمع مسلم صالح

🔶 2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
🔆 المجموعة الأولى:

◀ 1. بيّن ما يلي:

🔶 أ: الحكمة من مشروعية العدّة.

.حكمة مشروعية العدة:
1- التأكد من براءة الرحم حتى لا تختلط الأنساب.
2- إتاحة الفرصة للمطلق أن يراجع امرأته إذا ندم كما في الطلاق الرجعي.
3- تعظيم شأن النكاح وأنه لا ينعقد إلا بشروط، ولا ينفك إلا بانتظار وتريُّث.
4- احترام المعاشرة بين الزوجين، فلا تنتقل لآخر إلا بعد انتظار وإمهال.
5- صيانة حق الحمل إذا كانت المفارقة حاملاً.
ففي العدة أربعة حقوق: حق الله، وحق الزوج، وحق الزوجة، وحق الولد.

🔶 ب: المراد بالتوبة النصوح؟

⚜ أي توبة صادقة جازمة ، تشتمل على :
-الإقلاع عن الذنب في الحاضر
- و الندم على ما سلف منه في الماضي
- و يعزم على أن لا يفعل في المستقبل
- ثم إن كان الحقّ لآدمي ردّه إليه بطريقه
فهي ما يعقده العبد لله ، لا يريد بتوبته إلّا وجه الله و القرب منه ، و يستمر عليها في جميع أحواله .

🔶 2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
⚜ القول الأول : أنها في البائن إن كانت حاملاً أنفق عليها حتى تضع حملها .
🔸استدلوا : بأن الرّجعية تجب نفقتها ، سواء كانت حاملاً أو حائلاً
.... قاله كثيرٌ من العلماء منهم ابن عباس ، و طائفةٌ من السّلف ، و جماعات من الخلف ◀ ذكره ابن كثير
⚜ القول الثاني : الرجعية إن كانت حاملاً
لأن الحمل تطول مدّته غالبًا ، فاحتيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع ؛ لئلا يتوهّم أنه إنما تجب النفقة بمقدار العدة
🔸استدلوا بأن السياق كلّه في الرّجعيات .
⬅ جمع السعدي بين القولين بقوله: لأجل الحمل الذي في بطنها إن كانت بائنًا ، و لها و لحملها إن كانت رجعية ، و منتهى النفقة إلى وضع الحمل .

🔶 3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانٌ لقدر الإنفاق و المعنى :
لينفق الزوج على زوجته و على ولده الصغير ، على قدر وُسعه و طاقته ، و هو أمرٌ بأن ينفق كل واحد على مقدار حاله ، فلا يكلّف الزوج ما لا يطيق ، و لا تضيّع الزوجة ، بل يكون بالاعتدال و الموازنة بين الحقوق
{ و من قدر عليه رزقه} أي ضيّق عليه رزقه ، فكان أقل من الكفاية { فلينفق ممّآ ءاتٰه الله } أي على مقدار طاقته ، و ما رزقه الله من المال { لا يكلّف الله نفسًا إلا مآ ءاتٰها } أي لا يكلف الله عبدًا إلا بقدر طاقته و استطاعته ، فلا يكلف الفقير مثل ما يكلف الغني
قال أبو السعود : ( وفيه تطييبٌ لقلب المعسر ، و ترغيبٌ له في بذل مجهوده ، و قد أكد ذلك الوعد بقوله
{ سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا}
سيجعل بعد الضيق الغنى ، و بعد الشدة السعة و الرخاء ، و فيه بشارةٌ للفقراء بفتح أبواب الرزق عليهم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1438هـ/6-11-2016م, 06:00 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.

🔸1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
التقوى هي فعل الأوامر وترك النواهي. وهي سبب السعادة، وسبب كل خير ورأسه.

قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )
وقال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4))
وقال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5))

ففي التقوى يحصل: تفريج الكرب لمن وقع فيها.
فالتقوى باب لتفريج كربة العسر، وكربة الفقر، وكربة المعاصي والسيئات وغير ذلك. فمن اتقى الله جعل له الله من أمره مخرجا في كل شيء ضاق على الناس.
وهذا عام لكرب الدنيا والآخرة. فالتقوى سبب لتفريج الكرب عند الموت.
وسبب لثواب الدنيا والآخرة.
وسبب للتوسعة، ووضع الآصار والأغلال.
وسبب للرزق الحلال.
فمن أراد عز الدنيا والرزق الحلال فيها، والنعيم في الآخرة فعليه بالتقوى.
كما أنها مخرج من شبهات الأمور، والجهل وفي هذا حفظ للمجتمع من كل ما يضره. كما أن بها يحصل النصر والقيادة للأمة إذ الخير كل الخير في التمسك بهذا الدين، وما ساد من ساد من أسلافنا إلا بهذا. ومن اتقى الله نصح له ولإخوانه المسلمين وبهذا يسود التناصح والتكافل والتعاون ويحصل تقديم المصالح العليا.

قال ابن مسعود: إنأكثر آية في القرآن فرجا: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)
وروى الإمام أحمد عن أبي ذرٍّ قال: جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتلو عليّ هذه الآية: {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب} حتّى فرغ من الآية، ثمّ قال: "يا أبا ذرٍّ، لو أنّ النّاس كلّهم أخذوا بها كفتهم".

- وعلى هذا من لم يتق الله؛ يقع في الآصار والأغلال.






المجموعة الخامسة:

1. بيّن ما يلي:
🔸أ: هل تجب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع زوجته لولدهما؟

تجب إن طلبت.
وذلك بالنسبة للمطلقة وهي حامل؛ تبين بانقضاء العدة بالوضع. ولها حينئذ أن ترضع ولدها بعد الوضع، ولها الامتناع، ولكن بعد أن تغذيه باللبأ -وهو باكورة اللبن الذي لا قوام للولد غالبا إلا به- فإن أرضعت وطلبت أجرة على ذلك فلها ما عاقدت أباه أو وليه عليه من أجرة إن رضي، واتفقا عليها. وإن لم يتفقا فلها أجرة المثل.*

🔸ب: الحكمة من اعتداد المطلّقة الرجعية في بيت زوجها.

بقاؤها في بيت زوجها أثناء العدة؛ حق لها ولهذا أضاف سبحانه وتعالى البيت لها في قوله: (لاتخرجوهن من بيوتهنّ) لكمال استحقاقهن للسكنى في مدة العدة، فالسكنى تبع النفقة، والنفقة واجبة للرجعية. وفي بقائها استكمال للحق الزوج أيضا.
ولعل الزوج يندم على طلاقها ويخلق الله في قلبه رجعتها، فيكون ذلك أيسر وأسهل. ولما في الإسكان من الجبر لخاطرها والرفق بها.**

🔸2. حرّر القول في:
عدة الحامل المتوفى عنها زوجها.

في المسألة قولان؛ بحسب فهم الآية، حيث أن هذه الآية نزلت بعد آية البقرة:(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا)
1. فمن نظر إلى هذه الآية على أنها للحامل؛ لم يعتد بعموم آية البقرة. كما جاء في حديث أبي بن كعب عند ابن أبي حاتم قال: قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إن ناسًا من أهل المدينة لمّا أنزلت هذه الآية الّتي في "البقرة" في عدّة النّساء قالوا: لقد بقي من عدّة النّساء عددٌ لم يذكرن في القرآن: الصّغار والكبار اللّائي قد انقطع عنهنّ الحيض، وذوات الحمل. قال: فأنزلت الّتي في النّساء القصرى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدّتهنّ ثلاثة أشهرٍ واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ}
فبناء على ذلك قالوا:
من كانت حاملا فعدتها بوضعه، ولو كان بعد الطلاق أو الموت بفواق ناقة.* وهو قول جمهور العلماء من السلف والخلف، وكما هو نص هذه الآية الكريمة، وكما وردت به السنة النبوية:
- روى البخاري عن أبي سلمة قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ -وأبو هريرة جالسٌ-فقال: أفتني في امرأةٍ ولدت بعد زوجها بأربعين ليلةً. فقال: ابن عبّاسٍ آخر الأجلين. قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي -يعني أبا سلمة-فأرسل ابن عبّاسٍ غلامه كريبًا إلى أمّ سلمة يسألها، فقالت: قتل زوج سبيعة الأسلميّة وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلةً، فخطبت، فأنكحها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكان أبو السّنابل فيمن خطبها.
- وروى الإمام أحمد عن المسور بن مخرمة؛ أنّ سبيعة الأسلميّة توفي عنها زوجها وهي حاملٌ، فلم تمكث إلّا ليالي حتّى وضعت، فلمّا تعلّت من نفاسها خطبت، فاستأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في النّكاح، فأذن لها أن تنكح فنكحت.
- وروى مسلم عن عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري أنّ سبيعة أخبرته أنّها كانت تحت سعد بن خولة -وكان ممّن شهد بدرًا-فتوفّي عنها في حجّة الوداع وهي حاملٌ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلمّا تعلّت من نفاسها تجمّلت للخطّاب، فدخل عليها أبو السّنابل بن بعكك فقال لها: مالي أراك متجمّلةً؟ لعلّك ترجين النّكاح، إنّك واللّه ما أنت بناكحٍ حتّى تمر عليك أربعة أشهرٍ وعشرٌ. قالت سبيعة: فلمّا قال لي ذلك جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسألته عن ذلك، فأفتاني بأنّي قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتّزويج إن بدا لي.
- وروى ابن جرير عن علقمة بن قيس؛ أن عبد الله بن مسعودٍ قال: من شاء لاعنته، ما نزلت: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} إلّا بعد آية المتوفّى عنها زوجها. قال: وإذا وضعت المتوفّى عنها زوجها فقد حلّت. يريد بآية المتوفّى عنها زوجها {والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجًا يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهرٍ وعشرًا}.
- وروى ابن أبي حاتمٍ عن أبي بن كعب، أنه لما نزلت هذه الآية قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أدري أمشتركةٌ أم مبهمةٌ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّة آيةٍ؟ ". قال: {أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} المتوفّى عنها والمطلّقة؟ قال: "نعم".

2.ومن جمع بين الآيتين -علي وابن عباس- جعل الحد الأدنى للعدة أربعة أشهر وعشرا حتى وإن وضعت قبل ذلك.
فقالا: تعتد بأبعد الأجلين من الوضع أو الأشهر.
- روى البخاري عن أبي سلمة قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ -وأبو هريرة جالسٌ-فقال: أفتني في امرأةٍ ولدت بعد زوجها بأربعين ليلةً. فقال: ابن عبّاسٍ آخر الأجلين. قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي -يعني أبا سلمة- فأرسل ابن عبّاسٍ غلامه كريبًا إلى أمّ سلمة يسألها، فقالت: قتل زوج سبيعة الأسلميّة وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلةً، فخطبت، فأنكحها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكان أبو السّنابل فيمن خطبها.
- وروى عن محمد بن سيرين قال: كنت في حلقةٍ فيها عبد الرّحمن بن أبي ليلى، رحمه اللّه، وكان أصحابه يعظّمونه، فذكر آخر الأجلين، فحدّثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد اللّه بن عتبة، قال: فضمّزلي بعض أصحابه، وقال محمّدٌ: ففطنت له فقلت: له إنّي لجريءٌ أن أكذب على عبد اللّه وهو في ناحية الكوفة. قال: فاستحيا وقال: لكنّ عمّه لم يقل ذلك. فلقيت أبا عطيّة مالك بن عامرٍ فسألته، فذهب يحدّثني بحديث سبيعة، فقلت: هل سمعت عن عبد اللّه شيئًا؟ فقال: كنّا عند عبد اللّه فقال: أتجعلون عليها التّغليظ، ولا تجعلون عليها الرّخصة؟ نزلت سورة النّساء القصرى بعد الطّولى: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ}
- وروى ابن أبي حاتم عن مسروقٍ قال: بلغ ابن مسعودٍ أنّ عليًّا، رضي اللّه عنه، يقول: آخر الأجلين. فقال: من شاء لاعنته، إنّ الّتي في النّساء القصرى نزلت بعد البقرة: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ}

▫والأحاديث تدل على أن القول الأول هو الصواب.*

🔸3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} التحريم.

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْن إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ َ* وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا امرأة فرعون) هذا مثل ضربه الله للمؤمنين أنهم لا تضرهم* مخالطة الكافرين بشرط: إذا كانوا محتاجين إليهم. كما لم تضر (امرأة فرعون) وهي آسية بنت مزاحم؛ وقد كانت تحت أكفر الكافرين وصارت بإيمانها في جنات النعيم.* قال قتادة: كان فرعون أعتى أهل الأرض وأبعده*فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها لتعلموا أن الله حكم عدل، لا يؤاخذ أحدا إلا بذنبه.
(إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) أي: ابن لي بيتا قريبا من رحمتك في درجات المقربين منك. قال العلماء: اختارت الجار قبل الدار.
(ونجني) خلصني* (من فرعزن) ذاته (وعمله) أي: مما يصدر عنه من أعمال ألشر؛ فإني أبر إليك منها (ونجني من القوم الظالمين) هم الكفار من القبط.
فنالت من العذاب من فرعون وملإه، وكانت تصبر لعظم يقينها وإيمانها وتدعو. لذلك وصفها الله بالإيمان والتضرع لربها وسؤالها أجل المطالب من سؤال الجنة، والنجاة من الفتنة، فاستجاب الله لها. روى ابن جرير عن سلمان قال: كانت امرأة فرعون تعذّب في الشّمس، فإذا انصرف عنها أظلّتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنّة.
روى عن القاسم بن أبي بزة قال: كانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت بربّ موسى وهارون، فأرسل إليها فرعون فقالت: انظروا أعظم صخرةٍ تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته، فلمّا أتوها رفعت بصرها إلى السّماء فأبصرت بيتها في الجنّة، فمضت على قولها، وانتزع روحها، وألقيت الصّخرة على جسدٍ ليس فيه روحٌ.
وروى الرازي عن أبي العالية قال: كان إيمان امرأة فرعون من قبل إيمان امرأة خازن فرعون، وذلك أنّها جلست تمشّط ابنة فرعون، فوقع المشط من يدها، فقالت تعس من كفر باللّه؟ فقالت لها ابنة فرعون: ولك ربٌّ غير أبي؟ قالت: ربّي وربّ أبيك وربّ كلّ شيءٍ الله. فلطمتها بنت فرعون وضربتها، وأخبرت أباها، فأرسل إليها فرعون فقال: تعبدين ربًّا غيري؟ قالت: نعم، ربّي وربّك وربّ كلّ شيءٍ اللّه. وإيّاه أعبد فعذّبها فرعون وأوتد لها أوتادًا فشدّ رجليها ويديها وأرسل عليها الحيّات، وكانت كذلك، فأتى عليها يومًا فقال لها: ما أنت منتهيةٌ؟ فقالت له: ربّي وربّك ورب كلّ شيءٍ اللّه. فقال لها: إنّي ذابحٌ ابنك في فيك إن لم تفعلي. فقالت له: اقض ما أنت قاضٍ. فذبح ابنها في فيها، وإنّ روح ابنها بشّرها، فقال لها: أبشري يا أمّه، فإنّ لك عند اللّه من الثّواب كذا وكذا. فصبرت ثمّ أتى [عليها] فرعون يومًا آخر فقال لها مثل ذلك، فقالت له، مثل ذلك، فذبح ابنها الآخر في فيها، فبشّرها روحه أيضًا، وقال لها. اصبري يا أمّه فإنّ لك عند اللّه من الثّواب كذا وكذا. قال: وسمعت امرأة فرعون كلام روح ابنها الأكبر ثمّ الأصغر، فآمنت امرأة فرعون، وقبض اللّه روح امرأة خازن فرعون، وكشف الغطاء عن ثوبها ومنزلتها وكرامتها في الجنّة لامرأة فرعون حتّى رأت فازدادت إيمانًا ويقينًا وتصديقًا، فاطّلع فرعون على إيمانها، فقال للملإ ما تعلمون من آسية بنت مزاحمٍ؟ فأثنوا عليها، فقال لهم: إنّها تعبد غيري. فقالوا له: اقتلها. فأوتد لها أوتادًا فشدّ يديها ورجليها، فدعت آسية ربّها فقالت: {ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة} فوافق ذلك أن حضرها، فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنّة، فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها، إنّا نعذّبها وهي تضحك، فقبض اللّه روحها، رضي اللّه عنها.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ).

{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}
وهذا ثاني مثل ضربه الله للذين آمنوا في كون مخالطتهم للكافرين لا تضرهم وذلك إذا كانوا محتاجين إليهم فقال: (ومريم ابنة عمران) جمع الله لها بين كرامة الدنيا والآخرة، واصطفاها على نساء العالمين مع كونها بين قوم عصاة (التي أحصنت فرجها) أي: حفظته وصانته عن الفواحش. والإحصان: هو العفاف والحرية. (فنفخنا فيه من روحنا) أي: بواسطة الملك، وهو جبريل، فإن الله بعثه إليها فتمثل لها في صورة بشر سوي، وأمره الله تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها، فوصلت النفخة وولجت في فرجها، فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام. ولهذا قال: (فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها) ويشمل كلماته الدينية والقدرية وما خاطبها به الملك، وهو قول جبريل لها: إنما أنا رسول ربك. وما أخبرها به من البشارة بعيسى وكونه رسولا من المقربين. أو المراد: شرائعه التي شرعها لعباده. (وكتبه) شرعه، وكتبه المنزلة على الأنبياء.
وفي وصفها بالتصديق بالكلمات والكتب؛ وصف لها بالعلم والمعرفة؛ فإن التصديق بذلك يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل. ولهذا قال: (وكانت من القانتين) أي: من القوم المداومين على طاعة ربهم بخشية وخشوع، كان أهلها أهل بيت صلاح وطاعة، وهذا وصف لها بكمال العمل؛ فإنها رضي الله عنها صديقة. والصديقية هي كمال العلم والعمل.
روى الإمام أحمد عن ابن عبّاسٍ قال: خطّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الأرض أربعة خطوطٍ، وقال: "أتدرون ما هذا؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلدٍ، وفاطمة بنت محمّدٍ، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحمٍ امرأة فرعون".
وثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كمل من الرّجال كثيرٌ، ولم يكمل من النّساء إلّا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وإنّ فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام".

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1438هـ/6-11-2016م, 06:15 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية

1بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.


· تقوى الله والخوف منه بالتزام الأحكام التي شرعها الله في الطلاق ومنها عدم إخراج الزوجة من البيت بعد طلاقها ادعى لإرجاعها وفي هذا الأمر مصلحة عظيمة للطرفين

· تقوى الله في التعامل مع النساء فيمسكها بمعروف أو يفارقها بمعروف ولايمسكها بقصد إلحاق الضرر بها وهذا من أعظم الأسباب لبقاء البيت المسلم ولبقاء العلاقات الطيبة بين أهل الزوج وأهل الزوجة وان حصل الانفصال وكذلك هو من أسباب استقرار نفسية الأطفال


· تقوى الله في إشهاد ذوي عدل وإقامة الشهادة عند الحاجة اليها سبب لقلة النزاع والخصومات

· تقوى الله في أمور الطلاق سبب لأن يجعل الله لكلا الزوجين مخرجاً ورزقاً من حيث لايحتسبون وتيسيراً في الأمور فتطيب حياتهم بذلك وتظل العلاقات الاجتماعية قوية بين المسلمين


· تقوى الله في أمور النفقة من قبل الزوج بأن يلتزم بما عليه ومن قبل الزوجة بأن لا تكلف الزوج مالا طاقة له به ومن يتقى الله يجعل له بعد الضيق سعة في الرزق

· تقوى الله في إحصاء العدد حتى يقع الطلاق كما شرع الله ولاتختلط الأنساب

1. بيّن ما يلي:


أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.


ذهَبَ بعضُ الفُقهاءِ إلى أنه إنْ حَرَّمَ على نفْسِه ثَوْباً أو مَلْبَساً أو طَعاماً أو شَراباً أو شيئاً مما أَبَاحَه اللهُ فهو بِمَنْزِلَةِ اليمينِ، فإنْ عادَ إلى ما حَرَّمَه على نفْسِه فعليه كَفارةُ يَمينٍ، فإنْ كَفَّرَ عندَ ذلك انْحَلَّتْ يَمينُه.
وهي المذكورة في سورة المائدة في قوله تعالى :( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) سورة المائدة



والفقهاء مختلفون فيها على قولين :
القول الأول: وجوب الكفّارة على من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو شيئًا من المباحات، وهو مذهب الإمام أحمد وطائفةٍ.


القول الثاني: إلى أنّه لا تجب الكفّارة فيما عدا الزّوجة والجارية، إذا حرّم عينيهما أو أطلق التّحريم فيهما في قوله وهو قول الشافعي
فأمّا إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما.


ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.


الْمَرْتَبَةُ الأُولَى:


فتَكُونُ بالتي هي أحْسَنُ، بإقامةِ الحُجَّةِ عليهم ودَعوتِهم بالْمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وإبطالِ ما هم عليهِ مِن أنواعِ الضلالِ


المرتبة الثانية :



جِهادِهم بالسلاحِ والقتالِ لِمَن أَبَى أنْ يُجِيبَ دَعْوةَ اللَّهِ ويَنقادَ لِحُكْمِه؛ فإنَّ هذا يُجاهَدُ ويُغْلَظُ له.
والذي يختص بالكفّار المجاهدة بالسلاح والقتال
والمنافقين: بإقامة الحدود عليهمفإنهم كانوا يَرتَكِبونَ مُوجِباتِ الحدودِ
والكُفَّارُ والمُنافقونَ لهم عذابٌ في الدنيا بتَسليطِ اللَّهِ لرسولِه وحِزْبِه عليهم وعلى جِهادِهم، وعَذابُ النارِ في الآخِرَةِ {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}, الذي يَصيرُ إليها كلُّ منهم .


2. حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.


القول الأول: الذكْرُ هو القرآنُ العظيمُ مروي عن السدي وابن زيد ، ذكره الطبري وابن كثير والأشقر



القول الثاني: الرسولُ نفْسُه؛ ولذلك قالَ تعالى: {رَسُولاً} أيْ: أَنْزَلَ إليكم قُرآناً: أَرسلَ إليكم رَسولاً بهذا القرآنِ ذكره الطبري والأشقر.


القول الراجح :
ترجيح الطبري
الصواب من القول في ذلك أن الرسول ترجمة عن الذكر، ذلك نصب لأنه مردود عليه على البيان عنه والترجمة.
فتأويل الكلام إذن: قد أنزل الله إليكم يا أولي الألباب ذكرًا من الله لكم يذكركم به، وينبهكم على حظكم من الإيمان بالله، والعمل بطاعته، رسولا يتلو عليكم آيات الله التي أنزلها عليه (مُبَيِّنَاتٍ) يقول: مبينات لمن سمعها وتدبرها أنها من عند الله.
*ابن كثير ذكر ان المراد القرآن وأستدل بقوله تعالى: {إنّا نحن نزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون}
قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ: (قَدْ أَنزلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا) قال: القرآن روح من الله، وقرأ: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) إلى آخر الآية، وقرأ: (قَدْ أَنزلَ اللَّهُإِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولا) قال: القرآن، وقرأ: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ) قال: بالقرآن، وقرأ (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ) قال: القرآن، قال: وهو الذكر، وهو الروح.
والقول بأنه القرآن قول وجيه دلت عليه الأدلة .


3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.


مناسبة الآية بما قبلها:
بين الله في الآية قدرته التّامّة وسلطانه العظيم ليكون ذلك باعثًا على تعظيم ما شرع من الدّين القويم ذكره ابن كثير



مقصد الآية :
معرفة الله بأسمائه وصفاته وعبادته وتعظيم شرعه



(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ ):يخبر الله عن خلقه للسماوات السبع بما فيها من المخلوقات وما تدل عليه من الدلائل على عظمة الله واستحقاقه وحده للعبادة ولذلك بدأت الآية باسم الله أي المألوه المعبود المستحق للعبادة .

(وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ):
أختلف العلماء في المراد بقوله (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ):
القول الأول: المماثلة في العدد أي إنها سبع أرضين
الدليل:
ظاهر هذه الآية ولما ثبت في الصّحيحين "من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين " وفي صحيح البخاريّ "خسف به إلى سبع أرضين "
القول الثاني: يعني به المماثلة في عظم الجرم وكثرة العمار وغير ذلك
الدليل :
مارواه البيهقي عن ابن عبّاسٍ قال {الله الّذي خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهنّ} قال سبع أرضين في كلّ أرضٍ نبيٌّ كنبيّكم وآدم كآدم ونوحٌ كنوحٍ وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى.
ثمّ قال البيهقيّ إسناد هذا عن ابن عبّاسٍ صحيحٌ وهو شاذٌّ بمرّة لا أعلم لأبي الضّحى عليه متابعًا واللّه أعلم
القول الثالث: حمل ذلك على سبعة أقاليم
رد ابن كثير هذا القول بقوله :من حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النّجعة، وأغرق في النّزع وخالف القرآن والحديث بلا مستندٍ.
الترجيح :
القول الأول هو الراجح لصحة الأدلة الدالة عليه



(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) :
المراد بالأمر :
1- الشرائعُ والأحكامُ الدِّينيَّةُ، التي أَوْحَاهَا إلى رُسُلِه؛ لتذكيرِ العِبادِ ووَعْظِهم
2- الأوامرُ الكونيَّةُ والقَدَريَّةُ التي يُدَبِّرُ بها الخَلْقَ مثل: انزال المطَرَ واخراج النباتَ، وتعاقب الليلِ والنهارِ، والصيفِ والشتاءِ
(لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )
اللَّامُ فِي قَوْلِهِ: لِتَعْلَمُوا لَامُ كَيْ وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِ خَلَقَ.
وَالْمَعْنَى: أَنَّ مِمَّا أَرَادَهُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَإِحَاطَةَ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ.
والمعنى أن مما أراده الله من الخلق أن يعلم الناس قدرة الله على كل شئ وإحاطة علمه بكل شئ فيعبدوه وحده ويعظموا الأحكام الواردة في السورة وجميع ما شرع

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 صفر 1438هـ/6-11-2016م, 06:17 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
التقوى : أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل المأمور وترك المنهي عنه.
وللتقوى آثار كثيرة ولعظم أثره فإن الله أمر به في مواضع كثيرة من القرآن وأثنى على أهله , وقد تعدد ذكر التقوى في سورة الطلاق ومن ذلك :
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)
وقوله : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْعَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)
وعن أبي ذرٍّ قال: جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتلو عليّ هذه الآية: {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا (2) ويرزقه من حيث لايحتسب}حتّى فرغ من الآية، ثمّ قال: "يا أبا ذرٍّ، لو أنّالنّاس كلّهم أخذوا بها كفتهم".
فهذه الآيات والأحاديث بينت بعض آثار التقوى ومنها :
أن التقوى نجاة للعبد من كل كرب وشدة في الدنيا والآخرة .
و فيها رزق للعبد من حيث لا يحتسب ولا يخطر له على بال .
وفيها تيسير للعبد في جميع شؤونه .
وفيها تكفير للسيئات وغفران للذنوب .
وفيها مضاعفة للأجور وزيادة في الحسنات والدرجات .
وفيها إحسان الظن بالله ورجاء ماعنده وعدم الندم على مافات .
هذا بالنسبة لأثرها على الفرد , وأما أثرها على المجتمع فهي معينة على صلاح المجتمع والتأليف بين الزوجين وفيها إعانة على تماسك الأسر وترابطها وعدم تفككها , ويدل على ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) فقد فسرها بعض الأئمة بأن المراد تيسير الرجعة وبها يكون التآلف والترابط .
كما أن تقوى الله في الطلاق وإيقاعه على الأمر المأمور به توجب حسن العاقبة فيخلف الله على الزوجين خيرا ورزقا حسنا ويعوضهما خيرا مما فاتهما (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
وتقوى الله أيضا تذهب الحزن والضيق والهم الذي ينغص الحياة ويكدر صفوها مما يوقع في حالات الاكتئاب وغيرها , فإن الله قد ضمن للمتقين أن يجعل لهم مخرجا فينجيهم من كل ضيق وحزن (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا).

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعةالأولى:
1. بيّن مايلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
فيه أداء لحق الله وطاعته.
و حق الزوج من الرجعة وغيرها .
وحق من يتزوجها بعد ذلك كحفظ الأنساب .
وحق النفقة .

ب: المراد بالتوبةالنصوح؟
هي التوبة الصادقة الخالصة وشروطها الإقلاع عن الذنب والندم على ما سلف والعزم على عدم فعل الذنب في المستقبل ورد حق الآدمي إن كان الذنب متعلق بحق آدمي .
عن النّعمان بن بشيرٍ يخطب: سمعت عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، يقول: {يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبةً نصوحًا} قال: يذنب الذّنب ثمّ لا يرجع فيه.
وعن عبد اللّه بن مسعودٍ سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "النّدم توبةٌ؟ ". قال: نعم. وقال مرة: نعم سمعته يقول: "النّدم توبةٌ".
وعن الحسن يقول: التّوبة النّصوح: أن تبغض الذنب كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته.
واختلف في شرط الاستمرار على التوبة على قولين :
أنه يشترط الاستمرار ذكره ابن كثير وأشار إليه السعدي , واستدلوا بقوله "لا يعود فيه أبدًا" وقوله "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر" فإذا كان هذا في الإسلام الّذي هو أقوى من التّوبة، فالتّوبة بطريق الأولى، واللّه أعلم. كما ذكر ابن كثير .
والثاني أنه يكفي العزم على عدم العودة إلى الذنب .نقله ابن كثير وذكره الأشقر.

2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهن.
ق1: في البائن ينفق عليها حتى تضع حملها . وهو قول ابن عبّاسٍ، وطائفةٌ من السّلف، وجماعاتٌ من الخلف ذكره ابن كثير .
ق2: في الرجعيات عموما, وإنما نص على الحمل لأن مدته تطول غالبا لئلا يتوهم أن النفقة تنتهي بانقضاء العدة دون وضع الحمل . ذكره ابن كثير واختاره السعدي وأشار إليه الأشقر .

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) يأمر تعالى الوالد أو من يقوم مقام مقامه من الأولياء بالنفقة ثم بين أن النفقة إنما تكون بحال المنفق فإن كان غنيا ينفق بما يناسب غناه .
(وَمَنْ قُدِرَعَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ) ومن كان فقيرا وضيق عليه في الرزق فلينفق مما أعطاه الله بحسب قدرته
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا ) أي لا يوجب الله على عباده إلا مايطيقون فلا يوجب على الفقير مثلما أوجب على الغني وهذا من تمام رحمته سبحانه وحكمته .
(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)أي سيخلف الله على الفقير إن اتقى الله فيما أمره من النفقة خيرا وسيجعل بعد الضيق والشدة فرجا وسعة في الرزق .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 6 صفر 1438هـ/6-11-2016م, 03:20 PM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

ج/ التقوى أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية ، وذلك بالوقوف عند حدوده.
وفضلها وآثارها على الفرد والمجتمع كما يلي :
1) الفرج من الله سبحانه وتفريج الكربات ، قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً).
2) توفيق العبد وتيسير أموره ، قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً).
3) توسيع الرزق على العبد من حيث لا يحتسب . قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).
4) تكفير السيئات قال تعالى (ومن يتق الله يكفر عن سيئاته)
5) الأجر العظيم - قال تعالى (ويعظم له أجراً).
6) إن من يتق الله في أفعاله وتصرفاته فإنه يرفق بإخوانه المؤمنين ويراعي مصالحهم ولا يظلمهم.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة قوله تعالى في سورة الطلاق: {وائتمروا بينكم بمعروف}.

ج/ أنه عند الفراق وخصوصاً في وجود ولد فإنه يحصل في الغالب ونزاع وتشاجر لأجل النفقة عليها وعلى الولد ، فيكون مع الفراق الحاصل مقروناً بالبغض ، فكل منهما يؤمر بالمعروف والمعاشرة الحسنة وعدم المشاقة والمنازعة.

ب: متعلّق الشهادة في قوله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
ج/ على المفارقة وعلى الرجعة ، وروي عن عمران بن حصين أنه سئل عن الرجل يطلق امرأته ثم يقع بها ولم يشهد على طلاقها ولا على رجعتها فقال: طلقت لغير سنة ، ورجعت لغير سنة، وأشهد على طلاقها وعلى رجعتها، ولا تعد.
وقال ابن جريج: كان عطاء يقول: (وأشهدوا ذوي عدل منكم) قال : لا يجوز في نكاح ولا طلاق ولا رجاع إلا شاهدا عدل ، كما قال الله عز وجل إلا أن يكون من عذر.

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة التحريم.

ج/ اختلف في ذلك على ثلاثة أقوال:
1) قيل نزلت في شأن مارية، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد حرمها، فنزل قوله: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك) وقد ورد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له أمة يطؤها ، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها، فأنزل الله ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك).
2) روي عن ابن عباس أنه قال : نزلت هذه الآية في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن كثير هذا قول غريب.
3) قيل أنا نزلت في تحريمه للعسل ، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها، فلتقل له: أكلت مغافير؟ إنّي أجد منك ريح مغافير. قال: "لا ولكنّي كنت أشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا". وقد رجحه ابن كثير.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)} التحريم.

ج/ عن عمر قال : بلغني شيء كان بين أمهات المؤمنين وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فاسقريتهن أقول: لتكفن عن رسول الله أو ليبدلنه الله أزواجاً خيراً منكن. حتى أتيت على آخر أمهات المؤمنين، فقالت: يا عمر، أما لي برسول الله ما يعظ نساءه، حتى تعظهن؟! فأمسكت، فأنزل الله، عز وجل: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا). ذكره ابن كثير.
أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام عن قدرته على أنه إن وقع منه الطلاق لهن أبدله خيراً منهن ، تخويفاً لهن ، ذكره السعدي والأشقر.
(مسلمات) : أي قائمات بفرائض الإسلام ، ذكره الأشقر.
(مؤمنات) : مصدقات بالله وملائكته وكتبه ورسله ، ذكره الأشقر.
(قانتات): مطيعات لله ورسوله ، ذكره الأشقر.
(تائبات): أي من الذنوب ، ذكره الأشقر.
(عابدات) : لله متذللات له ، ذكره الأشقر.
(سائحات) : قيل صائمات ، ذكره ابن كثير والأشقر ورجحه ابن كثير . وقيل مهاجرات ، ذكره ابن كثير.
(ثيبات وأبكاراً) : أي بعضهن ثيب وبعضهم أبكاراً ، ذكره السعدي ، والثيب هي المرأة التي طلقها زوجها أو مات عنها ، والبكر هي العذراء ، ذكره الأشقر.
وقد ورد عن ابن بريدة عن أبيه: (ثيبات وأبكاراً) قال: وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب: آسية امرأة فرعون، وبالأبكار: مريم بنت عمران.
عن ابن بريدة، عن أبيه: {ثيّباتٍ وأبكارًا} قال: وعد اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية أن يزوّجه، فالثّيّب: آسية امرأة فرعون، وبالأبكار: مريم بنت عمران.

