دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 9 ذو القعدة 1440هـ/11-07-2019م, 11:53 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

بيان أنواع القلوب
خلق الله الخلق لعبادته، وفطر قلوبهم على محبته وتوحيده، فإذا تركت القلوب على فطرتها بلا فساد يطرأ عليها نشأت عارفة بالله محبة له متجهة إليه.
وفساد الفطرة يكون بسببه مرض القلب أو موته، ثمّ قد يعود القلب إلى فطرته إذا وفّق الله عبده وهداه لما يعيد قلبه إلى فطرته بالإنابة إليه وتوحيده جلّ وعلا.

والقلوب على أنواع:
1. فمنها قلب حيّ صحيح، وهو قلب المؤمن؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله تعالى: كما قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ). رواه ابن جرير، وقال تعالى: {لينذر من كان حياً} قال قتادة أيضاً: (حيّ القلب حيّ البصر). رواه ابن جرير.
2. ومنها قلب مريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وفيه مادّة خير ومادّة شرّ، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب خيره وإيمانه كان إلى أهل الخير والإيمان أقرب، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به الفجور إلى موت القلب وإظلامه ببعض أعمال الكفر والنفاق الأكبر، ولذلك قال أهل العلم: المعاصي بريد الكفر.
3. ومنها قلب ميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

وموت القلوب وحياتها ومرضها وشفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وموتها ومرضها وشفائها.
ثم إنّ القلوب الحية والمريضة والميتة تتنوّع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع.
- فالقلوب الحية: ذاكرة، ومنيبة، وخاشعة، ومخبتة، وتفقه، وتعقل، وتهتدي.
- والقلوب المريضة: فيها حياة وفيها موات، ويشتدّ مرضها باشتداد أسبابه من الافتتان بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، والتعلق بغير الله، والغلّ والحسد، والكِبر والبَطَر، والغفلة والقسوة.
- والقلوب الميّتة تختلف باختلاف أسباب موتها من الشرك، والنفاق، والكفر، والإلحاد، وبما تُعاقب به من الزيغ والصرف، والإغفال والقفل، والطبع والختم، والشدّ والرين، وهذه العقوبات بعضها أشدّ من بعض.
- قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدا يقول: (الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
والقلوب تكون في أصل أمرها على الفطرة ثمّ تُعرض عليها الفتن فتختلف باختلاف أحوالها مع تلك الفتن.
- قال حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيّ قلب أُشربها نُكتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرَها نكتَ فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادّا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أُشرب من هواه» رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده من طريق أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة.
والأربد والمربادّ في اللغة هو الأسود الذي خالط سواده بياض أو غُبرة فكلاهما أربد، ولعل الثاني أقرب لمعنى الحديث.
والمجخّي: المنكوس.
- وقال محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقلت، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو الران الذي ذكر الله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}). رواه الترمذي في جامعه والنسائي في السنن الكبرى، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك.
- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (الإيمان يبدأ لمظة بيضاء في القلب، كلما ازداد الإيمان ازدادت بياضا حتى يبيضّ القلب كله، وإن النفاق يبدأ لمظة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق ازدادت حتى يسودّ القلب كله). رواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان، والبيهقي في شعب الإيمان.
واللمظة هي كالنقطة الصغيرة.
- وقال عبد الله بن مسعود: «إن الرجل ليذنب الذنب فينكت في قلبه نكتة سوداء، ثم يذنب الذنب فتنكت أخرى حتى يصير لون قلبه لون الشاة الربداء» رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان، من طرق عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود.
- وقال أبو البختري الطائي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (القلوب أربعة: قلبٌ مصفَّح فذاك قلب المنافق، وقلبٌ أغلف فذاك قلب الكافر، وقلب أجْرَد كأن فيه سراجاً يُزهر؛ فذاك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان؛ فمثله كمثل قرحة يَمُدُّها قيحٌ ودم، ومثله كمثل شجرة يسقيها ماء خبيث وماء طيب فأيّ ماء غلب عليها غلب). رواه ابن أبي شيبة في المصنف وفي كتاب الإيمان من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنّه أعلّ بالانقطاع بين أبي البختري وحذيفة.
وقد رواه ليث بن أبي سليم عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بنحوه إلا أنه جعل القلب المنكوس للمنافق، والقلب المصفّح لمن فيه إيمان ونفاق، كما في مسند الإمام أحمد والمعجم الصغير للطبراني، وليث ضعيف.
- وقال إبراهيم بن بشار: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: (قلب المؤمن أبيض نقي مجليٌ محلّى مثل المرآة، فلا يأتيه الشيطان من ناحية من النواحي بشيء من المعاصي إلا نظر إليه كما ينظر إلى وجهه في المرآة، فإذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب من ذنبه محيت النكتة من قلبه وانجلى، وإن لم يتب وعاود أيضا، وتتابعت الذنوب، ذنب بعد ذنب، نكت في قلبه نكتة نكتة حتى يسود القلب، وهو قول الله عز وجل: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}).
قال: (الذنب بعد الذنب حتى يسودّ القلب في إبطاء، ما نجع في هذا القلب المواعظ، فإن تاب إلى الله قبله الله وانجلى عن قلبه كجلي المرآة). رواه البيهقي في شعب الإيمان.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir