بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الخامسة
س1: عرف الطاغوت.
قال ابن القيم – رحمه الله – في معنى الطاغوت :
(ومَعْنَى الطَّاغُوتِ: مَا تَجَاوَزَ بِهِ العَبْدُ حَدَّهُ، مِنْ مَعْبُودٍ، أَوْ مَتْبُوعٍ، أَوْ مُطَاعٍ).
وقال في شرحه: (فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله؛ فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى الطاغوت ومتابعته، وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معا).
· الطاغوت:فَعَلُوتٌ من الطغيان، أصله طَغَوُوت, كما يقال: مَلَكوت، وجبروت, وهذا البناء تستعمله العرب للمبالغة الكبيرة التي لا أبلغ منها.
· والطغيان هو: مجاوزة الحد، يقال: رجل طاغٍ، إذا جاوز حدَّه، وأسرف في الظلم.
· ويقال: رجل طاغية، على سبيل المبالغة، وصفاً لعظيم ظلمه وطغيانه ومجاوزته للحد،
ويقال: طاغوت، على سبيل المبالغة العظيمة أي أنه بلغ الغاية في الطغيان.
· ويطلق لفظ الطاغوت على الواحد والجماعة، وعلى المذكر والمؤنث .
وقد ورد الطاغوت في نصوص الكتاب والسنة ، وأكثر مايطلق لفظه في النصوص على
مايُعبد من دون الله.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾[الزمر: 17].
وقد نقل عن السلف عبارات عن معنى الطاغوت مما لا يخالف هذا المعنى ولكن لبيان أصله أو بعض أنواعه ،
- فروي عن عمر بن الخطاب ومجاهد والشعبي: أن الطاغوت هو الشيطان.
- وروي عن محمد بن سيرين أن الطاغوت هو الساحر، وهي إحدى الروايتين عن أبي العالية الرياحي، وهذا بيان لنوع من أنواع الطواغيت.
- وروي عن سعيد بن جبير أن الطاغوت هو الكاهن، وهي الرواية الأخرى عن أبي العالية الرياحي، وهذا بيان لنوع من أنواع الطواغيت.
· قال ابن جرير: (والصواب من القول عندي في"الطاغوت"، أنه كل ذي طغيان على الله، فعُبِدَ من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، وإنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء)ا.هـ.
*وقال بعض أهل العلم: الطاغوت هو كلُّ رأس في الضلالة.
*ويجمع هذا كله: أن الطاغوت كل مُعظَّمٍ أو متعظِّم بالباطل يُطغى بسببه.
س2: بين أصناف الناس في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
أصناف الناس في محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – على ثلاثة أقسام :
*القسم الأول : الجفاة المقصرون في محبة النبي – صلى الله عليه وسلم- ، وهم على درجتين ،كفار وعصاة :
- الكفار هم الذين يبغضون الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو يبغضون بعض ماجاء به من شريعة الإسلام .
واما العصاة ، فهم الذين خالفوا الرسول – صلى الله عليه وسلم- فيما أمر به أو نهى عنه ، وقد قال الله تعالى:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
*القسم الثاني : الذين غلوا في دعوى محبة النبي – صلى الله عليه وسلم- وهم على درجتين : مشركون ومبتدعة :
- المشركون هم الذين غلوا في تعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – فألهوه وصرفوا له بعض أنواع العبادات من الدعاء والاستغاثة والنذر وطلب المدد وغيرها من العبادات.
- المبتدعة هم الذين غلوا في مدحه والثناء عليه فتجاوزوا الحد في ذلك،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله ) رواه البخاري من حديث عمر بن الخطاب ، ومن مظاهر غلوهم مايفعله الصوفية من بدعة الاحتفال بالمولد النبوي .
*القسم الثالث : المهتدون الموفقون لاتباع هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه والتابعين لهم بإحسان بلا غلو ولا تفريط، وهؤلاء هم الناجون والسعداء في الدارين .
- س3: ذكر ابن قدامة أقسام الناس في الهجرة . عددها باختصار.
*القسم الأول : من تجب عليه الهجرة ، وهو القادر على الهجرة ،لعدم تمكنه من إظهار دينه
في بلد الكفر.
*القسم الثاني : من لا هجرة عليه ، وهو العاجز عن الهجرة ،إما لمرضه أو إكراه على الإقامة ، أو لضعفه كالنساء والولدان ،فهذا لا هجرة عليه.
*القسم الثالث: من تستحب له ، ولا تجب عليه، وهو القادر على الهجرة لكنه يتمكن من إظهار دينه في بلد الكفر .
س4: ما هي ثمرات الإيمان بالبعث والحساب والجزاء على المؤمن؟*
إن الإيمان بالبعث والجزاء والحساب له آثارعظيمة على المؤمن في عبادته لله وفي معاملته لخلق الله ، فمن علم أن مايعمله من أعمال في هذه الدنيا أنه محاسب عليها ومجاز بها ، إن خير فخير ، وإن شر فشر، فحري بالعبد الناصح لنفسه أن يجتهد في فعل الطاعات ، واجتناب السيئات ، فيحسن في عبادته لله ويحسن في معاملته للناس، ويجتنب الظلم لنفسه ولعباد الله ، رجاء الثواب من الديان،و مخافة العقاب في ذلك يوم .
س5: اشرح قول المصنف :(نُبِّئَ بِإقْرَا، وَأُرْسِلَ بِالمُدَّثِّرِ).*
معنى قول المصنف :(نُبِّئَ بِإقْرَا، وَأُرْسِلَ بِالمُدَّثِّرِ)،أي : كان مبدأ نبوته عليه السلام لما نزل عليه وهو في غار حراء، أول سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}.
ثم فتر الوحي بعد ذلك ، وكان أول مانزل بعد فترة الوحي هو صدر سورة المدثر ،وبهذا حصل الإرسال إلى الناس، وبالأول حصلت النبوة.كما قال بن كثير- رحمه الله -.