دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 محرم 1439هـ/28-09-2017م, 11:21 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة من الآية 87 إلى الآية 100

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
4: دليلا على صدق النبوة.


المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.

- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ= 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب= 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج= 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ= أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.

_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 محرم 1439هـ/30-09-2017م, 03:46 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

1- يؤمن المؤمن بجميع الرسل الذين أرسلهم الله ، فيؤمن إيمانا مفصلا بمن ذكره الله باسمه وفصل له أخباره ، ويؤمن مجملا بمن لم يسمهم الله ولم يبين أخبارهم ولكن ذكر إرسالهم ... فإيمانه بالرسل ركن من أركان الإيمان ...
قال تعالى ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ) فبين أنه أرسل موسى وعيسى وبينهما رسل كثر ، منهم من قص علينا أخبارهم ومنهم من لم نعرف أسماءهم وأخبارهم ... ونحن نؤمن بهم جميعا كما أمرنا الله تعالى عنهم .

2- يحرص المؤمن على الإيمان والعمل بما جاء في القرآن ولا يكون كبني إسرائيل إذ جاءتهم التوراة فحرفوها وغيروها ولم يعملوا بما فيها فاستحقوا غضب الله ... دل عليها مفهوم الآية كلها ...

3- يحذر المؤمن من اتباع هواه ، وإيثار هوى نفسه ودنياه على آخرته ، فيسخط الله باتباع هواه ،.. فكذلك فعل بنو إسرائيل إذ قتلوا رسلهم وكذبوهم لأنهم جاؤوا بما يخالف هواهم ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ )

4- يحرص المؤمن على البعد عن الكبر والغرور ، فإنه من أعظم ما يورد المرء في المهالك ... فقد كانت معصية إبليس بسبب الكبر ، وكان عناد بني إسرائيل وكفرهم كبرا وعنادا ... ذلك أن المتكبر لا يرى الحق ، ويدفعه كبره إلى رفض سماعه أو التواضع له ... ولذلك ذم الله ذلك في بني إسرائيل إذ استكبرواعن الحق فقتلوا وكذبوا ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ )

5- يعلم المؤمن أنه أينما كان مؤيد بتأييد الله ونصره ، ويعلم الداعية أن الله الذي أيد رسله بالمعجزات البينات ، وأيدهم بالملائكة تنافح وتدافع عنهم حتى يبلغوا رسالات ربهم يؤيده بالتثبيت والتأييد ما دام داعيا إلى الله وإلى دينه ذابا عنه كل نقيصة ... ( وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ )

6- يتأدب المؤمن مع أنبياء الله فهم سفراء إلى البشرية ورسل الله إليهم ، وإذا كان من أدب الملوك أن الرسل لا تقتل فإن الأولى أن يتأدب بهذا الأدب مع رسل ملك الملوك ،.. فيحفظ المؤمن لرسل الله كلهم قدرهم ويوقروهم ولا يؤذونهم بالكلمة أو الحركة أو الفعل ، فلا يكونوا كبني إسرائيل الذين جاءتهم رسلهم فأساؤوا لهم أبلغ الإساءة ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون )

المجموعة الثانية:

1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ
يذكر الله تعالى بني إسرائيل بالميثاق والعهد الذي أخذ عليهم بالإيمان به وحده واتباع رسله والعمل بما أنزل إليهم من أحكام التوراة وشرائعها فرفضوا وعتوا وخالفوا

- وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ
فرفع الله عليهم الطور وهوالجبل ، فلما رأوه فوق رؤوسهم وأمرهم الله بالأخذ بما أنزل إليهم وإلا أوقع عليهم الطور كما قال تعالى ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنهم ظلة خذوا ما آتيناكم بقوة ) ... فعلوا وأعطوا على ذلك الميثاق أن لا يخالفوا ...

- خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ
فأعطوا الله الميثاق على أن يأخذوا التوراة بقوة أي بجد وصدق وعزيمة ويعملوا بما فيها فلا يخالفوها ويخلصوا لله في ذلك ...

- وَاسْمَعُوا
أي أطيعوا ما أمرتم به ولا تخالفوا ...

- قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا
فما كان منهم بعد أخذ الميثاق وإعطائهم العهد على السمع والطاعة والأخذ بقوة وعدم المخالفة إلا أن عصوا ماأمروا به ... وقالوا مبالغة في الكفر والعناد والمشاقة : سمعنا وعصينا ... أي سمعنا قولك وعصينا أمرك ... وذلك أعظم الكفر ... أن يجحد بعد أن يعلم ويعقل ...
وإن كانوا أعطوا الميثاق على الطاعة وقالت أفواههم ذلك فقد قالت أفعالهم الكفر والعصيان ... فسمعوا وعصوا

- وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ
وطغت على قلوبهم فعلتهم بعبادتهم العجل ، فكأنهم سقوه وتشربوا حب عبادته حتى تغلغل في داخل قلوبهم وصارت أفعالهم تبعا لذلك الحب وطبعت قلوبهم على عبادتهم له والكفر بالله ، وذلك كما أورد ابن كثير عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «حبّك الشّيء يعمي ويصم». رواه أحمد ، ورواه أبو داود عن حيوة بن شريحٍ عن بقيّة، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، به.
فصار في طبيعتهم مخالفة أمر الله وعصيانه ... وما كان ذلك إلا بسبب كفرهم وعنادهم وتعنتهم ...

- قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
أي أخبرهم يا محمد إن كانت أفعالكم القبيحة هذه هي مما تدعون أنه إيمان فبئس إيمان يأمركم بالكفر ، وفي هذا رد على ادعائهم في قولهم ( قالوا نؤمن بما أنزل علينا ) ،... لما أمروا أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله ) فكان ردهم أننا لن نؤمن لك ولكن نؤمن فقط بما أنزل إلينا ... فإن كان هذا الكفر ضمن ذلك الإيمان فبئس الإيمان إيمانكم ... يأمركم بالكفر بمحمد وكتابه وبمخالفة الرسل وعصيانهم والتعرض لغضب الله والتعنت في ذلك

- إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
أي ولستم كذلك ... فما هذه صفات المؤمنين ولا تلك أفعالهم ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )


2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
قال تعالى ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )
- وروح القدس مركب إضافي : روح ، وقدس
والقدس تعني الطهارة ، وقيل البركة كما بينه ابن عطية وابن كثير ... وإضافة الروح إليها تكريم وتشريف وتطهير

- وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ: «القدس هو الرّبّ تبارك وتعالى». وهو قول كعبٍ. ذكره ابن كثير ، فتكون إضافة الروح إليه إضافة الملك إلى المالك كما بين ابن عطية

🔹 واختلف في المراد ب( روح القدس ) مركبة ، في الآية على أقوال :
1- أقواها وأرجحها أن روح القدس هو جبريل عليه السلام ... ذكره المفسرون الثلاثة ...وهو مروي عن السدي والضحاك والربيع وقتادة وغيرهم .

- ولم يذكر الزجاج غيره فكأنه يراه هو الأصح ،
- وصححه ابن عطية فقال : وهذا أصح الأقوال واستدل له بقول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له : «وجبريل معك» وبين أن الإضافة هنا توجهت لما كان جبريل عبدا لله ، على معنى أن القدس هو اسم من أسماء الله كالقدوس وهو ما ذكره مجاهد والربيع ...
وذكر ابن كثير هذا المعنى فقال ( وحكى القرطبيّ عن مجاهدٍ والحسن البصريّ أنّهما قالا: «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل»
وعلى معنى الطهر والبركة فالإضافة تشريف وتطهير وتكريم

- كما رجحه ابن كثير ودلل عليه بعدة أحاديث وآثار
فقال : ( والدّليل على أنّ روح القدس هو جبريل، كما نصّ عليه ابن مسعودٍ في تفسير هذه الآية، وتابعه على ذلك [ابن عبّاسٍ و] محمّد بن كعبٍ القرظيّ، وإسماعيل بن أبي خالدٍ، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وعطيّة العوفيّ، وقتادة مع قوله تعالى: {نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* } الشّعراء: 193-194، ما قاله البخاريّ:
- عن عروة، عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك».

- و عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم. ..رواه الشيخان .. ذكره ابن كثير
- وفي بعض الرّوايات: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لحسّان:«اهجهم -أو: هاجهم- وجبريل معك».

- و عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم.
رواه محمد بن إسحق ... وذكره ابن كثير

- وعن ابن مسعود أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»
رواه ابن حبان في صحيحه ... وذكره ابن كثير

- وفي شعر حسّان قوله:
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي ... وروح القدس ليس به خفاء
ذكره ابن كثير

فهذه الآثار مما أوردها ابن كثير ليدلل على أن روح القدس هو جبريل عليه السلام .
كما ذكر نقلا عن ابن جرير قوله : وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله
: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به. انتهى قول ابن جرير .

2- أن روح القدس هو الاسم الأعظم الذي كان به عيسى يحيي الموتى ... ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير كلاهما عن ابن عباس قال : بروح القدس: «هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى يحيي به الموتى» رواه ابن أبي حاتم ، كما روي عن سعيد بن جبير مثله ، وروي عن عبيد بن عمير قوله ( وهو الاسم الأعظم ) ، كما ذكره ابن كثير عن الزمخشري ...

3- أن روح القدس هو الإنجيل ... ذكره ابن عطية عن ابن زيد قال : «هو الإنجيل كما سمى الله تعالى القرآن روحا»،
وذكره ابن كثير عنه أيضا : فقال ابن زيد : أيّد اللّه عيسى بالإنجيل روحًا كما جعل القرآن روحًا، كلاهما روحٌ من اللّه، كما قال تعالى:
{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} [الشّورى: 52]
وذكره عن الزمخشري

4- أن روح القدس هو عيسى عليه السلام نفسه ، أضافه إلى القدس لأنه لم تضمه الأصلاب والطوامث ... ذكر ذلك ابن كثير نقلا عن الزمخشري الذي بين أنها روح مقدسة ، وأن الله وصف عيسى أنه روح منه ... وهو وصف اختصاص وتكريم ...

5 - الروح هو حفظة على الملائكة .. ذكره ابن كثير عن ابن أبي نجيح

🔴 والراجح كما بينه المفسرون أن روح القدس هو الروح الأمين وهو جبريل عليه السلام ... والله أعلم

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
- باؤوا : أي احتملوا واستوجبوا واستحقوا
🔹 ( بغضب على غضب ) ... يبين الله أن بني إسرائيل استحقوا غضب الله عليهم ، واختلف في معنى ( غضب على غضب ) على أقوال :
1-أن الله غضب عليهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كما غضب على أسلافهم بكفرهم وبما فعلوه ... حاصل ما قاله المفسرون الثلاثة
فقيل أن ( بغضب ) غضب بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ... وذلك الغضب مضاف إلى الغضب على أسلافهم ... ( على غضب) واختلف في سبب الغضب السابق فقيل :
- بكفرهم بعيسى عليه السلام ( وبالتالي ما جاء به من الإنجيل ) ... قاله الزجاج وابن عطية ، وذكر ابن كثير هذا القول عن أبي العالية فقال : «غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام»، وعن عكرمة وقتادة مثله .

- غضب بسبب كفرهم بموسى عليه السلام وتضييعهم التوراة وهي معهم ... ذكره ابن كثير عن ابن عباس قال : «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».

- وقيل بل بعبادتهم العجل ... ذكره ابن عطية ، وذكره ابن كثير عن السدي ، فقال السّدّيّ: «أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم»، وعن ابن عبّاسٍ مثله .

- وقيل بل بقولهم عزير ابن الله - تعالى الله عن ذلك - ذكره ابن عطية

🔺وكل تلك أسباب غضب الله على بني إسرائيل بسببها ... فيجمعها القول بأن الله غضب عليهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا على غضبه على أسلافهم لكفرهم بموسى وعيسى وما جاءا به من التوراة والإنجيل ، ولعبادتهم العجل وادعائهم لله ما لا يليق به تعالى عما يصفون ... وغيرها من قبيح أفعال استحقوا بها الغضب .

2- وقيل:{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا النّار ذكره الزجاج ... وهو كالقول الأول ... ولكنه عام ليس مخصصا بذنب محدد ، وليس إثم أعظم من الكفر بالله وتكذيب رسله وكتبه ...

3- وقيل أن المراد ب {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم ، فهم في غضب فوق غضب أي غضب عظيم ، لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين ... ذكره ابن عطية
وعلى ذلك يكون كقوله تعالى ( فزادتهم رجسا إلى رجسهم )

🔴 والأقوال : الثاني كالأول ، والثالث محتمل ، فالأقوال كلها تحتملها الاية ...

3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
دلالة استخدام الفعل المضارع في قوله تعالى ( تقتلون) مع قوله قبلها كذبتم، وذلك لأن الفعل المضارع دال الاستمرارية والتجدد، فدل ذلك على أن هذا الفعل ديدنهم ، وأنهم مستمرون عليه ... فمع كل رسول هم إما مكذبون أو قتلة كقتلهم يحيى وزكريا عليهما السلام وغيرهم ، وقيل أنهم كانوا يقتلون العدد من الأنبياء في النهار ثم يعمدون إلى أسواقهم ، كأن لم يفعلوا شيئا ، وهم مستمرون على الفعل فقد حاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ، كمحاولتهم إلقاء الحجر عليه من جدار من جدر بني النضير ، وكعمل السحر له صلى الله عليه وسلم ، وتسميم الشاة حتى قال في مرض موته ( ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري ) رواه البخاري ، ولكن الله عصمه من تلك المحاولات ...

ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
دل على ذلك قوله تعالى ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)
فكان كفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بغيا وحسد أن اصطفاه الله هو لحمل الرسالة الخاتمة ( أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) وذلك أعظم الحسد ، ونبينا عليه الصلاة والسلام من ولد اسماعيل وكانوا يريدونها فيهم بنو إسرائيل ...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 محرم 1439هـ/30-09-2017م, 05:32 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الثاني القسم السابع من سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

1. (عامّ لجميع الطلاب)

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى:

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ : تكليف و شرف من الله تعالى و هذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده،ومن بعد الرسل تأتي مكانة العلماء الذين يستخدمهم الله تعالى لخدمة و رفعة الدين ثم يأتي طلاب العلم، فعلى كل مؤمن كيس أن يسعى لأن ينال هذا الشرف،فإما أن يكون عالم أو متعلم. الهدف هو أن تكون ممن اختارهم الله لهذا العمل.
وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ: كثرة الأدوية دليل على صعوبة المرض، ومرض بني إسرائيل يكمن في الكبر و العند اللذان نهى الله عنهما. فلا تأتي المسلم الرسالة تلو الرسالة و التذكير تلو التذكير و هو غافل لاهيأو أصم و أبكم و أعمى.فإذا جاءتك رسالة من الله فاستمع لها بإنصات،وأي رسالة أعظم من تدبر القرآن.

وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ
: شكر النعمة وحفظها من علامات صحة الإيمان، فعندما يسبغ الله علينا نعمه الظاهرة و الباطنة وينجينا من كل كرب و يستجيب لنا،فعلينا أن نحمد الله بحسن عبادته وطاعته. ولنا في الأنبياء و الصالحين قدوة حسنة.

أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}:أصل كل معصية وبلاء هو الكبر و اتباع الهوى "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (الجاثية:23)".وإذا تمكن الكبر و الهوى من قلب المسلم رأيته يتكبر و يتجبر في الأرض، فيقتل و يشرد و يسجن و يعيث في الأرض الفساد،لأنه أمن مكر الله،ولا يأمن مكر الله إلا القوم الظالمين.

المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:


{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ: يعدد الله تعالى على بني إسرائيل أخطائهم و يذكرهم بها.ومن مبلغ كبرهم و اعراضهم عن قبول الحق،رفع الله فوقهم الجبل،وهو على أرجح الأقوال جبل الطور المعروف في سيناء‘فأخذوا التوراة ثم خالفوها بعد ذلك. وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأعراف:171)

خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ: أي بعزم وجد و نشاط و اجتهاد و رغبة في اتباع الأوامر و ترك النواهي. "يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا "(مريم:12)

وَاسْمَعُوا :فيه تأويلان: أولهما: يعني فاعملوا بما سمعتم. الثاني منهما: أي اقبلوا ما سمعتم، كما في قول سمع الله لمن حمده، أي قبل الله حمده.

قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا: فيه قولان: أحدهما: أنهم قالوا ذلك على حقيقة القول، ومعناه: سمعنا قولك وعصينا أمرك. والثاني:على سبيل المجاز؛أي أنهم لم يقولوه ولكن فعلوا ما دل عليه، فكأن فعلهم العصيان، قام مقام قولهم، كما قال الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني مهلا رويدا قد ملأت بطني

وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ: أي أن كفرهم أدى بهم إلى أن تتشرب قلوبهم بحب العجل،فحذف "حب" و جاء بذكر العجل مكانه.

وشر المنايا ميّت بين أهله ....... كهلك الفتى قد أسلم الحيّ حاضره
المعنى: وشر المنايا منيّة ميت....

و هناك قولان في "أشربوا": أحدهما: أن موسى عندما برد العجل وذراه في الماء، فشربوا منه، فكان لا يشربه أحد يحب العجل إلا و قد ظهرت نخالة الذهب على شفتيه، وهذا قول للسدي وابن جريج .
والثاني: أنهم أشربوا حب العجل في قلوبهم، يقال: أشرب قلبه حب كذا.

قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.: المخاطب بالأمر هنا الرسول صلى الله عليه و سلمنو هو أمر للرسول صلى الله عليه و سلم بتوبيخهم و هنا التفات من الغيب إلى المخاطبة على لسان النبي عليه الصلاة و السلام،وهو تذكير من الله تعالى بما فعله آبائهم، إلى بني اسرائيل الذين كانوا في المدينة، فكأنما ديدنهم هو الكفر و الغدر بإدعاء ما ليس فيهم من إيمان وأن هذا الإيمان هو الذي يدفعهم إلى الكفر و قتل الأنبياء.و فيه اقامة الحجة عليهم.

2. حرّر القول في كل من:

أ: المراد بروح القدس.

•الأقوال التي وردت في الروح:

القول الأول: هو الإسم الذي أيد الله به عيسى عليه السلام و الذي كان يحي به الموتى. قال به ابن عباس.
القول الثاني: هو الإنجيل الذي نزل به عيسى عليه السلام، كما سمى الله تعالى القرآن " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ". قال به ابن زيد.
القول الثالث: روح منه وصف بالاختصاص و التقريب على سبيل التكرمة
القول الرابع: روح القدس هو جبريل عليه السلام. قال به السدي و الضحاك و الربيع وقتادة. و لقد صححه ابن عطية،واستدل على هذا بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم لحسان بن ثابت:"اهج قريشا و روح القدس معك". و رجح هذا القول ابن كثير عن ابن جرير.

•الأقوال في القدس:

القول الأول: القدس هو اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس والاضافة على هذا اضافة الملك إلى المالك. قال به مجاهد و الربيع.
القول الثاني: القدس من الطهارة. قال به العوفي عن ابن عباس.
القول الثالث: البركة قال به السدي.
القول الرابع: هو الرب تعالى قال به الربيع ابن أنس.

•واختلفوا في تسمية جبريل بروح القدس، على ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه سمي روحا، لأنه بمنزلة الأرواح للأبدان، يحيي بما يأتي به من البينات من الله عز وجل.
والثاني: أنه سمي روحا، لأن الغالب على جسمه الروحانية، لرقته، وكذلك سائر الملائكة، وإنما يختص به جبريل تشريفا.
والثالث: أنه سمي روحا، لأنه كان بتكوين الله تعالى له روحا من عنده من غير ولادة.

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.

معنى {باءوا} في اللغة: احتملوا، يقال: قد بؤت بهذا الذنب، أي: تحملته.

فباءوا بغضب على غضب على عدة أقوال:

أحدها: أن الغضب الأول لكفرهم بعيسى، والغضب الثاني لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول الحسن ، وعكرمة ، والشعبي، وقتادة ، وأبي العالية.
والثاني: أنه ما تقدم من كفرهم في قولهم: عزير ابن الله، وقولهم: يد الله مغلولة، وتبديلهم كتاب الله، ثم كفرهم بمحمد.
والثالث: أنه لما كان الغضب لازما لهم كان ذلك توكيدا.
والقول الرابع : لعبادتهم العجل.

قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى: على غضب قد باء به أسلافهم وحظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها، و السير على خطاهم.


3. بيّن ما يلي:

أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.

قال الزمخشري: لأنه أراد بذلك وصفهم في المستقبل؛و ذلك لأنهم حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه و سلم عن طريق الشاة المسمومة، و أيضا عن طريق السحر الذي سحره اللبيد بن الأعصم لعنه الله وهو يهودي منافق ساحر. وقد قال صلى الله عليه و سلم في مرض موته:" مازالت أكلة خيبر تعاودني، فهذا أوان انقطاع أبهري.

ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 محرم 1439هـ/1-10-2017م, 04:05 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ: بيان أن الكتاب منة من الله فمن وجد من نفسه توجها إليه حفظا وتلاوة وتجويدا وتفسيرا .. فليحمد الله على ذلك فإنما هو اصطفاء من الله تعالى له ثم لينظر من أي صنف سيكون وكيف سيكون أخذه والله تعالى وحده المستعان

وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ : فيه إشارة ولو من بعيد على فضيلة تظافر جهود الدعاة إلى الله تعالى واجتماع كلمهم وتوحيد صفهم وتعاونهم على الدعوة وعلى التصدي للشبهات والفتن كما انه يستفاد منها أن يحرص كل داعية ان يترك بعده طلابا يعتني بتعلميهم وتهذيهم ليحملوا الراية بعده
كما يستفاد منه الداعي إلى الله أن إخوانه الدعاة ما هم إلا عون له يسدون معه الثغر فينبغي عليه أن يخلص النصح لهم فيفرح بمن نبغ منهم وتميز في دعوته لان كله يصب في مصلحة الدعوة وإن رأى منهم بعض الأمور التي ينكرها عليه أن يبينها بود ورفق ولا يغلظ عليه ويشهر بهم وينتقصهم ويذهب بكل حسناتهم بل يحرص أن لا يهدم أحدا ولا يشهر بهم إلا من اتضح قصوره وكثر خلطه وتلبيسه على الناس وبقي مصرا ولم يستجب..
وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ينبغي على الانسان أن لايفتر بحلم الله عليه أنه لم يعاجله بالعقوبة فقد يسلبه النعم ويستبدله بالعز ذلا وبالعلم جهلا وبالقرب بعدا .فهاهم بنوا إسرائل لم يستمسكوا بما أكرمهم به الله من التوراة فأرسل نبيا آخر بالانجيل فانتقلت النعمة عن الاحبار بما كتموا من الحق ونبذوه وراء ظهورهم وصار العلم والحق يطلب عند اتباع هذا الدين الجديد الذي ختم الله به الرسالة لبني إسرائل .فعياذا بك اللهم من تحول نعمك وجميع سخطك .
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ : يستفاد هنا أن اتباع الهوى من الامور التي تؤدى بالانسان الى الاستكبار ورد الحق فهو يريد أحكام توافق هواه وكل ما خالف هواه رده لذا علينا أن نحرص على محالفة الهوى وأن نطوعه لمراد الله .
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:

1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.


اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ
بِئْسَمَا هي بئس التي عكس نعم وتفيد الذم لصنعيهم سواء كان المعنى بئس الذي أو بئس شيئا ما اشتروا به أو بئس شيئا أن يكفروا أو بئس اشتراؤهم
فالمعنى ساء ما اعتاضوا به لأنفسهم ورضوا به أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه إلههم وخالقهم ومعبودهم بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أي فقط بسبب بغيهم لكونه نزل على نبي اصطفاه الله تعالى من العرب وليس منهم رغم كونهم كانوا قبحهم الله تعالى يقتلون الانبياء ويكذبونهم لكن لكبرهم وجحودهم وبغيهم استكبوا أن يتبعوا نبيا من العرب
فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ يعني احتملوا واستوجبوا ذلك لأنفسهم ويحتمل أن يكون الغضب الآخر : بما ضيعوا من التوراة ما فيها من أومر فأخلفوه العهود واتخذوا العجل وقتلوا الانبياء وكذبوهم وقالوا قلوبنا غلف وحرفوا كلام الله وما أمروا بقوله فقالوا سمعنا وعصينا حين أمروا أن يقولوا سمعنا وأطعنا وحنطة بدل حطة أوكان الغب بسبب كفرهم بعيسى عليه السلام والانجيل أولزعمهم أن عزير ابن الله ..أولعله تأكيد للغضب
ثم قال تعالى وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ أي فقوبلوا بالاهانة والاذلال والصغار في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا على كبرهم وبغيهم وسبحان الله بعد أن كانوا في نعم الله تترا عليهم وما كانوا فيه من التفضيل والرفعةصاروا أحقر الأمم وأخزاهم وأرذلهم إلى يومنا رغم ما بلغوه اليوم من سيطرة ومكر وتلاعب في العالم .والله أعلم

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.

قليل هي صفة لمصدر محذوف ويعود الضمير على من كان منهم في زمن النبي صلى الله عليه .
ووجه وصفه بالقلة
1. أن المراد فقليل إيمانهم
وفيه أقوال :
: أنه لاإيمان لهم كما يقال قلما رأيت مثل هذا قط يعني لم يسبق له أن حدث ، قال الكسائي: " تقول العرب من زنى بأرضٍ قلّما تنبت، أي: لا تنبت شيئًا" . حكاه عنه الطبري رحمه الله ذكره ابن كثير رحمه الله
- لم يبق لهم بعد كفرهم غير التوحيد على غير وجهه لأنهم قللوه بجحدهم الرسل وتكذيبهم التوراة .
- أنهم ءاكنوا ببعض ما جاء به موسى عليه السلام من امر البعث والثزاب والعقاب لكن لم يكن ذلك نافع لهم أمام كفرهم وجحودهم ببعثة النبي صلى الله وسلم وما جاء به من الحق ذكرخ ابن كثير رحمه الله تعالى
2. أن المراد فقليل زمان إيمانهم
لأن وقت إيمانهم هو الذي كان قليلا بل وقت ادعائهم للإيمان عندما كانوا يستفتحون قبل البعثة .ذكر ابن عطية رحمه الله
3. أن المراد فقليل من ءامن منهم
فالذين ءامنوا بالنبي صلى الله عله وسلم كان فعلا قلة وهو اختيار الرازي وحكاه عن قتادة والأصم وأبي مسلم الأصبهاني ذكره ابن كثير رحمه الله وبنحوه قال ابن عطية رحمه الله

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
يرجع إلى موسى عليه السلام أي بعد ذهابه عنكم إلى الطور وهو المتوجه لقوله تعالى في الاية الأخرى في الأعراف { } وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) ولم يورد الحافظ ابن كثير غيرههذا الوجه .

أو يحتمل أن يرجع على المجيئ والله تعالى أعلم
3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.

فائدته :
-لبيان فضل جبريل عليه السلام ومكانته عنده سبحانه .
-ولبيان أن من عادى وليا من أوليائه سبحانه فقد عاداه ومن كان عدوا لله تعالى قد خاب هلك .
-ولئلا يشكل المعنى فيظن عود الضمير على جبريل عليه السلام .
4: دليلا على صدق النبوة.
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ فقد جزم القرآن متحديا لهم بعدم تمنيهم الموت مركدا ذلك بالتأبيد فلن يتمنوه أبدا ولم نسمع أن أحدهم استغل الفرصة وجرب تحدي النبي صلى الله عليه وسلم وتمناه بل لم يتمنه أحد أبدا كما قال الله تعالى فكان تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم ودليلا على صدق نبوته

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 محرم 1439هـ/1-10-2017م, 05:16 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

- يجب على المسلم أن يتبع الحق ويستجيب لأمر الله وينتهي عند نهيه وإن شق عليه ذلك أو كان ذلك مخالفا لهوى قلبه لقوله تعالى : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم) فذم الله تعالى اليهود على ردهم الحق لمخالفته هواهم ، وفي الحديث (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) فالمؤمن يسعى أن ينال هذه المنزلة ليكمّل إيمانه وتعلو درجته عند الله بسؤال الله ذلك والحرص على اتباع أمر الله واجتناب نهيه.
- وفي الآيات حث على التواضع واجتناب الكبر إذ هو سبب في رد الحق قال تعالى { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون} فأدى بهم كبرهم إلى قتل الأنبياء وتكذيبهم ولذلك ذمهم الله تعالى ، وفيه موافقة للحديث {الكبر بطر الحق وغمط الناس}.
- وفي الآيات تحريم التكذيب بآيات الله وردها قال تعالى {ففريقا كذبتم} فذمهم الله لتكذيبهم مع تبين الحجج والدلالات على صدق الأنبياء ، ويؤخذ من مفهمومه وجوب تصديق الأخبار واتباعها إن ثبتت وقامت عليها الحجة ومن ذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته التي ثبتت من طرق صحيحة وكذلك يعمل بهذه القاعدة في سائر ما يرد الإنسان فيتثبت مما يرده ويقبله إن ثبتت صحته دون عناد وتكبر وتكذيب .
- ويؤخذ من الآيات تحريم القتل وعدم الاستهانة به ويدل عليه قوله تعالى : { وفريقا تقتلون} فذم الله اليهود على فعلهم وقتلهم الأنبياء بغير حق لشناعة القتل وشدته وعظم حرمة النفس المعصومة.
على المسلم أن يسأل الله التأييد والإعانة دوما لما في ذلك من شرف وخير عظيم كما أيد الله نبيه عيسى عليه السلام قال تعالى { وأيدناه بروح القدس } أي قويناه وشددنا أمره .
- الاقتداء بالأنبياء وسلوك طريقهم ببيان الهدى وإرشاد الناس إليه وتبشيرهم بما عند الله من فضل عظيم وإنذارهم بعذاب الله الشديد كما هي وظيفة الرسل قال تعالى : {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } فأخبر تعالى أنه أرسل الرسل وأتبع بعضهم بعضا وما كانت دعوتهم إلا دعوة واحدة الدعوة إلى توحيد الله واتباع أمره ونهيه.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
يذم الله – عز وجل- اليهود وينكر عليهم فعلهم وهو أنهم باعوا أنفسهم ورضوا لها بالكفر بما أنزل الله –عز وجل- وهو القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وتركوا مناصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومؤازرته رغم تيقنهم من صدقه حسدا منهم وكراهية أن يؤتيه الله من فضله أي من النبوة والرسالة لأجل أنه كان من العرب فأرادوا أن تكون النبوة والرسالة منهم لا من غيرهم فاستحقوا بذلك الفعل غضب الله وتحملوه بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم إضافة إلى غضب سابق لما كان منهم من كفر بالتوراة وعبادة العجل ، ولما كفروا لما كان في قلوبهم من حسد ناشيء عن التكبر والترفع توعدهم الله بعذاب فيه هوان لهم وذل وصغار في الدنيا والآخرة .

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
ق1: عدد من آمن منهم قليل . وهو قول قتادة وأبو مسلم الأصبهاني واختاره الرازي أورده ابن عطية وابن كثير.
ق2: وقت إيمانهم ومدته قليلة ويراد بها المدة التي كانوا يستفتحون به صلى الله علي وسلم قبل مبعثه . ذكره ابن عطية .
ق3: إيمانهم قليل أي ما بقي معهم من إيمان قليل لا ينفعهم . ذكره ابن عطية وابن كثير.
ق4: أي ليس معهم شيء من الإيمان كما تقول العرب قلما رأيت مثل هذا قط تريد ما رأيت مثل هذا قط. حكاه ابن جرير ذكر ذلك ابن كثير.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
ق1: على موسى عليه السلام والمراد من بعده حين غاب عنكم . ذكره ابن عطية واقتصر عليه ابن كثير فلعله يرجحه .
ق2: على المجيء .ذكره ابن عطية

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
عبر بالاسم الظاهر (لفظ الجلالة) في موضع الإضمار لوجهين :
- لئلا يشكل عود الضمير . ذكره ابن عطية – رحمه الله - .
- لتقرير عداوة الله لمن عادى أولياءه وإظهارها . ذكره ابن كثير – رحمه الله- .
ثم عبر بالكافرين لسببين ذكرهما ابن عطية – رحمه الله -:
- لئلا يشكل عود الضمير .
- لئلا يلزم من الإضمار تعيين قوم بعداوة الله لهم ويحتمل أن الله قد علم أن بعضهم يؤمن لذلك خصص العداوة بمن استمر على كفره .
ولعله يمكن الجمع بين هذه الأوجه والله تعالى أعلم.

4: دليلا على صدق النبوة.
قوله تعالى:{قل إن كانت لكم الدّار الآخرة عند اللّه خالصة من دونالنّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين - ولن يتمنّوه أبدا بما قدّمت أيديهم واللّه عليم بالظّالمين} فلما كانت اليهود تقول نحن أبناء الله وأحباؤه أمر الله -جل وعلا- نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يأمرهم بتمني الموت إن كانوا صادقين في ادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه إذ سيؤثرون قرب الله ومالهم من الثواب ماداموا كذلك وأخبرهم أن من تمناه منهم فإنه سيموت وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبدا فعلم اليهود صدق النبي صلى الله عليه وسلم فأحجموا وامتنعوا عن تمني الموت فتحقق بذلك تصديق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من أنهم لن يتمنوه أبدا فلم يتمنه واحد منهم كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن ربه – جل وعلا- فدلّ ذلك على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 محرم 1439هـ/1-10-2017م, 07:43 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
*الحذر من إيثار الدنيا على الآخرة كما فعل بنو إسرائيل عندما آثروا الرياسة على إتباع الحق
وجه الدلالة :
( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ) من أسباب استكبار بني إسرائيل محبتهم للرياسة
*الايمان بما أرسل الله من رسل ومنهم موسى وعيسى وبما أنزل من كتب كالتوراة والإنجيل
وجه الدلالة :
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ)
ذكر الله في الآية موسى وعيسى وماأنزل من الكتب فوجب الإيمان بذلك
*الحذر من الإستكبار لأنه سبب لرد الحق
وجه الدلالة :
(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ) من أسباب رد يني إسرائيل للحق الاستكبار
*معاداة اليهود الذين كفروا بالله ورسله وتعدوا عليهم واتخاذهم أعداء والحذر منهم وعدم الإغترار بكلامهم
وجه الدلالة :
(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)إذا كان هذا تعاملهم مع الأنبياء فتعاملهم مع غير الأنبياء بمثل ذلك وارد فينبغي الحذر منهم لذلك والله بين حقيقتهم لنحذر منهم .
*الحرص على مخالفة اليهود وذلك بالإيمان بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء من كتاب وبجميع من أرسل الله وبما أنزل من كتب
وجه الدلالة :
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) الخبر بكفر اليهود فيه حث على مخالفتهم والحذر من الوقوع في أخطاءهم .
*من منن الله العظيمة أن آتى موسى وعيسى الكتاب ولكن أقوامهم كفروا وكذبوا ولم يستشعروا منة الله عليهم ،وكما آتهم الله آتى محمد صلى الله عليه وسلم القرآن فينبغي على المؤمنين الإيمان به والتمسك بأحكامه
وجه الدلالة :
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) ذكر الله أنه آتاهم الكتاب فكفروا وكذبوا فينبغي على المؤمنين مخالفتهم في ذلك

المجموعة الثانية
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
مقدمة بين يدي تفسير الآية :
لهذه الآية قصة يتبين بها معناها وذلك أن موسى عليه السلام لما رجع من عند الله بعد أن كلمه إلى بني إسرائيل رجع ومعه الالواح فيها التوراة وأمرهم أن ياخذوها وأن يلتزموا بمافيها فرفضوا إلا أن يكلمهم الله فأمر الله تعالى الملائكة فاقتلعت جبلا وأمرهم الله أن ياخذوها وعليهم الميثاق وإلا عاقبهم الله بسقوط الجبل عليهم فاستجابوا وأخذوا التوراة بالميثاق فرفع الله عنهم العذاب
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ )
هذه الآية في سياق الكلام عن بني إسرائيل والله يذكرهم فيها ما أخذه عليهم من الميثاق بأن يؤمنوا بالله وحده وأن يتبعوا الرسل وهذا الميثاق هو الذي يترجح بدلالة السياق وكما جاء في سورة الأعراف قال تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّةٌ وظنّوا أنّه واقعٌ بهم خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون 171]
وقيل : ما أخذه اللّه عزّ وجلّ حين أخرج الناس كالذرودليل ذلك ماجاء في سورة الاعراف {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم}
وقيل: ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه}
والطور هو الجبل اسم لكل جبل وقيل: الجبل الذي نوجي موسى عليه
وقيل :الطّور كل جبل ينبت، وكل جبل لا ينبت فليس بطور.
والذي يتحصل مما سبق أن الله أخذ على بني إسرائيل الميثاق ورفع فوقهم الجبل تهديدا لهم وتوعدا .
(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا)
أمر الله بني إسرائيل بعد رفع الطور عليهم بأخذ الكتاب الذي أعطاهم وهو التوراة بقوة أي بتصديق ماجاء فيه وكثرة درسه بجد واجتهاد وبطاعة الله فيما أمر فيه ونهى فأمروا بالإيمان به والعمل بما فيه والسمع المراد به الطاعة لامجرد السماع ،وإذا لم يفعلوا فهم متوعدون بالعقوبة من الله بإسقاط الجبل عليهم
(قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) هذا فيه بيان شدة كفرهم وطغيانهم فسمعوا الحق وعرفوه ثم عصوا عن معرفة وعلم لاعن جهل سواء قالوا هذه المقالة أو عصوا بفعالهم
(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ) وأشربوا أي تشربت قلوبهم محبة عبادة العجل وفيه بيان لمدى تمكن المحبة في قلوبهم وهذا جزاء من الله بسبب كفرهم
(قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يزجرهم ويوبخهم على أفعالهم القبيحة من الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والكفر بالأنبياء وقتلهم والكفر بالكتب ونقض المواثيق وغيرها فبئس الإيمان الذي يأمرهم بذلك وقد علم أن الإيمان لايأمر بمثل هذا وانما قيل لهم ذلك توبيخاً وتقريعاً لأنهم ادعوا الأيمان لأنفسهم


2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
أختلف أهل التفسير في المراد بروح القدس :
القول الأول:
المراد بروح القدس جبريل عليه السلام مروي عنالسدي والضحاك والربيع وقتادة ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثاني:
هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى يحيي به الموتى مروي عن ابن عبا س وسعيد بن جبير وعبيد بن عمير وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث:
روح القدس هو الإنجيلفأيّد اللّه عيسى بالإنجيل روحًا كما جعل القرآن روحًا، كلاهما روحٌ من اللّه، كما قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} مروي عن ابن زيد ذكره ابن عطية وابن كثير
القول الرابع :
الرّوح هو حفظةٌ على الملائكة مروي عن أبي نجيح ذكره ابن كثير
القول الخامس:
المراد روح عيسى نفسه المقدّسة المطهّرة ذكر ابن كثيرأن هذا مضمون كلام الزمخشري
ومعنى القدس :
«القدس: اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس مروي عن الربيع ومجاهدوكعب ذكره ابن عطية وابن كثير
- وقيل: القدس: الطهارة مروي عن ابن عباس ذكر الزجاج وابن عطية وابن كثير
- وقيل: القدس: البركة.مروي عن السدي ذكر ابن عطية وابن كثير
قال ابن كثير :وحكى القرطبيّ عن مجاهدٍ والحسن البصريّ أنّهما قالا: «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل»، فعلى هذا يكون القول الأوّل
القول الراجح:
ذكر الزجاج أن المراد بروح القدس جبريل عليه السلام والقدس الطهارة ورجح ابن عطية وابن كثير وابن جرير أن المراد بروح القدس جبريل عليه السلام
قال ابن جرير :
وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال:"الروح" في هذا الموضع جبريل. لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه أيد عيسى به، كما أخبر في قوله: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ) [المائدة: 110] ، فلو كان الروح الذي أيده الله به هو الإنجيل، لكان قوله:"إذ أيدتك بروح القدس"، و"إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل"، تكرير قول لا معنى له. وذلك أنه على تأويل قول من قال: معنى (إذ أيدتك بروح القدس) ، إنما هو: إذ أيدتك بالإنجيل - وإذ علمتك الإنجيل. وهو لا يكون به مؤيدا إلا وهو مُعَلَّمُه، فذلك تكرير كلام واحد، من غير زيادة معنى في أحدهما على الآخر. وذلك خلف من الكلام، والله تعالى ذكره يتعالى عن أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به فائدة. وإذْ كان ذلك كذلك، فَبَيِّنٌ فساد قول من زعم أن"الروح" في هذا الموضع، الإنجيل، وإن كان جميع كتب الله التي أوحاها إلى رسله روحا منه لأنها تحيا بها القلوب الميتة، وتنتعش بها النفوس المولية، وتهتدي بها الأحلام الضالة.
وإنما سمى الله تعالى جبريل"روحا" وأضافه إلى"القدس"، لأنه كان بتكوين الله له روحا من عنده، من غير ولادة والد ولده، فسماه بذلك"روحا"، وأضافه إلى"القدس" - و"القدس"، هو الطهر - كما سمي عيسى ابن مريم"روحا" لله من أجل تكوينه له روحا من عنده من غير ولادة والد ولده.
قال ابن عطية :
وقال السدي والضحاك والربيع وقتادة: «روح القدس جبريل صلى الله عليه وسلم»، وهذا أصح الأقوال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك»،
قال ابن كثير :
والدّليل على أنّ روح القدس هو جبريل:
* كما نصّ عليه ابن مسعودٍ في تفسير هذه الآية، وتابعه على ذلك [ابن عبّاسٍ و] محمّد بن كعبٍ القرظيّ، وإسماعيل بن أبي خالدٍ، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وعطيّة العوفيّ، وقتادة

*مع قوله تعالى: {نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* [بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ]} [الشّعراء: 193-195]

* عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك» وهذا من البخاريّ تعليقٌ.

* عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم.
- وفي بعض الرّوايات: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لحسّان:«اهجهم -أو: هاجهم- وجبريل معك».مروي في الصحيحين

* [وفي شعر حسّان قوله:
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي ....... وروح القدس ليس به خفاء]

*عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم ،رواه ه محمد بن اسحاق

*عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»رواه ابن حبان في صحيحه
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
معنى {باءوا} في اللغة: احتملوا، يقال: قد بؤت بهذا الذنب، أي: تحملته.
القول الأول:
{بغضب} من أجل الكفر بالنبي -صلى الله عليه وسلم والقرآن - {على غضب} على الكفر بعيسى عليه السلام والإنجيل مروي عن أبو العالية وعكرمة وقتادة ذكره الزجاج وابن كثير و ابن عطية
القول الثاني:
{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا النّار ذكره الزجاج
القول الثالث:
{بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين ذكره ابن عطية
القول الرابع:
الغضب عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليه مروي عن ابن عباس ذكره ابن كثير
القول الخامس:
أن الغضب لكفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم و لقولهم عزير ابن الله ذكره ابن عطية
القول السادس:
الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم مروي عن السدي ابن عبّاسٍ ذكره ابن عطية وابن كثير
والجمع بين الأقوال أن يقال:
{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا النّار
قال ابن جرير الطبري :
يعني بقوله: (فباءوا بغضب على غضب) ، فرجعت اليهود من بني إسرائيل - بعد الذي كانوا عليه من الاستنصار بمحمد صلى الله عليه وسلم والاستفتاح به، وبعد الذي كانوا يخبرون به الناس من قبل مبعثه أنه نبي مبعوث - مرتدين على أعقابهم حين بعثه الله نبيا مرسلا فباءوا بغضب من الله استحقوه منه بكفرهم بمحمد حين بعث، وجحودهم نبوته، وإنكارهم إياه أن يكون هو الذي يجدون صفته في كتابهم، عنادا منهم له وبغيا وحسدا له وللعرب على غضب سالف، كان من الله عليهم قبل ذلك، سابقٍ غضبه الثاني، لكفرهم الذي كان قبل عيسى ابن مريم، أو لعبادتهم العجل، أو لغير ذلك من ذنوب كانت لهم سلفت، يستحقون بها الغضب من الله
3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
الفعل المضارع يدل على الإستمرار والتجدد
قال الزّمخشريّ في قوله: {ففريقًا كذّبتم وفريقًا تقتلون} إنّما لم يقل: وفريقًا قتلتم؛ لأنّه أراد بذلك وصفهم في المستقبل -أيضًا-لأنّهم حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره
ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى : {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضبٍ على غضبٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ (90)}سورة البقرة
الآية تتكلم عن اليهود لما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا، كفروا به، بغيا وحسدا، أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فلعنهم الله، وغضب عليهم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1439هـ/1-11-2017م, 05:42 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

1- من كان حبه للدنيا ونسي الآخرة فعمله يؤدي إلى شر الافعال والأقوال فيخسر آخرته ،فأن بني إسرائيل أثروا الحياة الدنيا على الاخرة ، ففعلوا أقبح الافعال وأمقتها وهي تكذيبهم بالانبياء والقتل ، قال تعالى :((أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ))
2- تقديم هوى النفس والعناد والاستكبار عن الحق فعاقبته وخيمة ، قوله تعالى :((أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ )).


المجموعة الثالثة:


1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

أن سبب نزول هذه الآية أنها نزلت جوابًا لليهود ،فقد أجمع أهل التفسير أن اليهود قالت: جبريل عدونا ، قفال تعالى :((قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ)) : أي قل يامحمد صلى الله عليه وسلم لليهود على قولهم أن جبريل عليه السلام عدوهم ، ((فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ)) فإن الله تعالى أمر جبريل عليه السلام بتنزيل القرآن وسائر الوحي بعلمه وتمكينه إياه من هذه المنزلة من الله تعالى ،((مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)) أي القرآن مصدقا بما جاءت به كتب الله تعالى ، ((وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)) هدىً إرشاد، والبشرى: أكثر استعمالها في الخير، ومقصد هذه الآية: تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم معاديه.

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".

وردت عدة اقوال :
القول الأول : بمعنى قلوبنا عليها غشاء وطابع فهي لا تفقه ، كقول ابن عباس وقتادة ذكرهم ابن عطية وكقول مجاهد وعكرمة وابو العالية والسدي ذكرهم ابن كثير.

القول الثاني : أكنة أي قلوبنا في أوعية ، عن قتادة: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}هو كقوله:{وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}»، ذكره الزجاج وابن كثير .

القول الثالث : هي أوعية للعلم والمعارف بزعمهم، فهي لا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه وسلم ،كما كانوا يمنّون بعلم التّوراة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

فالاقوال لا تضارب بينهم فيكون جمع هذه الاقوال ان قلوبهم مغشيه فلا يعلمون الحق ، ولا يهتدون اليه .
والله اعلم.


ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
ورد قولين في ذلك :
القول الأول : لأن اليهود قالت: نحن أبناء الله وأحباؤه، وشبه ذلك من القول، فأمر الله نبيه أن يدعوهم إلى تمني الموت، وأن يعلمهم أنه من تمناه منهم مات، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فعلم اليهود صدقه، فأحجموا عن تمنيه، فرقا من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكذبهم في قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وحرصا منهم على الحياة، وهذه آية بينة أعطاها الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ، وهو القول الراجح والله اعلم.

القول الثاني : إن الله تعالى منعهم من التمني وقصرهم على الإمساك عنه، لتظهر الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية.


3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.

كان اخر أنبياء بني إسرائيل ،فجاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات، وهي: المعجزات.

ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
المعنى: إنّه عليم بمجازاتهم، وبصير بما يعملون، أي: يجازيهم عليه بالقتل في الدنيا, أو بالذلّة والمسكنة وأداء الجزية ،ففائدة تخصيصهم حصول الوعيد.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1439هـ/2-11-2017م, 05:50 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي


تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة


ملحوظة عامة :
- يُراجع هذا الدرس لمعرفة معنى الإظهار في موضع الإضمار، فهي قاعدة هامة من قواعد أصول التفسير.
http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22703
- عند طلب التفسير بإيجاز أو باختصار، يُكتفى ببيان ما ترجح من الأقوال في تفسير الآية دون التشعب بذكر الخلاف في المسائل ، والتفسير بإيجاز لا يعني أن نغفل عددًا من مسائل الآية بل يستوعب التفسير مسائل الآية لكن فقط لا نطنب بذكر الخلاف، لذا يُفضل أن نفسر جزء جزء من الآية حتى لا يفوتنا أيًا من مسائله.


المجموعة الأولى :
1: أم البراء الخطيب: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- سؤال استخراج الفوائد: دينُ عيسى عليه السلام ليس دينًا جديدًا على بني إسرائيل بل هو كما قال الله تعالى :{ ومصدقًا لما بين يدي من التوراة }.
- سؤال التفسير : لم يتضح من تفسيركِ معنى الغضب الأول، وبالإجابة كثير من الأخطاء الإملائية، أرجو الانتباه إليها.
- راجعي الرابط السابق في الملحوظة العامة.

2: ندى علي: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- سؤال التفسير: أحسنتِ الإيجاز مع استيعاب مسائل الآية والاقتصار على ما ترجح من أقوال وهذا مقصود في التفسير بإيجاز، بعكس إذا ما طُلب منكم التفصيل وتحرير الأقوال، لكن وددتُ لو بينتِ بين قوسين تفسير كل جزء من الآية، يعني مثلا:
اقتباس:
{ بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله }
يذم الله – عز وجل- اليهود وينكر عليهم فعلهم وهو أنهم باعوا أنفسهم ورضوا لها بالكفر بما أنزل الله –عز وجل- وهو القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

مع توضيح معنى { اشتروا به أنفسهم } بشكل أفضل.
- الإظهار في موضع الإضمار المقصودد به هنا أن الله عز وجل قال :{ فإن الله عدوٌ للكافرين } وكان من الممكن أن يقول { فإن الله عدوٌ لهم } إذ سبق الحديث عنهم والمتعاهد عليه أن يحال على ما تم ذكره بضمير، لكنه أظهر بقوله :{ الكافرين } وهذا من بلاغة القرآن العظيم، وأحد قواعد أصول التفسير، فأرجو مراجعة الرابط أعلاه، وستجدين تطبيقًا على القاعدة من خلال تفسير هذه الآية.

المجموعة الثانية :

1: هناء محمد علي : أ+
( أفضل الإجابات، بارك الله فيكِ ونفع بكِ )
من مواطن القوة :
- بيان أوجه الاستدلال في الفوائد وعلى كل دليل تستدلين في إجاباتك.
- استيعاب الأقوال في المسائل الخلافية، وبيان الدليل على كل قول ، وبيان القول الراجح ووجه الترجيح.
- عزو الأقوال لقائليها وبيان تخريج الأحاديث والآثار.

2: رشا نصر زيدان : أ
أحسنتِ، وتميزتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
من التعليقات على إجابتكِ :
- س2: ب: يمكن تصنيف الأقوال إلى ثلاثة أقوال رئيسة:
الأول : أن الغضب الأول غضب على اليهود الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون بسبب كفرهم به، والثاني غضب على أسلافهم، واختُلف في سبب هذا الغضب على أكثر من قول، يمكنكِ مراجعة تفسير ابن عطية وتحريره لهذه المسألة.
الثاني: أن الغضب الأول بسبب إثم استحقوا به النار، والثاني بسبب إثم سابق استحقوا به العقاب أيضًا، وهذا القول كالأول لكنه أعم.
الثالث: أنه للتأكيد والتشديد عليهم.
س3: لو بينتِ وجه الاستدلال من الآية، لكانت الإجابة أتم واستخراج وجه الاستدلال يظهر حسن فهم الطالب.

3: منى محمد مدني: أ
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س2: ب: راجعي التعليق السابق، مع إجابة الأخت هناء.
- تم خصم نصف درجة للتأخير.

المجموعة الثالثة :
ابتهال عبد المحسن: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- أعيدي تأمل الآية لاستخراج مزيد من الفوائد.
السؤال الثاني:
أ: نسبة الأقوال لمن قالها من السلف أولا مثل ابن عباس، ثم من قالها من المفسرين، وتجدين في تفسير ابن كثير استدلاله بالأحاديث والآثار على ما يورده من أقوال.
ويمكن تقسيم مسائل الخلاف في هذه الآية إلى :
1: سبب طلب تمني الموت : قولهم " نحن أبناء الله وأحباؤه " وما شابهها ، أو المباهلة.
2: على من يدعون بالموت : على أنفسهم ، أو على أي الفريقين أكذب. [ على الترتيب حسب المسألة السابقة ]
3: سبب امتناعهم عن تمني الموت : علمهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أن الله أمسك لسانهم عن تمني الموت.
وتحت كل مسألة تفصيل في كتب التفسير، وبيان من قال بكل قول، والأدلة على الراجح منها.

ب: أصل الخلاف في قوله :{ غلف } يرجع إلى الخلاف في قراءتها على قراءتين؛ سكون اللام وضمها، وعليه فالخلاف على قولين ، فأرجو مراجعة التفسير وإعادة تحرير المسألة.
- تم خصم نصف درجة للتأخير.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 صفر 1439هـ/6-11-2017م, 07:51 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


- وجوب الإيمان بجميع الرسل والاعتقاد أنهم مبعثون من عند الله عزوجل
- وجوب الإيمان بالكتب التي جاءت بها الرسل
- الاعتقاد أن الله يؤيد الرسل بالآيات والمعجزات
- الإيمان أن الله اصطفى من الملائكة رسل و من البشر رسل
- الإيمان بأن عيسى عليه السلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل
- الحذر الشديد من إتباع الهوى فهو سبب رد الحق.بل هو رأس المهالك..وقد يصل بالعبد أن يكون هواه هو المعيار والميزان في قبول الحق ورده وهذا أمر خطير نسأل الله السلامة والعافية..
- الحذر من الكبر والغرور .فهو سبب أيضا في رد الحق وعدم قبوله.
- وجوب تعظيم شأن الأنبياء.وإعطائهم حقوقهم والتأدب معهم ..ومن أساء للأنبياء فقد شابه اليهود ..
- تصديق الأنبياء فيما صح عنهم من أخبار ومن كذبهم فقد شاب اليهود
- عظم جرم اليهود حين قدموا على رسل رب العالمين فقتلوهم وكذبوهم
- عناية الله عزوجل لأوليائه حيث يؤيدهم يدافع عمهم


- المجموعة الثالثة:
1

1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

أجمع أهل التفسير أن اليهود قالوا: جبريل عدوّنا ، واختلف في كيفية ذلك ، وهل كان سبب النزول محاورتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، أو محاورتهم مع عمر ؟ وملخص العداوة أن ذلك لكون جبريل يأتي بالهلاك والشدة والخسف والجدب و الحرب ، ولو كان ميكائيل صاحب محمد لاتبعناه ، لأنه يأتي بالخصب والسلم والرخاء والعافية.

وجبريل هو الملك الموكل بإنزال الوحي على الرسل؛ وهو أعظم الملائكة؛ فهو رسولٌ من رسل اللّه ملكي.
و «جبريل» اسم أعجمي عربته العرب فلها فيه هذه اللغات.

فقال الله عزوجل- ردا على مقولة اليهود –


{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}

قل يا محمد لهم من كان عدوا لجبريل
{ فإنّه نزّله على قلبك}
فيها قولان:
الأول: "فإنّه" الضمير يرجع إلى جبريل
"نزله" الضمير يرجع إلى القران
والمعنى فإن جبريل نزل بالوحي والقران على قلبك
الثاني:
"فإنّه" الضمير يرجع إلى الله عزوجل
"نزله" الضمير يرجع إلى جبريل
والمعنى فإن الله نزل جبريل صلى الله عليه وسلم، بالقرآن وسائر الوحي على قلبك.

"على قلبك " الضمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف.

{بإذن اللّه} بأمره.
{مصدّقاً}حال من ضمير القرآن في{نزّله}.
«ما بين يديه»:لما قبله من الكتب التي أنزلها الله .

" وهدى وبشرى"...معطوفان على مصدّقاً ، فهما حالان:

هدىً ..أي هداية ؛ فالقران فيه هداية لقلوب المؤمنين
والبشرى: أي بشارة للمؤمنين بالثواب العظيم والجنة

وخص الهدى والبشرى بالمؤمنين ، لأن غير المؤمنين لا يكون لهم هدى به ولا بشرى
كما قال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ}[فصّلت: 44]، وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء82:

-ومقصد هذه الآية: تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم معاديه)
- وفيها أيضا أنه من عادى رسولًا فقد عادى جميع الرّسل، كما أنّ من آمن برسولٍ فإنّه يلزمه الإيمان بجميع الرّسل، وكما أنّ من كفر برسولٍ فإنّه يلزمه الكفر بجميع الرّسل، كما قال تعالى: {إنّ الّذين يكفرون باللّه ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين اللّه ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا}[النّساء:150، 151] فحكم عليهم بالكفر المحقّق، إذ آمنوا ببعض الرّسل وكفروا ببعضهم وكذلك من عادى جبريل فإنه عدو لله.



حرّر القول في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".

القراءات في "غلف"
ورد في ذلك قراءتان
القراءة الأولى
غلْفٌ:مخفّفة اللاّم ساكنةً، وهي قراءة عامّة الأمصار في جميع الأقطار.
ومعنى (غُلْف): ذوات غلف. الواحد منها أَغْلَف ؛مثل أحمر وحُمْر، وأصفر و صُفْر
و الغلْف هو الذي في غلاف وغطاء؛ ...فكل شيء في غلاف. هو غلف
كما يقال للسّيف إذا كان في غلافه: سيفٌ أغلف، وقوسٌ غلفاء، وجمعها غلفٌ..ورجل أغلف: إذا لم يختتن.
ومعنى قولهم "قلوبنا في غلف"
أي قلوبنا في غلاف ؛ في أكنة و أغطية لا تفهم عنك ولا تعقل شيئا مما تقول، كأنهم يقولون: ما نفهم شيئاً.
و القصد من كلامهم هو الإعراض عن الذي يقوله بحجة كون قلوبهم لا تفقه
ومما يقوي هذا المعنى قوله تعالى "" :{وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}.
وذهب إلى هذا القول جمع من السلف ؛ ابن عباس و قتادة
عن ابن عباس «قلوبنا عليها غلف وغشاوات فهي لا تفقه» ذكره ابن عطية
- وعن قتادة: «المعنى عليها طابع»، ذكره ابن عطية
-عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: في أكنّةٍ».
-
وعن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: لا تفقه».
-
وعن العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وقالوا قلوبنا غلفٌ} [قال: «هي القلوب المطبوع عليها».
-
وقال مجاهدٌ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}عليها غشاوةٌ».
-
وعن عكرمة: «عليها طابعٌ».
-
وعن أبو العالية: «أي: لا تفقه».
-
وعن السّدّيّ: «يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء».
-
وعن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم"قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول»، وقرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}... .
- عن الحسن في قوله: {قلوبنا غلفٌ}قال:«لم تختن». قال ابن كثير :..هذا القول يرجع معناه إلى ما تقدّم من عدم طهارة قلوبهم، وأنّها بعيدةٌ من الخير.
وهذا القول هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد ممّا روي من حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن أبي البختريّ، عن حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ».فذكر منها:«وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر».
-
القراءة الثانية
غُلُف: وهى قراءة الحسن وابن محيصن بضمهاورويت عن أبي عمرو،
و غُلُف جمع غلافٍ، مثل ما يجمع الكتاب كتبٌ، والحجاب حجبٌ، والشّهاب شهبٌ.ويجوز أن تسكن (غُلُف) فيقال: غُلْف، كما يقال في جمع مثال: مُثْل.
غُلُف جمع غلاف معناه أوعية
ومعنى قولهم "قلوبنا غُلُف " أي قلوبنا أوعية للعلم

وقصدهم بذلك أن قلوبهم مملوءةٌ بعلمٍ لا يحتاجون معه إلى علمٍ آخر
-وقيل أنه لو كان قولك حقا لقبلته قلوبنا لأن قلوبنا أوعيت للعلم و حيث لم تقبله دل ذلك أن قولك قد جانب الحق

وممن قال بهذا القول من السلف ابن عباس و عطية العوفي
-عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وقالوا قلوبنا غلفٌ}قال: «قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره».
- وعن عطيّة العوفيّ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: أوعيةٌ للعلم».
وذهب المفسرون الثلاثة إلى ترجيح القول الأول ..بدلالة سياق الآية نفسها فقد قال الله تعالى بعدها:" بل طبع الله على قلوبهم"
و "بل" للإبطال أي أن الله تعالى أبطل قولهم ذاك؛ فليس الأمر كما ادعوا ثم بين تعالى أن السبب في نفورهم عن الإيمان إنما هو أنهم لعنوا بما تقدم من كفرهم واجترامهم. واللعن هو الطرد والإبعاد و طريقه أن يطبع على القلب كما قال تعالى في سورة النساء،: {وقولهم قلوبنا غلفٌ بل طبع اللّه عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}[النّساء: 155].
فصار سبب إيمانهم كون قلوبهم ملعونةٌ مطبوعٌ عليها. نسأل الله السلامة والعافية



ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.


كانت اليهود تزعم أن الجنة خالصة لهم من دون الناس ، وأنهم أبناء الله و أن الله لا يعذبهم
فأمر الله عزوجل نبيه أن يطلب من اليهود تمنى الموت لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة ، كان الموت أحب إليه من الحياة ، لما يصير إليه من نعم الجنة ، ويزول عنه من أذى الدنيا ذكره المفسرون الثلاث
- وقيل أن سبب هذا الدعاء إلى تمني الموت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد به هلاك الفريق المكذب أو قطع حجتهم، لا أن علته قولهم نحن أبناء الله). ذكره ابن عطية ولم ينسبه إلى أحد
-
-
- معنى" تمنوا الموت"
فيه قولان
-الأول : يا محمد قل لهؤلاء اليهود إن كنت صادقين في قولكم أنكم أبناء الله وأحباؤه وأن الله لا يعذبكم وأن الجنة أعدت لكم دون سائر الناس فتمنوا الموت و اطلبوه ..لأنّ من علم أنّ الجنّة مآبه حنَّ إليها ولا سبيل إلى دخولها إلاّ بعد الموت فاستعجلوه بالتمني .
وعن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما دعوا إلى تمني الموت لأنهم كانوا يقولون : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [ المائدة : 20 ] . ويقولون : ( لَنْ يَّدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى ). فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : إن كنتم صادقين/ فيما تقولون ، فتمنوا الموت فلم يفعلوا فَبَانَ كذبهم.
ويكون المراد بقوله: «تمنوا» إما
- أريدوه بقلوبكم واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين.
- أو«المراد فيه السؤال فقط وإن لم يكن بالقلب».قاله ابن عباس ذكره ابن عطية
- وعن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «{فتمنّوا الموت}فسلوا الموت». ذكره ابن كثير
وهذا القول ذكره المفسرون الثلاثة ..ولم يذكر الزجاج غيره
الثاني:
و المعنى الآخر لقوله "فتمنوا الموت" المباهلة.. أي :ادعوا بالموت والهلاك على أيّ الفريقين أكذب.منهم أو من المؤمنين
وهذه الآية مثل ما أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو نصارى نجران إلى المباهلة إذ خالفوه في عيسى صلوات الله عليه وجادلوا فيه .
ونقل ابن جريرٍ هذا القول عن قتادة، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، رحمهم اللّه.ذكره ابن كثير
ونقله ابن عطية عن ابن عباس
- وعن ابن عباس «إنما أمروا بالدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم»،ذكره ابن عطية
وعن ابن عباس : قيل لهم: ادعوا بالموت على أي : الفريقين أكذب فأبوا "
وعن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «يقول اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم:{قل إن كانت لكم الدّار الآخرة عند اللّه خالصةً من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}أي: ادعوا بالموت على أيّ الفريقين أكذب. فأبوا ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكره ابن كثير
فامتنعت اليهود من إجابة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لعلمها أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها . كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في عيسى إذ دُعوا إلى المباهلة لهذا قال الله تعال "{ ولن يتمنّوه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين}
وسمّيت هذه المباهلة تمنّيًا؛ لأنّ كلّ محقٍّ يودّ لو أهلك اللّه المبطل المناظر له ولا سيّما إذا كان في ذلك حجّةً له فيها بيان حقّه وظهوره، وكانت المباهلة بالموت؛ لأنّ الحياة عندهم عزيزةٌ عظيمةٌ لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت.

وهذا هو القول الذي رجحه ابن كثير ونصره وحجته في ذلك :
-أنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنّهم صادقون في دعواهم أنّهم يتمنوا الموت فإنّه لا ملازمة بين وجود الصّلاح وتمنّي الموت، وكم من صالحٍ لا يتمنّى الموت، بل يودّ أن يعمّر ليزداد خيرًا وترتفع درجته في الجنّة..
- لو كان هذه الحجة صحيحة فإن المشركون سيقلبونها على المسلمين ويقولون فها أنتم أيّها المسلمون تعتقدون أنّكم أصحاب الجنّة، وأنتم لا تتمنّون في حال الصّحّة الموت؛ فكيف تلزمونا بما لا نلزمكم؟
ويصير على هذا معنى الآية: إن كنتم تعتقدون أنّكم أولياء اللّه من دون النّاس، وأنّكم أبناء اللّه وأحبّاؤه، وأنّكم من أهل الجنّة ومن عداكم من أهل النّار، فباهلوا على ذلك وادعوا على الكاذبين منكم أو من غيركم، واعلموا أنّ المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة. قاله ابن كثير.

**هل حصل منهم تمني الموت و طلبه ..وقد كانوا أشد الناس حرصا على إظهار كذب النبي صلى الله عليه وسلم
لا طبعا لم يحصل منهم تمنى..و سبب ذلك
- أحجموا عن تمنيه، فرقا من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكذبهم في قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وحرصا منهم على الحياة.ذكره المفسرون الثلاثة
-
وقيل: ليس هم الذين أحجموا بل إن الله تعالى منعهم من التمني وقصرهم على الإمساك عنه، لتظهر الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية

فتضمنت الآية معنيين:
أحدهما : إظهار كذبهم وتَبكيتهم به .
والثاني : الدلالة على نبوة النبي عليه السلام .
وكان يكون في إظهارهم التمني والمباهلة تكذيبٌ له ودَحْضٌ لحجته إذا لم ينزل بهم ما أوْعَدَهُم ، فلما أحجموا عن ذلك مع التحدي والوعيد مع سهولة هذا القول ، دلّ ذلك على علمهم بصحة نبوته بما عرفوه من كتبهم من نعته وصفته ، كما قال تعالى : { ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم } .

3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.

كانت الرسل تترا على بني إسرائيل
وكانت بنو إسرائيل تعامل الأنبياء عليهم السّلام أسوأ المعاملة، ففريقًا يكذّبونه. وفريقًا يقتلونه، وما ذاك إلّا لأنّهم كانوا يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم وآرائهم وبإلزامهم بأحكام التّوراة التي قد تصرّفوا في مخالفتها، . وكان عيسى عليه الصلاة والسلام آخر رسل بني إسرائيل، فجاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات، وهي: المعجزات. ذكره ابن كثير

ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
تخصيص الظالمين بعلم الله عزوجل لإفادة حصول الوعيد
ذكره ابن عطية بقوله .....وقوله تعالى: {واللّه عليمٌ بالظّالمين} ظاهرها الخبر ومضمنها الوعيد، لأن الله عليم بالظالمين وغيرهم، ففائدة تخصيصهم حصول الوعيد



رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1439هـ/7-11-2017م, 07:13 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


- وجوب الإيمان بجميع الرسل والاعتقاد أنهم مبعثون من عند الله عزوجل
- وجوب الإيمان بالكتب التي جاءت بها الرسل
- الاعتقاد أن الله يؤيد الرسل بالآيات والمعجزات
- الإيمان أن الله اصطفى من الملائكة رسل و من البشر رسل
- الإيمان بأن عيسى عليه السلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل
- الحذر الشديد من إتباع الهوى فهو سبب رد الحق.بل هو رأس المهالك..وقد يصل بالعبد أن يكون هواه هو المعيار والميزان في قبول الحق ورده وهذا أمر خطير نسأل الله السلامة والعافية..
- الحذر من الكبر والغرور .فهو سبب أيضا في رد الحق وعدم قبوله.
- وجوب تعظيم شأن الأنبياء.وإعطائهم حقوقهم والتأدب معهم ..ومن أساء للأنبياء فقد شابه اليهود ..
- تصديق الأنبياء فيما صح عنهم من أخبار ومن كذبهم فقد شاب اليهود
- عظم جرم اليهود حين قدموا على رسل رب العالمين فقتلوهم وكذبوهم
- عناية الله عزوجل لأوليائه حيث يؤيدهم يدافع عمهم


- المجموعة الثالثة:
1

1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

أجمع أهل التفسير أن اليهود قالوا: جبريل عدوّنا ، واختلف في كيفية ذلك ، وهل كان سبب النزول محاورتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، أو محاورتهم مع عمر ؟ وملخص العداوة أن ذلك لكون جبريل يأتي بالهلاك والشدة والخسف والجدب و الحرب ، ولو كان ميكائيل صاحب محمد لاتبعناه ، لأنه يأتي بالخصب والسلم والرخاء والعافية.

وجبريل هو الملك الموكل بإنزال الوحي على الرسل؛ وهو أعظم الملائكة؛ فهو رسولٌ من رسل اللّه ملكي.
و «جبريل» اسم أعجمي عربته العرب فلها فيه هذه اللغات.

فقال الله عزوجل- ردا على مقولة اليهود –


{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}

قل يا محمد لهم من كان عدوا لجبريل
{ فإنّه نزّله على قلبك}
فيها قولان:
الأول: "فإنّه" الضمير يرجع إلى جبريل
"نزله" الضمير يرجع إلى القران
والمعنى فإن جبريل نزل بالوحي والقران على قلبك
الثاني:
"فإنّه" الضمير يرجع إلى الله عزوجل
"نزله" الضمير يرجع إلى جبريل
والمعنى فإن الله نزل جبريل صلى الله عليه وسلم، بالقرآن وسائر الوحي على قلبك.

"على قلبك " الضمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف.

{بإذن اللّه} بأمره.
{مصدّقاً}حال من ضمير القرآن في{نزّله}.
«ما بين يديه»:لما قبله من الكتب التي أنزلها الله .

" وهدى وبشرى"...معطوفان على مصدّقاً ، فهما حالان:

هدىً ..أي هداية ؛ فالقران فيه هداية لقلوب المؤمنين
والبشرى: أي بشارة للمؤمنين بالثواب العظيم والجنة

وخص الهدى والبشرى بالمؤمنين ، لأن غير المؤمنين لا يكون لهم هدى به ولا بشرى
كما قال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ}[فصّلت: 44]، وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء82:

-ومقصد هذه الآية: تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم معاديه)
- وفيها أيضا أنه من عادى رسولًا فقد عادى جميع الرّسل، كما أنّ من آمن برسولٍ فإنّه يلزمه الإيمان بجميع الرّسل، وكما أنّ من كفر برسولٍ فإنّه يلزمه الكفر بجميع الرّسل، كما قال تعالى: {إنّ الّذين يكفرون باللّه ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين اللّه ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا}[النّساء:150، 151] فحكم عليهم بالكفر المحقّق، إذ آمنوا ببعض الرّسل وكفروا ببعضهم وكذلك من عادى جبريل فإنه عدو لله.



حرّر القول في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".

القراءات في "غلف"
ورد في ذلك قراءتان
القراءة الأولى
غلْفٌ:مخفّفة اللاّم ساكنةً، وهي قراءة عامّة الأمصار في جميع الأقطار.
ومعنى (غُلْف): ذوات غلف. الواحد منها أَغْلَف ؛مثل أحمر وحُمْر، وأصفر و صُفْر
و الغلْف هو الذي في غلاف وغطاء؛ ...فكل شيء في غلاف. هو غلف
كما يقال للسّيف إذا كان في غلافه: سيفٌ أغلف، وقوسٌ غلفاء، وجمعها غلفٌ..ورجل أغلف: إذا لم يختتن.
ومعنى قولهم "قلوبنا في غلف"
أي قلوبنا في غلاف ؛ في أكنة و أغطية لا تفهم عنك ولا تعقل شيئا مما تقول، كأنهم يقولون: ما نفهم شيئاً.
و القصد من كلامهم هو الإعراض عن الذي يقوله بحجة كون قلوبهم لا تفقه
ومما يقوي هذا المعنى قوله تعالى "" :{وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}.
وذهب إلى هذا القول جمع من السلف ؛ ابن عباس و قتادة
عن ابن عباس «قلوبنا عليها غلف وغشاوات فهي لا تفقه» ذكره ابن عطية
- وعن قتادة: «المعنى عليها طابع»، ذكره ابن عطية
-عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: في أكنّةٍ».
-
وعن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: لا تفقه».
-
وعن العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وقالوا قلوبنا غلفٌ} [قال: «هي القلوب المطبوع عليها».
-
وقال مجاهدٌ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}عليها غشاوةٌ».
-
وعن عكرمة: «عليها طابعٌ».
-
وعن أبو العالية: «أي: لا تفقه».
-
وعن السّدّيّ: «يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء».
-
وعن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم"قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول»، وقرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}... .
- عن الحسن في قوله: {قلوبنا غلفٌ}قال:«لم تختن». قال ابن كثير :..هذا القول يرجع معناه إلى ما تقدّم من عدم طهارة قلوبهم، وأنّها بعيدةٌ من الخير.
وهذا القول هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد ممّا روي من حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن أبي البختريّ، عن حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ».فذكر منها:«وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر».
-
القراءة الثانية
غُلُف: وهى قراءة الحسن وابن محيصن بضمهاورويت عن أبي عمرو،
و غُلُف جمع غلافٍ، مثل ما يجمع الكتاب كتبٌ، والحجاب حجبٌ، والشّهاب شهبٌ.ويجوز أن تسكن (غُلُف) فيقال: غُلْف، كما يقال في جمع مثال: مُثْل.
غُلُف جمع غلاف معناه أوعية
ومعنى قولهم "قلوبنا غُلُف " أي قلوبنا أوعية للعلم

وقصدهم بذلك أن قلوبهم مملوءةٌ بعلمٍ لا يحتاجون معه إلى علمٍ آخر
-وقيل أنه لو كان قولك حقا لقبلته قلوبنا لأن قلوبنا أوعيت للعلم و حيث لم تقبله دل ذلك أن قولك قد جانب الحق

وممن قال بهذا القول من السلف ابن عباس و عطية العوفي
-عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وقالوا قلوبنا غلفٌ}قال: «قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره».
- وعن عطيّة العوفيّ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: أوعيةٌ للعلم».
وذهب المفسرون الثلاثة إلى ترجيح القول الأول ..بدلالة سياق الآية نفسها فقد قال الله تعالى بعدها:" بل طبع الله على قلوبهم"
و "بل" للإبطال أي أن الله تعالى أبطل قولهم ذاك؛ فليس الأمر كما ادعوا ثم بين تعالى أن السبب في نفورهم عن الإيمان إنما هو أنهم لعنوا بما تقدم من كفرهم واجترامهم. واللعن هو الطرد والإبعاد و طريقه أن يطبع على القلب كما قال تعالى في سورة النساء،: {وقولهم قلوبنا غلفٌ بل طبع اللّه عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}[النّساء: 155].
فصار سبب إيمانهم كون قلوبهم ملعونةٌ مطبوعٌ عليها. نسأل الله السلامة والعافية



ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.


كانت اليهود تزعم أن الجنة خالصة لهم من دون الناس ، وأنهم أبناء الله و أن الله لا يعذبهم
فأمر الله عزوجل نبيه أن يطلب من اليهود تمنى الموت لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة ، كان الموت أحب إليه من الحياة ، لما يصير إليه من نعم الجنة ، ويزول عنه من أذى الدنيا ذكره المفسرون الثلاث
- وقيل أن سبب هذا الدعاء إلى تمني الموت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد به هلاك الفريق المكذب أو قطع حجتهم، لا أن علته قولهم نحن أبناء الله). ذكره ابن عطية ولم ينسبه إلى أحد
-
-
- معنى" تمنوا الموت"
فيه قولان
-الأول : يا محمد قل لهؤلاء اليهود إن كنت صادقين في قولكم أنكم أبناء الله وأحباؤه وأن الله لا يعذبكم وأن الجنة أعدت لكم دون سائر الناس فتمنوا الموت و اطلبوه ..لأنّ من علم أنّ الجنّة مآبه حنَّ إليها ولا سبيل إلى دخولها إلاّ بعد الموت فاستعجلوه بالتمني .
وعن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما دعوا إلى تمني الموت لأنهم كانوا يقولون : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [ المائدة : 20 ] . ويقولون : ( لَنْ يَّدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى ). فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : إن كنتم صادقين/ فيما تقولون ، فتمنوا الموت فلم يفعلوا فَبَانَ كذبهم.
ويكون المراد بقوله: «تمنوا» إما
- أريدوه بقلوبكم واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين.
- أو«المراد فيه السؤال فقط وإن لم يكن بالقلب».قاله ابن عباس ذكره ابن عطية
- وعن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «{فتمنّوا الموت}فسلوا الموت». ذكره ابن كثير
وهذا القول ذكره المفسرون الثلاثة ..ولم يذكر الزجاج غيره
الثاني:
و المعنى الآخر لقوله "فتمنوا الموت" المباهلة.. أي :ادعوا بالموت والهلاك على أيّ الفريقين أكذب.منهم أو من المؤمنين
وهذه الآية مثل ما أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو نصارى نجران إلى المباهلة إذ خالفوه في عيسى صلوات الله عليه وجادلوا فيه .
ونقل ابن جريرٍ هذا القول عن قتادة، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، رحمهم اللّه.ذكره ابن كثير
ونقله ابن عطية عن ابن عباس
- وعن ابن عباس «إنما أمروا بالدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم»،ذكره ابن عطية
وعن ابن عباس : قيل لهم: ادعوا بالموت على أي : الفريقين أكذب فأبوا "
وعن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «يقول اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم:{قل إن كانت لكم الدّار الآخرة عند اللّه خالصةً من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}أي: ادعوا بالموت على أيّ الفريقين أكذب. فأبوا ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكره ابن كثير
فامتنعت اليهود من إجابة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لعلمها أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها . كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في عيسى إذ دُعوا إلى المباهلة لهذا قال الله تعال "{ ولن يتمنّوه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين}
وسمّيت هذه المباهلة تمنّيًا؛ لأنّ كلّ محقٍّ يودّ لو أهلك اللّه المبطل المناظر له ولا سيّما إذا كان في ذلك حجّةً له فيها بيان حقّه وظهوره، وكانت المباهلة بالموت؛ لأنّ الحياة عندهم عزيزةٌ عظيمةٌ لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت.

وهذا هو القول الذي رجحه ابن كثير ونصره وحجته في ذلك :
-أنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنّهم صادقون في دعواهم أنّهم يتمنوا الموت فإنّه لا ملازمة بين وجود الصّلاح وتمنّي الموت، وكم من صالحٍ لا يتمنّى الموت، بل يودّ أن يعمّر ليزداد خيرًا وترتفع درجته في الجنّة..
- لو كان هذه الحجة صحيحة فإن المشركون سيقلبونها على المسلمين ويقولون فها أنتم أيّها المسلمون تعتقدون أنّكم أصحاب الجنّة، وأنتم لا تتمنّون في حال الصّحّة الموت؛ فكيف تلزمونا بما لا نلزمكم؟
ويصير على هذا معنى الآية: إن كنتم تعتقدون أنّكم أولياء اللّه من دون النّاس، وأنّكم أبناء اللّه وأحبّاؤه، وأنّكم من أهل الجنّة ومن عداكم من أهل النّار، فباهلوا على ذلك وادعوا على الكاذبين منكم أو من غيركم، واعلموا أنّ المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة. قاله ابن كثير.

**هل حصل منهم تمني الموت و طلبه ..وقد كانوا أشد الناس حرصا على إظهار كذب النبي صلى الله عليه وسلم
لا طبعا لم يحصل منهم تمنى..و سبب ذلك
- أحجموا عن تمنيه، فرقا من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكذبهم في قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وحرصا منهم على الحياة.ذكره المفسرون الثلاثة
-
وقيل: ليس هم الذين أحجموا بل إن الله تعالى منعهم من التمني وقصرهم على الإمساك عنه، لتظهر الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية

فتضمنت الآية معنيين:
أحدهما : إظهار كذبهم وتَبكيتهم به .
والثاني : الدلالة على نبوة النبي عليه السلام .
وكان يكون في إظهارهم التمني والمباهلة تكذيبٌ له ودَحْضٌ لحجته إذا لم ينزل بهم ما أوْعَدَهُم ، فلما أحجموا عن ذلك مع التحدي والوعيد مع سهولة هذا القول ، دلّ ذلك على علمهم بصحة نبوته بما عرفوه من كتبهم من نعته وصفته ، كما قال تعالى : { ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم } .

3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.

كانت الرسل تترا على بني إسرائيل
وكانت بنو إسرائيل تعامل الأنبياء عليهم السّلام أسوأ المعاملة، ففريقًا يكذّبونه. وفريقًا يقتلونه، وما ذاك إلّا لأنّهم كانوا يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم وآرائهم وبإلزامهم بأحكام التّوراة التي قد تصرّفوا في مخالفتها، . وكان عيسى عليه الصلاة والسلام آخر رسل بني إسرائيل، فجاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات، وهي: المعجزات. ذكره ابن كثير

ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
تخصيص الظالمين بعلم الله عزوجل لإفادة حصول الوعيد
ذكره ابن عطية بقوله .....وقوله تعالى: {واللّه عليمٌ بالظّالمين} ظاهرها الخبر ومضمنها الوعيد، لأن الله عليم بالظالمين وغيرهم، ففائدة تخصيصهم حصول الوعيد




أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- سؤال الفوائد : نستدل على ما نستخرج من فوائد بالآية ، مع بيان وجه الاستدلال.
- يؤخذ عليكِ الإكثار من النسخ في مواضع عدة من إجابتكِ، مثلا قلتِ:
اقتباس:
و «جبريل» اسم أعجمي عربته العرب فلها فيه هذه اللغات.
ثم لم تذكري هذه اللغات !
- تم الخصم للتأخير.
التقويم : أ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 صفر 1439هـ/8-11-2017م, 01:57 AM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 – 100 )


1) عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

يستفاد من قوله تعالى { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ }
1)على المسلم الإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله تعالى سواء ممن ذكرت أسماءهم أم لم تذكر تفصيلا وإجمالا ، قال تعالى { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ } ، فالإيمان بهم ركن من أركان الإيمان الستة .

يستفاد من قوله تعالى { وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ }
1) على المسلم الإيمان بأن النصر والتأييد لا يكون إلا من عند الله تعالى ، فيسعى بطلبه منه وحده.
2) أن الله يصطفي من خلقه من يشاء ليكونوا له رسلا ودعاة ، فعلى المسلم أن يسعى ويجتهد ليكون ممن يحمل هم الدعوة والرسالة فيكون شرفا ووساما له ، قال تعالى { ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }

يستفاد من قوله تعالى { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }
1) على المسلم اتباع أوامر الله ونواهيه والعمل بما جاء بالقرآن والحذر من الهوى وعدم اتباع ما جاء في الكتب كما فعل بنوا اسرائيل فحرفوا وغيروا في كتبهم وكذبوا برسلهم وقتلوهم لأنهم خلاف أهوائهم .
2) على المسلم التواضع والبعد عن الكبر والغرور ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ "
3) على المسلم التأدب مع العلماء والدعاة فهم ورثة الأنبياء ، ولا يكونوا كبني إسرائيل الذين كذبوا رسلهم وأساؤوا الأدب معهم .

المجموعة الثانية


1) فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } يذكّر الله بني إسرائيل بأنه أخذ منهم الميثاق والعهد بالإيمان به وحده واتباع رسله ويذكرهم بما أنزل عليهم من التوراة والعمل بما جاء فيه من أحكام وشرائع ، فما كان منهم إلا الكبر والغرور والمخالفة والرفض . { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ } فما كان منه جل جلاله وتعالت قدرته إلا أن رفع عليهم جبل الطور متوعدا ومهددا ومحذرا وآمرا إياهم باتباع ما أنزل عليهم في التوراة ، وإلا أوقع عليهم الطور ففعلوا وألزموا أنفسهم ألا يخالفوا العهد والميثاق. { خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا } بعد أن رفع الله جبل الطور مهددا ومتوعدا إياهم،أمرهم بأن يأخذوا كتابهم التوراة ويعملوا بالميثاق والعهد الذي أعطوه لله وهو أن لا يخالفوا ما في التوراة ويعملوا بما فيه بجد وعزيمة وقوة ويخلصوا العمل لله وأن يسمعوا أوامر الله بطاعتهم له والانقياد له وعدم المخالفة ، وإن لم يفعلوا استحقوا عقوبة الله باسقاط الجبل عليهم . { قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } فما كان من بني إسرائيل بعد إعطائهم الله العهد بالسمع والطاعة وعدم المخالفة إلا أنهم استكبروا وعصوا ما أمرهم الله به ، وبالغوا في جحودهم وعنادهم وقالوا سمعنا كلامك وعصينا أوامرك وشرائعك فكفروا به ، وكان ذلك خلاف العهد والميثاق وما نطقت به ألسنتهم { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } وما كان منهم بسبب عنادهم وتكبرهم وعتوهم وطغيانهم إلا أن عبدوا العجل حتى طغى وختم على قلوبهم فأصبحوا من حبهم له كأنها تشربت قلوبهم حب عبادته فتغلغل في قلوبهم وانقادت له أفعالهم فعبدوه وخالفوا أوامر الله وعصوه وكفروا به . { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } يخاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويأمره بأن يخبرهم موبخا إياهم بأنه إن كانت هذه الأفعال القبيحة التي يقومون بها هي الإيمان ، فبئس الإيمان إيمانكم الذي يأمركم بالكفر بما جئت به وما أنزل الله تعالى وبمخالفتهم وعصيانهم لرسلهم وقتلهم الأنبياء ونفضهم العهود والمواثيق وما استحقوه من غضب الله عليهم ، فالإيمان الحق لا يأمر بمثل هذه الأفعال . { إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }أي أن أفعالكم ليست من صفات المؤمنين ولا من أفعالهم فهم يطيعون الله ورسوله بكل ما دعوهم إليه ، ليست كصفاتكم وأفعالكم .


2) حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
روح القدس مركب إضافي يتكون من روح ، وقدس
معنى القدس :
القول الأول : هو اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس ، رواه الربيع ومجاهد كعب وذكره ابن عطية وابن كثير
قال ابن كثير :
- وحكى القرطبي عن مجاهدٍ والحسن البصري أنهما قالا: «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل»
- عن الرّبيع بن أنسٍ " القدس هو الرّبّ تبارك وتعالى "
القول الثاني : هي الطهارة ، رواه ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثالث : هي البركة.رواه السدي وذكره ابن عطية وابن كثير

واختلف المفسرون في المراد بروح القدس على أقوال منها :
القول الأول: أنه جبريل عليه السلام ، رواه السدي والضحاك والربيع وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
وقد استدل ابن كثيرعلى هذا القول بأدلة منها :
- عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك»
- قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك».
- عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»رواه ابن حبان في صحيحه.
- عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم ،رواه محمد بن اسحاق .
- عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم.
- وفي بعض الرّوايات: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لحسّان:«اهجهم -أو: هاجهم- وجبريل معك».مروي في الصحيحين
- وفي شعر حسّان قوله:
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي ....... وروح القدس ليس به خفاء

القول الثاني: هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى ، رواه ابن عبا س وسعيد بن جبير وعبيد بن عمير وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث: الإنجيل ، أيد اللّه عيسى بالإنجيل روحا كما جعل القرآن روحًا، وكلاهما روح من اللّه، قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} رواه ابن زيد وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الرابع : هو حفظة على الملائكة ، رواه أبي نجيح وذكره ابن كثير
القول الخامس : هو روح عيسى نفسه المقدسة المطهرة ، ما تضمنه كلام الزمخشري وقد ذكره ابن كثير .

القول الراجح:
فقد رجح ابن كثير القول الأول بأن المراد بالقدس هو الله تعالى ، ورجح الزجاج وابن عطية وابن كثير أن المراد بروح القدس هو جبريل عليه السلام .
وهو ما رجحه ابن جرير فقال :
وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال:"الروح" في هذا الموضع جبريل. لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه أيد عيسى به، كما أخبر في قوله: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...) [المائدة: 110]
وإنما سمى الله تعالى جبريل"روحا" وأضافه إلى"القدس"، لأنه كان بتكوين الله له روحا من عنده، من غير ولادة والد ولده، فسماه بذلك"روحا"، وأضافه إلى"القدس" - و"القدس"، هو الطهر - كما سمي عيسى ابن مريم"روحا" لله من أجل تكوينه له روحا من عنده من غير ولادة والد ولده.

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب }
معنى باءوا في اللغة : يقال: قد بؤت بهذا الذنب، أي: احتملوا واستحقوا .
ذكر الله في الآية استحقاق واستوجاب غضب الله لبني اسرائيل ، وقد اختلف المفسرون في المعنى المراد في قوله { غضب على غضب } على أقوال :
القول الأول :أن الغضب كان بسبب الكفر ، أي أن الله غضب على بني إسرائيل بسبب كفرهم وتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والغضب الثاني على أسلافهم بسبب كفرهم وتكذيبهم للأنبياء وبكتبهم وبما فعلوه ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
واختلفوا في سبب الغضب على أسلافهم على أقوال منها:
1) قيل الغضب كان بسبب كفرهم بعيسى عليه السلام وما نزل عليه من الإنجيل ، رواه أبي العالية وعكرمة وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
واستدل ابن كثير بقول أبي العالية فقال " غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام "
2) وقيل الغضب كان بسبب كفرهم بموسى عليه السلام وتحريفهم وتغييرهم للتوراة .ذكره ابن كثير.
واستدل ابن كثير بقول ابن عباس قال " فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم.
3) وقيل الغضب كان بسبب عبادتهم العجل ، رواه ابن عباس والسدي وذكره ابن عطية وابن كثير .
استدل ابن كثير بقول السدي : " أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم " .
4) وقيل الغضب كان بسبب قولهم عزير ابن الله - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ذكره ابن عطية
كل هذه أسباب لاستحقاق بني إسرائيل غضب الله ، فهم استوجبوا الغضب بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم للقرآن ، وهو ما استحقه أسلافهم من غضب الله عليهم بسبب كفرهم بالأنبياء – موسى وعيسى عليهما السلام - وتحريفهم وتغييرهم وتكذيبهم للتوراة والإنجيل ، وما فعلوه من أفعال قبيحة من عبادة العجل وقتلهم الأنبياء بغير حق وغيرها من الأعمال المشينة، فاستحقوا واستوجبوا غضب وسخط الله عليهم .

القول الثاني : أن الغضب كان بسبب آثامىوذنوب ، وهو أعم من القول الأول ، فاستحقوا النار بسبب آثامهم وذنوبهم ، والغضب الثاني بسبب أثام سابقة تقدمت فاستحقوا بذلك النار أيضا . ذكره الزجاج .
القول الثالث : أن الغضب الثاني للتأكيد والتشديد عليهم ، فهم في غضب شديد وعظيم ، وليس المقصود أنه أراد غضبين معللين بقصتين ، ذكره ابن عطية
مثل قوله تعالى { فزادتهم رجسا إلى رجسهم }
والأقوال كلها متلازمة ومتوافقة ولا تعارض بينها فتحتملها الآية جميعا .

3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون }
يدل استعمال الفعل المضارع في قوله ( تقتلون) على الاستمرارية والتجدد فأراد وصفهم في المستقبل ، فدل ذلك على أن هذا الفعل طبيعة فيهم وأنهم مستمرون عليه ، فهو فعلهم مع الأنبياء والرسل أما مكذبون لهم أو قتلة لهم ، وقد استمروا بهذا الفعل فحاولوا قتل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عدة مرات إما بالسم أو السحر أو غير ذلك ، كمحاولتهم إلقاء الحج عليه ، وعن طريق تسميم الشاة ، وقد حاول لبيد بن الأعصم سحره صلى الله عليه وسلم ، إلا أن الله عصمه ونجاه منهم ، فقال في مرض موته ( ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري ) رواه البخاري ، ذكره الزمخشري .
وما زالت صفة الكذب والقتل ملازمة لليهود إلى وقتنا هذا وإلى أن تقوم الساعة من خلال قتلهم لأخواننا في الأراضي المحتلة وكذبهم ونقضهم للعهود والمواثيق ، فلا يأمن مكرهم ولا سلام معهم .

ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى{ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ }
كفر اليهود بالرسول الله صلى الله عليه وسلم كان بسبب حسدهم وتكبرهم وتعنتهم ، ذلك أن الله اختاره لحمل رسالة التوحيد وليكون خاتم الأنبياء ، فكان هذا الاصطفاء شرف وفضل امتنه الله على نبيه ، وقد كان بنو اسرائيل يريدون الرسول أن يكون منهم ، فاستحقوا غضب وسخط الله عليهم بسبب بغيهم وحسدهم وكفرهم وتكذيبهم وما قاموا به من افعال قبيحة .

والحمد لله رب العالمين

أعتذر جدا عن التأخير ، وأعاننا الله على الاستمرار في هذا البرنامج النافع المفيد ، ورزق القائمين عليه الأجر والثواب .




رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11 ربيع الأول 1439هـ/29-11-2017م, 09:31 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة محمود صالح مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 – 100 )


1) عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

يستفاد من قوله تعالى { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ }
1)على المسلم الإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله تعالى سواء ممن ذكرت أسماءهم أم لم تذكر تفصيلا وإجمالا ، قال تعالى { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ } ، فالإيمان بهم ركن من أركان الإيمان الستة .

يستفاد من قوله تعالى { وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ }
1) على المسلم الإيمان بأن النصر والتأييد لا يكون إلا من عند الله تعالى ، فيسعى بطلبه منه وحده.
2) أن الله يصطفي من خلقه من يشاء ليكونوا له رسلا ودعاة ، فعلى المسلم أن يسعى ويجتهد ليكون ممن يحمل هم الدعوة والرسالة فيكون شرفا ووساما له ، قال تعالى { ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }

يستفاد من قوله تعالى { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }
1) على المسلم اتباع أوامر الله ونواهيه والعمل بما جاء بالقرآن والحذر من الهوى وعدم اتباع ما جاء في الكتب كما فعل بنوا اسرائيل فحرفوا وغيروا في كتبهم وكذبوا برسلهم وقتلوهم لأنهم خلاف أهوائهم .
2) على المسلم التواضع والبعد عن الكبر والغرور ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ "
3) على المسلم التأدب مع العلماء والدعاة فهم ورثة الأنبياء ، ولا يكونوا كبني إسرائيل الذين كذبوا رسلهم وأساؤوا الأدب معهم .

المجموعة الثانية


1) فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } يذكّر الله بني إسرائيل بأنه أخذ منهم [ عليهم ] الميثاق والعهد بالإيمان به وحده واتباع رسله ويذكرهم بما أنزل عليهم من التوراة والعمل بما جاء فيه من أحكام وشرائع ، فما كان منهم إلا الكبر والغرور والمخالفة والرفض . { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ } فما كان منه جل جلاله وتعالت قدرته إلا أن رفع عليهم جبل الطور متوعدا ومهددا ومحذرا وآمرا إياهم باتباع ما أنزل عليهم في التوراة ، وإلا أوقع عليهم الطور ففعلوا وألزموا أنفسهم ألا يخالفوا العهد والميثاق. { خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا } بعد أن رفع الله جبل الطور مهددا ومتوعدا إياهم،أمرهم بأن يأخذوا كتابهم التوراة ويعملوا بالميثاق والعهد الذي أعطوه لله وهو أن لا يخالفوا ما في التوراة ويعملوا بما فيه بجد وعزيمة وقوة ويخلصوا العمل لله وأن يسمعوا أوامر الله بطاعتهم له والانقياد له وعدم المخالفة ، وإن لم يفعلوا استحقوا عقوبة الله باسقاط [ بإسقاط ] الجبل عليهم . { قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } فما كان من بني إسرائيل بعد إعطائهم الله العهد بالسمع والطاعة وعدم المخالفة إلا أنهم استكبروا وعصوا ما أمرهم الله به ، وبالغوا في جحودهم وعنادهم وقالوا سمعنا كلامك وعصينا أوامرك وشرائعك فكفروا به ، وكان ذلك خلاف العهد والميثاق وما نطقت به ألسنتهم { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } وما كان منهم بسبب عنادهم وتكبرهم وعتوهم وطغيانهم إلا أن عبدوا العجل حتى طغى وختم على قلوبهم فأصبحوا من حبهم له كأنها تشربت قلوبهم حب عبادته فتغلغل في قلوبهم وانقادت له أفعالهم فعبدوه وخالفوا أوامر الله وعصوه وكفروا به . { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } يخاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويأمره بأن يخبرهم موبخا إياهم بأنه إن كانت هذه الأفعال القبيحة التي يقومون بها هي الإيمان ، فبئس الإيمان إيمانكم الذي يأمركم بالكفر بما جئت به وما أنزل الله تعالى وبمخالفتهم وعصيانهم لرسلهم وقتلهم الأنبياء ونفضهم العهود والمواثيق وما استحقوه من غضب الله عليهم ، فالإيمان الحق لا يأمر بمثل هذه الأفعال . { إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }أي أن أفعالكم ليست من صفات المؤمنين ولا من أفعالهم فهم يطيعون الله ورسوله بكل ما دعوهم إليه ، ليست كصفاتكم وأفعالكم .


2) حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
روح القدس مركب إضافي يتكون من روح ، وقدس
معنى القدس :
القول الأول : هو اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس ، رواه [ قاله ] الربيع ومجاهد كعب وذكره ابن عطية وابن كثير
قال ابن كثير :
- وحكى القرطبي عن مجاهدٍ والحسن البصري أنهما قالا: «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل»
- عن الرّبيع بن أنسٍ " القدس هو الرّبّ تبارك وتعالى "
القول الثاني : هي الطهارة ، رواه ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثالث : هي البركة.رواه السدي وذكره ابن عطية وابن كثير

واختلف المفسرون في المراد بروح القدس على أقوال منها :
القول الأول: أنه جبريل عليه السلام ، رواه [ قاله ] السدي والضحاك والربيع وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
وقد استدل ابن كثيرعلى هذا القول بأدلة منها :
- عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك»
- قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك».
- عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»رواه ابن حبان في صحيحه.
- عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم ،رواه محمد بن اسحاق .
- عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم.
- وفي بعض الرّوايات: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لحسّان:«اهجهم -أو: هاجهم- وجبريل معك».مروي في الصحيحين
- وفي شعر حسّان قوله:
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي ....... وروح القدس ليس به خفاء

القول الثاني: هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى ، رواه ابن عبا س وسعيد بن جبير وعبيد بن عمير وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث: الإنجيل ، أيد اللّه عيسى بالإنجيل روحا كما جعل القرآن روحًا، وكلاهما روح من اللّه، قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} رواه ابن زيد وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الرابع : هو حفظة على الملائكة ، رواه أبي نجيح وذكره ابن كثير
القول الخامس : هو روح عيسى نفسه المقدسة المطهرة ، ما تضمنه كلام الزمخشري وقد ذكره ابن كثير .

القول الراجح:
فقد رجح ابن كثير القول الأول بأن المراد بالقدس هو الله تعالى ، ورجح الزجاج وابن عطية وابن كثير أن المراد بروح القدس هو جبريل عليه السلام .
وهو ما رجحه ابن جرير فقال :
وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال:"الروح" في هذا الموضع جبريل. لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه أيد عيسى به، كما أخبر في قوله: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...) [المائدة: 110]
وإنما سمى الله تعالى جبريل"روحا" وأضافه إلى"القدس"، لأنه كان بتكوين الله له روحا من عنده، من غير ولادة والد ولده، فسماه بذلك"روحا"، وأضافه إلى"القدس" - و"القدس"، هو الطهر - كما سمي عيسى ابن مريم"روحا" لله من أجل تكوينه له روحا من عنده من غير ولادة والد ولده.

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب }
معنى باءوا في اللغة : يقال: قد بؤت بهذا الذنب، أي: احتملوا واستحقوا .
ذكر الله في الآية استحقاق واستوجاب غضب الله لبني اسرائيل ، وقد اختلف المفسرون في المعنى المراد في قوله { غضب على غضب } على أقوال :
القول الأول :أن الغضب كان بسبب الكفر ، أي أن الله غضب على بني إسرائيل بسبب كفرهم وتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والغضب الثاني على أسلافهم بسبب كفرهم وتكذيبهم للأنبياء وبكتبهم وبما فعلوه ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
واختلفوا في سبب الغضب على أسلافهم على أقوال منها:
1) قيل الغضب كان بسبب كفرهم بعيسى عليه السلام وما نزل عليه من الإنجيل ، رواه أبي العالية وعكرمة وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
واستدل ابن كثير بقول أبي العالية فقال " غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام "
2) وقيل الغضب كان بسبب كفرهم بموسى عليه السلام وتحريفهم وتغييرهم للتوراة .ذكره ابن كثير.
واستدل ابن كثير بقول ابن عباس قال " فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم.
3) وقيل الغضب كان بسبب عبادتهم العجل ، رواه ابن عباس والسدي وذكره ابن عطية وابن كثير .
استدل ابن كثير بقول السدي : " أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم " .
4) وقيل الغضب كان بسبب قولهم عزير ابن الله - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ذكره ابن عطية
كل هذه أسباب لاستحقاق بني إسرائيل غضب الله ، فهم استوجبوا الغضب بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم للقرآن ، وهو ما استحقه أسلافهم من غضب الله عليهم بسبب كفرهم بالأنبياء – موسى وعيسى عليهما السلام - وتحريفهم وتغييرهم وتكذيبهم للتوراة والإنجيل ، وما فعلوه من أفعال قبيحة من عبادة العجل وقتلهم الأنبياء بغير حق وغيرها من الأعمال المشينة، فاستحقوا واستوجبوا غضب وسخط الله عليهم .

القول الثاني : أن الغضب كان بسبب آثامىوذنوب ، وهو أعم من القول الأول ، فاستحقوا النار بسبب آثامهم وذنوبهم ، والغضب الثاني بسبب أثام سابقة تقدمت فاستحقوا بذلك النار أيضا . ذكره الزجاج .
القول الثالث : أن الغضب الثاني للتأكيد والتشديد عليهم ، فهم في غضب شديد وعظيم ، وليس المقصود أنه أراد غضبين معللين بقصتين ، ذكره ابن عطية
مثل قوله تعالى { فزادتهم رجسا إلى رجسهم }
والأقوال كلها متلازمة ومتوافقة ولا تعارض بينها فتحتملها الآية جميعا .

3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون }
يدل استعمال الفعل المضارع في قوله ( تقتلون) على الاستمرارية والتجدد فأراد وصفهم في المستقبل ، فدل ذلك على أن هذا الفعل طبيعة فيهم وأنهم مستمرون عليه ، فهو فعلهم مع الأنبياء والرسل أما مكذبون لهم أو قتلة لهم ، وقد استمروا بهذا الفعل فحاولوا قتل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عدة مرات إما بالسم أو السحر أو غير ذلك ، كمحاولتهم إلقاء الحج عليه ، وعن طريق تسميم الشاة ، وقد حاول لبيد بن الأعصم سحره صلى الله عليه وسلم ، إلا أن الله عصمه ونجاه منهم ، فقال في مرض موته ( ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري ) رواه البخاري ، ذكره الزمخشري .
وما زالت صفة الكذب والقتل ملازمة لليهود إلى وقتنا هذا وإلى أن تقوم الساعة من خلال قتلهم لأخواننا في الأراضي المحتلة وكذبهم ونقضهم للعهود والمواثيق ، فلا يأمن مكرهم ولا سلام معهم .

ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى{ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ }
كفر اليهود بالرسول الله صلى الله عليه وسلم كان بسبب حسدهم وتكبرهم وتعنتهم ، ذلك أن الله اختاره لحمل رسالة التوحيد وليكون خاتم الأنبياء ، فكان هذا الاصطفاء شرف وفضل امتنه الله على نبيه ، وقد كان بنو اسرائيل يريدون الرسول أن يكون منهم ، فاستحقوا غضب وسخط الله عليهم بسبب بغيهم وحسدهم وكفرهم وتكذيبهم وما قاموا به من افعال قبيحة .

والحمد لله رب العالمين

أعتذر جدا عن التأخير ، وأعاننا الله على الاستمرار في هذا البرنامج النافع المفيد ، ورزق القائمين عليه الأجر والثواب .






التقويم : أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ، والخصم للتأخير، وفقنا الله وإياكِ لما يحب ويرضى، وبارك لنا ولكِ في الوقت والجهد.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir