المجموعة الأولى
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه؟
حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد حماية محكمة وسد كل طريق يوصل إلى الشرك ولومن بعيد ويُعز علية العنت بالأمة وحريصاً عليهم رءوف بالمؤمنين رحيم بهم
قال تعالى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}
قال ابن كثير:يقول تعالى ممتناً على المؤمنين بما أرسل إليهم رسولاً من أنفسهم؛أي من جنسهم وعلى لغتهم كما قال إبراهيم عليه السلام{ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم}،وقال تعالى{لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم}، وقال تعالى{لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}،أي:منكم.
وقوله تعالى{عزيز عليه ما عنتم}،أي:يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها،ولهذا جاء في الحديث المروي من طرق عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم"بعثت بالحنيفية السمحة" وفي الصحيح"إن هذا الدين يسر"
وقوله تعالى{حريص عليكم}،أي:على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم.
حيث قال صلى الله عليه وسلم"ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بينته لكم"
وقوله تعالى{بالمؤمنين رءوف رحيم}،كما قال تعالى{واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين*فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون}
ولقد حذر عليه الصلاة والسلام من الغلو فيه حيث قال صلى الله عليه وسلم"لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"حسن رواته ثقات
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم"لا تجعلوا بيوتكم قبوراً" قال شيخ الإسلام:أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور.
وقوله صلى الله عليه وسلم"ولا تجعلوا قبري عيداً"، قال شيخ الإسلام:العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجهٍ معتاد،عائداً إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر ونحو ذلك.
لأن اعتياد الدعاء عند القبر هذا نوع غلو، ونوع وسيلة من وسائل تعظيم القبور الموصلة للشرك.
وقوله"وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"،قال شيخ الإسلام:يشير بذلك إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم فلا حاجة لكم إلى اتخاذه عيداً.
س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"
فمثل صلى الله عليه وسلم بجحر الضب الذي على صغره تنبيهاً على أن ما هو أعلى من ذلك سيقع من هذه الأمة كما وقع من الأمم قبلنا
وهذا حصل فاليوم لا تظهر في اليهود والنصارى عادة أو عمل إلا وجدت أبناء المسلمين يسارعون لتقليدهم بل تجد البعض يتفاخر بسبقه في هذا العمل، هداهم الله ونسأل الله العافية والسلامة
وفي هذه الأمة من سلك سبيل اليهود المغضوب عليهم ومنهم من سلك سبيل النصارى الضالين،ولهذا قال بعض السلف:(من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى)
لأن اليهود خالفوا على علم، والنصارى خالفت على ضلالة، قال تعالى{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
فالخطر واقع بل وقع، ولكن نحذر بل وندعوا المسلمين إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لكي لا يضلوا على جهالة ويكونوا كالنصارى أو يضلوا على علم ويحل عليهم غضب الله كاليهود.
س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
نقول أن الشيطان أيس أن يعبده المصلون الذين أقاموا الصلاة لما رأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب ولكن لو يؤيسه الله جل وعلا والشيطان لأنه لا يعلم الغيب وهو أيضاً حريص على إغواء بني آدم، وليس في هذا الحديث أن عبادة الشيطان لا تكون في هذه الأمة، ولهذا لما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت طائفة من العرب وهذا من عبادة الشيطان لأن الشيطان يعبد بطاعته قال تعالى{أم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه؟
السحر في اللغة:هو عبارة عما خفي ولطف سببه.
وأما السحر الذي هو كفر وشرك أكبر بالله جل وعلا: فهو استخدام الشياطين والاستعانة بها لحصول أمر التقرب لذلك الشيطان بشيء من أنواع العبادة.
والسحر عرّفه الفقهاء بقولهم:هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحراً يضر حقيقة ويمرض حقيقة ويقتل حقيقة.
والسحر حقيقة استخدام الشياطين في التأثير.
وأنواعه:
قال الشافعي رحمه الله: منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين، فهذا كفر وشرك أكبر.
ومنه ما يكون بالأدوية والتدخينات، فهذا فسق ومحرم ولا يكفر فاعله إلا إذا استحله.
س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
نقول الفرق بين العرّاف والكاهن اختلف العلماء على ثلاثة أقوال:
القول الأول:أن العراف هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل فهما مترادفان فلا فرق بينهما.
الثاني:أن العراف هو الذي يستدل على معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها المسروق ومكان الضالة ونحوها فهو أعم من الكاهن لأنه يشمل الكاهن وغيره فهما من باب العام والخاص.
الثالث:أن العراف هو الذي يخبر عما في الضمير والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
*قال شيخ الإسلام ابن تيمية:(أن العرّاف اسم للكاهن والمنجم والرّمال ونحوهم ممن يتكلمون في معرفة الأمور بتلك الطرق، من تكلم في معرفة الأمور المغيبة إما الماضية أو المستقبلة بتلك الطرق طريق التنجيم أو طريق الخط في الرمل أو طريق الطرق على الحصى أو الخط في الرمل بطريق الطرق أو بالودع أو نحو ذلك من الأساليب أو بالخشبة المكتوب عليها باجاد ونحو ذلك من قراءة الفنجان أو قراءة الكف).
ومن صدقهما أو سألهما: وردت عدّت أحاديث في النهي عن ذلك، قال صلى الله عليه وسلم:"من أتى عرّافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"رواه مسلم وليس فيه(فصدقه)
وعن أب هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود
س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره؟
قال الشيخ السعدي رحمه الله: التنجيم نوعان:
الأول:نوع يسمى علم التأثير: وهو الاستدلال بالأحول الفلكية على الحوادث الكونية.
وهذا ودعوى لمشاركة الله في علم الغيب الذي انفرد به أو تصديق لمن ادعى ذلك، وهذا ينافي التوحيد لما فيه من هذه الدعوى الباطلة ولما فيه من تعلق القلب بغير الله ولما فيهمن فساد العقل لأن سلوك الطرق الباطلة وتصديقها من مفسدات العقول والأديان.
الثاني:علم التسيير: وهو الاستدلال بالشمس والقمر والكواكب على القبلة والأوقات والجهات.
وهذا النوع لا بأس به بل كثير منه نافع قد حث عليه الشارع إذا كان وسيلة إلى معرفة أو قات العبادات أو إلى الاهتداء به في الجهات.
*وفي هذا بيان لمعنى التنجيم وخطره.
س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد.
أعظم نعمة على الإنسان هي نعمة الإسلام، فمن نشأ في أسرة مسلمة وعاش في مجتمع إسلامي فقد من الله عليه بأعظم النعم، ومن سمع ما يقوله المسلمين الجدد الذين من الله عليهم بالإسلام، وما يحدثون به عن مجتمعاتهم وكيف يعيشون، لا يملك إلا أن يقول الحمد لله على هذا الفضل الذي من الله به علينا، والمسلم خير من المشركين الذين عبدوا الأوثان وسجدوا للقبور وصدقوا الكهان وتعاطوا السحر وقالوا النجوم هي المتحكم في الكون وفي الطبيعة وأن هذا الكون صدفة إلخ ....، ولو كان هذا المشرك صاحب قوة وجاه وعقل ومال، فالمسلم خير منهم، قال تعالى{ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ألئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون}، فمن كفر بنعمة الإسلام لا يغفر الله له ومأواه جهنم وبس المصير،قال تعالى{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} ومن كفر بهذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام فهو لما سواها أكفر، فحياته كحياة البهائم قال تعالى{إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}.