المجموعة الثانية:
1: المراد بالطاغية في قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) ) الحاقة.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى إهلاكه الأمم المكذّبين بها فقال تعالى: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية} وهي الصّيحة الّتي أسكتتهم، والزّلزلة الّتي أسكنتهم. هكذا قال قتادة: الطّاغية الصّيحة. وهو اختيار ابن جريرٍ.
وقال مجاهدٌ: الطّاغية الذّنوب. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ. وابن زيدٍ: إنّها الطّغيان، وقرأ ابن زيدٍ: {كذّبت ثمود بطغواها} [الشّمس: 11].
وقال السّدّي: {فأهلكوا بالطّاغية} قال: يعني: عاقر النّاقة). [تفسير القرآن العظيم: 8/208]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} وهي الصَّيْحَةُ العَظيمةُ الفَظيعةُ التي انْصَدَعَتْ منها قُلوبُهم، وزَهَقَتْ لها أرواحُهم، فأَصْبَحُوا موتَى لا يُرَى إلاَّ مَساكِنُهم وجُثَثُهم). [تيسير الكريم الرحمن: 882]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} ثَمودُ هم قَومُ صالحٍ، والطاغيةُ الصيْحَةُ التي جاوَزَتِ الْحَدَّ). [زبدة التفسير: 566]
المسائل
اولا : السياق الذي ذكرت فيه القصة وهي اهلاك الله تعالى للامم السابقة بسبب تكذيبها كما اورد ابن كثير في تفسيره
ثانيا : القوم الذين اهلكهم الله هنا بالطاغية هم قوم ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام ذكر ذلك الاشقر في تفسيره
ثالثا : معنى الطاغية لها أقوال متعددة وهي
- الصيحة التي اسكتتهم وهو قول قتادة واختاره ابن جرير كما أورده ابن كثير وقال السعدي الصيحة الفظيعة العظيمه وقال الأشقر الصيحة التي جاوزت الحد وهنا تقاربت المعاني
- الزلزلة التي اسكنتهم وهو قول قتادة واختاره ابن جرير
- الطغيان وهو قول ابن زيد لقوله تعالى ( كذبت ثمود بطغواها ) أورده ابن كثير
- الذنوب قاله مجاهد والربيع بن أنس أورده ابن كثير
- عاقر الناقة وهو قول السدي أورده ابن كثير
وهذه المعاني الأخيره مختلفه ومتباينه لأن الأولى تصف الهلاك والمعاني الأخرى تتحدث عن سبب هذا الهلاك سواء كان الطغيان والذنوب وعاقر الناقة المشؤوم
ثم وصف هذا الهلاك وأنه مجاوز للحد صيحة عظيمة فظيعه اسكتتهم
انْصَدَعَتْ منها قُلوبُهم، وزَهَقَتْ لها أرواحُهم، فأَصْبَحُوا موتَى لا يُرَى إلاَّ مَساكِنُهم وجُثَثُهم) كما جاء في ابن كثير والسعدي والاشقر
2: المراد بــالمرسلات عرفا.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والمرسلات عرفًا (1) فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا (3) فالفارقات فرقًا (4) فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6) إنّما توعدون لواقعٌ (7)}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا زكريّا بن سهلٍ المروزيّ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أخبرنا الحسين بن واقدٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة: {والمرسلات عرفًا} قال: الملائكة.
قال: وروي عن مسروقٍ، وأبي الضّحى، ومجاهدٍ -في إحدى الرّوايات-والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، مثل ذلك.
وروي عن أبي صالحٍ أنّه قال: هي الرّسل. وفي روايةٍ عنه: أنّها الملائكة. وهكذا قال أبو صالحٍ في " العاصفات" و " النّاشرات " [و " الفارقات "] و " الملقيات": أنّها الملائكة.
وقال الثّوريّ، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العبيدين قال: سألت ابن مسعودٍ عن {والمرسلات عرفًا} قال: الرّيح. وكذا قال في: {فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا} إنّها الرّيح. وكذا قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه-وتوقّف ابن جريرٍ في {والمرسلات عرفًا} هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضًا؟ أو: هي الرّياح إذا هبّت شيئًا فشيئًا؟ وقطع بأنّ العاصفات عصفًا هي الرّياح، كما قاله ابن مسعودٍ ومن تابعه. وممّن قال ذلك في العاصفات أيضًا: عليّ بن أبي طالبٍ، والسّدّيّ، وتوقّف في {والنّاشرات نشرًا} هل هي الملائكة أو الرّيح؟ كما تقدّم. وعن أبي صالحٍ: أنّ النّاشرات نشرًا: المطر.
والأظهر أنّ: "المرسلات" هي الرّياح، كما قال تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22]، وقال تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته} [الأعراف: 57] وهكذا العاصفات هي: الرّياح، يقال: عصفت الرّيح إذا هبّت بتصويتٍ، وكذا النّاشرات هي: الرّياح الّتي تنشر السّحاب في آفاق السّماء، كما يشاء الرّبّ عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/296-297]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (1 -7) {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ }.
أَقْسَمَ تعالى على البَعْثِ والجزاءِ بالأعمالِ، بالمُرْسَلاتِ عُرْفاً، وهي الملائكةُ التي يُرْسِلُها اللَّهُ تعالى بشُؤُونِه القَدَرِيَّةِ وتَدْبيرِ العالَمِ، وبشُؤونِه الشرعيَّةِ ووَحْيِه إلى رُسُلِه.
و{عُرْفاً} حالٌ مِن المُرْسَلاَتِ؛ أي: أُرْسِلَتْ بالعُرْفِ والحكمةِ والْمَصْلَحَةِ، لا بالنُّكْرِ والعَبَثِ). [تيسير الكريم الرحمن: 903]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} أَقْسَمَ سُبحانَه بالملائكةِ الْمُرْسَلَةِ بوَحْيِه وأَمْرِه ونَهْيِهِ). [زبدة التفسير: 580]
المراد بالمرسلات عرفا اقوال متعددة :
انها الملائكة التي يرسلها الله تعالى بوحيه وأمره ونهيه وهو قول أبي هريرة ومسروق وأبي الضحى ومجاهد في رواية والسدي والربيع بن أنس وأبي صالح في رواية
وابن جرير وتوقف فيها وقال هي الملائكة إذا ارسلت بالعرف كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضا كما اورد ذلك ابن كثير
وكذا يقول السعدي في تفسيره ان الله اقسم بالمرسلات وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشؤونه القدرية وتدبير العالم وبشؤونه الشرعيه ووحيه إلى رسله وعرفا حال من المرسلات أي أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة لا بالنكر والعبث
وكذلك أورد الاشقر أن المرسلات وهو ما أقسم الله به وهي الملائكة التي ترسل بوحيه وأمره ونهيه
وهنا تتوافق الاقوال على انها الملائكة وذكر الأشقر أن المقسم به هو الملائكة واضاف السعدي أن المقسم عليه هو البعث والجزاء بالاعمال
اقوال اخرى لا تتوافق :
- الرسل قالها أبو صالح كما ذكر ابن كثير
- الريح وهو رأي ابن مسعود والثوري وابن عباس ومجاهدوقتادة وأبو صالح في رواية
- الرياح إذا هبت شيئا فشيئا وهو لابن جرير
وكل هذه الاقوال أوردها ابن كثير مع ترجيحه على أنها الرياح واستدل على قوله بآيتان من سورة الحجر 22 قال تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22] قال تعالى ( ، قق
قال تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22]،
وآية الأعراف 57
قال تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22]