دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 رجب 1439هـ/22-03-2018م, 05:36 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 - 176)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.
ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ:
معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 رجب 1439هـ/22-03-2018م, 05:43 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

المجموعة الأولى:

1: فسّر قول الله تعالى: {إنّ الّذين يكتمون ما أنزل اللّه من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلّا النّار ولا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم}.

قوله تعالى: {إن الذين يكتمون} يعني: علماء اليهود {ما أنزل الله من الكتاب} أي: ما بين الله لهم في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بالكتاب هنا: التوراة والإنجيل {ويشترون به ثمنا قليلا} يعني: اعتاضوا عن بيان الحق واتباع محمد صلى الله عليه وسلم وما يترتب على ذلك من خيري الدنيا والآخرة، اعتاضوا عن كل ذلك بثمن قليل؛ وهو الحفاظ على رياستهم، وما كانوا يحصلون عليه من هدايا وتحف من العرب؛ لتعظيمهم إياهم كونهم أصحاب كتاب؛ فخشوا إن أظهروا أمر النبي أن يتبعه الناس ويتركوهم، وهذه الآية وإن كانت نزلت في علماء اليهود فإنها تتناول كل من هو على شاكلتهم من علماء المسلمين {أولئك} أي: الذين يكتمون الحق ابتغاء عرض من الدنيا {ما يأكلون في بطونهم إلا النار} قيل: سمي مأكولهم نارا لأنه يئول بهم إلى النار. وقيل: إن الله عز وجل يعاقبهم على صنيعهم بأكلهم النار حقيقة في جهنم. {ولا يكلمهم الله يوم القيامة} لأنه غضبان عليهم فإنه لا يكلمهم. وقيل: لا يكلمهم بما يحبون. وقيل: لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية. {ولا يزكيهم} أي: لا يثني عليهم {ولهم عذاب أليم} أليم؛ أي: مؤلم؛ وهو الموجع جدا.


2: حرّر القول في كل من:
أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.

هناك قولان في هذه المسألة:
الأول: جواب "لو" هو العامل في "أن":
ــ وتقدير ذلك على قراءة «ترى» بالتاء من فوق، و«أن» بفتح الألف في الموضعين:
* ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب وفزعهم منه واستعظامهم له لأقروا أن القوة لله.
* ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب وفزعهم منه لعلمت أن القوة لله جميعا، والخطاب للنبي والمراد أمته.
ــ وتقدير ذلك على قراءة «يرى» بالياء من أسفل، وفتح الألف من «أن»:
* ولو يرى في الدنيا الذين ظلموا حالهم في الآخرة إذ يرون العذاب لعلموا أن القوة لله جميعا.
ــ وتقدير ذلك على قراءة «يرى» بالياء من أسفل وكسر الألف من «إن»:
* ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لقالوا إن القوة لله جميعا.
الثاني: جواب لو محذوف للمبالغة:
ــ وتقدير ذلك على قراءة «ترى» بالتاء من فوق، و«أن» بفتح الألف في الموضعين:
* ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب لأن القوة لله لعلمت مبلغهم من النكال ولاستعظمت ما حل بهم، فاللام مضمرة قبل «أن»، فهي مفعول من أجله، والجواب محذوف مقدر بعد ذلك.
ــ وتقدير ذلك على قراءة «ترى» بالتاء من فوق، و«إن» بكسر الألف:
* ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لاستعظمت ما حل بهم، ثم ابتدأ الخبر بقوله: {إن القوة لله}.
* ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب يقولون إن القوة لله جميعا لاستعظمت حالهم.
ــ وتقدير ذلك على قراءة «يرى» بالياء من أسفل، وفتح الألف من «أن»:
* {ولو يرى الذين ظلموا أن القوة لله جميعا}، وحذف جواب لو للمبالغة. وهذا على تقدير أن الرؤية رؤية البصر.
* ولو يرى بمعنى يعلم الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا لاستعظموا ما حل بهم. والرؤية هنا بمعنى العلم.
ــ وتقدير ذلك على قراءة «يرى» بالياء من أسفل وكسر الألف من «إن»:
* {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب} لرأوا أمرا عظيماً.

ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.
قال الزجاج إن المراد ب "الذين اتُّبعوا": السادة والأشراف، والظاهر من تفسيري ابن عطية وابن كثير أنه يشمل كل من عبد من دون الله عز وجل لقوله تعالى: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًّا} [مريم: 81، 82]؛ فيشمل ذلك السادة، والأشراف، والملائكة، والشيطان، والجن، والأوثان، وقد ساق ابن كثير مواطن من كتاب الله عز وجل تبين تبرؤ هؤلاء الأصناف ممن عبدهم في الدنيا؛ كقوله تعالى حكاية عن الملائكة في تبرئهم من عابديهم: {تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون} وقوله: {وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظّالمين لهم عذابٌ أليمٌ}.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 رجب 1439هـ/23-03-2018م, 10:54 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.

- يتحسر ويتندر وتقطع الحسرة قلوبهم يوم القيامة لأنهم اتبعوا أناساً أضلوهم عن الصراط المستقيم , ولكن ولات ساعة مندم .
- يتمنى أتباع الجهالة والذين أعموا أبصارهم وبصائرهم أن يعودوا ولو للحظة إلى دار الدنيا حتى يتبرءوا ممن اتبعوهم ولا يلتفتوا إلى أقوالهم .
- ويتمنوا أيضاً أن يعودا إلأى الدنيا لكي يعبدوا الله وحده لاشريك له , وهم كاذبون في هذه الأمنية , فما هي إلا أماني لا تجد طريق الصدق إلى قلوبهم , ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون .
- فكان جزاؤهم فوق العذاب في جهنم أنهم يرون أعمالهم الفاسدة منها والصالحة التي عملوها في الدنيا صارت هباء منبثا منثورا لا قيمة له , بل عادت عليهم بحسرات تقطع القلوب وتقطع الأنفاس .
- وفوق كل ذلك لن يخرجوا من النار بل هم في عذاب خالدين مخلدين أبد الدهر كلما نضجت جلودهم بدلهم الله عز وجل جولدا غيرها ليذوقوا العذاب .

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.

-اسم الإشارة أولئك يعود على من ماتوا على الكفر ووافوا ربهم عليه
- المراد بقوله والناس أجمعين وهم لا يعلنون أنفسهم , على أقوال
= المراد بهم المؤمنون خاصة وهو قول قتادة والربيع
= معنى ذلك في الآخرة وهو قول أبو العالية , وذلك أن أهل الكفر يلعنون أنفسهم يوم القيامة ( ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً )
= معنى لك أن أهل الكفر في الدنيا يقولون يلعن الله الكافرين فليعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون
- المراد باللعنة التابعة لهم يوم القيامة ثم المصاحبة لهم في النار , وقيل المرا د بها نار جهنم لأأنه قال بعدها خالدين فيها
- جواز لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر أو الذي حكم الله عليه بالكفر في كتابه , أما من يكون كافرا في الدنيا ولم يمت بعد فلا يجوز لعنه لورود احتمال إسلامه .

ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
التعجب عائد على الخلق لا على الله تبارك وتعالى لأن التعجب هو استعظام لأمر خفي وهذا المعنى يستحيل عليه تبارك وتعالى لذلك التعجب مصروفا إلى الخلق
- صيغة تعجب , يتعجب منهم من رآهم فيها من صبرهم على ذلك العذاب مع شدة ما هم فيه
- فما أدومهم لعمل المعاصي التي تودي بهم إلى جهنم فما أجرأهم على المعاصي
- وقيل هي لفظة تقرير واستفهام لا تعجب ولفظة اصبر هنا بمعنى اصطبر وحبس ومنه الحديث ( نهى أن تصبر البهائم )

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 01:47 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثانية:

1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.

جاءت هذه الآية بعد أن دعا الله عباده ليأكلوا من طيبات ما رزقهم ويشكروه سبحانه على رزقه وعطائه ...
ثم إنه هنا بين لهم أنه لم يحرم عليهم مما رزقهم إلا أصنافا معدودة ذكرها ... فقال تعالى :
🔹 إنما حرم عليكم
وإنما : كافة ومكفوفة على الراجح ...
فإن حرف توكيد ونصب حقه أن ينصب اسمه ، لكن دخول ما عليه كفه عن العمل ؛ وأفاد بذلك الحصر ؛ فكان معنى الآية : ما حرم عليكم من المطعومات إلا الميتة والدم ... إلى آخر ما ذكر ...
وعليه تكون الميتة منصوبة لكونها مفعولا ل( حَرَّم ) والفاعل لم يسم للعلم به عائد عليه سبحانه ...

- وقيل أن (ما ) بمعنى الذي ، وعليه تكون ( إن ) عاملة ، و( ما ) اسمها في محل نصب ، والميتة خبرها مرفوع ...
والراجح أن ما كافة
وذكر ابن عطية أن ( حرم ) قرئت بالفعل المبني على ما لم يسم فاعله ( حُرِّم ) وعليه ترفع الميتة لكونها نائب الفاعل
والقراءة على نصبها ...

فبين لهم سبحانه الأصناف التي حرم على عباده أكلها وهي :
🔹الميتة : وقرئت بالتثقيل والتخفيف ، فقراءة التثقيل قراءة أبي جعفر والباقون بالتخفيف؛ وهما لغتان
وقيل أن ميت بالتشديد والتخفيف تقالان فيمن قد مات فعلا ، وأما الحي فلا يقال له إلا ميّت باعتبار ما ينتهي إليه ولا يقال له ميْت بالتخفيف .
وقال الزجاج أن أصلها ميتة بالتشديد ؛ وخففت بحذف الياء الثانية المكسورة للثقل فصارت ميْتة ..

- والميتة المحرمة هي كل ما مات حتف أنفه دون ذكاة شرعية مما له نفس سائلة .. وهو عام خصص منه الحوت والجراد إذ لا يدخلان في التحريم كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عن البحر ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) وقال ( أحل لنا ميتتان ودمان : السمك والجراد ، والكبد والطحال )

واختلف فيما اتصل في الميتة أو خالطها كلبنها أو بيضها أو أنفحتها والشافعي على نجسها وحرمتها

🔹 والدم : وهو ما قيده الله تعالى في سورة الأنعام بقوله ( أو دما مسفوحا ) وفي هذا التقييد احتراز عما خالط اللحم والعظم من الدم وهذا لا خلاف في جوازه ، وإنما الحرمة هي حرمة الدم المسفوح المنصب
ويستثنى منه كما مر ( الكبد والطحال )

🔹 ولحم الخنزير : وحرم لحم الخنزير بعينه سواء مات حتف أنفه أو ذكي إذ لحمه نجس ... ويدخل الشحم والغضاريف في حكم لحمه إما تغليبا أو قياسا أو لأن اسم اللحم يشمل الشحم معه ...

🔹وما أهل به لغير الله ..
أي وحرم عليكم ما أهل به لغير الله أي ذبح على غير اسم الله من الأوثان وغيرها ، وفيه معنى النية والقصد والتوجه بالذبح لغير الله .

- والإهلال الصياح ورفع الصوت ، ومنه استهلال المولود أول ولادته .. والإهلال رفع الصوت بذكر من تذبح الذبيحة على اسمه ، حيث كانوا في الجاهلية يهلون عند الذبح بذكر أصنامهم أو على الأنصاب والأزلام ؛ فحرم الله كل ما قصد بذبحه غير وجهه سبحانه ، ولذلك تحرم ذبيحة المشرك ؛ بينما أحلت ذبائح أهل الكتاب .

🔹فمن اضطر غير باغ ولاعاد
ثم إنه سبحانه بعد أن بين الأصناف التي حرمها وهي قليلة معدودة مقابل الطيبات التي اباحها ، بين الحالة التي تباح فيها وترخص هذه المطعومات فقال :
- فمن اضطر : والاضطرار من الضرورة ، والضرورة هي الحالة التي يوشك صاحبها على الهلاك ولا يجد شيئا يطعمه إلا ما حرم عليه في غير الضرورة ؛ كأن يكون في مفازة أو أرض قفر أو ينقطع به الطريق في سفر فلا يجد ما يؤكل إلا ميتة أو لحم خنزير أو غيرها من المحرمات
أو أن يكون المرء قد أكره إكراها على أكل ما حرم عليه بحيث لو لم يأكل عرض نفسه للتلف ؛
ففي حالة الضرورة أباح الله له أن يأكل مما حرم عليه بما يحفظ نفسه ويمنعه من الهلاك ؛
بل إن ابن كثير ذكر عن مسروق قوله ( من اضطر فلم يأكل ولم يشرب ثم مات دخل النار ) ثم عقب عليه بقوله ( وهذا يقتضي أن أكل الميتة للمضطر عزيمة لا رخصة .

- غير باغ ولا عاد :
ثم إنه تعالى وضع قيدا للمضطر فقال :
غير باغ ولا عاد ... والبغي هو قصد الفساد ، والعدوان هو تجاوز الحد ؛
والمفسرون في المراد بذلك على أقوال ثلاثة :
1- أن المضطر إذا اضطر لأكل الميتة وما حرم عليه كان في أكله غير باغ أي غير قاصد فسادا ولا مستحلا لما يأكله فيأكله تلذذا واشتهاء إنما هو جائع يقصد ما يدفع الهلاك عن نفسه ، ثم هو غير متجاوز لحد الضرورة إذ الضرورة تقدر بقدرها فمجرد اندفاع الضرر عنه يتوقف... فإن كان حاله كذلك فلا إثم عليه فيما أكل .

2- غير باغ أي غير متجاوز حلالا إلى حرام فيأكل من الحرام وهو يجد ما يسد به رمقه من الحلال المباح له ...

3- وقالوا بل المقصود حاله في سفره الذي أوصله إلى ضرورة أن يكون خروجه غير باغ على إمام ولا معتد على أمته بقطع طريق أو خروج في معصية أو قطيعة رحم فإن كان خرج باغيا عاديا فلا رخصة له وإن اضطر ، إذ الرخصة لمن اضطر غير باغ ولا عاد ...

🔹فلا إثم عليه :
أي من كان أكله للضرورة وكان في ذلك غير باغ ولا معتد فلا إثم عليه

🔹إن الله غفور رحيم
وختام الآية بهذين الاسمين من أسمائه سبحانه فيه رفع للحرج عمن اضطر للأكل مما حرم عليه فتردد وخاف أن يناله شيء من الإثم ، فأخبر سبحانه أنه من كان مضطرا وكان أكله يدفع عنه الهلاك فلا إثم عليه ولا حرج وأنه يغفر له وأن هذا التشريع رحمة من الله له لئلا يتسبب في قتل نفسه بمنعها عما حرمه الله وإن اضطر له .

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
هو مثل ضربه الله للكافرين ... واختلف في هذا المثل فقيل :
1- هو مثل ضربه الله لحال الكافرين مع من يدعوهم إلى الهدى وإلى ما ينفعهم ويعظهم وهم يسمعون ولا يعون ولا يفقهون ما يقوله لهم فكأنهم لا يسمعون ... فهم في ذلك كالغنم التي ينعق بها راعيها أي يزجرها ويصيح بها فلا تفقه منه ولا تسمع إلا دعاء ونداء ، والناعق بها هو الراعي وهو هذا الداعي الذي يدعوهم فيصدون عنه ويعرضون عن دعوته وهم في إعراضهم ذلك كمن لا سمع له ولا عقل ولا فهم إذ لم تفعل فيهم الموعظة أكثر من طرق أسماعهم فلم يسمعوا منها إلا دعاء ونداء ...
ذكر المثل الزجاج وابن عطية وابن كثير
- وقال ابن عطية أنه ما فسر به ابن عباس وعكرمة والسدي وسيبويه هذا المثل .
وذكر ابن اكثير أنه روي عن ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، ومجاهدٍ، وعكرمة، وعطاءٍ، والحسن، وقتادة، وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ، نحو هذا.

- وخصه الزجاج بمثل الكافرين مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان هو الداعي لهم وهم المنعوق به الذين لا يفقهون ولا يسمعون .

▪قال ابن عطية أن تشبيه الكافرين بالضأن لأنها أبلد الحيوانات وأحمقها فهي لا تعي ولا تفهم ...

2-أنه مثل ضرب لحال الكافرين مع أصنامهم وآلهتهم التي اتخذوها من دون الله ... فهم في عبادتهم أصنامهم ودعوتهم إياهم وسؤالهم لهم حوائجهم - والأصنام لا تضر ولا تنفع ولا تسمع ولا تبصر - حالهم ( أي الكافرين ) كحال الناعق الذي ينعق بما لا يسمع منه شيء ؛ وأصنامهم المنعوق بها والتي لا تجيبهم ولا ترد لهم إلا صدى أصواتهم ... فليس للناعقين من دعوتهم أصنامهم إلا التعب والشقاء ... وصدى أصواتهم ونداءاتهم
ذكره ابن عطية عن ابن زيد أنه قال : «المعنى في الآية: ومثل الذين كفروا في اتباعهم آلهتهم وعبادتهم إياها كمثل الذي ينعق بما لا يسمع منه شيئا إلا دويا غير مفيد، يعني بذلك الصدى الذي يستجيب من الجبال»وذكر عن الطبري مثل هذا التوجيه ...
كما ذكره ابن كثير وذكر أنه اختيار ابن جرير
فعلى هذا المعنى كما تبين يكون الكافرون هم الناعق والأصنام هي المنعوق بها .

🔺رجح ابن كثير المثل الأول ، ولم يذكر الزجاج غيره كما يظهر من قول ابن عطية وتفسير الآية به ابتداء بصيغة الجزم أنه يرجحه

- والظاهر أنه الراجح أي الأول لكونه أقرب لحال الكافرين وأكثر تبكيتا وتقريعا لهم وتقليلا من شأنهم فهم مع وجود السمع لهم لكنهم لما لم يؤمنوا بالهدى الذي سمعوا ولم يعملوا به كانوا كمن لا سمع ولا عقل له ... ثم لما لم ينتفعوا بالهدى كانوا كالصم والعمي والبكم إذ لم تنفعهم حواسهم في إيصال الهدى لعقولهم وقلوبهم فكانوا كفاقد الشيء لا يعرفون الحق ولا يهتدون سبيلا ...
- ثم إن الأصنام في الأصل لا تسمع لا دعاء ولا نداء ؛ ولا ترى ولا تعقل والمثل يبين أن المنعوق بهم لا يسمعون إلا الدعاء والنداء بلا فقه لحقيقته وهذا حال الكافرين مع داعيهم إلى الهدى
والله أعلم .

ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
الأسباب جمع سبب ؛ والسبب في اللغة هو الحبل الموصل ، فكل ما يتمسك به ويصل بين شيئين يقال له سبب .. ومنه قوله تعالى ( فليمدد بسبب إلى السماء ) أي بحبل موصل إليها .
- وذكر ابن جرير أن السبب هو كل ما يتعلق به ، وهو ما يتسببه الرجل ليصل إلى مقصوده ومطلبه ، ومن ذلك سمي الحبل سببا لأنه يتوصل به إلى مقصود لا يتوصل إليه دونه ، ويقال للطريق سبب لأنه موصل إلى الغاية لا تدرك إلا بسلوكه وركوبه ، ويقال للمصاهرة سبب لأنها سبب للحرمة ، ولأي وسيلة سبب لأنها يتوصل بها إلى حاجة ...

🔹وعلى ذلك وردت في المراد بالأسباب هنا أقوال ... بعضها متقاربة ويجمعها جميعها المعنى للغوي للكلمة ...
1- أن الأسباب هي وصلهم الذي كان يصل بينهم في الدنيا ويجمعهم ... ذكره الزجاج وقال أنه كقوله تعالى( لقد تقطع بينكم ) أي وصلكم .
فهنا كذلك إذ انقطع وصلهم الذي كان يجمعهم في الدنيا

🔸وذكر في نفس المعنى بتخصيص هذا الوصل والحبل الذي يجمعهم أقوال :
- الأسباب هي الأرحام .. ذكره ابن عطية عن ابن عباس
- الأسباب هي العهود ... ذكره ابن عطية عن مجاهد
- الأسباب هي المودة ... ذكره ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد
والمتأمل في الأقوال يجد أن الأرحام والمودة والعهود كلها ما يصل بين الناس ويتوصل بها لتحقيق مقصود وغرض ، فالأرحام والمودة مما يصل بين الناس ويجمع بينهم ، وكذلك العهود والمواثيق تجمع الناس وتصنع الموادة بين المتعهادين ...
وهذه الأرحام والمودة والعهود كلها تنقطع بهم يوم القيامة ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) وتنقلب خلتهم إلى عدواة ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) فكل أسباب المودة بينهم تتقطع وتنقلب عداوة وبغضاء

🔸كما يدخل في هذا القول القول بأن الأسباب هي :
- المنازل التي كانت لهم في الدنيا بين الناس ... ذكره ابن عطية ، إذ كانت منزلتهم بين الناس في الدنيا هي التي تجمعهم بهم وتصل بينهم وبين الناس ، وظنوا أن مكانتهم عند الناس وكونهم في الدنيا من كبرائهم تمنعهم من عذاب الله ، لكنها لم تمنعهم ولن تنفعهم في شيء ... بل سيتبرأ بعضهم من بعض ويلقي كل منهم باللائمة على الآخر ...

2- الأسباب هي الأعمال ... ذكره ابن عطية عن ابن زيد والسدي .
إذ أعمال المؤمنين سبب في نعيمهم ، وكذلك أعمالهم الكافرين سبب في عذابهم ، فتقطعت بهم أعمالهم فلم توصلهم إلى النعيم بل أوصلتهم إلي العذاب والعياذ بالله
ومثله قوله تعالى ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ) وقوله ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) فأعمالهم التي ظنوا أنها تنفعهم تقطعت بهم فصارت وبالا عليهم .

3 - الحيل ووسائل النجاة والخلاص مما هم فيه ... ذكره ابن كثير وقال أنهم عاينوا عذاب الله وتقطعت بهم الحيل وأسباب النجاة ولم يجدوا عن النار معدلا ولا مصرفا .

فلا تنفع الكافر يوم القيامة أي وسيلة يبذله للنجاة والخلاص مما هو فيه
قال تعالى ( واتقوا يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ) البقرة
وقال ( إِنَّ الَّذينَ كَفَروا لَو أَنَّ لَهُم ما فِى الأَرضِ جَميعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لِيَفتَدوا بِهِ مِن عَذابِ يَومِ القِيٰمَةِ ما تُقُبِّلَ مِنهُم ۖ وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ {36}المائدة
وقوله تعالى ( فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون ) الروم 57
و( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ...) المعارج

🔺الراجح من الأقوال :
ذكر ابن عطية وابن كثير الأقوال ولم يرجحوا ، وذكر الزجاج القول بأن الأسباب كل ما يصل ويجمع الناس ولم يذكر غيره ...
والظاهر من معنى الأسباب وما ورد فيه من أقوال أن معنى الآيات يعم كل ما ذكر من معان ...
إذ تتقطع بالكافر يوم القيامة كل السبل وتنقطع به كل الأسباب فلا رحم ينفعه ولا مودة إذ تنقلب مع الكفر عداوة ، ولا عهد ينفعه ولا ميثاق ، ولا منزلة ولا مكانة بين الناس ، إذ كلها تنقلب إلى تبرؤ ومعاداة ...
وتنقطع به أعماله التي ظن أنه محسن بها فكان حاله كما قال تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
وتنقطع به كل وسائل النجاة من الفدية والشفاعة والاعتذار والاعتراف ... فكل الحيل بهم منقطعة ... ولا شيء ينجيهم من عذاب الله ... والعياذ بالله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 رجب 1439هـ/26-03-2018م, 01:28 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي



المجموعة الثالثة


1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.

حكى الله لنا في الآية السابقة على هذه الآية ؛ موقف أولئك المتبوعين من الرؤساء والشياطين والجن وغيرهم ممن كانوا يعبدونهم ويتبعونهم في معصية الله والكفر به ، وأنهم تبرؤوا منهم وتقطعت بينهم كل السبل والأواصل والأرحام وغيرها مما كان يربطهم ويجمع بينهم وذلك حين رأووا العذاب عيانا ، ثم هنا ذكر لنا ردة فعل التابعين حيال موقف متبوعيهم فقال :

وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا : أي وقال الأتباع للذين كانوا اتخذوهم أندادا من دون الله يطيعونهم في معصية الله، ويعصون ربهم في طاعتهم، إذ يرون عذاب الله في الآخرة لو كان لنا رجعة وعودة وردّة لهذه الدنيا مرة أخرى لآمنا ووحّدنا ولعبدنا ربنا ولعملنا صالحا وما كنا اتبعنا هؤلاء الذين أضلونا ، وهم قطعا كاذبون في دعواهم تلك ، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه كما أخبرنا الله بذلك .

كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ : الإشارة بــ " ذلك" إلى حالهم وقت ما تمنوا رجوعهم للدنيا .

يُرِيهِمُ الله : يحتمل أن يكون المراد بها الرؤيا البصرية أو رؤية القلب أو الاثنان معا ، فيريهم الله بأبصارهم وقلوبهم لزيادة العذاب وشدته .

أَعْمَالَهُمْ :- أعمالهم الحسنة التي عملوها في الدنيا ولم يؤجروا عليها لكفرهم ، حيث لا يقبل من العمل إلا ممن كان مؤمنا ، كما قال تعالى : {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا} وقال تعالى :{والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظّمآن ماءً} ولهذا قال تعالى بعدها : {وما هم بخارجين من النّار}

  • وكذلك الأعمال الصالحة التي أمروا بها من الإيمان والتوحيد والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم تركوها ففاتتهم الجنة بسبب ذلك .
  • وكذلك يريهم أعمالهم السيئة التي ارتكبوها واستحقوا عليها العذاب ووجبت لهم بسببها النار .

  • وأضيفت إليهم الأعمال التي عملوها لأنها من عملهم أما التي لم يعملوها فلأنهم كانوا مأمورين بها


حَسَرَاتٍ : والحسرة أعلى درجات الندامة ، وهي مشتقة من الحسير الذي انقطع وذهبت قوته ، وقيل هي من حسر إذا كشف ويشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يحسر الفرات عن جبل من ذهب») فيتحسر الكافر ويتندّم ويغتمّ على ما ذهب واضمحل من الأعمال التي عملها ولم يثاب عليها ، ويتحسر على ما فاته من نعيم الجنة ، وما أصابه من عذاب النار ثم قال تعالى بعدها :

وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ : أي وما هؤلاء الكفار النتندمون المتحسورن بخارجين من النار إذ لا ينفع الندم حين يعاينون العذاب ، فلا نفعهم ندمهم ولا أنقذهم تبرئهم ؛ لكنهم فيها مخلدون ، وفي الآية دليل على خلود الكافر في النار إذ لم يرد في الآية أي استثناء من البقاء المؤبد .


2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
اسم الإشارة : عائد على من كفر بالله واستمر على ذلك حتى الممات .

واللعنة : الإبعاد عن الله ورحمته .

والملائكة : أي ولعنة الملائكة
وقرأ الجمهور" الملائكة" بالخفض وقرأها الحسن بالرفع على تأويل: أولئك جزاؤهم أن لعنهم اللّه , والملائكة، فعطف الملائكة على موضع إعراب لله في التأويل.... ذكره الزجاج وبنحوه ال ابن عطية .
وذكر الزجاج أن ذلك جيد في العربية ؛ ولكنه كرهها لأنها قراءة شاذة مخالفة للرواية ، وأن المعول عليه في القراءات ما ثبت بالرواية إذ لا يكفي موافقته لوجه العربية .

والناس أجمعين : اختلف العلماء في المراد بالناس أجمعين على أقوال :
الأول : المؤمنون خاصة … أورده ابن عطية عن قتادة والربيع .
الثاني : أن الآية على ظاهرها وأن المراد الناس جميعا بما فيهم أشياعهم وأهل دينهم ولكن أشياعهم وأهل ديانتهم يلعنونهم في الآخرة … حاصل ما ذكره الزجاج وما ذكره ابن عطية عن أبو العالية .
وقد ذكر ابن عطية توجيها آخر لهذا القول وهو أن الكفرة يقولون في الدنيا: لعن الله الكافرين، فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون .

أما في جواز لعن الكفار فقد ذكر فيها ابن كثير ما يلي :
  • أنه لا خلاف في جواز لعن الكفار غير المعينين مستدلا بما ورد عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، وعمن بعده من الأئمّة، أنهم كانوا يلعنون الكفرة في القنوت وغيره .


  • أما الكافر المعين فقد نقل قولين لأهل العلم :
الأول : أنّه لا يلعن لأنّا لا ندري بما يختم له، ونقل استدلالهم بهذه الآية: {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين} ولم يعزُ ابن كثير هذا القول .
الثاني :أنه يجوز لعن الكافر المعيّن. نقله عن بن العربيّ المالكيّ، ونقل أنه احتجّ بحديثٍ فيه ضعفٌ،وذكر استدلال غيره بقوله، عليه السّلام، في صحيح البخاريّ في قصّة الذي كان يؤتى به سكران فيحدّه، فقال رجلٌ: لعنه اللّه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تلعنه فإنّه يحبّ اللّه ورسوله»
قال ابن كثير : قالوا: فعلّة المنع من لعنه؛ بأنّه يحبّ اللّه ورسوله فدلّ على أنّ من لا يحبّ اللّه ورسوله يلعن، واللّه أعلم)اهـ

ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
اختلف المفسرين في معنى "ما" على قولين :
القول الأول : أنها تعجبية للإخبار … ذكره ابن عطية عن قتادة والحسن وابن جبير والربيع وذكره ابن كثير وذكر بنحوه الزجاج.

وذكر على هذا القول معنيين للأية :
الأول : أي هم أهل لأن تعجبوا منهم في الدنيا ، فما أصبرهم وأجرأهم على عمل يؤدي إلى النار ، لأن هؤلاء كانوا علماء بأن من عاند النبي صلى الله عليه وسلم صار إلى النار ومع ذلك عملوا عمل من وطن نفسه عليه .حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية ، واستشهد له ابن عطية بنظيره في قوله: {قتل الإنسان ما أكفره}وقال أنه قول جمهور المفسرين وأنه الأظهر .
الثاني :يخبر تعالى أنهم في عذاب شديد عظيمٍ هائلٍ، يتعجّب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك، مع شدّة ما هم فيه من العذاب، والنّكال، والأغلال …. ذكره ابن كثير .

القول الثاني : «ما» استفهامية …ذكره ابن عطية عن معمر بن المثنى وابن المبرد ، كما ذكر بنحوه الزجاج .

ومعنى الاستفهام يختلف حسب معنى " أصبرهم"
  • فعلى القول بأن معنى أصبرهم في اللغة أمرهم بالصبر، أو جعلهم ذوي صبر ؛
و يكون معنى أي شيء أصبرهم على النار، فالاستفهام للتوبيخ والتهديد .
  • أما على القول بأن لفظة «أصبر» بمعنى اضطر وحبس، كما تقول أصبرت زيدا على القتل ، فيكون الاستفهام للتقرير … ذكره ابن عطية عن المبرد واستشهد بنهي النبي عليه السلام أن يصبر الروح، قال: ومثله قول الشاعر:
قلت لها أصبرها دائبا ....... أمثال بسطام بن قيس قليل
وردّ ابن عطية قول المبرد «الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء»،وأنه لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر وإنما البيت أصبرها بفتح الهمزة وضم الباء ماضيه صبر، ومنه المصبورة، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى اجعلها ذات صبر).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 رجب 1439هـ/28-03-2018م, 10:22 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
المجموعة الأولى :
كمال بناوي: أ+
أحسنت، وتميزت ، بارك الله فيك ونفع بك.

المجموعة الثانية:
هناء محمد علي: أ+
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

المجموعة الثالثة:

ماهر القسي: أ
أحسنت، بارك الله فيك.
س1: يحسن التقدمة للتفسير بمقدمة مناسبة تبين علاقة الآية بما قبلها، ليتبين مرجع الضمائر في العبارة الأولى من تفسير.
- بالنسبة للأعمال فاختُلف فيها فمن قال هي الأعمال الصالحة فالمراد الأعمال التي تركوها ونُسبت إليهم من حيث كانوا مأمورين بها، ومن قال بأنه الأعمال الفاسدة فالمراد التي فعلوها.
س2: ب: وعلى القول بأنها للاستفهام أيضًا ؛ فالمعنى قد يكون في الدنيا بعمل ما يؤدي بهم إلى النار، وقد يكون في الآخرة، كما ذكرت في معنى التعجب.
ملحوظة: لا يلزمك أداء هذه المجالس، لأنك أديتها قبل ذلك، لكن تعدل لك الدرجة بإذن الله، فتثبت الأعلى منها.


حنان علي محمود: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

نفع الله بي وبكم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 رجب 1439هـ/9-04-2018م, 03:41 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّرقول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.


يخبر الله تعالى عن المحرمات من المطعومات التي حرمها على عباده و صدر الآية ب "إنما" الدالة على الحصر إشارة إلى قلة المحرمات مقابل كثرة الطيبات التي أحلها الله عزوجل لعباده قال تعالى "{ إنما } كافة ومكفوفة "ما" كفت عمل "إن" وأفادت الحصر
"حرم "الفاعل هو الله عزوجل .إذ التحليل والتحريم من الأفعال الخاصة به سبحانه تعالى إذ هو صاحب الربوبية التشريعية..فالله عزوجل حرم عليكم أيها الناس من المطعومات

" الميتة"
والميتة المحرمة : ما مات حتف أنفه دون ذكاة شرعية مما له نفس سائلة.. وقرأت الميتة بالتخفيف والتشديد وقيل هما لغات و قيل في الفرق بينهما أن من مات يطلق عليه الميتة بالتخفيف والتشديد و من لم يمت لا يصح الإطلاق عليه ميت بالتخفيف
والميتة لفظ عام خص بميتة البحر و ميتة الجراد لا يدخلان في التحريم؛ كما جاء في الحديث لما سئل عن ماء البحر قال { الطهور ماؤه الحل ميتته }
وفى الحديث { أحل لنا دمان وميتان الكبد والطحال و الجراد و السمك:{
والدم وقيد بالدم المسفوح في سورة الأنعام كما قال تعالى :{ والدم المسفوح}
حتى يخرج الدم الذي خالط العظم وعروق فهذا لابأس به ليس محرما..فالذي حرم هو الدم السائل ..ولفظ الدم عام وقد خص كما سبق ذكره بالكبد والطحال
وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ..ومما حرم أكله أيضا لحم الخنزير و نص على اللحم لدلالة على التحريم سواء كان ذكي أم لا؟..و شحمه داخل في التحريم إما تغليبا أو قياسا أو أن لفظ اللحم يدخل فيه الشحم
وما أهل به لغير الله أي ما ذبح لغير الله عزوجل من الأصنام والأزلام .وقيل : المعنى ما ذكر عليه غير اسم الله...بل المعنى أعم..فيدخل فيه النية والقصد
و الإهلال وهو رفع الصوت..لهذا يقال استهلال المولود أي يرفع صوته بالبكاء عند الولادة
وكذا يقال الإهلال بالحج ..وهو رفع الصوت بالتلبية
وكانوا في الجاهلية يرفعون أصواتهم عند الذبائح بذكر المذبوح له
فكان كل ذبيحة ذبحت لغير الله عزوجل قصدا ونية فيحرم أكلها لهذا كانت ذبائح المشركين محرمة وذبائح أهل الكتاب غير محرمة
بعدما بين الله المحرمات بينه سبحانه رحمته بعابده ولطفه بهم ذلك أنه مع قلة المحرمات فهو سبحانه أباحها لمن كان مضطرا فقال{ فَمَنُ اَضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ َ}
- } معناه : من كان مضطرا ، ولا يكون موصوفا بصفة البغي ، ولا بصفة العدوان البتة
{فَمَنِ اضْطُر؛} أي من لحقته الضرورة فلم يجد من يسد رمقه وخشي على نفسه الهلاك وصور ذلك متنوعة ..كمن كان في مفازة و لم يجد ما يأكل أو كان على سفر وانقطع به السبيل ونفذ زاده أو كمن أصابته جائحة أو كان مكرها على الأكل أو تزهق نفسه وغير ذلك
فهؤلاء أباح الله عزوجل لهم الأكل من هذه المحرمات بشرط أن لا يكون باغية ولا معتد في أكله أي لا يقصد إلى المحرمات دون ضرورة أو يأكل بشهوة و يستلذ بها ولا يكون متعديا في أكله فيأكل حتى يشبع و يتجاوز قد الرخصة التي حددت له وهو سد رمقه و الحفاظ على نفسه من الهلاك..وقيل أن غير باغ ولا عاد ليس متعلق بالأكل بل بالاضطرار أي لا يكون في سفره الذي اضطره إلى أكل الميتة باغ فيه أي قصد الفساد فيه كالخروج على الحاكم و الاعتداء على الناس بالنصب و السرقة وقطع الطريق فالرخصة ليست له لأن فيه إعانة له على المعصية .
فمن أكل من الميتة بقدر الضرورة فلا يكون عليه إثم ولا يحاسب على ذلك لأن الله قد غفر ذلك و قد رحم عباده حيث شرع لهم ما به يحافظون على أنفسهم من الهلاك وهو الأكل من الحرمات.


2: حرّر القولفي كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.

هذا مثل ضربه الله عزوجل لبيان حال الكفار و في معناه قولان:
1- مثل الكافر في قلة فهمه لما يتلى عليه من عند الله عز وجل وما يدعى إليه ويوعظ به ، مثل البهيمة التي تسمع الصوت إذا نعق بها ، ولا تعقل ما يقال لها . ..فهم في عدم استجابتهم إلى الداعي الذي يدعوهم إلى الهدى وعبادة الله عزوجل ونبذ الشرك والكفر كحال الغنم المنعوق بها و التي صاح بها راعيها فهي لا تفقه من كلامه شيئا ...فهؤلاء الكفار ضربوا دعوة الداعي عرض الحائط واستمروا في شركهم وعبادة الأوثان والآلهة لهذا وصفهم بكونهم صم بكم عمى لعدم انتفاعهم بحواسهم فهم مثل من ليس له حواس
كما قال تعالى "{ إنهم إلا كالأنعام بل هم أضل }

قال مجاهد : " هذا مثل ضربه الله تعالى للكافر يسمع/ما يقال له ، ولا يعقل ، كمثل البهيمة تسمع النهيق ولا تعقل
وخص الزجاج الداعي إلى الهدى محمد صلى الله عليه وسلم
2- وقيل : المعنى : مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم و معبوداتهم وهي لا تفهم عنهم ، كمثل الناعق بالغنم ينعق بما لا يفهم عنه قوله . فكما لا ينتفع الناعق بالغنم بأن تفهم عنه ، كذلك الكافر مع آلهتهلا تسمع ولا تفقه عليه شيء ؛بل لا تسمع دعوة أولائك المشركين فضلا أن تقدر على الاستجابة لها
وهو كما قال تعالى { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كان لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين .""}
الراجح
كلا المعنيين تحتملهما الآية ولاتعارض بينهما وقد جاء في القران ما يدل عليهما


ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.


الأَسْبَابُ ...جمع سبب و هي الأَوْصالُ التي كانتْ بينهم في الدنيا .
عن مجاهد :
وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : تواصُلهم في الدنيا . رواه بن جرير
وقيل في المراد بها:
-- - الأرحام .. ذكره ابن عطية عن ابن عباس
وقال ابن عباس : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : الأرحام . رواه بن جرير
-
- العهود ... ذكره ابن عطية عن مجاهد
-
- المودة ... ذكره ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد

عن مجاهد : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : المودّة . رواه بن جرير
--
المنازل التي كانت لهم في الدنيا بين الناس ... ذكره ابن عطية
عن ابن عباس : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ يقول : تقطعت بهم المنازل . رواه بن جرير
-- الأعمال ... ذكره ابن عطية عن ابن زيد والسدي

قال ابن زيد في قوله : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : أسباب أعمالهم ، فأهل التقوى أعطوا أسباب أعمالهم وثيقة فيأخذون بها فينجون ، والاَخرون أعطوا أسباب أعمالهم الخبيثة فتقطع بهم فيذهبون في النار رواه بن جرير
-الحيل ووسائل النجاة والخلاص مما هم فيه ... ذكره ابن كثير .



والمعاني كلها صحيحة مقبولة لا تعارض بينها ذلك أن الكافر يوم القيام لا يجد له ما يتمسك به للخلاص والنجاة من عذاب الله ولا من ينصره ....فلا دافعت عنه أرحامه فنصرته من انتقام الله.. كما قال تعالى :
{ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ؛ وكقوله : ( يوم يفر المرء من أخيه ). وقال تعالى { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } ؛ ولا نفعته الخلة بل انقلبت فصارت عداوة كما قال تعالى: ( الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إلاّ المُتّقِين )
ويتبرأ بعضهم من بعض كما قال تعالى :{ثمّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضا ) .
ولا أغنت عنه أعماله بل صارت عليهم حسرات ،كما قال تعالى :{ وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } . وقوله { الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }
فكل أسباب الكفار منقطعة .ولا يجد ما ينصره
قال تعالى ذكره : ( وَقِفُوهُمْ إنّهُمْ مَسْئُولُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرون؛}.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 شعبان 1439هـ/16-04-2018م, 08:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1: فسّرقول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.


يخبر الله تعالى عن المحرمات من المطعومات التي حرمها على عباده و صدر الآية ب "إنما" الدالة على الحصر إشارة إلى قلة المحرمات مقابل كثرة الطيبات التي أحلها الله عزوجل لعباده قال تعالى "{ إنما } كافة ومكفوفة "ما" كفت عمل "إن" وأفادت الحصر
"حرم "الفاعل هو الله عزوجل .إذ التحليل والتحريم من الأفعال الخاصة به سبحانه تعالى إذ هو صاحب الربوبية التشريعية..فالله عزوجل حرم عليكم أيها الناس من المطعومات

" الميتة"
والميتة المحرمة : ما مات حتف أنفه دون ذكاة شرعية مما له نفس سائلة.. وقرأت الميتة بالتخفيف والتشديد وقيل هما لغات و قيل في الفرق بينهما أن من مات يطلق عليه الميتة بالتخفيف والتشديد و من لم يمت لا يصح الإطلاق عليه ميت بالتخفيف
والميتة لفظ عام خص بميتة البحر و ميتة الجراد لا يدخلان في التحريم؛ كما جاء في الحديث لما سئل عن ماء البحر قال { الطهور ماؤه الحل ميتته }
وفى الحديث { أحل لنا دمان وميتان الكبد والطحال و الجراد و السمك:{
والدم وقيد بالدم المسفوح في سورة الأنعام كما قال تعالى :{ والدم المسفوح}
حتى يخرج الدم الذي خالط العظم وعروق فهذا لابأس به ليس محرما..فالذي حرم هو الدم السائل ..ولفظ الدم عام وقد خص كما سبق ذكره بالكبد والطحال
وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ..ومما حرم أكله أيضا لحم الخنزير و نص على اللحم لدلالة على التحريم سواء كان ذكي أم لا؟..و شحمه داخل في التحريم إما تغليبا أو قياسا أو أن لفظ اللحم يدخل فيه الشحم
وما أهل به لغير الله أي ما ذبح لغير الله عزوجل من الأصنام والأزلام .وقيل : المعنى ما ذكر عليه غير اسم الله...بل المعنى أعم..فيدخل فيه النية والقصد
و الإهلال وهو رفع الصوت..لهذا يقال استهلال المولود أي يرفع صوته بالبكاء عند الولادة
وكذا يقال الإهلال بالحج ..وهو رفع الصوت بالتلبية
وكانوا في الجاهلية يرفعون أصواتهم عند الذبائح بذكر المذبوح له
فكان كل ذبيحة ذبحت لغير الله عزوجل قصدا ونية فيحرم أكلها لهذا كانت ذبائح المشركين محرمة وذبائح أهل الكتاب غير محرمة
بعدما بين الله المحرمات بينه سبحانه رحمته بعابده ولطفه بهم ذلك أنه مع قلة المحرمات فهو سبحانه أباحها لمن كان مضطرا فقال{ فَمَنُ اَضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ َ}
- } معناه : من كان مضطرا ، ولا يكون موصوفا بصفة البغي ، ولا بصفة العدوان البتة
{فَمَنِ اضْطُر؛} أي من لحقته الضرورة فلم يجد من يسد رمقه وخشي على نفسه الهلاك وصور ذلك متنوعة ..كمن كان في مفازة و لم يجد ما يأكل أو كان على سفر وانقطع به السبيل ونفذ زاده أو كمن أصابته جائحة أو كان مكرها على الأكل أو تزهق نفسه وغير ذلك
فهؤلاء أباح الله عزوجل لهم الأكل من هذه المحرمات بشرط أن لا يكون باغية ولا معتد في أكله أي لا يقصد إلى المحرمات دون ضرورة أو يأكل بشهوة و يستلذ بها ولا يكون متعديا في أكله فيأكل حتى يشبع و يتجاوز قد الرخصة التي حددت له وهو سد رمقه و الحفاظ على نفسه من الهلاك..وقيل أن غير باغ ولا عاد ليس متعلق بالأكل بل بالاضطرار أي لا يكون في سفره الذي اضطره إلى أكل الميتة باغ فيه أي قصد الفساد فيه كالخروج على الحاكم و الاعتداء على الناس بالنصب و السرقة وقطع الطريق فالرخصة ليست له لأن فيه إعانة له على المعصية .
فمن أكل من الميتة بقدر الضرورة فلا يكون عليه إثم ولا يحاسب على ذلك لأن الله قد غفر ذلك و قد رحم عباده حيث شرع لهم ما به يحافظون على أنفسهم من الهلاك وهو الأكل من الحرمات.


2: حرّر القولفي كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.

هذا مثل ضربه الله عزوجل لبيان حال الكفار و في معناه قولان:
1- مثل الكافر في قلة فهمه لما يتلى عليه من عند الله عز وجل وما يدعى إليه ويوعظ به ، مثل البهيمة التي تسمع الصوت إذا نعق بها ، ولا تعقل ما يقال لها . ..فهم في عدم استجابتهم إلى الداعي الذي يدعوهم إلى الهدى وعبادة الله عزوجل ونبذ الشرك والكفر كحال الغنم المنعوق بها و التي صاح بها راعيها فهي لا تفقه من كلامه شيئا ...فهؤلاء الكفار ضربوا دعوة الداعي عرض الحائط واستمروا في شركهم وعبادة الأوثان والآلهة لهذا وصفهم بكونهم صم بكم عمى لعدم انتفاعهم بحواسهم فهم مثل من ليس له حواس
كما قال تعالى "{ إنهم إلا كالأنعام بل هم أضل }

قال مجاهد : " هذا مثل ضربه الله تعالى للكافر يسمع/ما يقال له ، ولا يعقل ، كمثل البهيمة تسمع النهيق ولا تعقل
وخص الزجاج الداعي إلى الهدى محمد صلى الله عليه وسلم
2- وقيل : المعنى : مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم و معبوداتهم وهي لا تفهم عنهم ، كمثل الناعق بالغنم ينعق بما لا يفهم عنه قوله . فكما لا ينتفع الناعق بالغنم بأن تفهم عنه ، كذلك الكافر مع آلهتهلا تسمع ولا تفقه عليه شيء ؛بل لا تسمع دعوة أولائك المشركين فضلا أن تقدر على الاستجابة لها
وهو كما قال تعالى { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كان لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين .""}
الراجح
كلا المعنيين تحتملهما الآية ولاتعارض بينهما وقد جاء في القران ما يدل عليهما


ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.


الأَسْبَابُ ...جمع سبب و هي الأَوْصالُ التي كانتْ بينهم في الدنيا .
عن مجاهد :
وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : تواصُلهم في الدنيا . رواه بن جرير
وقيل في المراد بها:
-- - الأرحام .. ذكره ابن عطية عن ابن عباس
وقال ابن عباس : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : الأرحام . رواه بن جرير
-
- العهود ... ذكره ابن عطية عن مجاهد
-
- المودة ... ذكره ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد

عن مجاهد : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : المودّة . رواه بن جرير
--
المنازل التي كانت لهم في الدنيا بين الناس ... ذكره ابن عطية
عن ابن عباس : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ يقول : تقطعت بهم المنازل . رواه بن جرير
-- الأعمال ... ذكره ابن عطية عن ابن زيد والسدي

قال ابن زيد في قوله : وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ قال : أسباب أعمالهم ، فأهل التقوى أعطوا أسباب أعمالهم وثيقة فيأخذون بها فينجون ، والاَخرون أعطوا أسباب أعمالهم الخبيثة فتقطع بهم فيذهبون في النار رواه بن جرير
-الحيل ووسائل النجاة والخلاص مما هم فيه ... ذكره ابن كثير .



والمعاني كلها صحيحة مقبولة لا تعارض بينها ذلك أن الكافر يوم القيام لا يجد له ما يتمسك به للخلاص والنجاة من عذاب الله ولا من ينصره ....فلا دافعت عنه أرحامه فنصرته من انتقام الله.. كما قال تعالى :
{ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ؛ وكقوله : ( يوم يفر المرء من أخيه ). وقال تعالى { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } ؛ ولا نفعته الخلة بل انقلبت فصارت عداوة كما قال تعالى: ( الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إلاّ المُتّقِين )
ويتبرأ بعضهم من بعض كما قال تعالى :{ثمّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضا ) .
ولا أغنت عنه أعماله بل صارت عليهم حسرات ،كما قال تعالى :{ وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } . وقوله { الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }
فكل أسباب الكفار منقطعة .ولا يجد ما ينصره
قال تعالى ذكره : ( وَقِفُوهُمْ إنّهُمْ مَسْئُولُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرون؛}.

التقويم : أ
- خُصمت نصف درجة للتأخير.
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir