دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > طبقات القراء والمفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الأولى 1440هـ/23-01-2019م, 01:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القراء والمفسرين

الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القرّاء والمفسرين


عناصر الدرس:
(1) فوائد دراسة طبقات القراء والمفسرين
(2) المؤلفات في طبقات القراء
(3) المؤلفات في طبقات المفسرين
(4) سبب الجمع بين طبقات القراء وطبقات المفسرين في هذه الدورة










رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 جمادى الأولى 1440هـ/23-01-2019م, 01:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القراء والمفسرين

(1) فوائد دراسة طبقات القراء والمفسرين
الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى ورحمة للمؤمنين، وحجة على العالمين، ورفع به أقواماً ووضع به آخرين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنّ من العلوم المهمّة لطالب علم التفسير أن يعرف طبقات القراء والمفسرين، وكيف كان تعلّم القرآن وتعليمه في صدر الإسلام، وكيف نشأت أسانيد القراءات والتفسير، حتى يكون على بيّنة من مصادر هذا العلم الشريف، ومراتب أئمته، واختصاصِ بعض التلاميذ ببعض الشيوخ، ويستفيد من سيرهم وأخبارهم وطرائقهم في أخذ القرآن وتعلّمه وتعاهده والتفقه فيه ما ينتفع به في حياته.


وفي هذه المعرفة فوائد جليلة:

منها: أن يتعرّف أسباب نبوغ أولئك الأئمة وتقدّمهم وبركة علومهم؛ فيقوده ذلك إلى تعرّف طرائقهم في تعلّمه وضبط مسائله وتعاهده وتعليمه، وربما وجد بعض تلك الأسباب متيسرة له.
ومنها: أنّ أولئك الأئمة قد بلغوا مرتبة عالية في ذلك العلم، وخبروا مسائله، وتبصروا بمسالكه؛ ولهم وصايا جليلة القدر، وأخبار عظيمة النفع، فيستفيد طالب العلم الحرصَ على تحصيل تلك الوصايا والأخبار من مظانّها، ومعرفة قدرها، فينتفع بها انتفاعاً عظيماً.
ومنها: أن يكون طالب العلم على بيّنة من مراتب أئمة ذلك العلم، وما ألّفوه من الكتب، ومن أخذ عنهم من التلاميذ، وكيف تنقّلت أوعية ذلك العلم، وجرى في مسالكه، ويتجنّب الوقوع في أخطاء قبيحة وقع فيها من جهل طبقات العلماء ومراتبهم.
ومنها: أنّ طالب العلم قد تعرض له أحوال في دراسة ذلك العلم وضبط مسائله وتعاهده يتحيّر فيها؛ فيجد في سير أئمة ذلك العلم وأخبارهم ما يسترشد به للطريقة التي تلائمه وينتفع بها في تحصيله لذلك العلم.
ومنها: أن هذه المعرفة تكشف لطالب العلم جوانب من تاريخ هذا العلم الشريف، والحياة السياسية والاجتماعية التي عاش فيها أولئك الأئمة، فلا يكاد يمرّ أحدنا إلا بموقف إلا وجد من تعرّض لمثله أو أشدّ منه من الأئمة؛ فيسترشد بهديهم، ويعتبر بما وقع من أخطاء.
ومنها: أنّ أصول طبقات القراء والمفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم عليها مدار أسانيد القراءات والتفسير، وإلمام طالب العلم بمعرفة هذه الأصول ييسّر عليه معرفة أسانيد القراءات والتفسير، ويكشف له بعض علل مسائل القراءات والتفسير، وهي معرفة عزيزة.

ولما تقدّم من الفوائد وغيرها عُني العلماء في كلّ فنّ من فنون العلم بطبقات أئمته، فألّفت المؤلفات في طبقات القراء والمفسرين والمحدّثين والفقهاء واللغويين والنحويين والمؤرخين والنسّابين والشعراء والأطباء وغيرهم.
بل ذكر ابن النديم في الفهرست أنّ رجلاً من المعتنين بالغناء والإيقاعات يقال له أبو أيوب المديني ألّف كتاباً في طبقات المغنّين، حشد فيه أخبار المغنين وأحوالهم ليستفيد بها في صنعته.
وأصحاب كلّ مذهب من المذاهب الفقهية ألّفوا في طبقات أئمته؛ فألّفت كتب في طبقات الحنفية، وطبقات المالكية، وطبقات الشافعية، وطبقات الحنابلة.
ومن سلك سبيلاً لتحصيل علم من العلوم فإنّ من حاجته الماسّة أن يكون على معرفة حسنة بأئمة ذلك العلم، وأخبارهم وأحوالهم، وآثارهم في ذلك العلم تعليماً وتأليفاً، وابتكاراً وتجديداً.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 جمادى الأولى 1440هـ/23-01-2019م, 01:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القراء والمفسرين

(2) الكتب المؤلفة في طبقات القراء وتراجمهم
عُني جماعة من العلماء بتراجم القراء وبيان طبقاتهم، فمنهم من جعلها في مقدمة كتابه، ومنهم من أفرد طبقات القراء بالتأليف.
- وأوّل من عُرف عنه الكتابة في طبقات القراء وفي القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي(ت:224هـ)، فله كتاب "القراءات"، والذي يظهر لي أنه ترجم لجماعة من القراء ممن رويت عنهم حروف في القراءة؛ فإنّ شمس الدين الذهبي نقل عنه وفيات جماعة من القراء في كتبه.
وكتاب القراءات لأبي عبيد نقل منه أبو جعفر النحاس(ت:338هـ)، وعلم الدين السخاوي(ت:643هـ)، وأبو شامة المقدسي(ت:665هـ)، وشمس الدين الذهبي(ت:748هـ) وغيرهم.
وهذا الكتاب وإن كان مفقوداً إلا أنّ كلام أبي عبيد في طبقات القراء قد نَقَل منه عَلَمُ الدين السخاوي في كتابه "جمال القراء" نقولاً نفيسة ذكر فيها أئمة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ومشاهير القراء في الأمصار، وهي أصل مهمّ في طبقات القراء.
- ثمّ أتى بعده أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني(ت:255هـ)، وكان إمام جامع البصرة، وإمام البصريين في القراءة والعربية، عرض على يعقوب الحضرمي وغيره، وأخذ عن جماعة من علماء اللغة كأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري والأصمعي وغيرهم، وروى عنه أبو داوود والنسائي وغيرهم، وله مؤلفات كثيرة في القراءات وعلوم القرآن والعربية.
قال ابن الجزري: (أحسبه أول من صنف في القراءات).
وكتابه في القراءات مفقود، وهو من مظانّ ذكر طبقات القراء.
- وممن تكلّم في أعلام القراء وترجم لهم في مقدمة كتابه أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد البغدادي (ت:324هـ) ، وله كتاب "السبعة في القراءات"، وهو مطبوع، وهو أول من سبّع السبعة.
قال ابن الجزري: (اشتهر أمره وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير، ولا أعلم أحدًا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه).
وقد استهلّ كتابه بمقدمات نافعة، ومنها ذكر الأئمة السبعة نافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو عمر وابن عامر، والترجمة لهم، وبيان أسانيدهم في القراءات إلى الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك فعل غير واحد من المؤلفين في القراءات.

ومن العلماء من أفرد طبقات القراء وتراجمهم بالتأليف، ومن ذلك:
1. كتاب طبقات القراء، لخليفة بن خياط العصفري(ت:242هـ) الملقّب بشَباب، وهو مفقود، ذكره ابن النديم(ت:438هـ) في الفهرست، ونقل منه أبو الحجاج المزي في تراجم بعض القراء، وشمس الدين الذهبي، وغيرهما، وهو غير كتابه المطبوع في الطبقات.
وخليفة بن خياط معدود من القراء، ترجم له ابن الجزري في غاية النهاية، وذكر أبو القاسم الهذلي أنه روى القراءة عن ورقاء بن عمر اليشكري وأبي عمرو بن العلاء، والصحيح أنه لم يدركهما.
وقال أبو داوود السجستاني: (كتاب شَبَاب في الحروف لم يسمعه منه أبو حاتم، والذي وضعه ليس بمسموع).
وكانوا يقولون للقراءات: "الحروف".

2. المعجم الأكبر في أسماء القراء وقراءاتهم، لأبي بكر محمد بن الحسن الموصلي النقاش(ت:351هـ)، وهو تلميذ الإمام ابن خزيمة، وصاحب التفسير المشهور "شفاء الصدور"، وقد تُكلّم فيه وفي تفسيره بسبب توسّعه في الرواية والتأوّل وضعف تثبّته على سعة علمه وكثرة رحلاته ومروياته وتآليفه، وقال شمس الدين الذهبي: (لو تثبت في النقل، لصار شيخ الإسلام).
وكتابه في تراجم القراء مفقود، ذكره ياقوت الحموي، وشمس الدين الذهبي، وله المعجم الأوسط، والمعجم الأصغر، ، وقد حُقّق تفسيره في رسائل علمية في جامعة الشارقة، وطبع بعضه.
3: طبقات القراء، لأبي بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني(ت: 381 هـ) ، وهو مفقود، ذكره ابن الجزري، وقد طبع من كتبه كتابا الغاية والمبسوط في القراءات العشر.
4: طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين إلى عصر مؤلفه وجامعه على حروف المعجم، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني(ت:444هـ) ، وهو مفقود، نقل منه الذهبي كثيراً، وأدرج ابن الجزري جميع الرجال الذين ترجم لهم الداني في كتابه غاية النهاية، وهذا لا يقتضي نقل جميع ما ذكره في تراجمهم، فإنَّ ابن الجزري كان يستوفي في الرجال ويختصر في التراجم.
وقد ترجم أبو عمرو الداني في مقدمة كتابه "جامع البيان في القراءات السبع" للقراء السبعة ورواتهم، وذكر طرفاً من أخبارهم بالأسانيد.
5. طبقات القراء، لأبي محمد ابن حزم الظاهري(ت:456هـ) ، وهو مفقود أيضاً، نقل منه مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال.
6: طبقات القراء، لأبي بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني الأصبهاني (ت: 460هـ)، من شيوخ أبي القاسم الهذلي، وكتابه مفقود.
- قال عنه الذهبي: (قرأ القرآن على جماعة من الأئمة القدماء، وصنف كتاب "الشواذ"، وكتاب "طبقات القراء").
- وقال ابن الجزري: (ألف كتاب طبقات القراء سماه المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات ومجموع الروايات ووددت رؤيته وكتابًا في الشواذ).
7: طبقات القراء، لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري(ت:478هـ)، قال الذهبي: (كان إماما مجودا، بارعا، مصنفا، له كتب في القراءات)، وذكر من كتبه: طبقات القراء، وهو مفقود.
8: الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار، وعرف اختصاراً باسم (طبقات القراء)، لأبي العلاء الحسن بن أحمد بن على العطار الهمذاني (ت: 569هـ) ، وهو مفقود من قديم.
- قال الذهبي في ترجمته: (وله التصانيف في الحديث، والزهد والرقائق، وصنف " زاد المسافر " في نحو خمسين مجلدا. وكان إماما في القرآن وعلومه، وحصل من القراءات المسندة ما إنه صنف العشرة والمفردات، وصنف في الوقف والابتداء، وفي التجويد، والماءات، والعدد، ومعرفة القراء وهو نحو من عشرين مجلدا، واستحسنت تصانيفه في القرآن، وكتبت، ونقلت إلى خوارزم والشام، وبرع عليه جماعة كثيرة في علوم القرآن، وكان إذا جرى ذكر القراء يقول: فلان مات في سنة كذا، وفلان مات في سنة كذا، وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا)ا.ه.
- وقال ابن الجزري: (من وقف على مؤلفاته علم جلالة قدره، وعندي أنه في المشارقة كأبي عمرو الداني في المغاربة بل هذا أوسع رواية منه بكثير مع أنه في غالب مؤلفاته اقتفى أثره وسلك طريقه، وألف أيضًا فيما حكى لي عنه كتاب طبقات القراء وهو كتاب الانتصار الذي قدمت ذكره في مؤلفاته، وأنا أتلهف للوقوف عليه أو على شيء منه من زمن كثير فما حصل منه ولا ورقة، ولا رأيت من ذكر أنه رآه، والظاهر أنه عُدم مع ما عدم في الوقعات الجنكزخانية، والله أعلم).
وقد طبع من كتبه: غاية الاختصار في القراءات العشرة أئمة الأمصار، والتمهيد في معرفة التجويد، و مبهج الأسرار في معرفة اختلاف العدد والأخماس والأعشار.
9: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (ت:748هـ)، وهو كتاب قيّم مطبوع، رتّبه على الطبقات، وذكر فيه القراء المشهورين الذين تدور عليهم أسانيد القراءات؛ فقال بعد ذكر الطبقة الأولى: (وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة كمعاذ بن جبل، وأبي زيد، وسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، ولكن لم تتصل بنا قراءتهم فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة -رضي الله عنهم، واختصرت أخبارهم، فلو سقتها كما ينبغي لبلغت خمسين جزءاً)ا.هـ.
وقال بعد أن ذكر في الطبقة الثالثة ثمانية عشر قارئاً من أوساط التابعين: (فهؤلاء الأئمة الثمانية عشر قطرة من بحر بالنسبة إلى حملة القرآن في زمانهم، اقتصرت على هؤلاء لدوران الأسانيد في القراءات عليهم).
وكرر التنبيه على ذلك في مواضع عدة، ومع ذلك فقد ذيَّل عليه بعضهم فمنهم مستدرك عليه بعض ما فاته، ومنهم من ترجم للقراء الذين اشتهروا بعد طبقة الذهبي.
وقد نشر الكتاب نشرات عدة أشهرها ثلاث نشرات:
الأولى: بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، على نسخة خطية فريدة، وقد تضمنت نشرتهم ترجمة 734 قارئاً.
والثانية: بتحقيق الدكتور طيار آلتي قولاج التركي، على خمس نسخ خطية، وقد تضمّنت نشرته ترجمة 1228هـ، وألحق بالكتاب تذييل عفيف الدين المطري(ت:765هـ)، وقد أضاف ثمانية عشر قارئاً بعد الذهبي رحمه الله.
والثالثة: نشرة الدكتور أحمد خان الباكستاني التي طبعت في مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، وقد بلغت نشرته ترجمة 1269 قارئاً، وقد عزا الاختلاف في العدد إلى تعدد صيغ الكتاب وأن الذهبي كتب كتابه ثلاث مرات، فكان في كلّ مرة يزيد ويهذب، وذكر أنّ النسخة الخطية التي حصل عليها هي الصيغة النهائية التامة للكتاب، وفي آخره ذيل ملحق بالكتاب ذُكر أنه منقول من خطّ الذهبي ومن فوائد عفيف الدين المطري.
10: رسالة ابن مكتوم في من أغفلهم الذهبي في طبقات القراء المشهورين، لأحمد بن عبد القادر بن أحمد ابن مكتوم(ت:749هـ)، وقد طبع بتحقيق عبد العزيز حرفوش، دار الجولان، دمشق.
11: طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم، لأمين الدين أبي محمد عبد الوهاب بن السلار(ت:782هـ).
12: طبقات القراء، لسراج الدين عمر بن علي ابن الملقّن (ت: 804 هـ)، وهو مفقود، وقد ذكر حاجي خليفة أنه ذيَّل على معرفة القراء للذهبي، وطبع له كتاب "طبقات الأولياء"، وله أيضاً "طبقات المحدّثين" وهو مفقود.
13: ترتيب طبقات القراء للذهبي، لأحمد بن إسماعيل ابن الحسباني(ت:815هـ)، ذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"، فلعه رتّبه على حروف المعجم، وقد طبع بتحقيق أحمد محمد عزوز، المكتبة العصرية، بيروت.
14:غاية النهاية في طبقات القراء، لإمام القراء الحافظ الكبير شمس الدين محمد بن محمد ابن الجزري الشافعي(ت:833هـ).
قال في مقدمته: (اختصرت فيه كتاب طبقات القراء الكبير الذي سميته: نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات، أتيت فيه على جميع ما في كتابي الحافظين أبي عمرو الداني وأبي عبد الله الذهبي رحمهما الله وزدت عليهما نحو الضعف).
وبلغ عدد التراجم في كتابه نحو أربعة آلاف ترجمة، وقد حقق الكتاب في رسائل علمية في جامعة أمّ القرى، وله نشرات عدّة:
إحداها: بتحقيق أبي إبراهيم عمرو بن عبد الله، دار اللؤلؤة، القاهرة، 1438هـ، ذكر أنه حققه على سبع نسخ خطية إحداها بخطّ المؤلف.
والثانية: تحقيق: علي عمر، مكتبة الخانجي، القاهرة، وهي أشهر الطبعات.
والثالثة: بتحقيق جمال الدين محمد شرف ومجدي فتح السيد، دار الصحابة، طنطا.
والرابعة: بتحقيق المستشرق ج.برجستر أسر، القاهرة، 1351هـ، ثم أعيد طبعها مراراً في القاهرة وبغداد وبيروت.
15: الذيل على طبقات القراء لابن الجزري، للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي(ت:902هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.
16: طبقات المقرئين، لأبي عبد الله محمَّد بن عبد السلام الفاسي (ت:1214هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.
17: معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ للدكتور محمد سالم محيسن رحمه الله تعالى (ت 1422 هـ)، وقد طبع في جزأين، ترجم فيهما لنحو أربعمائة قارئ.
18: إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، إلياس بن أحمد البرماوي، مدرس القرآن الكريم والتجويد بالمسجد النبوي الشريف، وقد طبع كتابه بتقديم الشيخ محمد تميم الزعبي عام 1421هـ، وذكر فيه فصلاً في القارئات من النساء.
19: طبقات القرّاء والمقرئين بإفريقيّة وتونس من الفتح الإسلامي إلى نهاية عام 1436هـ، للدكتور الهادي روشو.
20: مِنَّةُ الرحمن في تراجم أهل القرآن [قاموس تراجم لقراء القرآن الكريم ومقرئيه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين]، للدكتور إبراهيم محمد الجرمي.
وبلغني خبر عناية بعض الجامعات والمراكز القرآنية بجمع تراجم للقراء والقارئات إلى العصر الحاضر.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 جمادى الأولى 1440هـ/25-01-2019م, 11:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

(3) الكتب المؤلفة في طبقات المفسرين
تأخّر التأليف المفرد في طبقات المفسرين، ولعل من أسباب ذلك أن الأئمة المفسرين في القرون الأولى مذكورون في كثير من كتب التراجم المتقدمة للقراء والمحدثين والفقهاء.
وقد كان لبعض العلماء المتقدمين كلام متفرّق في ذكر أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين وذكر مراتب أصحابهم لو جمع ونُظّم لكان فيه مادّة حسنة عن تصلح للحديث عن طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم، كما نقل عن ابن سيرين، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وعليّ ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد القاسم بن سلام.
- وقد عرض ابن جرير الطبري(ت:310هـ) في مقدمة تفسيره للكلام على بعض المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وما قيل في بعضهم من ثناء حسن ونقد.
- ثم كتب ابن عطية (ت:542هـ) في مقدمة تفسيره باباً في مراتب المفسرين حبّر فيه كلام ابن جرير وزاد عليه إلى القرن الرابع الهجري، وإن لم يتقصّ ولم يفصّل في تراجمهم.
- وعرض شيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728هـ) في مقدّمة تفسيره لذكر أصحاب ابن مسعود وابن عباس ومفسري الأمصار بكلام موجز نافع.
- ثم كتب ابن جُزيء الكلبي(ت:741هـ) مبحثاً في طبقات المفسرين في مقدمة تفسيره جوّد فيه كلام ابن عطية وزاد عليه زيادات حسنة.
- ثم كتب بدر الدرين الزركشي(ت:794هـ) باباً في معرفة التفسير في كتابه "البرهان في علوم القرآن" ذكر فيه أسماء عدد من مفسري التابعين وتابعيهم والمصنفين في التفسير إلى عصر ابن عطية.
- ثمّ ذكر ابن قاضي شهبة الدمشقي(ت:851هـ) في كتابه "تراجم طبقات النحاة واللغويين والمفسرين والفقهاء" أسماء عدد من المفسرين مع من ذكر من الفقهاء والنحويين واللغويين، وترجم لهم، ورتّب الأسماء على حروف المعجم، واشتمل كتابه على نحو ألف ترجمة.
- ثم كتب جلال الدين السيوطي(ت:911هـ) باباً في طبقات المفسرين في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" ذكر فيه المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعددا من أصحاب التفاسير المصنفة على اختلاف مذاهبهم إلى قريب من عصره، وله في التحبير كلام موجز عن المفسرين رتبهم على الطبقات.

فهذا بعض ما ذُكر في طبقات المفسرين مضمَّنا في كتب أهل العلم إلى عصر جلال الدين السيوطي الذي كان هو أوّل من عرف عنه التأليف المفرد في طبقات المفسرين، وقد قال في مقدمته: (هذا المجموع فيه طبقات المفسرين إذْ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتُنيَ بإفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم).
وسأعرف بالكتب المؤلفة في طبقات المفسرين خاصة مبتدئاً بكتابه.
1: طبقـات المفسرين، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي (ت: 911هـ)، وهو كتاب مختصر اشتمل على 136 ترجمة، رتبها على حروف المعجم، ولم يكمله.
- قال تلميذه الداوودي بعد أن نسخ كتابه: (علقت ذلك من مسودة في أوراق لم يتمها شيخنا، وكان عزمه أن يكون مؤلفاً حافلاً).
2: طبقات المفسرين، لشمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (ت: 945هـ) ، وهو تلميذ السيوطي، وعدد التراجم فيه: 704 ترجمة، جمع مادّة كتابه من نحو عشرين كتاباً في السير والتراجم والطبقات.
4: طبقات المفسرين، لأبي سعيد بن صنع الله الكوزه كرانى (ت:980هـ)، قيل: اسمه كنيته، وكوزه كراني قرية من قرى تبريز، ذكره في كشف الظنون، ولم يطبع فيما أعلم.
5: طبقات المفسرين،لأحمد بن محمد الأدرنوي (ت: بعد 1095هـ)، نسبة إلى أدرنه بتركيا وكتابه مطبوع، وعدد التراجم فيه 638 ترجمة، مرتبة على الطبقات، وقد وقع في أخطاء في تواريخ الوفيات، وتراجمه مختصرة جداً.
6: معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، للأستاذ عادل نويهض، مطبوع، جمع فيه تراجم نحو ألفي مفسّر، واختصر الكلام في تراجمهم، ورتّبهم على حروف المعجم.
7: نيل السائرين في طبقات المفسرين، لمحمد طاهر الفنج فيري (ت: بعد 1386هـ) ، من أهل باكستان، ترجم فيه لنحو 688 مفسراً، ورتبهم على الطبقات، ووقع في أخطاء في الوفيات، وختم كتابه بالترجمة لنفسه، وهو من مظانّ الكشف عن مفسري بلاد الهند والسند وما جاورهما، وذكر في مقدمة كتابه أنه أفرده من كتاب له آخر سمّاه "مرشد الحيران إلى أصول القرآن".
8: الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، لجماعة من الباحثين في ثلاث مجلدات كبار، وهو من إصدارات مجلة الحكمة.
9: التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا،للدكتور محمد بن رزق طرهوني، وهو رسالة دكتوراه.
10: التفسير في اليمن، للدكتور علي بن حسان بن علي حسان، رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1424هـ.
وغيرها من الكتب، وبلغني أن بعض الجامعات لها عناية بالتعريف بأعلام المفسّرين وذكر طبقاتهم في رسائل علمية، ولم أطّلع بعد على شيء منها غير ما ذكر، فلعلّ فيها ما يفيد الباحثين.


والتأليف في تراجم المفسرين ينبغي أن يُعتنى فيه بذكر ما ينفع طالب علم التفسير، من ذكر شيوخ المفسّرين، وتلاميذهم، وأخبارهم في تعلّم العلم وتعليمه، وتدارس التفسير، وآثارهم العلمية، ومواردهم في تفاسيرهم، ووصف مناهجهم فيها، وتحقيق وفياتهم، ونحو ذلك مما ينتفع به طلاب التفسير وعلوم القرآن، وهذا أمر ممكن لو تصدّى له جماعة من الباحثين يأخذ كلّ واحد منهم ترجمة المفسّرين في قرن فيحسن الترجمة لهم ويجوّدها، وينتج من مجموع أعمالهم مشروع علميّ قيّم يحوي فوائد ما أُلِّفَ في طبقات المفسرين ويزيد عليها، وينبّه على ما في بعضها من أخطاء وأوهام وبالله التوفيق.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 جمادى الأولى 1440هـ/26-01-2019م, 04:28 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

(4) سبب الجمع بين طبقات القراء والمفسرين في هذه الدورة
هذه الدورة سنقتصر فيها على طبقات الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وهي أصول الطبقات، ويشترك في كثير منها القراء والمفسرون؛ إذ كان عامّة القراء في تلك القرون الفاضلة من أهل العلم بالقراءة والتفسير والحديث والفقه؛ فدراسة طبقات القراء والمفسرين في مادّة واحدة أولى من تكريرها في مادّتين.
وهذا الجمع يتيح لنا أيضاً الحديثَ عن نشأة علوم القرآن الأخرى، وما لبعض العلماء من عناية بها وتقدّم فيها بتدريس أو تأليف.
وهذه الطبقات من أحسن معرفتها سهل عليه بإذن الله تعالى معرفة كثير من أسانيد التفسير، وتبيّن أحوال تعلّم القرآن وتعليمه في تلك القرون الفاضلة، وعرف من أخبار أولئك الأئمة ما أرجو أن يكون فيه نفع كبير.
وسيكون البدء بعون الله تعالى ببيان تاريخ تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين، ثمّ سأذكر طبقات القراء والمفسرين في الأمصار المشهورة في ذلك الزمان في المدينة ومكة والطائف والعراق والشام واليمن ومصر وخراسان.
وسأعتني في كل ترجمة بإذن الله بذكر ما يحتاج إلى معرفته من بيان فضل صاحبها، وتلخيص المهمّ من أخباره؛ فإن كان فيها طول اقتصرت على بعضها، وذكر شيوخه وتلاميذه، ومن كان له كتب بينتها بإذن الله حسب المعرفة والإمكان، إذ ليس المقصود من هذه الدورة مجرّد ذكر أسماء القراء والمفسرين ووفياتهم وإن كان في ذلك فوائد إلا أنّ المقصود الأعظم أن ننتقل بتفكّرنا إلى تلك القرون الفاضلة، ونتعرّف على أخبارهم وأحوالهم في تعلّم القرآن وتدارسه وتعليمه، وطرقهم في ضبط مسائل علوم القرآن، ونشأة التأليف فيها، واختلاف أوجه العناية بعلوم القرآن وتنوّعها، والمدخل لذلك هو الحديث عن أعلام القرّاء والمفسّرين إذ هم الذين يُتلقّى عنهم كلّ ذلك.


وأسأل الله تعالى أن يوفّق لحسن الإعداد، وأن يصلح القصد، ويبارك في الأثر، إنه قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir