بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
ان الإيمان بالقرآن هو أحد أركان الإيمان التي جاءت في حديث جبريل عليه السلام المشهور لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الايمان فقال:
"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره"
ودلت نصوص عديدة من القرآن على وجوب الإيمان بالقىآن وأن الإيمان لا يصح إن أنكره أحد ومنها
قول الله تعال:( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
وقوله تعالى :( وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ)
ويدخل في الكتب السماوية القرآن الكريم.
وقد ذكر الله أن من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر وتوعد له بالعذاب الشديد في قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28))
والإيمان بالقرآن يكون في ثلاث:
في الاعتقاد وما استقر في القلب من تصديق به والايمان به وبانه كلام الله المنزل.
والقول وهو تلاوته على الوجه الذي يرضي الله .
والعمل به وتأوله وتطبيق أوامره والانتهاء عن زواجره.
وقد بين الله اجر من اتبع القرآن وآمن به في قوله تعالى :( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مبين (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*)
*****************
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟*
ان مسائل الإيمان بالقرآن ذكرت على نوعين عظيمين هما:
١. مسائل اعتقادية؛ وهي التي تعنى بمسائل الاعتقاد بالقرآن بأنه منزل لا مخلوق ، وبأنه نسخ كل الكتب السابقة له وأنه آخر الكتب السماوية انزلها الله على محمد صلوات ربي وسلامه عليه ليهدي به الناس.
وقد اعتنى العلماء بهذا الباب وبوبوا له بابين وهما الأحكام والآداب؛
فالأحكام تعنى بالمسائل الاعتقادية التي يجب اعتقادها وما تم اعتباره بدعة وما نوع البدعة ان كانت مكفرة ام مفسقة وهكذا
وأما الآداب فتعنى بمسلك طالب العلم في تحصيل هذا العلم على منهج اهل السنة والجماعة والبحث عن طرق الاستدلال والبيان والتأليف والمدارسة ومناظرة المخالفين وغيرها من الاداب .
٢. مسائل سلوكية وهي المسائل التي يعتني بها الطالب لفهم القرآن وآياته وتدبىه والتفكر فيه وتفسيره وهداياته وبصائره ومقاصد الايات الواردة.
وهذا الجانب بعني بامرين:
١. البصائر والبينات والتي تعرف بالحقائق ؛ وهو قائم على العلم والبصيرة. ويتم تحصيله بفهم الايات ومقاصدها وبالتدبر.
٢. اتباع الهدى او الجانب العملي من هذا الباب؛ وهو قائم على الإرادة والعزيمة. ويكون تحصيله بالامتثال لاوامر الله واجتناب نواهيه.
قال الله تعالى :(*وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)
***************
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.*
إن قسمي الأمثال في القرآن هما: ١. الأمثال الصريحة وهي التي يعبر فيها بلفظ المثل كما في قوله تعالى :( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون)
٢. الأمثال الكامنة ؛ وهي التي يكون فيها القصص للعبرة والموعظة وجزاء الناس ؛ فمن فعل فعلهم كان له مثل جزائهم دون التصريح بلفظ المثل
كما في قوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)
ومن اشهر الكتب في هذا المجال كتاب الزركشي ( البرهان في علوم القرآن).
ثم أن عقل الأمثال هو من أصول الاهتداء بالقرآن لأن الله لم يترك أمرا من أمور الدين بعنى بها المسلم إلا وقد ضرب به الأمثال ليزيد من فهمنا له وليقيم الحجة على من كفر وأعرض بدليل قوله تعالى : ( وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير)
*****************
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
ان فضائل الايمان بالقران كثيرة جدا ، ويكفي انه كلام رب العالمين لنشعر برغبة الاقبال عليه والامتثال لاوامره وترك نواهيه
وان نتعبد الله بتلاوته
وانه هداية وسفاء لماةفي الصدور ، وفي القرآن من الأدلة على ذلك كثير منها :
قوله تعالى ( وإنه لهدى ورحمة للعالمين )
وقوله تعالى ( هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)
وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)
وقوله تعالى:*{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.
************
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
بشكل عام فإن منهج أهل السنة والحماعة هو إثبات ما أثبت الله لنفسه ونفي ما نفاه عنه دون تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل
وقد وردت الأدلة في القرآن أن لله صفة الكلام وأنه يتكلم بصوت وحرف يسمعه من يشاء ، وأنه يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
وقد نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اقوال اهل السنة فقال (لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)
وكلام الله لا يشبه كلام المخلوقبن وان اشتركوا بمسمى الصفة ( الكلام ) ودليله قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)
وأما الأدلة النقلية من القرآن فهي :
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ)
وقوله تعالى:*( وكلم الله موسى تكليما) .
وقوله تعالى:*(ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه).
والحمدلله رب العالمين