بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة :
س1: ما معنى الحدود في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وحدّ حدودًا فلا تعتدوها " ؟
الحد في اللغة المنع،
أما
إصطلاحاً فقد قيل:
الحدود المراد بها الواجبات والمحرمات؛ إذ أن المحرمات حدود لا تقرب، والواجبات حدود لا تتعدى.
وهناك من قال المراد بها العقوبات الشرعية
[كعقوبة...] كالخمر، والزنا، وما أشبه ذلك ولعل المعنى الأول الأقرب للصواب.
س2: ما الحكمة من الأمر بالسمع والطاعة للأمير بعد الأمر بتقوى الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة .." الحديث ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة."
فقد أمر صلى الله عليه وسلم بطاعة ولي الأمر وهم الولاة على الناس من الأمراء والحكام والمفتين.
فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم طاعة لله تبارك وتعالى ورغبة في ما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله جل في علاه، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
[ونذكر الأدلة على ذلك]
س3: ما وجه كون الزهد فيما بين أيدي الناس سبب في محبة الناس ؟
الزهد هو الاعراض عن الشيء ا
حتقاراً له.
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزهد فيما عند الناس أي
اعرض عما في أيديهم من الدنيا فيحبك الناس لأنهم
منهمكون على محبتها، فمن زاحمهم عليها أبغضوه، ومن زهد فيها وتركها لهم أحبوه.
وقال الحسن البصري رحمه الله "لا تزال كريماً على الناس، ولا يزال الناس يكرمونك ما لم
تعاط ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك، وكرهوا حديثك، وأبغضوك.
فلا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان :
- العفة عما في أيدي الناس.
- التجاوز عما يكون منهم حتى قيل لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية ؟ فقالوا الحسن. قيل، بم سادهم ؟ قالوا : احتاج الناس لعلمه، واستغنى هو عن دنياهم.
س4: ما هي مراتب إنكار المنكر ؟
المنكر لغة هو ضد المعروف
أما
إصطلاحاً ف
هوالزجر عما لا يلائم في الشريعة، وقيل المنع عن الشر، وقيل هو النهي عما تميل إليه النفس والشهوة.
وينبغي للقائم بهذا الواجب الشرعي التعرف على نسبة المصلحة والمفسدة المترتبة على تغييرها قبل الإقدام عليها. فانكار المنكر أربع درجات:
- أن يزول المنكر ويخلفه ضده.
- أن يقل المنكر وإن لم يزل بجملته.
- أن يخلفه ما هو مثله.
- أن يخلفه ما هو شر منه.
[مراتب إنكار المنكر: باليد، اللسان، القلب]
أما الدرجةً الأوليان مشروعان، والثالثة موضع اجتهاد، والرابعة محرمة.
س5: كيف يكون كف اللسان ملاك أمر المسلم كله ؟
إن اللسان وسيلة لتحصيل العذاب أو الرحمة، حيث
أمارة الله عز وجل بحفظ اللسان، أسرع الأعضاء حركة وأنشطها، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ". فكل ما خرج منه يُكتب ويُرصد، ويُحفظ ويُجمع؛ لينشر يوم الدين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وقال عليه الصلاة والسلام: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "، وفي حديث معاذ المشهور قال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوصاه: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله، كف هذا" وأشار إلى لسانه، قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" وهذا يدل على اهتمام الشارع بحفظ هذا العضو.