دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > طبقات القراء والمفسرين

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 17 جمادى الأولى 1440هـ/23-01-2019م, 01:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القراء والمفسرين

(1) فوائد دراسة طبقات القراء والمفسرين
الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى ورحمة للمؤمنين، وحجة على العالمين، ورفع به أقواماً ووضع به آخرين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنّ من العلوم المهمّة لطالب علم التفسير أن يعرف طبقات القراء والمفسرين، وكيف كان تعلّم القرآن وتعليمه في صدر الإسلام، وكيف نشأت أسانيد القراءات والتفسير، حتى يكون على بيّنة من مصادر هذا العلم الشريف، ومراتب أئمته، واختصاصِ بعض التلاميذ ببعض الشيوخ، ويستفيد من سيرهم وأخبارهم وطرائقهم في أخذ القرآن وتعلّمه وتعاهده والتفقه فيه ما ينتفع به في حياته.


وفي هذه المعرفة فوائد جليلة:

منها: أن يتعرّف أسباب نبوغ أولئك الأئمة وتقدّمهم وبركة علومهم؛ فيقوده ذلك إلى تعرّف طرائقهم في تعلّمه وضبط مسائله وتعاهده وتعليمه، وربما وجد بعض تلك الأسباب متيسرة له.
ومنها: أنّ أولئك الأئمة قد بلغوا مرتبة عالية في ذلك العلم، وخبروا مسائله، وتبصروا بمسالكه؛ ولهم وصايا جليلة القدر، وأخبار عظيمة النفع، فيستفيد طالب العلم الحرصَ على تحصيل تلك الوصايا والأخبار من مظانّها، ومعرفة قدرها، فينتفع بها انتفاعاً عظيماً.
ومنها: أن يكون طالب العلم على بيّنة من مراتب أئمة ذلك العلم، وما ألّفوه من الكتب، ومن أخذ عنهم من التلاميذ، وكيف تنقّلت أوعية ذلك العلم، وجرى في مسالكه، ويتجنّب الوقوع في أخطاء قبيحة وقع فيها من جهل طبقات العلماء ومراتبهم.
ومنها: أنّ طالب العلم قد تعرض له أحوال في دراسة ذلك العلم وضبط مسائله وتعاهده يتحيّر فيها؛ فيجد في سير أئمة ذلك العلم وأخبارهم ما يسترشد به للطريقة التي تلائمه وينتفع بها في تحصيله لذلك العلم.
ومنها: أن هذه المعرفة تكشف لطالب العلم جوانب من تاريخ هذا العلم الشريف، والحياة السياسية والاجتماعية التي عاش فيها أولئك الأئمة، فلا يكاد يمرّ أحدنا إلا بموقف إلا وجد من تعرّض لمثله أو أشدّ منه من الأئمة؛ فيسترشد بهديهم، ويعتبر بما وقع من أخطاء.
ومنها: أنّ أصول طبقات القراء والمفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم عليها مدار أسانيد القراءات والتفسير، وإلمام طالب العلم بمعرفة هذه الأصول ييسّر عليه معرفة أسانيد القراءات والتفسير، ويكشف له بعض علل مسائل القراءات والتفسير، وهي معرفة عزيزة.

ولما تقدّم من الفوائد وغيرها عُني العلماء في كلّ فنّ من فنون العلم بطبقات أئمته، فألّفت المؤلفات في طبقات القراء والمفسرين والمحدّثين والفقهاء واللغويين والنحويين والمؤرخين والنسّابين والشعراء والأطباء وغيرهم.
بل ذكر ابن النديم في الفهرست أنّ رجلاً من المعتنين بالغناء والإيقاعات يقال له أبو أيوب المديني ألّف كتاباً في طبقات المغنّين، حشد فيه أخبار المغنين وأحوالهم ليستفيد بها في صنعته.
وأصحاب كلّ مذهب من المذاهب الفقهية ألّفوا في طبقات أئمته؛ فألّفت كتب في طبقات الحنفية، وطبقات المالكية، وطبقات الشافعية، وطبقات الحنابلة.
ومن سلك سبيلاً لتحصيل علم من العلوم فإنّ من حاجته الماسّة أن يكون على معرفة حسنة بأئمة ذلك العلم، وأخبارهم وأحوالهم، وآثارهم في ذلك العلم تعليماً وتأليفاً، وابتكاراً وتجديداً.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir