البيان النبوي للقرآن
نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أفصح الناس لساناً، وأحسنهم فهماً وبياناً، وأعظمهم نصحاً، وأمره الله أن يبلّغه البلاغ المبين، كما قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، وقال تعالى: {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}.
والبلاغ المبين هو الذي يُفهم معناه، ويُعرف مراد صاحبه؛ فتقوم به الحجّة، ويهدي إلى الحقّ.
والنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من أن يتكلّم في القرآن بغير حقّ؛ فما صحّ عنه في تفسير القرآن وبيان معانيه فهو حقّ لا مرية فيه.
والبيان النبوي للقرآن على أنواع:
1. فمنه تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي، وقد كان يدعو الناس إلى الإسلام، ويتلو عليهم القرآن؛ فيُعرف أثره فيمن تُلي عليهم؛ فمنهم من يُسلم لما ظهر له من الحقّ، ومنهم من يُعرض مكابرة واتّباعاً للهوى مع اعترافه بحسن بيانه.
2. ومنه ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم، وهديه في جميع أمور الدين، وحكمه بما أنزل الله في كتابه الكريم؛ فالبيان العملي من أظهر صور البيان؛ كما فسّر النبي صلى الله عليه وسلم معنى إقامة الصلاة المأمور بها في القرآن بما أدّى من الصلوات، وقال لأصحابه: ((صلّوا كما رأيتموني أصلّي))، وقال في الحجّ: (( خذوا عنّي مناسككم))، وقال في قراءة القرآن: ((اقرؤوا كما عُلّمتم)).
3. ومنه ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بتفسير بعض الآيات، ولذلك أمثلة.
4. ومنه ما يكون في معرض تعليم أصحابه رضي الله عنهم لمعاني القرآن، وتنبيههم على ما أخطأوا في تأوّله، وجواب ما أشكل عليهم.
5. ومنه ما كان في جواب أسئلة من يسأله عن بعض معاني القرآن، وقد سأله بعض أصحابه رضي الله عنهم فأجابهم، وسأله بعض المشركين فأجابهم، وسأله بعض أهل الكتاب فأجابهم، لكلّ ذلك أمثلة مبثوثة في كتب الحديث.
6. ومنه فيما يكون في معرض الردّ على شبهات الكفّار والمنافقين وما يوردونه من استشكالات.