دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 رجب 1439هـ/22-03-2018م, 03:33 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)



1:
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
حرّر القول في كل من:
1:
معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.



المجموعة الثانية:
حرّر القول في كل من:

1: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
2: المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 رجب 1439هـ/24-03-2018م, 11:59 AM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الأولى:

الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل:
- كاد بنو إسرائيل ألا يُوفّقوا لذبح البقرة لأنهم لم يستجيبوا إلى أمر الله في أول الأمر، كقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} و كقوله:{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. فعلى العبد أن يسارع إلى الاستجابة لأوامر الله حتى لا يُخذل و لا يتشبه بهؤلاء القوم.
- على العبد أن يتجنب أسئلة لا طائل و لا منفعة فيها، فبنو إسرائيل كلما سألوا أمرا زادهم ذلك سوءا و تضييقا، قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.
- بعض العباد لا يمتثل لأوامر الله حتى يدرك الحكمة من ذلك، و هذا عين الخطأ، فالله تعالى حكيم و نحن عبيده فإن أدركنا حكمة الخالق فبها و نعمة و إلا سلمنا و استجبنا و تجنبنا التشبه ببني إسرائل، فالذي حملهم على هذا العبث مع نبيهم هو جهلهم لحكمة البارئ سبحانه و العلاقة بين ذبح البقرة و معرفة القاتل.
- من عَسَّر عُسِّر عليه، و من شَدَّد شُدِّد عليه، فبنوا إسرائيل شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فالله يريد اليسر بعباده و لا يريد بهم العسر، فعلى العبد أن يستسلم استلاما تاما لأحكام الله تعالى حتى لا يُشَدد عليه.
- الله عليم بذات الصدور، و مُخرج ما تحويه، فعلى العبد أن يسعى لتطهير قلبه مما يُسخط الله تعالى.
- على العبد أن يحذر من الغفلة عن آيات الله المسموعة و المشاهدة حتى لا يقسو قلبه، فهاهم بنو إسرائيل كان أولى لهم أن تخشع قلوبهم لله تعالى مع تتابع النعم و الآيات عليهم، غير أنهم قست قلوبهم.

الجواب الأول:
1: معنى هبوط الحجارة من خشية الله.

ورد في ذلك أقوال:
الأول: هو كمثل الجبل الذي تجلى له ربه فجعله دكا حين كلم موسى عليه السلام، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج.
الثاني: هبوط الحجارة من خشية الله يكون بتفيئ ظلالها، ذكره ابن عطية.
الثالث: هي حجارة جعل الله فيها إدراكا و حياة تنزل تواضعا و خشية من الله تعالى، و شبيه ذلك الحجر الذي سلّم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم، و هو قول مجاهد و ابن جريج، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
الرابع: هو سقوط البرد من السحاب، قاله أبو علي الجبائي، و قد ضعف هذا القول القاضي الباقلّانيّ و الرازي لأن هذا التأويل خروج عن ظاهر اللفظ، ذكره ابن كثير.
الخامس: أن لفظة الهبوط مجاز، وذلك أن الحجارة النازلة من أعلى إلى أسفل تدل على صانعها و تدعو الناظر إليها إلى خشية خالقها، فأضيف خشوع الناظر إليها، كما أضيفت الإرادة للجدار في قوله تعالى: {يريد أن ينقضّ}، و كما قالت العرب: ناقة تاجرة، أي: تبعث من يراها على شرائها، ذكره ابن عطية نقلا عن الطبري، و ضعفه ابن كثير و ابن عطية.
و قد ذكر ابن كثير نقلا عن الرازي و القرطبي و غيرهم من الأئمة أنه لا داعي للقول بالمجاز لأن الله تعالى قادر سبحانه على خلق الخشية في الحجارة كما في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية، وفي الصّحيح: «هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه» فأضاف صفة الحب للجبل، وكحنين الجذع...و غيرها من الآيات و الآثار.
فالذي يظهر أن ابن كثير يميل إلى ترجيح القول الثالث، و الله أعلم.

الجواب الثاني:
2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.