والله أعلم وجزاكم الله خيراً،،

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 صفر 1438هـ/7-11-2016م, 12:29 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

تعريف التقوى لغة : من الوقاية ، والتقوى ؛ بمعنى الستر والصون والحذر .
في الشرع : أن يجعل العبد بينه وبين عذاب ربه وقاية عملية. تقيه غضبه سبحانه وسخطه وعقابه. وذلك بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.
قال طلق بن حبيب رحمه الله:
التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله.وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

وقد احتوت سورة الطلاق بعض فضائل التقوى ومنها :
1- تقوى الله تخرج العبد من الكرب والضيق والهم كما قال تعالى : ومن يتق الله يجعل له مخرجاً
2- سعة الرزق دون احتساب ولا ترتيب فمن اتقى ربه أوسع له في رزقه وبارك له فيه كما قال تعالى : "ويرزقه من حيث لا يحتسب "
3- مَنِ اتَّقَى اللَّهَ يَسَّرَ له الأمورَ، وسَهَّلَ عليه كُلَّ عَسيرٍ فقد قال تعالى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}
4- بسبب تقوى الله يُذهب الله عنه المحذور ، فيغفر سيئاته ، ويُعْطِه في الآخِرَةِ أَجْراً عَظيماً وهو الجنَّةُ . كما قال تعالى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}
5- من يتق الله يقيه مصارع السؤ التي أصابت من قبله من العتاه المتجبرين المتكبرين عن طاعة الله واجتناب نواهيه فقد قال تعالى :" أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا "
وللتقوى أثارها على الفرد والمجتمع منها :
1- تقوى الله تجعل العبد مطمئناً راضياً عن ربه ، مستسلماً لأقداره وأوامره ، منقاداً لشرعه ، مستعداً للقائه ، مستحضراً مراقبته ، محبوباً من الخلق .
2- ولها أيضاً آثارها على المجتمع لأن من يتق الله لا يحتاج رادعاً آخر ، لن يظلم غيره ، ولن يجور على حق إخوانه ، ولن يأكل أموال الناس بالباطل ، لن يسرق ولن يقتل ، فينصلح بذلك المجتمع ؛ لأن وقتها سيكون الوازع الدينى هو المحرك لعلاقات الأفراد .

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.
ليس لأحد من العباد أن يحرم ما أحل الله ، فإنما التحليل والتحريم لله وحده وذلك لقوله :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ...} ، فمن حّرّم شيئاً من المباحات فلا ينعقد ولا يلزم صاحبه
أما إن حرّم على نفسه ثَوْباً أو مَلْبَساً أو طَعاماً أو شَراباً أو زوجة أو سرية أو شيئاً مما أَبَاحَه اللهُ فذكر العلماء فيها أقوالاً :
1- هو بِمَنْزِلَةِ اليمينِ، فإنْ عادَ إلى ما حَرَّمَه على نفْسِه فعليه كَفارةُ يَمينٍ، فإنْ كَفَّرَ عندَ ذلك انْحَلَّتْ يَمينُه.، ويكون ذلك عام حتى في تحريم الزوجة أو الجارية .وهو قول أحمد وطائفة ونقله ابن كثير واختاره السعدى وذكره الأشقر
وذلك لقوله : {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}
وكفارة اليمين واردة في قوله : {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ}.
2- أنّه لا تجب الكفّارة فيما عدا الزّوجة والجارية، إذا حرّم عينيهما أو أطلق التّحريم فيهما في قوله. نقله ابن كثير عن الشافعى .
3- إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما.نقله ابن كثير عن الشافعى كما ذكره الأشقر .
اختار السعدى القول الأول ولم يتبين لى ترجيح في المسألة والله أعلم .

ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.
المجاهدة تكون أولاً : بدعوتهم لتوحيد الله ،وإيمانهم به ، وإقامة الحجة عليهم ، وإبطال ما هم عليه من أنواع الضلال ، وهذا عام للكافرين والمنافقين .
ثانياً : جهاد الكفار بالحرب والقتالِ لِمَن أَبَى أنْ يُجِيبَ دَعْوةَ اللَّهِ ويَنقادَ لِحُكْمِه ، أما جهاد المنافقين يكون بإقامة الحدود عليهم ، فإنهم كانوا يَرتَكِبونَ مُوجِباتِ الحدودِ .

2. حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.
ذكر المفسرون في المراد بالذكر هنا قولان :
الأول : أنه القرآن اختاره ابن كثير والسعدى ووذكره الأشقر .
واستدل له ابن كثير بقوله : {إنّا نحن نزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون}
الثانى : أنه الرسول نفسه . ذكره الأشقر .
ويترجح القول الأول لورود الدليل عليه من القرآن وقد اختاره ابن كثير والسعدى .

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ : يخبر المولى تبارك وتعالى عن نفسه الشريفة ، وقدرته البالغة ، وسلطانه العظيم ، وخلق السموات السبع العظام ومن فيهن وما بينهم ؛ ليكون ذلك باعثًا على تعظيم ما شرع من الدّين القويم .
وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ :أي خلق من الأراضين ؛ سبعًا أيضًا وما فيهن وما بينهم ، كما ثبت في الصّحيحين "من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين "
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ : وأنزل الأمر بين السموات والأراضين ، والأمر ؛ وهو الشرائع والأوامر الدينية التي أَوْحَاهَا إلى رُسُلِه, وكذلك الأوامر الكونية والقدرية التي يدبر بها أمر عبادة من إنزال مطر ، وإخراج زرع ، وتعاقب ليل ونهار ، وغيرها .
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
: كل ذلك لأجل أن يعرفه عباده ويَعلَمُوا إحاطَةَ قُدرتِه بالأشياءِ كُلِّها، وإحاطةَ عِلْمِه بجَميعِ الأشياءِ.فإذا عرَفُوه بأسمائِه الْحُسْنَى وأوصافِه الْمُقَدَّسَةِ، عبَدُوه وأَحَبُّوه وقامُوا بحَقِّه، فهذهِ الغايةُ المَقْصودةُ مِن الخَلْقِ والأمْرِ

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 صفر 1438هـ/8-11-2016م, 03:49 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

*&* تقويم مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.*&*
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.


شكر الله لكم طلاب وطالبات المستوى الثالث ، بوركت هذه الهمم ونسأل الله أن يبلغكم العلم عنه ويشرفكم بتبليغه .
طلابنا الأكارم :
ما هي إلا أسابيع قليلة على إتمام هذا المستوى ، نسأل الله أن يبلغكم تمامه على خير والنفع للجميع ، نوصيكم بارك الله فيكم بالأخذ بالملحوظات التي تُذكر في هذه المجالس ، لأنّ الأخذ بها أبلغ في رفعة درجة الطالب ومستواه العلمي ، وأنتم إذ تنتقلون من مستوى لآخر يجدر أن تكون إجاباتكم على الأسئلة أكثر شمولية وإن بدت لكم أن إجابتها يسيرة، فعلى الطالب أن يتمرن على صياغة إجابة الأسئلة القصيرة ويتوسع فيها ولا يكتفي بذكر بعض الكلمات ، ليس المطلوب الإسهاب في مسائل خارجة عن المطلوب ، بل يحاول أن تكون إجابته وافية للمتلقي .

فنرجو العناية بذلك وفقكم الله .

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
- أحسنتم جميعا بارك الله فيكم ، وقد وقفت الطالبة عقيلة زيان على أثر التقوى على الفرد والمجتمع من خلال أحكام الطلاق بشكل مفصّل حيث فاتكم بيانها ،بارك الله فيها وفيكم فنوصيكم بمراجعتها .

- بعضكم فاته الاستدلال على الكلام فليتنبه لذلك .


تقويم التطبيقات للمجموعة الأولى :.
* رضوى محمود.
ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س عام : أحسنتِ بإجابتك، والأفضل ذكر كل فضل ودليله.
س2:
في القول الثالث نقول: المطلقات الحوامل ؛ وذلك لاختصاصهن بالذكر في الآية .
س3 اختصرتِ جدا في سؤال التفسير أخت رضوى بما لم نعهدكِ.

* رشا نصر زيدان .ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- س عام : أحسنتِ ، إلا أنه فاتك الوقوف أكثر على أثر التقوى في سورة الطلاق وبيان أثرها على المجتمع.

س1:ب: أحسنتِ بارك الله فيكِ ، جميع ما ذكرتِ من الأقوال مردها لأمر واحد، فتُجمع ونذكر الأدلة من الأحاديث النبوية .

- س2أ: المقصود بمن بنفق عليهنّ:

القول الأول:البائن الحامل ، لأن الإجابة قد تشعر بدخول البائن غير الحامل.
= القول الثالث والرابع لا يعتبران أقوالا.

= نوصيكِ بمراجعة إجابة زميلتك مريم حجازي.


* مريم أحمد حجازي.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادكِ من فضله .
س عام: أحسنتِ بذكر فضل التقوى على العبد باستنباطك إياه من الآيات ،ولو تطرقتِ لموضوع الطلاق وأثر التقوى فيه لكان أتمّ.
س1:: أحسنتِ جدا بارك الله فيك .
س3: لو ابتدأتِ التفسير بمناسبة الآية لما قبلها لكان أفضل في ربط المعنى .

* ندى علي .ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
- س1:أ:فاتكِ قول السعدي، فراجعي إجابة مريم على هذا السؤال .
ب: إجابة تامّة بارك الله فيكِ.
- تم خصم نصف درجة للتأخير .

_______________________________


تقويم التطبيقات للمجموعة الثانية :- .
* سناء بنت عثمان.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

-س1أ: تحتاج الإجابة لضبط أكثر فنقول :

ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر في هذه المسألة قولين لأهل العلم :
- القول الأول: تجب كفارة يمين على كل من حرّم على نفسه حلالا، وهو مذهب الإمام أحمد وطائفة .
وبيّن الله تعالى كفارة اليمين في قوله: (إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ)
- القول الثاني : أنه لا تجب الكفارة إلا على الزوجة والجارية إذا حرم عينيهما أو أطلق التحريم فيهما،
فأمّا إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما.وهوأحد قولي الشافعي.
-س1:ب: بالنسبة للترجيح نقول رجّح ابن جرير
أن المراد بالذكر هو الرسول ،بحيث فسرتها الآية التي تليها ،فالرسول ترجمة عن الذكر، يعني تفسيرا له.

* منى محمد مدني.ب+

أحسنتِ ب
ارك الله فيكِ ونفع بكِ.
.س عام :فاتكِ الاستدلال على فضائل التقوى، وهذا مأخذ على الجواب، فاجتهدي دائما في الاستدلال على الكلام .
- أحسنتِ في تفسيرك بارك الله فيكِ، لكن اجتهدي أكثر في الإجابة بأسلوبك ولا تعتمدي كلية على ألفاظ المفسرين.
- تم خصم نصف درجة للتأخير .

* حنان علي محمود.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادكِ من فضله .

- س1:ب:فاتكِ الاستدلال بقول ابن كثير على أنّ المراد هو القرآن .
أمّا القول الثاني بأنه الرسول نفسه ؛فلم تذكري أن ابن كثير ذكر القول الثاني ولم تذكري أنه اختيار ابن جرير وكيف استدلّ له.
- تم خصم نصف درجة للتأخير .
___________________________________


تقويم التطبيقات للمجموعة الثالثة .
* هناء محمد علي.أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ ونفع بكِ.


______________________________


تقويم التطبيقات للمجموعة الرابعة.
* عقيلة زيان .أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيك وزادكِ من فضله.
س1 عام : إجابة مميزة زادكِ الله علما .

* أحمد الشواف:ب
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- س عام: أحسنت بارك الله فيك ولو أتيت على مسألة التقوى في أحكام الطلاق لكان أشمل .
- تم خصم نصف درجة على التأخير .
__________________________________

تقويم التطبيقات للمجموعة الخامسة :-
* منيرة جابر الخالدي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1:أ:
أحسنتِ؛ أمّا الزوجة التي في عصمة زوجها وليست طليقته فلا تجب الأجرة على الزوج مقابل إرضاعها لولدهما - وهو مطلوب السؤال - فهو حق من حقوق الزوجية وهو حاصل كلام المفسرين الثلاثة، وإن كان فى المسألة خلاف فقهي.


- تم هذا المجلس بفضل الله تعالى -

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 صفر 1438هـ/27-11-2016م, 05:48 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم


عامّ لجميع الطلاب
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

التقوى مأخوذة من مادة وقى فهي من الوقاية، ومصدرها الاتقاء وهي ما يحمي به الإنسان نفسه ، وتدل على دفع شيء عن شيء لغيره، ووقاه الله السوء وقاية أي حفظه.
واصطلاحا أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه.
وحقيقة التقوى العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا أمرا ونهيا، فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالآمر وتصديقا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيمانا بالناهي وخوفاً من وعيده.
وعليه تكون تقوى العبد لربه: بأن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه.
والتقوى شأنها عظيم، ونفعها عميم، لها فضائل عظيمة لا تحصى، وثمرات جليلة لا تعد ، ولها أهمية كبرى، وكيف لا ؟! وهي طريق النجاة، وسلم الوصول، وطريق القاصدين ، ودرب الصالحين في سيرهم إلى رب العالمين
وفي سورة الطلاق فضائل للتقوى وفوائد وثمرات وآثار على الفرد نورد منها :
1) أن التقوى سبب لتكفير الذنوب والسيئات ورفع الدرجات ووسيلة لنيل الأجر العظيم : لقوله تعالى: [ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً]
2) سبب لتفريج الكروب وإيجاد المخرج من كل ضيق واللطف عند المحن وسبب لفتح سبل الرزق وتوسيعها من حيث لا يحتسب المتقي ووقاية له من الفتن ، قال تعالى: [ وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ]
3) سبب لتيسير الأمور بتيسير من الله لقوله تعالى: [ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ]

والتقوى كما لها من أثر وثمرات على الفرد الذي هو نواة الأسرة الصغيرة فإن أثرها يتعدى ليشمل المجتمع الكبير والذي تكون فيه الأسرة نواتها ، فإذا صلحت الأسرة يصلح حال المجتمع ، فالمسلم إذا اتقى الله في أسرته ومع زوجته وقاه الله من شرور النفس البشرية وأبعد عنه نزغات الشيطان العدوانية الذي يعمل من أجل تحطيم عرى المحبة والمودة بالطلاق ، فالتقوى سبب لتجنب الكثير من المشاكل الأسرية وتشرد الأولاد بين الوالدين وسبب لحفظ المرأة المطلقة في المجتمع ، لذلك تكرر ذكر التقوى في سورة الطلاق لبيان أهميته في الدين والحياة ولعظيم وقعه على الفرد والمجتمع ، إذ أن الطلاق قد يكون سبب للمشاكل والخلافات والشقاق والنزاع بين الزوجين ، سواء على النفقة أو السكن للمطلقة وكل منهما يدعي أنه على الحق ، فجاء الأمر بالتقوى والحث عليه ليتذكره الزوج والزوجة وولي أمرها فليتزم كل منهما حق الآخر ، ويعلموا أن الله يراقب الجميع ، فلا يتعديا حدود الله ولا يظلم أحدهما الآخر، ولتعلم المرأة إن ظلمت أو فقدت شيئا في الدنيا أن العاقبة لها في الآخرة ، فعليها أن تلزم التقوى في جميع أحوالها ، وبذلك تتيسر بيئة صالحة سليمة لتربية الأبناء دون بغضاء أو شحناء بعيد عن الحقد والكراهية ليكون فردا فعالا في مجتمع صالح ، فالتقوى كنز لمن فاز به ، ومخرج ومنفذ من الضيق إلى السعة واليسر لمن سلك طريقه وجادته .

المجموعة الرابعة:
1) بيّن ما يلي:
أ: مناسبة قوله تعالى في سورة الطلاق: {وائتمروا بينكم بمعروف }

بعد أن بين الشارع وجوب النفقة والسكنى للمطلقة الحامل والنفقة للمطلقة المرضع ، خاطب الله تعالى الأزواج والزوجات الذين وقع الطلاق بينهما بأن يأمر كل منهما الآخر بالمعروف والحسنى في أمر الولد ، وذلك أن عند الفراق وفي وقت العدة خصوصا في وجود ولد بينهما يحصل في الغالب نزاع وشجار وبغض من أجل النفقة ، فيأمرهم الله بالمعروف والمعاشرة الحسنة والنصح وعدم الشقاق لما فيه مصلحة لهما في الدنيا والآخرة و لئلا يحدث ضرر لا يحمد عقباه .

ب: متعلّق الشهادة في قوله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدل منكم }
ذكر المفسرون في متعلق الشهادة أقوال :
1. أشهدوا على الرجعة إذا عزمتم عليها . ذكره ابن كثير .
2. أشهدوا على الطلاق والرجعة . ذكره السعدي والأشقر

2) حرّر القول في: سبب نزول سورة التحريم.
ذكر المفسرون في سبب نزول صدر سورة التحريم أقوال :
1. نزلت في المرأة التي وهبت نفسها للرسول الله صلى الله عليه وسلم.وهو قول غريب.
2. نزلت عندما حرم الرسول صلى الله عليه وسلم مارية القبطية على نفسه بأن لا يقربها رضا لزوجته السيدة حفصة ، وقد طلب منها أن لا تذكر ذلك لأحد ، إلا إنها ذكرته للسيدة عائشة ، فأظهره الله له .
3. نزلت عندما حرم الرسول صلى الله عليه وسلم العسل على نفسه ، إذ كان يمكث عند السيدة زينب بنت جحش فتسقيه عسلا فاتفقت السيدة عائشة والسيدة حفصة على أنه إذا دخل على أي منهما أن تقول له إني أجد منك ريح مغافير ، فحرم العسل على نفسه . ورجح هذا القول ابن كثير

3) فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى: { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)} التحريم.
سبب نزول الآية :
• قال عمر بن الخطّاب: بلغني شيءٌ كان بين أمّهات المؤمنين وبين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فاستقريتهنّ أقول: لتكفّنّ عن رسول اللّه أو ليبدلنّه اللّه أزواجًا خيرًا منكنّ. حتّى أتيت على آخر أمّهات المؤمنين، فقالت: يا عمر، أما لي برسول اللّه ما يعظ نساءه، حتّى تعظهنّ؟! فأمسكت، فأنزل اللّه الآية . رواه أبو حاتم
وهذه المرأة الّتي ردّته عمّا كان فيه من وعظ النّساء هي أمّ سلمة، كما ثبت ذلك في صحيح البخاريّ.
• عن عمر بن الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِالْحِجَابِ فَقَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ لَأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا لِي وَمَا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهَا يَا حَفْصَةُ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحِبُّكِ وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ أَشَدَّ الْبُكَاءِ فَقُلْتُ لَهَا أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ هُوَ فِي خِزَانَتِهِ فِي الْمَشْرُبَةِ فَدَخَلْتُ.... إلى أن قال... فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُؤْمِنُونَ مَعَكَ وَقَلَّمَا تَكَلَّمْتُ وَأَحْمَدُ اللَّهَ بِكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الَّذِي أَقُولُ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ . أخرجه الإمام مسلم .

علاقة الآية بما قبلها
ذكر الله في الآية السابقة أنه ناصر ومتولي أمر رسوله صلى الله عليه وسلم والملائكة وصالح المؤمنون كلهم في نصرة نبيه عليه الصلاة والسلام بعد أن تظاهرت عليه زوجاه السيدة عائشة وحفصة لغيرة أصابتهما من جاريته مارية ظنا منهما أن يكون لهما مكانة فيشفع لهما ، فجاء في هذه الآية التحذير والتخويف لهما خاصة ولعموم أمهات المؤمنين بأن يوقع الله عليهن في الدنيا عقوبة شاقة وثقيلة ألا وهي الطلاق فذكر الله الآية .

تفسير الآية :
{ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ}خاطب الله زوجتا النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب وإن كان خاصا فهو يفيد عموم زوجاته بأن لا يترفعن عليه ، فطلاقكما لن يضره شيئا ، وسيجد غيركما ويبدلكما الله أزواجا خيرا منكن دينا وجمالا وهذا من باب التخويف والترهيب وإلا إنه لم يحدث .
{ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ } جامعات في الفضل بين الإسلام وهو القيام بالفرائض وهي الشرائع الظاهرة والإيمان وهو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وهو أيضا القيام بالشرائع الباطنة من العقائد وأعمال القلوب .
{ قانِتاتٍ } مطيعات لله ورسوله ، دائمات مستمرات في أداء الطاعات .
{ تَائِبَاتٍ} من الذنوب وعما يكرهه الله ويبغضه .
{عَابِدَاتٍ} لله متذللات خاضعات له .
{ سائحاتٍ} صائمات وقيل المهاجرون والقول الأول أولى .
{ ثيّباتٍ وأبكارًا}أي زوجات ثيبات أي سبق لهن الزواج سواء طلقها زوجها أو مات عنها ، ومنهم أبكارا أي العذراوات التي لم يسبق لهن الزواج ، ليتنوع صلى الله عليه وسلم فيما يحب فيبسط النفس بذلك ، وقيل أن الله وعد نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يزوجه الثيب وهي آسية امرأة فرعون والبكر مريم بنت عمران وقد ذكر ابن كثير أن الروياتان بهما ضعف.
فلما سمعن هذا التأديب والتخويف ، أسرعن في المبادرة لرضا الرسول صلى الله عليه وسلم فكن ممن تنطبق عليهن هذه الصفات فصرن أفضل نساء المؤمنين ، وهذا دليل أن الله اختار واصطفى لنبيه أعلى الأمور واكملها ، فدل بقاء نسائه المذكورات على أنهن خير وأفضل وأكمل النساء .





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir