اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
١- الدعوة بالترغيب والترهيب.
٢- ينبغي الاستمرار في الدعوة مهما وجد الداعية من أذى.
٣- مشروعية الدعاء والتضرع إلى الله لبث الشكوى عند مقاربة اليأس.
٤- الدعوة تكون بالسر والعلن.
٥- تذكير المدعوين بنعم الله عليهم في أنفسهم وماحولهم من المخلوقات.
٦- لا معين للداعي في دعوته إلا ربه فقوته مستمدة من قوته كلما غلبه الضعف استعان بخالقه فإذا به يقوى وينتصر.
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)
يقول تعالى قال نوح عليه السلام بعد أن دعا قومه وكذبوه أنهم عصوه وكذبوه ولم يؤمنوا بماجاءبه، واتبعوا أهل الثروة والجاه منهم.
وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)
أي : عظيما بليغا في مواجهة ومعاندة الحق.
قال مجاهد: عظيما، وقال ابن زيد: كبيرا.
وذلك أنهم اتبعوهم في تسويلهم أنهم على الحق.
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)
هذه أصنام عبدوها في الجاهلية :
ود: لكلب بدومة الجندل، سواع:لهذيل، يغوث:لمراد، وبني غطيف بالجرف عند سبأ، يعوق:لهمدان، نسر: لحمير
لآل ذي كلاع. وهم رجال صالحين ماتوا فأوحى الشيطان لقومهم أن ينصبوا لهم تماثيل ثم عبدوها من دون الله.
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
أي أضل الرؤساء والأتباع كثيرا من الناس، وكذلك الأصنام، ودعا نوح على قومه بأن لايزد الظالمين إلا ضلالا بأن يزدهم تمردا وهلاكا كما دعا موسى على فرعون وقومه فقال( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلايؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم).
فلم يجدوا محلا لصلاحهم.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ورد فيه أقوال:
١- أنه النضر بن الحارث بن كلدة.
٢- دعاء الكفار بوقوع العذاب.
٣- هو قول:(اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم).
٤- واد في جهنم. وهو قول ضعيف.
الصحيح: القول الأول.
ب:*المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}
١- الصيحة التي زلزلتهم. قاله قتادة واختاره ابن جرير.
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
٢- الذنوب. مجاهد
٣- الطغيان قال تعالى:( كذبت ثمود بطغواها) ابن زيد.
٤- عاقر الناقة. السدي.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
من أسماء يوم القيامة لأن فيها يتحقق الوعد والوعيد.
ولأنها تحق وتنزل بالخلق، وتظهر فيها حقائق الأمور،، ومخبآت الصدور.
ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
١-يعني أن محمدا أضافه له على وجه التبليغ، لأن الرسول يبلغ عن المرسل ولذلك أضافه لجبريل في سورة التكوير، قال عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ. ذكره ابن كثير في تفسيره ووافقه السعدي.
٢- إنا لقرآن لتلاوة رسول كريم وهو محمد صلى الله عليه وسلم أو قول رسول يبلغه رسول كريم وهوجبريل عليه السلام. وورد ذلك في تفسير الأشقر.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
-يدل على ذلك إقسام الله تعالى في سورة الحاقة بجميع مايبصر ومايشاهد وماغاب عن العين مماخلق الله تعالى
وأن هذه المخلوقات جميعها شاهدة بصدق ماجاء به،
-ومما يدل على ذلك تنزيه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم مما رماه به أعداؤه واتهموه بالشعر والكهانة بل هو قول منزل من الرحمن الرحيم.
- وأيضا عدل الله تعالى في الحكم بين خلقه بأنه تنزلا لماقالوا لو كان حقا لعذب الله رسوله أشد العذاب بقطع عرق القلب الذي تقوم به الحياة وهوكناية عن إهلاكه بالموت، ولن يستطيع قومه حفظه من قوة الله
وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتري على ربه بل هو الصادق المصدوق ولو تأملوا في أخلاقه الكريمة وصفاته التي عرف بها بينهم لآمنوا به وصدقوه ولكن غرهم العناد وإيثار الحياة الدنيا على الايمان.