عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
- وجوب الإيمان بجميع الرسل والاعتقاد أنهم مبعثون من عند الله عزوجل
- وجوب الإيمان بالكتب التي جاءت بها الرسل
- الاعتقاد أن الله يؤيد الرسل بالآيات والمعجزات
- الإيمان أن الله اصطفى من الملائكة رسل و من البشر رسل
- الإيمان بأن عيسى عليه السلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل
- الحذر الشديد من إتباع الهوى فهو سبب رد الحق.بل هو رأس المهالك..وقد يصل بالعبد أن يكون هواه هو المعيار والميزان في قبول الحق ورده وهذا أمر خطير نسأل الله السلامة والعافية..
- الحذر من الكبر والغرور .فهو سبب أيضا في رد الحق وعدم قبوله.
- وجوب تعظيم شأن الأنبياء.وإعطائهم حقوقهم والتأدب معهم ..ومن أساء للأنبياء فقد شابه اليهود ..
- تصديق الأنبياء فيما صح عنهم من أخبار ومن كذبهم فقد شاب اليهود
- عظم جرم اليهود حين قدموا على رسل رب العالمين فقتلوهم وكذبوهم
- عناية الله عزوجل لأوليائه حيث يؤيدهم يدافع عمهم
- المجموعة الثالثة:
1
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
أجمع أهل التفسير أن اليهود قالوا: جبريل عدوّنا ، واختلف في كيفية ذلك ، وهل كان سبب النزول محاورتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، أو محاورتهم مع عمر ؟ وملخص العداوة أن ذلك لكون جبريل يأتي بالهلاك والشدة والخسف والجدب و الحرب ، ولو كان ميكائيل صاحب محمد لاتبعناه ، لأنه يأتي بالخصب والسلم والرخاء والعافية.
وجبريل هو الملك الموكل بإنزال الوحي على الرسل؛ وهو أعظم الملائكة؛ فهو رسولٌ من رسل اللّه ملكي.
و «جبريل» اسم أعجمي عربته العرب فلها فيه هذه اللغات.
فقال الله عزوجل- ردا على مقولة اليهود –
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}
قل يا محمد لهم من كان عدوا لجبريل
{ فإنّه نزّله على قلبك}
فيها قولان:
الأول: "فإنّه" الضمير يرجع إلى جبريل
"نزله" الضمير يرجع إلى القران
والمعنى فإن جبريل نزل بالوحي والقران على قلبك
الثاني:
"فإنّه" الضمير يرجع إلى الله عزوجل
"نزله" الضمير يرجع إلى جبريل
والمعنى فإن الله نزل جبريل صلى الله عليه وسلم، بالقرآن وسائر الوحي على قلبك.
"على قلبك " الضمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف.
{بإذن اللّه} بأمره.
{مصدّقاً}حال من ضمير القرآن في{نزّله}.
«ما بين يديه»:لما قبله من الكتب التي أنزلها الله .
" وهدى وبشرى"...معطوفان على مصدّقاً ، فهما حالان:
هدىً ..أي هداية ؛ فالقران فيه هداية لقلوب المؤمنين
والبشرى: أي بشارة للمؤمنين بالثواب العظيم والجنة
وخص الهدى والبشرى بالمؤمنين ، لأن غير المؤمنين لا يكون لهم هدى به ولا بشرى
كما قال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ}[فصّلت: 44]، وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء82:
-ومقصد هذه الآية: تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم معاديه)
- وفيها أيضا أنه من عادى رسولًا فقد عادى جميع الرّسل، كما أنّ من آمن برسولٍ فإنّه يلزمه الإيمان بجميع الرّسل، وكما أنّ من كفر برسولٍ فإنّه يلزمه الكفر بجميع الرّسل، كما قال تعالى: {إنّ الّذين يكفرون باللّه ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين اللّه ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا}[النّساء:150، 151] فحكم عليهم بالكفر المحقّق، إذ آمنوا ببعض الرّسل وكفروا ببعضهم وكذلك من عادى جبريل فإنه عدو لله.
حرّر القول في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
القراءات في "غلف"
ورد في ذلك قراءتان
القراءة الأولى
غلْفٌ:مخفّفة اللاّم ساكنةً، وهي قراءة عامّة الأمصار في جميع الأقطار.
ومعنى (غُلْف): ذوات غلف. الواحد منها أَغْلَف ؛مثل أحمر وحُمْر، وأصفر و صُفْر
و الغلْف هو الذي في غلاف وغطاء؛ ...فكل شيء في غلاف. هو غلف
كما يقال للسّيف إذا كان في غلافه: سيفٌ أغلف، وقوسٌ غلفاء، وجمعها غلفٌ..ورجل أغلف: إذا لم يختتن.
ومعنى قولهم "قلوبنا في غلف"
أي قلوبنا في غلاف ؛ في أكنة و أغطية لا تفهم عنك ولا تعقل شيئا مما تقول، كأنهم يقولون: ما نفهم شيئاً.
