دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 رجب 1439هـ/29-03-2018م, 04:12 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (258-274)



اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:

1: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
2: قوله تعالى: {
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.
3: قوله تعالى: {
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 08:09 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:
1: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.


الحمد لله واهب اليقين ، ومالك يوم الدين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
وبعد :
فهذه رسالة تفسيرية في قوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
يقول سبحانه وتعالى في تتمة خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم ، واذكر إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، ونبي الله إبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن ، وهو الذي آمن حين كفر قومه ، و الذي دعاهم إلى عبادة الله وحده فقذفوه في النار ، وهو الذي تولاه الله وأنعم عليه ، وجعله سلفاً ومثلاً للآخِرين ، وفي هذه الآية يذكر سبحانه طلبه عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ، واختلف العلماء في صدور هذا الطلب منه هل كان شكّاً أم طلباً لزيادة اليقين على قولين :
القول الأول : أنّه عليه السلام شكّ في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ، و ذكر هذا القول ابن جرير ورجّحه .
وممّا استدلوا به على ذلك : مارواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله قال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : ( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) ) .
وما أخرجه عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن عباس : «ما في القرآن آيةٌ أرجى عندي منها» ، و أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم و الحاكم في المستدرك من طرق أخرى .
و استدلوا كذلك بقول عطاء بن أبي رباح : أنه قال: «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: ربّ أرني كيف تحي الموتى؟
وسبب ترجيح ابن جرير لهذا القول ظاهرُ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه .
القول الثاني : : أنّه عليه السلام لم يكن شاكّاً ، وإنّما طلب عين اليقين ، وهو قول الجمهور وهو الصحيح ، وممن قال به سعيد بن جبير والضحاك واختاره الزجاج وابن عطية وابن كثير ، ووجّه أصحاب هذا القول أدلة أصحاب القول الأول بالآتي :
- أمّا حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، فهو صحيح ، ولكنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرِد أنّ إبراهيم عليه السلام شك في إحياء الموتى ، ولا أنّه عليه الصلاة والسلام يشكّ ولا المؤمنون ، وإنّما أراد استبعاد هذا الفهم عن هذه الآية ، فقرّر بأنه عليه السلام لم يشك ، ولو أنه شك لكنّا أولى بالشك منه ، لكننا لا نشك .
- وأمّا قول ابن عباس بأنها أرجى آية ، فلم تكن كذلك لشكه عليه السلام ، وإنّما أراد أمراً آخر قد يكون الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا، ليتأكد من خلته .
و قد تكون أرجى لقوله تعالى : {أولم تؤمن؟} أي أن الإيمان كاف لا يحتاج بعده إلى تنقير وبحث .
- وأمّا قول عطاء : ( دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة» ، وهذه توجيهات ابن عطية للأدلة السابقة ، وبمثلها قال كثير من أهل العلم .
وقد يكون ما يدخل قلوب المؤمنين من حب الازدياد منه ، وطلب أعلى مراتبه ، وهذا وارد .
ونُقل الاختلاف في سبب سؤاله :
فمنهم من قال : أنّ إبراهيم عليه السلام رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال ، وهو قول قتادة والضحاك وابن زيد .
ومنهم من قال : أنه لما فارق النمرود وقال له: أنا أحيي وأميت، فكر في تلك الحقيقة والمجاز، فسأل هذا السؤال ، وهو قول ابن إسحاق .
ومنهم من قال : أنه لما بشر بأن الله اتخذه خليلا أراد أن يدل بهذا السؤال ليجرب صحة الخلة، فإن الخليل يدل بما لا يدل به غيره وهو قول سعيد بن جبير والسدي ، وذكر كل هذا ابن عطية .
وممّا يدلّ على صحة القول بأنه لم يشك ، استفهامه بكيف ، فإنما أراد أن يعلم الكيفية بالمعاينة ، وفي هذا انتقال من علم اليقين إلى عين اليقين .
وقوله ( أولم تؤمن ؟ ) قال : ( بلى ) ، ففي هذا تقرير للإيمان المطلق المتضمن لإحياء الموتى ، فهي واو حال دخلت عليها ألف التقرير أجيب عنها ببلى .
ثمّ أنّه بيّن سبب طلبه بقوله ( ليطمئن قلبي ) ، والمراد بالاطمئنان هنا عدة أمور :
الأول ذكره سعيد بن جبير وهو بأن يطمئن بالخلة ، والثاني : بزيادة إيمانه بحصوله على عين اليقين .
والاطمئنان هو السكون ، بمعنى أن يسكن فكره في الشيء المعتقد ، وهو نوعان : طمأنينة جوارح ، وطمأنينة قلب ، و هي المرادة ، وذكره ابن عطية .
وقال الطبري : ليطمئن : أي يوقن ، وهو محكي عن سعيد بن جبير ، وحكي عنه أيضا ليزداد يقينا ، و نقل عن إبراهيم وقتادة لأزداد إيماناً مع إيماني .
واختُلف في الطيور التي أخذها : فقال مجاهد وعكرمة : الديك والطاووس والحمام والغراب ، وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه ذكر الغرنوق بدل الغراب ، وعنه أيضًا: «أنّه أخذ وزًّا، ورألًا -وهو فرخ النعام -وديكا، وطاووسًا» .
قال ابن كثير : ولا طائل من تعيينها ، إذ لو كانت ذات أهمية لنصّ عليها القرآن .
ثمّ أمره سبحانه بأن يصرهن إليه ، وهذه اللفظة فيها قراءتان ، ومعنيان ، أمّا الأولى فبضم الصاد وهي قراءة الجمهور ، وأما الثانية فبكسرها وقرأ بها حمزة ، وهناك قراءة غريبة بتشديد الراء .
ويمكن إرجاع القرائتين إلى معنيين :
الأول : أَمِلهن إليك واضمُمهن ، وهو قول عطاء بن أبي رباح وروي مثله عن ابن زيد قال ( فاجمعهن ) ، وتكون إليك على هذا المعنى متعلقة بِصُرهن ، ويكون في الكلام تقدير محذوف ( فقطعهن ) .
الثاني : قطّعهن ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وابن إسحاق وأبو الأسود الدؤولي ، وتكون إليك على هذا المعنى متعلقة بخذ ، واختلفوا فيها هل هي عربية أم غير ذلك ؟ فروي عن ابن عباس وعكرمة أنها نبطية ، وعن أبي الأسود الدؤولي أنها سريانية ، وعن ابن إسحاق أنها عربية .
واستشهد ابن جرير على هذا المعنى بقول توبة بن الحمير :
فلما جذبت الحبل أطت نسوعه بأطراف عيدان شديد أسورها
فأدنت لي الأسباب حتى بلغتها بنهضي وقد كاد ارتقائي يصورها
يعني : يقطعها .
وببيت المعلى بن جمال العبدي .
وجاءت خلعة دهس صفايا يصور عنوقها أحوى زنيم
بمعنى : يفرق عنوقها ويقطعها . وبأبيات أخرى ممّا يقطع خلاف القائلين بعدم ورودها في اللغة على هذا المعنى .
وروي عن ابن عباس أنّ صرهن بمعنى أوثقهن ، ولعلّ هذا القول يوافق القراءة بتشديد الراء بمعنى الحبس ، ومنه الشاة المصرّاة .
و من القصص التي رويت في هذه الآية أنّه عليه السلام عمد إلى أربعةٍ من الطّير فذبحهنّ، ثمّ قطّعهنّ ونتف ريشهنّ، ومزّقهنّ وخلط بعضهن في ببعض، ثمّ جزّأهنّ أجزاءً، وجعل على كلّ جبلٍ منهنّ جزءًا، قيل: أربعة أجبلٍ، وأربعة أجزاء ، وهو قول قتادة والربيع ، وقيل: بل سبعةٌ ، وسبعة أجزاء وهو قول ابن جريج والسدي ، وقيل : أركان الأرض الأربعة ، فيجعل على كل ركن من أركان الدنيا من ذلك المجموع المقطوع ، وهذا القول ذكره ابن عطية واستبعده ، وأرجح الأقوال أنها الجبال التي تليه دون حصرها بعدد ، وهو قول مجاهد وابن جرير ورجحه ابن عطية .
و رُوي في جزءا ، روايتين : قراءة الجمهور بالهمز ، وقراءة أبي جعفر بشدّ الزاي ( جزّا ) وهي لغة في الوقف ، فأجرى أبو جعفر الوصل مجراه .
وفي قوله ( يأتينك سعيا) : دلالة على الجدّ في السعي ، و سعيُ كل نوعٍ بحسبه .
و رؤيته عليه السلام لجمع القطع لبعضها ثم إحيائها يورث العلم بعزة الله المتضمنة للقدرة إذ أنه عزيز لا يمنعه شيء ولا يغلبه ، و العلم بحكمته التي بها إحكام كل شيء وإتقانه ، ووضع كل شيء في موضعه اللائق به .
ومن فوائد هذه الآية : جواز التفكر في صورة الإحياء ، وفيها عبر وعظات ، ذكر ذلك ابن عطية ، و منها أنه لا حرج للإنسان أن يطلب ما يزداد به يقينه ذكر ذلك ابن عثيمين رحمه الله .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 رجب 1439هـ/1-04-2018م, 11:52 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

3: قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.
بسم الله واهب النعم, المتفضل بنعمه علينا, ثم بتوفيقه وتيسيره الهدى إلينا, ثم بتثبيتنا على الحق والهدى بعد أن ضلينا, وبعد:
فإن توسيع الله الرزق على عباده نعمة عظيمة, واستشعار العبد ذلك مما يستوجب عليه إزاء نعمته وفضله, واستشعار توفيق الله له على أن استشعر نعمته وحمده عليها لهي مرتبة أعلى, والموفق من وفق لهذه الدرجة من الحمد ومعرفة عظيم نعم الرب, وإن من حمد النعم بعد شكرها بالقلب واللسان, أن يتجاوز ذلك للبدن والأركان, فحق كل نعمة زكاتها, وزكاة النعم على أشكال, نتناول أحدها في آيتنا لهذا الدرس بإذن الله.
يقول تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
في هذه الآية يوجه الله الخطاب لعباده المؤمنين في تعاملهم مع إخوتهم الفقيرين, فيقول :(للفقراء), واللام في قوله للفقراء متعلقة بمحذوف مقدر، تقديره الإنفاق أو الصدقة للفقراء, كما ذكر ذلك ابن عطية.
والمقصود بالفقراء في هذه الآية فقراء المهاجرين من قريش في المقام الأول, ثم يدخل بعد ذلك كل فقير اكتملت فيه صفات الفقر, كما ورد ذلك عن مجاهد والسدي, وذكره ابن عطية وابن كثير, وسبب تخصيص المهاجرين في المقام الأول ذلك لأنهم كانوا قد شردوا من ديارهم وأوطانهم, ومنعوا من التجارة مع غيرهم من المشركين حتى ضاقت عليهم الدنيا, على عكس الأنصار الذين كانوا أهل مال وتجارة في الغالب.
ثم بعد ذلك يسترسل الله في وصف حالهم بما يوجب الشفقة والحنو عليهم, فيقول: (الذين أحصروا في سبيل الله)
والحصر لغة: الحبس والمنع. وقد فسر ابن كثير (الحصر) بمعنى الانقطاع.
واختلف علماء اللغة في التفريق بين (الحصر) و(الإحصار)
:
فمنهم من رأى أن كليهما بمعنى الحبس والمنع كابن سيده وغيره, كما ذكره عنه ابن عطية.
ومنهم من رأى أن الإحصار يكون بسبب المرض والعذر, والحصر يكون بسبب العدو, وعلى هذا فسره ابن زيد, وقتادة, والسدي, ورجحه الطبري.
والمراد بكيفية الحصر في هذه الآية على قولين:
1- قالوا: أحصرهم فرض الجهاد فمنعهم من التصرف.
2- وقالوا: أحصرهم عدوهم لأنه شغلهم بجهاده.
والمعنى العام الذي يجتمع به المعنى: أنهم صاروا إلى أن حصروا وحبسوا أنفسهم للجهاد بربقة الدين وقصد الجهاد وخوف العدو إذا أحاط بهم الكفر، فصار خوف العدو عذرا أحصروا به. كما ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.
وقوله: (في سبيل الله) قد يكون المراد به أمران:
1- الجهاد. كما قال به الزجاج, وذكره ابن عطية.
2- الدخول في الإسلام.كما ذكره ابن عطية, وأوضح أن اللفظ يشتمل المعنيين.
(لا يستطيعون ضربا في الأرض)
والضرب في الأرض بمعنى: السفر لأجل التجارة وقضاء حاجة الإنسان ونحوه.كما ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير.
ومعنى الآية: لا أن المراد عدم التصرف, وإنما إلزامهم أنفسهم بالجهاد حتى منعهم ذلك من التصرف, أو أن قلتهم تمنع من الاكتساب بالجهاد, وإنكار الكفار عليهم إسلامهم يمنع من التصرف في التجارة, كما أوضح ذلك الزجاج, وابن عطية.
وقوله: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف)
أي: أن الجاهل بباطن أمرهم وحقيقته, يحسبهم أغنياء من شدة تعففهم, والتعفف: بناء مبالغة من عفّ عن الشيء إذا أمسك عنه وتنزه عن طلبه. فهذا مما يوحي بشدة مبالغتهم في محاولة إخفاء فقرهم, وعدم سؤالهم.
وحرف من في قوله: {من التّعفّف} قيل: لابتداء الغاية أي من تعففهم ابتدأت محسبته، لأن الجاهل بهم لا يحسبهم أغنياء غناء تعفف، وإنما يحسبهم أغنياء غناء مال، ومحسبته من التعفف ناشئة، وهذا على أنهم متعففون عفة تامة عن المسألة، وهو الذي عليه جمهور المفسرين, كما ذكر ذلك ابن عطية.
وقيل: أنها لبيان الجنس, كما سيتبين معنى ذلكمن خلال شرح الآية أدناه.
(تعرفهم بسيماهم)
والسيما: العلامة. ذكره ابن عطية. وأوضح ابن كثير أن هذه السيما يعرفها أولوا الألباب, كما في الحديث الّذي في السّنن: «اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه»، ثمّ قرأ: {إنّ في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين}[الحجر: 75]. وذكر ابن عطية عدة علامات يعرف بها أولاء المتعففين, منها:
- التخشع والتواضع. قاله مجاهد.
- جهد الحاجة وقضف الفقر في وجوههم وقلة النعمة. قاله السدي والربيع.
- رثة الثياب. قاله ابن زيد.
- أثر السجود. قاله قوم, وحكاه مكي, وحسنه ابن عطية, وعلل ذلك بقوله: أنهم كانوا متفرغين متوكلين لا شغل لهم في الأغلب إلا الصلاة، فكان أثر السجود عليهم أبدا.
ثم بعد ذلك يمتدحهم الله بقوله: (لا يسألون الناس إلحافا)
والإلحاف: مشتق من اللحاف الذي يشمل الإنسان بالتغطية, وقد ذكر ابن عطية وابن كثير أنه هو والإلحاح واحد, ومعناه هنا: أن يشتمل بالمسألة وهو مستغن عنها. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليس المسكين الّذي تردّه التّمرة والتّمرتان، ولا اللّقمة واللّقمتان، إنّما المسكين الّذي يتعفّف؛ اقرؤوا إن شئتم -يعني قوله-:{لا يسألون النّاس إلحافًا}». ذكره ابن كثير.
والمراد: أنه ليس منهم سؤال ابتداء فيكون منهم إلحاف. كما ذكر ذلك الزجاج والطبري وابن عطية.
وعلى ذلك يكون قوله: لا يسئلون النّاس إلحافاً لم يرد به أنهم يسألون غير إلحاف بل المراد به التنبيه على سوء حالة من يسأل إلحافا من الناس، كما تقول: هذا رجل خير لا يقتل المسلمين، فقولك: «خير» قد تضمن أنه لا يقتل ولا يعصي بأقل من ذلك، ثم نبهت بقولك لا يقتل المسلمين على قبح فعل غيره ممن يقتل، وكثيرا ما يقال مثل هذا إذا كان المنبه عليه موجودا في القضية مشارا إليه في نفس المتكلم والسامع. كما أوضح ذلك ابن عطية.
وذكر ابن عطية معنى آخر فقال: قد يكون التّعفّف داخلا في المحسبة أي إنهم لا يظهر لهم سؤالا، بل هو قليل, وهذا المعنى هو مراد السدي, وعلى هذا المعنى تكون (من) في قوله :(من التعفف) لبيان الجنس.
وقوله :(وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم)
إخبار يراد به الوعد بالعاقبة والثواب, فلسان حال الآية: أن الله يعلم كل ما تنفقون, فلن يضيعكم أعمالكم, وسيجازيكم عليها إحسانا, فعلمه علم إثابة, لا مجرد علم يقتضي المعرفة, وفي هذه الآية حض عظيم على الإنفاق في سبيل الله, فالمرء يتعامل مع من يحصي كل ما تعمل, ويجازي بالضعف على كل ما تفعل.

فوائد تحت ظلال الآية:
1- (الذين أحصروا) يتبين لك من خلال هذا اللفظ كيف أن المهاجرين -رضي الله عنهم- حبسوا أنفسهم على الخير وفي سبيل الله, وهذا تعبير بليغ دقيق, يبين لك أنهم وصلوا لمرحلة عظمى من الإيمان, حيث أنهم كمن حوصر بالمعروف من كل جهة, حتى كأنه أصبح لا يملك سبيلا لأي أمر آخر.
2- (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) وهذه مرتبة عظيمة من التعفف وعدم التعرض للناس ولنظراتهم وهمساتهم, فالفقير هنا لم يكتف بسكوته عن طلب المال, بل إنه يشعر من حوله بأنه غني غير محتاج, وهذا من قمة التعفف وحسن الأدب مع الله, وذلك أنهم لا يقبلون المسألة إلا من الله.
3- (تعرفهم بسيماهم) المؤمن الحق يرزقه الله فراسة بها يعرف مراد الله, على الكيفية التي يريدها منه الله, وهذه منزلة لا تعطى إلا لمن طهر قلبه, ونقاه من الذنوب والعاصي التي كانت تعكر صفو رؤيته, فلا يصبح يرى الحق واضحا, ولا المعروف معروفا.
4- (لا يسألون الناس إلحافا) سؤال الناس مكروه على أقل أحواله, وقد يكون في سؤال الحاجة البسيطة, وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا لا يسألون الناس حتى ما يقع منهم في أن يساعدوهم على استرداده من شدة حرصهم ألا يكون للناس عليهم يد, فاليد تذل المرء, والذلة لغير الله مهانة, والمؤمن يحرص أشد الحرص ألا يذل نفسه إلا لله وفي سبيله.
5- (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) هذه الآية شعار المؤمن ودثاره, فعلمه بعلم الله يستوجب عليه الخوف والرجاء, ومراجعة النفس في صحة نواياها, وعدم الالتفات للخلق وتقديرهم لكل فعل وأمر, فإن مما يتعب المرء ولا يكسبه إلا الخسر, أن ينتظر من الناس المعروف وأن يفعله مقابل كلمة شكر منهم, أو شهادة تكريم, أو عطية مجازاة, فإن هذا كله مما يبخس العمل, ويحقر من النية, والمصيبة أن البشر قد لا ينتبهون لكل خير تعمله, وإن انتبهوا فقد لا يجازونك حق جزائك, وشتان ما بين جزائهم وجزاء الله, فالله لا يجازي وحسب, بل يكرم ويضاعف لمن يشاء, وللمرء في اختيار المستحق بإفراد النية في أعماله ما يشاء.

ختاما: فإن هذه الآية على قصرها إلا أنها تحتوي فوائد عديدة, ولطائف خفية, فيما يخص الصدقة والعطاء, كما أن فيها تأكيدا على الأخوة الإسلامية, وتوثيقا لعرى المحبة بين المجتمع الإسلامي, حتى أنها التفتت لأولئك الذين أحصروا فلم يعد يراهم أحد, وسكتوا فأصم آذان الناس عنهم ضجيج غيرهم, لكن الله لم ينسهم, وكيف ينسى الله أولياءه وأصفياءه, فاللهم أنعم علينا بولايتك, وارزقنا النعم وارزق بنا العباد, وامنن علينا بفضلك وإحيانك, إنك ولي ذلك والقادر عليه, والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 رجب 1439هـ/5-04-2018م, 10:20 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
وبعد؛
فهذا رسالة مختصرة في تفسير قول آية من آيات كتابنا العزيز وهي قوله تعالى في سورة البقرة:
{يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا من طيّبات ما كسبتم وممّا أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلاّ أن تغمضوا فيه واعلموا أنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ (267)}
وستكون الرسالة بأسلوب التقرير العلمي وقد يتخلله الأسلوب الوعظي اضطراراً يُلجأ إليه موضوع الآية الكريمة وهو الإنفاق،
وأرجو من الله التسديد والتوفيق، فهو سبحانه نعم المولى ونعم المعين.

 يقول الله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين ءامنوا"
وهذا خطاب موجه إلى المؤمنين، ولذا فإنه يجب الاعتناء بما يأتي بعده من أمر أو نهي أو غيرهما،
وقد قال ابن مسعود: إذا سمعت الله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا ) فارعها سمعك ، فإنه خير يأمر به ، أو شر ينهى عنه .
وقال الزهري: إذا قال الله: ( يا أيها الذين آمنوا ) افعلوا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم منهم
وقد ذكر هذين الأثرين ابن كثير في تفسيره لسورة المائدة،
فهنا نداء للنبي صلى الله عليه وسلم ومعه المؤمنين، وبين سبحانه ما المراد من هذا النداء فقال "أنفقوا" وهو فعل أمر وفعل الأمر يقتضي الإيجاب إلا إن وجدت قرينة تصرفه إلى غيره،
 وقوله تعالى "من طيبات ما كسبتم" يوضح المراد إنفاقه هنا وهو ما اتصف بهذا الوصف "الطيب"، وسيأتي بعد قليل الكلام علي هذا الوصف وتحديد المراد به.

وقد اختلف المتأولون في المراد بهذا الإنفاق على قولين:
=القول الأول أن المراد به الزكاة المفروضة.
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبيدة السلماني ومحمد بن سيرين: «هي في الزكاة المفروضة». "ذكر هذا ابن عطية في تفسيره"
وعلى هذا القول فقد نهى الناس عن إنفاق الرديء فيها بدل الجيد، والأمر على هذا القول للوجوب،
=وأما القول الثاني: فهو أن المراد به التطوع.
وممن قال بهذا القول ابن عباس فقد روى الطبري عنه أنه قال: قوله: " أنفقوا من طيبات ما كسبتم " يقول: تصدَّقوا. ا.هـ.
وقد ذكر ابن عطية في تفسيره عند هذه الآية أن هذا القول هو الظاهر من قول البراء بن عازب والحسن بن أبي الحسن وقتادة،
ثم قال:
"وروى البراء بن عازب، وعطاء بن أبي رباح ما معناه: «أن الأنصار كانوا أيام الجداد يعلقون أقناء التمر في حبل بين أسطوانتين في المسجد فيأكل من ذلك فقراء المهاجرين فعلق رجل حشفا فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بئسما علق هذا»، فنزلت الآية»." انتهى كلامه، وسيأتي حديث البراء بعد قليل بتمامه.
وعلى هذا القول: فإن الأمر للاستحباب وهذا لأن التطوع غير واجب بل هو مستحب فيكون التطوع بالطيب مستحب أيضاً،

==والذي يظهر عند النظر إلى القولين:
هو أن الآية تعم كلا القولين ويكون كل قول باعتبار:
-فعلى القول الأول تكون الآية مخاطبة للمؤمنين آمرة لهم أمر إيجاب حتى تكون زكاتهم من الطيب لا الرديء.
-وعلى القول الثاني تكون الآية مخاطبة للمؤمنين آمرة لهم أمر استحباب أن يكون تطوعهم من الطيب لا من الرديء.

 ثم قيل في المراد بالطيب الذي أمر الله أن يكون منه الإنفاق قولين:
=الأول: أنه الجيد فيخرج منه ولا يخرج من الرديء.
-قال الطبري في تفسيره: قال ابن عباس: أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنفسه، ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيه وهو خبيثه فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " انتهى كلامه
وفيه حديث البراء بن عازب الذي رواه الطبري بإسناده فقال: عن البراء بن عازب في قول الله : ( ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ) الآية . قال : نزلت في الأنصار ، كانت الأنصار إذا كان أيام جذاذ النخل ، أخرجت من حيطانها أقناء البسر ، فعلقوه على حبل بين الأسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأكل فقراء المهاجرين منه ، فيعمد الرجل منهم إلى الحشف ، فيدخله مع أقناء البسر ، يظن أن ذلك جائز ، فأنزل الله فيمن فعل ذلك : ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )
ورواه بلفظ قريب منه؛ ابن أبي حاتم في تفسيره والترمذي عن أبي مالك الغفاري وقال حسن غريب، والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه.
وروى الطبري هذا القول عن علي بن أبي طالب، وسهل بن حنيف، ومجاهد، وقتادة في روايات مختلفة.
-وهذا القول نسبه ابن عطية لجمهور المتأولين.
=والثاني: أنه الحلال، فلا يخرج ما كان حراماً.
قال ابن زيد -وسألته عن قول الله عز وجل: " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون "، -قال: الخبيث: الحرام، لا تتيممه تنفق منه، فإن الله عز وجل لا يقبله. رواه الطبري في تفسيره،
وذكر الطبري عند هذا الموضع حديث رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود:
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده ، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه " . قالوا : وما بوائقه يا نبي الله ؟ . قال : " غشمه وظلمه ، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتصدق به فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكن يمحو السيئ بالحسن ، إن الخبيث لا يمحو الخبيث " .
والذي يظهر ويناسب السياق هنا هو القول الأول الذي ذهب إليه جمهور المتأولين، وأما قول ابن زيد فهو من جهة المعنى صحيح وعليه أدلة من الشرع، ولكنه ليس قوي في إرادته هنا لسياق الآية والتي قد أمرت أولاً بالنفقة ثم بينت صفة ما ينفق منه وهو أن يكون من الطيب الجيد لا من الخبيث الرديء والطيب هنا يشمل الجيد والحلال فهو أوسع من كون المراد الحلال فقط فإنه قد يكون حلالاً لكنه رديء كما في القصة التي ذكرت في حديث البراء المتقدم ذكره في القول الأول.
وقد قال الطبري بعد ذكر القولين: "وتأويل الآية هو التأويل الذي حكيناه عمن حكينا [عنه] من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، [لصحة إسناده]، واتفاق أهل التأويل في ذلك" ويقصد رحمه الله القول الأول فهو المروي عن الصحابة، وأما القول الثاني فعن ابن زيد فقط.

 وقوله تعالى "ما كسبتم" قد قيل في المراد بها ثلاثة أقوال:
= أولها: أنه التجارة
وممن قال بهذا القول مجاهد ورواه عنه ابن جرير الطبري في تفسيره من طرق.
=وثانيها: أن المراد الذهب والفضة.
روى بن جرير عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، قال: سألت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن قوله: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم " قال: من الذهب والفضة.
وعن السدي: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم "، قال: من هذا الذهب والفضة. رواه الطبري أيضاً.
وقد نسبه ابن كثير في تفسيره إليهما أيضا، وروي الطبري عن علي ابن أبي طالب في رواية أخرى أنه قال "يعني من الحب والثمر وكل شيء عليه زكاة".
=وثالثها: المراد كل الأموال المكتسبة سواء بالتجارة أو الصناعة أو من الثمار والزروع.
قال ابن عباس: قوله: " أنفقوا من طيبات ما كسبتم " يقول: من أطيب أموالكم وأنفَسِه. رواه ابن جرير.
والذي يظهر أن الآية تعم جميع الأموال التي يكسبها العبد فإن "ما" من ألفاظ العموم، فيدخل فيها ما كسبه العبد من التجارة، أو من الزراعة أو غيرهما فعليه أن يؤدي الزكاة من الطيب منها لا من الرديء وكذا عليه إن تطوع منها أن يكون تطوعه بالجيد لا الخبيث الرديء.

 وقوله تعالى "ومما أخرجنا لكم من الأرض"
أي من الزروع والثمار التي أنبتها الله لهم من الأرض، وتقدم قول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وروي عن مجاهد أنه النخل وهو داخل في هذا القول.

 وقوله تعالى: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"
أي لا تعمدوا، قال بهذا السدي وقتادة فيما رواه عنهما الطبري في تفسيره، فالمعنى ولا تعمدوا وتقصدوا إلى الخبيث فتخرجونه وتقدم بيان صفة ما ينفقونه وهو الطيب والذي عكسه الخبيث.

 وقوله تعالى "ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه"
بين سبحانه وتعالى وصفاً آخر يعرف به العبد ما حدّ الطيب الذي تكون منه النفقة، وهذا الوصف هو أنه إن كان له هذا المال عند أحد وجاء ليعطيه إياه فإنه لا يقبله إلا حياء غير طيبة به نفسه لأنه أردأ من الحق الذي أعطاه إياه، وإنما إن قبله فإنه يقبله وهو غير راضٍ عنه، بل يشعر أنه أنقص حقه
=وهذا أحد القولين في تأويل الإغماض هنا،
وقد روى الإمام أحمد: عن عائشة قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب فلم يأكله ولم ينه عنه. قلت: يا رسول الله، نطعمه المساكين؟ قال: " لا تطعموهم مما لا تأكلون ". ذكره ابن كثير.
وعن البراء (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) يقول: لو كان لرجل على رجل، فأعطاه ذلك لم يأخذه ; إلا أن يرى أنه قد نقصه من حقه رواه ابن جرير.
وعن الربيع قوله: " ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه " يقول: لو كان لك على رجل دين فقضاك أردأ مما كان لك عليه، هل كنت تأخذ ذلك منه إلا وأنت له كاره؟ رواه الطبري
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) يقول: لو كان لكم على أحد حق، فجاءكم بحق دون حقكم لم تأخذوه بحساب الجيد حتى تنقصوه. قال: فذلك قوله: (إلا أن تغمضوا فيه) فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم، وحقي عليكم من أطيب أموالكم وأنفسه! !
رواه ابن أبي حاتم، وابن جرير، وزاد: وهو قوله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) [آل عمران: 92]
=وأما القول الثاني في تأويل الإغماض هنا:
أي إذا اشتريتموه من أهله -بسعر الجيد، فلن تأخذوه إلا بإغماض منهم لكم في ثمنه، أي إنقاص فيه.
فعن الحسن: " ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه "، قال: لو وجدتموه في السوق يباع، ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه.
وعن قتادة قوله: " ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه "، يقول: لستم بآخذي هذا الرديء بسعر هذا الطيب إلا أن يغمض لكم فيه.
رواهما ابن جرير
وقيل غيرهما من الأقوال ولم نذكرهما خشية الإطالة، ولعدم خروجهما عن هذا المعنى المذكور في هذين القولين.

 وقوله تعالى: (واعلموا أن الله غني حميد)
أي: إن الله مع أنه يأمركم بالإنفاق ويأمركم بالطيب من أموالكم إلا أنه سبحانه غنيٌ عن أموالكم، فهو سبحانه غني عن الخلق أجمعين، وهم فقراء إليه، وهذا كقوله تعالى في سورة الحج في شأن الهدي (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)،
وهو سبحانه "حميد" أي: المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره، وهو سبحانه إنما أمرنا بالإنفاق رحمة بالفقراء منا فينفق الأغنياء عليهم فيسدوا فقرهم، وهذا من تمام ربوبيته سبحانه وتعالى فهو سبحانه رب كل شيء وهو القائم بنفسه القائم على غيره بتدبير أمورهم وتصريف شئونهم، فله سبحانه الحمد والمنة لا نحصي ثناء عليه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد الأمين.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 شوال 1439هـ/28-06-2018م, 04:34 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة


سارة المشري : أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، أثني على استيعابك للمسائل وحسن ترتيبها والانتقال من مسألة لأخرى، لكن تحرير مسائل هذه الآية ربما يحتاج التوسع لمصادر أخرى، خاصة وأن النسخ التي بين أيدينا من تفسير ابن كثير مفقود منها تتمة كلامه عن تفسير قوله تعالى :{ قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }، وخُلاصة الملحوظات على الرسالة:
1: توضيح قول ابن جرير في أنه الشك في قدرة الله تعالى؛ بأنه أوله على أنه عارض من الشيطان في قلب إبراهيم عليه السلام، وذلك بالرجوع لتفسير ابن جرير الطبري:
اقتباس:
وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية، ما صحّ به الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال، وهو قوله: نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم، قال ربّ أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن وأن تكون مسألته ربّه ما سأله أن يريه من إحياء الموتى لعارضٍ من الشّيطان عرض في قلبه.
كالّذي ذكرنا عن ابن زيدٍ آنفًا من أنّ إبراهيم لمّا رأى الحوت الّذي بعضه في البرّ وبعضه في البحر قد تعاوره دوابّ البرّ ودوابّ البحر وطير الهواء، ألقى الشّيطان في نفسه فقال: متى يجمع اللّه هذا من بطون هؤلاء؟ فسأل إبراهيم حينئذٍ ربّه أن يريه كيف يحيي الموتى ليعاين ذلك عيانًا، فلا يقدر بعد ذلك الشّيطان أن يلقي في قلبه مثل الّذي ألقى فيه عند رؤيته ما رأى من ذلك، فقال له ربّه: {أولم تؤمن} يقول: أولم تصدّق يا إبراهيم بأنّي على ذلك قادرٌ؟ قال: بلى يا ربّ، لكن سألتك أن تريني ذلك ليطمئنّ قلبي، فلا يقدر الشّيطان أن يلقي في قلبي مثل الّذي فعل عند رؤيتي هذا الحوت.
وقد اعتمد على هذا الأثر، وبدراسة هذا الأثر قد ينكشف لنا علة القول :
قال ابن جرير :حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: مرّ إبراهيم بحوتٍ نصفه في البرّ، ونصفه في البحر، فما كان منه في البحر فدوابّ البحر تأكله، وما كان منه في البرّ فالسّباع ودوابّ البرّ تأكله، فقال له الخبيث: يا إبراهيم، متى يجمع اللّه هذا من بطون هؤلاء؟ فقال: يا ربّ أرني كيف تحيي الموتى، قال: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي}.

2: نقل مسائل الإيمان عن ابن عطية يحتاج دقة لأنه يرى أن الإيمان لا يتبعض ولا يزيد ولا ينقص
ومن ذلك قوله: " الإيمان كاف لا يحتاج بعده إلى تنقير ولا بحث "

3: بناء على الملحوظة السابقة فإن هذه الرسالة تحتاج الاعتماد في كتابتها على كتب الاعتقاد بجانب كتب التفسير، وكتب شرح الحديث كذلك لشرح حديث " نحن أحق بالشك من إبراهيم " وبيان توجيه العلماء لمعناه، وممن وجهوا هذا الحديث أيضًا ابن تيمية في الفتاوى، وابن القيم في كتاب مدارج السالكين، وأعلمُ أن المطلوب منكم فقط في واجبات هذا المجلس الاعتماد على الكتب المقررة فإن استزدتم فذلك خير، لكن الكتب المقررة فيها قصور في بيان مسائل هذه الآية لذا وجب التنبيه.

4: بعض الأقوال ينبغي أن يُرجع إلى أصل القول فيها، فنذكر القول بإسناده، ونصه، ليُعلم صحة استخراج القول، ومن ذلك قول أن إبراهيم عليه السلام ذكر ذلك ليجرب صحة الخلة؛ فبالرجوع لكلام السدي يظهر منه أنه أخذه من الإسرائيليات خاصة وأنه لم يرفعه لأحد من الصحابة، والله أعلم.

زادكِ الله إحسانًا وسدادًا ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 شوال 1439هـ/28-06-2018م, 07:08 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة
نورة الأمير: ب

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- من أهداف أسلوب التقرير العلمي الرئيسة تحرير مسائل الخلاف باستيعاب الأقوال فيها وتحديد صحة نسبتها لقائليها، ثم مناقشتها لتحديد القول الراجح ودليله، أو إن كان هناك وجه للجمع بين الأقوال يوضح.
ولعل أهم المسائل الخلافية في هذه الآية هو الخلاف في تحديد معنى النفي في قوله تعالى :{ لا يسألون الناس إلحافًا }، وقد أحسنتِ بيان الأقوال في معناها لكن لم تبيني الراجح منها أو وجه الجمع بين القولين - إن أمكن -، ومادة هذه المناقشة متوفرة في التفاسير المقررة.
- بعض الفقرات في رسالتك هي هي بنصها في التفسير، وأود أن تكون الكتابة بأسلوبك للتدرب على مهارة الكتابة والإنشاء.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

علاء عبد الفتاح : أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك، الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 شوال 1439هـ/10-07-2018م, 12:54 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

قال تعالى: { {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}

الحمد لله رب العامين، الحمد لله حمد الشاكرين، الحمد لله الذي رزقنا من الطيبات، ونوع لنا سبل الخيرات، وبين لنا مصارف الزكاة والصدقات، ووعد المحسنين بمضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات، وبجنات تجري من تحتها الأنهار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فله الحمد على ذلك حمدا كثيرا، والصلاة والسلام نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد.

تبدأ هذه الآية بالنداء الحبيب {يا أيها الذين آمنوا}..
{يآ أيها الذين آمنوا} ربكم يناديكم فمن مثلكم !!
{يآ أيها الذين آمنوا} ربكم يدعوكم بأحسن أوصافكم وأكرمها في أعظم كتبه والمهيمن عليها فمن حظي بمثل ما حظيتم به!!
أرعوها سمعكم يا رعاكم الله، ولتفقهها قلوبكم يا سلمكم الله، وأعيذ نفسي وإياكم أن تمر علينا مرور الكرام وهي نداء الرب الكريم الرحيم، رب العرش العظيم، ذو الجلال والإكرام، متلطفا بعباده سبحانه يدعوهم ويعلمهم ويالخسارة من غفل!!

أعقب النداء أمر معظم من رب العباد موجه لجميع الأمة بالإنفاق من طيب الكسب،
قال ابن عبّاسٍ: " أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنفسه، ونهاهم عن التّصدّق برذالة المال ودنيه -وهو خبيثه -فإنّ اللّه طيب لا يقبل إلّا طيّبًا"

فلنتعرف سويا على لطائف معاني هذه الآية العظيمة، فمعرفة المعنى أولى خطوات التدبر والعمل.


{أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ}
للمفسرين في تأويل المقصود بالإنفاق، والمقصود بالطيبات أقوال نجملها فيما يلي:

أولا / المقصود بالإنفاق:
القول الأول: أنها الزكاة المفروضة، فالأمر على الوجوب، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبيدة السلماني ومحمد بن سيرين، نقله عنهم ابن عطية.
فيكون النهي عن إنفاق الرديء خاص بالزكاة الواجبة، وأما التطوع فالأمر فيه أوسع فكما له أن ينفق القليل فله أن ينفق الرديء.


القول الثاني: أن المقصود صدقة التطوع، فالأمر للندب، قال ابن عطية: وهو الظاهر من قول البراء بن عازب والحسن بن أبي الحسن وقتادة.
ويستدل على هذا القول بـ:
- ما رواه البراء بن عازب، وعطاء بن أبي رباح ما معناه: «أن الأنصار كانوا أيام الجداد يعلقون أقناء التمر في حبل بين أسطوانتين في المسجد فيأكل من ذلك فقراء المهاجرين فعلق رجل حشفا فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بئسما علق هذا»، فنزلت الآية».

الترجيح:
قال ابن عطية: والآية تعم الوجهين، لكن صاحب الزكاة يتلقاها على الوجوب وصاحب التطوع يتلقاها على الندب.

والله أعلم

ثانيا / معنى الطيبات
جاء في معنى الطيبات قولان:
القول الأول: قول جمهور المتأولين أن معنى {من طيّبات} من جيد ومختار ما كسبتم، وجعلوا الخبيث بمعنى الرديء، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
ويستدل لهذا القول بـ :

- عن البراء بن عازبٍ في قول اللّه:{يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا من طيّبات ما كسبتم وممّا أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} الآية. قال:" نزلت في الأنصار، كانت الأنصار إذا كان أيّام جذاذ النّخل، أخرجت من حيطانها أقناء البسر، فعلّقوه على حبلٍ بين الأسطوانتين في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرّجل منهم إلى الحشف، فيدخله مع أقناء البسر، يظنّ أنّ ذلك جائزٌ، فأنزل اللّه فيمن فعل ذلك: {ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} رواه ابن جريرٍ، وابن ماجه، وابن مردويه، والحاكم في مستدركه، قال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه.
- عن سهل بن حنيف: (( أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن لونين من التّمر: الجعرور ولون الحبيق. وكان النّاس يتيمّمون شرار ثمارهم ثمّ يخرجونها في الصّدقة، فنزلت: {ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون}». رواه ابن أبي حاتم، وروى أبو داود والنسائي نحوه
- عن عبد اللّه بن معقل في هذه الآية: {ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} قال: «كسب المسلم لا يكون خبيثًا، ولكن لا يصّدّق بالحشف، والدّرهم الزّيف، وما لا خير فيه». رواه ابن أبي حاتم
- عن عائشة قالت: «أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضبٍّ فلم يأكله ولم ينه عنه. قلت: يا رسول اللّه، نطعمه المساكين؟ قال:"لا تطعموهم ممّا لا تأكلون"


القول الثاني: أن المعنى من حلال ما كسبتم، فيكون الخبيث هنا بمعنى الحرام، نقله ابن عطية عن ابن زيد، وذكره ابن كثير.

ومن أدلة هذا القول:
- ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ولا يكسب عبدٌ مالًا من حرامٍ فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار، إنّ اللّه لا يمحو السّيّئ بالسّيّئ، ولكن يمحو السّيّئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث))

الترجيح:
ضعف ابن عطية قول ابن زيد من جهة سياق الآية لا من حيث المعنى، وقال ابن كثير والصحيح الأول.


أضاف ابن عطية قولا ثالثا محتملا في الآية وهو: أنه لا يقصد به لا الجيد ولا الحلال، لكن المعنى حض على الإنفاق فقط. ثم دخل ذكر الطيب تبيينا لصفة حسنة، كما تقول: أطعمت فلانا من مشبع الخبز قال:" والطيب على هذا الوجه يعم الجودة والحل، ويؤيد هذا الاحتمال أن عبد الله بن مغفل قال: ليس في مال المؤمن خبيث".

{مَا كَسَبْتُمْ}
أي كان لكم فيه سعي، إما بتعب بدن أو تجارة، قال ابن عطية" والموروث داخل في هذا لأن غير الوارث قد كسبه، إذ الضمير في كسبتم إنما هو لنوع الإنسان أو المؤمنين".
محصلة ما ذكره ازجاج وابن عطية وابن كثير

{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}
وممّا أخرجنا لكم من الأرض النباتات والمعادن والركاز وما شابه، ذكره ابن عطية، وابن كثير.

{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ}
تعمدوا وتقصدوا، يقال تيمم الرجل كذا وكذا إذا قصده

{ولستم بآخذيه إلّا أن تغمضوا فيه}
فيه أقوال ربطها ابن عطية بمعنى النفقة في الآية هل هي الزكاة الواجبة أو صدقة التطوع

أولا / الأقوال التابعة لكون النفقة هي الزكاة الواجبة:

القول الأول: أن المعنى إن كان لكم دين عند الناس فلن ترضوا له سدادا بمثل ما قدمتم للصدقة من خبيث المال إلا أن تتساهلوا وأنتم كارهون. قاله البراء بن عازب وابن عباس والضحاك وغيرهم ونقله عنهم ابن عطية، وابن كثير

القول الثاني: لن تشتروه لو وجدتموه يباع إلا أن يخفض لكم من ثمنه وهو قول الحسن بن أبي الحسن وعلي بن أبي طالب نقله عنهم ابن عطية

ثانيا المعنى التابع لكون النفقة في الآية بمعنى صدقة التطوع:
أي: أنكم لن تقبلوه لو اهدي إليكم إلا حياء من المهدي قاله البراء بن عازب ونقله عنه ابن عطية

ثالثا / المعنى التابع لقول ابن زيد أن الخبيث في الآية بمعنى الحرام
أي: لستم بآخذي الحرام إلا أن تغمضوا في مكروهه


{واعلموا أنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ}
ختمت الآية بتنبه منه سبحانه على صفتين عظيمتين لهما علاقة وارتباط بمعنى الآية
فهو يعلم سبحانه عباده بأنه الغني، وفي ضمن الإعلام أمر بالإيمان بهذا الاسم العظيم، الذي يقتضي أن أمره سبحانه بالصدقة ليس عن حاجة لعباده، وإنما هو سبحانه الغني عنهم، ونفع صدقاتهم وزكاتهم لهم ونفعها عائد عليهم في دنياهم وآخرتهم، كما أنه سبحانه الغني واسع العطاء يكافئ عن غنى المنفق من طيب ماله، ويضاعف له أضعافا كثيرة دون أن ينقص من ملكه شيء سبحانه

وهو سبحانه الحميد ، المستحق لكل حمد، على كل حال، في جميع صفاته وأفعاله وأقواله وأوامره ونواهيه وشرعه وقدره، لا إله إلا هو ولا رب سواه


اللهم اجعلنا ممن امتثل لأوامرك، فأنفق من كسبه الطيب الحلال، وتفقد حاجة إخوانه، وأحسن إليهم بما يقدر عليه، ابتغاء رضاك، وإيمانا بك، موقنا بغناك عن صدقته وجزيل عطاياك لمن أحسن، شاكرا حامدا لما مننت به من رزق ومكنت نفقة .

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 ذو القعدة 1439هـ/13-07-2018م, 02:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل مشاهدة المشاركة
قال تعالى: { {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}

الحمد لله رب العامين، الحمد لله حمد الشاكرين، الحمد لله الذي رزقنا من الطيبات، ونوع لنا سبل الخيرات، وبين لنا مصارف الزكاة والصدقات، ووعد المحسنين بمضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات، وبجنات تجري من تحتها الأنهار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فله الحمد على ذلك حمدا كثيرا، والصلاة والسلام نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد.

تبدأ هذه الآية بالنداء الحبيب {يا أيها الذين آمنوا}..
{يآ أيها الذين آمنوا} ربكم يناديكم فمن مثلكم !!
{يآ أيها الذين آمنوا} ربكم يدعوكم بأحسن أوصافكم وأكرمها في أعظم كتبه والمهيمن عليها فمن حظي بمثل ما حظيتم به!!
أرعوها سمعكم يا رعاكم الله، ولتفقهها قلوبكم يا سلمكم الله، وأعيذ نفسي وإياكم أن تمر علينا مرور الكرام وهي نداء الرب الكريم الرحيم، رب العرش العظيم، ذو الجلال والإكرام، متلطفا بعباده سبحانه يدعوهم ويعلمهم ويالخسارة من غفل!!

أعقب النداء أمر معظم من رب العباد موجه لجميع الأمة بالإنفاق من طيب الكسب،
قال ابن عبّاسٍ: " أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنفسه، ونهاهم عن التّصدّق برذالة المال ودنيه -وهو خبيثه -فإنّ اللّه طيب لا يقبل إلّا طيّبًا"

فلنتعرف سويا على لطائف معاني هذه الآية العظيمة، فمعرفة المعنى أولى خطوات التدبر والعمل.


{أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ}
للمفسرين في تأويل المقصود بالإنفاق، والمقصود بالطيبات أقوال نجملها فيما يلي:

أولا / المقصود بالإنفاق:
القول الأول: أنها الزكاة المفروضة، فالأمر على الوجوب، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبيدة السلماني ومحمد بن سيرين، نقله عنهم ابن عطية.
فيكون النهي عن إنفاق الرديء خاص بالزكاة الواجبة، وأما التطوع فالأمر فيه أوسع فكما له أن ينفق القليل فله أن ينفق الرديء.


القول الثاني: أن المقصود صدقة التطوع، فالأمر للندب، قال ابن عطية: وهو الظاهر من قول البراء بن عازب والحسن بن أبي الحسن وقتادة.
ويستدل على هذا القول بـ:
- ما رواه البراء بن عازب، وعطاء بن أبي رباح ما معناه: «أن الأنصار كانوا أيام الجداد يعلقون أقناء التمر في حبل بين أسطوانتين في المسجد فيأكل من ذلك فقراء المهاجرين فعلق رجل حشفا فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بئسما علق هذا»، فنزلت الآية».

الترجيح:
قال ابن عطية: والآية تعم الوجهين، لكن صاحب الزكاة يتلقاها على الوجوب وصاحب التطوع يتلقاها على الندب.

والله أعلم

ثانيا / معنى الطيبات
جاء في معنى الطيبات قولان:
القول الأول: قول جمهور المتأولين أن معنى {من طيّبات} من جيد ومختار ما كسبتم، وجعلوا الخبيث بمعنى الرديء، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
ويستدل لهذا القول بـ :

- عن البراء بن عازبٍ في قول اللّه:{يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا من طيّبات ما كسبتم وممّا أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} الآية. قال:" نزلت في الأنصار، كانت الأنصار إذا كان أيّام جذاذ النّخل، أخرجت من حيطانها أقناء البسر، فعلّقوه على حبلٍ بين الأسطوانتين في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرّجل منهم إلى الحشف، فيدخله مع أقناء البسر، يظنّ أنّ ذلك جائزٌ، فأنزل اللّه فيمن فعل ذلك: {ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} رواه ابن جريرٍ، وابن ماجه، وابن مردويه، والحاكم في مستدركه، قال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه.
- عن سهل بن حنيف: (( أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن لونين من التّمر: الجعرور ولون الحبيق. وكان النّاس يتيمّمون شرار ثمارهم ثمّ يخرجونها في الصّدقة، فنزلت: {ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون}». رواه ابن أبي حاتم، وروى أبو داود والنسائي نحوه
- عن عبد اللّه بن معقل في هذه الآية: {ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} قال: «كسب المسلم لا يكون خبيثًا، ولكن لا يصّدّق بالحشف، والدّرهم الزّيف، وما لا خير فيه». رواه ابن أبي حاتم
- عن عائشة قالت: «أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضبٍّ فلم يأكله ولم ينه عنه. قلت: يا رسول اللّه، نطعمه المساكين؟ قال:"لا تطعموهم ممّا لا تأكلون"


القول الثاني: أن المعنى من حلال ما كسبتم، فيكون الخبيث هنا بمعنى الحرام، نقله ابن عطية عن ابن زيد، وذكره ابن كثير.

ومن أدلة هذا القول:
- ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ولا يكسب عبدٌ مالًا من حرامٍ فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار، إنّ اللّه لا يمحو السّيّئ بالسّيّئ، ولكن يمحو السّيّئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث))

الترجيح:
ضعف ابن عطية قول ابن زيد من جهة سياق الآية لا من حيث المعنى، وقال ابن كثير والصحيح الأول.


أضاف ابن عطية قولا ثالثا محتملا في الآية وهو: أنه لا يقصد به لا الجيد ولا الحلال، لكن المعنى حض على الإنفاق فقط. ثم دخل ذكر الطيب تبيينا لصفة حسنة، كما تقول: أطعمت فلانا من مشبع الخبز قال:" والطيب على هذا الوجه يعم الجودة والحل، ويؤيد هذا الاحتمال أن عبد الله بن مغفل قال: ليس في مال المؤمن خبيث".

{مَا كَسَبْتُمْ}
أي كان لكم فيه سعي، إما بتعب بدن أو تجارة، قال ابن عطية" والموروث داخل في هذا لأن غير الوارث قد كسبه، إذ الضمير في كسبتم إنما هو لنوع الإنسان أو المؤمنين".
محصلة ما ذكره ازجاج وابن عطية وابن كثير

{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}
وممّا أخرجنا لكم من الأرض النباتات والمعادن والركاز وما شابه، ذكره ابن عطية، وابن كثير.

{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ}
تعمدوا وتقصدوا، يقال تيمم الرجل كذا وكذا إذا قصده

{ولستم بآخذيه إلّا أن تغمضوا فيه}
فيه أقوال ربطها ابن عطية بمعنى النفقة في الآية هل هي الزكاة الواجبة أو صدقة التطوع

أولا / الأقوال التابعة لكون النفقة هي الزكاة الواجبة:

القول الأول: أن المعنى إن كان لكم دين عند الناس فلن ترضوا له سدادا بمثل ما قدمتم للصدقة من خبيث المال إلا أن تتساهلوا وأنتم كارهون. قاله البراء بن عازب وابن عباس والضحاك وغيرهم ونقله عنهم ابن عطية، وابن كثير

القول الثاني: لن تشتروه لو وجدتموه يباع إلا أن يخفض لكم من ثمنه وهو قول الحسن بن أبي الحسن وعلي بن أبي طالب نقله عنهم ابن عطية

ثانيا المعنى التابع لكون النفقة في الآية بمعنى صدقة التطوع:
أي: أنكم لن تقبلوه لو اهدي إليكم إلا حياء من المهدي قاله البراء بن عازب ونقله عنه ابن عطية

ثالثا / المعنى التابع لقول ابن زيد أن الخبيث في الآية بمعنى الحرام
أي: لستم بآخذي الحرام إلا أن تغمضوا في مكروهه


{واعلموا أنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ}
ختمت الآية بتنبه منه سبحانه على صفتين عظيمتين لهما علاقة وارتباط بمعنى الآية
فهو يعلم سبحانه عباده بأنه الغني، وفي ضمن الإعلام أمر بالإيمان بهذا الاسم العظيم، الذي يقتضي أن أمره سبحانه بالصدقة ليس عن حاجة لعباده، وإنما هو سبحانه الغني عنهم، ونفع صدقاتهم وزكاتهم لهم ونفعها عائد عليهم في دنياهم وآخرتهم، كما أنه سبحانه الغني واسع العطاء يكافئ عن غنى المنفق من طيب ماله، ويضاعف له أضعافا كثيرة دون أن ينقص من ملكه شيء سبحانه

وهو سبحانه الحميد ، المستحق لكل حمد، على كل حال، في جميع صفاته وأفعاله وأقواله وأوامره ونواهيه وشرعه وقدره، لا إله إلا هو ولا رب سواه


اللهم اجعلنا ممن امتثل لأوامرك، فأنفق من كسبه الطيب الحلال، وتفقد حاجة إخوانه، وأحسن إليهم بما يقدر عليه، ابتغاء رضاك، وإيمانا بك، موقنا بغناك عن صدقته وجزيل عطاياك لمن أحسن، شاكرا حامدا لما مننت به من رزق ومكنت نفقة .

والحمد لله رب العالمين

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir