دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 شعبان 1438هـ/27-04-2017م, 02:43 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة من الآية 87 إلى الآية 100

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: المراد بروح القدس.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 شعبان 1438هـ/27-04-2017م, 03:17 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم السابع من سورة البقرة الآيات من 87 إلى 100
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.


يقول تعالى واصفاً ما فعله أهل الكتاب مع دين الإسلام الذي بعث به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم: بئسما اشتروا به أنفسهم" فذم الله بيعهم، فقد باعوا أنفسهم بلا مقابل وذلك حينما أخذوا الباطل وردوا الحق وحينما كفروا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ورضوا بالباطل الذي اخترعوه لأنفسهم فقد حرفوا وبدلوا ما بأيديهم من الكتب ثم أخذوا منها ما وافق هواهم وتركوا ما سواه ومنه الإيمان ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان المقابل خسارة أخرتهم نعوذ بالله تعالى من الضلال.
وقد قيل أن المراد بقوله تعالى: "بما أنزل الله" أي بالقرآن.
ويحتمل كفرهم بالتوراة لأن فيها خبر عيسى ومحمد وهم كفروا بهما.
ويحتمل أن يراد الجميع فإن الكفر بالبعض هو كفر بالكل فمن كفر بمحمد كفر بالتوراة والإنجيل.
ثم بين تعالى أن السبب في كفرهم بما جاء به محمد وتكذيبهم له وترك مناصرته واتباعه إلى عداوته ومخالفته هو الحسد والحقد والكراهية فقال تعالى: "بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده" فحسدوا العرب على أن يكون منهم نبي آخر الزمان وأرادوا أن يكون منهم. وهذا من سوء الظن بالله وهو أنه سبحانه لا يضع رسالته عند من يراه أهلاً لها.
ولذلك كان لهم من الله العقاب الشديد فقال تعالى:" فباءوا بغضبٍ على غضبٍ " أي استحقوا وأوجبوا لأنفسهم الغضب،
قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».
فيدخل فيه كفرهم بالتوراة لما عبدوا العجل أو قالوا عزير ابن الله وغيره من المخالفات التي أوجبت غضب الله من قبل ويدخل فيه كفرهم بعيسى عليه السلام فكل هذا سبق وقع منهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وكفروا برسالته استوجبوا غضباً فوق الغضب.
ثم ختم الله تعالى الآية الكريم ببيان أن من خالف الله سبحانه وتعالى لأمر من الأمور عوقب بنقيض قصده وحرمه الله من هذا الأمر، فلما كان مرادهم الرياسة على الناس بأن يكون منهم الأنبياء والكتب تكبراً على الناس واستعلاءً عاقبهم الله لمخالفتهم أمره ورسوله بالصغار والذل والإهانة فجعل لهم عذا مهين يكونون فيه أذلاء صاغرون.
وقد روى الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذّرّ في صور النّاس، يعلوهم كلّ شيءٍ من الصّغار حتّى يدخلوا سجنًا في جهنّم، يقال له: بولس فيعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال: عصارة أهل النّار".
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
قيل في توجيه معنى قلة الإيمان أقوال هي:
= عدد الرجال المؤمنون منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم قليل وهذا المعنى قاله قتادة ذكره ابن عطية وذكر ابن كثير أنه اختيار فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني
= أن وقت إيمانهم قليل وهو الفترة التي كانوا يستفتحون به قبل بعثته. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
= أن إيمانهم قليل؛ حيث أنهم تركوا أصول التوحيد الصحيح بجحدهم الرسل وتكذيبهم التوراة، فكان ايمانهم بما سواه قليل –كإيمانهم بما جاء به موسى من أمر الثواب والعقاب- مقارنة بما تركوه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وقد ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
=أنهم لا يؤمنون بشيء، ذكر هذا الوجه ابن كثير واستدل له بأن العرب تقول: قلما رأيت تريد، يريدون: ما رأيت.
ولم يرجح أحد منهما أحد هذه الأوجه، والذي يظهر أنها لا تعارض بينها وكلها تنطبق عليهم فهم آمنوا بني آخر الزمان إلى أن بعث ثم كفروا بعد ذلك به، وما آمن منهم به إلا قليل منهم.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
قيل مرجعه:
=إلى موسى عليه السلام بعد ذهابه للمناجاة. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
=وقيل إلى المجيء، فبعد أن جاءهم بالبيانات الواضحات على أنه رسول من الله وأمرهم بما أمر به الله، عبدوا العجل بعد أن جاءهم التوحيد. ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
والذي يظهر أن القول الأول هو الأقوى حيث أن في الآية ذكر موسى وذكر البينات والضمير مذكر فيكون عائد على موسى ولو كان عائد على البينات لكان الضمير "بعدها" وقد اقتصر عليه ابن كثير، والله أعلم.

3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
قال ابن عطية في تفسيره: "وظهر الاسم في قوله: {فإنّ اللّه} لئلا يشكل عود الضمير" ا.هـ
وقال ابن كثير في تفسيره: "وإنّما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له، ومن كان اللّه عدوّه فقد خسر الدّنيا والآخرة، كما تقدّم الحديث:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». وفي الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». وفي الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته.

فأظهر الله الاسم الأعظم ليوضح ويؤكد أن الحرب والعداوة تكون بينه وبين الله عز وجل وهذا تهديد بالغ القوة ،
فالحرب ليست مع أحد من خلق الله بل مع الله الخالق القادر سبحانه، وهذا رادع قوي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولا يدرك ذلك إلا أولوا الألباب.

4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.
=اخباره عن الكتاب الذي آتاه الله موسى عليه السلام.
=اخباره عن وجود أنبياء بعد موسى عليه السلام في بني إسرائيل يحثون الناس على اتباع التوراة.
=اخباره عن بعثة عيسى وأنه آتى بما يخالف التوراة ليس كسابقيه من الرسل بعد موسى.
=اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن تأييد جبرائيل عليه السلام لعيسى ابن مريم .
= أنه أعلمهم أنهم قتلوا كذبوا فريقاً من أنبيائهم وقتلوا فريقاً، في قوله تعالى: "فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"
= اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بكذبهم في ادعائهم حين قالوا "قلوبنا غلف" بأن هذا كذب والحقيقة أنهم كافرون معاندون.
=أن القرآن أخبر أن التوراة فيها ذكر أوصاف نبي آخر الزمان وأنهم كانوا يستفتحون به على أعدائهم وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم كما وصفته التوراة.
=أن المانع لهم من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه هو الحقد والحسد، أن تذهب النبوة والرسالة من بني إسرائيل وتنتقل للعرب وهذا ما جاء عنهم في الآثار.
=أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالمعجزات حصلت معهم في زمن موسى عليه السلام من رفع الطور فوقهم، وأخذ الميثاق عليهم، وغير هذا مع أن النبي أمي ولم يطلع على شيء من كتبهم.
=إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اتخذوا العجل بعد ما جاءتهم البينات الدالة على التوحيد.
=تحدي القرآن لهم بأن يتمنوا الموت، ولم يحدث منهم ذلك لأنهم يحبون الدنيا والتعمير فيها كما أخبر عنهم ربنا.

وغير ذلك من الأمور التي أخبر بها الله على لسان خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان أمي ولم يطلع على ما في كتب أهل الكتاب ثم هو يخبر عما حدث بينهم وبين رسلهم كما هو معروف عندهم ويخبر عما في نفوسهم كما هو الواقع وإن أنكروه، وكل هذا دليل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه ومن لهديه تجرد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 شعبان 1438هـ/28-04-2017م, 02:26 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

السؤال الأول:
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1- (ولقد ءاتينا موسى الكتاب) (وءاتينا عيسى ابن مريم البينات) إن من إحقاق الحجة على الناس من الله، أن لم يبعث نبيا إلا ومعه ما يؤكد صدق نبوته، وذلك رحمة منه وكمال عدل، لذا فالداعية ينبغي عليه أن يستجمع أدوات الدعوة قدر إمكانه ليستخدمها في إحقاق الحق، لأن من حق الناس أن تعتنق الدين بقناعة ودليل.
2- (وءاتينا عيسى ابن مريم البينات) احتاج عيسى -عليه السلام- للبينات، لأن من أتى بما يخالف سابقيه ينبغي عليه أن يأتي ببرهان أقوى لينال القبول من الناس، لذا فتغيير قناعات المجتمع الخاطئة المترسبة لديه تحتاج من الداعية بالإضافة لقوة العلم، قوة حجة وبينة للتأثير والتغيير.
3- (وأيدناه بروح القدس) تأييد الله لعباده الصالحين المصلحين لا حدود له، فها هو أيد عيسى بروح القدس، وأعطى موسى من الآيات الكثير، ونصر محمد بالرعب، لذا من كان مع الله كان الله معه.
4- (بما لا تهوى أنفسكم) لا عدو للحق أكثر من الهوى واتباعه، لذا تجد كثيرا ممن يدعي الحق في الباطل، تزين له نفسه الباطل، وتقنعه به، وتجد من الحجج ما تعجب له مما تزين لأهل الباطل باطلهم باسم المنطق، وهي اتباع هوى مغلف.
5- (بما لا تهوى أنفسكم) الآية مخيفة! فكم منا ممن ترك الحق قائلا :(لم يقنعني) (هذا مما يخالف سماحة الإسلام) (هذا مما تشدد به العلماء) وغيره من العبارات التي يهرب بها أصحابها من الحق ظنا منهم بأنها حجج حقيقية، وما هي والله إلا لأن الحق "لم تهوه أنفسهم"، فأصبحت الكثير من التشريعات والحدود محل نقاش بين عوام الناس وجهالهم خصوصا في هذا العصر والله المستعان.
6-(ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) هكذا هم أصحاب الباطل، إن لم يستطيعوا رد الحق بالحجة، ردوه بالقوة، فتجد التكذيب واستخدام الألاعيب اللسانية هي الحل الأول، فإن كان الحق أقوى وأكثر انتشارا لجؤوا لاستخدام القوة لفرض قناعاتهم ومذاهبهم.


المجموعة الأولى:
1: فسر باختصار قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
(قل من كان عدوا لجبريل) سبب نزول الآية أن رهطا من اليهود ادعوا عداوة جبريل لأسباب اختلف فيها، وذكروا أن عدم قبولهم لدعوة محمد هو لأن من ينزل عليه بالوحي هو جبريل والذي هو عدو لهم، فهنا الله يرد عليهم بأن من عادى جبريل الذي (نزله على قلبك) أي: نزل القرآن على قلبك، وفي إضافة القرآن مباشرة لقلب النبي دلالة على تشربه عليه الصلاة والسلام القرآن وبلوغه أعلى منازل الإيمان حيث تصديق الإيمان بالقلب وتشربه له، (مصدقا لما بين يديه) أي: أن هذا الكتاب والذي نزل به جبريل مصدق لما قبله من الكتب، فليس فيه ما يخالف كتبهم السماوية ويكذبها، (وهدى وبشرى للمؤمنين) فإن من آمن به واتبعه كان هذا الكتاب هاديا له، مبشرا له بالجنات والآلاء التي ورد ذكرها في جنبات القرآن متفرقات من النعيم العظيم وما ينتظر المؤمنين من الجزاء. (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) فهذه قاعدة يؤصلها الله، بأن من عادى ملكا أو نبيا أو كتابا فإن الله عدو له، لأنه كافر جاحد كما وصفه الله في ختام الآية، فمن كفر بنبي أو ملك كان كمن كفر بكل شيء! وهذه قاعدة تأصيلية في التكفير، وقد خصص الله جبريل وميكال رغم أنه ذكر قبلهم الملائكة، لما لهم من المنزلة والمكانة عند الله، وليبين لهؤلاء اليهود مكانتهم وأهميتهم، فإن الدين ليس بالهوى، فلا يؤمن أحد إلا بشروطه! ولكن الحق أحق أن يتبع وإن كان ثقيلا على النفس، فبهذا يكون الإيمان الحق، ويتبين لك من الآية أنه لما كان لجبريل -عليه السلام- من الشرف الشيء العظيم، وذلك لكونه يتنزل بالقرآن على قلب رسول الله، فإن الله دافع عنه وذكر اسمه وكرمه في كتابه، لذا فكل مؤمن يحب الله ورسوله واجب عليه محبة جبريل خاصة والملائكة عامة، لطاعتهم أوامر الله وتعبدهم له حق التعبد.

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".

من قرأها: (غلُف) فإن المعنى يكون: قلوبنا أوعية للعلم، فهي لا تحتاج علم محمد.قاله ابن عباس وعطية العوفي وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
أما من قرأها (غلْف)، وهي القراءة الأجود، كان المعنى: قلوبنا في أوعية، أو عليها غشاء وطابع فهي لا تفقه ولا يخلص إليها ما تقول. مجموع ما قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية والسدي وقتادة وعكرمة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وهذا هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، ويؤيده حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ». فذكر منها: «وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر».
وقيل:لم تختن، فهي غير طاهرة. قاله الحسن وذكره ابن كثير.


ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
لمّا زعم اليهود أنّهم أبناء اللّه وأحبّاؤه، وقالوا: لن يدخل الجنّة إلّا من كان هودًا أو نصارى، دعوا إلى المباهلة والدّعاء على أكذب الطّائفتين منهم، أو من المسلمين. فلمّا نكلوا عن ذلك علم كلّ أحدٍ أنّهم ظالمون؛ لأنّهم لو كانوا جازمين بما هم فيه لكانوا أقدموا على ذلك، فلمّا تأخّروا علم كذبهم، فغرض الأمر هنا إظهار الحق، والدعوة للمباهلة لإظهار الفريق الذي على الحق والذي على الباطل، فعدم استجابتهم لذلك يبين خوفهم ومعرفتهم أنهم على ضلال، فبهذا تقوم الحجة عليهم ويتبين للناس كذبهم.

3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
للاختصاص والتكرمة.

4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
العبارة هنا تفيد الوعيد لهم، والفائدة ههنا أنّه عليم بمجازاتهم, وهذا يجري في كلام الناس المستعمل بينهم إذا أقبل الرجل على رجل قد أتى إليه منكرا، قال: أنا أعرفك، وأنا بصير بك، تأويله: أنا أعلم ما أعاملك به، وأستعمله معك، فالمعنى: الله عليم بهم، بصير بما يعملون، وبالعقاب والجزاء الذي يستحقونه في الدنيا والآخرة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 12:37 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الثانية:

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1. (..بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)النفس الأمارة بالسوء يمكن اكتشافها حين تلوم نفسها على ترك المعاصي والانجراف إلى كل عمل فيه اتباع للهوى بلا وجه حق.

2. (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)إن الله يصطفي من عباده الأخيار وعلامات القبول هي حيما يُرزق العبد فهم آيات الله وبراهينه في الأرض.

3. (أفكلما جاءكم رسول بما ﻻ تهوى أنفسكم)هناك نفوس مجبولة على الشر و تطعم ذاتها بغذاء الشر حتى استحدت مخالبها بالإعراض عن الحق ولم يعجبها اشراف العباد من الرسل.

4. (بما لا تهوى أنفسكم) الهوى آفة العقل والراشد من حاد عن طريقها وتوجه للطريق المستقيم.


1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.


· وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ :
جاء النبي موسى عليهم السلام لقومه بالبراهين القاطعة من الله الداله على وحدانيته من:الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والعصا، واليد، وفلق البحر، وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك.
· ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ :
اتخذ قوم موسى عجل صنم له خوار اغواهم السامري بها بعد ما ذهب لمناجاه ربه وترك أخاه معهم .
· وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ :
ظالمون لأنفسكم بما صنعتم بعبادة من لا يستحق العبادة من دون الله.
· وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ :
أخذ الله على قوم موسى عهداً غليضاً ورفع فوقهم جبل الطور بسبب نقضهم العهد
· خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا:
فأنبأناكم أن خذو ما جاءكم به مسوى من عند الله وتمسكوا به بجد وقوة .
· قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا :
فقالوا سمعنا القول وعصينا الأمر
· وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ :
وذلك لان عقلوهم تغطت بما ملؤا به قلوبهم من الفساد وتعظيم العجل وعبادته وتأليهه.
قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ:
ساء ما دعتكم به نفوسكم من الخضوع لما لا ينفعكم وتؤمنون به لو كنتم تعرفون حق الايمان من تصديق الله ورسوله

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
روح القدس هو:
جبريل عليه السلام
اسم يحيى به الميت
الانجيل (روح)
اسم لله (القدوس)
القس الهارة والبركة

فجبريل عليه السلام هو الراجح لكثرة القائلين به استدلالاً لقول الله تعالى (نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين) ولحديث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك». وهذا من البخاريّ تعليقٌ.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
بغضب على غضب أي :
- على الكفر بعيسى
- من أجل الكفر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- من اليهود
- على أثم استحقو به النار
- لعبادتهم العجل
- لقولهم عزيز ابن الله

والارجح لكفرهم بعيسى عليه السلام ث بمحمد صلى الله عليه وسلم وقال به أبو العالية والسدي

3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
للإشارة إلى انه في الثبوت كالماضي فيفيد الاستمرارية.


4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى:(... أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)
يقتلون الأنبياء حسداً واعراضاً عن الحق .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 12:57 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
- الإيمان بالأنبياء جميعاً ، وأنّ دعوتهم واحدة هي التوحيد ، وأنهم مؤيدون بالآيات الدالّة على صدقهم .( وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات )
- الإيمان بالملائكة ، وأن أفضلهم جبريل عليه السلام وهو المسمى بروح القدس والذي أثنى الله عليه في كتابه فهو الطاهر الذي زكاه ربه ، ( وأيدناه بروح القدس ) .
- الإيمان بالكتب السماوية ، وأنها من عند الله تعالى وأنّها قد حرفت والقرآن مهيمن عليها جميعها ، ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) .
- اجتناب الاستكبار ، والبعد عن أصحابه ، وأنه قد يصل بصاحبه إلى الكفر ، وقد ذم الله اليهود ووصفهم به في قوله : ( استكبرتم ) .
- الحذر من اتباع الهوى ، وتمكين قياده للنفس ، لأنه قد يهوي بصاحبه ويوصله إلى غضب الله ومقته .( أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم ) .
- الحرص على تصديق الرسل وتعزيز اليقين ، ومجانبة سبيل المكذبين ( فريقاً كذبتم ) .
المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
يخاطب الله تعالى بني إسرائيل ، ويبيّن إنعامه عليهم وكفرهم وعصيانهم ، فيقول لهم أرسلنا إليكم موسى عليه السلام بالآيات البينات والتي منها : التوراة ،والعصا ، وفرق البحر ،والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك من الآيات التي شاهدها أسلافكم ، ثم عبدتم غير الله تعالى واتخذتم العجل ، وقوله تعالى : ( من بعده ) أي من بعد موسى عليه السلام ، وقيل من بعد هذه الآيات البينات ، وأنتم ظالمون في صنيعكم وتعلمون أن لاإله إلا الله .
ثم ذكر الله تعالى مخالفتهم للميثاق حتى رفع الطور عليهم فقبلوه ، ثم عادوا لطبيعتهم في المخالفة ، وفي قوله ماآتيناكم : أي التوراة والشرع ، وقوله بقوة : أي بعزم ونشاط وجد ، ثم قال : واسمعوا ، ولا يُقصد مجرّد السماع وإنما سماع طاعة وقبول ، فكان جوابهم سمعنا وعصينا ، فهل كان هذا لفظ نطقوا به ، أم كان وصف لحالهم وما اقتضاه فعلهم ، كلا المعنيين وارد عند المفسرين ، ثم قال سبحانه : وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) أي: حب العجل، والمعنى: جعلت قلوبهم تشربه، وهذا تشبيه ومجاز، عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم، بسبب كفرهم ، ثم أمر الله نبيه عليه السلام أن يوبّخهم ويبيّن كذب ادّعائهم للإيمان ، قال الزجاج : أي: ما كنتم مؤمنين، فبئس الإيمان يأمركم بالكفر ، وفي هذا ردُّ عليهم حين قالوا نؤمن بما أنزل علينا ، فبيّن الله تعالى أنّ كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبعيسى عليه السلام ونقضهم الميثاق واتخاذهم العجل إلى غير ما فعلوه قديما وحديثاً يظهر كذبهم وكفرهم وتعنتهم على ربهم وعلى شرعه .
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.

اختلف في ذلك على أقوال :
1- أنه جبريل عليه السلام ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
2- الاسم الأعظم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
3- هو الإنجيل ، كما سمى الله تعالى القرآن روحا ، كما قال تعالى في سورة الشورى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) ، ذكره ابن عطية وابن كثير .
4- وقال ابن أبي نجيح: الرّوح هو حفظةٌ على الملائكة .
وأصح الأقوال أنه جبريل عليه السلام ، لقوله تعالى في سورة الشعراء : ( نزل به الروح الأمين ( 193) على قلبك لتكون من المنذرين ) و لقوله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: (اهج قريشا وروح القدس معك)، ومرة قال له: ( وجبريل معك ) ، وذكر البخاري عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك» ، وفي صحيح ابن حبّان ، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب» .
ويمكن الرد على القول الثالث القائل :بأنه الإنجيل : بأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في سورة المائدة {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكريرٌ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
أي احتملوا غضباً على غضب ، والخطاب لليهود ، واختُلف في معنى غضب على غضب :
1- أي غضب كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن ، على غضب كفرهم بعيسى عليه السلام وبالإنجيل .
2- أي غضب كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، على غضب عبادتهم العجل .
3- أي غضب كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، على غضب قولهم عزير ابن الله .
4- أي غضب كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، على غضب باء به أسلافهم ، واستحقوه هم أيضاً لرضاهم بما فعلوه و تصويبهم لهم .
5- أي إثماً على إثم ، استحقوا به النار .
وهذه الأقوال جميعها محتملة وهي من قبيل اختلاف التنوّع ، ولعلّ القول الأخير العامّ يشملها كلها .

3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
لأن الله سبحانه وتعالى أراد وصفهم بذلك في المستقبل أيضاً ، وهذا وقع في محاولات قتلهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، بالغتيال ، والسم ، والسحر ، قال -عليه الصلاة و السّلام- في مرض موته: ( ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري ).

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى : ( بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزّل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين )

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 06:01 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
- الإنسان إذا أطاع نفسه وهواه أوردته المهالك والمعصية تجر أختها حتى يصل الإنسان إلى أشنع المعاصي { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
- صاحب الهوى إذا غلب عليه هواه لا ينفع معه قوة الدليل ولا ينصاع للحجج { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}
- الكبر من أعظم الذنوب التي تصد صاحبها عن الهداية وتورده المهالك، وتجره إلى ما لا تحمد عقباه{ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
- رسل بني إسرائيل أيدهم الله بأقوى الحجج ومع ذلك لم ينفع فيهم لا كتاب ولا بينة ولا حجة ولا تأييد بروح القدس ،وذلك لقوة اتباعهم لهواهم واستكبارهم عن الحق، وقد تضمنت هذه الآية التحذير من هاتين الخصلتين { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}

المجموعة الثانية:

1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،،

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ }
لازالت الآيات تتحدث عن بني إسرائيل وعن عنادهم واستكبارهم وكفرهم وما لاقاه منهم نبي الله موسى عليه السلام، وقد كانت الآية السابقة لهذه الآيات تتحدث عن ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما أنزل عليهم، وعن تكذيب الله لهذا الادعاء بدلالة قتلهم لأنبيائهم، ثم جاء قوله تعالى:
{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ}
جاءت هذه الآية لتذكرهم بأن نبي الله موسى جاءهم بالبينات وهي: الآيات الواضحات والدّلائل القاطعة على أنّه رسول اللّه، وأنّه لا إله إلّا اللّه، ومنها التوراة، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والعصا، واليد، وفلق البحر، وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك من الآيات التي شاهدوها.
{ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ}
فماذا حصل منهم بعد ذلك وهم الذين يدعون أنهم لن يؤمنوا إلا بما أنزل عليهم ؟؟ اتخذوا العجل وعبدوه من دون الله!! وقد كان ذلك في زمان موسى وآياته، قال ابن عطية: تدل (ثم) على أنهم فعلوا ذلك بعد مهلة من النظر في الآيات.
وفي هذه الآية رد عليهم فمن آمن لا يتخذ العجل إلهً من دون الله.
{من بعده}
الضمير هنا عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعد ما ذهب عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه كما قال تعالى{ واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوار} [الأعراف: 148] ويحتمل أن يعود الضمير في {بعده} على المجيء.
{وأنتم ظالمون}
قرر سبحانه أن فعلهم هذا ظلم، وهو عبادة العجل مع علمهم أنّه لا إله إلّا اللّه.

تفسير قوله تعالى:{ وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين (93)}
{وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور}

وتسمر الآيات في تعداد معايب بني إسرائيل ومخالفاتهم، وتحتج على كذبهم في قولهم في الآية السابقة { نؤمن بما أنزل علينا}
وتأتي هذه الآية لتتحدث عن مخالفتهم لما أخذ عليهم من ميثاق حتّى رفع الطّور عليهم ليقبلوه ثمّ خالفوه.
{خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ}
يعني: خذوا التوراة والشرع، بعزم ونشاط وجد
{واسمعوا}
معناه هنا: وأطيعوا، وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط.
{قالوا سمعنا وعصينا}
قيل: إنهم قالوا سمعنا وعصينا. ونطقوا بهذه الألفاظ مبالغة في التعنت والمعصية.
وقيل: أن ذلك مجاز اقتضاه فعلهم،
كما قال الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني ....... ... ... ... ...
{وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم}
أشربوا في قلوبهم حبّه، حتّى خلص ذلك إلى قلوبهم، فحذف "حب" وأقيم "العجل" مقامه.
كما قال الشاعر:
وشر المنايا ميّت بين أهله ....... كهلك الفتى قد أسلم الحيّ حاضره
المعنى: وشر المنايا منيّة ميت....
وهذا تشبيه ومجاز، عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم.
عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «حبّك الشّيء يعمي ويصم». رواه أحمد
{بكفرهم}
يحتمل أن تكون باء السبب أي: فعل الله ذلك بهم مجازاة لهم على الكفر، كما قال: {بل طبع اللّه عليها بكفرهم}. ويحتمل أن تكون بمعنى مع.
{قل بئسما يأمركم به إيمانكم }
أي قل لهم يا محمد موبخا: بئس هذه الأشياء التي فعلتم وأمركم بها إيمانكم الذي زعمتم في قولكم: {نؤمن بما أنزل علينا}[البقرة: 91]، فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد جئتم بهذه الأعمال القبيحة، من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وعبادتكم العجل؟ فبئس الإيمان يأمركم بالكفر
{إن كنتم مؤمنين}
القائل يعلم أنهم غير مؤمنين، لكنه إقامة حجة بقياس بيّن، كقوله تعالى: {إن كنت قلته فقد علمته}[المائدة: 116]، وقيل (إن) هنا نافية بمنزلة ما.

والله أعلم.

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.


أولا/ معنى القدس:
جاء في معناه عدة أقوال منها:
- أنه اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس، قاله الربيع ومجاهد وكعب والحسن البصري، وذكره ابن عطية، وابن كثير
- أنه بمعنى الطهارة، قاله ابن عباس وذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
- أنه بمعنى البركة، قاله السدي، وذكره ابن عطية، وابن كثير.

ثانيا/ المراد بروح القدس.

جاء فيه عدة أقوال:
القول الأول:
هو الاسم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى، وقيل أنه الاسم الأعظم، محصلة ما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وذكره سعيد بن جبير، ونقله القرطبي عن عبيد بن عمير، و وقاله الزمخشري، وذكره ابن عطية، وابن كثير.
القول الثاني:
أنه الإنجيل كما سمى الله تعالى القرآن روحا، قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} [الشّورى: 52]». قاله ابن زيد، وذكره ابن عطية والزمخشري وابن كثير.
- ورد ابن جرير على هذا بقوله: أنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به. ذكره ابن كثير.
القول الثالث:
الرّوح هو حفظةٌ على الملائكة، قاله ابن أبي نجيح، وذكره ابن كثير.
القول الرابع:
أن المراد روح عيسى عليه السلام نفسه المقدسة المطهرة، نقله ابن كثير عن الزمخشري، ومن أدلة هذا القول:
- قوله تعالى: { وروح منه } فوصفه بالاختصاص والتقريب تكرمة له.
- لأنّه لم تضمّه الأصلاب والأرحام الطّوامث.
القول الخامس:
أن المراد به جبريل عليه السلام، نصّ عليه ابن مسعودٍ في تفسير هذه الآية وتابعه على ذلك ابن عباس ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، وإسماعيل بن أبي خالدٍ، والسّدّيّ، والضحاك، والرّبيع بن أنسٍ، وعطيّة العوفيّ، وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية، والزمخشري وابن كثير
ورجحه ابن جرير وابن عطية وابن كثير للأدلة التالية:
- قوله تعالى: {نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* [ الشعراء: ]
- قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: (اهج قريشا وروح القدس معك(، ومرة قال له: (وجبريل معك(
- عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك) رواه البخاري معلقا كما رواه أبو داود والترمذي
- عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: (أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس) ؟ فقال: اللّهمّ نعم. روي في الصحيحين.
- وفي شعر حسّان قوله:
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي ....... وروح القدس ليس به خفاء
- عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال: (أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟)، قالوا: نعم رواه ابن اسحاق.
- عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب رواه ابن حبان في صحيحه.

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}

أولا / المعنى العام للآية
الخطاب هنا لليهود، وباؤا في اللغة احتملوا، ذكره الزجاج
وقد جاء في معنى الآية قولان:
القول الأول:
أن المراد بتكرار الغضب هنا التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين، ذكره ابن عطية.
القول الثاني:
أنهم احتملوا إثما استحقوا به النار على إثم تقدم أي استحقوا به أيضا النار، وهذا الإثم المتقدم قد باء به أسلافهم في الأصل ولكن حظهم منه وافر بسبب رضاهم وتصويبهم. محصلة ما ذكره الزجاج وابن عطية.
ثم اختلفت عبارات المفسرين في تحديد سبب الغضب الأول وسبب الغضب الثاني على النحو التالي:
أولا/ سبب غضبه الثاني عليهم وهو المعني بقوله { بغضب }:
اتفقت عبارات المفسرين على أن السبب هو:
كفرهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأضاف بعضهم وبالقرآن، وهذا محصلة ما قاله ابن عباس و أبو العالية وعكرمة وقتادة والسدي وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

ثانيا/ سبب غضبه الأول عليهم وهو المعني بقوله (على غضب ):
جاء في تحديده عدة أقوال:
- لتضييعهم للتوراة، قاله ابن عباس، وذكره ابن كثير.
- لعبادتهم العجل، قاله السدي، وذكره ابن عطية، وابن كثير.
- لقولهم عزير ابن الله، ذكره ابن عطية.
- لكفرهم بالإنجيل وبعيسى عليه السلام. محصلة ما قاله أبو العالية، وعكرمة، وقتادة، وذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
ويلاحظ أن الأقوال متشابهة يجمعها قول ابن عطية: " غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها."

ويظل اختلاف المعنى هنا بحسب ما ذكره المفسرون هل تكرار الغضب بمعنى:
- التأكيد
- أم غضب بسبب كفرهم بمحمد وما أنزل عليه، على غضب سابق بسبب جميع ما عرفوا به من كفر.

والله أعلم.

3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.

لأنّه أراد بذلك وصفهم في المستقبل -أيضًا-لأنّهم حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره، نقله ابن كثير عن الزمخشري.

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

مما يدل على ذلك قوله تعالى:
{بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضبٍ على غضبٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ (90)}
فالذي حملهم على الكفر به أن جعله الله من غيرهم، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
ونقل ابن كثير عن السدي في تفسير هذه الآية قوله:
"يعني: بئسما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به وعدلوا إليه من الكفر بما أنزل اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى تصديقه ومؤازرته ونصرته وإنّما حملهم على ذلك البغي والحسد والكراهية {أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده} ولا حسد أعظم من هذا."

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 03:31 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة

أحسنتم جميعًا ، بارك الله فيكِ.


المجموعة الأولى :


نورة الأمير : أ
أثني على استخلاصكِ للفوائد التفسيرية وعلى إجابتكِ لسؤال التفسير ، زادكِ الله علمًا وتوفيقًا وسدادًا ونفعكِ به ونفع بكِ
س3:
لأنه - عليه السلام - جاء بمخالفة التوراة في بعض الأحكام ، فأيده الله بالبينات التي يؤمن على مثلها البشر ، ذكر نحو ابن كثير في تفسيره.



المجموعة الثانية :
1: سارة المشري : ب+
- أثني على استخلاصكِ للفوائد ، ومن المهم التنبيه على أن من الفوائد السلوكية ما يختص بالجانب العقدي كما استخلصتِ من الفوائد.
س2:
- المراد بالروح القدس ، أين نسبة الأقوال لقائليها من أهل السلف قبل نسبتها للمفسرين ؟!
مثلا القول بأن المراد به جبريل عليه السلام نسبه ابن كثير لـابن مسعود وابن عباس ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم
- فاتكِ القول بـ :
روح عيسى عليه السلام نفسه ، ذكره الزمخشري دون نسبة لأحد كما حكاه عنه ابن كثير.

وكذا بقية الإجابات ، أحسنتِ فيها لكن فاتكِ نسبة الأقوال في النقطة ب من س2 ، والسؤال الثالث.
وأرجو مراجعة إجابات الأخت ضحى الحقيل لهذه المجموعة فقد أحسنت في إجابتها.

3: ضحى الحقيل : أ+
أحسنتِ ، وتميزتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

3: منيرة خليفة بو عنقة :
فضلا أختي ، برجاء مراجعة صفحة اختباراتك ، بارك الله فيكِ.


ويمكن لكم جميعًا - لمن أراد الاستزادة - مراجعة طريقة ابن جرير في تحرير المراد بروح القدس ، وتفريقه بين المراد بالقدس ، والمراد بروح القدس ، ومعنى الإضافة حسب كل قول ، تجدونها هنا :
http://jamharah.net/showpost.php?p=108412&postcount=2

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 03:33 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم السابع من سورة البقرة الآيات من 87 إلى 100
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.


يقول تعالى واصفاً ما فعله أهل الكتاب مع دين الإسلام الذي بعث به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم: بئسما اشتروا به أنفسهم" فذم الله بيعهم، فقد باعوا أنفسهم بلا مقابل وذلك حينما أخذوا الباطل وردوا الحق وحينما كفروا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ورضوا بالباطل الذي اخترعوه لأنفسهم فقد حرفوا وبدلوا ما بأيديهم من الكتب ثم أخذوا منها ما وافق هواهم وتركوا ما سواه ومنه الإيمان ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان المقابل خسارة أخرتهم نعوذ بالله تعالى من الضلال.
وقد قيل أن المراد بقوله تعالى: "بما أنزل الله" أي بالقرآن.
ويحتمل كفرهم بالتوراة لأن فيها خبر عيسى ومحمد وهم كفروا بهما.
ويحتمل أن يراد الجميع فإن الكفر بالبعض هو كفر بالكل فمن كفر بمحمد كفر بالتوراة والإنجيل.
ثم بين تعالى أن السبب في كفرهم بما جاء به محمد وتكذيبهم له وترك مناصرته واتباعه إلى عداوته ومخالفته هو الحسد والحقد والكراهية فقال تعالى: "بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده" فحسدوا العرب على أن يكون منهم نبي آخر الزمان وأرادوا أن يكون منهم. وهذا من سوء الظن بالله وهو أنه سبحانه لا يضع رسالته عند من يراه أهلاً لها.
ولذلك كان لهم من الله العقاب الشديد فقال تعالى:" فباءوا بغضبٍ على غضبٍ " أي استحقوا وأوجبوا لأنفسهم الغضب،
قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».
فيدخل فيه كفرهم بالتوراة لما عبدوا العجل أو قالوا عزير ابن الله وغيره من المخالفات التي أوجبت غضب الله من قبل ويدخل فيه كفرهم بعيسى عليه السلام فكل هذا سبق وقع منهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وكفروا برسالته استوجبوا غضباً فوق الغضب.
ثم ختم الله تعالى الآية الكريم ببيان أن من خالف الله سبحانه وتعالى لأمر من الأمور عوقب بنقيض قصده وحرمه الله من هذا الأمر، فلما كان مرادهم الرياسة على الناس بأن يكون منهم الأنبياء والكتب تكبراً على الناس واستعلاءً عاقبهم الله لمخالفتهم أمره ورسوله بالصغار والذل والإهانة فجعل لهم عذا مهين يكونون فيه أذلاء صاغرون.
وقد روى الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذّرّ في صور النّاس، يعلوهم كلّ شيءٍ من الصّغار حتّى يدخلوا سجنًا في جهنّم، يقال له: بولس فيعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال: عصارة أهل النّار".
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
قيل في توجيه معنى قلة الإيمان أقوال هي:
= عدد الرجال المؤمنون منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم قليل وهذا المعنى قاله قتادة ذكره ابن عطية وذكر ابن كثير أنه اختيار فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني
= أن وقت إيمانهم قليل وهو الفترة التي كانوا يستفتحون به قبل بعثته. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
= أن إيمانهم قليل؛ حيث أنهم تركوا أصول التوحيد الصحيح بجحدهم الرسل وتكذيبهم التوراة، فكان ايمانهم بما سواه قليل –كإيمانهم بما جاء به موسى من أمر الثواب والعقاب- مقارنة بما تركوه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وقد ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
=أنهم لا يؤمنون بشيء، ذكر هذا الوجه ابن كثير واستدل له بأن العرب تقول: قلما رأيت تريد، يريدون: ما رأيت.
ولم يرجح أحد منهما أحد هذه الأوجه، والذي يظهر أنها لا تعارض بينها وكلها تنطبق عليهم فهم آمنوا بني آخر الزمان إلى أن بعث ثم كفروا بعد ذلك به، وما آمن منهم به إلا قليل منهم.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
قيل مرجعه:
=إلى موسى عليه السلام بعد ذهابه للمناجاة. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
=وقيل إلى المجيء، فبعد أن جاءهم بالبيانات الواضحات على أنه رسول من الله وأمرهم بما أمر به الله، عبدوا العجل بعد أن جاءهم التوحيد. ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
والذي يظهر أن القول الأول هو الأقوى حيث أن في الآية ذكر موسى وذكر البينات والضمير مذكر فيكون عائد على موسى ولو كان عائد على البينات لكان الضمير "بعدها" وقد اقتصر عليه ابن كثير، والله أعلم.

3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
قال ابن عطية في تفسيره: "وظهر الاسم في قوله: {فإنّ اللّه} لئلا يشكل عود الضمير" ا.هـ
وقال ابن كثير في تفسيره: "وإنّما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له، ومن كان اللّه عدوّه فقد خسر الدّنيا والآخرة، كما تقدّم الحديث:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». وفي الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». وفي الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته.

فأظهر الله الاسم الأعظم ليوضح ويؤكد أن الحرب والعداوة تكون بينه وبين الله عز وجل وهذا تهديد بالغ القوة ،
فالحرب ليست مع أحد من خلق الله بل مع الله الخالق القادر سبحانه، وهذا رادع قوي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولا يدرك ذلك إلا أولوا الألباب.

4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.
=اخباره عن الكتاب الذي آتاه الله موسى عليه السلام.
=اخباره عن وجود أنبياء بعد موسى عليه السلام في بني إسرائيل يحثون الناس على اتباع التوراة.
=اخباره عن بعثة عيسى وأنه آتى بما يخالف التوراة ليس كسابقيه من الرسل بعد موسى.
=اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن تأييد جبرائيل عليه السلام لعيسى ابن مريم .
= أنه أعلمهم أنهم قتلوا كذبوا فريقاً من أنبيائهم وقتلوا فريقاً، في قوله تعالى: "فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"
= اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بكذبهم في ادعائهم حين قالوا "قلوبنا غلف" بأن هذا كذب والحقيقة أنهم كافرون معاندون.
=أن القرآن أخبر أن التوراة فيها ذكر أوصاف نبي آخر الزمان وأنهم كانوا يستفتحون به على أعدائهم وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم كما وصفته التوراة.
=أن المانع لهم من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه هو الحقد والحسد، أن تذهب النبوة والرسالة من بني إسرائيل وتنتقل للعرب وهذا ما جاء عنهم في الآثار.
=أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالمعجزات حصلت معهم في زمن موسى عليه السلام من رفع الطور فوقهم، وأخذ الميثاق عليهم، وغير هذا مع أن النبي أمي ولم يطلع على شيء من كتبهم.
=إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اتخذوا العجل بعد ما جاءتهم البينات الدالة على التوحيد.
=تحدي القرآن لهم بأن يتمنوا الموت، ولم يحدث منهم ذلك لأنهم يحبون الدنيا والتعمير فيها كما أخبر عنهم ربنا.

وغير ذلك من الأمور التي أخبر بها الله على لسان خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان أمي ولم يطلع على ما في كتب أهل الكتاب ثم هو يخبر عما حدث بينهم وبين رسلهم كما هو معروف عندهم ويخبر عما في نفوسهم كما هو الواقع وإن أنكروه، وكل هذا دليل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه ومن لهديه تجرد.
بارك الله فيك ونفع بك.
فاتك إجابة السؤال العام ( سؤال الفوائد السلوكية )
أرجو إكمال الإجابة وأعود للتقييم بإذن الله.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 07:54 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

[color="blue"][size="6"][b]مجلس مذاكرة القسم السابع من سورة البقرة الآيات من 87 إلى 100

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

من الفوائد:
=معرفة رحمة الله بعباده حيث أرسل إليهم الرسل كما في وقوله: "وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ".
=بيان أهمية قدر التوحيد فهو الذي من أجله أرسل الله الرسل؛ رسولاً تلو الآخر حيث تعالى: "وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ".
=أن الله أنزل على رسله معجزات لا يستطيعها الخلق ليكون برهان للناس على صدقهم وهذا مستفاد من قوله: " وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ".
=نصر الله وتأييده لعباده الطائعين الموحدين، فهنا أيد الله عيسى عليه السلام بجبريل عليه السلام.
=بيان خطر اتباع الهوى وأنه إن لم يكن وفق ما يحبه الله ويرضاه فإنه سيكون وفق ما يحبه الشيطان، كما ذكر تعالى هنا عن بني إسرائيل " أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ" وكانت العاقبة تكذيب رسل الله وقتل بعضهم.
=أن الهوى في الآية من الهوى المذموم، وأما المحمود فمثل قول عمر رضي الله عنه في قصة أسرى بدر: «فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت»، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".
=معرفة آفة عظيمة وهي الاستكبار فقد أدى ببني إسرائيل إلى تكذيب الرسل وقتل بعضهم، قال تعالى: " اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ".
=أن الآية فيها دلالة على فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة سلفهم الصالح من الصحابة والتابعين؛ حيث لم يقع منهم ما وقع من بني إسرائيل بعد أن ظهر لهم الحق بل لزموه واتبعوه ولم يرجعوا عنه.
=أن العاقبة الحسنة هي لمن أطاع رسل الله لأنهم إنما يأمرونه بعبادة الله وحده لا شريك له، وأما من عصاهم وكذبهم فإنه لا محالة سيهلك نفسه ويخسر دنياه وآخرته.

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.


يقول تعالى واصفاً ما فعله أهل الكتاب مع دين الإسلام الذي بعث به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم: بئسما اشتروا به أنفسهم" فذم الله بيعهم، فقد باعوا أنفسهم بلا مقابل وذلك حينما أخذوا الباطل وردوا الحق وحينما كفروا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ورضوا بالباطل الذي اخترعوه لأنفسهم فقد حرفوا وبدلوا ما بأيديهم من الكتب ثم أخذوا منها ما وافق هواهم وتركوا ما سواه ومنه الإيمان ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان المقابل خسارة أخرتهم نعوذ بالله تعالى من الضلال.
وقد قيل أن المراد بقوله تعالى: "بما أنزل الله" أي بالقرآن.
ويحتمل كفرهم بالتوراة لأن فيها خبر عيسى ومحمد وهم كفروا بهما.
ويحتمل أن يراد الجميع فإن الكفر بالبعض هو كفر بالكل فمن كفر بمحمد كفر بالتوراة والإنجيل.
ثم بين تعالى أن السبب في كفرهم بما جاء به محمد وتكذيبهم له وترك مناصرته واتباعه إلى عداوته ومخالفته هو الحسد والحقد والكراهية فقال تعالى: "بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده" فحسدوا العرب على أن يكون منهم نبي آخر الزمان وأرادوا أن يكون منهم. وهذا من سوء الظن بالله وهو أنه سبحانه لا يضع رسالته عند من يراه أهلاً لها.
ولذلك كان لهم من الله العقاب الشديد فقال تعالى:" فباءوا بغضبٍ على غضبٍ " أي استحقوا وأوجبوا لأنفسهم الغضب،
قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».
فيدخل فيه كفرهم بالتوراة لما عبدوا العجل أو قالوا عزير ابن الله وغيره من المخالفات التي أوجبت غضب الله من قبل ويدخل فيه كفرهم بعيسى عليه السلام فكل هذا سبق وقع منهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وكفروا برسالته استوجبوا غضباً فوق الغضب.
ثم ختم الله تعالى الآية الكريم ببيان أن من خالف الله سبحانه وتعالى لأمر من الأمور عوقب بنقيض قصده وحرمه الله من هذا الأمر، فلما كان مرادهم الرياسة على الناس بأن يكون منهم الأنبياء والكتب تكبراً على الناس واستعلاءً عاقبهم الله لمخالفتهم أمره ورسوله بالصغار والذل والإهانة فجعل لهم عذا مهين يكونون فيه أذلاء صاغرون.
وقد روى الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذّرّ في صور النّاس، يعلوهم كلّ شيءٍ من الصّغار حتّى يدخلوا سجنًا في جهنّم، يقال له: بولس فيعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال: عصارة أهل النّار".
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
قيل في توجيه معنى قلة الإيمان أقوال هي:
= عدد الرجال المؤمنون منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم قليل وهذا المعنى قاله قتادة ذكره ابن عطية وذكر ابن كثير أنه اختيار فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني
= أن وقت إيمانهم قليل وهو الفترة التي كانوا يستفتحون به قبل بعثته. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
= أن إيمانهم قليل؛ حيث أنهم تركوا أصول التوحيد الصحيح بجحدهم الرسل وتكذيبهم التوراة، فكان ايمانهم بما سواه قليل –كإيمانهم بما جاء به موسى من أمر الثواب والعقاب- مقارنة بما تركوه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وقد ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
=أنهم لا يؤمنون بشيء، ذكر هذا الوجه ابن كثير واستدل له بأن العرب تقول: قلما رأيت تريد، يريدون: ما رأيت.
ولم يرجح أحد منهما أحد هذه الأوجه، والذي يظهر أنها لا تعارض بينها وكلها تنطبق عليهم فهم آمنوا بني آخر الزمان إلى أن بعث ثم كفروا بعد ذلك به، وما آمن منهم به إلا قليل منهم.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
قيل مرجعه:
=إلى موسى عليه السلام بعد ذهابه للمناجاة. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
=وقيل إلى المجيء، فبعد أن جاءهم بالبيانات الواضحات على أنه رسول من الله وأمرهم بما أمر به الله، عبدوا العجل بعد أن جاءهم التوحيد. ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
والذي يظهر أن القول الأول هو الأقوى حيث أن في الآية ذكر موسى وذكر البينات والضمير مذكر فيكون عائد على موسى ولو كان عائد على البينات لكان الضمير "بعدها" وقد اقتصر عليه ابن كثير، والله أعلم.

3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
قال ابن عطية في تفسيره: "وظهر الاسم في قوله: {فإنّ اللّه} لئلا يشكل عود الضمير" ا.هـ
وقال ابن كثير في تفسيره: "وإنّما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له، ومن كان اللّه عدوّه فقد خسر الدّنيا والآخرة، كما تقدّم الحديث:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». وفي الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». وفي الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته.

فأظهر الله الاسم الأعظم ليوضح ويؤكد أن الحرب والعداوة تكون بينه وبين الله عز وجل وهذا تهديد بالغ القوة ،
فالحرب ليست مع أحد من خلق الله بل مع الله الخالق القادر سبحانه، وهذا رادع قوي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولا يدرك ذلك إلا أولوا الألباب.

4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.
=اخباره عن الكتاب الذي آتاه الله موسى عليه السلام.
=اخباره عن وجود أنبياء بعد موسى عليه السلام في بني إسرائيل يحثون الناس على اتباع التوراة.
=اخباره عن بعثة عيسى وأنه آتى بما يخالف التوراة ليس كسابقيه من الرسل بعد موسى.
=اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن تأييد جبرائيل عليه السلام لعيسى ابن مريم .
= أنه أعلمهم أنهم قتلوا كذبوا فريقاً من أنبيائهم وقتلوا فريقاً، في قوله تعالى: "فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"
= اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بكذبهم في ادعائهم حين قالوا "قلوبنا غلف" بأن هذا كذب والحقيقة أنهم كافرون معاندون.
=أن القرآن أخبر أن التوراة فيها ذكر أوصاف نبي آخر الزمان وأنهم كانوا يستفتحون به على أعدائهم وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم كما وصفته التوراة.
=أن المانع لهم من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه هو الحقد والحسد، أن تذهب النبوة والرسالة من بني إسرائيل وتنتقل للعرب وهذا ما جاء عنهم في الآثار.
=أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالمعجزات حصلت معهم في زمن موسى عليه السلام من رفع الطور فوقهم، وأخذ الميثاق عليهم، وغير هذا مع أن النبي أمي ولم يطلع على شيء من كتبهم.
=إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اتخذوا العجل بعد ما جاءتهم البينات الدالة على التوحيد.
=تحدي القرآن لهم بأن يتمنوا الموت، ولم يحدث منهم ذلك لأنهم يحبون الدنيا والتعمير فيها كما أخبر عنهم ربنا.

وغير ذلك من الأمور التي أخبر بها الله على لسان خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان أمي ولم يطلع على ما في كتب أهل الكتاب ثم هو يخبر عما حدث بينهم وبين رسلهم كما هو معروف عندهم ويخبر عما في نفوسهم كما هو الواقع وإن أنكروه، وكل هذا دليل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه ومن لهديه تجرد.[/QUOTE]

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 02:16 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
[color="blue"][size="6"][b]مجلس مذاكرة القسم السابع من سورة البقرة الآيات من 87 إلى 100

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

من الفوائد:
=معرفة رحمة الله بعباده حيث أرسل إليهم الرسل كما في وقوله: "وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ".
=بيان أهمية قدر التوحيد فهو الذي من أجله أرسل الله الرسل؛ رسولاً تلو الآخر حيث تعالى: "وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ".
=أن الله أنزل على رسله معجزات لا يستطيعها الخلق ليكون برهان للناس على صدقهم وهذا مستفاد من قوله: " وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ".
=نصر الله وتأييده لعباده الطائعين الموحدين، فهنا أيد الله عيسى عليه السلام بجبريل عليه السلام.
=بيان خطر اتباع الهوى وأنه إن لم يكن وفق ما يحبه الله ويرضاه فإنه سيكون وفق ما يحبه الشيطان، كما ذكر تعالى هنا عن بني إسرائيل " أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ" وكانت العاقبة تكذيب رسل الله وقتل بعضهم.
=أن الهوى في الآية من الهوى المذموم، وأما المحمود فمثل قول عمر رضي الله عنه في قصة أسرى بدر: «فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت»، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".
=معرفة آفة عظيمة وهي الاستكبار فقد أدى ببني إسرائيل إلى تكذيب الرسل وقتل بعضهم، قال تعالى: " اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ".
=أن الآية فيها دلالة على فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة سلفهم الصالح من الصحابة والتابعين؛ حيث لم يقع منهم ما وقع من بني إسرائيل بعد أن ظهر لهم الحق بل لزموه واتبعوه ولم يرجعوا عنه.
=أن العاقبة الحسنة هي لمن أطاع رسل الله لأنهم إنما يأمرونه بعبادة الله وحده لا شريك له، وأما من عصاهم وكذبهم فإنه لا محالة سيهلك نفسه ويخسر دنياه وآخرته.

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.


يقول تعالى واصفاً ما فعله أهل الكتاب مع دين الإسلام الذي بعث به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم: بئسما اشتروا به أنفسهم" فذم الله بيعهم، فقد باعوا أنفسهم بلا مقابل وذلك حينما أخذوا الباطل وردوا الحق وحينما كفروا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ورضوا بالباطل الذي اخترعوه لأنفسهم فقد حرفوا وبدلوا ما بأيديهم من الكتب ثم أخذوا منها ما وافق هواهم وتركوا ما سواه ومنه الإيمان ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان المقابل خسارة أخرتهم نعوذ بالله تعالى من الضلال.
وقد قيل أن المراد بقوله تعالى: "بما أنزل الله" أي بالقرآن.
ويحتمل كفرهم بالتوراة لأن فيها خبر عيسى ومحمد وهم كفروا بهما.
ويحتمل أن يراد الجميع فإن الكفر بالبعض هو كفر بالكل فمن كفر بمحمد كفر بالتوراة والإنجيل.
ثم بين تعالى أن السبب في كفرهم بما جاء به محمد وتكذيبهم له وترك مناصرته واتباعه إلى عداوته ومخالفته هو الحسد والحقد والكراهية فقال تعالى: "بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده" فحسدوا العرب على أن يكون منهم نبي آخر الزمان وأرادوا أن يكون منهم. وهذا من سوء الظن بالله وهو أنه سبحانه لا يضع رسالته عند من يراه أهلاً لها.
ولذلك كان لهم من الله العقاب الشديد فقال تعالى:" فباءوا بغضبٍ على غضبٍ " أي استحقوا وأوجبوا لأنفسهم الغضب،
قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».
فيدخل فيه كفرهم بالتوراة لما عبدوا العجل أو قالوا عزير ابن الله وغيره من المخالفات التي أوجبت غضب الله من قبل ويدخل فيه كفرهم بعيسى عليه السلام فكل هذا سبق وقع منهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وكفروا برسالته استوجبوا غضباً فوق الغضب.
ثم ختم الله تعالى الآية الكريم ببيان أن من خالف الله سبحانه وتعالى لأمر من الأمور عوقب بنقيض قصده وحرمه الله من هذا الأمر، فلما كان مرادهم الرياسة على الناس بأن يكون منهم الأنبياء والكتب تكبراً على الناس واستعلاءً عاقبهم الله لمخالفتهم أمره ورسوله بالصغار والذل والإهانة فجعل لهم عذا مهين يكونون فيه أذلاء صاغرون.
وقد روى الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذّرّ في صور النّاس، يعلوهم كلّ شيءٍ من الصّغار حتّى يدخلوا سجنًا في جهنّم، يقال له: بولس فيعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال: عصارة أهل النّار".
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
قيل في توجيه معنى قلة الإيمان أقوال هي:
= عدد الرجال المؤمنون منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم قليل وهذا المعنى قاله قتادة ذكره ابن عطية وذكر ابن كثير أنه اختيار فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني
= أن وقت إيمانهم قليل وهو الفترة التي كانوا يستفتحون به قبل بعثته. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
= أن إيمانهم قليل؛ حيث أنهم تركوا أصول التوحيد الصحيح بجحدهم الرسل وتكذيبهم التوراة، فكان ايمانهم بما سواه قليل –كإيمانهم بما جاء به موسى من أمر الثواب والعقاب- مقارنة بما تركوه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وقد ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
=أنهم لا يؤمنون بشيء، ذكر هذا الوجه ابن كثير واستدل له بأن العرب تقول: قلما رأيت تريد، يريدون: ما رأيت.
ولم يرجح أحد منهما أحد هذه الأوجه، والذي يظهر أنها لا تعارض بينها وكلها تنطبق عليهم فهم آمنوا بني آخر الزمان إلى أن بعث ثم كفروا بعد ذلك به، وما آمن منهم به إلا قليل منهم.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
قيل مرجعه:
=إلى موسى عليه السلام بعد ذهابه للمناجاة. ذكر هذا الوجه ابن عطية.
=وقيل إلى المجيء، فبعد أن جاءهم بالبيانات الواضحات على أنه رسول من الله وأمرهم بما أمر به الله، عبدوا العجل بعد أن جاءهم التوحيد. ذكر هذا الوجه ابن عطية وابن كثير.
والذي يظهر أن القول الأول هو الأقوى حيث أن في الآية ذكر موسى وذكر البينات والضمير مذكر فيكون عائد على موسى ولو كان عائد على البينات لكان الضمير "بعدها" وقد اقتصر عليه ابن كثير، والله أعلم.
[ المجيء أيضًا مذكر ، ويجوز عود الضمير عليه ، فهم قد أعادوه على مجيء اليبنات ، وليس البينات نفسها.
وترجيح الأول من باب أن هذا ما حصل مباشرة قبل اتخاذهم العجل ، والله أعلم.
قال ابن جرير : " وإنّما قال: من بعد موسى، لأنّهم اتّخذوا العجل من بعد أن فارقهم موسى ماضيًا إلى ربّه لموعده " ، وذكر القول الثاني احتمالا أيضًا. ]


3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
قال ابن عطية في تفسيره: "وظهر الاسم في قوله: {فإنّ اللّه} لئلا يشكل عود الضمير" ا.هـ
وقال ابن كثير في تفسيره: "وإنّما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له، ومن كان اللّه عدوّه فقد خسر الدّنيا والآخرة، كما تقدّم الحديث:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». وفي الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». وفي الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته.

فأظهر الله الاسم الأعظم ليوضح ويؤكد أن الحرب والعداوة تكون بينه وبين الله عز وجل وهذا تهديد بالغ القوة ،
فالحرب ليست مع أحد من خلق الله بل مع الله الخالق القادر سبحانه، وهذا رادع قوي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولا يدرك ذلك إلا أولوا الألباب.

[ هذه القاعدة مفيدة جدًا في فهم كثير من الآيات واستنباط بعض الأحكام منها ، وقد مثل الشيخ ابن عثيمين بهذه الآية عند بيانه لهذه القاعدة " الإظهار في موضع الإضمار ، فيمكنكم الرجوع إليه لمزيد من الفائدة وفهم هذا الأصل من أصول التفسير :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22703 ]


4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.
=اخباره عن الكتاب الذي آتاه الله موسى عليه السلام.
=اخباره عن وجود أنبياء بعد موسى عليه السلام في بني إسرائيل يحثون الناس على اتباع التوراة.
=اخباره عن بعثة عيسى وأنه آتى بما يخالف التوراة ليس كسابقيه من الرسل بعد موسى.
=اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن تأييد جبرائيل عليه السلام لعيسى ابن مريم .
= أنه أعلمهم أنهم قتلوا كذبوا فريقاً من أنبيائهم وقتلوا فريقاً، في قوله تعالى: "فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"
= اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بكذبهم في ادعائهم حين قالوا "قلوبنا غلف" بأن هذا كذب والحقيقة أنهم كافرون معاندون.
=أن القرآن أخبر أن التوراة فيها ذكر أوصاف نبي آخر الزمان وأنهم كانوا يستفتحون به على أعدائهم وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم كما وصفته التوراة.
=أن المانع لهم من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه هو الحقد والحسد، أن تذهب النبوة والرسالة من بني إسرائيل وتنتقل للعرب وهذا ما جاء عنهم في الآثار.
=أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالمعجزات حصلت معهم في زمن موسى عليه السلام من رفع الطور فوقهم، وأخذ الميثاق عليهم، وغير هذا مع أن النبي أمي ولم يطلع على شيء من كتبهم.
=إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اتخذوا العجل بعد ما جاءتهم البينات الدالة على التوحيد.
=تحدي القرآن لهم بأن يتمنوا الموت، ولم يحدث منهم ذلك لأنهم يحبون الدنيا والتعمير فيها كما أخبر عنهم ربنا.
[ أحسنتم ، جميع ما سبق يُستدل به لكن وددت لو استشهدتم بالآيات.
والنقطة الأخيرة بالذات تدل على صدق النبوة ، لأنه إن لم يكن لديهم يقين من أنه رسول من عند الله ؛ فلماذا امتنعوا عن المباهلة ؟ ، خاصة وقد ادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه ؟! ]

وغير ذلك من الأمور التي أخبر بها الله على لسان خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان أمي ولم يطلع على ما في كتب أهل الكتاب ثم هو يخبر عما حدث بينهم وبين رسلهم كما هو معروف عندهم ويخبر عما في نفوسهم كما هو الواقع وإن أنكروه، وكل هذا دليل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه ومن لهديه تجرد.
[/quote]

التقويم : أ+
بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 شعبان 1438هـ/15-05-2017م, 10:59 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

- اليهود قوم بهت ومن أخص صفاتهم العناد والوقاحة والتكبر على الحق وعلى أصحابه , لذلك ذمهم الله بهذا الأسلوب ( الاستفهام التوبيخي ) بأنه لكما جاءتهم آية وحجة ودليل علىوجوب اتباع الرسل والإيمان بهم ةوبما جاءوا كذبوا وكفروا , وزادوا على ذلك بأنهم كانوا يقتلون أنبياءهم عليهم لعائن الله تترى .
- الله سبحانه وتعالى برحمته لا يترك عباده ولا يهملهم بل إنه برحمته يرسل لهم الآيات التي تذكرهم وتحضهم على الإيمان , لذلك يرسلهم الرسول يتلوه رسول وأيد رسله بالبينات والكتب , كل ذلك تشجيعا لعباده وحضاً لهم على الإيمان وترك العناد والكبر .
-

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.

- من عادى جبريل فليعلم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بإذن من الله سبحانه وتعالى , فهو من رسل الله ومن عادى رسولاً فقد عادى جميع الرسل وبالتالي فهو عدو لله فهو كافر , وذلك لأن جبريل لا ينزل من تلقاء نفسه لقوله تعالى ( وما نتنزل إلا بأمر ربك )
- من حكم المولى سبحانه في نزول جبريل على قلبك هدى لقلوب المؤمنين وبشرىلهم بالجنة وليس ذلك إلا للمؤمنين .
- من عادى الله وملائكتهأو أحدهم ورسله أو أحدهم فهو من الكافرين الضالين فسيكون عدو لله سبحانه وتعالى , وذكرجبريل ومكائيل بعد ذكر عموم الملائكة هو من ذكر الخاص بعد العام وذلك لشرفهم وفضلهم والتأكيد على اليهود في الانتصار لجبريل عليهم لأنه السفير بين الله ورسله , وقرن مكائيل مع جبريل لأن اليهود زعموا أنهم يحبون مكائيل ولا يحبون جبريل , فأعلمهم الله تعالى أن من عادى واحداً منهم فقد عادى الآخر وعادى الله أيضاً .

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
- أي قلوبهم في غلاف فلا يخلص إليها ما تقول وهو الذي رجحه ابن جرير واستهشد بحديث عن حذيفة ( وقلب اغلف مغضوب عليه وذاك قلب الفاجر ) .
- غلف بضم اللام جمع غلاف أي قلوبهم أوعية لكل علم فلا تحتاج إلى علمك

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
- أي إن كنتم صادقين في دعواكم فمتنوا الموت إن كنتم صادقين , وهذا مرجوح لأنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقين في دعواهم أنهم يمتنون الموت ,فلا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت .
- المراد المباهلة وهو الاجتماع من الفريقين في الدعاء على الكاذب منهم بالموت , وليعلم أن المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة , وهذا هو الراجح لأنهم لما تيقنوا كذبهم وعرفوا صدق المباهلة وهم يعرفون صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم نكلوا عن المباهلة ولم يقبلوها

3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
لأن عيسى عليه السلام ختم الله به أنبياء بني إسرائيل وجء بمخالفة بعض أحكام التوراة ولهذا أعطاه الله البينات ما يدلهم على صدقه فيما جاء به

4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
ظاهرها الخبر ومضمونها الوعيد لأن الله عليم بالظالمين وغيرهم فيفيد تخصيص الظالمين بالذكر تخصيصهم بالوعيد والعقاب الأليم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 03:40 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

- اليهود قوم بهت ومن أخص صفاتهم العناد والوقاحة والتكبر على الحق وعلى أصحابه , لذلك ذمهم الله بهذا الأسلوب ( الاستفهام التوبيخي ) بأنه لكما جاءتهم آية وحجة ودليل علىوجوب اتباع الرسل والإيمان بهم ةوبما جاءوا كذبوا وكفروا , وزادوا على ذلك بأنهم كانوا يقتلون أنبياءهم عليهم لعائن الله تترى . [ فيُستفاد من ذلك تجنب الكبر والعناد والمسارعة في الخيرات والاستجابة لأمر الله وأمر رسوله ]
- الله سبحانه وتعالى برحمته لا يترك عباده ولا يهملهم بل إنه برحمته يرسل لهم الآيات التي تذكرهم وتحضهم على الإيمان , لذلك يرسلهم الرسول يتلوه رسول وأيد رسله بالبينات والكتب , كل ذلك تشجيعا لعباده وحضاً لهم على الإيمان وترك العناد والكبر . [ فيُستفاد من ذلك شكر الله على نعمته والمسارعة للاستجابة لأوامر رسله ]
-

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.

- من عادى جبريل فليعلم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بإذن من الله سبحانه وتعالى , فهو من رسل الله ومن عادى رسولاً فقد عادى جميع الرسل وبالتالي فهو عدو لله فهو كافر , وذلك لأن جبريل لا ينزل من تلقاء نفسه لقوله تعالى ( وما نتنزل إلا بأمر ربك )
- من حكم المولى سبحانه في نزول جبريل على قلبك هدى لقلوب المؤمنين وبشرىلهم بالجنة وليس ذلك إلا للمؤمنين .
- من عادى الله وملائكتهأو أحدهم ورسله أو أحدهم فهو من الكافرين الضالين فسيكون عدو لله سبحانه وتعالى , وذكرجبريل ومكائيل بعد ذكر عموم الملائكة هو من ذكر الخاص بعد العام وذلك لشرفهم وفضلهم والتأكيد على اليهود في الانتصار لجبريل عليهم لأنه السفير بين الله ورسله , وقرن مكائيل مع جبريل لأن اليهود زعموا أنهم يحبون مكائيل ولا يحبون جبريل , فأعلمهم الله تعالى أن من عادى واحداً منهم فقد عادى الآخر وعادى الله أيضاً .
[ أحسنت ، بارك الله فيك ، لكن ينقصه بيان معنى " مصدقًا لما بين يديه " ، ولو قدمت ذكر سبب النزول بين يدي التفسير نزولا على قاعدة البدء بمسائل علوم الآية. ]
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
- أي قلوبهم في غلاف فلا يخلص إليها ما تقول وهو الذي رجحه ابن جرير واستهشد بحديث عن حذيفة ( وقلب اغلف مغضوب عليه وذاك قلب الفاجر ) .
- غلف بضم اللام جمع غلاف أي قلوبهم أوعية لكل علم فلا تحتاج إلى علمك

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
- أي إن كنتم صادقين في دعواكم فمتنوا الموت إن كنتم صادقين , وهذا مرجوح لأنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقين في دعواهم أنهم يمتنون الموت ,فلا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت .
- المراد المباهلة وهو الاجتماع من الفريقين في الدعاء على الكاذب منهم بالموت , وليعلم أن المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة , وهذا هو الراجح لأنهم لما تيقنوا كذبهم وعرفوا صدق المباهلة وهم يعرفون صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم نكلوا عن المباهلة ولم يقبلوها

3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
لأن عيسى عليه السلام ختم الله به أنبياء بني إسرائيل وجء بمخالفة بعض أحكام التوراة ولهذا أعطاه الله البينات ما يدلهم على صدقه فيما جاء به

4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
ظاهرها الخبر ومضمونها الوعيد لأن الله عليم بالظالمين وغيرهم فيفيد تخصيص الظالمين بالذكر تخصيصهم بالوعيد والعقاب الأليم

التقويم : أ
تم الخصم للتأخير.
بارك الله فيك ونفع بك.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11 شوال 1438هـ/5-07-2017م, 07:34 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميعالطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة
- طبيعة البشر النسيان واحتياجهم لمن يذكرهم ويكرر عليهم الموعظة والنصح ودليل هذا تتابع الرسل على بني إسرائيل ، فكذلك الداعي عليه بالصبر وعدم السأم من تكرار النصح
- نستشعر من الآيات شدة حاجة الناس للوحي وقد حفظ الله القرآن آخر الوحي وهو خير موعظة ومذكر فعلينا أن يكون حالنا مع القرآن كحال المستشفي مع الدواء.
- الهوى أصل كثير من فساد بني آدم وما يضاد الهوى هو العلم فكلما تمسك الإنسان بالوحي كلما كان أبعد عن اتباع الهوى
- الكبر كذلك أصل كثير من الشرور وسبب لرد الحق والتكذيب به فعلى المرء أن يدعو الله أن يخلصه من الكبر وأن يبذل لذلك الأسباب الشرعية من تكلف التواضع وغيرها..

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَابَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
(قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ)
سبب نزول الآيات أن اليهود قالوا أن جبريل هو عدوهم من الملائكة لأنه ينزل بالحرب والشدة لهذا لا يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لو كان صاحبه من الملائكة هو ميكائيل الذي ينزل بالمطر والرزق لاتبعوه ، فأنزل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم تشريفا لجبريل عليه السلام أن الله تعالى اختاره لينزّل القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بعلم الله وإرادته.
(مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )فنزل القرآن مصدقا لما قبله من الكتب التي منها التوراة التي يقرؤها اليهود ويزعمون الإيمان بها فكان هذا القرآن هداية وبشرى للمؤمنين الذين يؤمنون بالله ورسوله وملائكته واليوم الآخر دون غيرهم بل هو خسار على الكافرين
( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) وتوعد الله تعالى كل من يعادي الله بالمعصية أو يعادي الرسل والملائكة
(وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ)وخص بالذكر منهم جبريل وميكال لشرفهما ولذكر اليهود لهما
(فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) توعد الله من فعل ذلك بعداوة الله له بعقوبته وعذابه لأن من يكفر بنبي واحد فقد كفر بكل الأنبياء ومن كفر بملك واحد فقد كفر بكل الملائكة فأولئك هم الكافرون حقا

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كلمن:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
- على قراءة غلْف بتسكين اللام فهي جمع أغلَف مثل أحمر وحمر ويكون المعنى قلوبنا عليها غشاوة فهي لا تفقه ما تقول مثل قولهم في الآية الأخرى: ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون)
قاله ابن عباس وقتادة وعكرمه وابي العالية وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
وعن الحسن ( غلف ) أي لم تختن فهي غير طاهره ذكره ابن كثير
وقيل غلْف جمع غلاف وأصلها غلَّف وخففت وهذا قلما يستعمل إلا في الشعر ويكون معناها كما في قراءة غلُف. ذكره بن عطية
- وعلى قراءة غلُف بضم اللام فهي جمع غلاف ويكون المعنى قلوبنا أوعية للعلم فكيف يغيب عنها علم محمد صلى الله عليه وسلم أو مملوءة بالعلم فلا تحتاج معه لعلم آخر قاله بن عباس وعطية العوفي وذكره ابن عطية وابن كثير
- وقرأ الأعمش والأعرج وابن محيصن غلّف بتشديد اللام وهي جمع غلاف ذكره ابن عطية

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إنكنتم صادقين}.
غرض الأمر هو قطع حجتهم فقد قالوا ( نحن أبناء الله وأحباؤه) وقالوا : ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) فلو كانوا صادقين عند أنفسهم لتمنوا الموت ليدخلوا الجنة التي هي أفضل من الدنيا، وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد هلاك الفريق المكذب فلو تمنوا الموت لماتوا.

3:بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
لأنه جاء بمخالفة التوراة في بعض الأحكام لهذا أيده الله بالمعجزات وقد كانت الرسل بعد موسى عليه السلام تجيء بإثبات التوراة والأمر بلزومها.

4:ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
أفاد تخصيص الظالمين هنا - برغم علمه سبحانه بالظالمين وغير الظالمين - الوعيد لهم بمجازاتهم على ظلمهم فكما أنه عليم بهم فهو سبحانه عليم بجزائهم ومن جزائهم القتل في الدنيا أو الذلة بدفع الجزية.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir