المجلس الثاني :- مجلس مذاكرة تفسير سورتي: الملك والقلم.
المجموعة الاولى ..
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
- معرفة أن ليس كل النعم اللتي ينعم بها على العبد ، تدل على محبة الله تعالى ورضاه عنه بل قد يكون اختبار وابتلاء واستدراجًا من الله لذلك العبد ، لينظر ما سيفعل . والدليل ﴿ إنا بلونهم كما بلونا أصحاب الجنة ﴾
- أن فوق كل متجبر في الارض جبار في السماء ، فمهما خططوا وأرادوا من سوء يجعل الله كيدهم في نحرهم ،فهنا اصحاب الجنة عندا خططوا بمنع المساكين أرسل الله بطائف احرق البساتين بأكملها . ﴿ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴾
-السمع والطاعة لله وأداء حقوقه ، وعدم منع ما أوجبه الله علينا ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾
1. فسّر قول الله تعالى:
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}
تفسير قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) )
أي :- تكاد تتمايز وتفارق وتقطع بعضها البعض من شدة غضبها على الكفار ، فكلما دخل فيها جماعات من الخلق سألتهم خزنة النار ؛ توبيخًا وتقريعًا لأهل النار ، ألم يأتكم نذير ؟! ، أي كأنكم لم تخبروا بهذا الأمر ولم يأتيكم رسول في الدنيا ينذركم ويحذركم لقاء هذا اليوم ! .
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) )
أجابوا على سوْال الملائكة فقالوا : بلى أتانا نذير ولكننا كَذَبنا بدعوته ، وقلنا ما نزل من شي كاخبار الاخرة ، وأمور الغيب والشرايع ، وزدنا على تكذبينا قولنا بأنكم أيها الرسل في ضلال ، بل في ضلال كبير . فأي عناد وظلم وتكبر يشبه هذا !؟ . و هذا من عدل في خلقه، وأنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه وإرسال الرّسول إليه.
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) )
وقالوا معترفين بذنوبهم لو كنّا نسمع سمعًا نعي ما أنزل الله إلينا من الحق والهدى ، ونعقل عقلاً نميز به طريق الحق والرشاد من طريق الضلال ، ما كان مصيرنا النار ، فعندما لم يسمعوا ولم يعقلوا، بل اغترارا وكذبوا فلا عاقبة لهم الا النار ، نسال الله السلامة وأن يمن على بالايمان والسمع والعقل لما أنزل الله .
تفسير قوله تعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) )
قامت عليهم الحجة عندما اعترفوا بذنوبهم من الكفر وتكذيب الانبياء، فبعدًا لهم من رحمة الله وخسارة و هلاك عليهم فهم أصحاب النار ملازمين فيها .
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.
وردت أقوال عن السلف خلاصتها في ثلاثة أقوال :
🔵🔵1- أي : الشّديد الخلق المصحّح، الأكول الشّروب، الواجد للطّعام والشّراب، الظّلوم للنّاس، رحيب الجوف ، قول مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة ، ذكره ابن كثير
✅ الدليل :
- عن عبد الرّحمن بن غنم، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن العتلّ الزّنيم، فقال: "هو الشّديد الخلق المصحّح، الأكول الشّروب، الواجد للطّعام والشّراب، الظّلوم للنّاس، رحيب الجوف". رواه الامام أحمد
- عن زيد بن أسلم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تبكي السّماء من عبدٍ أصحّ اللّه جسمه، وأرحب جوفه، وأعطاه من الدّنيا مقضمًا فكان للنّاس ظلومًا. قال: فذلك العتل الزنيم". رواه ابن جرير
🔵🔵2- أي : رجلٌ من قريشٍ له زنمة مثل زنمة الشّاة ،وقيل انه الأخنس بن شريق الثّقفيّ، حليف بني زهرة. وزعم أناسٌ من بني زهرة أنّ الزّنيم الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ، .، قول ابن عباس ،و سعيد بن جبيرٍ، ومجاهد ، وعكرمة ، وذكره البخاري وذكره ابن كثير
🔶معنى هذا القول : أنّه كان مشهورًا بالشّرّ كشهرة الشّاة ذات الزّنمة من بين أخواتها.
🔵🔵3- أي : الدّعيّ ليس له أصل ، ولد الزنى ،الملحق النّسب، الملصق بالقوم ليس منهم . قول ابن عباس ، و سعيد بن جبيرٍ ، وسعيد بن المسيب ،وعكرمة ، والضحاك ، وحسان بْنِ ثابت ، وابن جرير، ذكره ابن كثير واختاره السعدي والأشقر .
وقال ابن كثير : أنّ الزّنيم هو: المشهور بالشّرّ، الّذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره، كما جاء في الحديث: "لا يدخل الجنّة ولد زنًا" وفي الحديث الآخر: "ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه"
✅الدليل :-
- قول حسّان بن ثابتٍ، يذمّ بعض كفّار قريشٍ:
وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
- وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم...
- قال ابن عباس :
زنيمٌ تداعاه الرجال زيادةً = كما زيد في عرض الأديم الأكارع
ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
وردت أقوال عن السلف في معنى الاية :-
🔷🔷1- أي : يكشف الله عن ساقه ، فيظهر نور عظيم فيخرون له سجدًا ، قول أبي سَعِيد الخدري، قول أبي موسى ، وذكره ابن كثير واختاره السعدي والأشقر
الشاهد :
- عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا".
- عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: "عن نورٍ عظيمٍ، يخرّون له سجّدًا". رواه ابن جرير
وعلق ابن كثير : ورواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلمٍ، به وفيه رجل مبهم فالله أعلم .
🔷🔷2- أي :يكشف عن الزلالزل وعن أهوال يوم القيامة ( يوم كرب وشدة الأمر ) وتبدو الأعمال ،قول ابن عباس ومجاهد ذكره ابن كثير والسعدي
🔷🔷3- أي أوّل ساعةٍ تكون في يوم القيامة. قول ابن عباس وهذا القول أخص مما سبقه ، ذكره ابن كثير
🔷🔷4- أي يكشف عن أمر عظيم وهذا قول ابن عباس او ابن مسعود ، وهذا القول أعم الاقوال فيندرج تحته بقية الاقوال ، ذكره ابن كثير ،
الشاهد :-
قول الشاعر : وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
3: بيّن ما يلي:
أ: فائدة النجوم في السماء.
خلق الله النجوم في السماء لفوائد عظيمة منها :- زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها في ظلمات البر والبحر .
ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي ﷺ
من مظاهر إيذاء الكفار للنبي ﷺ : سبه واتهامه بالجنون وبأنه مفتون ،وانه قوله قول ساحر ، وكذبوا به ، وعادوه ،فأنزل الله آيات تبرأ النبي ﷺ من كل ما رموه به قال تعالى ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَستبصر ويبصرون ﴾
هذا والله أعلى وأعلم وصل الله وسلم على نبينا محمد ﷺ