أ‌- المراد بالذلة:
هي فعلة من الذل أي: الصغار، قاله الضحاك، ذكره ابن كثير و الزجاج.

ب‌- المراد بالمسكنة:
قيل: الخضوع، واشتقاقه من السكون، فإنما يقال: "مسكين" للذي أثقله الفقر فأسكنه ، أي: قلل حركته. ذكره الزجاج.
و قيل: هي الفاقة و الحاجة، قاله أبو العالية و الربيع بن أنس و السدي، ذكره ابن عطية.
و قيل: هي الخراج أو الجزية، قال تعالى: {حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون}، قاله ابن عباس و الحسن وقتادة و عطية العوفي و الضحاك، ذكره ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 02:00 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول:استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1- الاستهزاء بالناس من الجهالة ، وينبغي على المسلم أن يحرص على تجنب ذلك ، وينبغي على الداعية على وجه الخصوص البعد عنه ، بل ينبغي عليه التلطف مع الناس والتحبب إليهم ، وهذا يستفاد من خطاب سيدنا موسى بلفظ { ياقوم} ، ومن قوله { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}.
2- الاستفصال وكثرة السؤال في الأمور التي تأتي مطلقة يؤدي إلى استثقالها ، ويُقابل من الله عز وجل بالتشديد ، فعلى العبد المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله حتى لا يشبه اليهود في تعنتهم .
3- تدافع بني إسرائيل في شأن القتيل لم ينفعهم في كتمان الأمر ، بل أخرج الله ما كانوا يكتمون ، وكل عاص له نصيب من ذلك ، فلا يظنن ظان أن كتمانه لأمر ما سيحجبه عن العيون ، كلا فإن الله مخرج ما يكتمون، قال تعالى:{ والله مخرج ماكنتم تكتمون} ، فعلينا تطهير قلوبنا والحذر من أن تنطوي على ما يغضب ربنا.
4- فالواجب على العبد تدبر آيات الله الكونية والانتفاع بها ؛ لأن ذلك سبب في تعقله ،قال تعالى: { ويريكم آياته لعلكم تعقلون} .
5- الإعراض عن آيات الله الكونية والشرعية سبب في قسوة القلوب، فإن لم يستفد العبد من آيات الله المشاهدة يقسو قلبه ويذهب اللين منه ، قال تعالى: { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك } ،فالواجب على العبد أن يحذر من ذلك لأن صاحب القلب القاسي أقرب للفتنة من غيره ، قال تعالى: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم}.
المجموعة الثانية:
حرّر القول في كل من:
إجابة السؤال الأول: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
واختلف المفسرون في معنى { أو } في الآية على أقوال:
1- قالوا : هي بمعنى الواو، وتقدير الكلام ( كالحجارة وأشد قسوة) كما قال تعالى:{آثماً أو كفوراً} [الإنسان: 24] أي وكفوراً ، ذكره ابن عطية وابن كثير.
2- هي بمعنى بل، وتقديرة ( كالحجارة بل أشد قسوة) ، كقوله تعالى:{إلى مائة ألف أو يزيدون} [الصافات: 147] المعنى بل يزيدون ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير.
3- قالوا: معناها التخيير، أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير نقلاً عن القرطبي والفخر الرازي .
4- قالوا: هي على بابها في الشك. ومعناه: "عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم"، أي لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة ، ذكره ابن عطية ، وابن جرير الطبري.
5- قالوا : هي على جهة الإبهام على المخاطب، والعرب تبهم مالا فائدة في تفصيله ، كقول (أحدهم أكلت بسرة أو رطبة ) وهو عالم أي ذلك أكل ، ولكنه أبهم على المخاطب، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّداً حباً شديداً
وعباساً وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع، وقد عورض أبو الأسود في هذا، فاحتجّ بقول الله تعالى:{وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [سبأ:24]، ولكن هذه الآية مفارقة لبيت أبي الأسود، كما قال ابن عطية لأن معنى الآية لا يتم إلا بـ " أو " .