و القصد من كلامهم هو الإعراض عن الذي يقوله بحجة كون قلوبهم لا تفقه
ومما يقوي هذا المعنى قوله تعالى "" :{وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}.
وذهب إلى هذا القول جمع من السلف ؛ ابن عباس و قتادة
عن ابن عباس «قلوبنا عليها غلف وغشاوات فهي لا تفقه» ذكره ابن عطية
- وعن قتادة: «المعنى عليها طابع»، ذكره ابن عطية
-عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: في أكنّةٍ».
- وعن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: لا تفقه».
- وعن العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وقالوا قلوبنا غلفٌ} [قال: «هي القلوب المطبوع عليها».
- وقال مجاهدٌ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}عليها غشاوةٌ».
- وعن عكرمة: «عليها طابعٌ».
- وعن أبو العالية: «أي: لا تفقه».
- وعن السّدّيّ: «يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء».
- وعن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم"قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول»، وقرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}... .
- عن الحسن في قوله: {قلوبنا غلفٌ}قال:«لم تختن». قال ابن كثير :..هذا القول يرجع معناه إلى ما تقدّم من عدم طهارة قلوبهم، وأنّها بعيدةٌ من الخير.
وهذا القول هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد ممّا روي من حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن أبي البختريّ، عن حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ».فذكر منها:«وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر».
- القراءة الثانية
غُلُف: وهى قراءة الحسن وابن محيصن بضمهاورويت عن أبي عمرو،
و غُلُف جمع غلافٍ، مثل ما يجمع الكتاب كتبٌ، والحجاب حجبٌ، والشّهاب شهبٌ.ويجوز أن تسكن (غُلُف) فيقال: غُلْف، كما يقال في جمع مثال: مُثْل.
غُلُف جمع غلاف معناه أوعية
ومعنى قولهم "قلوبنا غُلُف " أي قلوبنا أوعية للعلم
وقصدهم بذلك أن قلوبهم مملوءةٌ بعلمٍ لا يحتاجون معه إلى علمٍ آخر
-وقيل أنه لو كان قولك حقا لقبلته قلوبنا لأن قلوبنا أوعيت للعلم و حيث لم تقبله دل ذلك أن قولك قد جانب الحق
وممن قال بهذا القول من السلف ابن عباس و عطية العوفي
-عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وقالوا قلوبنا غلفٌ}قال: «قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره».
- وعن عطيّة العوفيّ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: أوعيةٌ للعلم».
وذهب المفسرون الثلاثة إلى ترجيح القول الأول ..بدلالة سياق الآية نفسها فقد قال الله تعالى بعدها:" بل طبع الله على قلوبهم"
و "بل" للإبطال أي أن الله تعالى أبطل قولهم ذاك؛ فليس الأمر كما ادعوا ثم بين تعالى أن السبب في نفورهم عن الإيمان إنما هو أنهم لعنوا بما تقدم من كفرهم واجترامهم. واللعن هو الطرد والإبعاد و طريقه أن يطبع على القلب كما قال تعالى في سورة النساء،: {وقولهم قلوبنا غلفٌ بل طبع اللّه عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}[النّساء: 155].
فصار سبب إيمانهم كون قلوبهم ملعونةٌ مطبوعٌ عليها. نسأل الله السلامة والعافية
ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
كانت اليهود تزعم أن الجنة خالصة لهم من دون الناس ، وأنهم أبناء الله و أن الله لا يعذبهم
فأمر الله عزوجل نبيه أن يطلب من اليهود تمنى الموت لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة ، كان الموت أحب إليه من الحياة ، لما يصير إليه من نعم الجنة ، ويزول عنه من أذى الدنيا ذكره المفسرون الثلاث
- وقيل أن سبب هذا الدعاء إلى تمني الموت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد به هلاك الفريق المكذب أو قطع حجتهم، لا أن علته قولهم نحن أبناء الله). ذكره ابن عطية ولم ينسبه إلى أحد
-
-
- معنى" تمنوا الموت"
فيه قولان
-الأول : يا محمد قل لهؤلاء اليهود إن كنت صادقين في قولكم أنكم أبناء الله وأحباؤه وأن الله لا يعذبكم وأن الجنة أعدت لكم دون سائر الناس فتمنوا الموت و اطلبوه ..لأنّ من علم أنّ الجنّة مآبه حنَّ إليها ولا سبيل إلى دخولها إلاّ بعد الموت فاستعجلوه بالتمني .
وعن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما دعوا إلى تمني الموت لأنهم كانوا يقولون : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [ المائدة : 20 ] . ويقولون : ( لَنْ يَّدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى ). فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : إن كنتم صادقين/ فيما تقولون ، فتمنوا الموت فلم يفعلوا فَبَانَ كذبهم.
ويكون المراد بقوله: «تمنوا» إما
- أريدوه بقلوبكم واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين.
- أو«المراد فيه السؤال فقط وإن لم يكن بالقلب».قاله ابن عباس ذكره ابن عطية
- وعن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «{فتمنّوا الموت}فسلوا الموت». ذكره ابن كثير
وهذا القول ذكره المفسرون الثلاثة ..ولم يذكر الزجاج غيره
الثاني:
و المعنى الآخر لقوله "فتمنوا الموت" المباهلة.. أي :ادعوا بالموت والهلاك على أيّ الفريقين أكذب.منهم أو من المؤمنين
وهذه الآية مثل ما أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو نصارى نجران إلى المباهلة إذ خالفوه في عيسى صلوات الله عليه وجادلوا فيه .
ونقل ابن جريرٍ هذا القول عن قتادة، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، رحمهم اللّه.ذكره ابن كثير
ونقله ابن عطية عن ابن عباس
- وعن ابن عباس «إنما أمروا بالدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم»،ذكره ابن عطية
وعن ابن عباس : قيل لهم: ادعوا بالموت على أي : الفريقين أكذب فأبوا "
وعن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «يقول اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم:{قل إن كانت لكم الدّار الآخرة عند اللّه خالصةً من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}أي: ادعوا بالموت على أيّ الفريقين أكذب. فأبوا ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكره ابن كثير
فامتنعت اليهود من إجابة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لعلمها أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها . كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في عيسى إذ دُعوا إلى المباهلة لهذا قال الله تعال "{ ولن يتمنّوه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين}
وسمّيت هذه المباهلة تمنّيًا؛ لأنّ كلّ محقٍّ يودّ لو أهلك اللّه المبطل المناظر له ولا سيّما إذا كان في ذلك حجّةً له فيها بيان حقّه وظهوره، وكانت المباهلة بالموت؛ لأنّ الحياة عندهم عزيزةٌ عظيمةٌ لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت.
وهذا هو القول الذي رجحه ابن كثير ونصره وحجته في ذلك :
-أنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنّهم صادقون في دعواهم أنّهم يتمنوا الموت فإنّه لا ملازمة بين وجود الصّلاح وتمنّي الموت، وكم من صالحٍ لا يتمنّى الموت، بل يودّ أن يعمّر ليزداد خيرًا وترتفع درجته في الجنّة..
- لو كان هذه الحجة صحيحة فإن المشركون سيقلبونها على المسلمين ويقولون فها أنتم أيّها المسلمون تعتقدون أنّكم أصحاب الجنّة، وأنتم لا تتمنّون في حال الصّحّة الموت؛ فكيف تلزمونا بما لا نلزمكم؟
ويصير على هذا معنى الآية: إن كنتم تعتقدون أنّكم أولياء اللّه من دون النّاس، وأنّكم أبناء اللّه وأحبّاؤه، وأنّكم من أهل الجنّة ومن عداكم من أهل النّار، فباهلوا على ذلك وادعوا على الكاذبين منكم أو من غيركم، واعلموا أنّ المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة. قاله ابن كثير.
**هل حصل منهم تمني الموت و طلبه ..وقد كانوا أشد الناس حرصا على إظهار كذب النبي صلى الله عليه وسلم
لا طبعا لم يحصل منهم تمنى..و سبب ذلك
- أحجموا عن تمنيه، فرقا من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكذبهم في قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وحرصا منهم على الحياة.ذكره المفسرون الثلاثة
- وقيل: ليس هم الذين أحجموا بل إن الله تعالى منعهم من التمني وقصرهم على الإمساك عنه، لتظهر الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية
فتضمنت الآية معنيين:
أحدهما : إظهار كذبهم وتَبكيتهم به .
والثاني : الدلالة على نبوة النبي عليه السلام .
وكان يكون في إظهارهم التمني والمباهلة تكذيبٌ له ودَحْضٌ لحجته إذا لم ينزل بهم ما أوْعَدَهُم ، فلما أحجموا عن ذلك مع التحدي والوعيد مع سهولة هذا القول ، دلّ ذلك على علمهم بصحة نبوته بما عرفوه من كتبهم من نعته وصفته ، كما قال تعالى : { ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم } .
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
كانت الرسل تترا على بني إسرائيل
وكانت بنو إسرائيل تعامل الأنبياء عليهم السّلام أسوأ المعاملة، ففريقًا يكذّبونه. وفريقًا يقتلونه، وما ذاك إلّا لأنّهم كانوا يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم وآرائهم وبإلزامهم بأحكام التّوراة التي قد تصرّفوا في مخالفتها، . وكان عيسى عليه الصلاة والسلام آخر رسل بني إسرائيل، فجاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات، وهي: المعجزات. ذكره ابن كثير
ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
تخصيص الظالمين بعلم الله عزوجل لإفادة حصول الوعيد
ذكره ابن عطية بقوله .....وقوله تعالى: {واللّه عليمٌ بالظّالمين} ظاهرها الخبر ومضمنها الوعيد، لأن الله عليم بالظالمين وغيرهم، ففائدة تخصيصهم حصول الوعيد