6- قالوا: هي للتفصيل ففيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى أن قلوبهم فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين النوعين ، فقلوبهم لا تخرج من أحد هذين المثلين ، ذكره ابن عطية وابن كثير والطبري ورجحه.

7-وقالت فرقة: إنما أراد الله عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طوراً أو أشد طوراً ، ذكره ابن عطية .
الخلاصة:
كل ما قيل من هذه الأقوال له وجه ومخرج في كلام العرب ، ولكن المعنى القريب هو أن قلوب هؤلاء الذين كذبوا بالحق بعد ما رأوا تعظيم الآيات ؛ كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة ، عندهم وعند من عرف شأنهم ؛ بمعنى أن قلوبهم فيها أوجه من القساوة إما أن تكون كالحجارة أو أشد منها، عياذاً بالله.

إجابة السؤال الثاني
المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.
التبديل هو تغيير الشيء إلى غير حاله.
فقد أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوا بعد التيه بيت المقدس ركعاً ، وأمرهم بالسجود عند الانتهاء إلى الباب شكراً لله وتواضعاً ، وأن يدخلوا بخشوع وإخبات وأن يقولوا حطة أي: احطط عنا خطايانا، فخالف بنو اإسرائيل وغَيّروا ما أمروا به، بالقول والفعل:
أما الفعل : فقد أمرهم الله أن يدخلوا الباب سجداً وطؤطىءَ لهم الباب ليدخلوه كذلك ، فدخلوه من قبل أدبارهم القهقرى زاحفين على أستاتهم ، رافعين رؤوسهم ، فخالفوا في الدخول .
وأما القول:فقد أمرهم الله أن يقولوا حطة أي احطط عنا خطايانا ، فقالوا غير ذلك واختلف في الذي قالوه على أقوال:
1- قالوا :حبة في شعرة، ذكره ابن عطية وابن كثير واستدل له بحديث البخاري عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال (قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ} فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ).
2- قالوا: حنطة في شعيرة ، ذكره ابن كثير واستدل له بما رواه أبو داوود ومحمد ابن اسحق عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (دخلوا الباب -الّذي أمروا أن يدخلوا فيه سجّدًا-يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطةٌ في شعيرةٍ).
3- قالوا : حنطة حمراء فيها شعيرة ،مروي عن ابن مسعود رضي الله عنه و ذكره ابن كثير .
4- قالوا : حنطة حبة حمراء فيها شعرة وقيل شعيرة ، ذكره ابن عطية.
5- قيل أنهم قالوا بالسريانية "هطّي سمعاتا أزبة مزبا" ومعناه حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبة فيها شعرةٌ سوداء حكاه ابن كثير ، أو" حطي شمقاثا أزبة" حكاه الطبري وله نفس المعنى تقريباً ، وكان قصدهم في ذلك الاستهزاء ومخالفة الأمر والعدول عن طلب ما عند الله إلى طلب ما يشتهون من أغراض الدنيا.
الخلاصة:
أنّهم بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: احطط عنّا ذنوبنا، فاستهزؤوا فقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه .
--------------

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 05:52 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔸 بسم الله الرحمن الرحيم 🔸

🔹1: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1- على الإنسان أن يمهد للأمر ، أو الخبر الذي يريد أن يقول بما يؤدي لقبوله ، و خير ما يبدأ به قول الله تعالى
{ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة }
2- اللجوء إلى الله تعالى يحتاجه جميع المخلوقات ، فموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ؛ و مع ذلك فهو محتاج إلى الإلتجاء إلى ربّه تبارك و تعالى ؛ لقوله تعالى
{ قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }
3- الاستهزاء بالناس من الجهل و الحمق و قلة العقل ؛ لقول موسى عليه السلام :
{ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }?
4- من شدد على نفسه شدّد الله عليه ، كما حصل لبني إسرائيل ، فإنهم لو امتثلوا أوّل ما أمروا ، فذبحوا أي بقرة لكفاهم ، و لكنهم شدّدوا و تعتوا ، فشدّد الله عليهم
5- أن الله تعالى يخرج ما يكتمه أهل الباطل ، و يبيّنه للناس ، لقوله تعالى : { و الله مخرج ما يكتمون } فعلى العبد أن يحذر من أن يكتم أمرًا لا يرضاه الله عز و جل .

🔹2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

🔶 المجموعة الأولى:
حرّر القول في كل من:
📍1:معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
معنى هبوط الحجارة من خشية ورد فيه عدّة أقوال :
1- سقوط البرد من السّحاب ..... قاله أبو علي الجبّائي في تفسيره ؛ ذكره ابن كثير و قال :
قال القاضي الباقلاني هذا تأويل بعيد و تبعه في استبعاده فخر الدين الرّازي ، و هو كما قالا ؛ فإنّ هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل و الله أعلم
2- قال قوم : إنها أثر الصنعة التي تدل على أنّها مخلوقة ..... ذكره الزجاج و قال : و هذا خطأ لأن ليس منها شئ ليس أثر الصنعة ، بينًا في جميعها
3- وقيل : هبوط الحجارة تفيؤ ظلالها ... ذكره ابن عطية
4- وقيل : الجبل الّذي تجلى الله له حين كلّم موسى ، فجعله الله عزّ و جلّ دكًّا...... ذكره الزجاج و ابن عطية
5- وقيل بكاء القلب من غير دموع العين ........ رواه ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعقوب ؛ ذكره ابن كثير
6- و قيل : أن لفظ الهبوط مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى :{ يُرِيدُ أن ينقضّ} [ الكهف:77]
و كما قال زيد الخيل :
بجمع تضل البلق في حجراته
ترى الأكم فيه سجّدًا للحوافر
و كما قال جرير :
..........................
............الجبال الخشّع
أي : من رأى الحجر هابطًا تخيّل فيه الخشية
.... حكاه الطبري عن فرقة ، ذكره ابن عطيّة
و قال : قال القاضي محمد رحمه الله ؛ هذا قول ضعيف ، لأن براعة معنى الآية تختل به ، بل القول أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرًا ما من الإدراك تقع به الخشية
7- زعم بعضهم أنه من باب المجاز ، و هو اسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله :{ يريد أن ينقض}
..... ذكر ابن كثير ، و قال ابن عطية : لفظ الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها و يخشع بعض مناظرها ، أضيف تواضع الناظر إليها ، كما قالت العرب : ناقة تاجرة أي تبعث من يراها على شرائها .
قال ابن كثير : قال الرازي و القرطبي و غيرهما من الأئمة : ولا حاجة إلى هذا فإنّ الله يخلق فيها هذه الصفة كما في قوله تعالى :{ و النجم و الشجر يسجدان },
و قوله { قالتا أتينا طائعين } الآية . و غيرهما
8- أن الهابط منها يخلق الله فيها هذه الصفة من التمييز كما في قوله تعالى :{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية الله }
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السموات } الآية
{ أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ ظلاله } الآية
{ و قالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله } الآية
و في الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم :(( هذا جبل يحبنا و نحبّه ))
و كحنين الجذع المتواتر خبره
و في صحيح مسلم :(( إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلّم علي قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن )
و في صفة الحجر الأسود أنّه يشهد لمن استلمه بحقٍّ يوم القيامة ...... وغير ذلك مما في معناه .... ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج و هو لقول الصحيح و الله أعلم

📍2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.
المراد بالذلّة و المسكنة في الآية :
1⃣ الذلّة الصغار ، و هي فعلة من الذُلّة ؛ كأنّها الهيئة و الحال
و المسكنة : الخضوع و اشتقاقه من السكون ، و إنّما أسكنه الفقر أي قلل حركته ◀ و هي هنا زي الفقر و خضوعه ، و إن وجد يهودي غني فلا يخلو من زي الفقر و مهانته
*⃣قال أبو العالية : المسكنة الفاقة و الحاجة .. ذكره ابن عطية و ابن كثير
و قال الربيع ابن أنس و السدي : المسكنة الفاقة .... ذكره ابن كثير
*⃣قال الضحاك : الذلّة الذل ... ذكره ابن كثير
⏮ مجموع ماذكره الزجاج و ابن عطية و ابن كثير
2⃣ المسكنة : الخراج أي الجزية .... قاله
الحسن و قتاده ؛ ذكره ابن عطية
و الضحاك و عطية العوفي ؛ ذكره ابن كثير
3⃣ أذلّهم الله فلا منعة لهم و جعلهم الله تحت أقدام المسلمين ، و لقد أدركتهم هذه الأمة و إن المجوس لتجبيهم الجزية ...... قاله الحسن ؛ ذكره ابن كثير
📌هذا من باب اختلاف التنوع و جميع هذه الأقوال يحتملها المعنى ، فاليهود زيهم الفقر و المهانة ، و قد كانوا يدفعون الجزية عن صغر ، و لا منعة لهم و جعلهم الله تحت أقدام المسلمين ، أعاد الله ذلك المجد للأمة و أعزّ الإسلام و المسلمين ... و الله أعلم


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 رجب 1439هـ/27-03-2018م, 03:28 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثانية

1: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1-
تذكر نعمة الله تعالى وسننه في كونه مما يعين العبد على الثبات في طريق الله تعالى
2-
الانقياد والاستسلام والطاعة والإنابة لما أم الله فالتعنت يجلب التشديد والطاعة تجلب التيسير
3- التأدب مع الأنبياء والتأدب في الحديث عنهم وعن سيرتهم وسنتهم من شيم الطائعين
4- استحسان اللون الأصفر وأثره في النفس البشرية
5- تقديم المشيئة وهي قول ان شاء الله سبب في تيسير العمل " ولا تقولت لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله
6- الله عز وجل يعلم بواطن الأمور وما تكتمه النفوس واطلاعه عز وجل يجعل العبد يراقب ويحاسب نفسه ويطهر باطنه دوما
7- قدرة الله التي وسعت كل شيء
8- محاسبة العبد نفسه دوما لعلمه برجوعه إلى الله وحسابه عنده " من علم أنه لله راجع علم أنه موقوف ومن علم أنه موقوف علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا "
9-الحذر من قسوة القلب بكثرة الكلام بغير ذكر الله والحرص على الدنيا وطول الأمل


حرّر القول في كل من:
1: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
اختلف المفسرون فيها على أقوال
الأول : أنها للشك استبعده الزجاج وابن عطية ونقل ابن كثير اجماع أهل اللغة على استحالته فيها
الثاني : أنها بمعنى الواو كقوله تعالى "آثما أوكفورا " ذكره ابن كثير وابن عطية وضعفه الزجاج
الثالث : أنها بمعنى بل كقوله تعالى "مائة ألف أويزيدون " أيفهي كالحجارة بل أشد قسوة
الرابع : أنها للتخيير أو الإباحة أي شبهوها بالحجارة تصيبوا أوبأشد منها تصيبوا ذكره ابن عطية ونقله ابن كثير عن القرطبي ورجحه الزجاج
الخامس : أنها للإبهام على المخاطب ذكره ابن عطية ونقله ابن كثير عن الرازي
السادس : أن فيهم من قلبه كالحجريترجى منه الإنابة والرجوع كالحجر يتشقق منه الماء وفيهم من قلبه أشد منه فلا يترجى منه الإنابة فلا يخرج عن هذين ذكره ابن عطية ورجحه ابن جرير

والثالث والسادس قريبان من وجهة نظر الطالبة أنها أقرب للصواب فهو للتخيير أو للإباحة لا يخرج عنهما أنه إما كذا أو كذا كضرب المثلين الناري والمائي في أول السورة
____________

2: المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.
تنوعت أقوال المفسرين فيها على أقوال
الأول :
تبديلهم ما أمروا به من أن يقولوا حطة فقالوا : (حبة في شعرة أو حنطة حبة حمراء فيها شعرة وقيل شعيرة ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
الثاني :
بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: احطط عنّا ذنوبنا، فاستهزؤوا فقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ ذكره ابن كثير وابن عطية
والأول يشمل الأول فهو الأقرب للصواب واختاره ابن كثير وقال
وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 رجب 1439هـ/28-03-2018م, 11:46 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة


المجموعة الأولى :
عباز محمد: أ+
س1: فرق ابن عطية بين القول بأنه مجاز، أي أراد إضافة تواضع الناظر إلى الحجارة الهابطة مجازًا لأن هبوطها من أوجب له الخشية والتواضع، وبين القول بالاستعارة أي أن الناظر إلى الحجارة تخيل فيها الخشية.
س2: يُرجى الانتباه إلى نسبة الأقوال إلى السلف، فابن عطية لم ينسبها لجميع من ذكرت من السلف، وإنما بعضهم ذكره ابن عطية، والبعض الآخر ذكره ابن كثير، ويُستفاد من ذلك عند التحقيق بإذن الله فقد لا تصح هذه النسبة إليهم.

مريم أحمد حجازي: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
ملحوظة:
- لا يلزمكِ إعادة المجالس التي قمتِ بها مسبقًا، وقد أُثبتت لكِ الدرجة الأعلى.
- " الالتجاء " مصدر خماسي يُكتب بألف وصل.

المجموعة الثانية:
مها محمد : أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.


فاطمة أحمد صابر: ب
- يُرجى الحرص على الاستدلال على الفوائد من الآيات القرآنية، حتى وإن لم يُطلب ذلك في رأس السؤال.
س1:
- القول باستحالة أن تكون للشك في حق الله - عز وجل - فليس في أخباره الشك، ومن قال أنها للشك فهي في حق المخاطبين أي أنهم شكوا هل قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة.
- وقيل أن فيهما فرقتان من قلوبهم كالحجارة، ومن هم أشد قسوة.
- لم أفهم قولك: " والثالث والسادس قريبان من وجهة نظر الطالبة " خاصة وأن الثالث مما ذكرتِ أنها بمعنى بل.
قال ابن جرير بعد عرضه لهذه الأقوال :" ولكلٍّ ممّا قيل من هذه الأقوال الّتي حكينا وجهٌ ومخرجٌ في كلام العرب " ثم ذكر ترجيحه.
س2:
الراجح الجمع بين القولين؛ فالخلاف من باب خلاف التنوع فهم فعلوا هذا وهذا كما ثبت بالأدلة، ويمكن حمل معنى الآية على كلا القولين.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


نفع الله بي وبكم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 رجب 1439هـ/1-04-2018م, 07:38 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
- الحرص على لزوم الصبر والحلم عند معاملة السفهاء.
- الأدب مع الله عند الدعاء, فيتذكر العبد بأنه عبد ذليل مسخر لا حيلة له في شيء.
- تعزيز الإيمان بالغيب في قلب المؤمن, فله اثره العظيم في لزوم الطاعة والانصراف عن البدع.
- عدم التنطع والتكلف في الدين, فمن شدد على نفسه شدد الله عليه.
- البعد عن آفة البخل, فهي من أقبح الصفات.
- البحث عما يرقق القلب, مثل المداومة على تدبر القرآن, وتذكر هادم اللذات, وقراءة سير الصالحين.
- إنزال الناس منازلهم, والتزام حسن المعاملة وحسن الأخلاق عموما عند التعامل معهم.
- الحرص على الأسئلة النافعة, والبعد عن الأسئلة التي لا ثمرة فيها, بل مؤكد ومتعدي ضررها.
- التزام طاعة الله سبحانه وتعالى, فيما أمر, ولو قصر عقلنا القاصر عن إدراك حكمة الأمر أو النهي.
- زيادة محبة الرسل وتوقيرهم, من قراءة ما صبروا عليه من تمرد وسفه أقوامهم, وهذا مما يزيد الإيمان في قلب العبد المؤمن.

المجموعة الأولى:
حرّر القول في كل من:
1: معنى هبوط الحجارة من خشية الله.

اختلف المفسرون في معنى (هبوط الحجارة من خشية إلى الله) وانقسموا إلى قسمين:
الأول: صرف لفظ الآية عن ظاهرها فأولها, ثم تنوعت بعد ذلك أقوالهم في المعنى المراد:
- فمنهم من قال بأن لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها.ذكره ابن عطية, وذكره ابن كثير وقال:(قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية...).
- ومنهم من قال بأن الخشية للحجارة مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى: {يريد أن ينقضّ}. حكاه الطبري عن فرقة. ذكره ابن عطية وقال:(وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القول أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة، ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية اللّه، وفيه إدراك لذلك بحسبه، كما قال:{تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا}.
- ومنهم من قال إن معنى هبوط الحجارة تفيؤ ظلالها. ذكره ابن عطية.
- ومنهم من قال بأنه سقوط البرد من السّحاب. ذكره ابن كثير, وأورد تعقيب القاضي الباقلّانيّ عليه بقوله: (وهذا تأويلٌ بعيدٌ). وقد تبعه في استبعاده فخر الدين الرازي.
وقال ابن كثير: وهو كما قالا؛ فإن هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليلٍ.
- ومنهم من قال بأن المراد بكاء القلب، من غير دموع العين. قاله يحيى بن أبي طالبٍ, رواه ابن أبي حاتم. ذكره ابن كثير. وهو قول ضعيف لا يدل عليه معنى الآية ولا سياقها, وترده اللغة.
- ومنهم من قال بأنها أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة، أورده الزجاج وتعقبه بقوله: (وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عز وجل: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه}...).

القسم الثاني: حمل اللفظ على ظاهره المراد منه, ولم يصرفه عن حقيقته, ثم هم على قولين:
الأول: قالوا بأن المراد حجارة جبل معين وهو الجبل الذي جعله الله دكا. ذكره الزجاج وذكره ابن عطية.
الثاني: قال بعموم اللفظ, وإن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ومثله حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم, كذلك قوله تعالى عن السماء والأرض:{قالتا أتينا طائعين}, وقوله:{وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه},وجاء في صحيح مسلمٍ: «إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن».
وقال مجاهد: «ما تردى حجر من رأس جبل ولا تفجر نهر من حجر ولا خرج ماء منه إلا من خشية اللّه، نزل بذلك القرآن»، وقال مثله ابن جريج.ذكره ابن عطية ورجحه, وذكره ابن كثير ورجحه, وهو الصحيح لدلالة ظاهر لفظ الآية عليه, ولا يجوز صرف المعنى عن ظاهره المراد إلا بقرينة, ولا قرينة هنا صارفة, وقد قال تعالى:"وما من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم" فنحن لا نسمع تسبحيهم ولو سمعناه ما فقهناه, فلو كانت تسبح ربها فمن باب أولى أن تخشاه بل وتهبط من خشيته, فالتسبيح يتضمن الخشية في طياته.

2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.
أولا: المراد ب{الذّلّة}:
- الصغار، والذل. قال الضحاك: {وضربت عليهم الذّلّة} قال: «الذّلّ». وقال الحسن: «أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية». قال ابن عطية: والذلة فعلة من الذل كأنها الهيئة والحال.
ثانيا: المراد ب{المسكنة}:
جاء فيها عن المفسرين أقوال متقاربة:
الأول: الجزية,قال الضحاك عن ابن عباس في قوله: {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة} قال: «هم أصحاب النيالات يعني أصحاب الجزية».وقاله الحسن وقتادة والضحاك.
قال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية», وهو قول أبو العالية والعوفي. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثاني: الخضوع ، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته, ذكره الزجاج وقال الزجاج: هي مأخوذة من السكون وهي هنا: زي الفقر وخضوعه. وذكره ابن عطية.
الثالث: الفاقة, فالمسكنة من المسكين، قال أبو العالية والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ: «المسكنة الفاقة».ذكره ابن عطية وابن كثير.

الأقوال لا تعارض بينها, بل جميعها تصب في معنى واحد وإنما هو من باب التنوع والإحاطة بجميع أصناف اليهود, فقد ألزمهم الله سبحانه وتعالى, بالذل والمسكنة شرعا وقدرا, قال الزجاج: «إن وجد يهودي غني فلا يخلو من زي الفقر ومهانته».
فلا يزالون مستذلين، من وجدهم استذلهم وأهانهم، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون, فهيئتهم الخارجية هيئة الذليل, ولو كانوا أغنياء, ولايزالون مكروهين منبوذين من الناس, وهذا مصداق لقول الله تعالى فيهم:" ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس", وهذا يستلزم أن من حكمهم أذلهم إما كعبيد مساكين مسخرين, أو ألزمهم بالخراج أو الجزية, كما فعل عليه الصلاة والسلام, ومن بعده, وقد قال تعالى في أهل الكتاب:«حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون».

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 رجب 1439هـ/5-04-2018م, 12:56 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)



1:
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
- خطورة الاجتراء على الأنبياء وقبح الرد عليهم، كما فعل بنو إسرائيل {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا}، فليحذر المسلم من الوقوع في أفعالهم ورد أوامر الله ورسوله.
- قبح الاستهزاء بالناس، وأنه فاعله يعد من الجاهلين {قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}، فليحذر المسلم من الاستهزاء بإخوانه.
- قبح التعنت والتنطع مع الأنبياء وفي أمور الشرع خاصة، وفي جميع الأمور عامة {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي... فذبحوها وما كادوا يفعلون}، فلنحذر من مسالك أهل الضلالة.
- أهمية قول: "إن شاء الله" عند العزم على فعل أمر، فإنهم لولا أنهم استثنوا فقالوا: {وإنا إن شاء الله لمهتدون} لم يهتدوا إليها.
- أهمية المراقبة؛ بأن يراقب المسلم قلبه ويوقن بأن الله عالم بما يسر ويكتم؛ فيصلح سريرته ليصلح حاله مع ربه عز وجل {والله مخرج ما كنتم تكتمون}
- أخذ العبرة والعظة من آيات الله الشرعية والكونية، وذلك بالتدبر فيها {كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون}

2
المجموعة الثانية:
حرّر القول في كل من:

1: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
فيالمراد بها عدة أقوال:
أنها بمعنى الواو: كقوله تعالى:
{آثماً أو كفوراً}
أنها بمعنى بل: كقوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}
أنها لمعنى التخيير: كقوله تعالى: أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا،
أنها لمعنى الشك: ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة
أنها لمعنى الإبهام: الإبهام على المخاطب، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع، وقد عورض أبو الأسود في هذا، فاحتجّ بقول الله تعالى: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبينٍ}
- إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طورا.
- أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين،
قال ابن كثير: "هذا القول الأخير يبقى شبيهًا بقوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا}[البقرة: 17] مع قوله: {أو كصيّبٍ من السّماء} [البقرة:19] وكقوله: {والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ} [النّور: 39] مع قوله: {أو كظلماتٍ في بحرٍ لجّيٍّ}"
والمعاني كلها متآزرة لا تعارض بينها.

2: المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.
أنهم بدلوا ما أمروا به قولا وفعلا،
فقد أمروا أن يدخلوا سجدا خاضعين، فدخلوا يزحفون على أستاههم من ناحية ظهورهم
وأمروا أن يقولوا: حطة، أي: حط عنا خطايانا يا ربنا واغفر لنا، فدخلوا قائلين: حبة في شعرة، أو: حنطة حبة حمراء فيها شعيرة.
أو:
"هطّي سمعاتا أزبة مزبا" فهي بالعربيّة: حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبة فيها شعرةٌ سوداء.
قال ابن كثير رحمه الله: " وحاصل ما ذكره المفسّرون وما دلّ عليه السّياق أنّهم بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: احطط عنّا ذنوبنا، فاستهزؤوا فقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم، وهو خروجهم عن طاعته؛ ولهذا قال: {فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون}"

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 02:41 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

متابعة تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة

فداء حسين : أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- يُرجى الحرص على ذكر وجه الدلالة من الآيات على الفوائد المستخرجة حتى وإن لم يُذكر ذلك في رأس السؤال.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


رقية إبراهيم : أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir